[IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG][IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG]
أقلام وأراء عربي
في هذا الملف :
اليونان والدولة الفلسطينية
مفتاح شعيب عن الخليج الإماراتية
نقطة تحول إسلامية
أحمد مصطفى علي عن الخليج الإماراتية
بيت الفلسطينيين وخيمتهم
عدلي صادق عن العربي الجديد
الشاب المسلم لمحاربة الفكر الإرهابي
صدام الخوالدة عن الرأي الأردنية
هل مِن فجوة بين حماس وبيئتها؟
عريب الرنتاوي عن الدستور الأردنية
ما الذي يجمع بوتين مع دونالد ترامب؟
ياسر الزعاترة عن الدستور الأردنية
هل سيرسل الأردن قواته لمحاربة داعش براً؟!
ماهر ابو طير عن الدستور الأردنية
ورحل سمير قنطار..عاشق فلسطين
جهاد المنسي عن الغد الأردنية
"حماس" وسويسرا وعباس في المفاوضات التركية-الإسرائيلية
د.أحمد جميل عزم عن الغد الأردنية
اليونان والدولة الفلسطينية
مفتاح شعيب عن الخليج الإماراتية
انضم البرلمان اليوناني رسمياً إلى قائمة البرلمانات الأوروبية المعترفة بالدولة الفلسطينية، بيد أن الخطوة اليونانية تختلف عن الاعترافات السابقة بأن حظي القرار بتصويت كل الأحزاب، وأن حكومة رئيس الوزراء اليساري الكسيس تسيبراس استبقت التصويت بقرار يجعل اسم فلسطين رسمياً في الوثائق اليونانية ليحل مكان «السلطة الفلسطينية» المستخدم حتى الآن.
عندما صوت البرلمان الأوروبي في ديسمبر/كانون الأول 2014 للاعتراف بالدولة الفلسطينية حرص على أن يذيل ذلك بتأكيد أنه اعتراف رمزي ولا يلزم الدول بالتنفيذ، وعلى المنوال ذاته تسابقت برلمانات لوكسمبورغ والبرتغال وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وبالميزان السياسي كانت تلك الخطوات الرمزية محل ترحيب لأنها بداية في طريق طويل، والاعتراف الرمزي لا بد أن ينتقل يوماً إلى الواقعية، وها هي اليونان تجسد هذا التحول الذي يظل غير كاف، ولكنه خطوة إلى الأمام حين يتم التأكيد على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وعلى حدود الرابع من حزيران 1967.
الكل يعرف أن اليونان ليست قوة عظمى قد تغير المعادلات في الصراع العربي الصهيوني ولا اعترافها بالشكل المعلن سيحل القضية الفلسطينية، وإنما مبادرتها تضمن أن مأساة الشعب الفلسطيني ما زالت تلقى اهتمام النخب في العالم ولم تمت في الضمير الدولي، فقد تم إنهاء النظام العنصري في جنوب إفريقيا اعتماداً على كشف مظالمه واستجلاب عطف الدول والشخصيات والمنظمات المؤثرة، وفرض الزخم، الذي ساهم المناضل الراحل نيلسون مانديلا في إدارته، على صناع القرار في العالم على التبرؤ من ذلك النظام البغيض وتم إسقاطه في سنوات قليلة. وإذا كان إلى حد الآن لا يوجد أي تطابق بين ذلك النموذج وبين حال القضية الفلسطينية بسبب «الوضع الخاص» للكيان الصهيوني لدى القوى الغربية تحديداً، فإن محاولات الفلسطينيين ومساعيهم في عرض قضيتهم على الدوائر السياسية والفكرية والإعلامية في الغرب تحديداً بدأت تأتي بنتائج يمكن البناء عليها والرهان على التغيرات وانقلاب المعادلات.
فحين تصبح الدولة الفلسطينية حقيقة قانونية لن يستطيع أحد أن ينكر حق شعبها في إقامة تلك الدولة على الأرض وعاصمتها القدس الشريف التي يعمل الصهاينة على مدار الساعة لتهويدها وتغيير معالمها العربية.
في الأشهر الماضية فشل الإعلام الصهيوني في تسويق أن الشبان الذين يهاجمون قوات الاحتلال بالسكاكين والحجارة وبالسيارات هم «إرهابيون»، بل إن تفاعلات عديدة في الإعلام الغربي كشفت أن تلك الدعاية ارتدت على أصحابها، وأن كثيراً من أصحاب الرأي باتوا يتساءلون عن أسباب الانتفاضة الفلسطينية الحالية ليكتشفوا أن ما يقوم به الشبان الفلسطينيون لا يتعدى كونه ردود فعل على اعتداءات عنصرية وجرائم إرهابية يقترفها المستوطنون وقوات الاحتلال.
فشل الصهيونية في ما كانت تنجح فيه سابقاً، يعني أن هناك وعياً لدى القوى الحية في الغرب للقيام بخطوات تتجاوز التعاطف المألوف مع الشعب الفلسطيني. فقبل سنوات قليلة وأثناء انتفاضة الأقصى كانت بعض المنابر الإعلامية الغربية تزايد على منابر الاحتلال في النيل من الفلسطينيين، وكان ذلك واحداً من أهم عوامل استشراس الحكومات الصهيونية المتعاقبة حتى جاء المتطرف الحالي بنيامين نتنياهو بمشروع تصفوي للقضية الفلسطينية، بيد أن حساباته ستخطئ في آخر المطاف، إذا تم الأخذ بعين الاعتبار توجهات الرأي العام الدولي والغربي منه على الخصوص بشأن الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة لقوة احتلال غاشمة وعنصرية.
نقطة تحول إسلامية
أحمد مصطفى علي عن الخليج الإماراتية
لا يختلف اثنان على أن إعلان المملكة العربية السعودية قيام التحالف العسكري الإسلامي الذي ضم 34 دولة من أكبر الدول العربية والإسلامية لمواجهة الإرهاب، والذي سيتصدى لأي منظمة إرهابية حالية أو مستقبلية تظهر في المنطقة، خطوة استراتيجية مهمة وانطلاقة إيجابية حاسمة في الحرب على الإرهاب بكافة أشكاله وصوره أياً كان مصدره أو مبرراته.
ولا شك أن انضمام الدول الإسلامية إلى هذا التحالف لمحاربة الإرهاب يرسخ جهودها وتعاونها وتضامنها لتحقيق الأمن والاستقرار للدول والشعوب، والسعي للبناء والتنمية في مجتمعاتها، وحماية منجزاتها ومكتسباتها من الأخطار والتحديات التي تشكلها التنظيمات الإرهابية التي تعيث في الأرض فساداً وتخريباً وتعبث بالأمن وتروع الآمنين.
ظهور التنظيمات الإرهابية بهذا الكم الكبير وتفريخاته المتعددة وتحت مسميات مختلفة يُحتم على الدول العربية والإسلامية توحيد جهودها وتنسيقها في هذه المرحلة التي تشهد تصاعداً في وتيرة الأعمال الإرهابية العابرة للحدود بما يهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي، والتعاون من خلال تطوير الأنظمة والأساليب لمحاربته في جميع أنحاء العالم الإسلامي ولجم هذه الآفة التي أصبحت عالة على المجتمعات الإسلامية لما تشكله من تشويه لحقيقة الدين الحنيف والقضاء عليها فكراً وممارسة بكل حزم وعلى كل الأصعدة.
قيام التحالف الإسلامي ضد الإرهاب نابع من إدراك حقيقي لأهمية تشكيل جبهة إسلامية موحدة تحارب مختلف الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي تستغل الدين الإسلامي الحنيف لتبرير ممارساتها التي لا تمت لتعاليم هذا الدين بأي صلة، وإيجاد نهج أمني متطور وموحد لمواجهة الإرهاب، يتم من خلاله اتخاذ إجراءات وخطوات فعالة تتوافق مع الأبعاد الجديدة التي يتخذها الإرهاب في المنطقة ويسهم في تصحيح صورة الإسلام ويؤكد للعالم أنه بريء من الإرهاب ويعيد الحياة إلى طبيعتها في البلدان العربية المضطربة أمنياً.
الإرهاب عابر للقارات ولا يقف عند حدود دولة ما ولا دين ولا وطن له وهذا يتطلب تكاتف جميع الدول لمحاربته، وقيام هذا التحالف يعد نقطة تحول حقيقية وعلامة فارقة في تاريخ الأمة الإسلامية لاجتثاث هذا الوباء الخبيث من جذوره وإرساء دعائم السلام ليس فقط في المجتمعات الإسلامية فحسب بل في العالم أجمع.
لقد ساء هؤلاء الإرهابيون أن يروا مظاهر التطور والتقدم في دولنا العربية والإسلامية، فقرروا الانتقام من الجميع بنشر الذعر والخوف في كل مكان، لذلك لا بد لهذه الدول، خاصة تلك التي اكتوت بناره وتبعاته الكارثية، ألا تدخر جهداً لمواجهة هذه المخاطر والقضاء على التجمعات والتشكيلات الإرهابية التي تنخر في جسد مجتمعاتها وتنشر الرعب في كل مكان، حتى تعيش كل الدول في أمن وسلام ويأمن كل مواطن على حياته وعرضه وماله.
قرار إنشاء التحالف الإسلامي لفتة مميزة تظهر للعالم أن الإسلام دين محبة وسلام لا يدعو إلى الإرهاب ولا إلى العنف، خاصة وأن من ينتمون إلى الجماعات الإرهابية من المسلمين فإن الإسلام منهم ومن أعمالهم بريء ، كما أنه يأتي امتثالاً لقوله تعالى: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان»، فهذا التحالف يجمع المسلمين على نبذ ومقاومة الإرهاب وتجفيف منابعه كما أنه دفاع حقيقي عن الإسلام، ودفاع عن المسلمين والبشرية جمعاء ضد شرور الإرهاب الأسود الذي يسعى إلى تفكيك وحدة الدول الإسلامية وإثارة الفتن في كل دول العالم.
بيت الفلسطينيين وخيمتهم
عدلي صادق عن العربي الجديد
كان الفلسطينيون، قبل انتهاب وطنهم، ثم في العقد الأول من مرحلة اللجوء؛ يتأهبون لملاقاة الشتاء وهبوب الرياح، بتجديد صلاحيات بيوتهم الطينية في القرى، ثم خيامهم في المعسكرات. في الأولى، دأبوا، في منتصف كل خريف، على إعادة "تلييس" الجدران بخليطٍ من أنقى طين الأرض وتبن الدَريس. وفي مرحلة الخيام، كانوا يشدّدون على متانة الأوتاد، وسد المنافذ التي تتسرب منها الرياح الباردة إلى مضاجعهم. نستذكر هذا ونتساءل: ماذا فعلت القيادة الفلسطينية، أياً كانت، وكيفما كانت، لملاقاة هبوب الرياح الباردة، وزخات المطر؟
الناظر إلى وضع الكيانية الفلسطينية، وهي البيت الداخلي، والتي هي، حُكماً، فرس الرهان على جدارة الأداء، في السياسة وفي الاجتماع الوطني، يرثي لحالنا. ثمة مشكلة متعددة الأوجه، وعلى كل صعيد. بل إن ترك الجدران بلا "تلييس" وإهمال الأسقف والأوتاد يفاقمان الحال، ويوسّعان دائرة التردّي، حتى بات ثمة إشكالات تطاول القضاء والثقافة ووسائل الإعلام والرياضة، واللغة نفسها، مع إرباكٍ مفتعل، لمفاهيم ومصطلحات، كالفساد والنزاهة والوطنية، والمصالح العليا للشعب الفلسطيني، ووحدة القوى السياسية. فما الذي جرى للناس من الطبقة السياسية، ومن المثقفين، ومن أهل الرأي؟ ولماذا لم تعد مهمة مسألة التوقف، لمعاينة هذه الحال، وأخذ المقتضى، بينما الرياح تعصف بخيمتنا، وتنخر زخات المطر، جدران البيت؟
قبل أيام، أثار قرار حل مجلس أمناء مؤسسة الشاعر محمود درويش لغطاً في الساحة الفلسطينية. وفي الأثناء، كان التعارض بين قرار تعيين، يتعلق بساحة القضاء، والقائمين على هذه الساحة، من كبار القُضاة وسدنة العدالة. قبلها، نشأ إشكالٌ مسكوتٌ عن معظم حيثياته، يتعلق بإدارة النشاط الرياضي، وما يتصل بالسياسة على هذا الصعيد. وفي حركة فتح، اتسعت الفجوة بين المواقف داخل اللجنة المركزية، بينما قاعدة "فتح" العريضة تتوخّى تضييقاً لهذه الفجوة، وجمعاً للشمل الفتحاوي، توطئة لجمع الطيف الوطني. واللافت أن كل شيء بدا خاضعاً لحال الطوارئ، وتُدار الأمور باعتبار أن الوضع الفلسطيني مُعلق، وأن القرار يؤخذ دونما تشاور، ودونما اعتراض، أو مناقشة أو مفاضلة بين الخيارات. فإلى أي مآلٍ، سيأخذنا مثل هذه السياق الذي لن يكون بمقدور المدّاحين تجميله، أو مداراة عيوبه؟
المقلق، أو المُحرج، أن الأشقاء في الإقليم، والأبعدين المعنيين بمتابعة أمورنا؛ يعرفون دواخلنا، وبعضهم يتدخل باقتضاب، في الاجتماعات المغلقة. بعضهم هذا ينصح أو يصارح بضرورة اجتماع شملنا، وتصليب وضعنا، والتنبه لرخاوة أوتاد خيمتنا، لأن انفراط عقدنا، لا سمح الله، يؤثر عليه سلباً. بل إن أطراف الإقليم باتت معنيةً باستقرار الأوضاع الفلسطينية الداخلية، ولا طرف يرغب في أن نكون جزءاً منه. كلام كثير، وحوارات طويلة، تجري مع عناصر من الدائرة الأولى في الطبقة السياسية. ممثلون في السفارات، وأجهزة أمن، تتواصل مع بعضنا، والكادر الفلسطيني، بطبيعته، ذرب اللسان مع الآخرين، وتروق له الاتصالات مع ممثلي حكومات. هو، من جانبه، يفترض أنها صداقات، وهم يرونها علاقات للاستزادة من المعلومات عن حال الفلسطينيين، لا يعرفها الفلسطينيون من عامة الشعب. فإلى متى، سنظل راضين أن نكون مادة مثيرة وشيّقة، للآخرين، تتعلق ببؤسنا، وتنم عن ازدواجية الألسنة؟ فالساكتون، في الاجتماعات الداخلية، عن الحال المتردية، وهم أنفسهم المتدفقون بعبارات الشرح لها في المجالس المغلقة، وبصوت عال؛ محكوم عليهم بالجبن والسلبية، من سامعيهم قبل السامعين عنهم. أما ولي الأمر، راعي هذه الحال، فهو يخطئ كثيراً وجداً، إن أغوته كياسة اللغة البروتوكولية، في الاتصالات والزيارات، وظنها برهان الجودة، في مواقف الآخرين وانطباعاتهم.
حركة فتح إطار وطني جامع للتوجهات وللقناعات التفصيلية، بقدر ما تجدنّ، في صفوفها، وحدة في الرؤية لدور الحركة التاريخي وأهدافها العامة، ستجدن اجتهادات ومواقف عديدة، من شأن حال التردي العام، جعلها سجالاً داخلياً، وسياقاً من التهاجي العقيم والذميم. إن اليقيني والمؤكد، هو خلو الإطار من المُفكر وصاحب الرؤية الثاقبة، المنزهة عن الحسابات الصغيرة. انصرم الخريف، ودخل الشتاء وبلغ ذروته، بينما الخيمة معرّضة لهبوب الرياح، والجدران ينخرها المطر.
الشاب المسلم لمحاربة الفكر الإرهابي
صدام الخوالدة عن الرأي الأردنية
منذ بداية الحرب على «داعش» يتذكر الجميع ان جلالة الملك عبدالله الثاني تحدث عن هذه الحرب واهمية تعاون المجتمع الدولي من اجل دحر هذه العصابة الاجرامية التي لم تفرق بين عربي او اجنبي او مسلم او مسيحي او اي ديانة اخرى فهي تمتاز بوحشية موجهة لجميع الانسانية، جلالته تحدث عن التحدي الذي يواجه المجتمع الدولي في محاربة «داعش» وانها حرب ليست عسكرية فقط بل محاربة الفكر المتطرف والارهابي الذي بات ينتشر بين شباب العرب والمسلمين.
خلال الايام الماضية رحبنا كثيرا كعرب ومسلمين بإعلان التحالف العربي الاسلامي الذي تقوده السعودية وتشارك به الاردن الى جانب ازيد من ثلاثين دولة عربية واسلامية وافضل ما يوصف به هذا التحالف انه نواة جيدة لبداية تحالفات عربية اسلامية تدافع عن قضايا الامة بفاعلية وقوة اكبر وبالتأكيد فان قوة هذا التحالف مرتبطة بقوة وعزيمة الدول المنضوية تحت لوائه وهو يشكل تعاونا عسكريا بالدرجة الاولى لمحاربة «داعش» ومن يروج لفكره في منطقتنا العربية.
هذا التحالف العربي الاسلامي العسكري المهم والضروري لتحقيق الامن العسكري للدول العربية والاسلامية على غرار تحالفات عالمية اخرى باتت قوة مؤثرة على صعيد الساحة الدولية ، الا انه لا بد من انبثاق نشاطات اخرى تكون بمثابة عمل مرادف للدور العسكري يتصدى له شباب عربي ومسلم من تلك الدول تعمل وكامتداد لهذا التحالف بأدوار اخرى تركز على الفكر ومحاربة الفكر المتطرف الذي يدفع ابناءنا الى الارهاب.
هذا الدور المهم الذي يجب على الشباب العربي والمسلم التصدي له ينتظر من تلك الدول الالتفات الى اهمية ان يكون للشباب العربي المسلم الذين يعيشون في هذه الدول وبات الارهاب والفكر المتطرف يهددهم ويهدد امنهم وامانهم ومستقبلهم ويعكس ابشع الصور عنهم امام المجتمع الدولي والعالمي وامام شعوب العالم الاخرى التي ما تزال تربط الارهاب بالعرب والمسلمين مثلما يروج بعض رجالات السياسية المعادين للعرب والمسلمين سيما مرشح الرئاسة الامريكية ترامب والذي دعا الى منع دخول العرب والمسلمين الى بلاده ، من هنا يأتي هذ الدور الغاية في الأهمية لشباب عربي مسلم يعمل داخليا ببرامج وانشطة ودورات معدة ولقاءات وحوارات شبابية عربية عربية واسلامية على صعيد تلك الدول وخارجيا بدور اكثر اهمية وهو تغيير نظرة شعوب العالم للشباب العربي والمسلم ببرامج اخرى تعد بعناية من قبل مختصين.
لدينا في الاردن تجربة مهمة يمكن الاستفادة منها والبناء عليها والتي يقودها سمو ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني والتي تتمثل بإعلان عمان للسلام والامن والذي جمع قيادات شبابية عالمية للتصدي للإرهاب والفكر المتطرف وتعزز هذا الجهد بالقرار الاممي الاخير والذي يؤكد على ما جاء في اعلان عمان وفي الشقيقة العربية السعودية يلاحظ بروز دور الامير محمد بن سلمان ولي العهد والذي اعلن ولادة التحالف العربي الاسلامي.
هذا الدور العسكري لمحاربة «داعش» والفكر المتطرف وما اريد قوله ان ثمة تلاقي يمكن ان يكون لعمل شبابي عربي مشترك يشكل عملا اخر لهذا التحالف يقوده الشباب العربي المسلم ويستهدفهم في نفس الوقت مع وجود اهداف اخرى اعمق في التعاون والتلاقي والتآخي العربي الاسلامي في سبيل اعادة تشكيل الصورة الحقيقية للشباب العربي المسلم والتي تحترم الاخر وتملك اعلى درجات الانسانية في التعامل والرقي والحضارة.
بروز قيادات شبابية عربية واسلامية في مقدمتهم ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني والامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي حيث باتت هذه القيادات تنطلق لتمثل وتتحدث بصوت الشباب العربي والمسلم وتعبر عن صورة العرب والمسلمين الحقيقية وهذا امر يبشر بالخير.
هل مِن فجوة بين حماس وبيئتها؟
عريب الرنتاوي عن الدستور الأردنية
“تورطت” حماس وكتائب الأقصى بإرسال برقيات تعزية و”تبريك” لقيادة حزب الله بضحايا العدوان الإسرائيلي على بلدة جرمانا قرب دمشق، وعلى رأسهم الأسير المحرر الشهيد سمير قنطار ... ونقول “تورطت” لأن ردّات الفعل المُدينة والمُنددة بهذه “الفعلة المستهجنة والنكراء”، صدرت بالجملة والمفرق عن قواعد حماس وبعض كتابها ومثقفيها، في غزة وخارجها، وبما يعكس اتساع “الفجوة” بين قيادة الحركة وبيئتها الحاضنة.
عشرات التغريدات التي “تدين الإدانة”، والمقصود إدانة حماس للعدوان الإسرائيلي، وتعبر عن الاستهجان والاستغراب والاستنكار، وتحذر من مغبة فقدان الحركة لاحترامها، و”الكتائب” لـ “حب الناس” لها... أما الأوصاف التي أسبغت على القنطار وحزب الله وإيران والشيعة، فحدّث ولا حرج ... لكأننا أمام موجة عاتية تصدر عن بيئة سلفية – جهادية – وهّابية، وليس عن بيئة ظلت صديقة وحليفة حتى الأمس القريب لهذا المحور، ولا تزال تتلقى بعض الدعم المالي والعسكري منه، كما في حالة “الكتائب”، وبإقرار حماس واعترافها المتكرر.
تغريدت وتعليقات على الفيسبوك، تراوح ما بين الحديث “الشبيح” و”قاتل النساء والأطفال” و”الرافضي” و”المتشيّع” ... أدعية وابتهالات لله بأن يأخذه وأمثاله أخذ عزيز مقتدر ... وأخرى تلح على “ضرب الظالمين بالظالمين”، في تعبير عن رغبة دفينة بتكرار “عدوان الظالمين” على “ظَلَمة حزب الله وحلفائه” ... وبما يشي بالارتياح للعملية الإسرائيلية، و”الشماتة” بضحاياها، واشتهاء المزيد منها.
المشاركون في حملة الاستنكار والاستجان و”إدانة الإدانة”، متنوعون للغاية، صغار في السن وكبار، “مثقفون معروفون” وأميون عجّت تعليقاتهم بالأخطاء الإملائية ... مقربون جداً من حماس وأعضاء فيها إلى الأصدقاء والتابعين وتابعي التابعين ... أما “لغة المشاركات” فقد تميزت بالجرأة غير المعتادة على نقد حماس وإدانة سلوك لها ... يبدو أن المعلقين أحسوا بان الحركة تجاوزت ببرقياتها تلك، ثوابت الدين الحنيف، فتحركوا من على قاعدة أن “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق” ... وإذا تزامنت الحملة مع “لحظة بوح” صدرت عن الشيخ يوسف القرضاوي، عبّر فيها عن “ندمه” للجهود التي بذلها والأيام التي صرفها للتقريب بين المذاهب والحث على المصالحة السنيّة الشيعية، فإن المشهد الدرامي يستكمل فصوله.
الأكثر تعقلاً من بين جميع المشاركين في حفلة الردح الواسعة على صفحات الشبكة العنكبوتية، كانت لهم مقاربة أخرى ... سعوا من خلالها إلى “إيجاد العذر لحماس والكتائب” ... تحدثوا عن “مرونة” و”مناورة” و”مراوغة” و”تكتيك” وعن “ضرورات تبيح المحظورات” وانتهوا إلى تفسيرات بأن قيادتي والكتائب حماس لا تعنيان ما قالتاه في برقيتاهما بالضبط، وأن في الأمر “تورية” و”تقية” وتمويه”، داعين إلى ترك هذه الموجة العاتية تمر بأقل قدر من الضجيج والخسائر ... لكأن “جماعة العقلاء أو الحكماء” هذه، تبيح وتفتي بجواز أن تظهر الحركة بخلاف ما تبطن، والمؤكد أنهم يراهنون على ما تبطنه الحركة وليس على ما تجاهر به.
الغريب في الأمر، أن هذا الجمهور يَظهَر من خلال تعليقاته كما لو كان منفصماً أو مصاباً بداء “الازدواجية القاتل”، بعضهم ممن امتهن الكتابة والبحث، سبق له وأن كتب مرات عديدة عن الحاجة لإبقاء البوصلة صوب فلسطين، مشدداً على ضرورة تفادي الانزلاق في حروب المحاور والخنادق المذهبية والإقليمية المتقابلة، بل ومؤكداً بما لا يدع مجالاً للشك، أن للشعب الفلسطيني وحركة حماس عدو واحد فقط: إسرائيل ... هذا الجمهور يعود اليوم لحكاية “ضرب الظالمين بالظالمين”، ويأخذ على حماس مجرد إرسال برقية تعزية بروتوكولية، ويتناولاً رمزاً من رموز أحد المحاور، قضىى ثلاثة عقود في سجون إسرائيل، بأقذع الصفات، مستكثرين عليه لقب “الشهيد”، وبعضهم آثر استخدام تعبير شديد الفجاجة والوقاحة: “فطيسة وماتت” إلى غير ما يشف عن كراهية بإيران وحزب الله وعداء عميق للشيعة.
نفهم أن يكون لجمهور حماس وبيئتها، وآخرون من دونهم، ملاحظات وانتقادات ومواقف رافضة ومنددة بالنظام السوري وحلفائه ... ونفهم أن تشتد القطيعة بين بيئة الحركة وبيئة حزب الله على سبيل المثال، لكننا لا نفهم أن يصل الأمر حد الدعاء والابتهال إلى الله، بأن يسخر إسرائيل لقتل كوادر حزب الله ومقاتليه والفتك بهم ... ألا تفتح مثل هذه الأقوال والابتهالات، الباب للاستقواء حتى بإسرائيل ضد “الآخر” في المذهب والموقف والإيديولوجيا، تماماً مثلما تدفع “المصالح” بحزب شقيق في تركيا أردوغان للاستقواء بـ” الناتو” ضد خصومه الجنوبيين ... ما الذي يبقى من معاني “المقاومة”، إن كانت غارات إسرائيل ضد أهداف لحزب الله، تستثير كل هذا التكبير والتهليل، وتستدر كل هذه الأدعية والابتهالات.
ثمة سيل من الأسئلة والتساؤلات المثيرة لقلق الباحث والمراقب في مشهد الأيام الثلاثة الأخيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر: ما الذي يدفع بيئة حماس وحاضنتها إلى هذا الدرك من الإسفاف؟ ... ومن المسؤول عن اتساع الفجوة بين الحركة وبيئتها حول هذه العناوين؟ ... وأيهما نصدق التصريحات والبرقيات العلنية للحركة، أم “تعبئتها الداخلية” التي تظهّرت وتكشفت في الأيام الأخيرة؟ ... هل تشعل هذه التعليقات الضؤ الأحمر في غرف القيادة والسيطرة في حماس و”الكتائب” أم أنها مجرد “زوبعة” في فنجان؟ ... هل “تسلّفت” الجماعة الإخوانية في غزة، كما تقترح بعض الدراسات والإبحاث أم أن المسألة مجرد ردة فعل عاطفية عابرة؟ .... وهل سنصدق بعد كل ما رأينا وقرأنا، أن ليس “للسلفية الجهادية” حواضن في قطاع غزة؟
ما الذي يجمع بوتين مع دونالد ترامب؟
ياسر الزعاترة عن الدستور الأردنية
في ذروة الهجوم الأميركي والغربي من مختلف الأوساط السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية على مرشح الرئاسة الأميركي دونالد ترامب، جاءه المديح الجميل من الرئيس الروسي بوتين، الذي اعتبره “المرّشح الأفضل دون منازع في السباق الرئاسي”. بوتين وصف ترامب بأنه “رجل لامع وموهوب من دون أدنى شك”، مضيفا: “لقد قال ترامب إنه يأمل بمستوى جديد من العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، فكيف لا نرحب بهذا؟ أكيد سنرحب به”. ترامب بدوره رد التحية بمثلها، حيث قال، إن “تلقي مجاملات من رجل يحظى باحترام في وطنه، وفي الخارج أيضا هو دائما شرف كبير”، مضيفا، “عندي شعور دائم بأنه يجب على الولايات المتحدة وروسيا التعاون في مكافحة الإرهاب وإحلال السلام، ناهيك عن التجارة وغيرها من الفوائد التي نحصل عليها من الاحترام المتبادل”. كان بوسع بوتين أن يؤجل هذا المديح لترامب ريثما تنجلي ضجة الهجوم على تصريحاته المناهضة للمسلمين، وكان الأفضل أن يفعل ذلك إذا تم النظر إلى الأمر من الزوايا السياسية والدبلوماسية، لكن المشاعر الحقيقية ما لبثت أن فرضت نفسها هنا، فقال الرجل ما قال، مع العلم أننا نتحدث عن زعيم لديه 14 في المئة من سكان بلاده من المسلمين، ويستحقون منه أن يجاملهم، فلا يكيل المديح لرجل يهجوهم، فضلا عن فضائه الإسلامي في آسيا الوسطى، وحتى لو لم نضف إلى ذلك كله مشاعر مليار وربع المليار من المسلمين (تجاوزنا عن الشيعة الذي يراه أغلبهم حليفا عظيما تبعا للولي الفقيه في إيران، مع شديد الأسف بالطبع). نعم، كان بوسعه أن لا يفعل ذلك، لا سيما أن أحدا لا يقول: إن فرص ترامب في أن يغدو رئيسا كبيرة، حتى لو حصل على ترشيح الحزب الجمهوري، مع أن وجود تلك الفرصة لا تضطر بوتين إلى هذا الموقف المحرج، لكن واقع الحال أن مشاعره غلبته، ولم يكن بوسعه غير الاحتفال برجل التقى معه في مسألة أساسية هي الحرب على المسلمين، فضلا عن اللقاء في مواقف أخرى تتعلق بسوريا وما تسمى الحرب على الإرهاب. من الصعب على المحلل السياسي أن يتجاوز الأبعاد الشخصية للزعماء في صناعة السياسة، لا سيما في الدول الدكتاتورية، أو الأخرى ذات الديمقراطية الهشة، كما روسيا، بينما يتراجع الأمر في الديمقراطيات الراسخة التي تتحدد فيها السياسية غالبا من قبل مؤسسات الدولة العميقة، فيما يتراجع التأثير الشخصي للزعماء، بخاصة أن الاستراتيجيات الكبرى هي موضع اتفاق غالبا ولا تخضع لأهواء الزعماء المنتخبين. في روسيا نحن إزاء دولة من العالم الثالث في ما يتعلق بنمط الحكم، فالرجل هو دكتاتور من الناحية العملية، حتى لو جاء عبر آليات ديمقراطية، ومن يراه كيف يسحق معارضية، فضلا عن اللعبة التي صاغها مع دميته ميدفيدف يدرك ذلك. البعد الشخصي الذي نتحدث عنه هنا يتعلق بمشاعر بوتين حيال المسلمين، بخاصة الغالبية السنيّة منهم، وهي مشاعر لم يعد بالإمكان إخفاءها، بل هي حاضرة في مجمل سياساته حيال المنطقة، وتحالفه ضد أي أحد يكره الإسلاميين، بصرف النظر عن الموقف منه، ونتذكر مثلا موقفه من الثورة المصرية رغم أنها كانت ضد “عميل أمريكي” وفق التصنيف المعروف، فضلا عن تونس، بل حتى القذافي الذي كان عشية الإطاحة به ذهب نحو تفاهمات واسعة مع أميركا والغرب. هذا الرجل (أعني بوتين) لديه عقدة مرضية حيال الإسلام والمسلمين، وهي توجه سياساته على نحو ربما يتفوق على المصالح الاستراتيجية بمفهومها التقليدي، ومن يرَ كيف تتناقض هذه السياسة مع مصالح روسيا الداخلية، وفي حديقتها الخلفية، وفي العلاقة مع غالبية الأمة الإسلامية يدرك ذلك، وليس صحيحا أن قاعدة عسكرية في سوريا، بل حتى سيطرة على كل البلد تساوي العلاقة مع غالبية المسلمين، فضلا عن أن يكون ذلك محض وهم، لأن سوريا لن تكون له ولا لإيران مهما طالت الحرب.
هذا رجل مصاب بهذا الهوس ضد المسلمين، معطوفا على غرور القوة والغطرسة، وهو أقرب إلى شخصية بوش، والأخير أقرب إلى ترامب، ومن هنا كان اللقاء، لكن النتيجة ربما تتقارب، فكما فشل بوش عندما أعلنها حربا صليبية علينا، سيفشل الأخير بعدما أعلنها حربا صليبية أيضا، ولكن براية أرثوذكسية، وليس بروتستانتية كما بوش.
هل سيرسل الأردن قواته لمحاربة داعش براً؟!
ماهر ابو طير عن الدستور الأردنية
اكثر من شخصية اميركية، اقترحت ارسال قوات اردنية الى جنوب سورية لمحاربة داعش، وهؤلاء يقترحون من بعيد، ويعرفون مسبقا ان الكلفة على غيرهم.
آخر هؤلاء كان السيناتورالجمهوري، راندبول، المرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية الذي اقترح ارسال قوات برية اردنية وسعودية وكويتية لهزيمة تنظيم «داعش».
بول اضاف في مقابلة لـ»سيانان» ان السبيل الوحيد للانتصارعلى تنظيم «داعش،» هو بقوات برية من المسلمين السنة.
السيناتور قام بتحديد مذهب المقاتلين باعتبار ان على السنة خلع شوكهم بايديهم، باعتبار ان «داعش» تنظيم سني، ويعمل بين اوساط المسلمين السنة.
المثير في هذه الافكار دائما، انها تتجنب الكلفة، ولو اقترح السيناتور ارسال قوات عربية واجنبية بما فيها قوات اميركية للاشتباك برا، لكان الامر اكثر عدالة او تصديقا، اذ لحظتها سوف تتوزع الكلف على العالم بشكل عادل، بدلا من توريط المنطقة فقط.
هذا فوق ان اقتراح التدخل البري ذاته، لغايات محاربة داعش، اقتراح جنوني، فالجيوش في العالم مدربة على كل انواع الحروب، لكن الحرب مع داعش امر مختلف تماما، يقترب من حروب العصابات، ولايمكن لاي جيش ان ينتصر برا، مالم يكن مدربا اولا لهكذا نوعية من الحروب، ومالم يكن الطيران قد طهر الارض بشكل مناسب.
ذات الاميركيين وفي اكثر من مناسبة يحاولون ترسيخ الحرب المذهبية، بوسائل مختلفة، فيقال للعراقيين الشيعة، ان هذا تنظيم ارهابي سني وعليكم محاربته، ويقال لبقية العرب ايضا ان هذا التنظيم سني محسوب عليكم، وعليكم التخلص منه، وبينهما يتم اذكاء الحرب المذهبية في المنطقة، من اجل الوصول الى فصل المكونات عن بعضها البعض على اساس ديني ومذهبي وطائفي وعرقي.
لو كانت واشنطن تريد انهاء داعش حقا، لمنعت منذ سنين تدفق السلاح الى سورية، ولمنعت اطراف محددة من تمويل الجماعات المقاتلة ماليا ولمنعت الدعم العسكري.
لكنها الازدواجية الاميركية، يتركون التنظيمات لتتكاثر لمحاربة نظام الاسد، ثم يتركون السلاح ليتدفق للتنظيمات، ويسمحون للسلاح بالتدفق لذات نظام الاسد، ويتركون النار لتشب اكثر، بين الجميع، فيما الفاتورة النهائية تتنزل على الشعب السوري وبنية الدولة السورية، وهذا هو المطلوب، اي شطب سورية الدولة عن الخارطة.
اذا كان هناك تدخل بري اردني سيحدث، فليس من اجل محاربة داعش، لكن من المقبول ان يكون فقط في حال تشظي بنية الدولة السورية، وتحقق التقسيم قهرا لاي سبب كان،ولحظتها يصير تدخل الاردن برا معقولا وممكنا، لغايات كثيرة اهمها صيانة الاردن من الاخطار التي قد تتدفق بأتجاه حدوده، ولغايات انقاذ مكونات سورية محددة.
كل مرشح للانتخابات الاميركية، وكل مسؤول اميركي يخرج علينا كل فترة بوصفات، اقل مايقال فيها، انها وصفات تعبر عن سذاجة سياسية، فلماذا يرسل الاردن او غيره من دول عربية جنوده حاليا لمحاربة داعش، والتضرر نيابة عن العالم الذي يريد انهاء داعش؟!.
الاولى اذن ان يبادر الاميركيون بإعلان نيتهم الرسمية ارسال جنود اميركيين للتدخل البري، ولحظتها تبدو الفكرة قابلة للنقاش، وللشراكة مع جيوش ودول اخرى.
يأتي اعلان السيناتور في توقيت تشكل فيه تحالف عربي اسلامي لمحاربة الارهاب وهذا التحالف حتى الان لم يتحدث عن نيته الدخول برا الى سورية، ويقال هذا الكلام حتى لايتم الربط بين التسريبات الاميركية وبوصلة التحالف التي سنراها عما قريب.
في كل الحالات يبدو العام المقبل، عاما لتكسير عظام المنطقة، بعد كل ماشهدناه، وهو عام صعب تشي اطلالته، بما هو اصعب.
على الاغلب الاردن لن يرسل قواته منفردا لمحاربة داعش، ولن نرى قواتنا في سورية الا في احدى حالتين، الاولى ضمن قوات عربية واسلامية ودولية تدخل لمحاربة داعش، او في سياق استيعاب نتائج التقسيم والتشظية اذا وقعت نهاية المطاف.
ورحل سمير قنطار..عاشق فلسطين
جهاد المنسي عن الغد الأردنية
هو سيد الأسرى وعميدهم، وهو المناضل الصنديد، وشيخ الشامخين المعتزين بمقاومتهم، والرافض لسايكس بيكو، والعربي اللبناني الدرزي عاشق فلسطين، الذي قال عند إطلاق سراحه من معتقلات الاحتلال الاسرائيلي: "ما خرجت من فلسطين الا لأعود إليها"، إنه الشهيد سمير قنطار.
ولأنه عنوان المقاومة، ترصّد الكيان، وربما عملاؤه، لقنطار في جرمانا السورية القريبة من هضبة الجولان، وأطلقوا عليه صواريخ غادرة أدت لاستشهاده.
اذن، الكيان الصهيوني أو أعوانه، يغتال قنطار بعد 7 سنوات من تحرره من سجون المحتل، التي قضى فيها 29 عاما، إثر قيادته العام 1979 لعملية نضالية في نهاريا الفلسطينية، فلماذا قنطار بالذات؟! ولماذا الاستهداف إذن؟!
الجواب، لأن قنطار لم يختر جرمانا السورية للسكن أو الراحة، وإنما اختارها لأنها النقطة الأقرب لهضبة الجولان المحتلة، بالتالي إلى فلسطين، فعمل على إنشاء خلايا مقاومة هناك، ولأن الكيان الصهيوني يعرف ماذا كان يفعل قنطار، ويعرف قوة شكيمته وصبره، ويعرف أن قنطار الشهيد، أعلن أن في الجولان المحتل ستولد مقاومة شعبية، ترفض الاحتلال الصهيوني، وتقاومه، فقد ترصّد له المرة تلو الأخرى، حتى نجح في اغتياله.
كانت جرمانا بالنسبة لقنطار قاعدة خلفية للعمل المقاوم، فتم استهداف الكيان الصهيوني من قبل المقاومة في الجولان، اكثر من مرة بصواريخ كاتيوشا خلال العام 2014، وقت ذاك اتخذ الكيان قراره غير المعلن باستهداف أي مقاومة ناشئة في جبهة الجولان، فزاد من وتيرة دعمه للجماعات الإرهابية التكفيرية، لجهة دعم سيطرة تلك الجماعات على أوسع مساحة من الشريط الحدودي مع الجولان، لتكون حاجز صد أماميا له، فظهر الدعم الصهيوني لتلك الجماعات للعلن، وتعددت أشكاله من الحصول على ذخيرة إلى علاج جرحاهم.
ولأن الشهيد سمير قنطار لم يغير بوصلته، وجعلها دوما متجهة إلى حيث يكون الاحتلال الصهيوني، فقد ذهب صوبها، مناضلا عندما كان عمره 17 عاما، ومن ثم مقاوما، وأخيرا شهيدا في الثانية والخمسين من عمره، اغتاله الكيان الصهويني أو عملاؤه.
ولكي يعرف بعض المغرّر بهم، من هو قنطار، علينا أن نقول لاولئك، إن قنطار هو من خاطب الشباب في وصيته قائلا: "أيها الشباب... أنا قاتلت عدوي وعدوكم.. واليوم أدرك أكثر من أي يوم مضى أنني كنت على صواب.. وأنني عشت ممسكا باليقين، وأن اليقين سكن قلبي منذ أن عبرت إلى فلسطين.. ويقيني أن كل مآسي هذا الشرق جاءت من لحظة الاستيلاء على فلسطين.. فكل ماعشناه حتى اليوم، وكل ماستعيشه الأجيال كان سببه هذا الكيان المسمى اسرائيل، المزروع كالرمح في قلب الشرق.. ولن يرتاح هذا الشرق إلا باقتلاع الرمح من القلب.. فاقتلعوه، وإن كان ألم الاجتثاث شديدا.. واقتلعوه وإن كان نزف الجرح فوّارا كفم نهر عظيم، يهوي من أعالي الجبال".
من خلال تلك الكلمات عبّر الشهيد قنطار عن يقينه وقناعاته بخطر الكيان الصهيوني، وحدد بوصلته التي ما توجهت يوما إلا الى فلسطين، فيما تاهت بوصلات غيره وتغيّرت، فأصبحت بوصلتهم تشير يوما الى العراق، ويوما الى دمشق، ويوما الى اليمن، ويوما الى بيروت، وتناسوا فلسطين وخطر الكيان الصهيوني، فيما لم ينسَ قنطار، كما المقاومة، التي آمن بها، فلسطين يوما.
لا أعتقد أن الكلمات يمكن أن تفي حقَّ من دفع 29 عاما من عمره في سجون الاحتلال، لأنه آمن بعدالة القضية الفلسطينية، وبايع نفسه، لكي يكون شهيدا، فداء لذاك الحق، فسمير قنطار، شاء من شاء وأبى من أبى، عميد الأسرى، وابن المقاومة، ورأس حربتها، وسيبقى عنوانا عروبيا حاضرا في نفوسنا ونفوس أطفالنا.
فيا أيها المناضل الثائر العروبي المقاوم، يا عاشق فلسطين، لك الرحمة، ولروحك السكون، ولبوصلتك، التي لم تبدل تبديلا، ألف تحية وسلام.
"حماس" وسويسرا وعباس في المفاوضات التركية-الإسرائيلية
د.أحمد جميل عزم عن الغد الأردنية
تزامن الأنباء عن مفاوضات ومسودة اتفاق تركية-إسرائيلية، مع لقاءات يقوم بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في أنقرة، هو أمر مفهوم ومتوقع، حتى من دون عامل التوتر الروسي مع الأتراك. لكن هذا التزامن يصبح متوقعا أكثر بسبب هذا التوتر، ويصبح مفهوما أكثر عندما نعلم أن سويسرا هي التي تحتضن المفاوضات السرية التركية-الإسرائيلية، كما تكشف الصحف الإسرائيلية.
يمكن الآن تجميع وتلخيص الأنباء التي يؤكدها مسؤولون إسرائيليون وأتراك، وتوردها الصحف، كما يلي: هناك أنباء أُعلن عنها الخميس الماضي تتحدث عن مفاوضات تركية-إسرائيلية، حققت تقدماً لتطبيع العلاقة بين البلدين (علما أنّه لا يوجد فعليا أي قطيعة حقيقية، خصوصاً في مجالات الاقتصاد والحديث في الأطر الدولية)؛ وهناك مسودات لاتفاق ممكن بين الجانبين. ثم ذهب خالد مشعل للقاء المسؤولين الأتراك، والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو، والمفاوضات تجري بدور سويسري.
والدور السويسري مهم، لأنّه استمرار لمبادرات تقدمها سويسرا منذ أعوام للتوصل إلى تفاهمات في قطاع غزة؛ سواء على صعيد المصالحة الفلسطينية (وتساهم في هندستها شخصيات فلسطينية مستقلة ومنظمات مجتمع مدني (NGOs))، أو على صعيد التوصل إلى تفاهم بين "حماس" والإسرائيليين. وهي جهود ومبادرات يقر بوجودها جميع الأطراف، بما فيها حركة "حماس"، وهي ليست بعيدة جداً أيضاً عن جهد قام به رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لمحاولة التوصل لاتفاق بين "حماس" والإسرائيليين.
هناك ثلاثة مطالب تركية، على الأقل، تمس الشأن الفلسطيني، ومطلب رابع واحد على الأقل، يتعلق بالغاز المكتشف في البحر الأبيض المتوسط. والمطالب التي تمس الشأن الفلسطيني، تتعلق بالاعتذار الإسرائيلي عن التعرض لأتراك في حادثة سفينة مرمرة العام 2010، وقد اعتذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العام 2010. ومطلب ثانٍ يتعلق بتعويضات للعائلات التركية المتضررة في الحادث، وهناك اتفاق تحقق حول ذلك (بانتظار التنفيذ عند التوصل لاتفاق نهائي)، كما هناك موضوع رفع الحصار عن قطاع غزة، وهذه نقطة الخلاف. وطبعاً، يبقى أيضاً التوصل إلى تفاهم بشأن استغلال الغاز المكتشف في البحر الأبيض المتوسط، والذي تطالب تركيا بحصة للجزء التركي من قبرص فيه.
ولم يتم التوصل لاتفاق بشأن رفع الحصار، لأنّ لدى الإسرائيليين مطالب أمنية كبيرة، ولأنّه يستبعد أن توافق "حماس" على التوصل لاتفاق علني رسمي، من دون موافقة فلسطينية شاملة رسمية. ولكن هناك تفاهم تركي-إسرائيلي على ما يبدو، لتخفيف غير رسمي للحصار، مقابل السير جزئياً في تطبيع العلاقات. والأنباء تدور مثلا عن مساعدات تركية تصل إلى غزة عن طريق "الموانئ الإسرائيلية".
إذن، يمكن رؤية المشهد التركي الإسرائيلي في سياق مشهد أوسع، فيه سويسرا وحركة "حماس". ويمكن التخمين أنّه يجري الحديث عن تفاهمات بالوكالة، تقوم بها أنقرة، المعنية بأنّ تضمن خطوطا بديلة اقتصاديا وسياسياً ودبلوماسياً إذا استمر التوتر مع الروس، بما في ذلك العودة لتمتين العلاقة مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتخفيف حدة التوتر مع الإسرائيليين، وطبعاً تمتين العلاقة مع دول الخليج العربية، ولاسيما السعودية، فضلا عن التفاهم مع اليونان وقبرص والإسرائيليين، ولاحقا مع لبنان والفلسطينيين بشأن الغاز. وبالتالي، هناك سيناريو تفاهمات تركية-إسرائيلية مرحلية، بعلم حركة "حماس"، وربما بنوع من التنسيق في بعض الملفات، بانتظار نضوج ظرف إقليمي موات لشيء أكبر. ومن هنا يمكن استبعاد شيء أكبر من مجرد تفاهمات آنية محدودة، واستبعاد الوصول حد رفع حصار، إلا إذا رأينا أيضاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يدخل على الخط ويجري الاتصال به، لتسويق ترتيب إقليمي أوسع.
التفاهمات المرحلية ستكون في جوهرها تنازلا تركياً يتم تسويقه ببعض "التسهيلات" والتخفيف للحصار في غزة، مع المزيد من الترتيبات في وقف إطلاق النار بين القطاع والإسرائيليين، وغالباً ستكون تفاهمات شفوية غير رسمية.
المفارقة في المشهد الحالي أن الإسرائيليين يستفيدون من كل التطورات؛ فبموازاة التوتر التركي-الروسي، هناك تمتين للعلاقات وتفاهمات مع الروس. وبموازاة ذات التوتر، هناك تفاهمات واحتمال اتفاقيات وتطبيع مع الأتراك. وكل هذا وسط حالة الغياب العربي، والإهمال الكبير للشأن الفلسطيني.


رد مع اقتباس