[IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif[/IMG] [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG]
[IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image005.jpg[/IMG]
المواقع الالكترونية الموالية لتيار دحلان
عناوين مقالات
v الفرصة الأخيرة للمصالحة الفلسطينية
امد / جمال ايوب
v وعد بلفور: الذكرى والذاكرة والأبعاد السياسية
امد / د. أحمد يوسف
v الجيل الفلسطيني الثائر .. عنوان المرحلة
غسان مصطفى الشامي / صوت فتح
v التغلغل اليهودي في المجتمع البلغاري السيطرة علي رأس المال
امد / د محمد كمال علام
v الـثـورات المـغـدورة
امد / حمادة فراعنة
v استمرار الاحتلال وغطرسته من يتحمل المسؤولية عن اراقة الدم
امد / محمد العطاونة
v تهويد البلدة القديمة في القدس
امد / د.حنا عيسى
v «داعش» وادعاء ما ليس له
الكوفية / صالح القلاب
المقالات
الفرصة الأخيرة للمصالحة الفلسطينية
امد / جمال ايوب
كان الكلام الكثير والفعل القليل هما سبب إنعدام مصداقية المصالحة بين الناس ، هل ذابت المشاكل العالقة ؟ وهل زالت العقبات المستعصية ؟ خاصةً أن الشعب الفلسطيني قد مل التأجيل ، وعاف الفشل ، ويئس من الحل ،خرج الشعب الفلسطيني إلى الشوارع شأنه شأن أي شعبٍ عربيٍ آخر ثار وانتفض ، وهو السباق في ميدان الثورة والأول في مضمار الانتفاضة ، والأقدر على التضحية والفداء ، وليس أقدر منه شعبٌ على الصبر والثبات والتضحية والفداء ولعله يعرف أهدافه ، ويدرك مشاكله .
هل يجب على الفلسطينيين أن يصدقوا هذه المرة المتحدثين بإسمهم الجاثمين على صدورهم ، والمتمسكين بمناصبهم ، والخائفين على وظائفهم ، والساعين لمصالحهم ممن لا يهمهم الوطن ولا يعنيهم الشعب ، إذ لا يحسون بمعاناتهم ولا يشعرون بألمهم ولا يشكون مثلهم ، ولا يصطفون طوابير كأهلهم ، ولا تعتم بيوتهم وتتوقف أجهزتهم ممن يتشدقون بالمصالحة ويدعون التوافق ، ويعلنون دوماً التوصل إلى نهاية سعيدة لأحزان الشعب والوطن المقطع الأوصال ، يحل المشاكل ويتجاوز العقبات ، ويكون في حقيقته إتفاقاً ناجزاً مختلفاً عما سبقه ، ومغايراً عما إعتاد عليه المواطنون الفلسطينيون وأنه واقعٌ لا سراب ، وحقيقةٌ لا خيال ما الذي إختلف
هذه المرة حتى يصدق الشعب ويؤمن الفلسطينيون بأن اليوم ليس كالأمس .
إن الحوار في بيروت هذه المرة جدي وصادق ، ستكون مختلفة عن القاهرة ومكة والدوحة بكل طبعاتها ، فما الذي إختلف وإستجد ولماذا يلزم الشعب بأن يصدق ويبني آمالاً على هذه المرة ؟؟ وأن ما كان لن يتكرر وأن الفشل لن يعرف طريقه من جديدٍ ، لأنه مغايرٌ ومختلف ظرفاً وزماناً ، رغم أنه متشابهٌ ومتكررٌ مكاناً ، الحقيقة ألا شئ يشجعه على التصديق والإيمان بأن سيكون خاتمة الأحزان ، وأنه ستأتي حكومة توافقية لخدمة الشعب ، ورفع الحصار ، وإعادة الأعمار ، والنهوض بشؤون البلاد ، وسيتضامنون معاً إلى جانب القوى والأحزاب للخروج من الأزمة التي طال أمدها ، وإستعصت حلولها ، وتفاقمت مفاعيلها ، وسيلتفتون إلى المستقبل الخطر الذي يكشر فيه الصهاينة عن أنيابهم بمصادرةً للأراضي ، وتوسعةً للمستوطنات وإعتداءاً على المقدسات والمواطنين.
فهل ستنجح حكومة التوافقية العتيدة فعلاً في تفعيل لجنة الإنتخابات لإجراء انتخاباتٍ تشريعية و للمجلس الوطني بما يحقق العدالة في التوزيع والشمولية في التمثيل ؟ ليساهم بدوره في تذليل العقبات وحل المشاكل ، وتبييض كل صفحات الإنقسام ومن الذي يضع العقبات ويحول دون الاتفاق تأخيراً أو إعاقة ، ومن الذي يسعى بصدقٍ ومن الذي يحاول تمرير الوقت واجتياز المراحل ، ولن يرحم التاريخ رجالاً كانوا عنواناً للانقسام وعلامةً فارقة للاختلاف ، في الوقت الذي كانت فيه كل الأهداف بينة ، وكل وسائل الاتفاق معروفة وتصحيح المسارات ، ومحاسبة الفاسدين واستعادة الحقوق ، والالتفات إلى هموم الشعب الملحة في رغيف الخبز والكهرباء واسطوانة الغاز والوقود والعمل ومحاربة البطالة وإيجاد مساكن كريمة وملائمة ، وغيرها من الاستحقاقات الداخلية ، وتلفت الانتباه عن كل مسألةٍ أخرى مهما كانت أولويتها وضرورياتها .
فلا أولوية لغير القضايا الوطنية ، ولا تقديم للعام على الخاص ، ولا اهتمام بالخارج على حساب الداخل ، ولا مخاطرة بمستقبلٍ قد لا يجود الزمان بمثله ، على جميع القادة أن يدركوا أن هذه هي فرصتهم الأخيرة ، وأن عليهم أن يصدقوا ثورة الشعب ، وأن يدركوا أن الفرصة المتاحة أمامهم هذه المرة لن تتكرر ، فلم يعد لدى الشعب أي فرصةٍ للصبر ، ولن يقبل أن يكون محطاً للسخرية والتهكم ، وأن يكون حقلاً للتجارب والأهواء ، ومجالاً للمناورات والانقلابات ، فهذه الفرصة هي الأخيرة ، وهذه المحاولة هي النهاية ,
الفرصة المتاحة للمصالحة لن تتكرر .
وعد بلفور: الذكرى والذاكرة والأبعاد السياسية
امد / د. أحمد يوسف
اليوم، كلما جاءت الذكرى في الثاني من نوفمبر من كل عام، وجدتني أسرح بخيالي إلى ثلاثة محطات من العمر تجسد وقائعها ما يتعلق بهذا الوعد من أحداث وذكريات.. كانت سنوات الطفولة وبعض مراحل الشباب التي عشناها قبل نكبة عام 67م في قطاع غزة، مفعمة بالمشاعر الأحاسيس تجاه هذه الذكرى، وكانت إدارة التربية والتعليم تولي اهتماماً خاصاً بهذه المناسبة، حيث تجرى الاستعدادات في كل المدارس الابتدائية والإعدادية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، ويتهيأ الأساتذة من الخطباء والشعراء لتدبيج الكلمات والقصيد، وكانت العبارة التي نحفظها عن ظهر قلب، ونرددها بقوة في ذلك اليوم: "لقد أعطى من لا يملك وعداً لمن لا يستحق"، ونهتف في طابور الصباح: "يسقط.. يسقط وعد بلفور"، و"عائدون.. عائدون.. إننا لعائدون"، ويصب الجميع جام غضبهم على بلفور ووعده؛ باعتبار أنه المسئول الأول عما لحق بشعبنا من مآسي وأحزان، وهو الذي مهد الطريق إلى نكبة الكبرى عام 1948م، والتي عشت أسمع رواية كل ما جرى فيها من مجازر وأحداث مأساوية من أبي (رحمه الله) مئات المرات، تلك الهجرة القسرية التي اضطر خلالها أكثر من 700 ألف فلسطيني إلى مغادرة الديار، والتشتت في فيافي الأرض ودول الجوار.
وعد بلفور: بداية التآمر على فلسطين
في الذاكرة الجماعية للفلسطينيين، كان وعد بلفور هو بمثابة "أم الكبائر" لبريطانيا العظمى، فبموجب هذه الرسالة/الوعد بدأ مسلسل التآمر لاغتصاب فلسطين، والذي تتحمل فيه بريطانيا الوزر الأكبر في جريرة ما وقع من جرائم قتل واستيلاء على الأراضي، التي قامت بها العصابات الصهيونية بالتواطؤ مع الدول الاستعمارية الغربية التي هيأت لها كل مقومات النجاح والتمكين، في الوقت الذي عملت فيه على إضعاف الفلسطينيين، وإخماد كل تحركاتهم الاحتجاجية.
كان مضمون رسالة الوعد التي وجهها آرثر بلفور إلى اللورد روتشيلد، يقول: "إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية..".
في ذلك العام 1917م، لم تكن بريطانيا هي صاحبة الولاية الشرعية على فلسطين، بل كانت دولة احتلال. لذلك، فإن ما ترتب على وعدها لليهود هناك لا يتمتع بأي مكانة قانونية، فهو باطل بحسب الأعراف والقوانين الدولية، وإن "كل ما بني على باطل فهو باطل".
لا شك أن فوز الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، وتقسيم البلاد العربية التي كانت جزءاً من الخلافة العثمانية إلى كيانات سياسية خاضعة لهيمنة الدول الغربية وخاصة بريطانيا وفرنسا، بحسب اتفاقية سايكس – بيكو، قد أسهم بشكل كبير في أن يتحول الحلم الصهيوني الذي تحدث عه هيرتزل في كتابه "الدولة اليهودية" إلى حقيقة .
للأسف، اختصرنا - نحن أهل فلسطين - المأساة في هذا الوعد، وحمَّلنا بريطانيا وحدها لعنات شعبنا وأمتنا، وتجاهل السياسيون – عن قصد - توجيه أصابع الاتهام للقوى الاستعمارية الأخرى، أو المواقف المتخاذلة لأمتنا العربية والإسلامية.
مؤتمر بازل: وقفة مع الذكرى والمكان
عاش معنا وعد بلفور كمناسبة نتوقف عندها بشكل سنوي لحوالي عقدين من الزمان، حيث كانت الإدارة المدنية القائمة على القطاع، والخاضع - رسمياً - لسلطة الحاكم العسكري المصري، تحرص على إحياء هذه الذكرى، والتي كنا نتابعها بكل جوانحنا ومشاعرنا الوطنية. لقد ارتبط ذكر هذا اليوم - أيضاً - بالحركة الصهيونية، وما قامت به من جهود وأفعال على مستوى العالم والمنطقة، لجعل هذا الوعد من فكرة داعبت أحلام بعض قادتها إلى حقيقة، حيث إنه من المعلوم تاريخياً أن الحركة الصهيونية بعدما عقدت مؤتمرها الأول في مدينة بازل بسويسرا في أغسطس 1879م، تحركت في كل اتجاه لإقناع كل الأطراف الدولية بأهمية وجود موطئ قدم لليهود في فلسطين، يصبح مع الزمن هو الوطن القومي لهم؛ أي أن تصبح فلسطين هي الصيرورة المكانية لليهود في العالم، كما قال حاييم وايزمن لأحد السياسيين الأمريكيين.
لذلك، عندما قمت بزيارة خاصة لسويسرا في عام 1998م، كان أول شيء فكرت القيام به هو الذهاب إلى مدينة بازل، ومشاهده هذا المقر الذي انعقد فيه المؤتمر الصهيوني الأول.. ركبت القطار من جنيف إلى هناك، وأخذت أبحث عن ذلك المقر حتى وجدته، وهو أشبه بمركز للمؤتمرات، كان في ذلك اليوم مغلقاً، فوقفت أمامه متأملاً، وأخذت أتذكر تداعيات ذلك اللقاء، الذي انعقد - قبل حوالي مائة وعشرين عاماً - بين قادة الحركة الصهيونية، وانعكاساته على حياتنا نحن أهل فلسطين، حيث كان نتاج تآمرهم، وتواطؤ العالم الغربي معهم بعد عدة عقود، هو تدشين أول ركائز المشروع الصهيوني على أرض فلسطين، ثم العمل مع بريطانيا وغيرها من الدول الغربية على إخراج أهلنا ديارهم، وتثبيت أركان دولتهم على أنقاض شعبٍ آخر في عام 1948م.
تذكرت وأنا أتأمل المكان كذلك ما همس لي به أحد الحاخامات الأمريكيين من حركة (ناتوري كارتا)؛ أي حرَّاس المدينة، وهي حركة دينية مناوئة للحركة الصهيونية، وهي تُحرِّم على اليهود الهجرة إلى فلسطين قبل عودة السيد المسيح، وكانت في نهايات القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين تمثل العقبة الكأداء في وجه الصهاينة الذين يطالبون اليهود في أوروبا بالهجرة إلى فلسطين. الأمر الذي دفع قادة الحركة الصهيونية إلى تحريض النازيين عليهم، واتهامهم بالعمالة لروسيا القيصرية، مما أدى إلى ملاحقتهم والتخلص من حوالي ألفٍ حاخامٍ منهم، وبذلك نجح الصهاينة في تحريك الجاليات اليهودية، واقناعها بالرحيل تجاه فلسطين، بعد أن تمكنوا من إخراس الأصوات الدينية التي كانت تحذرهم بسيف التحريم، وتقطع الطريق أمام تفكير أيٍّ منهم بالخروج إلى أرض الميعاد.
تأملت هذا المكان التاريخي العريق في مدينة بازل بسويسرا بوجع وحسرة، ثم طفت في جولة سياحية سريعة داخل أرجاء المدينة وأحيائها العمرانية، ثم قفلت راجعاً إلى جنيف، ومن هناك عدت إلى أمريكا حيث كنت أعمل في العاصمة واشنطن.
في الواقع، لقد عمل الصهاينة بكل السبل لتسهيل هجرات اليهود في أوروبا والبلاد العربية والإسلامية إلى فلسطين، واعتمدوا أساليب الترهيب والترغيب، ومالوا لتوظيف لغة العنف والترويع في بعض البلاد التي توجد فيها جاليات يهودية كبيرة مثل العراق.
افتراءات وأكاذيب: أرض بلا شعب لشعب بلا أرض
في عام 1987م كنت طالباً للماجستير بالسنة النهائية في جامعة ميسوري، وقد استدعت أحد المساقات الدراسية القيام برحلة للريف الأمريكي للاطلاع على حياة المزارعين وأشكل الحياة الاجتماعية هناك لمدة أربعة أيام. بالطبع، هناك فترة ترفيهية رتبتها لجنة الحي هناك، حيث أخذتنا في نزهة للتعريف بالأماكن الأثرية بالمنطقة، وكانت واحدة من تلك المحطات التي توقفنا عندها هي المكان الذي نشأ وترعرع فيه الأديب الأمريكي الشهير "مارك توين"، وحيث أنني سبق لي قراءة روايته "مغامرات توم سوير"، فقد سعدت ونحن نسمع من مرشد الرحلة الحديث عن سيرته.
أثارني فضول الحديث عن مارك توين للبحث أكثر عن سيرته وأعماله، وقد وجدت – للأسف – أن من الأشياء التي تعتمد عليها الحركة الصهيونية لتسويق أكاذيبها، والترويج لادعاءاتها، هي بعض ما أورده هذا الأديب الأمريكي الساخر في كتابه (The Innocents Abroad)؛ أي "الأبرياء في الخارج"، والتي أشار فيها لبعض مشاهداته على أرض فلسطين، حيث وصفها بطريقة فجة في لحظة وداعه للأرض المقدسة، حيث قال: "فلسطين أرضٌ جدباء وغير جميلة. ولماذا تكون غير ذلك؟ هل يمكن للعنة الرب أن تجمِّل أرضاً؟"، وأضاف في صفحات كتابه - أيضاً - بعض العبارات التهكمية والمغلوطة، كقوله: "من بين كل البلدان التي تمتاز بالمشاهد الكئيبة الفظيعة، فإن فلسطين هي رائدها! تلالها مقفرة، وخاملة الألوان، وبلا ملامح جميلة الشكل. فوديانها صحاري يرثى لحالها المزري، وكل تضاريسها قاسية خشنة.. إنها أرض كئيبة بلا أمل ينفطر لها القلب"!
وجاء في سياق الوصف الظالم لفلسطين، أنها أرضاً مهجورة؛ خراباً يباباً، ولم تكن عامرة بالسكان.!!
ربما كانت هذه الفقرات التي جاءت على لسان مارك توين هي ما اعتمدته الحركة الصهيونية لتسويق مقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وهي ما حاولت أن تقنع به الغرب والمجتمع الدولي، اتكاءً على رواية مارك توين، والذي ربما كان يجري مقارنة بين فلسطين وبلاده، وهي مقارنة ظالمة، حيث إن فلسطين في ذلك الوقت من عام 1867م كانت بلداً فقيراً، وهي أصغر من ثلث ولاية ميسوري، التي تعتبر بوابة الغرب الأمريكي على نهر المسيسبي، وهي بحق ولاية جميلة بسهولها ووديانها وثرواتها الزراعية الهائلة.
بعد كل هذا، لا عجب أن وجدت الحركة الصهيونية في الكتاب كنزاً توظفه لإظهار أن فلسطين كانت مهجورة من السكان، وأن من عاشوا فيها ليس سوى مجموعات متناثرة من الفقراء البؤساء الذين تركوها خراباً آلاف السنين. ولهذا احتفى اليهود بالكتاب كثيراً لإسناد دعاويهم، واعتمدوا تسويقه لترويج ما لديهم من ادعاءات.
وعندما فاز باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2008م، وجاء نتانياهو لتهنئته في مايو 2009م، وحمل معه كتاب مارك توين (أبرياء في الخارج) كهدية له، فإن الهدف من وراء ذلك كان هو الإيحاء للرئيس أوباما بالرواية الإسرائيلية؛ وهي أنه لم يكن هناك وطناً قومياً للفلسطينيين، وعليه ألا يشغل نفسه بالتفكير بدولة لهم؛ لأنه تاريخياً لم تكن لهم تلك الدولة!!
وعد بلفور: الأبعاد السياسية
هناك مقولة للدكتور إبراهيم أبراش؛ أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر، والتي أجدني أتفق معها بالكلية، وهي تشير إلى "إن وعد بلفور ما كان له أن يتحول إلى دولة لولا تفاني الصهاينة في تنفيذه، وتحويله إلى حقيقة على الأرض".
صحيح؛ إن الوعد وحده ما كان بالإمكان تحقيقه لولا أن وافقه هوى الكثيرين في الدول الغربية، فهناك من دعمه لأبعاد دينية؛ تتعلق برغبة البروتستانت بتسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين، كعلامة على قرب تحقق عودة السيد المسيح، وهناك من مهد الطريق لذلك لاعتبارات عرقية، حيث كانت الجاليات اليهودية أقليات غير مرغوب في بقائها في الدول الأوروبية، والكل كان يتعجل فرصة ترحيلهم إلى أماكن أخرى بعيداً عن أوروبا. وهناك من كان يرى أن إقامة وطناً لهم وسط العالم العربي والإسلامي سيخدم المخططات الاستعمارية الغربية وخاصة بريطانيا تلتي لها مصالح استراتيجية في المنطقة مثل قناة السويس وسلامة خطوط الملاحة لشركة الهند الشرقية، وهناك أيضاً من وجد أن قيام إسرائيل سيكون شوكة في خاصرة الدول العربية والإسلامية، وسيمنع عودة أي امبراطوريات إسلامية في المنطقة من جديد.
لذلك توافقت أهواء الدول الغربية على التمكين لليهود في أرض فلسطين، ووفرت لهم كل الأجواء التي تسمح لهم ببسط نفوذهم على الأرض وفرض دولتهم بالقوة وتحت حراب المستعمرين من الدول الغربية.
اليوم في ذكرى مرور حوالي مئة عام على الذكرى، علينا أن نعاود قراءة مجريات الأحداث لندرك أن الجهد الحقيقي لتثبيت أركان الدولة قد قامت به الحركة الصهيونية، وأن الوعد مجرد مدخل منح لها الشرعية للتحرك وفرض حقائق على الأرض، يقول د. أبراش: "ما كان وعد بلفور أن يكون، وما كان لإسرائيل أن تقوم، لولا وجود الحركة الصهيونية، التي وحدت كل التيارات والتوجهات الصهيونية نحو هدف واحد، وأعلنت منذ مؤتمرها الأول في بازل أن هدفها هو قيام دولة لليهود في فلسطين.. صحيح؛ أن وعد بلفور شجع اليهود على الهجرة إلى فلسطين، وخصوصاً أن بريطانيا التي وعدت اليهود احتلت فلسطين، وكلفت عصبة الأمم المتحدة بريطانيا بالانتداب على فلسطين، وصحيح؛ أن وضع العرب خلال الربع الأول من القرن العشرين لم يكن من القوة بحيث يقف في وجه الهجرة اليهودية والمخططات الاستعمارية، بل كان متواطئاً أحياناً، ولكن صحيح أيضاً أن اليهود لم يركنوا فقط إلى وعد بلفور، بل بذلوا جهوداً ذاتية كبيرة ليحققوا حلمهم بقيام دولة إسرائيل، فالاستيطان بدأ في فلسطين قبل وعد بلفور، ومنذ العشرينيات نظم اليهود انفسهم وأقاموا مؤسسات مثل المنظمة العمالية اليهودية ( الهستدروت)، واقاموا جامعة خاصة بهم عام 1925، ونظموا انفسهم في حركات سياسية مقاتلة نسميها نحن بالعصابات الصهيونية، كمنظمات "شتيرن" و"الهاجاناة" و"البلماخ"، وقاموا بعمليات إرهابية ضد العرب وحتى ضد الجيش البريطاني، وبعض قادتهم صدر بحقهم أحكام بالإعدام من البريطانيين. وخلال حرب 1948 دفع اليهود للحرب عدداً من المقاتلين أكثر من مجموع السبع جيوش العربية التي ذهبت للقتال في فلسطين، ومارسوا عمليات قتل وترويع وإرهاب بحق سكان البلاد الأصليين، وبعد الحرب وقيام دولة إسرائيل لم يُرهن الإسرائيليون أنفسهم بدولة أجنبية بعينها، بل أسسوا جيشاً قوياً، وامتلكوا السلاح النووي، وخاضوا عدة حروب عدوانية على الفلسطينيين والدول العربية الخ".
ومن الجدير ذكره، أننا قد حصلنا على الكثير من الوعود بدولة فلسطينية، وكان أبرزها "اتفاق أوسلوا" الذي تمَّ التوقيع عليه في العاصمة الأمريكية واشنطن في سبتمبر 1993م، وللأسف لم يتحقق شيء، كما أن هناك اعترافاً دولياً بدولة فلسطينية حصلنا عليه مؤخراً من الجمعية العامة وصار لنا علماً يرفرف على مبنى الأمم المتحدة، ولكننا عملياً بلا دولة، وشعب ما زال منقسماً على نفسه، وقياداتنا السياسية تتخبط في مواقفها، والحزبية لديها أهم – للأسف - من الهوية الوطنية.
انتفاضة القدس: استعادة حيوية الحق الفلسطيني
إننا اليوم أمام هبة شعبية بتضحيات عالية من أجل الكرامة والمقدسات، فإذا لم نحسن استثمارها والوقوف خلفها وتأطيرها وطنياً بحيث تصبح عنواناً للحراك الشعبي كله وبتوجيهات قيادية يشارك فيها الكل الوطني والإسلامي، فسوف تضيع دماء الشهداء والجرحى بدون طائل.
إننا وبهذه المناسبة الخاصة بوعد بلفور، نذكر الفلسطينيين جميعاً بأن زخم هذه الهبة الشعبية أو ما يفضل البعض بتسميتها "انتفاضة القدس" هي فرصة لطي صفحة الماضي وإنهاء الخلاف بين فتح وحماس، والعمل على بناء شراكة سياسية ترتكز على توافق وطني للكل فيه سهم من العمل بهدف الوصول لتحقيق طموحات شعبنا في التحرير والعودة.
الكرة اليوم في ملعب الرئيس أبو مازن؛ رأس الشرعية الفلسطينية، وكبير العائلة، والذي بيده كل المفاتيح والصلاحيات لاستنهاض الحالة السياسية الفلسطينية، وبانتظار أن يتحرك لدعوة الإطار القيادي المؤقت لنبدأ في تفكيك ما بيننا من اشتباكات جانبية، وتصويب مسارات حراكنا الوطني بالرؤية التي تتوافق مع مواقف الجميع.
إننا أمام معطيات محلية وإقليمية صعبة، وهناك غياب للاهتمام الدولي بقضيتنا، وإذا لم نأخذ بزمام المبادرة، فلن تجدي الوعود بالدولة الفلسطينية وقد تعود إلى نقطة الصفر من جديد، وربما للعهد الذي سبق أوسلو أو أسوء من ذلك بكثير.
لا شكَّ أننا مع هبة شعبنا الفلسطيني في القدس والضفة الغربية في حالة وطنية أفضل، ولكن علينا ونحن نعيش في ظلال ذكرى وعد بلفور أن الشعوب لا تحقق تطلعاتها بالتمني ولا بالتحلي، ولكن بالموت والتفاني ومغالبة الأعادي.
رحم الله شاعر فلسطين أحمد فرح عقيلان، والذي ترك لنا هذه الأبيات من قصيدة "قذائف الكلام" لتذكرنا دائماً، بأن البندقية هي الطريق، ولا بأس من أي أدوات أخرى.
لا ترد الحقوق في مجلس الأمن، ولكن في مكتب التجنيدِ، إنَّ ألفي قذيفة من كلامٍ لا تساوي قذيفة من حديدِ، الشكاوى إلى المجالس لغّوٌ، وأزيز الرصاص بيت القصيد.
الجيل الفلسطيني الثائر .. عنوان المرحلة
غسان مصطفى الشامي / صوت فتح
من أبرز سمات انتفاضة القدس المباركة، بروز جيل فلسطيني جديد يحمل في قلبه وعقله عنفوان غضب، ورجولة ثورية يدافع عن شرف الأمة ومقدساتها، هذا الجيل الجديد صاحب الإرادة والعزيمة يقود هذه المرحلة الهامة، فمنذ اندلاع هذه الانتفاضة العفوية تصدر هذا الجيل المشهد الثوري، والغضب اليومي يتصاعد وسط الشباب والفتيات المقدسيات الذين خرجوا دفاعا عن القدس والمسجد الأقصى، كما يعلنون في كل يوم استمرار انتفاضة القدس رغم كافة محاولات اجهاضها واطفاء لهيبها.
إن الجيل الفلسطيني الجديد أفشل حسابات أنصار مسار التسوية مع الاحتلال، وأفشل خطط واتفاقيات أوسلو، وأفشل حسابات الإدارة الأمريكية التي أرسلت وزير الخارجية كيري لإبرام مبادرة جديدة لإجهاض انتفاضة القدس ، حيث أجرى الكثير من اللقاءات المكوكية هنا وهناك لإنجاح هذه المبادرة البائسة؛ إلا أن شباب الانتفاضة في كافة المناطق الفلسطينية يواصلون ثورتهم ويواصلون التحدي، وإصرارهم على رفضهم لكافة محاولات المساومة والانقضاض على الحقوق والثوابت الفلسطينية.
منذ زمن بعيد راهن العدو الصهيوني على الجيل الفلسطيني الجديد، عندما قالت العجوز الشمطاء (غولدا مائيرا) " الكبار يموتون والصغار ينسون"، وماتت هي والمئات من القادة الصهاينة، ولن ينسى الجيل الفلسطيني حقوقه وثوابته وأرضه المقدسة، لقد تغيرت المعادلة اليوم، وأنجبت فلسطين أجيالا جديدة تعرف جيدا عدوها، وتدرك أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
انتفاضة القدس اليوم بحاجة ماسة إلى الدعم والمساندة من قبل كافة الفلسطينيين في شتى بلدان العالم، لذا فإن الفلسطينيين في البلدان الأوروبية يستعدون لدعم ومساندة استمرار الانتفاضة، حيث تستعد منظمات وجهات فلسطينية ناشطة في أوروبا لتنظيم حراك تضامني واسع مع انتفاضة القدس، ويتضمن هذا الحراك فعاليات في الكثير من العواصم والمدن الأوربية نصرة لشعبنا الفلسطيني وانتفاضة القدس، وبالطبع فإن هذا الحراك في المجتمعات الأوروبية له تأثيره الكبير على الاحتلال الإسرائيلي والمنظمات اليهودية في أوروبا، بل ويزيد من حملات المقاطعة لمنتجات المستوطنات الإسرائيلية، فضلا عن المقاطعة الأكاديمية التي تشهدها الكثير من الجامعات الأوربية وتزداد انتشارا في شتى مدن أوروبا .
إن هذه الانتفاضة التي انطلقت عفوية بقيادة الجيل الفلسطيني الجديد، تمثل امتدادا لانتفاضة الحجارة عام 1987م التي كان عمادها الشباب الفلسطيني الذي واجه المحتلين بالحجر والسكين، ثم انتفاضة الأقصى عام2000م التي أيضا كان عمادها ومدادها جيل الشباب الذي جعل من الحجر والكوفية الفلسطينية رمزا للحرية ومقاومة الاحتلال.
لقد فشلت محاولات المخابرات الصهيوني في تدمير الجيل الفلسطيني، حيث عملت المخابرات على تشكيل وحدات خاصة لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي واصطياد الشباب الفلسطيني وإسقاط هذا الجيل في وحل العمالة- لقد خسرت مراهنات العدو الصهيوني على هذا الجيل الذي جعل من وسائل التواصل الاجتماعي الجديد رعبا وكابوسا مزعجا للصهاينة، حيث انتشرت صور الشباب الفلسطيني الثائر وهو يحمل الحجارة وزجاجات المولوتوف في كافة مواقع التواصل الاجتماعي في نضال إلكتروني فريد جعل من قضية فلسطين تتصدر وسائل الإعلام وكافة المواقع الالكترونية، مما جعل المنظمات الصهيونية توجه مناشدة لإدارة الفيسبوك لحذف صور الانتفاضة وحذف فيديوهات عمليات طعن الجنود الصهاينة في شوارع القدس والضفة المحتلة.
كما أن جهاز المخابرات الإسرائيلية أطلق(5000) حساب (فيس بوك) عربي، لمراقبة الجيل الفلسطيني الجديد من أجل الحصول على معلومات عن طريق هذه الحسابات التي تحمل جميعها أسماء إناث باللغة العربية، كما أصدر رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو توجيهات بالعمل على تشكيل طاقم ممن يجيدون اللغة العربية، لمراقبة الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وكشف نواياهم قبل تنفيذ عمليات ضد الاحتلال.
وفي إطار تصدي العدو الصهيوني لثورة شباب فلسطين عبر صفحات التواصل الاجتماعي، فقد قامت جمعية "هناك قانون" الإسرائيلية برفع دعوة قضائية في محكمة أمريكية بولاية نيويورك ضد إدارة موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، زاعمة أنه يروج لمنشورات تحرض على العنف وقتل الإسرائيليين، و قامت الجمعية بجمع تواقيع 20 ألف (إسرائيلي) لمطالبة المحكمة بوقف ما وصفوه بالتحريض عبر فيسبوك، مؤكدة أن نجاحها في جمع هذا العدد من التواقيع يشير إلى حجم المخاوف الإسرائيلية من تأثير فيسبوك على تنفيذ عمليات فلسطينية مسلحة ضدهم.
إن الجيل الفلسطيني الجديد أصبح عقدة كبيرة تواجه (إسرائيل) في هذه الأيام، فالكثير من شهداء انتفاضة القدس كتبوا وصاياهم بالدماء على صفحات الفيس بوك؛ فهذا الشهيد مهند الحلبي ابن التاسعة عشر ربيعا كتب على صفحته الشخصية موجها رسالة للرئيس محمود عباس بعد خطابه الأخير في الأمم المتحدة قال فيها " كلمة جميلة أيها الرئيس، لكن عذراً نحن لا نعرف قدس شرقية وغربية.. فقط نعرف أن لنا قدس واحدة غير مقسمة وكل بقعة فيها مقدسة، كما قال الشهيد الحلبي " عذراً يا رئيس فما يحدث لنساء الاقصى والاقصى لن توقفه الطرق السلمية فما تربينا على الذل، والدفاع عن حرمة الاقصى ونسائه هو شرفنا و عرضنا والدفاع عنه بأي شكل أو وسيلة يعتبر قانوني. "
إن الجيل الفلسطيني الجديد الذي يقود انتفاضة القدس والضفة تختلف حساباته، عن حسابات المفاوض الفلسطيني، ويحمل نظرات ورؤى ثورية مختلفة عن رؤى المفاوض، وهو جيل عصي على الانكسار وهو عنوان المرحلة، ويرفض المبادرات السلمية الواهية التي تضيع الحقوق والثوابت الفلسطينية.
إلى الملتقى ،،
التغلغل اليهودي في المجتمع البلغاري السيطرة علي رأس المال
امد / د محمد كمال علام
اذا اردنا الحكم على أهمية النشاط السياسي لليهود في بلغاريا يجب علينا
أولا دراسة والتعرف على الطرق التاريخية، و ظواهره السياسية والاقتصادية السابقة والحالية بعد وصول بول برنابا (ولد القديس برنابا الرسول في قبرص و كان اسمه يوسف و كان أبوه يهودي و امه قبرصية فعندما كبر اخذه والده الي اورشليم و علمه غمالائيل الشريعة وتعرف برنابا علي شاول وصارا صديقين و عندما سمع تعاليم المسيح امن وصار من السبعين رسول و في وقت صلب المسيح وقيامته سافر الي قبرص ) الي البلقان أصبحت بلغاريا مركز ومرتعا للعقيدة الأرثوذكسية. وتتركز أديرتها مؤسسات التعليم العالي بها، وافرزت شخصيات بارزة تستعد لتولي انشطة الدولة وتوزيع الرهبان لدعوة الي الإيمان المسيحين، من كل شعوب البلقان وبالاخص الشعب البلغاري اعتنقوا المسيحيه وتعصبوا لها ولكن هذه الظاهرة جعلت السيندهرون(المشرع اليهودي والقضاء في أوروبا، التي أنشأها نابليون الأول في فرنسا. ) الكهانة ينتهبون الي تدين شعوب المنطقه وفكروا في كيفية تزوير المسيحيه وتوجهوا الي تزوير تعاليم المسيح.
في القرن السادس عشركان أعضاء السنهدرين من رجال المال والمصرفيين يهود هذه الحقيقة جعلت امتالكهم رأس المال في هذا الوقت أهمية كبيرةواعطاهم قوة في التحكم في المجتمع ،
حتى السلطان التركي اعتمدا اعتمادا كليا عليهم. وكان السلطان العثماني منفذا أمينا للجميع وصايا السنهدرين
ولكن كما هو الحال دائما اليهود نفذوا سياستهما من وراء الكواليس وظهر هذا بوضوح في عهد الملك ايفان الاكسندرعن طريق البنوك ومديريها اليهود قيادة البلاد من الظل وفي الخفاء من اجل مصالحهم.
الملكة سارة والمجلس
المصادر الأدبية والمؤرخين اليونانين والفرنسيين اشاروا وكتبوا بأن القيصر إيفان الكسندر كان متزوجا من اليهودية سارة، ابنة مصرفي يهودي من البندقية، وأن هذا الزواج تم ترتيبها من قبل اليهود لغرض وحيد وهو اضعاف الإيمان المسيحي في بلغاريا،و سكان تلك البلاد ووتخصيص كل جهودهم من اجل هذا. كانت سارة عميل سري للسنهدرين وساعدت تدريجيا بلغاريا لترضخ تحت الاحتلال العثماني ،في تاريخ المسيحية في البلقان،و لعبت سارة الدور نفسه تقريبا كما فعل بوبباي في روما(بوبباي سابينا الإمبراطورة الرومانية والزوجة الثانية للإمبراطور نيرون ) ولكن بشكل آخر.
عن طريق عملائها وجواسيسها المدعومين ماديا عن طريق التجار اليهود في البندقية الذين نشروا الشائعات والقصص بين الناس أن يسوع المسيح عيسي بن مريم هو أسطورة خياليه.
واشاعوا بعدم وجود القيامة وان المسيح لان يبعث من جديد، وأن كل هذا اخترعه الكهنة الذين يدعون إلى هذه الكذبة للعيش والتمتع على حساب الجماهير الكادحة.
عد زرع بذور الشروالتي بدات تظهر ثمارها تدريجيا وبدأ الإيمان يضعف وانتشر الفجور، والسكر، وبدأت تزدهر المادية. وتشجع الترفيه، وساعدت في تحطيم الروح المعنوية للناس.
كان القيصر إيفان الكسندر عاجزوضعيف ولا يستطيع اتاخذ اي اجراء او القيام بأي شيء ضد زوجته، لأن ورائها وقفت قوي الشر العاتيه السنهدرين التي تتحكم في رأس المال. واصبح جاهز للموافقه علي تقسيم البلاد الي ثلاث اقاليم وبدون شك ادي هذا الي تحطيمه،ولكن قوي الشر السوداء بقيادة سارة و السنهدرين قررت رهن البلاد.
سقوط بلغاريا
في ضوء هذه الأحداث المزعجة في بلغاريا في القرن الرابع عشر. ظهرت شخصية وطنية بعظمة البطريرك افتيم، كراهب بسيط أظهر النشاط الوطني الدؤوب وسرعان ما قفز خطوات السلم السياسي وصولا للقمة، نمت شهرته ووصلت إلى معظم الأماكن النائية في بلغاريا، وتعدت حدود البلاد.عن إيمانه و تعاليمه الدينيه، و خطابه الحماسي العاطفي الذي اعاد الناس مرة أخرى إلى الحياة المتواضعة السابقة، بطريرك افتيم اصبح عدو لليهود ونفوذهم وحولت الملكة سارة ان تستميله اكثر من مرة الي معسكرها وفشلت محاولتها المستمرة معه،
عندما لم تتوج جهودها بالنجاح، اعلمت السنهدرين واستخداموا فيما بعد جميع القوى لتشويه صورته الصالحه للحد من نشاطه واعادته إلى الصفر.
ومع ذلك، أصبح افتيم بسرعة معروف في جميع أنحاء البلقان، والقيصر ايفان الكسندر، معتبرا اياه من اصدقائه المقربين وقدم له الدير حيث كان كانت بالفعل فرصة كبيرة لجذب الناس إليه، وليؤثر على الجماهير ثم مارس المصرفيين اليهود في البندقية ضغط سياسي ومالي على الدولة العثمانية لتوقف موقف ضد بلغاريا وعدم السماح لتطويرها والتقدم الي الامام وقدمت الوسائل المادية لتركيا لشن حرب لتدمير الأرثوذكسية. للوفاءوالالتزام بجميع أوامر اليهود واستخدام خدماتهم،فاقررت تركيا، بدورها،توسيع الإمبراطورية العثمانية على حساب الدول البلغاريه ، عندها تحرك الإمبراطور البيزنطي يوحنا باليولوجوس وطلب من البابا أوربان الخامس الدعوة للتنظيم جيش مسيحي من الولايات المسيحيه لمحاربة جيش المسلمين الذي يهدد الولايات المسيحيه ،ولإقناع البابا بتجهيز جيوش للدفاع عن بلغاريا وعده جون(او كما معروف في دول البلكان ب ايوان او يوحنا) بتوحيد الكنائس الشرقيه مع الكنيسة الغربية، ولكن لم تصل أي مساعدة من الغرب للدفع عن دول البلكان. وهكذا استمرت بلغاريا عرضة للتهديد من قبل الإمبراطورية العثمانية، التي يحركها يهود البندقية.
عندما جاء الأتراك الي شبه جزيرة البلقان، شرعوا بمساعدة زوجة إيفان الكسندرا - ووقعت سارة ورودس بايا إسكي، ولي بورغاس، معاهدة بلغاريا مع أدرنة والعقد أعطاهم الحق القانوني لللتواجد العسكري في تراقيا للتحرك فيما بعد لاخضاع البلدان المسيحية في شبه جزيرة البلكان، وبلغاريا بهذه الاتفاقيه عليها ان تقدم الدعم العسكري ومساعدة الجيش السلطاني ، بتوقيع هذا العقد المجحف افتكر الملك إيفان الكسندر ان الاتراك ستقف شهيتهم ويكون راضون بالجزء المحتل،و سيتم حفظ بقية اراضي بلغاريا
بعد وفاته استلم العرش ابنه إيفان شيشمان و لأسباب غير معروفة، وتحت تأثير رجال المال اليهود وبتحريض من اليهود أعلن ان تركيا هي العدو الرئيسي لبلغاريا في نفس الوقت الذي كان غير مستعد تماما لصد العدو،
وبانتهاكه الاتفاقيه المواقعه من قبل والده، والادهي انه لم يهتم بايجاد حلفاء له من دول الجوار مثل بيزنطة وصربيا، وعندئذ يدخل في حرب مع الدولة العثماني
من الممكن أن هذا السلوك من الملك ايفان شيشمان يكون ناجما عن ضغوط من المعسكر السري من اليهود من خلال والدته سارة بهدف قيادة الدولة البلغارية إلى كارثة حتمية. السلطان التركي مراد استغل الاخلال بالمعاهدةوقام بارسال اثنين من اقوي رجاله علي رأس فرقتين وهم تيمورتاش و-لالا شاهين ضد الجيش البلغاري واحتلت لأول مرة المنطقة الواقعة بين ماريتسا والبحر الأسود، تراقياوتوجهت الى صوفيا. ثم اضطرشيشمان للرضوخ للسلطان مراد وينحني امامه ويعطيه هدية لطيفة بالاضافة الي شقيقته الجميلة ماره وكانت هذه هي إرادة يهود البندقية، وفي عام 1382 استولي الاتراك علي مدينة صوفيا لقيمتها الاستراتجيه في طريق الفتح الي كل من صربيا فارسل السلطان مراد عام 1388 الجيش بقيادة الاعظم علي باشا ومعه 30 الف جندي لعبور جبال البلقان (ستارا بليننا ) وفتح شومن –سليسترا بروفدايا واصبح مستقبل بلغاريا في ايدي بنوك اليهود في البندقيه ظهر الخونة علي على أراضيها وعانت بلغاريا خمسة قرون من العبودية والاحتلال العثماني
حرب التحرير 1877-1887
فترة حرب التحريربمساعدة الجيش الروسي في حربه ضد الامبرطوريه العثمانيه
تعطينا مفتاح يكشف خيانة اليهود واعتبرهم انهم مدينون الي تركيا للمساعدة جيشها في الاستيلاء علي دول البلكان وبسط نفوذهم علي شعوبها واعطوا للاتراك معلومات قيمه عن تواجد القوات الروسيه والفدائين البلغار، من وجهة نظر كل يهودي استنادا إلى تعاليم التلمود (انظر يهودي، الفصل 3، "التلمود واليهود")، ان المسيحيين هم مواشي خلقت للتخدم اليهود واعماله، لذا عملوا بكل الطرق والقوي لتدمير الجيش الروسي
فعند مجيء الجيش الروسي في حرب التحرير ، رمى اليهود السم في الماء والنبيذ ومنتجات الالبان. وفي هذا الصدد أظهرت مشاركة نشطة لغالبية اليهود المنفيين من إسبانيا والبرتغال. وكانوا يتجسسون للمصلحة الأتراك، واكثر المناطق التي نشط فيها تجسس اليهود هي مدينة كارلوفو وكازانلاك. والخيانة ادت الي سقوط مدينة كارلوفوا في يد الاتراك كانت بمساعدة رجل الاعمال اليهودي الشهير جوزيف فريدمان سنة 1877و بتجسسه علي جيش الامبرطور الروسي ومساعدة الاتراك عندما كانت المعركة في اوجها،و بعد سلسلة من الإخفاقات لخطط المعركة وفقدان عشرات الآلاف من الجنود بسبب التجسس اليهودي، اتخذت السلطات العسكرية الروسية أخيرا إجراءات أكثر صرامة فيما يتعلق بالسكان اليهود في بلغاريا. وبعدها حققت القوات الروسية انتصار هائل على الأتراك. وعندها بدأ الشركس متابعة حطام الجيش التركي الفار من المعركة، اسرع يهود مدينة يامبول بالهروب في مدينة لوزن لنشر شائعات بأن السكان المسيحيين البلغار بدعم من السلطات العسكرية الروسية اقاموا المذابح
أرسل اليهود الرسل إلى كل ركن من أركان العالم بقصد ان يعم الاستياء في أوروبا الغربية وأمريكا وحثهم لاارسال المساعدة والأسلحة للجيش التركي للمساعدة في طرد الروس عبر نهر الدانوب ، بلدان أوروبا الغربية وأمريكا قاموا باحتجاجات محدودة، وبصوت عال للمطلبة باحياء الدولة البلغارية من جديد وطرد القوات الروسية المحتلة من بلغاريا. وبهذه الطريقة الاستفزازيه اليهود بنوا اسوار من الغضب الشعبي،وعندما تأكد اليهود ان دول اوربا الغربيه لم تقرر خوض حرب ضد روسيا،وان النصر العسكري الروسي يدعم استقلال بلغاريا قرر رجال المال ان يخططوا من جديد كيف يسيطيرون علي بلغاريا، بعد تراجع الجيش التركي عن صوفيا أشعل الجيش المنسحب عدة مدن بلغاريه. اليهود اردوا أن يظهروا البراءة برأة الذئب من دم ابن يعقوب فكانوا اول المهنئين للسادة البلاد الجدد، وتبرعوا لا ادارة مكافحة الحرائق ونظموا انفسهم على عجل، وشرعوا في اطفاء الحرائق وانقاذ الممتلكات . هذه الخديعة لم تساعدهم فقط التخلص من العقاب المستحق وانما ان يقدم لهم الشكر والامتنان من الامير البلغاري من خلال تتدخل مساعد القنصل الايطالي ، الجراف بوزيتنو الذي اشار الي خدمات اليهود في اطفاء الحرائق .و شرعا اليهود اول منظمة للتنظيم العمل والدوائرالسياسية الهدامة الذي أقره بالمساهمات السخية من البارون دي لايارش واليانس اسرائيلو والمجتمعات الأمريكية واليهودية وبدأت هذه الدوائر على الفور العمل على تفتيت المجتمع البلغاري، فعند ابرام معاهدة السلام في برلين اصرت الوفود الأوروبية وبرئاسة ممثل فرنسا فيدنجوتن ورئيس وزراء انجلتر اللورد بيكونسفيلد اصر علي ان يذكر في المعاهدة الحقوق الكاملة لليهود وان يتمتعوا بالجنسية البلغاريه والحقوق السياسيه والاجتماعية وبضغط من المنظمات اليهوديه حول العالم قرر المشرع البلغاري في اللجنة التشرعية التي شارك فيها الحاخامات وممثلي المنظمات الماسونيه في البلاد برئاسة الحاخاخم جبرائيل الميوزينو افراموف وشرعوا ان يحصل علي مرتب سنوي في ذلك الوقت 3000 ليفة.
في عام 1884-1885 تم الكشف عن أول جريمة قتل للطقوس اليهوديه باخذ دم طفل رضيع وخلطه بالعجين لعمل اكل دينيه خاصة بهم في صوفيا
في نفس العام تأسست منظمة تخريبية تحت اسم "مكابي" في فيدين، كازانلاك تشيربان، ودوبنيتسا.
"مكابي" منظمة سياسية اختراقت تدريجيا جميع المدن وهي موجوده حتي وقتنا الحالي
في عام 1890 حدثت طقوس القتل الثاني في مدينة فراتسا،وشارك في الجريمه منظمات اجراميه وعند بدء التحقيق تدخل سكرتير الامير الدكتورستيولوف الذي كان يرأس التحقيق في جرائم الطقوس الدينيه.
السياسات اليهوديه من خلف الستار في حرب البلكان سنة 1912 -1913
المجتمع البلغاري وخاصة المقدونيين منهم وحتي يومنا هذا يناقشون موقف الامبراطور السابق لروسيا نيقولاي الثاني خلال حرب البلقان ١٩١٢-١٩١٣ وبالطبع لايمكن غفران ان الاراضي البلغاريه وبعد الانتصار في الحرب قسمت بلغاريا وفقدت الكثير من اراضيها ولكن من المتهم الاول؟
لذلك يجب ان نضع الكثير من علامات الاستفهام وللاجابه علي هذا السؤال هو كان يجب علي الشعب البلغاري والمقدوني ان يبحث ويدقق في المصادر التاريخيه للاحداث دائما بدل ان يتهم الابرياء ويبرء المتهمين، مثلما كان معروف قديما ان عجلة الاحداث السياسيه دائما تنقلب الي الجهة المعاكسة لتلبي اهداف واطماع القوي اليهودية المنظمه،شبه جزيرة البلقان مركزاهتمام إنجلترا وفرنسا ويجذب انتباه روسيا . من المعروف ان دعمهم للحركات التحرر كان من المهمات التاريخية لروسيا والتي تكمن في السعي لتحرير الشعوب المضطهدة والحفاظ على وجودها المستقل. ولكن في الوقت نفسه روسيا تبني علاقات سلام وصداقة مع دول البلقان وتريد حلفاء لهم في هذه المنطقه المهمة للعالم.
في كثير من الأحيان نسمع أن اليهود يستخدمون حديث من تعاليمات التلمود القديم التي تتلخص في اعتزال البلاد لانهم شعب الله المختار واخذ خيراتهم ونشر الفوضي وتقسيم البلاد لان شعوبهم يجب ان يكونوا عبيد ويستغلونهم في تحقيق اهداف الشعب اليهودي،وايضا علي اليهود ان يؤمنوا في النصر علي العالم كله وانهم سيخضعون لهم والايمان ان كل ما وعدت به في التلمود سيتحقق، وان قتل ونهب واستغلال غير اليهود حلال بين. وقادتهم المضللين تؤكد عليهم ان في وقتنا الحاضر يجب عليهم الاندماج في المجتماعات وتسلق المناصب العليا والمهمة في البلاد والسيطرة علي مناطق النفوذ السياسي والمالي للبلاد. برغم ان عدد اليهود في بلغاريا لايتجاوز 2% من عدد سكان بلغاريا الا ان نفوذ اليهود وتاثيرهم علي الحياة السياسية كبير وواضح للعيان فعند تشكيل اي حكومة بلغاريه ستجد انهم يستلمون عدة حقائب وزارية وذات شئن كبير ولم يقتصر هذا النفوذ علي الحكم الاشتراكي ولكن ايضا بعد التغيرات الديمقراطيه في البلاد عام 1989 ميلادية بعد حكم للشيوعين دام 45 عام. ومن المعروف ان اليهود البلغار قد غيروا اسمائهم الي اسماء مسيحيه بلغاريه بعد الحرب العالمية الثانية وحتي الان ولا يتكلم عن يهوديته الا عندما يستلم منصب رفيع في البلاد ويظهر ولائه الي دولة الكيان الصهيوني. وقد ساهموا في تفتيت المصانع ومراكز الصناعات ونقل اللالات المتطورة الي اسرائيل وللاسف البلاد العربية تتحرك في التعامل مع دول حلف وارسوا السابقة بردة الفعل فعندما بدء قانون الخصخصة ناشد السياسين البلغار العرب باستثمار اموالهم في بلغاريا ولكن للاسف لم يتحرك احد فعند بيع شركة الطيران الوطنية البلغارية سارع رجل اعمال يهودي في شراء اصوال الشركة بمبلغ 150 الف $ دولار امريكي بمساعدة وزير الصناعة اليهودي الاصل وعضو الحزب الديمقراطي بوشكوف والمشهور بمستر5% وباع رجل الاعمال الاسرائيلي مقرات شركة البلكان المنتشرة في المعمورة بمليارات الدولارات ، ثم رفع قضية تعويض علي الحكومة البلغارية للاخلال بالعقد، ومثال اخر بيع شركة علب عيدان الكبريت البلغارية الاكبر والمنافس الوحيد للشركة السويدية في كل اوربا بمبلغ اقل من نسبة مستر 5% وتم تدمير المصنع وايضا شركة ارسنال للاسلحة وكانت بلغاريا في المركز السابع في مبيعات السلاح علي مستوي العالم.والكثير من الامثلة لتدمير بلد اعطت المنحات والهبات لدول العالم الثالث والشرق الاوسط والان تعيش مشكلة اقتصادية عثيرة .
وعاد الملك السابق للمعترك الحياة السياسية ليس لاانتشال البلاد واصلاحها وانما لااستلام ارثه وممتلكات اجداده وبرغم انه عاش مكرم في بلادنا العربية عندما قامت الثورة الشيوعية واسقاط والده من الحكم قضي طفولته وتعاليمه في مدارس فيكتوريا في الاسكندريه وبعدها عاش في المغرب في كنف الملك المغربي قبل ان يستقر به الحال في اسبانيا،عاد واصبح رئيس للوزراء وشكل مجلس وزراء اغلب الوزراة السيادية من اليهود مثل وزرات الخارجية والدفاع والمالية والعمل والتعليم والثقافة .
العلاقات التجارية والاقتصادية بين بلغاريا وإسرائيل
العلاقات التجارية والاقتصادية البلغارية-الإسرائيلية لديها تاريخ طويل وتطورت بشكل كبيروعلى أساس راسخه للقواعد التعاقدية القانونية. بين تبادل نشط للزيارات بين البلدين منذ بداية عام 2010 لتوسيع التعاون الثنائي في الاقتصاد. الاستثمار. التجارة والسياحة.
ولعب اليهود البلغار دور فعال في تسهيل الاتصالات بين الشركات في كلا البلدين والمنتديات التجارية المختلفة وتلعب الغرفة الإسرائيلية البلغارية للتجارة و تأسست في مايو 1989 .. ومقرها - تل أبيب) والغرفة البلغارية الإسرائيلي للتجارة المعمول بهامن أبريل 1993 ومقرها صوفيا
1. البضائع التجارية
سجل في الآونة الأخيرة التبادل التجاري بين بلغاريا وإسرائيل زيادة حيوية في القيمة الشرائية و تنويع التجارة
ووفقا للاحصاءات البلغارية، التجارة الثنائية هي على النحو التالي:-
تنمية التجارة الثنائية
سنة 2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011
تصدير 31.8 43.4 38.6 74.4 68.2 70.1 96.0 63.5 54.6 98.6 76.9
استيراد 18.8 18.5 19.4 24.4 35.0 39.2 57.4 60.1 70.5 123.7 247.9
الاجمالي 50.6 61.9 58.0 98.8 103.2 109.3 153.4 123.6 125.1 222.3 324.8
توازن 13.0 24.9 19.2 49.9 33.2 30.1 38.6 3.4 -15.9 -25.1 -171.00
الـثـورات المـغـدورة
امد / حمادة فراعنة
ليست كل الثورات ناجحة ويمكن أن تحقق أهدافها، رغم تضحيات شعوبها وبسالة القائمين عليها، وليست كل الاحتجاجات الشعبية قادرة على الاطاحة بخصوم أهدافها وأعداء تطلعاتها رغم عدالة مطالبها وشرعية أدواتها، فالثورة والانتفاضة علم وعمل وليست مجرد احتجاجات عفوية عبثية، بل لها دوافع وشروط للنجاح من أجل الوصول الى ما تعمل من أجله، فالشعب الفلسطيني خاض تجارب كفاحية باسلة ودوافعها نبيلة ولكنها لم تحقق نجاحاتها المطلوبة في دحر المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي وهزيمته، رغم ظُلمه وتطرفه وفقدانه للعدالة والمنطق الانساني، والشعوب العربية كافة أخفقت في معركة استكمال الحرية والاستقلال والديمقراطية والتنمية وشيوع العدالة والمساواة لكل مواطنيها، فالنظام العربي برمته بقي أسيراً لمنطق السلطة ومصالح الطائفة والعائلة والاحادية والفردية، وتسلط اللون الواحد والزعيم الاوحد، وما انفجار الربيع العربي سوى تعبير عن رفض هذه الشعوب للعناوين السائدة :
1- للفقر والحاجة وفقدان الخدمات وعدم توافر فرص العمل وغياب الامن الشخصي والاجتماعي والحياتي للفرد المواطن .
2- فقدان الديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان والمساواة في المواطنة وغياب الشراكة وتداول السلطة .
فالعوامل الموضوعية المحفزة للاحتجاجات والانتفاضة والثورة ناضجة ومتوافرة وهذا هو العامل الاول والضروري للمطالبة بالتغيير وشرعية هذا التغيير، وهذا ما حصل في تجارب تونس ومصر وليبيا واليمن، ولكن السؤال الجوهري لماذا أخفقت هذه التجارب في استكمال خطواتها والتراجع عن أهدافها العملية، ولماذا دفع القائمون والمحرضون وقادة انتفاضات الربيع العربي حياتهم بالاغتيال الجسدي والسياسي والمعنوي، وبعضهم بات نزيلاً في السجون رغم أن الفضل في التغيير يعود لهؤلاء الشباب الذين تم الغدر بهم ولم يحققوا مطالبهم وأصبحوا على الهامش وعلى رصيف الاحداث، وعاد العسكر، أو القوى التقليدية، أو شرائح الشد العكسي، الى موقع صنع القرار بدلاً من أصحاب الاتجاهات الديمقراطية والتعددية الذين فجروا الثورة وقادوا الاحتجاجات ؟؟ .
الجواب يعود الى غياب الاحزاب والتنظيمات والتعددية، ففي مصر عادت قوى الشد العكسي لتولي الوظائف وجماعة مبارك هم سادة صناديق الاقتراع وجنوا حصيلتها بالتحالف مع رجال الاعمال وأثرياء السوق، وفي ليبيا لم يعد ثمة نظام أو فئة أو شريحة قادرة على فرض سياستها أو برنامجها أو ادارتها، وهكذا في اليمن، وفي العراق وسوريا ليست أفضل حالاً، بينما في تونس والمغرب قطعوا شوطاً في ارساء قيم التعددية والاحتكام الى صناديق الاقتراع لسبب جوهري يعود الى وجود أحزاب سياسية نشطة وبات لها قواعد ومؤيدين وسياسات، ولم يقتصر حضور الاحزاب على أحزاب التيار الاسلامي كما هو الحال في باقي بلدان الربيع العربي، فأحزاب التيار الاسلامي جنت ثمار الربيع العربي، لأنها وحدها التي كانت فاعلة ومصرحا لها بالعمل، ولذلك كسبت نتائج صناديق الاقتراع في أول جولة انتخابية، ولكن بعد ادارتهم للحكم أو للحكومات كما حصل في مصر وتونس وليبيا، تراجع الجمهور عن الانحياز لهم، بل ووقف ضدهم كما حصل في مصر وتراجع تأثيرهم كما حصل في كل من تونس والمغرب .
وهذا يعني بوضوح أن العامل الموضوعي المحرك والمحرض للاحتجاجات، وحده لا يكفي، بل يجب توفر العامل الذاتي الذي يقود الاحداث ويوجه الجماهير ويسلحها ببرامج ومعطيات ومطالب لكل خطوة ولكل منعطف سياسي وعند كل انجاز أو اخفاق، فالاحزاب السياسية تعني أول ما تعنيه أنها تُنظم الجمهور وتقوده وتقدم له بوصلة العمل والتوجهات نحو الخطوة أو الخطوات التالية .
لقد تم ضرب الاحزاب والتنظيمات والتيارات السياسية المختلفة في العالم العربي سواء اليسارية أو القومية أو الليبرالية وتمزيقها واضعافها وشل دورها وفعاليتها طوال مرحلة الحرب الباردة حتى لدى تلك البلدان التي كانت تدعى بالقومية والتقدمية، كانت فردية متسلطة ولم تحقق انجازات يمكن المباهاة بها، ولكن حتى نكون منصفين هذا لا يعود فقط لفشل تلك الانظمة بل يعود للبلدان الاستعمارية المعادية التي لم توفر لها فرص الاستقرار، وهذا ما حصل مع عبد الناصر وحافظ الاسد وصدام حسين الذين افتقدوا للراحة أو للتفرغ للنهوض ببلدانهم، سواء بسبب سياسات واجراءات العدو الاسرائيلي المباشر، أو حتى من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، ناهيك عن التناحر القومي بين العرب وكل من تركيا وايران والبلدان الافريقية، الذي استنزف الموارد والوقت وخلّف الاحقاد القومية الثنائية بين بعض البلدان العربية وجيرانهم .
الثورات المغدورة في العالم العربي تفوق الثورات الناجحة المحققة، إن لم نقل، إن تاريخ الثورات في العالم العربي هو تاريخ تضحيات شعوبها، بدون أن تحقق انجازاتها أونيل أهدافها، وها هي ثورة الربيع العربي ما زالت في خضم المواجهة والمعاناة والقتل والاعدامات المتبادلة بلا رقيب وبلا حساب لقيمة الإنسان .
استمرار الاحتلال وغطرسته من يتحمل المسؤولية عن اراقة الدم
امد / محمد العطاونة
تتصاعد يوما بعد يوم الهبة الشعبية الفلسطينية ، والمواجهة بين الشعب الفلسطيني بشبابه وشاباته وفتيته وفتياته ونسائه ورجاله العزل الا من ارادتهم ، وأملهم في حياة افضل بالتحرر من الاحتلال ومستوطنيه وممارساتهم العدوانية اليومية ، وحلمهم المشروع بإقامة وتجسيد الدولة الفلسطينية الحرة الديمقراطية والمستقلة ذات السيادة على الارض الفلسطينية وفي حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية بكل ما فيها وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى اراضيهم التي شردوا عنوة منها ، وفقا لما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ، وبين قوات الاحتلال المدججة بأحدث انواع الأسلحة الإسرائيلية والأمريكية القاتلة ، والمتنكرة لكل القرارات الدولية والاتفاقيات التي وقعتها مع منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها السياسية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني .
ويوما بعد بوم تتصاعد وتتفشى مظاهر العنصرية في المجتمع الإسرائيلي نتيجة لسياسات حكومة الاحتلال اليمينية والاستيطانية المتطرفة التي ما فتئت تواصل" الديماغوجيا " في خطابها اليومي المعادي لفكرة التعايش مع الفلسطينيين في اطار سلام عادل وشامل يكفل حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية والاجتماعية المشروعة ويحقق لإسرائيل " أمنها المنشود " الذي يتذرع به قادتها لتبرير ممارساتهم امام الراي العام العالمي ! .
ولان انسانية الفلسطيني ، وانسانية كفاحه الوطني المشروع ، كانت ولا زالت ترفض مظاهر التطرف كما ترفض سياسات العدوان والاذلال والخنوع لها في أي مكان على كوكب الارض، جاءت الهبة الشعبية المستمرة لتكرر رسالة الشعب الفلسطيني اليومية التي مفادها " لا سلام في ظل الاحتلال والاستيطان والتهويد للمدن والمقدسات الاسلامية والمسيحية ، ولا أمن بدون توفير أمن وأمان المواطن الفلسطيني في ارضه وبيته وبين اهله وشعبه ومقدراتهم .
ولقد اشارت كل استطلاعات الرأي التي اجريت في شهر اكتوبر الماضي ان الجمهور الفلسطيني والجمهور الاسرائيلي في غالبيته يرفض استمرار هذه الحالة ، كما كتب العديد من الكتاب والمحللين والمثقفين من الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي على حد سواء : أن الخروج من هذا الوضع يتطلب النزوع نحو حل الدولتين وذهب البعض الى المناداة مرة اخرى بدولة " ثنائية القومية " ، الا ان حكومة اسرائيل ومعها حلفاؤها واصدقاؤها من "العرب والعجم " في العالم كمن اصيب "بالصم والعمى " ، ولا زالوا يعتقدون ويشيعون ويضللون الراي العام بان " الضحايا الفلسطينيون " هم من يعتدون على امن دولة اسرائيل المحتلة ، لدرجه باتت فيها "حاسة الرعب " تجعل من الاسرائيلي قاتلا لإسرائيلي اخر ظنا منه انه فلسطيني عربي ، كما انفتحت شهية القتل لدى الجيش الاسرائيلي والاعدام بدم بارد للأطفال والفتية والفتيات الفلسطينيين بالرصاص الحي دون أي رادع انساني او اخلاقي بحجه " محاولة طعن جندي او مستوطن اسرائيلي " والتي ما لبثت ان فضحتها وقائع الاحداث .
كما بات دفن جثمان" الضحية الفلسطينية- الشهيدة او الشهيد " بحضور ذويهم وعائلاتهم وأهلهم واصدقاءهم وابناء وبنات شعبهم يستوجب مراعاة اشتراطات حكومة إسرائيل ووزرائها وقادة جيشها – وفق عدد من البشر تحدده سلطات الاحتلال وبما لا يزيد عن رغبه العسكريبن والمستوطنين من الإسرائيليين وبعد احتجاز جثامينهم لعدة ايام ! .
ان ما يجري تجاوز في اشكاله ومظاهره ممارسات حكومة الابرتهايد " سيئة الذكر والسمعة ، وما جدران الفصل العنصري وحصار المدن والقرى والاحياء الفلسطينية وخنق سكانها الى دليل على ذلك ، مما ينذر باستمرار "كوارث الاحتلال والاستيطان الاسرائيلي اليومية " ويبقي المبادرة في يد المتطرفين والعنصريين صناع الموت ومعادي للحياة ، مما يستدعي ذلك وبوضوح وامام الراي العام العالمي بما لا يقبل الشك بان استمرار الاحتلال الاسرائيلي وغطرسته هو من يتحمل المسؤولية عن "اسالة واراقة " الدم الفلسطيني والاسرائيلي ، وعلى ساسة العالم ان يفهموا ان لا فكاك من هذا "الكابوس" الا بزوال الاحتلال وإفرازاته العفنة" عن الارض الفلسطينية والتي لا زالت تؤذي الفلسطينيين والإسرائيليين وكل محبي الحرية والسلام في العالم .
تهويد البلدة القديمة في القدس
امد / د.حنا عيسى
جاء المسجد الأقصى تتويجا لواقعة الاسراء والمعراج وسجل ضمن الوقائع المثبتة انه وحدة معمارية متكاملة يعود تاريخها للفترات الاسلامية المتقدمة ، وبالتدقيق في موقعه المنحدر والحلول التي قدمت لتصميمه نلاحظ كيفية تعامل مصمميه مع الموقع المنحدر، فقد قرر بناء أساسات المبنى بالمقاطع الصخرية المنحدرة، ما ينفي قيامه على اي مبنى سابق، ولحل مشكلة ربط البناء الرئيسي بالساحة، تم رفع المبنى وساحات المرافقة فوق تسوية وهي ما يعرف اليوم بالمصلى المرواني، والجدير بالذكر ان المسجد الأقصى مر بتغيرات كثيرة جدا وجذرية وذلك بسبب الزلازل المتلاحقة التي ضربت القدس وادت الى تدميره جزئيا او معظم اجزاءه أربع مرات، إن هذه الدلائل التي قدمها علماء الآثار على مر العصور تنفي الرواية الاسرائيلية التي يزعمون بها وجود هيكل سليمان أسفله.
الخطير في الفكر الاسرائيلي هو اختيارهم للعمق الذي تتقاطع خطوطه مع العديد من المنشآت القائمة الان أهمها المسجد الأقصى مما يعرضها جميعا لخطر الزوال، الأمر الذي ينذر بحلول صراع شامل وقد يكون دموي في مرحلة من المراحل لما للمسجد الأقصى بشكل خاص مكانة في نفوس الامتين الاسلامية و العربية - والأخطر من ذلك - أن الدولة الاسرائيلية لا تتعامل مع البلدة القديمة كتراث عالمي كما هو، بل تحاول العودة بالزمن لرد الطابع الذين يدعون أنه كان سائدا قبل ثلاثة الاف عام، فنجدهم لا يولون أية اهمية لأية آثار لا تمت لهم بصلة وتثبت زيف ادعاءاتهم عن طريق التدمير أو الاهمال.
الصورة التي يحاول الاسرائليون فرضها على البلدة القديمة وهي كما يتخيلونها مدينة ذات طابع اسرائيلي بدون وجود اي طبقات حضارية اخرى ويعملون على كافة النواحي السياسية والاثرية والتخطيطية والقانونية لتنفيذ النموذج الذي يتخيلونه:
1. الهيكل مكان المسجد الاقصى.
2. قدس الاقداس مكان قبة الصخرة.
3. نجد المعابد اليهودية ونرى حول المدينة القديمة او ما يسمونه الحوض المقدس حاليا خاليا من المباني.
أسطورة البلدة القديمة
مشروع تهويد البلدة القديمة بما فيها المقدسات اسلامية ومسيحية هو مشروع كلي وليس جزئي ومن أجل تغير الوقائع على الأرض تقوم مؤسسات دولة الاحتلال بحد ذاتها بالعمل على ذلك، فيعملون تحت الارض دون أن يراهم أحد.
فدولة الاحتلال لا تسعى الى هدم المسجد الأقصى أنما تسعى الى تغير مهامه من مكان صلاة للمسلمين الى هيكل سليمان المزعوم وعلى هذا الأساس تقوم اسرائيل على تهويد:
أولا: قبة الصخرة على اعتبار انها قدس الأقداس و تابوت العهد الذي ذكر بالوصايا العشر لموسى عليه السلام.
ثانيا: المسجد المرواني هو الذي تصوره اسرائيل على أنه القصر الملكي.
ثالثا: المسجد الأقصى وهو الهيكل المزعوم، وبهكذا تكون قد سيطرت على ما يقارب الـ 140 دونم مكان المسجد الأقصى.
لذلك تتبع حكومة الاحتلال تفريغ البلدة القديمة من سكانها والذي يصل عددهم الـ22 ألف مقدسي وابقاء فقط بعض المحلات التجارية لتصبح مكان سياحي و يأتون العرب اليها كما يزورون عكا وحيفا...
ومن أجل ذلك يتوجب علينا حماية المسجد الأقصى و المقدسات اسلامية ومسيحية وذلك:
أولا: دوليا
ابراز الاعتداءات التي تقوم بها دولة الاحتلال بمؤسساتها الأمنية بحماية قطعان المستوطنين بمواصلة اقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى المبارك بطريقة مكثّفة وممنهجة وبصورة شبه يومية وبمشاركة عناصر أعضاء من الكنيست ومجندين ومجندات وقوات الشرطة ورجال المخابرات والمستوطنين من جهة بابي المغاربة والسلسلة.
استمرار أعمال البناء في مشروع مجمع "بيت شتراوس" التهويدي لإزالة الكثير من الآثار الإسلامية والعربية بالمنطقة في ساحة البراق غرب المسجد الأقصى، وتنفيذ مشروع "مخطط زاموش" لتهويد محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة
و قيام الاحتلال بحفريات جديدة متزامنة في وقت واحد في منطقة الطرف الجنوبي لطريق باب المغاربة والطرف الشرقي للقصور الأموية جنوب المسجد الأقصى وفي الطرف الجنوبي لمدخل حي وادي حلوة ببلدة سلوان.
وأهمية الإعلان أن تنفيذ هذه المخططات جاء بهدف جذب عشرات آلاف الصهاينة والسياح الأجانب إلى هذه المواقع ولتوسيع السيطرة على القدس والمسجد الأقصى، وطمس المعالم والآثار الإسلامية التاريخية.
إن الاهتمام بالقدس أمر عادي لهؤلاء الذين جذبهم الشوق على مر الأزمنة، فكلما عمق البعد الروحاني للقدس كلما تقلصت أهمية الأشياء و الأمكنة، لتصبح مؤشرا للحقيقة الكبرى فقط، أما عندما تذوي تلك الروحانية فإن الحقيقة الكبرى نفسها تذوي في نفوس البشر.
ما كان في الماضي يعتبر خطوط حمراء ما كان للكيان من مقدره على تجاوزها اصبحت مباحه اليوم ولا تلقى ردا مناسبا فامعنت في اجراءاتها، فالمسجد الاقصى ومحيطه بات مهددا بالتقسيم المكاني والزماني وما الزيارات المتكررة الا جزءا من مخطط يستهدف التقسيم كأمر واقع تفرضه معادلات وموازين قوى فرضت نفسها بالقوه على واقع فلسطيني مشتت ينتظر ردا دوليا لا يقوى على فرض حلوله ومعاييره الانسانيه على سلطه تعتبر نفسها فوق المعايير والقوانين الدوليه.
وأن ما زاد من عنهجية الاحتلال وتمرده ما هو الا استمداد لما قالته رئيسة وزراء كيان العدو جولدا مائير عندما ارتكب الصهاينة جريمة حرق المسجد الأقصى في 21 آب 1969 قالت: "لم أنم ليلتها، وأنا أتخيل كيف أن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجا أفواجاً من كل حدب وصوب... لكني عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء، فهذه أمة نائمة..."!
ثانياً: فلسطينيا وشعبيا
إستنهاض القوى ورص الصفوف بين الأطراف الفلسطينية المتنازعة لترك خلافاتها جانباً ولفت أنظارها وقواها على ما يجري في القدس من مساعي إحتلالية تهدف أولاً وأخيراً لتغيير المشهد المكاني والتاريخي لها، و لتكون القدس هي عنوان المصالحة الوطنية الأكثر إلحاحاً من غيره في ظل حالة الإستهداف الواضحة التي باتت تشكل تهديداً حقيقياً على الوجود الفلسطيني العربي في القدس المحتلة.
موقف واضح وصريح على كافة المستويات الشعبية والرسمية ستؤدي للمزيد من الإجراءات الصهيوإحتلالية المدنسة لعروبة القدس، مناشدة الثورات العربية " لن يكتمل ربيعكم إلا بتحرير فلسطين فكانت ومازالت الجامع الأكبر الذي لا يسقط بالتقادم، فيكفي ما أنتجته الحكومات المنصرفة من ثقافة الخوف بين أبناء شعبها، فأثبتم أنكم من تصنعون الثورات وها هي القدس تناديكم".
ان نمو هذا العهد الذي يسيطر على الارض وما عليها بالترغيب حينا والترهيب احيانا والتزوير الحضاري دوما، فان لم يقف كل من يحب الجمال والتراث والانسانية والحقيقية صفا واحدا للدافع عن التراث الثقافي والحضاري للهوية الانسانية، لشهدنا عصر على القدس يقول عنه الباحثون انه العصر الذي ستسقط فيه القدس عن لائحة التراث العالمي لانها فقدت عناصرها التي تكسبها اهميتها.
التأكيد على أن ما تقوم به الأجهزه العسكرية الإحتلالية بإعداد أفلام تثقيفية تتناول صوراً لما يسمى (هيكل سليمان) على أرض المسجد الأقصى بدون قبة الصخرة الأمر الذي يشير الى زرع ثقافة نفي الآخر من خلال تزوير الحقائق والتاريخ متناسين بأن ما يسمى بالحضارة اليهودية ما هي إلا إدعاء يتنافى ومعايير تصنيف المجتمعات وتشكلها، والتأكيد على أن التوقعات تستند إلى معلومات وإلى معطيات لم يفصح عنها الامر الذي يؤكد وجود غطاء امني رسمي لتلك الممارسات ضد الفلسطينيين .
«داعش» وادعاء ما ليس له
الكوفية / صالح القلاب
على غرار ما كانت تفعله التنظيمات الفلسطينية "الميكروسكوبية" في نهايات ستينيات وبدايات سبعينيات القرن الماضي، التي أُوجِدت كي تشاغب على حركة فتح وعلى بقية الفصائل الرئيسية، فإن تنظيم "داعش" بات يسارع إلى تبني أي عملية إرهابية مفاجئة، حتى إن وقعت في جزر "الماو ماو"، التي لا يعرف إن كانت موجودة بالفعل أم ان هذا الاسم قد اخترع اختراعاً للإشارة إلى "البُعد" والمستحيل، والدلالة على الذهاب بعيداً في المبالغة والتعجيز!
آخر ما بادر إليه "داعش" هو عدم إعطاء نفسه ولو قليلاً من الوقت كي يعرف أو يتعرف على ظروف وأسباب ومسببات إسقاط أو سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء المصرية، والمسارعة لتبني هذه الجريمة، وادعاء المسؤولية عنها، وهذا كان فعل هذا التنظيم مرات عدة وفي مواقع وبلدان لا وجود له فيها إطلاقاً، حسب التقديرات والمعلومات الأمنية والاستخباراتية المتداولة.
هناك في سيناء هذه ظهر سابقاً في فترة حكم الإخوان المسلمين، القصير العمر، في مصر، وقبل ذلك بقليل اسم "أنصار بيت المقدس"، وأغلب الظن أن هذا الاسم الذي أعلن التحاقه بـ"داعش" كان اختراعاً "إخوانياً"، ويقال أيضاً إن إيران شاركت في "اختراعه" للتغطية على العمليات التي يقال إن حركة حماس قد دعمت أو شاركت في بعضها، وهذا ينطبق على حركة الجهاد الإسلامي، وبعض الفصائل الصغيرة التي بعضها "عائلي" فقط، والتي ظهرت في قطاع غزة بعد انقلاب حركة المقاومة الإسلامية على "فتح" والسلطة الوطنية الفلسطينية عام 2006... والعلم عند الله!
ربما لم يكن "داعش" في البدايات المتقدمة جداً هو هذا الـ"داعش" الذي نراه ونسمع به، فقد كان امتداداً لما أسماه أبومصعب الزرقاوي الدولة الإسلامية في بلاد الرافدين... أو في العراق، لكنه ما لبث أن تعرض لاحقاً لعمليات اختراق قامت بها دول وجهات متعددة، وبخاصة أن "التجنيد" بالنسبة لهذا التنظيم أصبح من خلال الشبكة العنكبوتية "الإنترنت"، ومن خلالها أعلنت تشكيلات فعلية ووهمية انضمامها إليه، وإعلان قيامها بعمليات فعلية أو غير فعلية باسمه... والغريب أنه دأب على قبول كل هذا بدون أي تدقيق أو مراجعة.
وهنا فإن الثابت والمؤكد أن المخابرات السورية ومعها المخابرات الإيرانية والروسية والتركية أيضاً قد اخترقت هذا التنظيم بالطول والعرض، والدليل أنه قام بسلسلة من الإعدامات الجماعية لبعض منتسبيه تحت عنوان هذه "التهمة"، أي تهمة التجسس، والدليل أيضاً أن العديد من العمليات التي نسبت إليه، أو هو نسبها إلى نفسه، لم تخدم إلا نظام بشار الأسد الذي ادعى مبكراً أن الأولوية في سورية يجب أن تكون ليس لـ"الإصلاح" وإنما لمقاومة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية.
حتى الآن لم يقم نظام بشار الأسد بأي عمل جدي ضد هذا التنظيم، وهو، أي هذا النظام، كان قد سلم الرقة ودير الزور وتدمر إليه تسليماً، إلى "داعش"، وهذا علاوة على "تسريبه" إلى مخيم اليرموك ومنطقة الحجر الأسود في ضواحي دمشق، ومحاولات "تسريبه" إلى الجبهة الجنوبية على الحدود السورية – الأردنية، وكل هذا بهدف إقناع كل من يتابع تطورات الأزمة السورية بأنه أمام خيارين، إما هذا الحكم الاستبدادي وإما "داعش"، وحقيقة إن هذا ما يطرحه الروس الآن، وما كانت طرحته إيران مبكراً ولا تزال تطرحه وتتمسك به حتى الآن.


رد مع اقتباس