(الصورة كما جاءت بتقرير رأي اليوم)
المصدر: رأي اليوم
نشر: الثلاثاء 29-9-2015
http://www.raialyoum.com/?p=322774
لا تزال العلاقة بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي متوترة جدا في قطاع غزة، رغم إحجام قادة الطرفين عن الحديث علنا عن هذه الأزمة التي انفجرت بعد تعرض نجل القيادي الكبير في الجهاد نافذ عزام، هو وعدد من نشطاء الحركة المسلحين لضرب مبرح “فلقة” من قبل عناصر من أمن حماس، بعد خروجهم من السجن الرد بإطلاق نار على مركز الشرطة.
الحادثة التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي في مدينة رفح الواقعة على أقصى حدود القطاع الجنوبية، تطور بين قوات حماس الأمنية وبين مجموعة من نشطاء سرايا القدس وهو الجناح المسلح للجهاد الإسلامي، وانتهى باعتقالهم وضربهم بشكل مبرح، كما تحدثت مصادر من الجهاد، إذ عرض أحدهم صورا تظهر آثار هذا الضرب المبرح على منطقة الظهر، علاوة عن ضربهم على أسفل القدمين “الفلقة”، مما أثار الخلاف وأججه بشكل أكبر، حين عاد أحد من تعرضوا للضرب وهو نجل الشيخ نافذ عزام، عضو المكتب السياسي في الجهاد، ليطلق النار تجاه مركز الشرطة، حسب ما قال شهود من المدينة.
حركة حماس التي لم تصدر أي تصريح حول الأمر اكتفت بما صدر عن الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم حمل فيه المسؤولية عن تداعيات الأزمة إلى نشطاء الجهاد.
فالبزم أوضح: اتهم محمد عزام (17عامًا) بانه تطاول وسب على ضابط شرطة، واعتدى بالضرب على شرطي آخر داخل مركز الشرطة؛ مما خلق ردة فعل من الشرطة بعد الاعتداء على الشرطي، لافتاً أنه رغم ذلك تم الإفراج عن الشاب، مبينًا أن ممثل حركة الجهاد برفح شكر الشرطة على تعاونها، ورفض البزم ما قاله خضر عدنان من تصريحات حول الحادثة.
وكانت هذه الرواية سبقتها ما نقل عن مصدر في الجهاد قال ان الشرطة اعتقلت محمد أثناء تواجده في منطقة بمدينة رفح وقعت بها مشكلة بين عائلتين مختلفتين، وأثناء وقوع المشكلة همت قوات من الشرطة لاعتقال كل من تواجد في المكان، وأنه بعد أن نقلت الشرطة المعتقلين إلى المركز، وحينما اعترض محمد على اعتقاله دون وجه حق تعرض للضرب بشكل وحشي من قوات الشرطة داخل المركز.
في الجانب الآخر اكتفت حركة الجهاد أيضا بعدم الحديث عن التفاصيل، واكتفى الشيخ نافذ عزام بتصريح نشره على “الفيسبوك” باعتبار ما حصل لابنه بأنه أمر “يثير المرارة في النفس″، وأكد على حرصه على عدم توسيع الإشكالية مع جهاز الشرطة.
وقال عزام “إنني لم أتحدث لأي وسيلة إعلامية وأرى أن ابني ليس أفضل من أبناء شعبنا الذين يهانون في غزة والضفة الغربية”، وأشار أن المشكلة في طريقها للحل.
ويوضح فيما نشره أنه كما يوجد أفراد شرطة منفلتون ويعاملون الناس بوحشية، فهناك ضباط وأفراد محترمون.
وفي تصريح آخر للقيادي في الجهاد خضر عدنان، المقيم في الضفة الغربية، قال بصفته عضو في لجنة الحريات التي شكلت ضمن لجان المصالحة الفلسطينية، أن ما حدث عملية “ظلم غير مبررة”، وقال وهو ينتقد أسلوب حماس أن القوة توجه فقط ضد الاحتلال، وقال أيضا “الفلقة والشتيمة لا تليق بمن يريدون خيرا بشعبهم”.
وبرغم حديث القيادي عزام بأن المشلكة في طريقها للحل إلا ان “رأي اليوم” ومن مصادر عليمة في الجهاد الإسلامي أبلغت أن المشكلة لم تحل بعد، وأن هناك خلاف قوي وكبير مع حركة حماس انفجر بسبب هذا الخلاف، الذي أعاد التذكير بالكثير من المشاكل المشابهة، التي انتهت دون حل، بعد أن يكون نشطاء الحركة قد تعرضوا للضرب.
وكشف هذا المسؤول ان أجهزة الأمن التابعة لحماس تطالب الآن باعتقال نجل القيادي عزام مع عدد آخر من الجناح المسلح للجهاد.
هذا المصدر تحدث عن اتصالات أجريت بين الطرفين على أعلى مستوى، دون أن تحل الأزمة، وأن مصيره سيكون كخلافات سابقة وقعت دون الإشارة إليها علنا، وكان مصيرها يترك دون حل، وهو ما يبين استمرار الخلاف حول طريقة التعامل معها.
ويؤكد المصدر ان عدم إصدار الجهاد لتصريح صحفي حول الحادثة لا يعكس ضعف روايتها، بقدر ما يشير إلى عدم رضاها عن التعامل الخشن الذي قامت به أجهزة الأمن التابعة لحماس مع ناشطيها.


رد مع اقتباس