في هــــــــــــذا الملف:
تحسبات إسرائيلية!
بقلم: طارق مصاروة عن الرأي الأردنية
ملاك السلام وشياطين الحرب!
بقلم: حلمي الأسمر عن الدستور الأردنية
مناقشة للمشروع النهضوي
بقلم: فايز رشيد عن الخليج الاماراتية
1981 فاجأت إسرائيل أميركا وستفاجئها في إيران!
بقلم: سركيس نعوم عن النهار اللبنانية
تحسبات إسرائيلية!
بقلم: طارق مصاروة عن الرأي الأردنية
تتحسب «الجيروزاليم بوست» وهي الاقرب الى وزارة الخارجية الاسرائيلية، من تداعيات الوضع الدولي وتأثيراته على اسرائيل.. خاصة وان تشكيلة الحكومة الاسرائيلية الجديدة لا تشجع على الامل بامكانية ايجاد حل للصراع.. او استئناف المفاوضات.
اخطر ما لاحظته الصحيفة توقيع الفاتيكان الدولة اتفاقية وضع الاماكن الدينية وممتلكاتها في الارض المقدسة، وهي اتفاقية حسب الكونكوردات، تشكل اعترافاً مباشراً بالدولة الفلسطينية، ولعل احتفالية الفاتيكان بالضيف محمود عباس يشكل جزءاً من هذا الاعتراف.. وهو يأتي في وقت تحتفل فيه الكنيسة الكاثوليكية بتطويب قديستين فلسطينيتين احداهما ماري غطاس من القدس المتوفية عام 1927 وهي منشئة رهبانية «الوردية» المتواجدة مدارسها بكثافة في الاردن وفلسطين ولبنان وبعض دول الخليج العربي.
الملاحظة الثانية اقتراب فرنسا من تقديم مشروع قرار الى مجلس الامن - بالتعاون مع الاردن - ينص على اعتراف المنظمة الدولية بالدولة الفلسطينية، وهو المشروع الذي ينهي عملياً الاحتلال العسكري الاسرائيلي، وانهاء دولة اسرائيل الكبرى بالاستيطان، وبمصادرة الأرض، وبسياسات العنصرية الصهيونية، والخوف الاكبر هو الموقف الاميركي من عملية التصويت ويكفي التصويت بالامتناع، لاقرار مجلس الامن بالاجماع على عضوية فلسطين الدولة في الامم المتحدة، وهذا يحصر القضية الفلسطينية في اجراءات رفع الاحتلال دون مفاوضات تعجيزية.
الملاحظة الثالثة هي الموقف الاوروبي وشيوع تصويت البرلمانات ولو انه غير ملزم في هذه المرحلة، لكن سلاح المقاطعة الاكاديمية، ومقاطعة منتجات المستوطنات له مؤشرات خطيرة ويمكن ان يتحول الى مقاطعة اوسع، رغم بعض المواقف الشاذة التي تفرّق بين التسلح الاسرائيلي المتنامي وبين انصياع اسرائيل للقانون الدولي، فالمانيا ما تزال تسلّح البحرية الاسرائيلية بعد الغواصات الثلاث الحاملة لصواريخ بولاريس بمدمرات وحاملات اسلحة موجهة عالية التقنية بخصم 30% من ثمنها وذلك في باب.. الشعور بالذنب.
ان حكومة نتنياهو تتحسّب، وتحاول اخذ المواقف القديمة التي تحتقر الرأي العام الدولي، وتفعل ما تشاء اعتماداً على ولايات متحدة ترفع الفيتو باشارة من اصبع اسرائيل، وعلى اوروبا شاهدة معسكرات الابادة وصانعتها.
كان نتنياهو يتعجرف على اتجاهات محمود عباس في حمل القضية الفلسطينية الى العالم، وجعلها قضية احتلال وضمير، لكن نتنياهو الآن يرى ان اتجاهات عباس تحرز تقدماً مذهلاً، فلا احد في هذا العالم ينكر على الفلسطينيين حق تقرير المصير، ولا احد يقبل بالاحتلال العسكري كحل لقضية شعب يرفض الاحتلال.
ملاك السلام وشياطين الحرب!
بقلم: حلمي الأسمر عن الدستور الأردنية
[IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image006.gif[/IMG]
خلع البابا فرنسيس على «الرئيس الفلسطيني» محمود عباس، لقب «ملاك للسلام»، ومنحه قلادة ترمز إلى «ملاك السلام» ، قائلا «إن من المناسب (إهدائك هذه القلادة) لأنك ملاك للسلام». الفاتيكان كان اعترف رسميا قبل أيام بالدولة الفلسطينية، ومن المنتظر أن يوقع الطرفان معاهدة بهذا الخصوص!
لا اعتراض على هذه «البركة» التي يمنحها البابا للرئيس، بلا رئاسة، ولا أرض، ولا سلطة، ولا اعتراض على اعترافه بدولة غير موجودة إلا على الورق، فالدولة الفلسطينية قائمة في نفوس أصحابها، ولم تزل تقيم في وجدانهم، ولم تمت في أي لحظة كانت، وإحياؤهم ذكرى نكبتهم ونكستهم، تعبير لا تخطئه العين والقلب، أن فلسطين لم تمت، ولن تموت، بل سأجازف بالقول، أن من بدأ بالموت التدرجي والتآكل، تلك الفكرة الصهيونية التي قامت على أساسها مملكة إسرائيل الثالثة، ومن يحفر جيدا في التغيرات التي بدأت تضرب هذه المملكة في عمق بنيتها، يدرك أنها تعاني من أعراض الشيخوخة المبكرة منذ سنوات خلت، وتزداد الأعراض ظهورا، واستفحالا كل عام، وأن مخزون القوة الهائلة التي تخزنها كل يوم، لن يزيد في عمرها، فهي كمن يحارب جيشا من النمل العنيد المنتشر في جميع أرجاء الجسد، بسلاح رشاش فتاك!
عباس رئيس بلا رئاسة فعلية، فقد سمعته غير مرة يقول، أنه بحاجة لإذن الاحتلال المباشر للانتقال من مكان لآخر، يعني لا رئيس ولا دولة ولا ما يحزنون، (للعلم انتهت ولايته دستوريا كرئيس في 9 يناير/ شباط 2009 ) رغم أن عدد من «اعترف» بهذه الدولة الوهمية، يقال أنه يفوق عدد من يعترفون بمملكة إسرائيل، ومع هذا، جعل خياره الوحيد في استخلاص «حقه» وحق شعبه: التفاوض فقط، ولا شيء غيره، وأنا أعلم يقينا أنه يعلم أن هذا الطريق الذي سلكه لن يفضي إلى ما يريد، خاصة بعد ما يزيد عن عقدين من سنين طحن الماء، فما الذي يجعل هذا «الشيخ» الطاعن في الخبرة والسنين، مصرا على الإيمان بما لم يعد يؤمن به أحد؟
عباس، ملاك سلام، وسط غابة من شياطين الحرب، فهو يعيش على أسنة حراب الاحتلال، الذي لم يكد يبقي قطعة أرض فلسطينية صالحة للحياة الحقيقية، فماذا تفيده هذه «الملائكية» وعدوه وعدونا يزداد كل يوم توحشا ويمينية وتطرفا وجنونا وشيطنة؟ يقول أنه لا خيار أمامه غير هذا، ونحن نقول، وهو يعرف قبلنا، أن ثمة خيارات كثيرة، ولكنه لا يريد، أو هو خائف من «تردي» الحال أكثر، فهل ثمة تردٍّ أكثر مما تردى إليه الحال؟
أذكر، من أقوال «ملاك السلام» المأثورة لرجال مخابراته: وأقول للمخابرات أي واحد بشوف أي واحد حامل صاروخ يضربه يقتله يطخه منيح هيك آه منيح يا فخامة الرئيس، رغم أن تلك الصواريخ «الخردة» كما وصفتها، هي ما أبقت عليك «رئيسا» حتى الآن، ولولاها لما كان ثمة «سلطة» أصلا، فتلك الصواريخ هي من تعطيك «أهمية» عندهم، ولو لم تكن تلك الصواريخ، لما كنت!
يا ملاك السلام، إن لم تشأ أن تواجه شياطين الحرب الملعونين، فهذا شأنك، ولكن أترك من يريد أن يستنقذ لك حقك وحق شعبك يعمل، وكف أيدي «شياطينك» عنهم!
مناقشة للمشروع النهضوي
[IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image007.gif[/IMG]
بقلم: فايز رشيد عن الخليج الاماراتية
كتب الصديق العزيز د. يوسف مكي ثلاثة مقالات مهمة في «الخليج»، حول راهنية المشروع، وأين نقف منه الآن، وما هي معيقاته (الثلاثاء 12 مايو/أيار الحالي). أود هنا المساهمة البسيطة في تسليط الضوء ومناقشة مسألة المشروع النهضوي العربي والحاجة إلى تأصيلها وتحليها، ومع التقدير لما أنجزه «مركز دراسات الوحدة العربية» حول هذا المشروع، فإن الحقائق تفرض ذاتها، ومنها: أولاً، سيظل التحرر القومي العربي منقوصاً في ظل الوجود الصهيوني.
ثانياً: إن قوانا الوطنية والقومية العربية واليسارية الديمقراطية أميل إلى إلقاء تبعات الفشل في النهوض على «نظرية المؤامرة» من دون تحميل الذات أي مسؤوليات سوى البسيط منها.
ثالثاً: إن هذه القوى مجتمعة باتت في طريقها نحو الغرق في مستنقع «القطرية البغيضة» التي أريد لشعوب الأمة العربية الغوص فيها.
رابعاً: افتقاد التنسيق بين كافة الأحزاب والقوى على صعيد القطر.
فضلاً عن المستوى القومي.
خامساً: إن بيانات الاجتماعات التي تتم لبحث «إشكاليات المشروع» هي كلاسيكية وتضع أهدافاً عامة فقط، من دون إلباسها على هياكل تحملها وتترجمها واقعاً على الأرض..
ذلك بالطبع لنمطية هذه الاجتماعات شكلاً ومضموناً، فأسماء الحضور أشبه ب«المقدسة» و«الثابتة»، من دون الحرص على الاعتراف بأية كفاءات شابة جديدة أو دعوتها للحضور.
لذا فإن النتيجة ستذوب حتماً في ذات النهج النمطي.
سادساً: هناك مقولة فلسفية تقول بما معناه «إذا أردت إفشال مشروع..
فصُغه بكلمات عامة واجعل أهدافه كبيرة، وعامة أيضاً، فلن تجري المحاسبة على تقصيراته»، والمقصود القول: إن الأهداف الكبيرة الخارجة عن نطاق تطبيقها واقعاً عملياً على الأرض يترتب أن تُستبدل بأخرى صغيرة (تصب في النهاية في مجرى الهدف الكبير على قاعدة المقولة الفلسفية: التراكمات الصغيرة تؤدي إلى التحول النوعي)، ولكن مع سمة القدرة على تطبيقها..
هذه أبرز أسباب الفشل، وبالطبع هناك أسباب أخرى فالموضوع بحاجة إلى بحث وليس إلى مقالة.
إن مطلق عربي في الوطن الممتد من المحيط إلى الخليج، يدرك الحالة الرديئة التي يمر بها العالم العربي في هذه المرحلة التاريخية من حياة أمتنا، فمن التعرض للمؤامرة الصهيو-أمريكية لإنشاء الشرق الأوسط الجديد (الكبير)، مروراً بالصراعات المذهبية والطائفية والإثنية في العديد من دول عربية، والصراعات السياسية، وصولاً إلى الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على الفلسطينيين وعلى سوريا و لبنان وغيرهم، والإمكانية الفعلية لإعادة انتاج العدوان، وسط التهديدات الصهيونية وما سيعنيه ذلك من زيادة لحدة التوتر في المنطقة.
وبالطبع، فإن هذه الحالة العربية فرضت تحولاً في أنماط الصراع، من الشكل المفترض توجيهه ضد العدوان الخارجي وركيزته الصهيونية، إلى الشكل الداخلي، الذي يُمعن في المزيد من التمزيق في الجسد العربي، الذي أصبح مثخناً بالجراح.
بالمقابل، وعلى صعيد المجابهة، فباستثناء حالات المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق، وبغض النظر عن حجم الإنجازات التي استطاعت تحقيقها، والتي وصلت في الحالة اللبنانية إلى تحقيق انتصار مهم في العام 2000 من خلال تحرير الأرض من دون قيد أو شرط، ففي الحالة الفلسطينية فإن الانقسام السياسي والجغرافي الحقيقي ونهج السلطة وهدنة حماس أدى إلى تراجع المشروع الوطني الفلسطيني عقوداً إلى الوراء، وبالتالي على عموم المشروع القومي العربي الذي راهن كثيرا على أحداث تغييرات من خلال ما يسمى «الربيع العربي» والتي تمت مصادرتها أمريكياً بالتحالف مع قوى تحمل مسميات إسلامية جراء عجز القوى الوطنية والقومية والديمقراطية اليسارية عن أخذ دور الريادة في تصدر الحركة الجماهيرية.
وعلى صعيد النظام الرسمي العربي، فإن مهمته الأساسية تتمثل في هاجس الحفاظ على الذات، يتبين ذلك من عدم استجابته لحقائق العصر، والتي من أبرزها: أن هذه المرحلة هي عصر التجمعات الإقليمية على الصعيدين الجيوسياسي والاقتصادي، في محاولة التأثير في الحدث، ليس دولياً فقط، وإنما بالضرورة، الذي يطال أيضاً النظام العربي نفسه، كمثل مطالبته على سبيل المثال لا الحصر، بتحقيق الديمقراطية، وبناء الإنجازات للمتطلبات العولمية في مختلف المناحي في بلدانه.
وعلى الصعيد الشعبي العربي الذي تأثر حكماً بالأحداث التي تمرّ بها المنطقة، فإن من الواضح أنها ليست بالأحسن حالاً، إن من حيث الشرخ في العلاقة بين الشعوب العربية الذي يتعمق يوماً بعد يوم، أو من حيث الأدوات الجماهيرية: قوى وأحزاب، نقابات، اتحادات، مؤسسات جماهيرية أخرى، وغيرها، وغيرها..
التأسيس لمستقبل يكون قوياً، ثابتاً وراسخاً في مفاهيمه الوطنية والقومية، مهما تعرض للتأثيرات العدوانية والمؤامرات، التي قد تتخذ أشكالاً داخلية أخرى في استهدافاتها العديدة والبعيدة المدى.
ولن يتم تجاوز عقبات وإشكاليات وصراعات المرحلة، إلاّ من خلال إطلاق المشروع النهضوي العربي وفي المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والعسكرية.
مشروع نهضوي يأخذ في الاعتبار الجوانب السلبية وعوامل الفشل للمشاريع النهضوية السابقة كافة، ولا يقف عند التحديد النظري للأسس، وإنما يدخل في آليات تحقيق بنوده واقعاً فعلياً ملموساً.
مشروع جمعي عربي ينطلق من قاعدة الهرم، أي من الجماهير الشعبية، وليس من البنى الفوقية، التي تُبقي قراراتها وتصوراتها للعمل الجماعي العربي المشترك في أدراج خزائن المؤسسات الرسمية المختصة.
مشروع يهدف إلى تجديد الثقافة العربية المشتركة – تاريخاً وأصالةً وتراثاً وعوامل مشتركة أخرى.
مشروع يأخذ في الاعتبار المصلحة القطرية للدولة، على قاعدة المصالح القومية..
لما في ذلك من روابط عضوية وعلاقات جدلية بين المسألتين، بعد أن ثبت بالملموس عقم إمكانية تحقيق التقدّم القُطري بعيداً عن الاستناد إلى القاعدة القومية.
مشروع نهضوي عربي، يأخذ الاعتبار المتغيرات الدولية عالمياً، والحقائق الاقتصادية الجديدة في ظل العولمة المطروحة، ليس من زاوية الاستجابة لمتطلباتها وشروطها واملاءاتها، وإنما يأخذ منها عناصرها التقدمية الإيجابية، التي لا تتناقض مع الواقع العربي.
ومن أجل إنجاح هذا المشروع، فإن حتمية ارتباطه بالفضاء الواسع من الحرية والديمقراطية والإنسانوية تصبح حاجةً ضرورية، كإحدى اشتراطات تطوره، ومن أجل استيعاب الأقليات الإثنية المختلفة من غير العرب، كمواطنين متساوي الحقوق مع الآخرين في الدولة الواحدة، وكجماعات لها حقوق ثقافية اجتماعية خاصة بها، وصولاً إلى هوية موروثة تاريخية لها..
مشروع نهضوي يحمل هوية عربية باعتبارها تجلياً أميناً للقومية العربية، ذات الفضاء الأرحب، والتي تشكل أيضاً الوعي الذاتي لهذه القومية في مناحيها المختلفة، التاريخية، والثقافية، والإثنية.
1981 فاجأت إسرائيل أميركا وستفاجئها في إيران!
بقلم: سركيس نعوم عن النهار اللبنانية
[IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image008.gif[/IMG]
سألتُ، في بداية اللقاء الناشط اليهودي الأميركي الذي "مرَّ" على منظمات يهودية أميركية عدة بعضها مهمته الدفاع عن مصالح إسرائيل، عن الأوضاع الداخلية في الأخيرة، وعن انتخاباتها المرتقبة (حصلت وفاز فيها نتنياهو)، أجاب: "أتمنى أن يفوز نتنياهو وأرجِّح فوزه. لكن التكهُّن في أمور كهذه صعب في إسرائيل على رغم الاستطلاعات ونتائجها. آخر واحد منها أعطى تحالف ليفني – هرتزوغ أربعة مقاعد زيادة عن مقاعد منافسه "ليكود". لكن هذا لا يعني ان رئيس التحالف سيصبح رئيساً للحكومة. يختار رئيس الدولة زعيم الكتلة التي حصلت على أكبر عدد من المقاعد في الكنيست. لكن هذا قد يعجز عن تشكيل كتلة نيابية كبيرة أو تحالف نيابي واسع يحتل أعضاؤه الأكثرية في مجلس النواب.
وفي حال كهذه يعود رئيس الدولة الى المعسكر النيابي الآخر ويكلف واحداً من أعضائه تأليف الحكومة، هذا الأمر يدفعني إلى ترجيح بقاء نتنياهو رئيساً للحكومة لأن معسكر اليمين النيابي الذي يتزعمه هو الأكثر عدداً والأوسع شعبية. وهناك احتمال أن تؤثر أميركا في الانتخابات الإسرائيلية العامة مباشرة أو مداورة.
أيام الرئيس جورج بوش الأب حصل خلاف بينه وبين رئيس حكومة إسرائيل الليكودي إسحق شامير بسبب عملية السلام التي كان التحضير لانطلاقها من مدريد عام1991 جارياً. فحجب عنه ضمانات القروض التي بلغت قيمتها في ذلك الوقت نحو مليار دولار أميركي. تسبّب ذلك بسقوطه في الانتخابات وبفوز منافسه العمالي رابين. والعامل الذي جعل هذه النتيجة ممكنة كان حاجة الإسرائيليين إلى هذه الضمانات لتنفيذ مشروعات إسكانية وغيرها. يستطيع أوباما أن يفعل ذلك الآن".
كيف يرى الإسرائيليون وتحديداً نتنياهو واليمين المتطرِّف رئيسكم باراك أوباما؟ سألتُ. أجاب: "هناك حقد كبير عليه وغضب وحتى احتقار. إذ لا "يَمسِك" مع حلفائه وقت حاجتهم إليه. استراتيجيته يمكن وصفها أو التعبير عنها بالآتي: في إحدى القرى والبلدات يوجد وحش كبير وقبضاي كبير من أبنائها.
وتقوم سياسة القبضاي لدرء خطر الوحش على الاسترضاء واللين، وفي الوقت نفسه على التخلي عن حلفائه في القرية بل عن ابنائها كونهم مضموني الولاء له. أوباما يفعل ذلك مع إيران ويؤذي حليفة أميركا إسرائيل وكل حلفائها العرب. أيام الرئيس بوش الأب كان على طاولة مكتبه تمثال لتشرشل الزعيم البريطاني ورئيس الحكومة في أثناء الحرب العالمية الثانية. عندما دخل أوباما البيت الأبيض رئيساً أرسل هذا التمثال إلى متحف. وهذا دليل في رأيي على احتقاره للكبار". علّقتُ: قال نتنياهو في خطابه الأخير أمام الكونغرس الأميركي انه سيذهب وحده (أي إسرائيل) لمواجهة إيران إذا اضطر إلى ذلك، يعني هنا المواجهة العسكرية.
هل يستطيع أن ينفِّذ ضربة عسكرية ناجحة أم يضطر إلى توريط أميركا لكي تساعده على إكمالها وتلافي نتائجها السلبية على بلاده؟ أجاب: "عام1981 عندما توجهت طائرات الـ "إف16" الأميركية الصنع والتابعة لسلاح الجو الإسرائيلي إلى العراق وقصفت مفاعله النووي "أوزيراك"، تساءل الأميركيون عن أسباب نجاحهم وعن قدرتهم على جعل طائراتهم تنفِّذ المهمة وتعود إلى قواعدها من دون أن تحتاج إلى ملء خزاناتها بالوقود. والحقيقة أن ذلك فاجأهم. والآن سيتفاجأون ايضاً إذا قرر نتنياهو توجيه ضربة عسكرية إلى إيران. إسرائيل قادرة على النجاح في ضرب إيران".
سألتُ: هل ستسكت أميركا إذا ردّت إيران على إسرائيل؟ أجاب: "كيف تردّ؟ لا تستطيع أن تردّ إلا بعمليات اغتيال. وعلى أهمية هذه العمليات فإنها غير مهمة. إذ لا بد أن يُكتشف بعضها وينجح بعضها الآخر. لكن سؤالي لك هنا هو الآتي: إذا طلبت إيران من "حزب الله" اللبناني الردّ على إسرائيل بعد ضرب إيران لها هل يفعل"؟ أجبتُ: طبعاً يفعل. ردَّ: "ساعتها تقع الحرب. على كل أوباما مسؤول عن بقاء بشار الأسد في السلطة في سوريا. لولا بشار ما وُلِد تنظيم "داعش". وأوباما لم يضربه. كان يجب أن يُضعِف طيرانه الحربي وأن يدمِّره".
علّقتُ: الشعب الأميركي لم يعد يريد الاشتراك في حروب عسكرية خارج أرضه ولا سيما بعد حربي الرئيس جورج بوش الابن في أفغانستان ثم العراق. ويهود أميركا جزء منه. وقد انتُخِب أوباما رئيساً بسبب برنامجه إنهاء الحربين المذكورتين أو التورُّطين. وجُدِّد له بعد تنفيذه الانسحاب من العراق، والآن تلومونه على سياساته فقط لأنها تتضارب في رأيكم ورأي إسرائيل مع مصالحها. تريدون أن يأخذ أوباما فقط مصلحة إسرائيل في الاعتبار في أثناء الحوار مع إيران.
بماذا علَّق؟


رد مع اقتباس