النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 06/01/2015

  1. #1

    اقلام واراء حماس 06/01/2015

    ؟
    غسان الشامي الرأي
    تحدت غزة الصامدة برجالها ومقاومتها الباسلة الحصار الشديد وإغلاق المعابر، كما واجهت غزة ثلاثة حروب شرسة مع العدو الصهيوني، فقد استعصت على العدو خلال تصديها لهذه الحروب أولها الحرب الأولى عام 2008-2009م معركة الفرقان، ثم حرب حجارة السجيل عام 2012، ثم الحرب الأخيرة العام الماضي 2014م معركة العصف المأكول؛ وقد نال غزة ما نالها خلال هذه الحروب التي استخدم العدو فيها أطنان من الألغام والمتفجرات، وراح خلالها أكثر من 3000 شهيدا، وأصيب أكثر من 20 ألف مواطن، عوضا عن المؤسسات والمدارس والطرق والبنى التحتية التي دمرت خلال هذه الحروب، مع ذلك لم ترفع غزة الراية البيضاء، ولملمت جراحها لتدب فيها الحياة من جديد، وخرجت غزة أكثر صلابة وتحدي، و تواصلت عليها المؤامرات من البعيد والقريب، واشتدت فيها الأزمات الاقتصادية والمعيشية، كما استمر الحصار يضربه أطنابه في هذا البلد الصغير؛ أما العدوان الصهيوني الأخير الذي استمر لمدى 51 يوما، فقد خطط العدو أن يدمر فيها قطاع غزة كليا، ويقضي على معاني الحياة والصمود فيها، حيث شدد من ضرباته الجوية والبحرية، لكنه واجه مقاومة عنيدة واستخدمت تكتيكات واستراتيجية حربية جديدة ، رغم ذلك لم يفلح العدو الصهيوني من تحقيق مآربه من الحرب على غزة وانتهت دون أية نتائج تذكر، بل حققت المقاومة الكثير من الإنجازات ونفذت عمليات نوعية خلف خطوط العدو.
    اليوم غزة وبعد أربعة شهور من انتهاء الحرب تواجه حربا من نوع آخر تهدف إلى الإبقاء على قطاع غزة مدمر محاصر دون أية حلول تلوح بالأفق، لذلك استخدم العدو ورقة الاعمار كورقة ضاغطة، وتم وضع آليات خاصة لإدخال مواد الاعمار بالاتفاق مع الأمم المتحدة كما توجد رقابة على إدخال المواد للقطاع بعد الحصول على أسماء المتضررين، والموافقة على تسلميهم مواد البناء؛ والأدهى من ذلك والأمّر أن هذه المواد خاصة ( الأسمنت) لا تصلح للأعمال الخرسانية الكبيرة، وهذه في حد ذاته يخلق مشاكل كثيرة لأصحاب المنازل المتضررة، عوضا عن أن كميات الأسمنت التي تدخل من خلال المعابر الصهيونية قليلة ولا تفي بالحاجة.
    إن قطاع غزة اليوم يعيش الكثير من الأزمات وعلى رأسها إعادة اعمار القطاع، ثم أزمة الكهرباء حيث تزداد الأمور سواءً خاصة، بعد تدمير محطة الكهرباء خلال العدوان، لتصبح مواعيد وصول التيار الكهربائي لمدن القطاع قليلة (4-8) ساعات يوميا، وبالتالي يولّد الكثير من المشاكل والأزمات للمواطنين؛ واليوم الكون يتطور ويمر بتغيرات سريعة، وغزة تبحث عن من يضيئ الكهرباء في شوارعها وأزقتها .
    إن الهدف الرئيس في استمرار أزمات قطاع غزة هو العمل على إشغال الغزيين عن المقاومة أو التفكير في المقاومة أو مشروع التحرير، كما يهدف لكسر العزيمة والصمود الذي يحياه أهالي القطاع، وبالتالي يستطيع العدو ومن يدورون في فلكهم التفكير بهدوء بخصوص تدمير المقاومة الفلسطينية والحدّ من قدراتها العسكرية، والحدّ من تطور هذه الطاقات، خاصة بعد رصد الكيان الصهيوني تجارب إطلاق صواريخ نفذتها كتائب القسام في عرض البحر، كما تم رصد طائرات الأبابيل القسامية في سماء بلدات الكيان الصهيوني .
    كافة السياسات الصهيونية الخرقاء في التعامل مع قطاع غزة، لن تهزم غزة ولن تكسر عزيمة أهلها، ولن تثني المقاومة الفلسطينية على السير قدما في مشروع التحرير، وتطوير أهداف واستراتيجيات العمل العسكري الفلسطيني، خاصة أن حسابات الخوض في معركة جديدة بالنسبة للعدو مختلفة هذه المرة، وسط الأزمات الكبيرة التي تعيشها بلدان الإقليم، وما لم يحققه العدو الصهيوني في معاركه العسكرية الخاسرة مع القطاع لن يحققه في المعارك الاقتصادية مع غزة، ويدرك الجميع أن العدو الصهيوني يعيش الأن أوضاع داخلية صعبة وعلى أعتاب مرحلة انتخابية جديدة، وهناك تنافس كبير بين الأحزاب، وتكون غزة على رأس أولويات كل غزة، وربما يَقدم رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو على معركة عسكرية مع غزة قد تكون قصيرة المدى، وذلك لكسب أصوات الناخبين، ولكن يبدو أن نتنياهو لا يعلم أن الحرب الأخيرة على القطاع وفشله في تحقيق أهدافها ستجلبه له الفشل السياسي والسقوط إلى الهاوية مثله مثل من سباقه من القادة الصهاينة، فقد أسقطت الحروب على غزة كل من شارون وبيرس وإيهود أولمرت وبارك وأنهت تاريخهم العسكري ووجودهم السياسي .
    أمام هذه الأوضاع الصعبة في القطاع المطلوب منا توحيد صفنا وتوحيد خطابنا الاعلامي، وإنهاء آثار الانقسام البغيض، وحل المشاكل التي تواجه القطاع الحكومي الفلسطيني وعلى رأسها الموظفين، ودمج المؤسسات الفلسطينية، من أجل المعركة القادمة، خاصة أن الدبلوماسية الفلسطينية خاضت معركة مشروع إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووجهت بالفيتو الأمريكي، ثم التوجه لمحكمة الجنايات الدولية وهذه تحتاج منا كفلسطينيين جهودا كبيرا من أجل تفعيل الكثير من الملفات والقضايا ضد الكيان الصهيوني والعمل على تقديم السجلات الإجرامية للقادة الصهاينة والمطالبة بمحاكمتهم وملاحقتهم في كل مدن العالم.
    غزة تعيش الآلام والأحزان يوميا، لكنها من أكثر البلدان أمنا وهذه القيمة يفتقدها المواطن العربي في الكثير من البلدان العربية مثل سوريا والعراق واليمن .
    عجز السلاح الشرعي وقدرة سلاح المقاومة
    مصطفى اللداوي/ المركز الفلسطيني للاعلام
    لا تعترض الحكومات الإسرائيلية على تسليح أغلب الأنظمة العربية، ولا تبدي قلقاً إزاء برامجها العسكرية، ولا يهمها كثيراً إن كانت جيوشها تمتلك أسلحةً مدمرة، أو معداتٍ ثقيلة، أو طائراتٍ قتالية حديثة، أو صواريخ بعيدة المدى أو متعددة الرؤوس، ولو كانت قادرة على حمل رؤوسٍ نووية أو كيميائية، وقادرة على الوصول إلى أماكن بعيدة، ولكنها بالتأكيد تعرف ما تملك من مختلف الأسلحة عدداً ونوعاً، وكماً وحجماً وفاعلية، وتعرف مقراتها ومستودعاتها، وأماكن تخزينها ومواعيد حركتها وبيان مساراتها.
    ولكنها تبدي رأيها في عديد الجيوش، وفي العقيدة العسكرية التي تتبناها وتؤهل عناصرها عليها، لئلا تكون عقيدتها قتالية، وألا يكون الكيان الصهيوني فيها هو العدو، ويهمها كثيراً أن يكون على رأس هرم هذه الجيوش في قيادة أركانها، ضباطٌ واعون لدورهم، ومدركون لمهمتهم، ويعرفون تماماً أنهم ليسوا في مواجهةٍ مع الكيان الصهيوني، ولا يخوضون صراعاً معه، أو تنافساً على الأرض والسلاح وإياه، وإنما دورهم حماية أنظمتهم، والدفاع عن وجودهم، الذي يتفق مع بقاء الكيان وأمنه، بل قد يكون هذا شرطٌ قاطع لبقائهم، وحاسم لاستمرار وجودهم، وضامنٌ لهم ولمصالحهم الخاصة.
    كما لا تبدي اعتراضاً على السياسة الأمريكية أو الأوروبية التي تتبنى تسليح بعض الجيوش العربية، وتحديث ترساناتها، وصيانة القديم منها، والإشراف على جيوشها، وتدريب وتأهيل عناصرها وقياداتها، الذين تطمئن إليهم، ولا تقلق من جانبهم، وتعرف حقيقة مواقفهم، وتطلع على علاقاتهم، وتتابع اتصالاتهم، وتوجههم وترشدهم، وتنبههم وتحذرهم، وتنصحهم أو تأمرهم.
    ولا تعترض على أي صفقاتٍ جديدة، ولو كانت تشمل أسلحةً خطيرة وحديثة، طالما أنها لصالح أنظمةٍ لا تعاديها، ولا تفكر في الإساءة إليها، وقد جربتها سنين طويلة، وتأكدت من صدق نواياها، وجدية التزاماتها، وأمانة مواقفها، فسلاحها مضبوطٌ وملتزم، والقائمون عليه أمناء وصادقون، ولكنها بالتأكيد تضغط على الدول المصدرة لمزيدٍ من الحيطة والحذر، لتفرض على الدول العربية المستوردة للسلاح رغم حسن نواياها وسلامة مقاصدها شروطاً قاسية، وضوابط كثيرة، وأحياناً رقابة مشددة، لتضمن عدم استخدام السلاح في مواجهة إسرائيل، وضمان عدم توظيفه في المعركة التي تخوضها ضد الفلسطينيين، أياً كانت الظروف والملابسات، وبغض النظر عن الأخطار المحدقة بها، وقد ثبت للإسرائيليين وللدول المصدرة أن جميع صفقات السلاح التي أبرمت بمليارات الدولارات لم تدخل المعركة، ولم تشكل خطراً على ميزان القوى في المنطقة، الذي أبقى الكيان الصهيوني الأكثر تطوراً وقوة وقدرة، كما لم تنتقل إلى أيدي غريبةٍ وخطرةٍ وغير مأمونة.
    كما لا تلتفت إسرائيل كثيراً إلى المناورات الحية، التي تجريها بعض الدول العربية بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وبعلمها، أو بالاشتراك مع غيرها من الإقليم أو الجوار، أو تجريها بصورةٍ مستقلةٍ، وداخل حدود بلادها أو مياهها وأجوائها الإقليمية، إذ أنها تأخذ علماً مسبقاً بالمناورات، وتعرف مدتها الزمنية، والمساحة والمجال الذي ستغطيه، والأسلحة المستخدمة، والغرض من المناورة، وتحاط علماً بالفرق المشاركة، والقطاعات العسكرية، وقادة الفيالق والفرق، وبكثيرٍ من التفاصيل الدقيقة التي تحقق أمنها، وتطمئن نفسها، وتذهب عنها أي قلقٍ متوقع، في الوقت الذي تكون فيه في قمة جاهزيتها واستعداداتها الفنية للرد على أي خطرٍ محتمل، والتعامل مع أي هجومٍ غير متوقع.
    لا تشعر إسرائيل بأي قلقٍ من كثيرٍ من الجيوش العربية، ولا تجد نفسها مضطرة لضربها، أو توجيه ضرباتٍ أمنيةٍ موجعة لها، لإجهاضها أو لإحباط عملها، وتدمير مستودعاتها وقصف مخازنها، والقيام ضدها بأي عملياتٍ استباقية خوفاً من سلاحها، أو خشيةً من قدراتها، فهي على يقينٍ بأن هذا السلاح لا يشترى لحربها، ولا يخزن لاستخدامه في المعركة ضدها، ولن يشكل يوماً خطراً عليها ما بقي في حوزة هذه الأنظمة العربية، وبأيدي سلطاتها الحاكمة، التي تعرف أنها باقيةً في مناصبها، ومالكةً لكراسيها، وممارسةً لسلطاتها ما بقيت محافظة على هذه الثوابت وملتزمة بها، وهي تعلم أنها في اليوم الذي تفكر في استخدامه ضد إسرائيل، فإنه سيكون إيذانٌ برحيلها، وإشارة لسقوطها وانتهاء عصرها.
    لكن الكيان الصهيوني يخشى من سلاح المقاومة الذي تملكه القوى العربية والإسلامية المقاومة، ويشعر بالقلق منه، ويفكر جدياً بكل السبل للتخلص منه، وإبعاد خطره عن كيانه وسكانه، ويستغل نفوذه لدى الغرب والولايات المتحدة الأمريكية لنزعه أو ضبطه، ولمحاربته أو تجفيف منابعه، ولملاحقته ومنع تهريبه، ومداهمة مخازنه، ومهاجمة قوافله، رغم أن سلاح التنظيمات والأحزاب المقاتلة بسيطٌ بالمقارنة مع أسلحة الدول، وأقل فاعلية بكثير من سلاح الجيوش العربية، ويواجه عقباتٍ كثيرةٍ وتحدياتٍ جسيمة، فضلاً عن قلته وشحه.
    يعترض الكيان الصهيوني على تسليح قوى المقاومة الفلسطينية والعربية، دولاً وتنظيماتٍ وحركاتٍ وأحزاباً، بينما يسكت عن تسليح أغلب الدول العربية، ولا يبدي اعتراضاً على الصفقات المهولة التي توقعها، أو الترسانة الضخمة التي تملكها، لأنه على يقين تام بأن السلاح الرسمي العربي المسمى بالسلاح الشرعي، مخصيٌ لا رجولة فيه ولا شهامة، ولا كرامة تحركه، ولا نبل يحفظه، ولا قيم وطنية تصونه.
    بينما يغضب ويثور، ويهدد ويتوعد، ويزبد ويرغي، ويعترض ولا يسكت على سلاح المقاومة، لأنه يعلم أن هذا السلاح ثائرٌ ومنتفض، وجاهزٌ ومستعد، وأنه يعد من أجله، ويجهز لحربه، ويتدرب عليه الرجال لهزيمته ودحره، الذين يحسنون استخدامه، ويأمنون على حمله، وهو سلاحٌ جبار، يحمله مقاومون شجعان، ويقاتل به رجالٌ أشاوس، لا يتأخرون عن الإقدام، ويفعلون ما يؤمرهم الواجب، وتمليه عليهم مصالح شعوبهم ودينهم، وحلمهم الدائم الصادق هو النصر أو الشهادة.
    هذا السلاح هو السلاح الشرعي بحق، والأصيل بصدق، والقادر بالفعل، وهو الناصر والظافر والقاهر، والفجر والزلزال والسجيل، والقسام والياسين والآر والجي والأم، فيجب أن يبقى ويصان، وأن يحفظ ويقدر، وأن يزيد ويستثمر، فلا يسلم ولا يفكك، ولا يتخلى عنه أصحابه، ولا يفرط فيه رجاله، فهو ليس زينةً ولا فخراً وإن كان كذلك، ولكنه حصنٌ وسوارٌ، وقلعةٌ وجدار، نحمي به أنفسنا، وندافع به عن حقنا، ونرد به جور عدونا، ونعلمه بأننا شعبٌ حرٌ مؤمنٌ غيور، لا نسكت على الضيم، ولا نقبل بالظلم، ولا نستكين للعدو، ولا نخضع له، وإن سلاحنا دوماً له حاضرٌ بالمرصاد، يقتل ويجرح، ويؤذي ويصيب، ويذل ويقهر، ويأسر ويدحر.
    أنا محتل وأنت مطبِّع ؟!
    يوسف رزقة/ فلسطين اون لاين
    من سكان غزة والضفة لا نستطيع الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، بينما يستطيع ذلك ( إياد المدني) الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكبر منظمة تجمع الدول العربية والإسلامية، ونشأت في عهد الملك فيصل ردا على حريق المسجد الأقصى، فلماذا تسمح له دولة الاحتلال بالزيارة ، بينما تمنعنا منها منذ ثلاثة عقود خلت ؟!.
    لا أودّ مناقشة الموقف الفقهي من زيارة المسئولين العرب والمسلمين للمسجد الأقصى وهو تحت الاحتلال الصهيوني، ولا أود النقاش في الحلال والحرام، فقد قال في هذه المسألة علماء أجلاء جلهم منع الزيارة وحرمها بما فيهم الأزهر، لأن فيها إقرارا بالغصب الصهيوني للقدس. ولكني أود مقاربة زيارة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي على وجه الخصوص من ناحية سياسية، وما يرتبط بها من منافع ومصالح للقدس والأقصى من ناحية، وللفلسطينيين وحقوقهم من ناحية أخرى.
    لقد تمت الزيارة الآن وانتهت، وربما التقى الأمين العام بمسئولي الأوقاف في الأقصى، فما هي النتائج؟! وما هي مخرجات الزيارة؟! ولماذا كانت الزيارة في هذا التوقيت بعد الحرب على غزة، وبينما تتهيأ الأراضي المحتلة لحلّ السلطة، في مواجهة إجراءات ( إسرائيل ) العقابية على توجه الفلسطينيين نحو محكمة الجنايات الدولية ؟!.
    هب أن الزيارة كانت مقررة منذ زمن مضى، فإن تأجيلها لزمن لاحق أولى، إن توقيت الزيارة توقيت رديء، يعمل لصالح ( إسرائيل) ولا يعمل لصالح فلسطين أو القدس. إنه توقيت يوحي بحالة من الرضا، أو التقبل، للأمر الواقع في القدس من ناحية، وللإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وضد غزة من ناحية ثانية ؟!
    إن مثل هذه الزيارات منذ أن بدأت وحتى تاريخه، لا توحي بأن من يقومون بها هم ممن يؤمنون بتحرير القدس والأقصى من يد الغاصبين؟!، بل هم ممن لا يرون غضاضة من التعامل والتطبيع مع إسرائيل رغم احتلالها للقدس، وتهديدها للأقصى. إنك إذا أحصيت من زاروا الأقصى تحت الاحتلال، ومن سيأتي بعدهم على سنتهم ستجدهم ممن يرفضون المقاومة، ويحملون فيروس كراهية القتال من أجل الأقصى وفلسطين.
    بماذا يجيب ( المدني) الفلسطيني حين يسأله: ( لماذا تسمح لكم إسرائيل بالزيارة، وأنت تحمل الجنسية السعودية، أو الإماراتية، أو المصرية، أو الأردنية، ولا تسمح لي أنا الفلسطيني بالزيارة والصلاة ، وأنا الأقرب إلى الأقصى، وأنا المواطن ابن الضفة وابن غزة؟!).
    ( أنا محتل، وأنت مطبع ؟!). ولأنك كذلك، ولأن إسرائيل تحتاج إلى تطبيعك لتثبيت احتلالها، والظهور بمظهر الأمين في رعاية المقدسات، سمحت لك، ومنعتني. أليس في هذا من العيب ما يجعلك تراجع موقفك، حتى لا تكون مطية للمصالح الصهيونية في القدس ؟!.
    إسرائيل دولة احتلال، ودولة فصل عنصري، ودولة تمييز ديني، وهي ليست أمينة على رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية، وهي تحت الاحتلال، فهي لا تمنع المصلين فقط من أداء صلواتهم، بل هي تهدد المسجد الأقصى بالتقسيم، وبالهدم أيضا، فهل تملك زيارة الأمين العام لمنظمة التعاون المحترمة القدرة والآلية، لمنع تقسيم الأقصى زمانيا ومكانياً؟! وهل تملك آلية تساعد أهل غزة والضفة على الصلاة في الأقصى؟! وهل تمنع زيارته تدنيس المستوطنين اليومية للأقصى؟!.
    الأمين العام لا يمثل نفسه في هذه الزيارة، بل هو يمثل منظمة التعاون الإسلامي، كما يمثل المملكة العربية السعودية التي يحمل جنسيتها ، ولا أحسبه قام بهذه الزيارة بدون إذن من المملكة، ومن المنظمة ، ومن هنا تأتي أخطار هذه الزيارة التي تصب في مسألة التطبيع مع المحتل، والإقرار بالأمر الواقع، والقبول ببقاء الأقصى تحت سيطرة الاحتلال، و الأخطر أنها تفتح أبواب زيارات سياسية غدا أو بعد غد، تفضي إلى الاعتراف بإسرائيل، وامتلاكها للقدس موحدة؟! فأين مصالح المقدسيين من هذه الزيارة وأمثالها؟.

    غزة.. ثمّة صامتون عن مأساتها أيضا
    لمى خاطر/ فلسطين الان
    كلّ ما يمكن أن يخطر بالبال من دلالات ودروس واستنتاجات يصلح أن ترفد به تلك الخلاصات المعقبة على وضع غزة اليوم؛ الانتهازية والخذلان، العقاب والإماتة البطيئة، النذالة المطلقة والكيدية الفجة، الفجور مع أبناء العشيرة والوفاء لالتزامات العمالة، القهر بغية دفع عدواها ورد تأثيرها، مجون المتآمرين عليها وتقصير أنصارها في فهم أصل الداء أو تحديد التشعّبات التي يجري فيها.
    ليس شيئاً جديداً القول إن غزة تُعاقب على حسن بلائها في تأسيس مملكة الكرامة خلال الحرب الأخيرة وما قبلها، وعلى بناء دعائم اليقين بين جنباتها، وعلى تفوّقها على حدود طاقتها ومفاجأتها لحسابات الظانين بنواياها ظنّهم بعفن طويتهم هم، حين كانوا وما زالوا على استعداد لرهن وطن بأكمله مقابل فتات المصالح والامتيازات والتسلّط المسنود بحربة المحتل.
    لكنّه أصبح مهمًّا التأكيد على أن قضايا مصيرية كرفع الحصار، والإعمار والكهرباء وحقوق جنودها العاملين ليست ترفاً منفصلاً عن حالة المقاومة الفذّة التي تأسست بين ظهرانيها، وإنه ما من مقاومة حالمة وخيالية يمكن أن تنتجها غزة بمعزل عن العوامل المفضية لها والمعينة على تطوّرها، ولذلك فإن كانت أطراف الحصار الأساسية المتمثلة في الاحتلال وسلطتي السيسي وعباس تتحمل وزر الجريمة الأكبر، فإن جزءاً آخر من الجريمة تتحمّله تلك الجموع من أفراد وفصائل تتقن التصفيق للفعل المقاوم أو تحاول ادعاء وصلٍ كبيرٍ به خلال المعركة، ثم ترتدّ إلى ذاتها وتكتفي بالتفرّج حين تكون مطالبةً بتسجيل موقف أخلاقي وعملي يساهم في تعزيز صمود غزة وعزل المتسبّبين بجوعها وظلامها واستمرار حصارها.
    فصائل كثيرة استفادت من حكم حماس لغزة ومن رعايتها المقاومة فيها، لأن حماس لم تكن فقط تدير حياة الناس المدنية بما توفّر لها من إمكانات ضئيلة، بل كانت أيضاً تؤسس نواة مقاومة فذّة؛ منظّمة ومنضبطة وقابلة للتطور والتوسّع، وهو أمر انسحب على كل الفصائل التي تؤمن بالمقاومة، فأصبحت كلّها تمتلك تشكيلات عسكرية خاصة بها وسلاحاً وعتاداً ومعسكرات تدريب. وهي حقيقة قصّرت تلك الفصائل في الإقرار بها أو في الوفاء بالتزاماتها، رغم أن نظرة عابرة على واقع شقّها في الضفة كانت كفيلة بتفهيمها تركيبة المعادلة وكنهها.
    ونبدو اليوم أمام مفارقة مريبة وغير مريحة حين نتذكّر لسان حال منظّري المعارك وهم يطالبون بوحدة الموقف المقاوم والتنسيق المشترك خلال الحرب، ثم حين تنقضي نراهم يعودون لمزاوداتهم المعهودة أو مواقفهم العائمة والاصطفاف في الأماكن الرمادية، وكأن وحدة الموقف المقاوم مطلوبة في مواسم بعينها ولا تنسحب على كل التفاصيل في غزة، مدنية كانت أم أمنية أم عسكرية أم اقتصادية. فكيف لهذا الكيان أن يظلّ منارة المقاومة وحاضرة الصمود دون أن يتعاون جميع المؤمنين بالمقاومة جمهوراً وفصائل على إسناده وإدارة شؤونه ورعاية جراحه، أو على الأقل التوحّد أمام فيلق المتآمرين والمتربّصين بإرادته الدوائر؟
    لو كان هناك قدر ضئيل من الحرص على غزة، بما تمثل من رمزية وما تتطلب من احتياجات وأساسيات للحياة، لكان التعامل الجمعي مع المؤامرة عليها مختلفاً ولاختصر كثيرون من مدّعي الفهم الطريقَ على تبرّمهم وتباكيهم المكذوب، ولوضعوا إصبعهم مباشرة على سبب إغراق غزة بكلّ هذه المشكلات، بالاستفادة من أزمتها حيناً ومن تواطؤ الصامتين حيناً آخر.
    وثمّة حاجة الآن للتخلي عن كثير من الأنانية قبل الاجتماع على اجتراح حلول لأزمتها، لكنّ المهم إدراك أن غزة لا تستهدف كمنطقة أو كشعب، بل كحالة بأكملها، بما تجسّد من رمزية ودلالة وطنية، وبما صنعت من معجزات وحققت من أحلام وعرّت من سياسات ومواقف. ومن يصمت اليوم عن مأساتها سيكون شريكاً أساسياً في ردم عيون الكرامة المتناثرة على رمالها، وفي هدم جدُر الاستناد فيها التي غذّتها الأعمار والأشلاء والدماء.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 05/01/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-03, 11:04 AM
  2. اقلام واراء حماس 04/01/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-03, 11:03 AM
  3. اقلام واراء حماس 03/01/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-03, 11:02 AM
  4. اقلام واراء حماس 01/01/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-01-20, 11:03 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 02/01/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-01-20, 10:58 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •