النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: مقالات مواقع دحلان 09/12/2015

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    مقالات مواقع دحلان 09/12/2015

    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif[/IMG]
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG]



    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image005.jpg[/IMG]










    المواقع الالكترونية الموالية لتيار دحلان
    عناوين مقالات

    v "مأسسة الوطنية الفلسطينية المعاصرة"..بات ضرورة!
    امد / حسن عصفور

    v لو تكرمتم، اسألوا الشباب فهم يعلمون أكثر
    الكوفية / حسن سليم

    v مرة اخرى صرخة القدس ....
    امد / يونس العموري

    v جولة في الداخل الإسرائيلي
    الكرامة / غازي السعدي

    v الانتفاضة ... إقدام الشباب وتردد النخب
    امد / معين الطاهر

    v ثورة السكاكين الفلسطينية
    فراس برس / أسماء الحسينى

    v كيري وكلينتون والسلام
    صوت فتح / عمر حلمي الغول

    v الانتفاضة تعانق السماء بتضحياتها وعنفوان الشباب
    الكوفية / عباس الجمعة

    v ظواهر التخريب والهدم في الاطر النضالية والتحررية
    امد / سميح خلف

    المقالات

    "مأسسة الوطنية الفلسطينية المعاصرة"..بات ضرورة!

    امد / حسن عصفور

    حضرت ذكرى انطلاقة "الانتفاضة الوطنية الكبرى" في 8 ديسمبر عام 1987، دون أن تحضر روحها التي مثلت عنصر تغيير جوهري للواقع الإقليمي عامة والفلسطيني خاصة، وفرضت مسارا سياسيا لم يكن ضمن حسابات دوائر التآمر على انهاء مرحلة الثورة الفلسطينية المعاصرة وما جسدته بكفاحها المسلح والشعبي من قيم جديدة ردا على الهزيمة منطقا وأدوات..
    الانتفاضة الوطنية الكبرى، ستبقى تمثل "العامود الكفاحي" لاستمرار فلسطين قضية وواقعا سياسيا، والبوابة التي دخلت منها "الكيانية الفلسطينية" لرحلة التأسيس المعاصر، جسدها بناء السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994، وما أفرزته لاحقا من إعتراف رسمي بدولة فلسطين عضوا مراقبا في الإمم المتحدة، حتى مع بقاء القرار حبيسا لمكتب الرئيس محمود عباس..
    لكنه بات حقيقة سياسية لن يتم شطبه من خرائط العالم السياسية، حتى وإن تقاعس من يمثل الشعب الفلسطيني على تجسيده واقعا، ومشروعا رافضا للمشروع الاحتلالي التهويدي..
    كان لذكرى الانتفاضة الوطنية الكبرى، في لحظات "هبة الغضب"، ان تكون عنصر جذب وطني لاعادة رسم المشهد الفلسطيني، نحو "مأسسة الوطنية الفلسطينية" ضمن متغيرات جذرية تجري داخل "الوطن التاريخي" وما حوله، ووحدها دون أي مضاف ومضاف اليه، كانت كفيلة أن تعيد إنتاج تلك المأسسة المعاصرة..
    ليس عيبا سياسيا أن يتم البحث والتفكير في إعادة صياغة "المؤسسة الوطنية الفلسطينية" التي أنتجتها الثورة الفلسطينية المعاصرة، برصاصة حركة فتح الإولى في الفاتح من يناير 1965، صياغة تعيد البحث في جوهر المتغيرات التي طالت المسار والمسيرة، رؤية وأدوات، لإنتاج "مؤسسة وطنية حديثة"، تفتح الباب لتجسيد الكيانية الفلسطينية المعاصرة..
    روح الانتفاضة الوطنية الكبرى، ومنتجها الحالي "هبة الغضب"، ليست حدثا وذكرى لمواجهة المحتل، بل في جوهرها ردا استراتيجيا لحماية "الكيانية الفلسطينية" التي كادت أن تصبح حلما يضاف لـ"مجمع الأحلام الوطنية" لشعب يعلم يقينا أن "الحلم الوطني" هو ايضا سلاح وطني..
    انطلاقة الانتفاضة الوطنية الكبرى عام 1987 مثلت الجدار الأكبر للديمومة الفلسطينية، بعد أن بدأت أمريكا وتحالفها السياسي في رسم الترتيبات لاكمال مخطط "التهويد والتذويب" للهوية الفلسطينية، واعادة انتاج "تغريبة جديدة"، بدأت من خلال الحرب العدوانية على الثورة - المنظمة في لبنان عام 1982، مرورا بمحاولات مصادرة "الشرعية السياسية الوطنية" بمسميات "ثورية"، الى محاولات حصار التمثيل الوطني - الشرعي عبر "الرسمية العربية" يونيو 1987..
    قيمة الانتفاضة الوطنية الكبرى، ليست فيما صنعته مجدا كفاحيا للفلسطيني في العالم، عبر حجارة أطفال كسروا كل حواجز الخوف، بحيث بات الاسم الرسمي الشعبي لها، انتفاضة اطفال الحجارة، لكنها شكلت "الانطلاقة الثورية الثانية" في التاريخ الكفاحي منذ اغتصاب فلسطين وتشريد أهلها في "التغريبة الكبرى" عام 1948..
    ورغم كل محاولات السيطرة وحصار تلك "الإنطلاقة الثورية"، واصلت مسارها في عنفوان لم ينال منه محاولة "شطب التمثيل الوطني" عبر مؤتمر مدريد وصياغة الحضور الفلسطيني، والتي للأسف يتغنى بها البعض دون ادراك أنها جاءت لتسرق روح الانطلاقة الثورية الجديدة، وتفرض رؤية تم صياغتها في واشنطن عام 1988 للخلاص من مرحلة الثورة ومنظمة التحرير بكل ما تمثل للفلسطيني وطنا ومهجرا، كيانا وهوية..
    الانتفاضة الوطنية الكبرى، فرضت اعادة الرؤية السياسية الفلسطينية نحو بلورة مبادئ "الكيانية الوطنية"، التي قادها الخالد ياسر عرفات، في مسار تفاوضي خارج الصندوق، ما عرف لاحقا بمسار أوسلو، والذي منه وعبره بدأت "صياغة الكيانية الفلسطينية الجديدة"..بعيدا عن كل الاجراءات والاليات التي نصت عليها الاتفاقات اللاحقة، والتي باتت الآن بغير ذي صلة وطنيا وسياسيا، والتمسك بها ليس سوى تعبير عن العجز و"الهمالة السياسية"..
    الآن، رحلة تجسيد "الكيانية الفلسطينية ودولتها" تفرض رؤية جذرية ليس للحديث عن "مصالحة فصائلية"، أثبتت الأيام أنها لن ترى النور ضمن الواقع القائم، بل ما يجب التفكير به وبشكل جذري هو العمل على إعادة صياغة جديدة لمفهوم "المؤسسة الوطنية الفلسطينية"، ضمن رحلة "التأسيس الكياني"، رؤية ومنهجا وأدوات..
    وهذه مسألة تستوجب الكف الصبياني بالحديث الساذج عن "مصالحة فصائلية" لم يعد لها جدوى، ولكن الضرورة تفرض تغييرا جذريا في التعامل مع جوهر الوطنية الفلسطينية، بمسارها الثوري الكفاحي وضمن رؤية تطور المشهد السياسي..
    هل نجد من يعمل له..أم ننتظر "قدرا سياسيا" مثيلا ليوم 8 ديسمبر بعملية "دهس" تعيد الروح الخلاقة لتكريس "الكيانية الوطنية الفلسطينية"..من هنا يكون التحدي!
    ملاحظة: لماذا الصمت المهين والمعيب وطنيا ودينيا على تسريب الفاشي الصغير نتنياهو حول قدرته على هدم المسجد الأقصى.. الاستخفاف بما قال تفاهة سياسية لا أكثر!
    تنويه خاص: مجددا عودة حركة الانفاق في غزة للعمل لن تجلب الخير لأهله، سواء من يقوم بها "افراد" او "جماعات"..تزامن الكشف عنها مع عودة عمليات الارهاب في سيناء ليست عفوية، ولن تمر مرور الكرام..الرسالة لأمن حماس قبل قيادتها..

    لو تكرمتم، اسألوا الشباب فهم يعلمون أكثر

    الكوفية / حسن سليم

    الشباب هم الذين بادروا لإنهاء الحمل السياسي الكاذب، المدعي بقرب إنجاب دولة فلسطينية، قد تم التوقع مبكرا عدم القدرة على تحقيقه، بسبب سرطان كان يتمدد في الرحم، أنهكه حتى بات ضعيفا غير قادر الإنجاب.
    والشباب اليوم هم أصحاب القانون الجديد في المواجهة الذي لم يتوصل اليه بعد، علماء السياسة والاجتماع لاكتشافها رغم محاولاتهم المتكررة بالاقتراب بحذر مما يصنعون، ما أبقاهم يقيمون على سطحية الاكتشاف والتحليل، وكم كان أولى مبادرتهم بالسؤال لأصحاب القانون الجديد، ماذا يحدث، وما الذي لم يحدث، وما المطلوب أن يحدث، فهم يعلمون أكثر منا.
    ولكن، أخيرا حدث أن تم السؤال، وهذه المرة الشباب هم من يعتلون منصة الحديث، وعلى الجميع أن يصغي باهتمام، فذلك حقهم، ولا مِنة لأحد عليهم، وهذا ما حدث.
    نحن ندرك منذ البداية أن الدولة لا تقوم بين ليلة وضحاها، ولم نكن واهمين بأننا سنغفو لنجد السواري تحمل أعلام الدولة فوق مؤسساتها، وأن الاحتلال قد فر هارباً خجلا مما فعل على مدار سبعة عقود، وبأنه استجاب لمطالبنا بالحرية والاستقلال، "يقول الشباب".
    كنا نعلم منذ ومن بعيد أن اصطلاح الوحدة الوطنية والإجماع الوطني لم يعد صالحا لقياس مدى إمكانية الوصول لأهدافنا وتحقيق مشروعنا الوطني، فاختلاف المشارب الفكرية والرؤى السياسية يجعل الاتفاق المطلق ضرباً من الخيال، ووهم لن يكون حقيقة إلا إذا ألغى أحدنا الآخر، وتحولنا الى "أحد" من لون واحد، وهذا ما لا نريد، بل نريد التنوع والاختلاف الواعي، والإبداع الخلاق الذي يكون أحد محفزاته الرغبة بالتفوق على الآخر في إطار المنافسة، وهذا بالطبع لا يكون في ظل اللون الواحد، المستريح لضمان شعبيته، ولهذا السبب لا نصر على اصطلاح الوحدة الوطنية أو الإجماع الوطني، والمطلوب البحث عن ابتكار جديد، او قاسم مشترك أوسع، فذلك يكفي، "هكذا يقترح الشباب".
    لسنا ممن يتخلى عن الأطر والأحزاب صاحبة الفضل في التأطير والتنظيم، والتي حافظت على بقاء القضية الوطنية حية، رغم كل الملاحظات على أدائها الحالي، فهي التي واجهت كل مشاريع التصفية التي رافقت الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها، كما أننا لا نطرح أنفسنا بديلاً عنها، لأننا أبناؤها وطلاب مدرستها، ولذلك ندفع دمنا ثمناً حتى تلتقط تلك الفصائل رسالتنا، وتعود الى الموقع الذي نحب، بأن تكون في المقدمة، ولكن وفق القانون الجديد، الذي يستوعب الطاقات، ويضمن تجدد الدماء في الهياكل التنظيمية، وهذا ما يجب انه تأخذه بعين الاعتبار، "هذا ما يطالب به الشباب".
    اتحاد طلبة فلسطين، كان من أوائل الاتحادات المنتجة لكوادر منظمة التحرير، والمشكل الأساسي لأطرها، ولعب دورا مهما في قيادة الكفاح الوطني سواء المسلح أو السياسي، ولكن اختفاءه بقدرة قادر أو عبده، وانسلاخه عن الجسم الأصيل المكون له، وهم الطلاب، وتكلس هياكله، بعد تربع قواده في عرش عليين، تسبب بطمس صوت الطلاب، وهم ذاتهم الشباب، مما تسبب بتغييب تمثيلهم، وإخفاء صوتهم وإظهار فعلهم على الأرض، "ولهذا يعتب الطلاب الشباب".
    بعد سنوات، أو اقل سنكون طلاب عمل، بعد إنهاء الدراسة، ونعلم حجم البطالة المتفشية، وضيق السوق، لكن ونحن نتطلع لأن تكون لنا دولة، طالما حلمنا بقيامها، نتطلع أن تكون لها رؤية قادرة على قراءة المستقبل لنا، وألا تتركنا فريسة انعدام الفرص، أو لسماسرة لحاجاتنا الماسة للعمل، سواء من اصحاب دكاكي السياسة او من اصحاب رؤوس الاموال، أو تدفعنا للبحث عن هجرة الوطن الذي نحب، والغرق في أواسط البحار بحثاً عن مستقبل مجهول، فذلك ما يرعبنا، ويدفعنا للدخول في حالة اليأس التي لا نريد، "هذا تخوف الشباب".
    حزننا عميق على ما وصل اليه حالنا، ولكنه لم يمنعنا من الفرح وسط التظاهرات، ولم يعق إحياء مناسبة عيد ميلاد لأحد الأصدقاء تحت وقع صوت الرصاص، كما لم يمنعنا المطر من تنفيذ دبكة شعبية رغم لزوجة الأرض الملوثة بالمياه العادمة، نحن لسنا شبابا سذجا كما تعتقدون، بل الأكثر قدرة على التكيف، لأننا ببساطة قررنا البقاء، رغم كل الظروف، ونحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا، "يقول الشباب".
    اليوم، ثمة ضوء بالإمكان مشاهدته، ولو من بعيد، ولكنه سيتضح أكثر لو تم السعي للاقتراب منه أكثر، ولكن للتذكير فهو لا يعمل بأدواتنا القديمة، كما لا يحتاج منا الى وقود ليعمل، ولضمان بقائه، فقط كل ما يحتاج منا ألا نطفئه، هم الشباب، فهل تكرمتم، واقتربتم منهم، وسألتم ماذا يريدون، فهم يعلمون أكثر.


    مرة اخرى صرخة القدس ....

    امد / يونس العموري

    مرة اخرى يكون حديثنا عن القدس وللقدس وحول القدس ولن نمل قرع جدران الخزان، ووسط كل هذا الضجيج لا حياة لمن تنادي اذا ما ناديت حيا، حيث اننا نجد انفسنا مجددا امام فرض حقيقة القدس، وما هية القدس في المعادلة الانسانية عموما. فمن جديد نكتشف ان للقدس حسابات اخرى غير حسابات باقي المدائن، فالقدس تاريخيا تحررنا من هزائمنا ومن انكساراتنا فيما نحن نسعى الى تحريرها، وهي توحدنا فيما نجهد من اجل توحيدها، وهي تفتح لنضالنا الافاق الواسعة فيما نحاول ان نكسر من حولها القيود، ذلك ان القدس تجمع الامة بكل مكوناتها، كما الانسانية بكل حضاراتها وثقافاتها واديانها، بل في القدس تنكشف العدوانية الفعلية لكراهي الانسان بشكله الأدمي وللفعل الصهيوني بكل ابعاده لا على اهل القدس وحدهم، ولا ابناء الامة كلها، بل على الكون بأسره. معادلة القدس تفرض نفسها وحضورها في ظل غياب الضمير الانساني الحر المتحرر من كل اشكال الضغط وحسابات المصالح الإقليمية والدولية وتلك المتعلقة بحسابات الأنظمة والدول وحسابات البزنس للشركات عابرة القارات ومتعددة الجنسيات التي اصبح لها كلام الفصل بحسبة صناعة القرارت السياسية للدول وللأنظمة.. القدس بكل مرة تفرض نفسها وتفرض حضور قضاياها والصراع متاجج بكل اشكاله لطالما ان منطق الضاد يفرض نفسه ولن يكون الكلام الا كلاما عربيا متناقض وعبرانية الكلام واساطير حكايا تلمودية....
    القدس لا شك انها تعيش اليوم واحدة من مسلسلاتها الهادفة الى تأويلها وتأويل وقائعها وتُفتح معاركها ببشرها وحجرها وتهجير انسانها في محاولة لتفريغها من محتوياتها وتزييف حقائقها... وهي التي تسهم بإثارتنا واثارة كل حساسيات وحسابات التاريخ واستحضاره... وما من استكانة فلسطينية والقدس نازفة ليل نهار...
    القدس هي التي تفرض الحرب وقد تفرض برد السلام وقد تكون بوابة العبور للشقاق والخلاف حينما يكون التفريط بثوابتها سيد اللحظة، ومن المؤكد انها حجر الزاوية الأساسي في التصالح وتوحيد الصفوف وانجاز العمل الوحدوي لكل اطياف اللون الفلسطيني والعربي على مختلف وتنوع المشارب الفكرية والأيدلوجية عندما يصبح التشبث بالحقوق الراسخة ثابتة ثبوت تلالها....
    هي معيار الثوابت والتمسك بها، وهي مقياس التشبث بقومية العرب ان كان للعروبة من فاعلية بهذا الصدد، وهي التي تملك مفاتيح الولوج الى كل ضفاف الانسانية ومستوياتها فلكل شعوب المعمورة مكامن بها وبصمة من بصمات حضارتهم. والصراع عليها وفيها صراعا ليس بالجديد ولنا ان نقول انه صراع يأخذ الطابع البشري الحضاري، حيث الصراع الدائر رحاه الأن في ثناياها انما هو الصراع الفعلي ما بين اقطاب معادلة الخير والشر وهو انعكاس لطبائع الأمور منذ الأزل ففقيرها يصارع اباطرة الظلام الساكنين على هوامشها ومن يدعون زورا وبهتانا انهم اسيادها والقدس لا تعترف بسادة او امراء فيها حيث انها من تصنع السادة والأمراء ان هم عشقوها وتمرغوا بترابها وعايشوا أقاصيصها وحكاياتها وجالوا بأزقتها وتنشقوا عبق أبخرتها، واعتلوا اسوارها وانشدوا اهازيج اغانيها ورتلوا مزاميرها وفككوا النقوش الموسومة على جدرانها...
    القدس هي القادرة على فعل التحدي وفرض التصالح واستحقاقاته ان كانت النوايا خالصة بهذا الاتجاه من خلال المعادلة الأبسط التي لا بد ان تجد لنفسها طريقا وسط ظلامية الخصام والتقاتل والتخاصم حيث لا خلاف على القدس او في القدس ومن الممنوع ان نتصارع بالقدس لسبب بسيط وقد يكون بديهي ان القدس من الممكن بل من المؤكد انها ستلفظ كل من يتقاتل بأزقتها وتنبذ كل من يحاول ان يجيرها لصالحه فهي العصية على حسابات المصالح والإستثمار الفئوي فيها في سبيل تحقيق اغراض اخرى غير اغراض القدس...
    ولابد من الادراك هنا ان فلسطين بدون القدس معادلة مبتورة وغير مقروءة او مفهومة المعالم ولا يمكن ان تستوي رموزها وحسبتها... ولابد من الادراك ايضا انه ومن خلال القدس وفعل القدس تتغير معالم العوالم... فاذا كانت غزة محاصرة فالقدس تعيش اعتى اشكال الحصار وان كان كسر الحصار على غزة فعلا ضميريا بإمتياز فلابد من الادراك ان كسر الحصار عن القدس فعلا نضاليا وكفاحيا اساسه العمل بشكل متواصل وبكافة السبل والإمكانيات المتاحة والممكنة وان تظل خياراتنا مفتوحة ولنا الحق دائما بذلك.
    من المهم العلم والكل يعلم ان القدس معيار صدق القادة وكذبهم ومقياس الفعل النضالي او الإرتكان لمخططات حكومات تل ابيب المتعاقبة... وبالتالي لابد ان تعتبر قضاياها هي محور الفعل الأساسي لكافة الأطر الوطنية والرسمية في النشاط السلطوي للسلطة الفلسطينية، الا ان الحقيقة وللأسف قد تكون مغايرة بعض الشيء، فكثيرة هي خطابات الإستجداء التي تجد طريقها على طاولة هذا المسؤول او ذلك المتنفذ دون جدوى، ومعطيات الواقع الراهن تؤكد الكثير من القصص والروايات ....
    فقير القدس لا يملك الا ان يقوم بمخاطبة سادتنا في محاولة منه ان يتعلق بقشة الغريق... وتكون الردود معلومة ومعروفة بل انه يتوقعها... وانياب التخريب تباشر في ممارسة افعالها وتضيع القضية والمسألة التي تنتظر القرار السديد من حضرة سيد الباب العالي وتذهب ادراج الرياح كافة الطلبات المقدمة لمد يد العون.. وكل ذلك ناجم عن عدم وجود خطة استرتيجية فعلية لمواجهة السياسات الاحتلالية في القدس التي اعتمدت وتعتمد اسلوب التشتيت وبعثرة القضايا على اكثر من صعيد ومستوى لإرباك الجانب الوطني في القدس وفي ظل ضياع منهجية العمل الوطني والتعاطي مع القضايا بشكل انفرادي وفردي وشخصي ومن ليس له بواكي ستضيع طلباته. وبالتالي سيكون الضياع الفعلي للقدس.
    لابد من انقلاب بمفاهيم التعامل مع القدس ولفظ قوانين اوسلو التي تعتبر بحكم الفهم الدولي والمنطق العملي قد انتهت صلاحياتها واصبحت غير ملزمة لأي من اطرافها وحيث ان الجانب الفلسطيني الرسمي ما زال يراهن على امكانية احداث اختراق دراماتيكي في الفعل السياسي التسووي.... وفعل الاختراق لن يحدث لطالما ان الرهان يعتمد اولا واخيرا على مسار العمل التفاوضي ليس أكثر...
    واذا كان للقدس من مكان في ظل متغيرات العوالم العربية وما تشهده من فعل انقلابي فلابد من تحديد القدس في خطاب من ينتفضون الان بكل ازقة العواصم المرتعشة والمهتزة في ظل هتافات ميادين التحرير في تلك المدائن... حيث ان للقدس حضورا لابد من فرضه في ازقة تلك المدائن وهي التي لم تنظق كلمتها حتى اللحظة تجاه ام المدائن العتيقة...
    واذا اردنا للقدس ان تظل عربية ناطقة بلسان قحطاني عدناني فلابد من مراجعة الذات لأولي الأمر في عوالم العرب للكيفية التي يتم التعامل مع قضايا القدس..

    جولة في الداخل الإسرائيلي

    الكرامة / غازي السعدي

    تجتاح المجتمع الإسرائيلي، موجة من العنصرية والكراهية والعداء والإرهاب ضد الفلسطينيين، فالنقاش الدائر بين الإسرائيليين على الصعيد الداخلي، يتناول قضايا عديدة، والآراء منقسمة فيما بينهم والشارع الإسرائيلي ينحو نحو اليمين واليمين الأكثر تطرفاً، وما يجمع بين الأغلبية اليهودية هو التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه، وكراهيتهم للفلسطينيين، وهذا أصبح السياسة الرسمية للحكومة الإسرائيلية، التي تتفنن في تشريع القوانين العنصرية، وإلى المزيد منها، ولو قمنا بإجراء تسلسل للمواقف الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية، لرأينا تجذر المواقف العدائية للشعب الفلسطيني وآماله ومستقبله، فقوى الضغط اليمينية التي يقودها المستوطنون تفرض بصماتها باتخاذ القرارات والقوانين العنصرية، فكيف ينظر الإسرائيليون إلى دولتهم؟، ففي استطلاع للرأي العام الإسرائيلي، أجري من قبل معهد "بانلز بوليتك" لحساب جريدة "معاريف"، يتبين كم هو التناقض داخل المجتمع الإسرائيلي، واستيائه من أداء حكومته، ومع ذلك يبقى "نتنياهو" المفضل لديهم، ويصفونه بملك إسرائيل، وفي استطلاع للمعهد الإسرائيلي للديمقراطية أجري بتاريخ "20-11-2015"، أظهر عدم وجود ديمقراطية في إسرائيل، إذ أن 60% من المستطلعين يؤيدون سلب الحقوق المدنية لعرب الداخل من حملة الجنسية الإسرائيلية، وسحب حقهم من التصويت والترشح للكنيست، في المقابل-ونتيجة لسياسة التمييز العنصرية تجاه فلسطينيي الداخل- فإن 67% منهم، لا يشعرون أنهم جزء من دولة إسرائيل، حتى أن 73.5% من اليهود، يعتقدون أن القرارات المصيرية للدولة، يجب أن تتخذ من قبل اليهود فقط، وأن 36% من اليهود، يعارضون السكن بجوار العرب، فكيف يطلب من عرب الداخل الواجبات بغياب الحقوق.
    جريدة "التايمز" الإسرائيلية والمعهد الإسرائيلي للديمقراطية، أجريا استطلاعاً للرأي العام الإسرائيلي بتاريخ "11-11-2015"، أظهر ارتفاع نسبة العنصرية في المجتمع اليهودي بشكل غير مسبوق، ويرون بأن المواطنين العرب داخل الخط الأخضر يشكلون تهديداً على إسرائيل بلغ 55% من المستطلعين، وأن عرب الداخل لا يمكن أن يكونوا موالين لإسرائيل، و42% منهم يدعمون مشروع تدمير إسرائيل، وأن 48% من اليهود، يكرهون السكن والعيش بجوار العرب، والسؤال: كيف يمكن لعرب الداخل الولاء لإسرائيل، ويشعرون أنهم جزء من دولة إسرائيل، في حين تصادر أراضيهم، وتُشرع القوانين العنصرية ضدهم، حتى أن رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" حرض الجمهور الإسرائيلي ضدهم، أثناء انتخابات الكنيست الأخيرة في مطلع هذا العام، بقوله أنهم يهرعون إلى صناديق الاقتراع، وأن حافلات مدعومة من الخارج تعمل على نقلهم، بهدف إفراز كنيست وحكومة إسرائيلية، تكون موالية لحقوقهم ومطالبهم، حتى أن الرئيس الأميركي ندد بتصريحات "بنيامين نتنياهو"، ووصفها بالعنصرية.
    ذكر موقع "واللا العبري 29-11-2015"، أن جماعات من المستوطنين سيطروا في نهاية الأسبوع، وعبثوا بكرم زيتون في حي الرميدة في الخليل، عائد لعائلة فلسطينية هي "عيسى عمرة"، وعاثوا فيه فساداً، تحت حماية رجال الجيش والشرطة، وأن قائد المنطقة العسكري سمح للمستوطنين باقتحام الكرم، ففي كل يوم ينقل الإعلام أخباراً عن قيام المستوطنين بتحطيم أشجار الزيتون للفلسطينيين، بل يمنعون الفلسطينيين من قطف ثماره، ويعتدون على مزارعهم، ويستولون على أرضهم، بحماية الجيش والشرطة الإسرائيلية، فهل سمع أحد منا عن قيام سلطات القانون الإسرائيلية-حسب ادعائهم- بمعاقبة هؤلاء المستوطنين؟ والحقيقة أنهم يعملون ويعتدون تحت حماية الجيش، وهذه سياسة رسمية غير معلنة، لدفع الفلسطينيين على الهجرة، فما يجري في الأراضي الفلسطينية من جرائم، يعود لسببين، الأول: اتساع موجهة الكراهية والعنصرية تجاه الفلسطينيين، وأن استطلاعات الرأي العام هي الدليل، أما السبب الثاني: وهو الأهم، بأن حكومة "نتنياهو" اليمينية والعنصرية، تعتبر أن فلسطين من البحر إلى النهر، ملك بلا منازع لليهود، وأن سياساتها تبنى على هذا الأساس، فلا لحل الدولتين لشعبين، ولا لتحقيق السلام، حتى أن "نتنياهو" أعلن صراحة –عشية الانتخابات- أنه لن تقام دولة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وأن هذه السياسة الرسمية الإسرائيلية، هي التي دفعت بالشباب من الجيل الفلسطيني الجديد، الذي ذاق الأمرين من ظلم الاحتلال وإجراءاته، وحواجزه، واضطهاده، وحملات الاعتقال، ومن التنظيمات الإرهابية اليهودية، ما دفع بهم إلى الهبة الشعبية الذاتية في مواجهة ظلم الاحتلال.
    إن حرق عائلة "دوابشة" في قرية دوما بالضفة الغربية، التي طالت الأب والأم والطفل، وطفل آخر ما زال يرقد في المشفى، فقد مر على هذا الحادث نحو نصف عام، والحكومة تتلكأ في اعتقال ومعاقبة المعتدين، مع أن وزير الجيش "موشيه يعالون" قال قبل فترة من الزمن، أنهم يعرفون من قام بهذه الجريمة، لكنهم لا يستطيعون اعتقالهم، حتى أن النائب العربي في الكنيست "باسل غطاس"، استجوب وزير الجيش، ما الذي يخفيه "الشاباك" في قضية قتل عائلة الدوابشة؟ فالقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، كشفت بتاريخ "30-11-2015" عن اعتقال قتلة عائلة دوابشة، وأن الرقابة الإسرائيلية، تفرض أمر منع حول التفاصيل، عن إحدى قضايا الإرهاب اليهودي الكبرى، فالاحتلال الإسرائيلي حاول غض النظر عن هذه الجريمة، كما سبق وغض الطرف عن جرائم يهودية أخرى، إلا أن ضغوط داخلية وخارجية ودولية دفعت بإسرائيل للعمل بجدية لاكتشاف الجناة، حتى أن مبعوث الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط "نيكولا ملدانوف"، وجه رسالة بتاريخ "25-11-2015" إلى رئيس الوزراء "نتنياهو"، عبر عن قلقه من عدم تقدم التحقيق في عملية حرق عائلة الدوابشة، كما أن مدير منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان، حمّل رئيس الحكومة "نتنياهو" المسؤولية عن تنفيذ إعدامات ميدانية للفلسطينيين، خول فيها الشرطة بأن يكونوا قضاة وجلادين وبإعدام الفلسطينيين ميدانياً.
    لنفترض أن الاحتلال سيلقي القبض على قتلة الدوابشة، فماذا سيفعل بهم؟ هل سيتعامل معهم كما تعاملت المحكمة الإسرائيلية مع قتلة الفتى "محمد أبو خضير" وحرقه؟ فهذه المحكمة تتلاعب في تقارير إدانة ومعاقبة قتلة "أبو خضير"، بعد مرور حوالي سنة ونصف السنة، لا يقوم الاحتلال بهدم منازلهم كما يهدم منازل الفلسطينيين، ففي الجلسة الأخيرة لمحاكمتهم، تقدم محاميهم بشهادة طبية تفيد بعدم أهلية المتهم الرئيسي للمحاكمة لوضعيته النفسية ويعاني من اضطرابات أي أنه مجنون، وهذا التبرير عملت وتعمل به إسرائيل في قضايا عديدة، منها المتهم بحرق المسجد الأقصى في سنوات السبعينات، أما المتهمان الآخران في قضية أبو خضير فإنهما قاصران حسب المحكمة، فوالد الشهيد "حسين أبو خضير"، علق على مداولات المحكمة بقوله: نحن لا نعول على هذه المحكمة، بل نعول على المحكمة الإلهية، كي ينتقم منهم ربنا سبحانه وتعالى، أما تعقيب وزير العدل الفلسطيني على مهزلة المحكمة، بأن عدم إدانة قتلة "أبو خضير" يمهد ويشجع على قتل وحرق المزيد من الفلسطينيين.
    إن الإعلام الإسرائيلي ممتلئ بالكراهية والتحريض للعنف الجسدي ضد الفلسطينيين، وحتى ضد اليسار بين اليهود، فقد ارتفعت الدعوات إلى العنف ضد الفلسطينيين بنسبة 300% حسب جريدة "معاريف 15-10-2015" وأن (10.200) متصفح على المواقع الاجتماعية يدعون لقتل أو إحراق الفلسطينيين، فازدهار التحريض بشكل غير مسبوق في الشبكات الاجتماعية، ارتفعت بشكل كبير منذ بداية الهبة الشعبية ضد الاحتلال، وازدادت علامات الإعجاب التي تضاف على صفحات الفيسبوك، ومن التعابير التي انتشرت على الشبكة: الموت للعرب وللمخربين، والدعوة لتنفيذ نكبة ثانية بالفلسطينيين، ومقاطعة المصالح التجارية الفلسطينية، والإكثار من نشر جثث القتلى، حتى بلغ عدد التحريض ضد الفلسطينيين عشرة آلاف تحريض أسبوعياً، ليأتي "نتنياهو" وزمرته، باتهام الفلسطينيين بالتحريض، حتى أنه تباهى-"نتنياهو"- أنه في عهده ارتفع عدد المستوطنين بـ "120" ألف مستوطن، وازدياد نسبة الخصوبة في المستوطنات إلى 5.1%، وأن عدد المستوطنين عام 2014 ازداد لـ 14.200 ألف مستوطن، بينهم 11.800 نتيجة الولادة، وأن 37% من اليهود، يطالبون حكومتهم بتحفيز الفلسطينيين على الهجرة من وطنهم، والمثير للدهشة، أن وزارة الصحة الفلسطينية، تلقت بتاريخ 3-12-2015، مطالبة من قبل مستشفى "تل هشمير" الإسرائيلي، بمبلغ مليون وتسعمائة ألف شيكل، مقابل خدمات وأتعاب ونفقات طبية، عن الطفل الذي بقي حياً وأصيب بحروق بالغة، لعائلة "دوابشة" المنكوبة، لأن قانون ضحايا الإرهاب لا يطبق على الفلسطينيين بل على اليهود فقط.
    لكن وحتى نكون موضوعيين، فإننا نرفض التعميم ووضع جميع اليهود بسلة واحدة، مع وجود أقلية من بينهم ترفض السياسة الإسرائيلية المتطرفة، وما يقوم به المستوطنون من ممارسات، وعلى سبيل المثال، فإن الأديب الإسرائيلي المعروف" عاموس عوز"، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية بتاريخ "18-11-2015"، رفض أن يتم استضافته من قبل السفارات الإسرائيلية في الخارج، لتمثيل إسرائيل حين قيامه بإلقاء محاضرات في مؤتمرات أدباء ومفكرين، أو حين يتلقى جوائز أدبية في الخارج، فهو يرفض استخدامه كورقة تين لإخفاء عوراتهم في الخارج، ليزعموا بأن إسرائيل حضارية ومحبة للسلام، فهو يعارض سرقة الأراضي الفلسطينية حسب تعبيره، ويتهم الحكومة الإسرائيلية بالدكتاتورية، التي تصور كل من يعارض سياستها، كعدو للشعب اليهودي، ويصفونه وزملاءه بالخونة وعملاء العدو، وأن من ينتقدها يتهم باللاسامية، أما بالنسبة لاتهام "أبو مازن" بأنه لا يريد العودة إلى طاولة المفاوضات، يقول عوز بانه:" محق تماماً، فهو ليس على استعداد للتفاوض طالما تنهب الأراضي الفلسطينية، وتقام عليها المستوطنات، وأنا أتفهم "أبو مازن" أنه على استعداد للتفاوض، شريطة أن توقفوا سرقة أراضينا".
    وخلاصة القول، أن إسرائيل تمر بهستيريا خشية من عزلتها الدولية، خاصة بعد قرار الاتحاد الأوروبي، وسم منتجات المستوطنات، و اتهامها بـ"الابرتهايد"، عندما ينص القانون الأساس على التفرقة العنصرية، وان الخطر الوجودي الحقيقي على إسرائيل يتلخص بسياسة "نتنياهو" وحكومته، فهذا هو التهديد الحقيقي الذي سيعصف بإسرائيل إذا واصلت سياستها الحالية.

    الانتفاضة ... إقدام الشباب وتردد النخب

    امد / معين الطاهر

    أمام إرث سنوات التعلق بأوهام المفاوضات الممتدة، والحلول السحرية التي ستنبثق عنها لتنهي عقوداً من الصراع العربي الإسرائيلي، وإزاء تشكل طبقة فلسطينية سياسية جديدة، أدمنت التعايش مع أجواء "أوسلو"، وربطت مصالحها ورؤيتها مع استمرار هذا الواقع المرير، ووسط تخوفها من مجهول قادم، ينهي كل ما راكمته من بنية سياسية، ومصالح قائمة على استمرار التعايش مع الاحتلال، حتى لو كان ذلك المجهول المعلوم يحصر مهمته بالتصدي للاحتلال، ويتجنب الصدام المباشر مع السلطة الفلسطينية وأجهزتها.
    أمام هذا الإرث المتراكم، قد يكون مفهوماً تردد السلطة الفلسطينية وعجزها وعدم قدرتها على اتخاذ قرارات جريئة وحاسمة، تواكب انتفاضة الجيل الذي ولد وكبر واستشهد في ظل هذه الاتفاقات. الانتفاضة التي تدخل الآن شهرها الثالث، من دون أن تتوقف لحظة، تاركة خلفها لهاث كل من تحدث أنها موجة وتمر ما إن تتم تهدئة الوضع المتفجر في الأقصى، أو راهن على قدرة الإجراءات الإسرائيلية على وأدها في مهدها، أو سعى إلى جني مكاسبها، معتبراً أنها حرّكت المياه الراكدة، ساعيا إلى العودة إلى المفاوضات وإيقاظها من غفوتها. تحولت المياه الراكدة هذه إلى مياه آسنة، فاحت رائحتها حتى أزكمت الأنوف، وأية محاولة لتحريكها والإبحار فيها لن يجلب لصاحبها سوى مزيد من الغرق في هذا المستنقع الآسن، والبعد عن آمال الجماهير وتطلعاتها المحلقة فوق بحر الانتفاضة والمقاومة الذي تصب فيه يومياً دماء الشهداء.
    لا تحسد السلطة الفلسطينية على موقفها الحائر والمتردد، فهي لا تستطيع منع الشباب من التوجه نحو نقاط الاحتكاك مع حواجز العدو وتجمعات مستوطنيه. كما أن التنسيق الأمني (وهو حال الأجهزة الإسرائيلية أيضاً) غدا مشلولاً وعاجزاً عن وقف عمليات الطعن بالسكين، أو الدهس بالسيارة، إذ لا توجد هنا خلية تُتابع، أو اتصال يُخترق، أو تمويل مالي يتم رصده. لا يوجد إلا فكرة نمت في رأس صاحبها أو صاحبتها، فكرة كامنة في عقل منفذها، وحده يقرر أين ومتى وكيف، فكرة يستحيل رصدها أو كشفها أو تعقبها، أو معرفة في أي عقل تقبع إلا بعد تنفيذها. وهي مثل كل فكرة، لا يمكن الحجر عليها، بل رأينا كيف تشكلت مثل كرة الثلج، تكبر كلما تتدحرج، وتنتقل بسرعة البرق، تحملها ريح الانتفاضة، من منطقة إلى أخرى، ومن شهيد إلى مشروع شهيد.
    وإذا كان مفهوماً أن السلطة الفلسطينية لا تستطيع تأييد الإنتفاضة ودعمها، في الوقت الذي لا تستطيع فيه وقفها، وأن موقفها يتأرجح بين هذا وذاك، على الرغم من بعض التصريحات والمواقف، الإيجابية أحياناً، والصادمة أحياناً أخرى، وآخرها تلك المصافحة المستهجنة بين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على هامش قمة المناخ، فإن غير المفهوم موقف القوى والفصائل الأخرى من عدم الانخراط الفعلي في الانتفاضة وفعالياتها، إضافة الى موقف بعض المثقفين والجمعيات الذين غابت عنهم رؤية الاحتلال الجاثم على الأرض الفلسطينية، وممارساته الوحشية ونزعته الاستيطانية الإحلالية، لينطلقوا بدلاً من ذلك في نقد نمط عمليات الطعن بالسكين، باعتباره من أعمال العنف، أو استغلالا لمشاعر الأطفال، وإقحامهم في أعمالٍ لا تليق بطفولتهم البريئة، متناسين أن استمرار الاحتلال هو أساس مصائبنا، وأنه المسؤول الأول والأخير عن اغتصاب الوطن وانتهاك براءة أطفاله.
    شباب الانتفاضة هم أبناء للشعب الفلسطيني، بمختلف قواه وفصائله واتجاهاته، وعبر عملياتهم ومواجهاتهم بالحجر والسكين والمولوتوف والأجساد العارية، والكف التي تناطح المخرز الصهيوني، إنما يقومون بقرع متواصل على جدران الخزان المحتجزين فيه، ولا يجوز تحميلهم بأكثر مما يقومون به من تضحيات يومية. وهنا، يتساءل المرء عن دور بعض من في الفصائل والمثقفين الذين ينتقدون الانتفاضة، لعدم وجود برنامج واضح لها، يرسم أهدافاً وطنية متفقاً عليها، ويحدد الوسائل والأساليب التي على الانتفاضة أن تتبعها، وكأن لسان حالهم يقول دعونا نؤجل ذلك كله، وندع المقاومة والانتفاضة جانباً إلى أن نفرغ من رسم برنامجها السياسي، ونحقق المصالحة الوطنية، وهم يتناسون أن هذا واجبهم الذي لم يقوموا به على مر الأشهر والسنوات، وأنهم لن يتمكنوا من تحقيقه بعيداً عن نضالات الجماهير اليومية، وما ترسمه من وقائع مستمرة على الأرض. وحسبها أن تكون دعوة الشباب، هنا، كما الشعار القديم المتجدد، دعوة للقاء السواعد الثورية في أرض المعركة والانتفاضة، فبهذا تختصر المسافات، وتتحدد الأهداف بدقة، دحر الاحتلال عبر مقاطعته وعزله ومقاومته، بكل الوسائل المشروعة والمتاحة للشعب الفلسطيني. وهنا، تتشكل حاضنة الانتفاضة السياسية، ويرتسم برنامجها النضالي، وتتحدد قياداتها الفعلية.
    بعض من في الفصائل، أيضاً، ما يزال يخشى من الزج بفصيله وجمهوره في أتون الانتفاضة، معتقدا أنها هَبّة عاطفية، لا تلبث أن تنتهي، منطلقا من فهم خاطئ لموازين القوى وأساليب مواجهة الاحتلال، ومعللا النفس بأن الأحداث الإقليمية التي تدور من حول فلسطين هي التي سيكون لها العامل الحاسم في رسم المسار الفلسطيني، وما علينا إلا أن نجلس وننتظر نتائج ما يدور حولنا، من دون أن نتعرّض لخطر الملاحقة، بسبب مشاركتنا.
    غني عن القول إن مثل هذا المنهج الانتظاري جرّبه شعبنا، طوال ربع قرن مضى، ولم يسفر إلا عن مزيد من ابتلاع الأرض، وأن المحافظة على الذات الحقيقية، بل والنمو والانتشار، وصولاً إلى قيادة الشعب الفلسطيني، أو المشاركة في هذه القيادة، لا تكون إلا بمزيد من الانخراط في النضالات اليومية، وتقديم التضحيات الجسام، ناهيك عن الخلل الأساسي في منهج فهم موازين القوى، وإمكانات التغيير، وقلب الواقع، وهو المنهج الذي يميز الثورات عن الحركات السياسية المعتادة.
    لا يعيب أية قيادة أن تسبقها الجماهير بخطوات، لكن ما يعيبها أن لا تلتقط نبض الجمهور، وأن لا تدرك اللحظة التاريخية التي تمر بها، فهذا ما يميز القيادات والثورات المنتصرة، عن التي تعثرت في مسيرتها. أيدي شباب الانتفاضة بتضحياتهم ومثابرتهم تدق جدران الخزان، وعلى السلطة الفلسطينية أن تعتدل، وعلى الفصائل أن تبادر إلى الإمساك بدورها التاريخي، وعلى الجماهير الشعبية أن تحول الانتفاضة إلى فعل جماهيري شعبي يومي، يصعب فيه القضاء على انتفاضة شعب بأسره، وعلى الأمة العربية وأحرار العالم أن يستجيبوا لتلك السواعد الثورية، من خلال الدعم والمقاطعة، وتحقيق العزلة الدولية على الكيان الصهيوني.
    بذلك فقط، تتحول تلك الدقات على الجدران إلى صوت مدوٍّ كالرعد قادر على اقتلاع الاحتلال من جذوره.


    ثورة السكاكين الفلسطينية

    فراس برس / أسماء الحسينى

    توافق هذه الأيام الذكرى الـ 29 لانطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، واليوم تتزايد وتتفاقم الاحتجاجات الفلسطينية ، وعمليات الطَّعن بالسكاكين
    للمستوطنين والجنود الإسرائيليين، بينما اعتبرها البعض انتفاضة فلسطينية ثالثة، ردا على مئات الاعتداءات التى يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون وجنود الاحتلال يوميا ضد الفلسطينيين. ولا يبدو أن عمليات الطعن التى يقوم بها شباب فلسطينيون ستتوقف فى الأمد القريب، طالما استمرت سياسات الاحتلال الإسرائيلى العدوانية، وطالما استمر الاحتلال ذاته. وينتفض فى ثورة السكاكين شباب المخيمات الفلسطينية، الذين خرجوا إلى العالم ووجدوا أنفسهم معزولين بالجدار العازل الذى أقامته إسرائيل، والمنفذون لعمليات الطعن شباب فى مقتبل العمر، معظمهم دون العشرين ، من بينهم أسرى سابقون فى سجون الاحتلال. وقد هددت إسرائيل بأنها ستخوض حربها القادمة بنهج تدمير الأبراج السكنية وإبادة العائلات وهدم الأحياء السكنيَّة ردا على ثورة السكاكين.
    بدأت معركة السكاكين الأكبر فى المقاومة منذ بضعة أشهر، وتنمو بشكل متزايد، فى المولات والشوارع والأماكن العامة، حيث يخبئ شاب فلسطينى سكينه، ثم ينطلق فى اللحظة المناسبة نحو المستوطن أو الجندى ليطعنه عدة طعنات يرديه قتيلًا أو مصابًا. ورغم ذلك لا تدفع الظروف الحالية للتفاؤل كثيرا بشأن إمكان اندلاع انتفاضة حقيقية، يتم استثمارها سياسيا بشكل جيد فى ظل استمرار الانقسام الفلسطينى منذ عام ٢٠٠٧،كما أن الوضع العربى المضطرب يلقى بظلاله سلبيا على إمكان انطلاقة انتفاضة فلسطينية واستمرارها، لكن المؤكد أيضا أن كل ذلك لم ولن يمنع الفلسطينيين من الاستمرار فى الاحتجاجات المناهضة للسياسات الإسرائيلية الرامية إلى تهويد الأقصى المبارك،
    وهاهى الانتفاضة الثالثة تعيد تأكيد على الحقوق الفلسطينية، وتعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة.
    عن الاهرام


    كيري وكلينتون والسلام

    صوت فتح / عمر حلمي الغول

    شهد مؤتمر سابان في واشنطن مشاركات سياسية هامة، غير ان مداخلتين إستوقفت المرء، الاولى لوزير الخارجية الاميركي، جون كيري، والثانية لمرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة، هيلاري كلينتون، حيث أكدا، على ان ممارسات حكومة نتنياهو، تعطل عملية السلام وحل الدولتين، وتؤصل لخيار الدولة الواحدة، وتعرض الامن الاسرائيلي للخطر. وتوافق كل من وزير الخارجية الحالي والسابقة على، ضرورة العودة للمفاوضات، كي يقرر الطرفان الحل المناسب، ورفضا اي تدخل من اي جهة كانت في مسيرة المفاوضات.
    من حيث المبدأ جيد إستشعار وزيرا خارجية اميركا الحالي والسابقة، اهمية عملية السلام، وضرورة قيام حكومة نتنياهو بفتح الافق نحو خيار إنبعاث الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وتأكيد كليهما، انه لا بديل راهنا عن الرئيس محمود عباس، ودعوة إسرائيل مد الجسور معه وإليه من خلال الاندفاع نحو عملية سياسية فاعلة، جميعها نقاط مقبولة، لكنها لم تشكل إضافة نوعية للخطاب الاميركي.
    غير ان ما لفت الانتباه مجددا في مداخلتيهما، الاصرار على إطلاق يد إسرائيل في المفاوضات، من خلال رفضهما التدخل الدولي الفاعل لالزام حكومة نتنياهو باستحقاقات السلام. وهنا يبرز اكثر من سؤال امام اي مراقب: لماذا تقوم الولايات المتحدة وحلفائها في تشكيل تحالفات دولية لفرض اجندتها على الدول العربية والعالم ثالثية؟ ولماذا ترفض إستخدام نقوذها وقدرتها وامكانياتها لدعم عملية السلام، ان كانت معنية بالسلام؟ وهل يمكن لحكومة ودولة مارقة وخارجة على القانون، وتؤصل كل يوم في قوانينها لشرعنة العنصرية والفاشية، ان تقبل تطبيق قرارات الشرعية الدولية؟ كيف؟ وعلى اي اساس؟ ولماذا لا تتجرأ الولايات المتحدة بقول كلمة الحقيقة ولو لمرة واحدة؟ لماذا تغطي الشمس بغربال ممزق؟ وإلى متى؟ وهل تعتقد أميركا ان الشعب العربي الفلسطيني وقواه السياسية، سينتظروا إلى ما لا نهاية حتى "تعطف" عليهم"؟ ومن قال ان الشعب الفلسطيني، بات يحتمل المماطلة والتسويف الاسرائيلي والاميركي؟
    الادارة الاميركية، إن كانت معنية باقامة الدولة الفلسطينية على الحدود المقرة دوليا، فهذا يحتم عليها، إعادة النظر في سياساتها وأليات عملها لفرض السلام. وبالتالي لا بد من تدخلها المباشر، ووضع ثقلها السياسي والاقتصادي والامني لالزام حليفتها الاستراتيجية بخيار السلام. دون هكا تدخل، يكون من الصعب لا بل من المستحيل في ظل حكومة يمينية متطرفة بقيادة رجل كاذب لا يؤمن بالسلام (نتنياهو) تحقيق اي خطوة عملية للامام. وبالتالي فإن اقوال كيري وكلينتون في سابان، ليست سوى كلمات، لا تعني مضامينها ومدلولاتها السياسية، بل هي لذر الرماد في العيون، وللضحك على الدقون الفلسطينية.
    يقول بعض الساسة، ان مواقف الرجل والمرأة جيدة، وتساهم في فتح الافق لاندفاعة جديدة!؟ والمرء يسأل، كيف؟ وما هي الاليات؟ وهل المداخلات جديدة ام انها تكرار للمكرر من الخطاب السياسي الشكلي الاميركي؟ من المؤكد، انها بالمعنى الشكلي مقبولة، ولكن ما هو السبيل لتطبيق الحل على الارض؟ وهل حكومة نتنياهو وإئتلافه الرجعي الفاشي لديه الحد الادنى من الجاهزية للتقدم خطوة نوعية جديدة نحو التسوية السياسية، ام انه يعود القهقري نحو خيار بناء الدولة الاسرائيلية على كل فلسطين التاريخية، ونسف عملية التسوية السياسية من جذورها؟ حتى لا يطعم بعض السياسيين الشعب الفلسطيني مسكنات غير شافية من مرض الاحتلال العضال، فإن عليهم الشجاعة في قول الحقيقة، وعدم تحميل الذات الوطنية اكثر مما تحتمل. وإطلاق يد الشعب في الكفاح الشعبي، وتقديم الحاضنة السياسية لهبته المتعاظمة، لحماية الشعب والقيادة والمشروع الوطني برمته.

    الانتفاضة تعانق السماء بتضحياتها وعنفوان الشباب

    الكوفية / عباس الجمعة

    جيل كامل من الشباب الفلسطيني الذي قاد انتفاضة الحجارة، وأشعل نارها لتحرق الاحتلال، جيل حمل مشاعل النضال ، ليخرج منه ذلك الجيل من المناضلين ، حيث تشكلت صورة انتصار المناضل الفلسطيني على القيد والقهر والحرمان، جيل رسم حلم كل المحرومين بلون ورائحة فلسطين، ليبدأ مشوار النضال الآخر في بناء ذاته وإثبات صورة الفلسطيني الذي يعشق الحرية ولا يتخذ الكفاح إلا وسيلة للتحرر والعيش بدولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس .
    بعد ثمانية وعشرون عاما على الانتفاضة الاولى ، نهض جيل الشابات والشباب بعد اوسلو ليكتب وقع جديد على درب النضال، وصولاً إلى الجلجلة حيث يواصل تقديم قوافل الشهداء والأسرى والجرحى في معركة الحرية والاستقلال والعودة (أيقونة النضال وثالوث الحقوق المقدس) من اجل تحرير الارض والانسان، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجّروا منها عام 1948.
    نعم الشعب الفلسطيني يخوض الانتفاضة تلو الاخر حتى تعانق السماء بتضحياتها وعنفوان الشباب الذين يتقدمون الصفوف، وباتساعها ووصول شرارتها وأعمالها الكفاحية الى كل ارجاء فلسطين، وبإسناد مواقع اللجوء والشتات ، وهو يرسم بدماء الشهداء حدود الوطن تعبيرًا عن وحدة الأرض والشعب والمصير والحقوق.
    لهذا تشير البوصلة الفلسطينية أن تسارع الأحداث والمواجهات اليومية تحتاج إلى إسناد عربي، لتكون قابلة للديمومة والاستمرار، ومن البديهي أن يكون دعم الاقتصاد الفلسطيني على سلم أولويات العرب، صحيح أن العرب هم طرف أساسي في هذا الاشتباك ضد الصهاينة، لكن بوصلتهم تتجه إلى إحناء الجباه لأفكار أمريكا.
    امام كل ذلك فان الانتفاضة تستمر ومعها كل الشعوب العربية واحزابها التقدمية والقومية واحرار العالم ، حيث توجه الرسائل للجميع أن خيار أوسلو انتهى ، وان المفاوضات ولت الى غير رجعة لانها خيار مدمر، وان المقاومة هي الجزء الأكثر عافية في الجسم الفلسطيني ، لأن الفلسطيني قد عرف على أي كتف يسند رأسه، وعلى أي منبر يعلن خطابه النضالي سلماً أو مقاومة، لأن الطقس العربي اليوم يمر بالمجهول، مادام العرب قد أخرجوا من رؤوسهم الاشتباك المسلح مع العدو الصهيوني، فإن هناك خياراً لتحقيق المسار الفلسطيني نحو العودة والتحرير، هو فك الروابط الاقتصادية مع العدو الصهيوني وأن يخلو محلها بروابط متكافئة وقائمة على العدل مع الدول العربية وغيرها من دول العالم.
    في ضوء ماتقدم، يمكن القول إنه لم يعد أحد يجهل مدى التزام الإدارة الأمريكية بالانحياز التام الكيان الاسرائيلي ودعم التنظيمات الإرهابية بصورة مباشرة أو غير مباشرة، عبر وكلائها في المنطقة ، وبطبيعة الحال فإن الواقع يثبت هذه الحقائق، وكعادتها في عدم الالتزام بقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وتجاهلها لحقوق الشعب الفلسطيني .
    لهذا نقول ان مراوغة الإدارة الأمريكية واتخاذها المواقف المتناقضة ، وتوزيع الأدوار على مسؤوليها وإطلاق التصريحات المتباينة في محاولة بالغة الغباء لاستغباء الدول والحكومات والشعوب التي باتت متيقنة من أبعاد ومرامي السياسة العامة للولايات المتحدة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وشعوب العالم كافة.
    في ظل كل ذلك فأن الانتفاضة الشعبية اليوم تشكل فرصةً ذهبيةً للقطع مع رهان المفاوضات والانقسام اللذان ألحقا ضررًا بصورةِ ونضالاتِ شعبنا وحقوقه، وتضع الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية للخروج من الواقع المرير الذي عشناه منذُ أكثرّ من عقدين من الزمن، وهذا يستدعي انهاء الانقسام الجغرافي وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية ضمن اطار منظمة التحرير الفلسطينية وحماية المشروع الوطني ورسم استراتيجية وطنية وكفاحية تبدأ بتطبيق قرارات المجلس المركزي الأخير في آذار 2015 وسائر الاتفاقات الوطنية السابقة، دون تردد ،وتتويج ذلك بعقد المجلس الوطني الفلسطيني بمشاركة مكونات وأطياف شعبنا الوطنية والسياسية والاجتماعية والنقابية، والكفاءات الوطنية، وضخّ الدماء في عروق المجتمع الفلسطيني وحماية الانتفاضة وتطويرها وتعميق طابعها الشعبي وفاعلياتها الكفاحية وديمومتها، بما يؤلم الاحتلال على كافة المستويات.
    ان الجيل الفلسطيني الذي كان ولازال عنوان العطاء، وهو الذي يواجه الإحتلال الصهيوني في انتفاضة القدس، حيث يقف بكل شموخ وشجاعة مع أطياف الشعب الفلسطيني برغم كل الألوان والرايات، إلا أن الفلسطينية والإنتماء هو الحافز الوحيد لوقفة شابات وشباب فلسطين، حيث يسجلون صفحات من نار ونور، وهم يستكملون المسيرة رغم كل التحديات والصعوبات.
    الانتفاضة الأولى التي حركت الشعب الفلسطيني من أطفال وشباب ورجال ونساء ، كانت انتفاضة شعبية بامتياز نادرا ما عرف التاريخ البشري شبيها لها، كان من الممكن لهذه الانتفاضة الشعبية أن تتطور لكي تصبح عصيانا مدنيا شاملا ومن ثم لثورة شعبية قادرة على تغيير الواقع السياسي في المنطقة.
    لقد غزت الانتفاضة الراهنة لغات العالم وقواميسها وأصبحت تستعمل بلفظها العربي في جميع أرجاء العالم، أصبحت الكلمة السحرية التي تعبر عن صرخة جميع المضطهدين بغض النظر عن انتماءاتهم. ومن ناحية أخرى أصبحت تهمة تدمغها الأنظمة ، لمحو الذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني.
    ونحن اليوم نقف في الذكرى الثامنة والعشرون للانتفاضة الشعبية الفلسطينية الأولى، وبعد تقديم أسمى آيات الوفاء والإخلاص للشهداء ، حيث كنا نرى أن هذه الانتفاضة ستبقى متصاعدة إلى ثورة شاملة ، ولكن للاسف شكل اتفاق أوسلو العائق الكبير الذي ادى وقف الانتفاضة ، ورغم اندلاع انتفاضة الاقصى الثانية في أيلول 2000، تلك الانتفاضة التي استباح فيها الارهابي شارون كل الأرض الفلسطينية وداست دباباته اتفاق أوسلو وأزالت المسافات والفروق بين مناطق ( الف وباء وجيم) وحوصر الرئيس الشهيد الرمز ابو عمار في المقاطعة برام الله حتى تمت تصفيته بالسم،وهو االرئيس الذي حرض عليه شارون والمحافظين الجدد في واشنطن بأنه لا يريد السلام وداعم "للإرهاب" أي المقاومة،كما ادعى الارهابي شارون على جبهة التحرير الفلسطينية وامينها العام الشهيد القائد ابو العباس وحاولوا تسطيح الأمور وتشويها بأنه بمغادرة الرئيس الشهيد ابو عمار والقادة الشهداء العظام ابو العباس وابو علي مصطفى والشيخ احمد ياسين سيعم السلام وينتهي الارهاب، وهذا ما لعبته حكومة الاحتلال بمختلف ألوان طيفها السياسي من يمين ويسار والعازفة على نفس الوتر واللحن، لتدهش من كان متمسك بالسلام بأن هذا العدو لا يريد السلام ويجيد المماطلة والتسويف،وهو مستمر بسياسته القائمة على الاستيطان ويرفع لاءاتها لا عودة لحدود الرابع من حزيران والقدس عاصمة أبدية "لإسرائيل" ولا عودة لللاجئين.
    ومن هنا ادرك الشباب الفلسطيني الذي يعاني ويلات الاحتلال الذي يزداد توغلاً وتوحشاً،ويشن حرباً شاملة على الشعب الفلسطيني على امتداد جغرافيا فلسطين ،لم يسلم منها لا شعبنا في فلسطين التاريخية عام 1948 ولا في الضفة الفلسطينية ولا في القدس ولا في قطاع غزة، ورغم
    ما يجري في المنطقة والظروف الإقليمية والدولية المحيطة بفلسطين، وانسداد الأفق أمام التسويات والحلول، الا النزول الى الشارع بعد جريمة حرق محمد ابوخضير وعائلة دوابشة وتصفية واعتقال الشباب على الحواجز للإمساك بزمام المقاومة والكفاح والانتفاضة الشعبية، رغم حالةالانقسام الفلسطيني، فهو توحد تحت راية وعلم فلسطين في هبه وانتفاضة ثورية جديدة " ثورة الدهس والسكين والحجر والمقلاع، حيث يواجه بصدوره العارية رصاص جنود الاحتلال وغازهم السام ، ويتصدى للاحتلال متسلحا بحجارته التي لم يعهدها العالم أجمع، ولم تشهده ثوراته على مدى التاريخ الطويل واضعين نصب أعينهم هدفا واحدا يتلخص في دحر الاحتلال والاستيطان واستعادة كل فلسطين وعودة الحقوق المشروعه التي سلبها الاحتلال منهم وفي مقدمتها حق العودة ، وها هم شباب وفتيات فلسطين يقدمون أرواحهم قربانا على مذبح الحرية والفداء والدفاع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية في مقدمتها المسجد الاقصى.
    من هنا تبدأ الحكاية ولكن فصولها لم تنتهي بعد ، لأنها حلقة من مسلسلٍ طويل حافل بالثورات والانتفاضات التي لقنت الاحتلال درسا في فنون التضحية والفداء ، شعب يخضع للاحتلال من حقه ممارسة كافة أشكال المقاومة والمواجهة ، فالمقاومة الشعبيه بكافة اشكالها خيار لا يمكن ولا يجوز التفريط به طالما بقي الاحتلال جاثما على صدور الشعب الفلبسطيني الذي نال الاعتراف بدولته الفلسطينية المستقلة كعضو مراقب في الامم المتحدة، ومن هنا تصبح المقاومة والمواجهة حق له وهي أنجع وسيلة في دحر الاحتلال كما أثبتت التجربة التي خاضتها المقاومة في لبنان والثورات على امتداد العالم ، وهذه المقاومة حق لشعب خاضع للاحتلال كفلتها المواثيق والاعراف الدولية حتى الاقرار بحقوق الشعب الفلسطيني وثوابته المشروعة .
    لهذا نرى ان من حق الشعب الفلسطيني مواصلة انتفاضه ثالثه التي حملت معها أساليب وابداعات جديدة، بدءاً مما يمكن تسميته ب"حرب السكاكين" وحتى عمليات الطعن والصدم والدهس، التي وجدت قبولا وتشجيعا فلسطينيا عارما ، وهي مرشحة لأن تحمل المزيد من هذه الإبداعات التي أسقطت كل إجراءات الاحتلال القمعية وقوانينه الإرهابية المشددة، ما دفع قادة الاحتلال الى حالة من الارتباك والتخبط ادت الى انهيار حكومة الاحتلال ، نتيجة هذا الصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني الصامد في غزة والقدس والضفة الفلسطينيه والأراضي المحتلة عام 1948.
    من هنا نقول على الجميع ان يتوحد خلف النهج الثوري حيث يسكن الوطن وتتجلى الثورة في روح شباب فلسطين الذي طالما قال العدو عنهم أنهم الصغار الذين سينسون وها قد كبر هؤلاء الصغار ،وما زالت فلسطين نبضا لا يتوقف بين ثنايا القلوب العامرة بالايمان نهو التحرير والانتصار.
    ختاما : إنّ انتفاضة الشعب الفلسطيني تسطر أروع ملاحم المواجهة وببسالة قل نظيرها فهي تؤشر أن النازية والسادية والعنصرية لا مكان لهم في فلسطين، وسينتهي نظام الأبارتايد والتمييز العنصري، وآلة القتل الصهيونية وأيدولوجية المستوطنين وحاخاماتهم، كما انتهى النازيون والعنصريون إلى مزبلة التاريخ، لهذا نرفع الصوت من اجل دعم الانتفاضة من كافة القوى والاحزاب العربية ودعم صمود الشعب الفلسطيني وهذه خطوة مهمة على طريق تحرير الارض والانسان وإنجاز الحقوق المشروعه للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس .

    ظواهر التخريب والهدم في الاطر النضالية والتحررية

    امد / سميح خلف

    ثمة علاقة متشابكة بين ظواهر الهدم والتخريب في اطر حركات التحرر الوطني والتي تنسجم مع برامج العدو المختلفة التي تستهدف تلك الحركات ومبادئها واهدافها ومنطلقاتها ، فالحروب التي يشنها العدو لتدمير البنية التحتية او القيادية للحركات يست كافية لتدمير ثورة او حركة تحرر ولان الفكرة لا تدمر والمباديء والاهداف لاتدمر وهنا اشير لآهمية الفكر والادبيات في صياغة انشوطة ومنظومة الثورة التي تكون طليعتها حركة تحرر وطني ، فالاحزاب وان كان لديها ايديولوجية لا يمكن ان تتحول الى حركة جماهير قادرة على ان تدير وتنفذ اهداف شعب ومهما كان الحزب يمتلك من امكانيات بشرية ومادية ، ولذلك اخطر ما يواجه الاعداء حركات الشعوب ولانها تمثل الكل الوطني بدون تصنيف او انتماء لطبقة ما من الشعب وتعمل حركات التحرر على المكون الشامل للشعب المتحد الاهداف للوصول الى الغاية وبالطبع تلك الغاية هي تحرير الوطن من الاحتلال او القضاء على اركان الاستعمار في الدول المستعمرة او المحتلة من دولة اخرى.
    ولذلك تتعرض حركات التحرر لمحاولات حثيثة لاختراقها من الداخل سواء بالظواهر المباشرة وهي تمس السلوك والممارسة واثارة العصبويات والفئويات المناطقية والجغرافية ، او على المدى البعيد الاستراتيجي بزراعة نهج وكادر للوصول الى قمة هرم القيادة وفي تطابق وانسجام مع الظواهر ، فلا يمكن ان تتبوء قيادة غير منسجمة مع اهداف ومباديء الثورة الا باثارة تلك الظواهر لتفسيخ وتشتيت البنية القاعدية واثارة الفتن البينية وهمال الادبيات والاخلاقيات التي تربط الحركة بجماهيرها وحاضنتها ، اي زرع فئة من العناصر والكوادر تسيء في سلوكها وتعتدي على الملكيات الشخصية والعامة او ممارسة التسلط والقهر على الشعب ، ومن هنا تضعف اركان الثورة او حركة التحرر وتبتعد عن اهدافها ، ويسهل تدجينها لكي تعبر عن مصالح افراد او مجموعة ، ومن ثم تدخل في مشاريع توافقية مع الاعداء لكي تحافظ على تلك المصالح.
    ان النرجسيات الذاتية هي التبويب والمدخل لصناعة لوبيات ومحاور في داخل الاطار الثوري والوطني ، ولذلك تنشأ الاستقطابات وتتحول القاعدة وقواها بدلا من قوى موحدة تواجه الاحتلال الى قوى تعمل بديمومة الحلقات المغلقة لكي تفرض كل منها على الاخرى .
    ولكل حركة تحرر نظامها الداخلي الذي ينظم انشوطة الاطار العام والاطار الخاص وينظم العلاقة والانضباطيات والالتزام ومن خلال هيكليات هرمية او غير ذلك لتحافظ الحركة على وحدتها وتسيير برامجها بنجاح وفي كل قطاعاتها العسكرية والامنية والتنظيمية والجماهيرية ، والابتعاد عن النظام قد يوفر اجواء خصبة للاعبين ممنهجين لتدمير الاطر ، ومن هنا يبقى فكر الاصلاح الذي تحمله مجموعة من القيادات والكوادر الحية والواعية لحجم التخريب واهدافه مهمة صعبة وشاقة ، اذا ما ارتبطت قيادة الحركة باتفاقيات وتفاهمات مع دولة الاحتلال .
    ان ظواهر الهدم والتخريب في الاطر النضالية والتحررية لا يمكن ان تأكل اكلها الا بتدمير البنية الثقافية والفكرية للحركة وتحويل اعضائها وقياداتها وعناصرها الى ظواهر مسطحة وسطحية التفكير وتجهل تجربتها وتكون غير قادرة على استقراء الواقع تلترسم سياسة المستقبل في صراعها مع اعدائها ولذلك تواجه الثورة عدو داخلي وعدو خارجي والعدو الداخلي اكثر خطورة على حركات التحرر ولانه بعد حين يحولها لثورة او حركة مضادة لفكرها واهدافها.
    في تلك المناخات عملية البناء تكون صعبة فالقاعدة الهندسية تقول "" ابني بناء جديدا خير من ان ترمم بيتا منهارا" وفي كلا الحالتين فان المهندسين قد يواجهون العديد من العراقيل والتشويش والاتهامات وغير ذلك من سلوكيات تحملها الحركات المضادة او الثورة المضادة وبالتاكيد للحفاظ على مصالحها وتحقيق اهدافها فقط بعيدا عن الاجماع الوطني او فشال المجتمع باسره.
    ان فكرة الاصلاح مابين الاحلال وبين التخصيص مشكلة معقدة تحتاج العمل الدؤوب والمنضبط والملتزم بالفكر التعبوي الوطني الاصيل الذي يقترب من الجماهير باعتبارها هي الحاضنة بالشكل الطبيعي لاي عملية اصلاح وان يراعى الابتعاد عن النرجسيات والمناطقية والاحلاف والجماعات وخلق الكادر النموذج في الاداء والخطاب واعطاء النقيض لكل اوجه الفساد التي لحقت بالحركة او بالاطار .
    ان التفاؤل الموضوعي هو اول خطاب يجب ان يمارس لكي تتخلص الفئة اليائسة والمحبطة من يأسها واحباطاتها فهي سمة يستغلها الاخرون لممارسة نزواتهم وعنجهياتهم وطغيانهم على الجميع ، فتناول المرحلة بمعضلاتها وشرحها وتفسيرها للجماهير هى من اساسيات العمل الاصلاحي والتصحيحي لنكسات وتراجعات في الاداء النضالي سعيا لتوفير حاضنة واعية مثقفة تشارك في عمليات الاصلاح ودعم برمجه المطروحة ، فصناعة الحدث لصالح الجماهير من قبل الاصلاحيين هو من من اهم سلوكيات كشف المحبطين والمفسدين والانقساميين والذين تحولوا من عن اطرهم التحررية الى اطر قهرية تمارس قهرها وقوتها على شعوبها .

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. مقالات مواقع دحلان 07/12/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى محمد دحلان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2016-02-23, 12:08 PM
  2. مقالات مواقع دحلان 05/12/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى محمد دحلان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2016-02-23, 12:07 PM
  3. مقالات مواقع دحلان 02/12/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى محمد دحلان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2016-02-23, 12:06 PM
  4. مقالات مواقع دحلان 01/12/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى محمد دحلان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2016-02-23, 12:05 PM
  5. مقالات مواقع دحلان 30/11/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى محمد دحلان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2016-02-23, 12:04 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •