المقاومة .. تطور دائم
نص المقال ....
«الجرف الصامد» الذي اطلقته دولة الاحتلال الاسرائيلي على حربها العدوانية الجديدة على قطاع غزة، اثبت امام «العاشر من رمضان» وهو الاسم الذي اطلقته المقاومة الاسلامية (حماس) على القصف الصاروخي في العمق ؛ حيث يتعرض القطاع لمئات الغارات المكثفة والعنيفة جدا، ليس سوى «جرف» في العقلية الاسرائيلية كشف عن فشل استخباراتي اسرائيلي جديد ونصر جديد للمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية الضاربة لـ«حماس«، قصف المدن الصهيونية؛ حيث وصلت الصواريخ لمسافات ومدن لم تصلها من قبل القدس، تل ابيب، الخضيرة، حيفا, ومدينة ديمونا النووية .
صواريخ المقاومة التي وصفتها قيادات في السلطة الفلسطينية التي تمارس قواتها الامنية بمهام الدفاع عن الامن الاسرائيلي في الضفة الغربية عبر التنسيق الامني الذي يشكل عصب المعلومات عن المقاومين لقوات الاحتلال الاسرائيلي، بأنها ألعاب نارية او عبثية و ما الى ذلك من اوصاف تتناقض تناقضا صارخا مع حقيقة فاعلية هذه الصواريخ من حيث إحداثها توازنا استراتيجيا ونفسيا في صراع الارادات الدائرة بشراسة بين احتلال لا يعترف إلا بالقوة للرضوخ للحقائق والمنطق.
والفعالية التي فاجأت العدو الاسرائيلي وحلفاءه الذين يسعون الى تصفية المقاومة التي احدثتها صواريخ المقاومة والخطوات الاستراتيجية القتالية المهمة التي خطتها المقاومة، والفشل الاستخباراتي الاسرائيلي في القدرة على معرفة تطور ادوات المقاومة، التي طالت صواريخها كافة المدن الصهيونية، وفشله في منع هذه الصواريخ من الوصول الى تل ابيب والقدس التي احدثت هلعا وخوفا حملته صفارات الانذار، هو الذي اجبر الحليف الاميركي الاستراتيجي الذي لم يتورع عن تبرير المذابح الاسرائيلية،لاقتراح السعي الى ترتيب اتفاق هدنة بين المقاومة الفلسطينية في غزة ودولة الاحتلال الاسرائيلي .
الغريب في المشهد العام انه وفي الوقت الذي كان العدو الاسرائيلي يدك احياء القطاع بالقنابل والصواريخ مرتكبا ابشع المجازر كان رئيس السلطة في رام الله محمود عباس يشارك في كلمة مسجلة في مؤتمر لصحيفة «هآرتس» الاسرائيلية يواصل فيها عروضه لاستئناف المفاوضات التي تشهد هذه الحرب العدوانية على انها مجرد عبث وفشل دائم، بدلا من اعلان وقوفه ضد العدوان، واستخدام طاقاته وما تسمح به المواثيق الدولية لحماية الشعب الفلسطيني، بالتوجه الى المحكمة الجنائية الدولية، مزودا بالوثائق التي تدين جرائم الحرب التي ترتكبها الآن في غزة، وجريمة خطف المستوطنين لطفل فلسطيني وتعذيبه وحرقه حيا.
لقد اظهرت المقاومة الفلسطينية في غزة عبر هذه الحرب براعة في استخدام اساليب متطورة عسكريا وسياسيا، فهل يمكن للسلطة في رام الله الاستفادة منها بما يخدم الحقوق الفلسطينية، والتحري من استجداء وتوسل الاحتلال لاستئناف المفاوضات العبثية، والتقاط الرسائل السياسية والعسكرية التي افرزتها هذه الحرب.


رد مع اقتباس