النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 17/12/2015

  1. #1

    اقلام واراء عربي 17/12/2015

    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG][IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG]
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image004.gif[/IMG]





    في هــــــذا الملف:
    رسائل كيري الحقيقية للفلسطينيين
    بقلم: أحمد جميل عزم عن الغد الأردنية
    يقولونها هم: لا نخافهم… وشهادة عن قلقيلية
    بقلم: فايز رشيد عن القدس العربي
    نتنياهو: بإمكاننا هدم الأقصى!
    بقلم: جواد محمود مصطفى عن الشرق القطرية
    جدلية الأقصى والتمهيد للهدم
    بقلم: عبد الناصر سلامة عن المصري اليوم
    تدمير مكونات الوطنية الفلسطينية الحديثة
    بقلم: سمير الزبن عن العربي الجديد
    رأي الوطن : يبيعون بضائع فاسدة وكاسدة
    بقلم: أسرة التحرير عن الوطن العمانية

    رسائل كيري الحقيقية للفلسطينيين
    بقلم: أحمد جميل عزم عن الغد الأردنية
    عندما سمعت في نشرات أخبار إذاعية عن تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بشأن المستوطنات الإسرائيلية، رجحت أنّ أمامي مادة طويلة لقراءتها. فمجلة "ذي نيويوركر" التي نشرت التصريحات، لا تنشر في الغالب أخبارا ومقابلات قصيرة، بل هي، في مجال السياسة، غيرها في الثقافة والأدب؛ هي مجلة التحقيقات المعمّقة البانورامية الطويلة.
    وبالفعل، كان مقالا مطولا عن كل شيء يتعلق بكيري، فيما موضوع فلسطين مجرد جزء، إلى جانب كل السياسات الأميركية الخارجية. ويتضمن المقال إعلان اليأس. وأهم ما يعلنه ليس الانتقاد للحكومة الإسرائيلية، وهو ما ركز عليه الإعلام، بل أنّ كيري لن يعود لعملية التفاوض حقاً، وهو ما يجب أن يوجه رسالة للفلسطينيين.
    يحلل المقال حياة كيري وشخصيته منذ طفولته، ويصف تأرجحه بين الطموح والنجاح غير المكتمل، واضطراره للتخلي عن طموحاته أحياناً مع شعوره بمرارة لأنّ من حوله يخذلونه؛ من مثل خسارته الانتخابات الرئاسية العام 2004 ضد جورج بوش الابن، أحد أسوأ الرؤساء في التاريخ الأميركي، كما تصفه المجلة، وشعور كيري أن فريقه الانتخابي خذله عندما منعه من الرد على افتراءات وجهها له بوش.
    بالمثل، يصف المقال الذي يعتمد على الكثير من الملاحظات والمعلومات المتراكمة من شخصيات مختلفة حول كيري، حالات السخرية والهجوم الشخصي التي تعرض لها كيري، ومثله الرئيس الأميركي باراك أوباما، من قبل المسؤولين الإسرائيليين. فمثلا، كتب ران باراتاز، الذي عينه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤخرا، مسؤولا للإعلام في فريقه، على صفحته في "فيسبوك"، أنّ أوباما معاد للسامية، وأنّ المستوى العقلي لكيري لا يتجاوز قدرات ولد عمره 12 عاما. وقبل هذا سخر منه وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، وقال إنّه يتمنى أن يحصل كيري على جائزة نوبل حتى ينتهي هوسه بالتوصل لسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وليتخلص من همه بوجود "رسالة" إلهية عنده.
    ما توقف عنده الإعلام هو نقد كيري (الذي ربما عبّر عنه قبل أسابيع) بشأن مواصلة الإسرائيليين للاستيطان وهدم بيوت الفلسطينيين، وكيف أنّ هذا سيؤدي إلى دولة واحدة تصعب إدارة أراضيها، ولا تتمتع بالسمة اليهودية والديمقراطية التي "ميزت إسرائيل عند ولادتها".
    ولكن ربما الأهم من ذلك أنّه بعد سرد تفاصيل من نوع أن غالبية وزراء الحكومة الإسرائيلية يعلنون جهاراً أنهم ضد حل الدولتين، وبعد الإشارة إلى رأي المسؤولين الأميركيين بشأن شخصية نتنياهو وأنّه "قصير النظر، مغرور، لا يمكن الوثوق به، جامد، لا يحترم الرئيس الأميركي، وهدفه قصير المدى الدائم هو الحفاظ على حكومته"، فإنّ الموقف الأميركي هو فعل لا شيء.
    بل أكثر من ذلك، يؤمن كيري أنّ اتفاقا فلسطينيا إسرائيليا مفيد لإسرائيل، ورائع للفلسطينيين، ورائع للمنطقة، سيوفر دخلا وفرص عمل أكبر للناس، وسيكون هناك سلام، وسيكون ضربة ضد الجهاديين. ورغم قناعته أن إسرائيل تعرّض هويتها اليهودية وديمقراطيتها للخطر، ورغم خوفه من أنّ انهيار السلطة الفلسطينية سيؤدي إلى تشرذم ثلاثين ألف رجل أمن فلسطيني، وتجدد المواجهات وانخراط هؤلاء في العنف ضد الإسرائيليين، إلا أنّه بعد هذا كله يقول (كما ينقل المقربون منه) إنّه وإن كان سيبقى مؤيدا لحل الدولتين، فإنّه لن يعود لجهده في التوسط للوصول إلى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلا إذا "جاؤوا وطرقوا بابه"، وطلبوا ذلك.
    يبدو حال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهو يتحدث، هذا الأسبوع، أنّ الانتفاضة مبررة، من دون طرحه خطة تحرك شاملة، كمن يقول إنّ الكرة الآن في ملعب الشبان الفلسطينيين وأنّه لن يعارضهم. أمّا كيري، فيقول إنّ بلاده ستظل منحازة للإسرائيليين مهما فعلوا، وحتى لو كانوا يؤذون أنفسهم، ويؤذون المنطقة وسلامها، وبالتالي يؤذون السلام العالمي ويؤذون المصالح الأميركية.
    وهذه أيضاً رسالة للشبان الفلسطينيين أنّ أحداً لن يتدخل لمساعدتكم، وأنّ العالم لا يكترث بكم. وفي المقال يقول كيري "إنّ الفلسطينيين لا حول لهم، وأغلب الأوراق بيد الإسرائيليين". وبالتالي، فإنّ العامل الذاتي الفلسطيني الذي أوصل الثورة الفلسطينية يوماً للبقاء، وأجبر العالم على محاولة الوصول لتسوية، كان هو الأساس وسيبقى هو الأساس بتطوره ضمن تصورات أكثر شمولا ووضوحاً.

    يقولونها هم: لا نخافهم… وشهادة عن قلقيلية
    بقلم: فايز رشيد عن القدس العربي
    المتتبع للصحف الإسرائيلية (وليست العبرية مثلما تسمى درايفر، كلوفاني بيتيناتو وغيرهم، إضافة إلى الاكتشافات الأثرية في مغايرْ ممكنة (إبلا) السامية كل ذلك يؤكد، أن العبرية كلمة كنعانية قديمة كانت تطلق على قبائل وأقوام كثيرة ولا علاقة لليهود بها لا من قريب أو بعيد) يلاحظ وبلا أدنى شك: تزايد استغراب ساكني الكيان من عدم خوف شعبنا منهم، ولا من أسلحتهم أو صواريخهم.
    أذكر مرة عندما ناقشوا رابين في الكنيست عن عجز حكومته أمام الحد من موجة الاستشهاديين الفلسطينيين (شبابا وفتيات) أنه أجاب بغضب: وماذا أفعل أمام أناس لا يخافون الموت؟ سكت السائل ووجم. يتكرر المشهد الآن بشكلٍ أكثر دراماتيكية، كما ينعكس في صحافتهم.
    يعقوب عميدور يقول في مقالته في «اسرائيل اليوم» 13 ديسمبر 2015: «في خضم موجة السكاكين المتواصلة، يُطرح السؤال حول ما يتوجب فعله ضد «المخربين» الذين ينفذون العمليات؟ في الإجابة يتبين للجميع: أن هناك حقا وواجبا لإحباط كل من يحاول القتل حينما تلوح يده بالسكين، أو حينما يدهس مجموعة من الناس. من الصحيح في حينه إطلاق النار عليه أو العمل على إحباطه، حتى لو كان الثمن حياته. عندما يكون هذا هو الوضع، فإن الخطوة الصحيحة واضحة، ومن السهل تبريرها. إذن ما هو الافضل من ناحية الفائدة المستقبلية؟ القتل أم إصابة حامل السكين؟ اعتقدتُ لفترة طويلة أنه كلما كان عدد «المخربين» القتلى أكثر، كان هذا أفضل، لأن هذا من شأنه أن يردع «المخرب» التالي. بعد تفكير معمق أكثر توصلت إلى استنتاج، أنه ليس من السيئ أن يخرج «المخربون» مصابون من هذه العمليات، لأنه توجد ظروف يكون فيها «المخرب» المعاق، أفضل من «المخرب» الميت، وسبب ذلك هو «ثقافة الموت» عند الطرف الآخر».
    أيضا وإبان العدوان الصهيوني على القطاع 2014 نشرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل « تقريرا عن الصواريخ التي تطلقها إسرائيل على أهل غزة، الذين لا يفزعون منها، على عكس الإسرائيليين من المدنيين والشرطة والجيش، الذين يفزعون وينبطحون بمجرد سماع صفارات الإنذار للصواريخ المقبلة من قطاع غزة، يدوية الصنع. يقول التقرير: «في البلدة القديمة بالقدس، انطلقت صفارات الإنذار مساء أمس السبت بينما كانت عزّة علان- ربة منزل 26 سنة- وعائلتها، يستعدون للإفطار في رمضان، تقول علان: «وضعت بناتي الخمس في البيت، لم نخرج، لا توجد لدينا ملاجئ في البلدة القديمة، لدينا الله ليحمينا». ويضيف التقرير: «يبدو أن الصواريخ فوق القدس لا تجعل الفلسطينيين فيها ا أكثر تحديا فقط، ولكنها تجعلهم أكثر غضبا تجاه إسرائيل.
    يظل سكان البلدة القديمة مرتابين من الإعلام الإسرائيلي، ويرفضون أخذ صورا لهم أو حتى استخدام أسمائهم. ويقول بائع أحذية فلسطيني: إن أطفال القدس يخرجون إلى الشوارع عندما تنطلق صفارات الإنذار تضامنا مع أطفال غزة، وأن الأطفال يحبونها كأنها لعب أطفال، «نقول لهم أدخلوا إلى البيت، يردون: لا نريد الدخول، نريد الموت مثل أولئك الموجودين في غزة»، ويخاطب البائع، الجمهور الإسرائيلي قائلا: «إن كنتم بهذه القوة، ادخلوا غزة عن طريق البر وسنرى، لا يجرؤ جنودكم على الدخول سنتيمترا واحدا فيها». من زاوية ثانية، قال ضابط إسرائيلي كبير في لقاء له («معاريف»، 12 ديسمبر الحالي 2015): «ترعرع جيل فلسطيني لا يخاف منا، وكان المراسل العسكري للصحيفة، نوعام أمير، انضم ليلة الأربعاء (ليلة نشر المقال) إلى كتيبة «إفرايم»، التي يقودها الكولونيل روعي شطريت، أثناء وجود قوات الاحتلال في مدينة قلقيلية، يقول شطريت: «أبحث عن الهدوء، وفي الواقع نحن نواجه 600 من المخلين بالنظام، وإطلاق نار على الشوارع ومحاولات التسلل إلى المستوطنات». وكشف شطريت النقاب عن أنه «في كل ليلة نجلس، ضباط الجيش والشاباك وحرس الحدود مع مسؤولين أمنيين حول الطاولة ونعيش الواقع من أجل إحباط العمليات.
    هذه الليلة ليست ككل الليالي. فاليوم يتم إحياء الذكرى السنوية لإقامة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وعلى طاولة قائد اللواء وُضع تقويم للوضع يقول: إن الفرع المحلي للمنظمة في قلقيلية، يعد ببضع مفاجآت للواء أفرايم. إحداها هي كمية كبيرة من مواد التحريض، التي ستخرج إلى الشوارع في ساعات الصباح لإشعال المنطقة. وبالتالي فإن الهدف المقبل هو مقر الجبهة في المدينة. في الطريق نلتقي بشبان يحملون الحجارة، الزجاجات الحارقة وعبوات ناسفة من صنع محلي، ولكن القوة لا تصطدم بهم، بل تتوجه إلى زقاق التفافي. في الطريق تتباهى قلقيلية بـ»أفضل ابنائها». بوسترات تمجد الشهداء معلقة على الدكاكين المفتوحة حتى في الليل، وفيها الشباب أساسا.
    في داخل قلقيلية، لاحظ بعض الشبان قافلة الجيش الإسرائيلي، فامتشقوا هواتفهم النقالة. تصل القافلة إلى شارع يوجد فيه مقر الجبهة. ويستعد مقاتلو حرس الحدود الذين يعرفون كل زقاق، كما مقاتلي كتيبة نمر في سلاح المدفعية للدخول إلى الهدف. كل واحد يعرف بالضبط مكانه. الدخول إلى المقر سلس، والمكان يصبح في لحظة هدفا محصنا، أصوات المطرقة الثقيلة التي تكسر القفل تسمع من بعيد. والآن بات الجميع يعرف أن الجيش هنا.
    الباب ينهار. على الحائط صور الشهداء المعروضين كأبطال مع تاريخ ولادة وموت ووصف للعملية التي صفوا فيها. وفي الخزانات مناشير تدعو إلى الانتفاضة في يوم الغضب. صور زعماء الجبهة وأعلام فلسطين، أقلام وعليها شعار الجبهة، قمصان مطبوعة وأعلام حمراء. يمشط المقاتلون المكان ويجمعون مواد التحريض والعداء. ويشرح شطريت ويقول «هذا التحريض تنتجه أجواء الشارع فتراه في الميدان. في شدة الإخلال بالنظام أيضا يوجد تصعيد واضح، فعندما يمجدون الشهداء بالمناشير، وتعلق على المحلات صور «المخربين» الموتى، فإن هذا يخلق «أجواء التحريض وهذا يجب إيقافه»، ويقول قائد اللواء «تربى هنا جيل لا يتذكر السور الواقي ولا يخاف». على صعيد آخر يحرص الشباب الفلسطينيون على استمرار نشر صورة لجنود الاحتلال وهم يفرون من أمام منفذ عملية إطلاق النار في «بئر السبع».
    بصراحة، لا نستغرب تصوراتهم الخيالية الواهمة دوما صحيح أنهم اختاروا فلسطين من بين 13 خيارا لمشروعهم الصهيوني، ربما درسوا كل ظروفها، تصوروا اهلها ليسوا أكثر من بضعة آلاف من البدو الرحل، كما أطلق عليهم نتنياهو في كتابه «مكان تحت الشمس»، هذا رغم أن مدينتي حيفا ويافا مثّلتا عاصمتي المتوسط في العالم، لم يدرسوا تاريخ مقاومة الفلسطينيين لكل الغزاة، لم يدرسوا مقاومة الجزار ولا ما تعنيه أسوار عكا… أو تجاهلوا كل ذلك، باعتبارهم السوبرمانيين الجدد. هم يفكرون بعلقية الغاصب، المابعدفاشي والسوبر عنصري لا يدركون: أن سوء حظهم أنهم قرروا احتلال أرض الفلسطينيين، الذين لم يسبق أن كسر أحد شوكتهم، لا صليبيا، ولا عثمانيا ولا بريطانيا، وبالتأكيد لا صهيونيا.
    قلقيلية، التي تحدث عنها الصحافي نوعام أمير، وعاش فيها ساعات مع قائد كتيبة «أفرايم» الاحتلالية روعي شطريت، هي مدينتي وأنا محروم من دخولها مثل الآلاف من أبنائها منذ بداية عام 1969 (بداية اعتقالي لسنتين ثم إبعادي خارجها إلى الأردن نهاية عام 1970) وحتى اللحظة قلقيلية ذاقت من الاحتلال الصهيوني عام 1948 كل الويلات، كل بضع سنوات تعاني من هجوم عسكري صهيوني عليها، إنها النقطة الأقرب إلى حدود فلسطين المحتلة عام 48. كانت تقاوم طيلة سنوات الاحتلال. في بداية النكبة بالطبع، وكما حدثتني المرحومة والدتي: فقد أهلها مصدر رزقهم المعتمد على إنتاج بياراتهم من البرتقال، وقد اغتصبها الصهاينة. كان أخي الأكبر يشير لي، من بيارتنا على الحدود الشمالية لقلقيلية إلى بيارتنا المحتلة وراء سكة الحديد القريبة، كان ذلك أواسط الخمسينيات في محاولة لسد رمق أهلها، فقدت قلقيلية عشرات الشهداء من الذين فقط أرادوا إطعام عائلاتهم اقتاتوا لسنوات على التمر المقدّم إليهم من العراق. كثيرون من أرباب عائلاتها حرّموا على أنفسهم أكل البرتقال بعد احتلال بياراتهم ومنهم والدي.
    ليلة 10 أكتوبر 1956 هجم الإسرائيليون على قلقيلية بالدبابات والطائرات واجتاحوها دمروا الكثير من الأهداف فيها دافع عنها أبناؤها وقطعات قليلة من الجيش الأردني. كان أبناؤها يشترون البواريد الإنكليزية بعد بيع ذهب نسائهم. فقدت قلقيلية تلك الليلة 83 شهيدا من أبنائها. ونتيجة لحقد صهيوني قديم ومتأصل عليها، طرد الكيان أهلها جميعا من بيوتهم وهجّرهم خارجها وبدأ بهدم بيوتها . ثارت ضجة دولية وكان قرار مجلس الأمن بإعادة سكانها إليها. كانت إسرائيل قد هدمت حوالي 900 بيت ( ومنها بيت أهل كاتب هذه السطور). قلقيلية ليست حالة فلسطينية متفردة، كل منطقة في وطننا الخالد في قلوبنا، لها قصة بطولة وتضحيات ويستغرب الصهاينة.. أن شعبنا لا يخافهم؟

    نتنياهو: بإمكاننا هدم الأقصى!
    بقلم: جواد محمود مصطفى عن الشرق القطرية
    طوال ثمانية وأربعين عاماً من احتلال شرق القدس، ظل المسجد الأقصى المبارك بشكل متواصل من أولويات أهداف إسرائيل، بزعم وجود جبل الهيكل تحت أرضه، وقد اتخذت عمليات هدمه أشكالاً مختلفة، منها العبث بمحيطه وباطن أرضه وجدرانه وكل شيء فيه، والتحدي السافر لمقتحميه من سوائب المستوطنين، وقطعان من أفراد من الحكومة وأجهزة المخابرات بحماية جنود الاحتلال ، وما زالوا حتى أيامنا هذه.
    لا ريب أن أخطر ما تعرض له الأقصى الأسير عندما ارتكب الصهاينة جريمة حرقه في 21 أغسطس 1969، حينها قالت رئيسة وزراء كيان العدو آنذاك جولدا مائير: "لم أنم ليلتها وأنا أتخيل كيف أن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجا أفواجاً من كل حدب وصوب.... لكني عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء فهذه أمة نائمة......"!!.
    أجمع حينها المحللون السياسيون المهتمون بقضية فلسطين على أن حريق المسجد الأقصى المتعمد مثل محطة رئيسية من محطات الإرهاب الإسرائيلي، وشكل حلقة بارزة من حلقات المسلسل الإجرامي المستمر للممارسات اللاأخلاقية واللاإنسانية بحق الفلسطينيين وأملاكهم وأوقافهم وأماكن عباداتهم الإسلامية والمسيحية تحت سمع وبصر العالم أجمع، بما في ذلك النظام الرسمي العربي..
    ثم جاء بعدها بسنوات اقتحام الإرهابي آريئيل شارون في 28 سبتمبر 2000 ساحة المسجد الأقصى تحت سمع وبصر حكومة حزب العمل التي كان يرأسها آنذاك الإرهابي الصهيوني الآخر أيهود باراك، كان الأسوأ من نوعه والأكثر استفزازاً وتحدياً لمشاعر العرب والمسلمين بمن فيهم الفلسطينيون طبعاً، إذ شكل الشرارة التي أشعلت فتيل الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الثانية التي حملت اسم "انتفاضة الأقصى".
    لم يتوقف اليهود الصهاينة عن ارتكاب المجازر الإجرامية بحق المصلين في المسجد الأقصى الشريف، ولم يكفّوا عن اقتحامه وتدنيس أرضه، والتهديد بهدمه ونسفه بالمتفجرات وضربه بالصواريخ من الجو والأرض "لتطهير جبل الهيكل من الخبث والأغيار" ولإقامة هيكلهم المزعوم فوق أنقاضه.
    والجديد في هذا الأمر، ما كشفت عنه إذاعة الجيش الإسرائيلي من تسجيلات مسرّبة من إحدى جلسات كتلة حزب الليكود النيابية، يقول فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن: "باستطاعة إسرائيل هدم المسجد الأقصى بسهولة لو أرادت ذلك".
    وأوضحت القناة السابعة الإسرائيلية، ونقلت عنها وكالات الأنباء، أن نتنياهو قال خلال اجتماعه بأعضاء الكنيست عن الحزب اليميني الذي يرأسه: من السهل على إسرائيل أن تهدم ثالث أقدس الأماكن فى الدين الإسلامى لإجبار الفلسطينيين الإرهابيين على وقف عمليات الطعن والدهس"، وتابع: "لكننا لا نريد هدم الأقصى لأن هذا يتعارض مع مبادئ إسرائيل المتسامحة والمسالمة تجاه الأديان".
    يا للسذاجة، ويا للاستهتار الصهيوني بعقول العالم، فالعقيدة الصهيونية المتعطشة دائماً وأبداً لسفك الدم وإزهاق أرواح الأبرياء من أطفال ونساء وبنات وشيوخ وشبان فلسطين العزل، وفي تنويع وتحديث وتطوير الوسائل والأساليب والآليات والأدوات لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وطرده منها، محفور في ذاكرة التاريخ، حيث مارست العصابات الإرهابية الصهيونية بحق هذا الشعب البطل أبشع صور التعذيب والتنكيل، ودأبت تلك الزمر الإرهابية على اقتحام البلدات والقرى الفلسطينية والعمل على سفك دماء أهلها بدم بارد، والقيام بتدمير ونسف وحرق المنازل ودور العبادة والدوائر العامة والأسواق وكل ما وصلت وتصل إليه أياديهم.
    يحدث كل ذلك في ظل استمرار الخلاف الفلسطيني وحالة الانقسام والتشرذم القائمة بين إخوة ورفاق النضال ضد العدو الإسرائيلي، الأمر الذي يستدعي طرح ذات السؤال، ترى إلى متى سيستمر هذا الوضع الشاذ، ومتى تستيقظ أمّة المليار ونصف المليار من سباتها وتنتصر للأقصى ؟!..وإلى الخميس المقبل.

    جدلية الأقصى والتمهيد للهدم
    بقلم: عبد الناصر سلامة عن المصري اليوم
    لماذا اتسعت رقعة الهرتلة فى هذه الآونة، شُرْب الخمر ليس حراماً، الزنى كذلك، الحجاب ليس من الشريعة، النقاب حرام، المسجد الأقصى ليس هو، الإسراء والمعراج خرافة، صحيح البخارى أيضاً، الأحاديث النبوية عموماً، حتى تفسير القرآن أصبح على الأهواء، نواقض الوضوء اختلفت هى الأخرى، لا توجد لديهم نواقض، كيفية وعدد مرَّات الطلاق أصبحت محل خلاف، الخوض فى الصحابة بما لا يليق أصبح أمراً شائعاً، بآل بيت النبوة كذلك، الذات الإلٰهية لم تَسْلم!
    ما القضية؟ وما ذلك الذى يجرى؟ هل هذا هو المقصد من تجديد الخطاب الدينى؟ بالتأكيد لا، لأن الإجابة لو كانت نعم، فنحن أمام كارثة، بالتأكيد هناك شىء ما خطأ، قد تكون أشياء كثيرة خطأ، العملية بدأت بهجوم شديد ومنظم على الأزهر وشيخه، من خلال برامج التوك شو تحديداً، المخطط آتى أُكُلَه، توارى الأزهر وتوارى شيخ الأزهر، لم تعد هناك مواجهة من أى نوع ضد المغرضين المتطاولين على الدين طوال الوقت، كان هذا هو المقصود منذ البداية: تحييد الأزهر.
    دور الأزهر اغتصبته مجموعات من الانتهازيين، مشايخ الفضائيات، الفتاوى أصبحت هوائية، حسب الطلب، فتاوى للفنانات، وأخرى لرجال الأعمال، وثالثة للعرب، وغيرها للشهرة، وميزو، وبيزو، وزيزو، وكل المطلوب موجود ومتوافر، مولانا الشيخ صباحاً بالجِبَّة والقفطان، وظهراً بالجينز، والسهرة بالبدلة والكرافت، هم الخطر الأكبر على الدين والدنيا على السواء.
    أرى أن المشكلة الحقيقية فى من يدَّعون المشيخة، طُغمة الملحدين لا يمثلون أى مشكلة، الناس تحتقرهم طوال الوقت، مجرد بلالين يفجِّرونها بين الحين والآخر، لا تدوم طويلاً، على امتداد التاريخ الإسلامى كانت هذه الفئة موجودة، الخوض فى الدين بما لا يليق كان دائماً أقصر الطرق للشهرة، باسم حرية الفكر والإبداع انتُهِكت كل المحرمات، هكذا اعتادوا، وهكذا تعوَّدنا، مزبلة التاريخ تجمعهم فى النهاية.
    لا يمكن بأى حال أن يكون لهذه الهرتلة أى علاقة بتجديد الخطاب الدينى، كان يجب أن يتولى هذا الأمر من البداية إلى النهاية الأزهر وفقط، شيخ الأزهر بصفة شخصية، ليس كل من هبَّ ودبَّ، أيضاً كان يجب أن يظل الأزهر خطاً أحمر، لا يزال الأزهر يمثل الوسطية بكل معنى الكلمة، لم يكن مطلوباً جرُّه إلى معتركنا السياسى، لم يكن من الحصافة الزج به فى أتون الفتن، لم يكن من الحكمة إطلاق الأبواق الخاصة عليه، كل هذا كان خصماً من رصيده فى الداخل والخارج على السواء، فى النهاية كلنا خاسرون.
    لنا أن نتخيل كل هذه الفتنة الدائرة حول المسجد الأقصى، حول أولى القبلتين وثالث الحرمين، حول مسرى الرسول- صلى الله عليه وسلم- والأزهر فى سبات عميق، كأن القضية لا تعنيه، ربما لأنه لم يُطلب منه رسمياً التدخل، كوزارة الأوقاف تماماً، التى أصبح شغلها الشاغل الإعداد لخطبة الجمعة الموحدة، حتى لا يخرج أحد على النص، حتى لا يطيل هذا عن المدة الزمنية المقررة، أو لا ينقص ذاك فى الدعاء بطول العمر، أو حتى طول القامة.
    أعتقد أن الأمر يحتاج إلى إعادة نظر من كل الوجوه، القضية الفلسطينية أيها السادة ليست السلطة الفلسطينية أو حركة فتح، والمسجد الأقصى ليس حركة حماس أو كتائب القسام، خلط الأوراق ليس فى صالح أحد، القدس المحتلة أرض عربية، شئنا أم أبينا، والمسجد الأقصى فى صُلب عقيدتنا، ليس لدينا حرية الاختيار، وإسرائيل نبت شيطانى، جسم غريب فى المنطقة، دولة احتلال، سوف تظل هكذا، أياً كان حجم الاتفاقيات أو العلاقات معها، أياً كان حجم مريديها.
    ما نثق به هو أن الرأى العام، سواء فى مصر أو العالم الإسلامى ككل، يدرك حجم المؤامرة جيداً، سواء على الإسلام، أو المسلمين، أو حتى المقدسات، لم يعد من السهل العبث بأدمغة الناس هنا، أو هناك، لن يقبل أحد يوماً ما بهدم المسجد الأقصى، حتى لو كان من معتادو الإجرام، أما معتادى العربدة، عبَدة الغرائز، فلنحتسبهم سقط متاع، ولنضع نصب أعيننا دائماً قول الله تعالى: «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» صدق الله العظيم.



    تدمير مكونات الوطنية الفلسطينية الحديثة
    بقلم: سمير الزبن عن العربي الجديد
    خاض الفلسطينيون تجربة تأسيس كيان سياسي ضد تجارب التاريخ المعاصر. في الوقت الذي اتخذت الدول من الجغرافيا الوعاء المكاني لتشكيل الشعب، باعتبار التراب الوطني الذي يقيم عليه الأساس المكوِّن للدولة التي تُعرَّف بأنها إقليم وشعب وكيان سياسي، وهي الشروط الأولية لتكوين الدول، ولتكوين الوطنيات الحديثة. سارت التجربة الفلسطينية عكس السردية التي عرفتها ولادة الوطنيات الجديدة في العالم الثالث، حيث استقلت البلدان المستعمَرة عن المستعمِرة بوصفها دولاً تملك الحق في تقرير مصيرها بنظام سياسي، وفق إرادتها السياسية.
    جاءت التجربة الفلسطينية عكس التيار، خسر الفلسطينيون وطنهم، وقامت دولة إسرائيل على أنقاضه، وتشرّدوا داخل وطنهم، وفي البلدان المجاورة، واختفت فلسطين عن الخريطة السياسية للمنطقة، حيث استولت إسرائيل على الجزء الأكبر من فلسطين، وضمت المملكة الأردنية الضفة الغربية، ووقع قطاع غزة تحت الإدارة المصرية، كان على الفلسطينيين التعامل مع هذا الواقع بعد النكبة.
    اختفى الفلسطينيون باختفاء وطنهم، تحولوا من شعبٍ مقيم على أرضه إلى لاجئين في دول الطوق. من هذا الإلغاء وبالضد منه، ولدت الوطنية الفلسطينية الحديثة في مخيمات اللجوء، فقد عمل اللاجئون على إيجاد تواصل وترابط بينهم، جعلهم يستعيدون تجربة الوطن المفقود ويتجاوزونها في الوقت نفسه. وعادوا، بالتالي، ليتشكلوا شعباً موجود على الخريطة السياسية، من دون أن يملك هذا الشعب جغرافيا يبني عليها هذه الوطنية الجديدة.
    وبحكم الشتات الفلسطيني، وبحكم فقدان الجغرافيا بوصفها الحاوي للكيان السياسي الفلسطيني، استبدل الفلسطينيون الوجود المادي بالوجود المعنوي، بتأسيس كيان معنوي، كان أداتهم للتعبير السياسي عن أنفسهم. ارتبطوا بوطنهم المفقود، وبنوا عليه وطنيتهم في المنافي، حملوا أسماء قراهم ومدنهم، وأطلقوها على شوارع المخيمات ومحلاتها، وأخذ الفقد يكبر مع البعد عن الوطن، وأصبحت فلسطين الجنة المفقودة للمطرودين منها. والمنافي المسكونة بالحنين تجعل الأوطان البعيدة الممنوع تتضخم، ليس كذباً، بل حنيناً للمكان المفقود، الذي يستمر يكبر في الغربة القصرية.
    على الرغم من أن إقامة إسرائيل كان العامل الأساسي في ولادة الوطنية الفلسطينية في المنافي، إلا أنها لم تكن العامل الوحيد، فقد شكلت الأنظمة المحيطة بفلسطين عاملاً إضافياً في ولادة هذه الوطنية وتبلورها.
    كان على الكيان السياسي الفلسطيني أن يولد داخل دول أخرى، دول رفضت اللاجئ الفلسطيني، وتعاملت معه بوصفه غريباً وخطراً أمنياً. عزز هذا التعامل اختلاف الفلسطيني عن/ ومع المحيط الذي يعيش في قلبه، وبالتالي، كان من السهل على المولود الجديد أن يكتشف أنه فلسطيني في بلدان اللجوء العربية. ولأنه كذلك، كان عليه أن يجد الروابط التي تتجاوز الجغرافيا المقيدة، أنتجت هذه الروابط "متخيلاً جمعياً" عزّزه فرض الغربة النهائية على الفلسطينيين من محيطهم العربي، واعتبارهم لاجئين إلى الأبد، بذريعة الحفاظ على "حقـ(هم) بالعودة"، وتناسل اللاجئون لاجئين في المنافي، طوال عقود ما بعد النكبة.
    حتى يكتمل وجودهم السياسي على الخريطة، كان لا بد لهذا "المتخيل الجمعي" أن يجد إطاراً تمثيليا، فكانت منظمة التحرير التي شكلتها القمة العربية المنعقدة في العام 1964، وأخذت محتواها التمثيلي الفعلي، بعد هيمنة الفصائل المسلحة عليها، فقد شكلت هذه الفصائل العنوان السياسي من أجل استعادة الحقوق المسلوبة، بعد هزيمة الأنظمة "التقدمية" في حرب العام 1967. اعتقد الفلسطينيون أنهم، بجهودهم الخاصة عبر العمل المسلح، يمكن أن يحدثوا فرقاً ويحرّروا الأرض ويستعيدوا الجغرافيا.
    على الرغم من أنهم صنعوا فارقا في الخريطة السياسية للمنطقة، بوجود كيان معنوي لهم، واعتراف إقليمي ودولي بإطارهم السياسي وحقوقهم، ولو على جزء من الجغرافيا المفقودة، لكنهم لم يستطيعوا صناعة الفرق في الجغرافيا السياسية التي بقيت على حالها، على الرغم من المشكلات التي أحدثها العمل العسكري الفلسطيني الذي تورط في صراعات محلية، في الأردن ولبنان، بسبب من استعارة جغرافيا الآخرين للوصول إلى الجغرافيا المفقودة.
    الكيان السياسي الذي ولد في منتصف ستينيات القرن الماضي، وصعد إلى الاعتراف الدولي الكبير في منتصف السبعينيات، أخذ في الانحدار مع هزيمة حرب العام 1982 واجتياح لبنان، وصولاً إلى الحصار الإسرائيلي الطويل والوحشي لبيروت. الدرس القاسي الذي أسفرت عنه هذه الحرب هو، أن زمن العمل السياسي والعسكري الفلسطيني من الخارج ولّى. وجاءت الانتفاضة الأولى في العام 1987 لتكرس مركزية الداخل الفلسطيني بشكل نهائي، الضفة الغربية وقطاع غزة على حساب المخيمات في الشتات. ترافق هذا مع إقرار نهائي من منظمة التحرير بأن الحل النهائي للقضية الفلسطينية سيكون على الأراضي التي احتلت العام 1967، وأن باقي الفلسطينيين هم مشكلة "لاجئين" تنحل في السياق، وهم من عوارض الصراع، وليسوا أساساً مكوّناً له.
    لم يصدّق الفلسطينيون ذلك، لكنهم مع استحقاق "أوسلو" بات هذا الواقع يفقأ العين. أصبح من الواضح التخلي الرسمي من منظمة التحرير عن فلسطيني الشتات. بدأ هذا المسلسل مع فلسطينيي لبنان بعد الخروج من بيروت، مروراً بطرد الفلسطينيين من الكويت بعد حرب العام 1991، مروراً بتصفية الوجود الفلسطيني في العراق، وصولا إلى المجزرة التي ترتكب بحق الفلسطينيين في سورية، على هامش المجزرة السورية الكبرى.
    مع كل تراجع عن اعتبار اللاجئين الأساس المكون للقضية الفلسطينية، كان يُفكك مدماكا من المعمار الفلسطيني الذي تمت إشادته، وظهر في أكمل تألقه في منتصف السبعينيات. مع التسوية التي تأبى أن تكتمل، عرف اللاجئون أنهم خارجها نهائياً، ترافق ذلك مع تدمير البنى المجتمعية للاجئين الفلسطينيين في دول الشتات، ما جعل نظرية المؤامرة على "حق العودة" تسود بفعل تفكيك البنى المجتمعية للاجئين في الشتات، خصوصاً سورية اليوم. وكان تفكيك البنى المجتمعية الفلسطينية من عوارض تدمير البنى المجتمعية المحلية، كما في حالتي سورية والعراق.
    تم تدمير الأوهام الفلسطينية، بالوجود الخصوصي لهم في البلدان العربية، فعندما داهمت الصراعات هذه الدول، وجدوا أنفسهم في قلبها. هذا ما جرى في أثناء الحرب الأهلية في لبنان، وهذا ما جرى في أثناء الاحتلال العراقي الكويت، وهذا ما جرى في أثناء الصدامات الطائفية في العراق، والدرس نفسه هو ما يجري اليوم في سورية.
    بتفكيك تجمعات اللاجئين الفلسطينيين خارج وطنهم، يكون العماد الذي انبنت عليه التجربة الفلسطينية، بوصفها "القضية الفلسطينية" تاريخياً قد انتهى إلى الأبد. ليس بفعل العدو الصهيوني، بقدر ما هو بفعل عوامل التدمير الذاتي العربي. لذلك، ليس من الغريب القول إن تفكك الاجتماع الفلسطيني في الشتات كان على هامش التفكك المجتمعي العربي الكبير.



    رأي الوطن : يبيعون بضائع فاسدة وكاسدة
    بقلم: أسرة التحرير عن الوطن العمانية
    بينما يواصل كيان الاحتلال الإسرائيلي عربدته في الأراضي الفلسطينية المحتلة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر وسرقة ما تبقى بيد الفلسطينيين، وارتكاب جرائمه الإرهابية بحق الشعب الفلسطيني، يواكب جون كيري وزير الخارجية الأميركي عرَّاب الاحتلال الإسرائيلي ومشروعه في فلسطين خاصة والمنطقة عامة، هذه العربدة والجرائم الإسرائيلية بالتشجيع الحثيث على مضي حكومة الاحتلال بقيادة المتطرف بنيامين نتنياهو نحو التحرك العاجل لإقامة “الدولة اليهودية”، مبديًا خشيته من أن يتحول كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى “كيان ثنائي القومية”، وكذلك خشيته من انهيار السلطة الوطنية الفلسطينية وتحول ثلاثين ألف عنصر أمني هم في حراسة دائمة لعصابات المستوطنين الغاصبين لأرض فلسطين إلى ما يشبه حزب الله، فتتساقط الصواريخ بصورة كبيرة على الأراضي الفلسطينية المغتصبة.
    ومن جديد الجرائم الإسرائيلية المتواصلة، مصادقة حكومة الاحتلال أمس على مخطط سرقة جديد من أرض فلسطين لبناء على خطة لبناء 891 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة “جيلو”، المقامة على الأراضي الفلسطينية جنوب القدس الشرقية، في الوقت الذي تتواصل فيه الحرب الإسرائيلية الشاملة التي تشنها حكومة الاحتلال الإسرائيلي بمشاركة المنظمات اليهودية المتطرفة ضد القدس ومقدساتها، وفي مقدمتها الحرم القدسي الشريف، بهدف التهويد وأسرلتها بشكل كامل وسرقتها من الشعب الفلسطيني بما فيها المسجد الأقصى المبارك، حيث أدانت الخارجية الفلسطينية عمليات الاقتحام المتواصلة التي يُنفذها ويحشد لها ما يسمى “ائتلاف المنظمات من أجل الهيكل” بقرار ودعم وحماية وتمويل من حكومة الاحتلال وأجهزتها المختلفة، في تبادل واضح ومفضوح للأدوار بينهما، وقيام جمعية “عطيرت كوهانيم” الاستيطانية باستصدار أمر قضائي احتلالي لإخلاء بناية سكنية في سلوان بزعم ملكية الأرض لعصابات المستوطنين الغاصبين.
    وقد عدَّت الخارجية أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تنفذ مخططًا احتلاليًّا مدروسًا ومعدًّا له مسبقًا وعلى مراحل للوصول إلى فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى.
    هذا المخطط المستمر والمتواصل منذ بداية احتلال إسرائيل للقدس عام 1967، لتحقيق الحلم التلمودي بإقامة المستعمرة الكبرى “إسرائيل اليهودية” يسير تحت سمع وبصر الولايات المتحدة “راعية” عملية السلام، بل يمضي برعاية مستمرة منها، سواء من خلال الأسلحة الفتاكة والنوعية التي يبيد بها القتلة الإسرائيليون الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة أو من خلال السياسة والدبلوماسية باستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي لإجهاض أي مشروع قرار يدين إرهاب الدولة الإسرائيلي أو ينتصر للحق الفلسطيني والعربي، وأوغلت في العبث بالدم الفلسطيني خاصة والعربي عامة بتشجيع إرهاب الدولة الإسرائيلي بوصفه أنه “دفاع عن النفس” وعدَّته حقًّا ثابتًا لكيان الاحتلال الإسرائيلي وحده ودون غيره.
    هذه الحقيقة الثابتة، تتكرر فعلًا بصورة يومية في تواصل الجرائم الإرهابية، وتتكرر قولًا بصورة شبه يومية على ألسنة القادة والساسة الأميركيين، ففي حديث مع مجلة “نيويوركر” الأميركية قال عرَّاب الاحتلال الإسرائيلي جون كيري في معرض تعبيره عن قلقه على “إسرائيل اليهودية” “يبدو لي أن المسألة الأكثر حكمة والأكثر استراتيجية، وهذه كلمة مهمة، هي صياغة خطة لكيفية الحفاظ على دولة يهودية ديمقراطية تشكل منارة للعالم كما تخيلها الجميع عندما قامت”، مؤكدًا أنه لا يؤمن أن “إسرائيل” ستختفي ذات يوم، لكن ما يشغله أكثر هو “مسألة كيف ستبدو دولة “إسرائيل” عندها”. وعلى الرغم من ذلك، تبدو الإدارة الأميركية الحالية كمن يبيع بضائع فاسدة وكاسدة، ويعلم أنها كذلك، ويصر على الترويج والتسويق لها بالحديث عن رؤية “حل الدولتين” وأهمية المفاوضات وغيره ذلك من أحاديث السلام والحلول الجوفاء.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 05/08/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-09-09, 11:03 AM
  2. اقلام واراء عربي 04/08/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-09-09, 11:02 AM
  3. اقلام واراء عربي 03/08/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-09-09, 11:01 AM
  4. اقلام واراء عربي 02/08/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-09-09, 11:01 AM
  5. اقلام واراء عربي 02/06/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-08-12, 10:48 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •