مـــلــف خـــاص

أسامة منصور قتيل سجون السلطتين!

جريدة الصباح الفلسطينية / بقلم : بكر أبوبكر

كتبت مطولا في انتهاكات حقوق الانسان في سجون السلطة في غزة ، وفي سجون السلطة في الضفة ووجهت الرسائل لذوي الاختصاص بحسب ما يصل صوتي ، إلا ان "استمراء" الاذلال والإهانة للآخرين تلك التي تعبر عن "سادية" السجان في غزة او الضفة تخرج هؤلاء الافراد عن الانسانية فما بالك بالإسلام او المسيحية او الوطنية.

ترد كثير من التقارير التي تفيد بالاعتقالات والتعذيب المذل لدى حماس في غزة واتهام لمن يعتقل بأنه غير مسلم وما يمثل مثل هذا الطعن من "جلطة" لكل مؤمن ، فان تطعن شخص في دينه او وطنيته او شرفه أهون عليه ان يموت ولا ان تصيبه مثل هذه الاتهامات.

ان اسلوب التهديد والوعيد والإذلال والامتهان للكرامة وسحق الرجولة من خلال الألفاظ البذيئة والعنف اللفظي والبدني، وعبر أساليب الاعتقال الخارجة عن الدين والشرف والوطنية -والتي تذكرنا بدول التسلط والاستبداد التي ثار شعبها عليها- سواء في غزة او الضفة لم يعد السكوت عنها مقبولا بالقول اننا نعتقل فلان لأنه "خائن" او ارتكب جناية كما يدعي جلادو حماس ، او اننا اعتقلناه لأنه "لديه سلاح" او يبيض أموال كما يدعي جلادو أجهزة الأمن في الضفة.

ان أجهزة الأمن لدى الطرفين (بغض النظر عن الدرجة بينهما) تحتقر الإنسان وتقبح كل ما هو جميل ، وتمارس وحشية وسادية تدلل على "البيئة" العنيفة التي بات يعيش فيها امثال هؤلاء الجلادين المتشبهين بالعدو الصهيوني وأساليبه القمعية.

ان القيادات السياسية اذ تغض الطرف عن هذه الممارسات القمعية فإنها والجاني سواء وهي اذ تعتبر نفسها منزهة عن المساءلة فان "الإنسان" كانسان هو أهم وأحق ان تحترم حقوقه التي يتساوى فيها الأمير والخفير والكبير والصغير والعزيز والحقير.

ان تقتل حماس اكثر من 800 شخص بدم بارد في اثناء الانقلاب فهذا مما لا يغتفر ، وان تستمر في ممارسة أبشع أنواع التعذيب فهذا مما لا يصح.

وان تمارس السلطة في رام الله مبارزة أو مباراة مع حماس في انتهاك حقوق الانسان ليسجل كلاهما نفسه في موسوعة (جينيس) للأرقام القياسية في خانة اسوأ جلاد لشعبه وهو تحت الاحتلال فهنيئا لكليهما في هذا السجل العظيم

كوادر حماس يعانون العذاب في سجون السلطة وخاصة في الخليل مؤخرا كما يقول ابناؤها ، وكوادر فتح تعاني الانتهاكات المماثلة في غزة كما يقول أهالي المعتقلين، ومهما قالوا فانه قد نجد القليل او الكثير مما يقولونه حقيقة واقعه تفضح السياسيين الذين يمتهنون انفسهم وشعبهم.

أسامة عقل منصور ضابط مغوار في السلطة الفلسطينية عمل مع الخالد أبوعمار، تم اعتقاله وإذلاله لأكثر من 27 يوما في سجون السلطة في الضفة (كانت حماس قد أطلقت عليه النار في غزة إبان الانقلاب في رجله وكان ما زال يعرج حتى اليوم)، وهو (وأمثاله) من يشرّف كل جلادي أجهزة الأمن الفلسطينية في كل من الضفة وغزة حبا لوطنه وعملا من أجلها على عكس ما سيبررون به جريمتهم الشنعاء.

عز على الساديين في هذه الأجهزة المتواطئة مع الشيطان ضد شعبها ان يلاحقهم صوت الحقيقة في ما قال فقضى نحبه اليوم 15/7/2012 في السجن، ومهما كان سبب الوفاة أو ما سيدّعونه (وهم أساتذة الادعاءات الملفقة-أي الطرفين) في ذلك فإننا نقول انهم قتلوه لتتساوى السجون في الدولتين العظميين في غزة والضفة، وليهنأ الإسرائيلي حينما تركنا نستبيح دماء بعضنا ونتقاتل على كراسي فارغة لخشب مسندة، ونصنع دولا في الهواء ليس فيها إلا الاحتقار والإذلال للناس في لقمة العيش من جهة ومن اتهامات لهم في دينهم أو وطنيتهم من جهة أخرى الى حد التعذيب والقتل.

ان الإنسانية باحترام الحريات والكرامة والعدالة أولى من تخاريف السياسيين الذين يستخدمون الإنسان مطية لأهدافهم التي يحاولون الكذب على الله والناس أنها أهدافهم، وان احترام جسد ونفسية وعزة وروح الإنسان أولى من ترهات السياسيين الذين لا يتورعون عن ارتكاب أي رذيلة لإطالة أمد جلوسهم على الكراسي المنخورة فسادا وحقدا وبغضاء.

هل كنتم تريدون دليلا على اساءات حماس في غزة وأسر الشهداء يلاحقكم دماء أبنائهم وذوي الأرجل المقطعة موجودين وأحياء بينكم، وهل كنتم تريدون دليلا على احتقار الانسانية والأديان والوطنية لدى ساديي أجهزة الضفة....لا تبحثوا كثيرا في شهادات أمهات المعتقلين من حماس فهاهو أسامة منصور يسحب عن وجوههم القناع في غزة أولا حيث أطلقوا عليه الرصاص، ثم في الضفة اليوم ويكللهم بالعار إلى الأبد فهل هم منتهون؟!


إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً