[IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG] [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image004.gif[/IMG]
[IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image006.jpg[/IMG]
المواقع الالكترونية الموالية لتيار دحلان
عناوين مقالات
v فى أغراض التصعيد الإسرائيلى ض تركيا
الكرامة برس /ماجد عزام
v الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (41)الطردة يفرض حظر التجوال على الفالوجة
الكرامة برس /د. مصطفى يوسف اللداوي
v جرحانا الأبطال أنتم في المقل
الكرامة برس /سامي إبراهيم فودة
v لأولي الأمر ... وين نروح ؟!!
الكرامة برس /وفيق زنداح
v كيري.. وتحقيق القناة العاشرة " الصادم" !!
الكرامة برس /هاني حبيب
v تضامناً مع أشرف فياض.. تعددت طرق اذلال الفلسطيني في الخليج
صوت فتح / سهيله عمر
v القيادة الذي نتمنى ونريد ... دردشات متجنح للحق (7)
صوت فتح /حازم عبد الله سلامة
v البناء والقواعد الاخلاقية للفكر الاصلاحي
صوت فتح / سميح خلف
v غزة وتوزيع الملكية العامة
صوت فتح / ابراهيم عبد ربه
v خطيئة المفاوض مع الإسـرائيليين
صوت فتح / حمادة فراعنة
v كيف قضمت إسرائيل قطاع غزة في اتفاقية سرية ؟؟؟
امد/د. رياض عبدالكريم عواد
v الانتقال من سلاح الدمار الشامل في العراق إلى الإرهاب العربي السني ، الأوسع .. هل من مُستمع لناصح حريص
امد/مروان صباح
v الأمم المتخاذلة وصرخة الضمير الغاضب
امد/فادي قدري أبو بكر
v غزة.. على أونه، على دويه، على تريه
امد/حسن سليم
v اوقفوا حكم الاعدام
امد/عمر حلمي الغول
v فى أغراض التصعيد الإسرائيلى ض تركيا
امد/ماجد عزام
v الطردة يفرض حظر التجوال على الفالوجة
فراس برس/ د. مصطفى يوسف اللداوي
v النقاب.. إسلام أم تأسلم؟
فراس برس/ د. رفعت السعيد
v نتانياهو والرقص على الدماء الفرنسية، وصيحة السويد في الرد على اضاليله
فراس برس/ رشيد شاهين
v الأغبياء لا يخجلونا
الكوفية برس/ د. طلال الشريف:
v توصيات “سياسية المنظمة”..مرتبكة وملتبسة!
الكوفية برس/ حسن عصفور:
المقالات
فى أغراض التصعيد الإسرائيلى ض تركيا
الكرامة برس /ماجد عزام
صعدت إسرائيل لهجتها الأسبوع الماضي وبشكل مفاجىء ضد تركيا، وفي سياق استغلالها جرائم باريس لنفاق فرنسا وأوروبا بشكل عام لشيطنة المقاومة الفلسطينية ولتبييض صفحتها، ووضع نفسها في صلب الحرب العالمية ضد الإرهاب وصلت إلى حد اتهام أنقرة بتعمّد إغراق أوروبا باللاجئين لخلق مشاكل اجتماعية ثقافية أمنية لها. كما نقلت القناة الثانية الأحد الماضي - 15 نوفمبر- عن مصدر حكومي رسمي زعم أيضاً أن حكومته حذرت ومنذ أسابيع من تحول تركيا إلى ثغرة أمنية جنوب القارة العجوز.
التصعيد المفاجىء جاء بعد شهور فقط على لقاء وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي بنظيره التركي في روما لمناقشة تحسين أو تطبيع العلاقات بين البلدين، كما بعد أسابيع فقط على حديث القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية في أنقرة، والتي غازلت فيه السلطات التركية من أجل تجاوز الخلافات، والعمل بشكل مشترك من أجل الاستقرار والسلام والأمن في سورية والمنطقة بشكل عام.
ما الذي تغير خلال الأسابيع والشهور القليلة الماضية؟ ولماذا بدّلت إسرائيل خطابها تجاه تركيا من النقيض إلى النقيض، ومن الحديث الودّي أو التصالحي إلى العدائي والحادّ؟
يمكن الحديث برأيي عن ثلاثة أسباب رئيسية تقف وراء هذا التغير المفاجىء في الموقف الإسرائيلي، وهي نتيجة الانتخابات التركية والفوز الساحق الذي حقّقه حزب العدالة والتنمية، والأغلبية الكبيرة التي نالها، والتي ستخوّله تشكيل الحكومة منفرداً، وعلى راحته والتدخل العسكري الروسي في سورية، الذي وصل تقريباً إلى حدّ الاحتلال – ما يريح تل أبيب بالتأكيد - محوّلاً موسكو إلى اللاعب الأهم المؤيّد للنظام، بدلاً من طهران، إضافة إلى القرار الإسرائيلي بعدم التوصل إلى تهدئة مع حماس، والإقلاع بالتالي عن فكرة رفع الحصار عن غزة أو حتى تخفيفه بدرجة ملموسة عنها.
لقاء وكيل وزارة الخارجية دوري غولد بنظيره التركي فريدون أوغلو في روما-حزيران يونيو- كان تعبير عن توجه إسرائيلي أوّلي لتحسين العلاقات مع تركيا، وكلام القائمة بأعمال السفارة في أنقرة-اميرة اورون 13 اب اغسطس- جاء في نفس السياق، ولكن بعد انتخابات حزيران وضمن فهم تل أبيب أنها أضعفت حزب العدالة، وأنه سيكون مضطراً لتشكيل حكومة ائتلافية، وأن أيّ انتخابات مبكرة لن تغير المشهد السياسي بشكل عام، علماً أن أحزاب المعارضة كلها ترغب في إنهاء حالة العداء مع تل أبيب أو تحسين العلاقات وعودتها إلى طبيعتها، كما يطالب علانية الحزبين اليساريين حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديموقراطية، الذي وصل زعيمه صلاح الدين ديمرطاش إلى حدّ الإقرار بالحق الحصري لليهود في القدس، تماماً كما حق المسلمين في الكعبة وحقّه وزملائه في كعبتهم أي ميدان تقسيم.
حزب العدالة ضعيف كان يعني بالمصطلح الإسرائيلي عدم التشدد في مطالبه أو بالأحرى مطلبه الأخير المتمثل برفع أو حتى تخفيف جدي للحصار عن قطاع غزة، بعدما جرى تجاوز المطلبين الأوليين أي الاعتذار والتعويض لأهل الضحايا وللمصابين فى جريمة سفينة مافى مرمرة فى ايار مايو من العام 2010 -.
إسرائيل كانت منفتحة في ذلك الوقت على المطلب التركي الأخير، وهي فكرت فعلاً في التوصل إلى هدنة، ولو تقنية مع حماس وفق تفاهم القاهرة – آب/أغسطس 2014 - لتثبيت وقف نهائي للنار في غزة ومحيطها على أن يتضمن وقف هدنة طويلة، ورفع الحصار، وفتح المعابر، وإعادة الإعمار وفق ما عمل عليه مبعوث الرباعية السابق توني بلير بضوء أخضر أو حتى برتقالي من تل أبيب وواشنطن.
نتن ياهو تراجع في اللحظات الأخيرة لخشيته من حصول انجراف أو تسونامي أوروبي ودولي تجاه الحركة الإسلامية، كما لخشيته من أن يخلق ذلك سيرورة تؤدي إلى انهيار السلطة في رام الله، علماً أن بقاءها ما زال حاجة أو مصلحة إسرائيلية، إضافة طبعاً إلى الرفض المصري القاطع لأي تخفيف أو رفع للضغط عن حماس كون القاهرة لا تريد أن تكون تل أبيب أقل تشددّاً منها تجاه الحركة الإسلامية، خاصة مع ذهاب نظام السيسي بعيداً في التحالف والتنسيق الأمني مع تل أبيب في سيناء، غزة، وفلسطين بشكل عام.
إذن لم تعد تل أبيب تريد أو تستطيع تلبية المطلب التركي فيما يتعلق برفع الحصار عن غزة، ورغم أنها لم تعلن صراحة عن موقفها من انتخابات نوفمبر المبكرة، إلا أن ليندا شتراوس الباحثة في معهد الأمن القومي الوثيق الصلة بالمؤسسة الأمنية أفصحت عن حقيقة هذا الموقف، عندما كتبت الجمعة الماضية 13 نوفمبر معتبرة أن الفوز الساحق لحزب العدالة سيغري الرئيس رجب طيب أردوغان لمواصلة خطة المتشدّد ضد إسرائيل.
هذا فيما يتعلق بالبعد الفلسطيني أو الغزاوى من العلاقة التركية الإسرائيلية. أما فيما يخص رغبة تل أبيب بالتعاون أو التنسيق مع أنقرة، فيما يخص سورية وتبنّي الدبلوماسية الإسرائيلية في أنقرة للقناعات التركية وتحديداً لجهة اعتبار الأسد جذر المشكلة، واصل المرض وذهابها إلى حد القول أن تعاون تركي إسرائيلي كان سيمنع وصول الأوضاع إلى ما وصلت إليه في سورية، وكان سينعكس إيجاباً على الأمن والاستقرار في المنطقة كلها، فيبدو أنه بات من الماضي تماماً كما الحديث عن رفع أو تخفيف الحصار ضد غزة.
بعد التدخل الروسي باتت موسكو اللاعب الأهم عسكرياً، وسياسياً ولو في صفوف القوى المؤيدة للنظام، بل أنها دفعت طهران وميليشياتها إلى المكان الثاني، والقوات العسكرية الروسية تنتشر أو تنشط في المناطق المتاخمة لإسرائيل والحيوية لها، وحرصت القيادة االروسية على التوصل إلى تفاهمات مع الحكومة الإسرائيلية وصلت إلى حدّ فتح خط مباشر بين القيادتين العسكرية للبلدين، وعلى قاعدة تفهم المصالح المشتركة، وغض روسيا طرفها، وحتى موافقتها الضمنية على استمرار إسرائيل في سياساتها المعلنة، وتنفيذ غاراتها وطلعاتها في الأجواء والسماء السورية، وتفهم تل أبيب لحرص موسكو على الاحتفاظ بنظام بشار الاسد، ومنع سقوطه أو انهياره أمام تقدم المعارضة.
وبدت المفارقة أن موسكو لم تطلب أي ثمن لتنفيذ طلبات وشروط تل أبيب، بل أنها كانت حريصة على التفاهم التام معها، على أمل تخفيف الضغوط الأمريكية والغربية ضدها، وضمن تساوق روسي ما مع فكرة أو قاعدة أن الطريق إلى واشنطن يمرّ أيضاً بتل أبيب.
قياساً إلى المعطيات السابقة اعتقدت تل أبيب أن الرئيس أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية سيكونا أكثر تشددّاً معها، ولن يتنازلوا عن مطالبهم والتزامهم بتحقيق الشرط الثالث أي رفع الحصار عن غزة، بينما تبدو إسرائيل غير مستعدة له ضمن استلابها لسياسة الحفاظ على الوضع الراهن بأي ثمن. أما سوريا فتتصور تل أبيب أيضاً أن موسكو ستظل اللاعب الرئيس في سورية على المدى المنظور، وسيكون باستطاعتها الاستغناء عن التنسيق أو الحوار مع تركيا فيما يخص التطورات فيها.
هل ستسير الأمور وفق ما تشتهي السفن الإسرائيلية، ليس بالضرورة. فسياسة الوضع الراهن لن تصمد لوقت طويل وستنهار حتماً في غزة وفلسطين بشكل عام، ونظام السيسي الذي بات عامل مهم في بلورة السياسات تجاه غزة، يتآكل هو أيضاً، وسينهار مع الوقت وفق تقديرات عديدة في إسرائيل نفسها ما يعني زوال سبب مهم يمنع رفع أو تخفيف الحصار ضد غزة، أما روسيا فستغرق بالتأكيد أو على الأقل ستتورط في الوحول السورية، وستكون هي نفسها مضطرة للحوار مع تركيا وحلفاء المعارضة السورية من أجل إنجاح العملية السياسية، وإنقاذ نفسها بأقل الخسائر السياسية الاقتصادية والأمنية. والخلاصة أن تل أبيب ستكون مضطرة على المدى المتوسط للعودة للحوار مع أنقرة من أجل تحسين بل تطبيع العلاقة معها باعتبار ذلك مصلحة لدولة صغيرة تعيش في خضم بحر بل محيط من التغيّرات والتحولات العاصفة.
الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (41)الطردة يفرض حظر التجوال على الفالوجة
الكرامة برس /د. مصطفى يوسف اللداوي
شابٌ فلسطيني واحدٌ صادقُ اللهجة، واثقُ الخطوة، حادُ النظرة، قويُ الإرادة، صامدٌ على أرضه، متمسكٌ بثوابته، حريصٌ على مقدساته، غيورٌ على شعبه، ومصممٌ على منهجه، أعزلٌ إلا من سكينٍ، ومجردٌ إلا من صدق إرادته وعمق إيمانه بحقه، ينجح وحيداً في إرباك العدو الإسرائيلي وإشغال أجهزته الأمنية وقواه العسكرية، وطواقم البلدية والخدمة المدينة، وعناصر الإسعاف والدفاع المدني، ويجبر السلطات الإسرائيلية على الطلب من مواطنيهم عدم الخروج من المنازل أو التجول في الشوارع والطرقات، وعدم فتح أبواب بيوتهم لأي طارقٍ إلا بعد التأكد من شخصيته وهويته، ثم أصدرت الجهات المختصة أوامرها بتعطيل المدارس والجامعات، ومنع التلاميذ والطلاب من الخروج إلى مدارسهم وجامعاتهم، مخافة أن يتمكن المقاوم الفلسطيني الشاب الحر الطليق من الاستفراد بأحدهم وطعنه.
حالة استنفارٍ كبيرةٍ وتوترٍ شديدٍ سادت مدينة كريات جات الإسرائيلية، التي تحولت خلال فترةٍ قصيرةٍ إلى ثكنةٍ عسكرية، تغص بالجنود والضباط وعناصر الشرطة وسيارات الإسعاف والدفاع المدني، الذين جاؤوا على أهبة الاستعداد وبكامل الجاهزية لمواجهة أي طارئ، وكأنهم يواجهون جيشاً معادياً، أو مجموعةً عسكريةً كبيرة، لا مجرد شابٍ ثائرٍ، وفلسطينيٍ غاضبٍ، خرج لينتقم لشعبه، ويثأر لأهله، لكنه الجبن الإسرائيلي والخوف الذي جبلوا عليه ونشأوا فيه، ذلك أنهم يعرفون أنهم ظالمين ومعتدين، وقتلة ومجرمين، ويعلمون أن حالهم هذا القائم على الظلم والاغتصاب لن يدوم ولن يستمر مهما طال الزمن وتأخر الحسم، ومهما بلغت قوتهم وعلا شأنهم وتعاظم سلاحهم وازداد تفوقاً وفتكاً.
إنه محمد شاكر الطردة، الفلسطيني ابن بلدة تفوح قضاء الخليل، الذي استطاع وحده أن يدخل العدو الإسرائيلي في دوامة قلقٍ واضطراب، وحيرةٍ وخوف، بعد أن نجح بمفرده في طعن عددٍ من المستوطنين، ثم لاذ بالفرار ونجح في التواري عن الأنظار والاختباء بعيداً عن العيون، الأمر الذي أخاف الإسرائيليين أكثر، وجعلهم يتربصون خيفةً وقلقاً، ويلتفتون يمنةً ويسرةً، مخافة أن يطلع عليهم بسكينه، ويكمل ما بدأه فيهم طعناً ومحاولةً للقتل، وهم يعلمون أنه سيكون أكثر جرأة وأكثر اندفاعاً، وأشد رغبةً في الطعن ومحاولة إصابة أكبر عددٍ ممكنٍ منهم، لعلمه أنه سيقتل، وأنهم لن يتركوه وشأنه، ولم يكتفوا باعتقاله، بل سيجهزون عليه كحال كل الشهداء الذين سبقوه ونفذوا عملياتٍ تشبه ما قام به.
لهذا كان الإسرائيليون يشعرون أنهم في مواجهةِ أسدٍ هصورٍ، ونسرٍ جارحٍ، وصقرٍ يرقبهم من مكمنه، وأنه سينال يقيناً من كل من يقابله ويجده في طريقه، ولن تخيفه قوة، ولن تمنعه إرادة، إذ كيف سيصدون رجلاً يقبل على الشهادة بنفسه، وينوي المواجهة وهو يعلم أنه سيقتل، الأمر الذي يجعله يفكر جاداً ألا يقتل بدمٍ باردٍ، وألا يسلم نفسه لعدوه رخيصاً بلا ثمن، وسهلاً بلا غرمٍ أو مقاومة، قبل أن يثخن فيهم غاية ما يستطيع.
خلت الشوارع فعلاً، وران على المدينة صمتٌ شديدٌ، وسكن أرجاءها الخوف، وبدأ السكان في الاتصال ببعضهم، يطمئنون على أنفسهم ومن غاب من أبنائهم، ويطلبون ممن هو خارج المدينة ألا يعود إليها، بينما كان محمد في المدينة، لم يغادرها بعد، ولم يتمكن من الابتعاد كثيراً عن مكان الحادثة، بل كان يتربص ويترقب، وفي نيته مواصلة ما بدأ، واستكمال ما خرج من أجله، ولكن حالة الاستنفار كانت كبيرةً جداً، وعدد الجنود وعناصر الأمن والشرطة الذين يجوبون المناطق، ويبحثون ويفتشون عن منفذ عملية الطعن كان كبيراً، وكانوا في حالة جهوزيةٍ عالية، يحملون بنادقهم ومسدساتهم، وأيديهم على الزناد، الكل يتطلع ويتفحص المكان، وأخيراً تمكنوا من الوصول إليه بينما كان في حديقة أحد المنازل، واقفاً يحمل سكينه متأهباً، ينوي المهاجمة ولا يتطلع إلى الفرار.
شعر العدو الإسرائيلي أنه قد حقق نصراً، وأفشل مخططاً، وأنه تمكن من إحباط عمليةٍ عسكريةٍ نوعيةٍ كان سيقوم بها الفريق محمد شاكر الطردة، وطنوا أنهم باعتقالهم له سينامون ليلهم الطويل، وستذهب عنهم كوابيسهم وأحلام ليلهم المزعجة، ورعبهم الدائم في ساعات النهار، وأن أحداً لن يأتي من بعده، ولن يتم ما بدأ غيره، ولن يستكمل المسيرة سواه، وما علموا أن الراية لا تسقط، والسكين كما البندقية لا تقع من يد فلسطينيٍ أبدا، بل يسلم الراية مقاومٌ إلى مقاومٍ، ويحمل السكين شابٌ إثر شابٍ أو فتاة، وتمضي المسيرة، وتتواصل المقاومة، ويعلن الفلسطينيون أن أرضهم أعز عندهم من المهج والأرواح، وأن قدسهم أمانةٌ عندهم في كتاب الله، لا يفرطون فيها ولا يتنازلون عنها، ولا يتأخرون في حمايتها والدفاع عنها.
كريات جات التي استهدفها الطردة بسكينة، مدينةٌ فلسطينية عريقةٌ في المقاومة، وتاريخها ساطعٌ في الصمود والثبات، إنها بلدة عراق المنشية، أو مدينة الفالوجة الشهيرة، التي بات اسمها علمٌ، يطلق على مدنٍ كثيرةٍ، وشوارع ومدارس وميادين عربية عديدة، ذلك أنها المدينة الفلسطينية التي كانت أكثر من صمدت في حرب عام 1948، ولم تسقط في يد الإسرائيليين، الذين لم يتمكنوا من دخولها عنوةً بقوة السلاح وإرهاب العصابات المسلحة، بل بقي فيها المقاتلون العرب والفلسطينيون، صامدون يقاومون، يقاتلون بشراسةٍ ويرفضون الخضوع والاستسلام، حتى غدت هذه المدينة اسماً لكل مقاومةٍ، ورديفةً لكل صمودٍ وثباتٍ في وجه الاحتلال، الذي اكتوى بها قديماً، وتألم فيها وبكى اليوم جديداً.
شكراً لك محمد الطردة، واعلم أن سجنك لن يطول، وقيدك لن يدوم، وحريتك وغيرك لا محالة ستكون، وأنك في أغلالك وخلف الأسلاك والقضبان في السجون والمعتقلات ستبقى تخيفهم، فقد أعدت وصل ما انقطع، وأحييت فينا ذاكرةً عزيزةً وأياماً مجيدة، وأثبت للعدو الإسرائيلي أن هذه المدينة كانت لنا وستبقى لنا، وسنعود إليها طال الزمن أم قصر، وستخلو شوارعها منهم، وستعود بيوتها لنا كما كانت، نسكنها ونعمرها، ونصبغها بصبغتنا العربية والإسلامية، وسنعمر مساجدها، ونحي دور العبادة فيها، وسيصدح في سمائها من جديد نداء الله أكبر من فوق مآذنها، وبصوت أهلها وسكانها الفلسطينيين، العرب المسلمين الأماجد.
جرحانا الأبطال أنتم في المقل
الكرامة برس /سامي إبراهيم فودة
جرحانا الأوفياء/أيها الرجال الصناديد في زمن عز فيه الرجال,,يا أصحاب الأشلاء المتناثرة والأطراف المبتورة,والدماء الساخنة,,والتضحيات الصادقة,,نفتخر بملامسة جراحكم,,ونزهو بدخول منازلكم,,يا من سقطتم جرحى مخضبين بدمائكم,,وارتقيتم جرحى بعد استشهادكم,,وجعلتم من جراح أجسادكم الطاهرة,,قصائد شعر وخواطر,,كتبت بمداد من سائل دمائكم,,على أنغام الثورة,,وسيمفونيات كلمات الشاعر,,محمود درويش,,وسميح القاسم,,وغناء مرسيل خليفة الفدائي المسافر....
جرحانا الأبطال/يا حماة الديار والعين الساهرة,,والدرع الواقي,,والسياج الحامي,,ورجال فلسطين الأحرار,,يا سراج الأمة وفجر التاريخ,,ومصدر الفخر والاعتزاز لنا بجراحكم,,تحية مجداً وعزاً وإباء وافتخار,,يا من البستونا من طهارة دمائكم الزكية,,وعفة تضحياتكم,,ثوب العز والوقار,,ورفعتم هاماتنا عالية,,كأشجار النخيل الباصقة بكل اقتدار,,وزينتم رؤوسنا تاج الفخار,,وطوقتم أعناقنا بأكاليل من الورود والغار,,لتكونوا الأوسمة والنياشين على صدورنا,,وسفراء الوطن وسواعد بندقية الثائر,,وضمير صوت الجرح النازف,,وجراح الوطن الغائر....
جرحانا البواسل/أيها الصابرين على البلاء والشدائد والمحن,,والشامخون في زمن الأنذال تجار الدم وسماسرة الوطن,,والقابضون على الجمر في زمن الفتن,,تنحني الهامات إجلالا وإكبار أمام عظمة تضحياتكم,,فأنتم جرحانا الميامين,,الصامدون الصابرين الثابتين في زمن التحدي والخذلان,,فلا تعجبوا من طغيان الزمان,,فإني أرى فيكم وجوهاً جميلة مشرقةً كنور الشمس ومبتسماً كضوء القمر,,وقلوبً شامخةً لا تنكسر للسلطان,,وروحاً قوية لن تنهزم للشيطان,,فكلما التقينا جريح من جرحى أبطالنا,,مخضب بدمائه زدنا إيماننا بحتمية النصر.....
لأنهم جرحانا الأبطال بطول وعرض الوطن,,هم الذين ضحوا بالغالي والنفيس,,وقدموا أجزاء من أجسادهم على مذابح الحرية,,ليحيا الوطن وينعم شعبهم بالحرية والكرامة,,فتكريماً لتضحياتهم وتقديراً لمعاناتهم المتواصلة,,فقد أصبح 13 مارس من كل عام يوم رسمي للجريح الفلسطيني,,والذي اعتمد من قبل الأخ القائد الشهيد أبو عمار,,من اجل الاهتمام بقضية الجرحى وضمان حياة كريمة لهم تتوفر فيها لقمة العيش لهم ولعائلاتهم من كافة الجهات المعنية في الوطن....
وللأسف الشديد هناك ألاف الجرحى من الأطفال والنساء والرجال وهم الشاهد الحي على بشاعة جرائم العدو الذي ارتكبها بحق أبناء شعبنا,, لا يجدوا رعاية من قبل المؤسسات الحكومية والغير الحكومية لهذا يتطلب من كل الجهات الرسمية والشعبية والمؤسسات الخيرية أن تألوا كل جهدها بالاهتمام بقضية الجرحى وعدم إهمالهم وتهميشهم وحرمانهم من ابسط حقوقهم ورعايتهم الإنسانية....
طوبي لكم أبناء شعبنا البطل....
والشفاء العاجل للجرحى الأوفياء...
والله من وراء القصد
لأولي الأمر ... وين نروح ؟!!
الكرامة برس /وفيق زنداح
اذا كنت تعيش في قطاع غزة المحاصر... هذا الجزء من الوطن المغلوب على أمره ... والمنقسم بحكم قرار فصائلي لا علاقة له بإرادة الشعب الفلسطيني ... ولا علاقة له بإرادة هذا الشباب المنتفض على الاحتلال ... والذي يحاول من خلال رسالته أن يؤكد ان فلسطين للفلسطينيين ... وان الاحتلال زائل ... وان الدولة والاستقلال قاب قوسين او ادني .
سكان القطاع بأغلبيتهم الصامتة ... الحائرة ... المترددة ... الناقمة ... الرافضة ... الطيبة والمتسامحة ... توجه لها كل الضربات... ويتلاعب بمصيرها الكثيرين ... لكنها الصابرة ... المحتسبة... المتعففة وليست الطامعة ... لكنها الراضية المرضية ... تنتظر دورها واجلها ... صابرة على صبرها ... وعاطلة عن اداء عملها ... فلا عمل ولا دخل ... ولا خدمات منتظمة ... ولا عنوان واضح بارز يمكن الذهاب اليه لأجل الانصاف وتحقيق العدل ... وايجاد الحلول ... فالعناوين متعددة ... وبأسماء أحزاب وحركات ... ولكل حزب أو حركة جماعته ... وجماعة جماعتها... وليس للمواطن العادي من عنوان... يمكن أن يذهب اليه لطرح مشاكله وتحقيق طلباته.
هل هذه هي الدولة التي نتمنى أن تحققها ؟!!وهل هذه هي العدالة .. الأمانة.. الشفافية وكل ما يخطر ببالنا من كلمات وشعارات منمقة وعالية المستوى؟!! والذي يتحدث فيها كبار قومنا .. وهم يدوسون عليها !
ما سوف أطرحه ليس ضد أحد ... ولست أنا مع احد ... ولكنني مع وطن... نحاول تجزئته ... تقطيعة ... تقسيمة ... دون ادراك ومعرفة ... ودون أدنى حساب ومسؤولية ... ودون قانون يمكن ان يحكم علاقاتنا وتصرفاتنا وقراراتنا... منذ الانقسام قالوا ... وقلنا ...كلها اسبوع زمان ... فمرت الأشهر... والسنوات ...وما زلنا على حالنا الأسوأ... وعلى انقسامنا الأسود ... في ظل مناكفات لا تتوقف... وفي واقع تجاذبات وحملات اعلانية تسود المشهد ... وتحبط المعنويات وتشتت الأحلام ... وتجعل من أهدافنا مجرد كلمات وشعارات نحاول البحث عنها... وايجاد اليات تنفيذها .
لا يمر علينا يوم ... الا وهناك الجديد... مما ينغص علينا حياتنا ... ويشتت شملنا ... ويبعدنا رويدا رويدا عن تحقيق اهدافنا
كانت انتفاضة شبابنا وصرختهم العالية ... صرخة القدس...التي يحاولون من خلالها ان يوصلوا لعدونا المحتل والمجرم ... بأنه لا مجال لاستمرار احتلالكم... وغطرستكم ...وجرائمكم ... استخدم شبابنا ما امتلكت ايديهم... ليعبرون عن روحهم الوطنية والكفاحية ... وليرسلون برسالتهم لهذا العدو الجاثم على صدورنا ... والموغل بعذابنا ... والمتغطرس بقوته... التي أصبحت ضائعة بين شاب واخر... وما بين شاب وفتاة ... مما زرع الخوف بقلوبهم ... وجعل حياتهم جحيما ... ليست لشئ الا لانهم ظلموا ..وقتلوا.. وحرقوا .. ونهبوا الأرض ... ودنسوا المقدسات وارتكبوا من المجازر والجرائم ما لا يغفر لهم ... بل ما يجعلهم اليوم أو غدا.. في قفص الاتهام والمحاسبة.. ودفع الثمن .
هذا الشباب المنتفض له كافة الحقوق في ان يقول كلمته .. وان يطالب بوحدة الصف ... ورفض الانقسام والتقاسم .. حتى ان له الحق ان يقول كفى ... وكفى ... عليكم بهذا الانقسام وبهذه الاجراءات ... وبهذه القرارات ... وكأن لكل منكم عزبته الخاصة... التي يشغل فيها من يشاء ويطرد منها من يشاء ...ويكافئ من يشاء ... وكأن لكل عزبة مسؤول عنها... وأولي الأمر فيها يجب أن يطاعوا وان يفعلوا ما يريدون ... دون أن يقال لهم ... او يتعارض مع شأنهم .
بصراحة ... نحن نتناقض مع انفسنا... ونطالب برفع الظلم ... ولكننا للأسف نمارسه ... نطالب بالشفافية ونمارس المحسوبية ... كل شئ ونقيضه في حياتنا... ولا زلنا نحاول خداع انفسنا ... ويحاول كل منا باتجاه الاخر ان يغلب موقفه .. وكأنه الصواب .. ويمتلك ناصية الحقيقة .. وان ما تعدى ذلك على خطأ وخطيئة .
المشهد بظاهره وباطنه ... اصبح مليئا بالأخطاء والخطايا ... ولا اعرف كيف يمكن لنا ان نصبح على وطن يجمعنا... ويحن علينا ... وينصف بيننا ... فلك الله يا وطن .
كيري.. وتحقيق القناة العاشرة " الصادم" !!
الكرامة برس /هاني حبيب
من الصعب التحقق من هدف زيارة وزير الخارجية الأميركية جون كيري إلى كل من السلطة الوطنية وإسرائيل بعد أيام قليلة، ذلك أن الإدارة الأميركية سبق وأن استبقت الجهود التي تبذلها في سياق الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي التي لم تثمر إبان الولاية الثانية والأخيرة لهذه الإدارة، مع ذلك فالوزير كيري يعود إلى المنطقة بلا أمل على الاطلاق بإحراز أي تقدم على هذا الصعيد، إلاّ إذا كان الأمر يتجاوز المسألة التفاوضية إلى ما هو عاجل وهام وضروري، وهذا يعني ملف الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، وإذا كانت إدارة اوباما قد نفضت يديها من الناحية العملية من الملف التفاوضي، فإن ملف الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، أكثر تعقيداً، وبعيد المنال عن دور لهذه الإدارة، والفرق بين الدور الأميركي في الحالتين، إلاّ أن واشنطن اعترفت بعجزها على الملف الأول، بينما لم تعترف بذلك فيما يتعلق بالملف الثاني، مع إدراكها أنها أعجز من أن تلعب أي دور في هذا الملف، ولسببٍ بالغ البساطة، وهو أن أحداً، فرداً أو أطرافا، فلسطينية أو عربية أو إسرائيلية، يملك حتى لو رغب، القدرة على التأثير على هذا الملف، إذ ان هذه الانتفاضة، انطلقت واستمرت عبر هبّات متتالية، بشكل فردي وبقرارات فردية وبشكل عفوي، الناظم الأساسي له، إجراءات الاحتلال الدموية والتصفوية والاستيطانية، الأمر الذي استلزم ردود فعل فلسطينية ذات طابع فردي عفوي، وليس بقرار من أحد سوى أهل الانتفاضة أنفسهم، كأفراد، شبان وصبايا، وبالتالي، فإن الأمر الوحيد الذي بإمكان كيري أن يفعله لكي يؤثر على أعمال هذه الانتفاضة، هو أن يلتقي ثنائياً، مع كل ناشط أو ناشطة فلسطينية، ويقنعهم بموقفه القاضي بضرورة التحلّي بالمزيد من الصبر والتخلي عن أعمال المقاومة، من دون ذلك، فإنه يتحدث مع أطراف «غير ذات صلة» وهذا ما يشير في الغالب، الى أن جولته الجديدة تأتي في اطار حراك يؤكد أن أميركا لا تزال ترعى الملفات الصعبة على المستويات الإقليمية والدولية، بعدما بهت دورها على هذين المسارين، بعد فشل سياستها، ليس في فلسطين فحسب، بل في سورية والعراق وليبيا وغيرها من الملفات الشائكة التي لم تتمكن من حل غموضها.
وبكل بساطة، فإن أحداً لن يصف هذه الجولة بالفشل، بعدما اعترفت الإدارة الأميركية، بشكل مسبق أنها باتت أكثر إدراكاً لعجزها عن استئناف العملية التفاوضية على الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي والتوصل إلى نهاية تؤدي إلى اتفاق نهائي، وبالتالي فإن هذه الجولة ستعتبر ليس أكثر من محاولة يائسة لإذابة الجليد في العلاقات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، تحت شعار «تدابير بناء الثقة» بين الجانبين، على ضوء ردود الفعل الانتفاضية الفلسطينية على الاحتلال الإسرائيلي وكافة ما اتخذه من مواقف استيطانية ودموية، قبل وأثناء الانتفاضة الثالثة، وفي هذا السياق، فإن الفشل سيلاحق هذه المهمة وهذا الهدف، على تواضعه، ذلك أن مدخلات ومقدمات «بناء الثقة» غير متوفرة على الاطلاق، طالما ظل الاحتلال مستمراً على الأرض الفلسطينية.
بإمكان جولة كيري المرتقبة أن تكون ذات فائدة، كدرس وخبرة جديدة، والساحة الإسرائيلية باتت مؤهلة لذلك على ضوء تحقيق «صادم» بثته القناة الإسرائيلي العاشرة ضمن برنامج المصدر، أول من أمس، إذ كشف هذا التحقيق من خلال مقابلة مع رئيس الحكومة الأسبق، ايهود اولمرت، أن اتفاقاً وشيكاً كان جاهزاً للتوقيع عليه، بين اولمرت والرئيس عباس، يقضي بانسحاب إسرائيلي من المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1967، مع تعديلات على الحدود، بواقع 4 بالمائة مع عودة لاجئين فلسطينيين، يقدر عددهم بمائة ألف عائد، حسب مقترح وزيره حاييم رامون. التحقيق يكشف بشهادات المسؤولين وعدة وثائق، وخاصة أقوال رئيس الحكومة الأسبق ايهود اولمرت، وتكراراً لما قيل عن اغتيال رئيس الوزراء الأسبق اسحق رابين، فإن اولمرت يقول إن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، هو الذي مهّد السبيل أمام تلفيق تهم الفساد له، بحيث ينتهي أمره وينتهي أمر الاتفاق مع الجانب الفلسطيني، خاصة وأن تهم الفساد، كانت معروفة كونها تشكّلت، حسب الدعوى القضائية، قبل أن يصل إلى رئاسة الحكومة، فتح ملف الفساد ـ كما يرى اولمرت في التحقيق ـ جاء ليوقف «تنازلاته» إزاء الجانب الفلسطيني في ظل اتفاق نهائي.
هذا هو الدرس المهم بالنسبة لكيري، إذا أراد أن يفهم أو يستفيد، إذ لم يكن بوسعه، مهما بذل من جهد التوصل إلى اتفاق فلسطيني ـ إسرائيلي، لأن ليس هناك حسن نوايا إسرائيلية حقيقية بهذا الاتجاه، وان تجاوز هذه النوايا ممكن فقط إذا ما استثمرت واشنطن كل قدراتها للضغط غير المحدود على الجانب الإسرائيلي.
ولعلّ في هذا التحقيق، ما يشير إلى الخداع الإسرائيلي الذي تمثل طوال الوقت بالقول انه ليس هناك شريك فلسطيني، وبصرف النظر عن مدى مصداقية أو دقة هذا التحقيق، فإن هناك إشارات قوية تبين أنه ليس هناك شريك إسرائيلي، هذا هو الواقع الذي عكسته الأحداث المتلاحقة المتعلقة بالجهد الأميركي لاستئناف عملية تفاوضية ناجحة، خاصة على ضوء جملة من المتغيرات التي حدثت على الجانب الإسرائيلي من خلال حكومات يمينية متلاحقة، أكثر عنصرية وأكثر دموية، عبرت ليس عن رفضها للحلول السياسية فقط، بل اعتبرت أنه ليس هناك قضية، وليس هناك فلسطين أو فلسطينيون، وفي الغالب، فإن كيري في وعيه الداخلي، يدرك كل ذلك، لكنه أعجز من الاعتراف بهذه الحقائق!!
تضامناً مع أشرف فياض.. تعددت طرق اذلال الفلسطيني في الخليج
صوت فتح / سهيله عمر
لجأ العديد من ابناء فلسطين اللاجئين الى الخليج للعمل بها بعد نكبة 1948 ونكبة ال 1967 نظرا لقلة عدد ابناء الخليج المثقفين وحاجة الخليج الماسة للعاملين في كافه الوظائف تعليم وصحه وهندسه واداراه. عرف الشعب الفلسطيني انه شعب مجد ومثقف وذكي ومخلص، وحاز على تقدير واعجاب الخليجيين، وارتكزت جميع الدول الخليجية منذ القدم على ابناء فلسطين اللاجئين لتطويرها خاصه بمجال التعليم لا نه لم يكن من المتاح الاستعانة على العمالة الأجنبية في التعليم بسبب اللغة، واثبتوا جدارتهم وترقوا في سرعه قياسيه. لكن للأسف دول الخليج عرفت بالعنصرية ولم تقدر جهود وتضحيات الفلسطينيين لبناء بلدهم وتعليم ابناءهم او حتى تراعي ظروفهم، اضف ان الخليجيين كانوا يشعرون بالغيرة من ذكاء وموهبه الفلسطيني ونشاطه بالعمل. لذا مع زياده عدد الخريجين من ابناءهم كانت تستغنى عن الفلسطيني لتحل محله مواطن خليجي من ابناءها بدون ان تقدم أي سبب مقنع سوى انها ليست بحاجه اليه. لم تكن تراعي ظروف اللاجئين الفلسطينيين ان لا وطن لهم وقضوا سنوات عمرهم في خدمتهم، فكانت تنهي اقامه الفلسطيني وتطالبه الرحيل من البلد. بل هناك من طردوا من البلد لا سباب سياسيه بحته او لوشاية من أي شخص عارض انه انتقد شيخ من شيوخهم. تفاقمت هذه الازمه مع موقف المنظمة ابان حرب الكويت حين رفضت تدخل امريكا، فتفاجئنا بانتقام الخليجيين على الجالية الفلسطينية فيها بشكل جماعي. انهت على سبيل المثال البحرين عقود معظم المدرسين فيها من الفلسطينيين تدريجيا بحجة بحرنه الوظائف كما طردت الكويت الفلسطينيين منها بحجة موقف المنظمة. وقبل عدة سنوات قامت الامارات ايضا بأنهاء عقود الفلسطينيين في سلك التعليم ووظائف اخرى بدون اسباب مقنعه.
عرفت الخليج بطردها الفلسطيني من البلد تحت أي مخالفه قانونيه بسيطة وان قام بها مراهق ولا يهمها ان يكون لاجئا. والغريبة ان الخليج عندما كانوا ينهون عقد فلسطيني لاجئ ويرحلونه يفاجئون انه يظل عالقا في المطار لان مصر لا تقبل به خاصه قبل انسحاب اسرائيل من القطاع عام 2005، ومن ثم يظل عالقا في المطار حتى يفرج الله عليه باي طريقه. وبذلك نرى ان الخليج من اقسى الناس تعاملا مع الفلسطيني فلا يحملون ادنى تقدير او رحمه لظروفه ويبدون مصالحهم على مصالح اللاجئ الفلسطيني. واعتبر تصرفهم هذا حيال الفلسطيني اعدام له، فليس من السهل ان يجد رب عائله في الاربعينات من العمر عملا اخر وقد بات بدون بلد يأوي اليه ويستضيفه. قارنوا ذلك مع اوروبا التي تسمح للفلسطيني اللاجئ طلب لجوء اذا تعسرت به السبل وتقدم له البلد كافة الخدمات الإنسانية من الإقامة وراتب وعمل وسكن وتوطين ايضا.
القيادة الذي نتمنى ونريد ... دردشات متجنح للحق (7)
صوت فتح /حازم عبد الله سلامة
نحن شعب بسيط يحب البساطة والبسطاء ، وأحلامنا بسيطة ، نحب وطننا إلي درجة العشق ونتمنى الحرية والعدالة والحياة الكريمة ،
أحببنا الرمز أبا عمار لبساطته وتواضعه وقربه من حياتنا وأطباعنا وثقافتنا وآلامنا وأحزاننا وأفراحنا
فنحن نريد زعيم وقائد يكن إحساسه بأن له كرامة وأن كرامته من كرامة الوطن والمواطن ،
نريد قائد يشبهنا مثلنا نشعر به ويشعر بنا يأكل مثل طعامنا ويلبس نفس لبسنا ، ويدرس أبناؤه في مدارسنا ومع أطفالنا وأبناءنا ، متواضع يتعامل مع أبناء شعبه أنهم أبناؤه وأهله وأمانة في عنقه ،
نحن شعب قضينا عمرنا بألم ومعاناة وتضحيات لأجل حياة كريمة وحرية وعدالة ، ومن حقنا أن ننعم بقيادة منا ، تشبهنا تماما ليس غريبة عنا ، فهل هذا طموح كبير ومستحيل ؟؟؟
نريد قائد يحبنا ونحبه نتكاتف معا لأجل الوطن والحياة الكريمة ، لا نريد قائد يحكمنا ويتحكم بنا ، نريد قائد يفهمنا ونفهمه نتحدث بحرية ونعبر عن آراءنا بصراحة ودون رقابة وملاحقة من أجهزته الأمنية
نريد وطن بلا ألم وبلا ظلم ، نريد أجهزة أمن نشعر بالطمأنينة لهم ونشعر بالأمن حينما نراهم ، يكونوا أمنا وأمانا لنا ، وصورة ناصعة للطمأنينة وليس رعبا وصورة للجلاد ، نريد عدلا يشعر به المواطن البسيط ويلمسه بحياته ، نريد قانون يطبق علي الجميع وينصف الجميع ،
نريد قائد بلا بطانات سوء وبلا دائرة مغلقة تحجب عنه الناس ، نريد قائد لا يفتخر ببناء المزيد من السجون ولا يضع رقيب علي أفواهنا ليقيس نبض أرائنا ومدي عشقنا للحرية ، نريد زعيم لا يعتبر الخلاف معه خلاف مع الوطن ومؤامرة ضد الثورة ، نريد زعيم يسمعنا ويفهمنا ويتلمس همومنا وآلامنا ويشعر بها ،
بعد كل هذه المعاناة والآلام والمأساة ألا نستحق قيادة طاهرة نظيفة قادرة أن تبعث فينا روح الزعيم الخالد أبو عمار ، وترتقي بالوطن والشعب للأفضل وللعدالة والانتصار ؟؟؟
لأننا بسطاء ومنحازون كليا للبسطاء والفقراء أمثالنا ، ما عدت أؤمن بكل القيادات المطروحة والطارحة نفسها لقيادة شعبنا ، كفرت بكم جميعا ، لأنني لم ألمس بكم بساطة القيادة ، ولا تواضع الزعيم ، ولا صدق البرامج ، ولا مصداقية بالخطابات والشعارات ، ولا وفاء للعهد ،
فانا من وطن عنوانه ياسر عرفات ، أنا مواطن في وطن قاده ياسر عرفات وليس من السهل أن أؤمن بأي زعيم أو قائد ، مالم يكن عرفاتي الانتماء والوفاء ، فالرمز أبا عمار وضع نهجا لتواضع الزعماء وكسب محبة ووفاء شعبهم ، ومن حاد عن هذا الدرب خاب وفشل ،
تنافسوا في خدمة شعبكم وحماية وطنكم ولا تتنافسوا وتتنازعوا علي الحكم والسيطرة والنفوذ والامتيازات والسلطة والتسلط ، فخيركم أنفعكم للناس ، وشعبنا بسيط ومناضل وقدم التضحيات لينتصر للوطن وللحق والحرية ، فكونوا علي قدر الأمانة وكونوا عونا وسندا لشعبكم وليس سيفا مسلطا عليه لزيادة معاناته ، فيكفي .. ألم تكفيكم شهوة للتسلط والتحكم برقاب العباد ، فالناس لا يقومها السوط !!بل يقومها العدل والحق ،
أزمة شعبنا وأزمة قضيتنا في قادتنا ، ومازلنا نبحث عن الزعيم المخلص والقائد المنقذ دون جدوى ، حتى مللنا وكفرنا بكل القيادات وفقدنا الثقة بهم وبصدق خطاباتهم وشعاراتهم ، ومازال الجواد وحيدا ينتظر الفارس المنقذ ، فهل من فارس بعدك أبا عمار ؟؟؟
كان الله بعونك يا وطننا ، وكان الله بعونك يا شعبنا ،
hazemslama@gmail.com
وانتظرونا في دردشات متجنح للحق (8)
البناء والقواعد الاخلاقية للفكر الاصلاحي
صوت فتح / سميح خلف
من السهل ان نرفع شعار البناء سواء على مستوى الدول او المؤسسات او حركات التحرر او الثورات الاصلاحية والتصحيحية ، ولكن من المهم ان نحدد مفاهيم البناء على المستوى المرحلي او التكتيكي والاستراتيجي، وكلمة البناء تشمل ، تشييد العمل واصوله المرحلية بغية الوصول للهدف الاستراتيجي ، ومن هنا نستطيع تقييم مقدار النجاح والفشل .
وما يهمنا هنا تناول مفهوم البناء في حركات التحرر والثورات التصحيحية او الاصلاحية ولكل لها مقوماتها وظروفها وعناصرها واليات تنفيذها ودوافعها سواء في مقاومة الاحتلال او خروج الثورة عن مساراتها التحررية واهدافها ومبادئها او تعثر وفشل في تطبيق البرامج المرحلية وتفشي حالات الفساد والخروج عن نصوص الادبيات وما تحمل من اخلاقيات وقيم ابداعية وظهور البيروقراطيات وانسداد الافق السياسي والوطني والاخلاقيات المعمول بها في داخل اطرها وعلاقتها مع الحاضنة الشعبية وعمقها الاستراتيجي.
القواعد الاخلاقية والسلوكيات الفردية والمجتمعية التي مخزونها التراث الوطني هي من اهم العناصر لنجاح الفكرة وهي العمود الفقري لميكانزمات التطور والابداع في تنفيذ المهام الملقاة على عاتق الفرد والجماعة والاطار ، وما يفشل المهام التمحور خارج الفكرة او خارج التصور المرحلي او الاستراتيجي بالإضافة لعدة عوامل اخرى قاتلة . كظهور النرجسيات الفردية والجماعية والشللية والمناطقية في داخل الاطر والمهام ومصادر القرار ، تلك الظواهر كفيلة بان تخلق حالة الانفلاش والعصبويات المحلية والصراعات حول اهداف انية تخرج عن فكرة تصور الاطار واهدافه، ومن ثم افشال فاعلية الاطر واختفاء الكفاءات الوطنية من ذوي الفكر والثقافة والعمل الجاد، ومن هنا تحدث الانهيارات التنظيمية والسياسية والامنية والاجتماعية سواء على مستوى الاطار او علاقة الاطار بما يحيط من حوله من عوامل خارجية ومؤثراتها وقدرته على تناول جميع الظواهر سيان كانت ايجابية او سلبية.
وقد نصنف عوامل البناء في الاهتمامات الاتية على جدول برامجها :
1- البناء التظيمي
2- البناء الاجتماعي
3- البناء الوطني
4- البناء القومي
ولكل من تلك المفردات برامجها والياتها وكادرها والتي قد تلتقي بمهامها الفردية والجماعية والتظيمية في بوتقة واحدة تعبر عن نشاطات واهداف وبناء الفكرة الاصلاحية او التصحيحية ، وتعني بناء الثقافة الشاملة التي عمقها طبيعة مداوات المشكل واثاره السلبية على البناء المجتمعي الوطني .
بطبيعة الحال ان البناء الفوقي من راس الهرم للقاعدة يتنافى مع القواعد الانشائية الصحيحة للبناء فقاعدة الهرم هي الموازين الحقيقية لاستقرار وعمل ونهوض وقامة البناء الهرمي وصولا لقمة الهرم وعدم الاهتمام بالمستويات الوسطى للكادر قد تقسم وتفصل راس وقمة الهرم عن قاعدته وهنا تكمن خطورة الانشاء والتكوين .
حاولنا في هذا المقال ان لا نفرد مكانا للتخصيص السلوكي ومنظومته الاجتماعية والثقافية في الواقع الفلسطيني ، ولكن بالتأكيد ان مجمل الظواهر قد عانت منها الايقونة الوطنية مما خلق انفلاش فصائلي وغياب لبرنامج الوطني وفقدان اليات تنفيذه والحفاظ عليه ، وباعتبار ان حركة فتح عي البناء الفقري الافقي والعمودي للهرم الوطني المتصدع الجوانب والحواف والقاعدة والقمة ، مما يستعدي الاستناد من جديد الى بناء قاعدة الهرم وتحضير مستوياته الافقية الوسطى للوصول الى بناء قيادي وصولا لراس الهرم وهذا كعمل انشائي بنائي يحتاج ليس لمواد تكوينه الشكلية بل الاهم من ذلك يحتاج لذوي الفكر والثقافة والابداع واستيعاب المرحلة على ضوء التجربة الماضية وللوصول الى التقنية الصحيحة لفكرة الاصلاح او التصحيح .
في القواعد الاخلاقية تتبوأ فكرة بناء الانسان او الكادر المرتبة الاولى لأهمية انجاح الفكرة وتحقيق نجاحات في تنفيذ البرامج والاهداف المصبو اليها ، ولذلك المهام كبرى والواجبات اكبر وما تواجهه من عراقيل داخلية وخارجية ومن هنا قد نستطيع رسم ملامح الفشل او النجاح للفكرة والاصلاح وتصحيح ما افسده الدهر من سمات ثقافية اثرت على المنحى الوطني وترجماه التنظيمية والسياسية والاجتماعية والامنية والثقافية ، بل على كل الايقونة الوطنية بجمعها وتخصيصها .
غزة وتوزيع الملكية العامة
صوت فتح / ابراهيم عبد ربه
مما لا شك فيه أن قضية رواتب موظفي غزة تعتبر أزمة يجب النظر إليها والعمل على حلها، ولكن المهم كيف تحل هذه الأزمة؟ من البديهي أن المسئول عنهم هو من يدفع لهم رواتبهم بل ويحرص بكل الوسائل المشروعة لتلبية طلباتهم المشروعة وأقلها الرواتب، لأن هؤلاء الموظفين لديهم مسؤوليات وأطفال وبحاجة إلى رعاية وذلك حق إنساني لا يتعارض مع أي قانون أو دين، وهذا يعتبر من البديهيات وأمراً لا لَبْس فيه. وعملية توفير الرواتب من قبل المسؤولين يجب أن تكون مشروعة ومقبولة ولا تتعارض مع الإجماع والمصلحة والوطنية, ولكن أن تلجأ حكومة غزة الموقرة إلى توزيع أراضي عامة ليس ملكا لأحد على الموظفين فذلك يتنافى مع المصلحة الوطنية لأن تلك الأملاك والأراضي هي ملك عام، ولا يجوز التصرف بها، فلذلك يمكننا طرح فرضية قابلة للحدوث وقد لا، وهي إذ افترضنا أن كل فترة من الزمن جاءت حكومة تحكم غزة ويمكن أن تحكم فلسطين المنشودة! وعجزت هذه الحكومة عن توفير مرتبات لأبنائها، وبذلك تلجأ إلى توزيع الأراضي العامة على أبنائها فذلك من أسهل الطرق لتوفير الرواتب وسد العجز الإقتصادي، ولكن في النهاية مع إمكانية تكرار هذه السياسة لن تبقى أراضي عامة بل ستقسم وتوزع على المتنفذين والحاكمين بها، ولن تبقى فلسطين هي فلسطين، ومقولة أننا في فلسطين نقاتل نيابة عن المسلمين ستذهب أدراج الرياح، ورغم ذلك إلا إننا ندعم أي خطوة أو وسيلة من شأنها إنهاء أزمة موظفي غزة اللذين عملوا ومنذ العام ٢٠٠٧ دون انتظام في رواتبهم، ولكن بأن لا تكون على حساب الملكية العامة في فلسطين.
خطيئة المفاوض مع الإسـرائيليين
صوت فتح / حمادة فراعنة
محقة النقابات المهنية الأردنية وفي طليعتها نقابة المعلمين والمعلمات حينما ترفض المشاركة في أي عمل إحصائي يشير إلى كلمة “ إسرائيل “ كدلالة جغرافية أو سياسية أو خارطة دولة مجاورة ، وهي محقة لأكثر من سبب ، لا يتصل أبداً بالمناكفة أو برغبة المعارضة أو الأستدلال على المبدئية العقائدية اللفظية التي لا تحتمل التغيير أو التطوير ، بل يعود موقفها المحق إلى أكثر من سبب جوهري يستدعي إعادة النظر بمجمل السياسة الرسمية الأردنية التي أدت إلى صيغة الاعتراف المتبادل بين بلدين أو دولتين أو شعبين ، ذلك أن “ إسرائيل “ لم تلتزم مضموناً ووجاهة ومبدئياً بصيغة التعايش وإحترام المصالح أو التحول نحو النزوع إلى السلام ومكافأة نظامي الحكم في الأردن ومصر ، وإحترام البرلمانيين المنتخبين الذين صوتوا لصالح الموافقة على معاهدتي السلام : كامب ديفيد ووادي عربة ، اللتان توسلتا تغيير العلاقة القائمة على أساس الحرب والتوسع إلى صيغة التعايش وحسن الجوار ، فالخلاف والصراع والتناقض في المصالح الوطنية والقومية والدينية العربية ( المصرية الأردنية ) في مواجهة المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي ، لم يكن عنوانها أو دوافعها جغرافية تتسع أو تضيق أو حدوداً يمكن تعديلها ، بل حكمها ويحكمها الرغبة في تغيير المفاهيم والقيم والعلاقة من حالة حرب ونزوع نحو التوسع والعداء والعنصرية من قبل إسرائيل نحو العرب والمسلمين والمسيحيين وفي مقدمتهم وفي طليعتهم الشعب الفلسطيني ، فالإنحياز المصري الأردني العربي الإسلامي المسيحي للفلسطينيين ليست دوافعها شكلية إجرائية ، بل دوافع مبدئية تراثية قيمية مبنية على العدل والتوازن والسلام والتعايش وحسن الجوار وهذا ما يفتقده المشروع الإستعماري التوسعي ولا يزال ، قبل معاهدتي السلام المصرية الأردنية كامب ديفيد ووادي عربة ومن بعدهما ، ولذلك فشل المشروع الإستعماري التوسعي في الحفاظ على زخم معاهدتي السلام ، بإتجاه إتفاق أوسلو الذي لم يحقق مراده وغايته في تعايش الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي على الأرض الواحدة بعد أن فشل كل منهما على إنهاء الأخر وتصفيته ، وبات لزاماً عليهما أن يختارا كيفية التعايش والتعامل مع بعضهما البعض ، إما بخيار الدولة الديمقراطية الواحدة ، دولة ثنائية القومية متعددة الديانات عبر تقاسم السلطة وفق إفرازات صناديق الإقتراع ، أو تقاسم الأرض بدولتين متجاورتين تعيشان بأمن وسلام بدلاً من سياسة إسرائيل الحالية القائمة على ثلاثة مفاهيم وثلاثة سياسات هي :
1- العنصرية في مناطق 48 .
و2- الإحتلال للقدس والضفة الفلسطينية .
و3- الحرب والحصار على قطاع غزة .
ولهذا أخطأ المفاوض الأردني لثلاثة أسباب تعود لما يلي :
أولاً : لا تملك إسرائيل خارطة وجغرافيا محددة وحدوداً مرسومة مثل كل دول العالم ، لا يوجد دولة في العالم لها مواصفات إسرائيل ، بلا خارطة بلا جغرافيا بلا حدود ، ولذلك تسرع المفاوض الأردني ومن قبله المفاوض المصري حينما قبلا بصيغة الاعتراف المتبادل بدون أن يقدم المفاوض الإسرائيلي خارطة لبلاده .
ثانياً : أخطأ المفاوض الأردني جوهرياً حينما لم يشترط عودة النازحين أبناء الضفة والقدس وقطاع غزة إلى بلداتهم التي خرجوا منها عنوة ، كما حصل مع أهالي قرى يالو وعمواس وبيت نوبا مثلاً ، وأن يعودوا لبيوتهم وأراضيهم ، ويستعيدوا هويتهم الفلسطينية على أرضهم ومن ثم من يرغب في الانتقال لأي سبب من الأسباب من فلسطين إلى الأردن للإقامة أو للعمل أو للدراسة ، فينتقل مرحباً به ولكن مع هويته الفلسطينية التي تسمح له بالعودة والسفر إلى فلسطين حينما يشاء وكيفما يشاء ووقت ما يريد .
ثالثاً : أخطأ المفاوض الأردني حينما لم يطلب رسمياً تراجع الكنيست الإسرائيلي عن قراره بضم القدس الشرقية الصادر يوم 20/ حزيران /1980 ، فالأعتراف بإسرائيل في عام 1994 ، بعد ضم القدس رسمياً وقانونياً من قبل البرلمان الإسرائيلي ، يعني أن المفاوض الأردني ومن بعده مجلس النواب الأردني ، قد وافق على الاعتراف بإسرائيل وعاصمتها القدس الموحدة متضمنة القدس الشرقية والتي جرى إحتلالها عام 1967 حينما كانت جزءاً من الممكلة الأردنية الهاشمية
لقد تنازل الأردن عن مسؤولياته القانوينة والادارية بقرار فك الارتباط ، لصالح الشعب الفلسطيني وممثله منظمة التحرير ليعود لها التفاوض حول وقت وكيفية إستعادتها وبالتالي لم يتنازل الأردن عنها لصالح ضمها للمشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي ، الذي لا يتوقف عن التوسع والضم التدريجي للأرض ولا يتوقف ولم يتوقف للأن ، فالإستيطان والمستوطنات تتسع تدريجياً ويومياً ، وسكانها الأجانب على أرض فلسطين لا سقف لعددهم أو لإقامتهم أو لمشاريعهم على أرض الفلسطينيين ، الذي يعمل المشروع الإستعماري التوسعي على جعلها ، أي جعل أرض الفلسطينيين طاردة لأهلها وشعبها وسكانها ، وبالتالي سيكون الأردن قبلتهم مرغمين على ذلك ، ولا خيار أمامنا سوى إستقبالهم كلاجئين وكشعب شقيق وما يتطلبه ذلك من مسؤوليات ومشاكل ومتاعب أمنية وإقتصادية وسكانية متفاقمة لا تحتمل ، وسببها أيضاً سياساتها على جعل الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين .
قرار النقابات المهنية الأردنية بمقاومة التطبيع صائبة ، وقرار نقابة المعلمين برفض كلمة إسرائيل أكثر صواباً حتى يتم تغيير السياسة والعقلية الإسرائيلية التي فشلت وأفشلت التغييرات التي قادها إسحق رابين وسببت له الاغتيال والقتل على يد إسرائيلي متطرف وبتحريض مباشر من الليكود وشارون ونتنياهو في ذلك الوقت .
h.faraneh@yahoo.com
كيف قضمت إسرائيل قطاع غزة في اتفاقية سرية ؟؟؟
امد/د. رياض عبدالكريم عواد
يشرح د. سلمان أبو سته ، مؤسس ورئيس هيئة أرض فلسطين – لندن في بحث موثق وبالخرائط منشور في صحيفة الحياة، لندن، عدد 16794، صـ 15، بتاريخ مارس 2009، أن أبحاثاً جديدة في وثائق قديمة، بينت أن إسرائيل ضمت بالحيلة والخداع حوالى 200 كيلومتر مربع، أو أكثر من نصف مساحة القطاع الحالي. وأن المساحة الحقيقية لقطاع غزة بحسب اتفاقية الهدنة هي 555 كيلومتراً مربعاً، وليست 362 كيلومتراً مربعاً، كما هو مذكور في وسائل الإعلام والوثائق المتداولة. كيف حدث هذا الأمر؟
في منتصف أيار (مايو) 1948، تقدمت القوات المصرية مثل بقية القوات العربية، لإنقاذ ما تبقى من فلسطين، بعدما طرد الإسرائيليون نصف السكان وهم تحت حماية الانتداب البريطاني، واقترفوا المذابح مثل دير ياسين، واحتلوا أهم المدن الفلسطينية الساحلية. وكانت المساحة التى سيطر عليها الجيش المصري أكثر من مساحة نصف فلسطين، أي حوالى ١٤٠٠٠ كيلو متر مربع. وصلت القوات المصرية إلى إسدود والفالوجة والخليل وبيت لحم، وكانت المنطقة الجنوبية عربية خالصة عدا بعض المستعمرات القليلة.
وفي منتصف تشرين الأول (أكتوبر) 1948 وجهت إسرائيل قواتها إلى الجنوب لاحتلاله في مواجهة الجيش المصري، بعدما احتلت مساحات واسعة في وسط فلسطين وشمالها. فانسحب الجيش المصري بقيادة اللواء المواوي على طول السهل الساحلي من إسدود إلى غزة. وطوّقت إسرائيل جيب الفالوجة المشهور الذي صمد فيه القائد الشجاع السيد طه ومساعده جمال عبدالناصر. وبعدما احتلت إسرائيل بئر السبع، احتلت العوجا ودخلت سيناء متجهة إلى العريش، لقطع خط انسحاب الجيش المصري، إلا أنها تراجعت بضغط بريطاني، فعادت إلى محاصرة ما تبقى من الساحل الفلسطيني في غزة.
حاولت إسرائيل مرة أخرى مهاجمة الساحل، وشطر قطاع غزة إلى شطرين في موقعة مشهورة تسمى "تبة 86" أو تبة الشيخ حمودة. وصمد اللواء صادق باشا، الذي اصبح قائدا للجيش المصري في فلسطين، وهُزم الجيش الإسرائيلي هزيمة منكرة، وقتل قائده الروسي، وبذلك تم إنقاذ ما يسمى الآن قطاع غزة، الذي هاجر اليه ٢٠٠٠٠٠ فلسطيني هم أهالي 247 مدينة وقرية في جنوب فلسطين، إنضموا إلى ٨٠٠٠٠ من أهالي قطاع غزة الأصليين.
بينت تقارير مراقبي الهدنة أن إسرائيل قصفت جواً مستشفيات ومواقع مدنية في قطاع غزة. ففي ٢ كانون الثاني/يناير ١٩٤٩ قصفت اسرائيل مركز توزيع المؤن في خان يونس فدمرته وقتلت 30 مدنياً وجرحت 70 آخرين. وفي 9 كانون الثاني/يناير قُصفت مركز توزيع المؤن في دير البلح وهو بالطبع مكتظ باللاجئين وقتل 150 شخصاً (شهود عيان قالوا إن العدد 225). كان غرض هذه الأفعال الوحشية ترويع الأهالي وردعهم عن محاولة العودة إلى ديارهم وإثبات أن الجيش المصري عاجز عن حمايتهم ودفعه إلى توقيع اتفاقية الهدنة وهو ما حدث في الشهر التالي.
تم توقيع اتفاقية الهدنة في رودس في 24 شباط (فبراير) 1949 بين مصر وإسرائيل، حيث تبين الاحداثيات المذكورة في الاتفاقية حدود قطاع غزة الذي كانت تبلغ مساحته 555 كيلومتراً مربعاً. إذاً، كيف تقلص خط الهدنة إلى الوضع الحالي وكيف ضاع من غزة 200 كيلومتر مربع؟
لم يكن لدى الضباط المصريين المفاوضين معلومات كافية عن الأرض وأهلها. وكان اهتمامهم الأول إنقاذ القوات المصرية المحاصرة في الفالوجة، ولذلك تمت الموافقة على خط الهدنة الذي اقترحته إسرائيل كطرف منتصر، خصوصاً أن تعليمات الحكومة المصرية كانت الانسحاب الكامل من فلسطين.
ضج الإسرائيليون بالشكوى من محاولات الفلسطينيين العودة الى ديارهم، وكتب المؤرخ الاسرائيلي بني موريس في كتابه "حرب الحدود" أن إسرائيل قتلت 30 -40 عائداً شهرياً، معظمهم في النصف الأول من الخمسينات وأنها قتلت حوالى 5000 عائد في العقد الأول من إقامة إسرائيل.
أثار الاسرائليون هذه "التعديات" مرات عدة أمام لجنة الهدنة المشتركة، وطالبوا بتحديد خط الهدنة بعلامات واضحة لإيقاف "التعديات" التي تدعي أن الاهالي قاموا بها اثناء عودتهم إلى ديارهم، وسمتهم "المتسللين" إلى أرض إسرائيل.
تم الاتفاق مع ضباط الهدنة المصريين في اتفاقية عرفت ب "اتفاقية التعايش"، وقعت سراً ليس في غزة، وإنما في العوجا، بتاريخ 22 شباط (فبراير) 1950 ، أي بعد سنة من اتفاقية الهدنة، على تقليص مساحة قطاع غزة، وذلك بتحريك خط الهدنة بحيث تقتطع مساحة 200 كيلومتر مربع من مساحة القطاع الحالية. لم يعلن عن هذه الاتفاقية في غزة ولا في الصحف العربية خوفا من ان تضج الناس. ولولا تصدي اهالي عبسان وخزاعة ومعارضتهم الشديدة لما أمكن إنقاذ هاتين القريتين. أما بقية الاراضي فلم يكن هناك من يدافع عنها وقد هُجّر أهلها من تلك المنطقة.
لم تكن حوادث الحدود هي السبب لتوقيع هذه الاتفاقية السرية ولكن الهدف الحقيقي لإسرائيل كان تقليص مساحة قطاع غزة قدر الإمكان والاستيلاء على المياه الجوفية في شمال القطاع. لقد بين المسح الجيولوجي أن الكثبان الرملية شمال قطاع غزة ترقد فوق خزانات من المياه الجوفية الطازجة، وهي ضرورية لتطوير المستوطنات الجديدة، التي أقامتها إسرائيل في النقب الشمالي. ولم يكن المصريون على علم بذلك.
ان هذا الحدث التاريخي المأساوي والهام قد حدث من وراء ظهر الشعب الفلسطيني وفي غياب قيادة فلسطينية ترعى شؤون الفلسطينيين وتتولى امورهم وتقودهم في حربهم العسكرية والسياسية مع الحركة الصهيونية من اجل الاستيلاء على فلسطين وتهجير اهلها واقامة دولة اسرائيل.
ان هذا الدرس التاريخي يؤكد الاهمية القصوى للقرار الوطني المستقل وان اهل مكة ادرى بشعابها ، وان اي محاولات لوضع فلسطين والقرار الفلسطيني رهينة لاطراف عربية او اسلامية تحت اي مبررات او حجج لن يكون في صالح هذه القضية ولا في مصلحة الشعب الفلسطيني. ان هذه الاطراف العربية او الاسلامية ستعمل فقط على استغلال قضيتنا من اجل مصالحها السياسية والاقتصادية وتعزيز دورها الاقليمي في المنطقة.
كما يؤكد هذا الدرس على اهمية التمسك بقيادتنا الوطنية المتمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية وذراعها السلطة الوطنية الفلسطينية، وهذا يتطلب من الفصائل الوطنية الفلسطينية رص صفوفها وتفعيل عناصرها وتجديد برامجها وقياداتها من اجل تطوير منظمة التحرير الفلسطينية وتعزيز دورها النضالي والوطني. كما يجب على الفلسطينيين ان يكون منتبهين لاي محاولات اقليمية تهدف من خلالها انهاء الدور الفلسطيني والقيادة الفلسطينية والفصائل الوطنية مستغلين الصعوبات والتعقيدات التي تواجهة القضية الفلسطينية.
ان تصدي اهالي عبسان وخزاعة للجنة الهدنة ونضالهم الباسل ومنعهم احتلال قراهم في غياب قيادة فلسطينية ليؤكد من جديد على اهمية النضال الشعبي واللجان الشعبية المحلية في منع تنفيذ مخططات اسرائيل ومشاريعها الاستيطانية القديمة والحديثة. ومن هنا يجب الاستمرار في النضال الشعبي الذي يقوم به اهالي القرى والبلدات المهددة بالاستيطان والمجاورة لحائط الفصل العنصري لحماية اراضيهم ومواطنيهم.
ان من حق ابناء خزاعة وعبسان واحفادهم ان يفتخروا بما قدمه اجدادهم وجدادتهم، وعليهم ان يتخذوا من هذا الحدث الخالد مناسة وطنية عامة يكرمون فيها الرعيل الاول ويجددوا العهد على مواصلة النضال والصمود.
ان المفاوض الفلسطيني يجب ان يكون على علم ودراية بمخططات العدو واهدافه الحقيقية غير المعلنة من اجل مواجهته وافشال مناوراته وتحقيق اهداف الشعب وحماية ارضه ومقدراته.
ان الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية مطالبين دائما بالتمسك بوحدتهم وقيادتهم الوطنية وتعزيز هذه الوحدة وتفعيلها وكذلك التمسك بالقرار الوطني المستقل وعدم رهن قرارهم وقضيتهم عند الاخرين مهما كانت ادعاءاتهم القومية او الدينية. ان هذا لا يعني مطلقا التنكر للدور القومي العربي او عدم التحالف مع الدول الاقليمية من اجل مصلحة شعبنا وقضيتنا المقدسة.
خريطة رقم 1:
خط الهدنة حسب اتفاقية الهدنة الرسمية والخط المعدل (الحالى) حسب الاتفاقية السرية مرسوماً حسب الاحداثيات الرسمية للاتفاقيتين، والمساحة المقتطعة التى ضمتها إسرائيل. المصدر: هيئة أرض فلسطين، لندن.
الانتقال من سلاح الدمار الشامل في العراق إلى الإرهاب العربي السني ، الأوسع .. هل من مُستمع لناصح حريص
امد/مروان صباح
حرصت الأحزاب العربية التقليدية على الدوام وحسب التجربة الطويلة ، أن تجري جراحات كاريكاتورية ، عندما استخدمت في الماضي وتستخدم هذه المرة ،ايضاً ، إبرة لجراحة فيل ميت سريرياً ، واليوم ، ما تبقى من هذه الأحزاب تعيد المشهد ذاته ، دون أي إضافات ، وبالرغم من إخفاقها الفاضح ، في جميع القضايا التى طرحتها ، بأنها تسير على قدم وساق لتحقيق الحلم ، النهوض الوطني ، الوحدة العربية ، الحداثة ، استرداد فلسطين ، بناء مجتمع ديمقراطي منتج ، يُظهر الواقع وبشكل لا يحتاج إلى تحليل ، ان ما كان ينبغي تحقيقه ، ليس سوى وعود كاذبة ، إلا أن ، تحالفها مع العسكر استطاعت منذ رحيل المستعمر ، أن تحافظ بالحديد والنار على صفة تابع ، ومع محاولات التوريث الجمهوري ، الأخيرة ، كانت ، شبه الضربة القاضية والتى كشفت عن غضب عميق لدى الأغلبية الساحقة ، بالطبع ، هو غضب مسكوت عنه ، لكنه ، كان ينتظر لحظة الانفجار ، وفي خضم هذا التفاعل والرفض ، تشكل تحالف خليط من كل قطر عنصر يتيم ، لم يكن يخطر على بال الأحزاب أو الأنظمة في يوماً ما ، أن تعقد تحالفات على هذا النوع والشكل .
غياب الانتقاد التفكيكي لا يعني سلامة القرارات ، وقد تكون الأحزاب العربية من هشاشتها تحولت بلمح البصر إلى طرف ، ليس خوفا على الأوطان ، لأن ، من يسرق عرق المواطن أو يمارس شاهدة الزور ، باحتراف ، لا يهمه وطن ولا مواطن ، بل حالها تماماً كحال أقليات الوطن العربي ، تخاف على وجودها ، وهنا ، نتفهم بحدود ، تخوف الأقليات وحجم الضغوط النفسية ، وعدم شعورها ، تاريخياً بالمواطنة ، لكن أيضاً ، نعي جيداً الفرصة الثمينة التى تغتنمها الأحزاب ، من اعادة انتاج ذاتها ، خصوصاً ، بعد ما صدرت شهادة وفاتها منذ زمن ، فاليوم ، تتحالف الأحزاب العربية ، فاقدة الأهلية الشعبية ، مع أقليات وطنية وأقليات أخرى مسلمة في الإقليم ، جميعهم يرتبطوا في دوائر دولية منقسمة ، تتقاطع في الهدف وتتنازع بين بعضها البعض على المطامع ، وهذه الأهداف ، لا يمكن أن يعيها متسول سياسي أو لقيط حزبي ، بل ، ما يجري في الوطن العربي ، على الأخص ، سوريا والعراق ، حروب ، تتطور في كل لحظة ، وتتبدل عناوينها مع كل طلقة أو تفجير ، وعلى هذه الأوتار ، تنساق هذه الأحزاب خلف المجهول ، خذ عندك ، في الحرب العالمية الأولى ، المدهش أن العرب في حينها ، كانوا معدومي الحداثة وأقل تسلحاً وعلماً ، بالرغم ، من كل ما أسلفناً ، لم يتجرأ الغرب على تقسيمهم على أساس أقلوي ، لأن باختصار شديد ، كانوا يحملون مشروع عربي يصهر جميع الكسريات ، بالطبع في المقابل ، كان المستعمر لديه البديل ، فجاء بالتقسيم الجغرافي .
من فنون الدهاء السياسي ، الدولي ، يعاد بحنكة رهيبة تحيد مصر بشكل مكرور من الحسم العربي ، وهذا على أقل يُفسر ، بشكل واضح فاضح ، بأن العرب ورغم الثورات الشعبية الأخيرة ، لا يوجد لديهم مشروع عربي ، وكل ما يوجد ، ليس سوى وهم ، يعتقد البعض ، أنهم بهذا الحياد ، قادرين على إنقاذ أوطانهم المقسمة بالأصل ، وهذا لا يكون ، إلا إذا كان ، هناك قصور في دراسة وفهم الجغرافيا السياسية ، أما في الجهة الأخرى ، تقاتل السعودية ومحورها ، وأيضاً تركيا ، جبهة نافذة في العراق وسوريا ولبنان ، بالطبع ، من خلال الجماعات المسلحة ، وبالرغم من إنفاق المال والسلاح خلال السنوات الخمس ، مازالت بغداد ودمشق وبيروت ، عواصم عصية عن الحسم ، بل ما هو أخطر ، استطاعت روسيا ، مؤخراً ، خلط الحقائق وإعادة ترتيب الأولويات ، طيب السؤال ، إذا كان المحور الإيراني الروسي ، في ظل الجماعات المسلحة التى تسعى لإسقاط الأسد والنظام الطائفي في بغداد ولجم حزب الله عن استمرار المشاركة في قتل الأبرياء ، بهذا النفوذ والسيطرة ، اليوم والبارحة ، ماذا سيفعل المحور المقابل ، عندما تخلو المنطقة من الجماعات المسلحة غداً ، باختصار ، نستحضر نموذج لبنان ، عندما خرجت الثورة الفلسطينية من لبنان ، وذلك جاء بعد اتفاق عربي وطلب المقاومة الوطنية اللبنانية ، أشد قصوراً من الأول ، تمكنت ايران من ملء الفراغ على الفور ، بحزب الله ، طبعاً حصل ذلك ، تحت مسمع ونظر المخابرات الإسرائيلية والأمريكية والغربية بصفة عامة ، النتيجة اليوم ، السنة وحلفائها في لبنان ، محاصرون ومن يرفع رأسه سيلقى مصير الحريري الأب أو الابن ، الفار من الاغتيال ، هذا تماماً ، سيحصل في سوريا والعراق ، وستصبح القوة الإيرانية على أبواب تركيا ودول عربية أخرى .
نتساءل من موقع الناصح الحريص ، اذا كان المطلوب استمرار ذبح السنة العرب ، من قبل الفرس والغرب والإسرائيليين ، باسم الإسلام الأعقل والحرية التنويرية ، الكاملة ، والضحية الخالدة والحصرية لبني يهود ، لأن ، عُقدة التاريخ كما تبدو ، مازالت تحاصرهم ، طالما ، العربي الحافي الذي يسكن الخيمة ويركب الجمل ويحمل حديده ، قال ذات يوم ، سأغير العالم ، فأسقط إمبراطوريتين ، فغيره ، وهو ذاته ابن الصحراء ، مازال على قيد الحياة رغم جميع محاولات شطبه ، نُذكر من تناسى ، أن التضليل والأكاذيب اللذين مورسوا بحق النظام البعثي العراقي ، عندما ادعى المجتمع الدولي الحر ، أن صدام حسين يمتلك سلاح دمار شامل . الكيمياوي ، واتضح بعد مذبحة السنة في العراق ، أن العراق ، لا يملك سلاح دمار شامل ولا تقليدي محدود ، بل الذي يملك مشروع نووي ، هو الطفل المدلل الثاني للغرب ، إيران ، فهل من النصح والذكاء أن نعيد المشهد العراقي ونلتحق بركبان الإعلام التضليلي ، حيث ، ترتفع صيحات محاربة الإرهابيين وضرورة التحرك عسكرياً ، طيب ، اذا كانت داعش الإرهابية قتلة وذبحت المئات ، هنا وهناك ، ماذا يتوجب فعل مع من قتل في العراق مليون ونصف إنسان ، الأغلبية من السنة ، و 300 ألف فلسطيني منذ احتلال الإسرائيلي لفلسطين ومليون ونصف في الجزائر و350 ألف حتى الآن في سوريا ، طبعاً ، غير الملايين المهجرين والألف المفقودين .
إذاً أنها مذبحة مستمرة في حق أهل السنة العرب ، بتواطؤ بعض أبناءها ، علاقمة العصر ، لهذا من الضروري أن يعي العربي ، الآن ، خطورة ما يُرتب من اعداد سيناريو وتهمة جديدة ، يعني أن هناك ابادة قادمة لدولة محورية وتسليمها لمليشيات إيرانية ، فإذا كان صدام قد قتل 138 شخص ، سابقاً ، حاولوا اغتياله في الدجيل ، في المقابل ، قُتل حتى يومنا هذا ، والحبل جرار ، مئات الالاف من العرب السنة ، كان من الأولى ، أن يحاكم الرجل ونظامه على الهجوم الكيميائي في حلبجة ، الذي ذهب ضحيته 3500 شخص ، علماً أن في بادئ الأمر اتهمت الاستخبارات العسكرية الأمريكية إيران وبعد مدة قصيرة اعادت صياغة تقرير جديد على أنه هجوم عراقي على القوات الإيرانية والقوات الكردية ، الموالية لإيران ، لكن ، ثمة الى كل هذا ، الإسرائيلي ، يتحرك داخل غابة من البنادق ، يريد إسقاط الدول السنية ، كي يجهز تماماً ، على الضفة الغربية ويعمل على تقليل المسافة بين إيران وتركيا واجتزاء سيناء تماماً عن المركز في القاهرة ، وهذا سيحصل كله برعاية روسية إسرائيلية إيرانية .
للإنصاف التاريخي، يقتضي قول الحقيقة ، الأحزاب العربية على مدار التاريخ المعاصر ، كانت وبال على الشعب العربي ، ليس فقط في السلم والحرب ، بل هي ، سلاح فتاك شامل ، دمر الأمة بقصد أو بجهل أو بتغافل الأغلبية .
والسلام
كاتب عربي
الأمم المتخاذلة وصرخة الضمير الغاضب
امد/فادي قدري أبو بكر
يتميز الموسم الجديد من مسلسل الإجرام والإرهاب الصهيوني الذي يُبث منذ عقود بأن كل جريمة باتت موثقة مرئياً ، بحيث يستطيع أي شخص في العالم أن يتحرى عن كل جريمة و يراها بالصوت والصورة .
لم تعد حكومة الاحتلال تستطيع إخفاء جرائمها بعد اليوم ، فعصر التكنولوجيا وتقدم أدوات الملتميديا المختلفة وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي كفيلة بفضح كل ممارسات و جرائم الإرهاب الصهيوني.
اعتاد الفلسطينيون على بلادة العرب وخذلانهم مع كل موسم إرهابي صهيوني يحل بفلسطين ، وفي المقابل كان الرهان على المجتمع الدولي الذي يطالب باحترام الحقوق و إحقاق العدل و غيرها من القيم السامية .
اجتهد الفلسطيني منذ عقود ليجمل صورته أمام المجتمع الدولي ويطالبه بالوقوف معه ومساندته في حقه بالعيش بكرامة وحرية ، وإقناعه بعدالة قضيته التي يقاتل في سبيلها .
ماذا تلقى الفلسطيني في مقابل كل هذه الجهود ، وفي مقابل كل المواد المتاحة أمام أي شخص في العالم حول اغتصاب وافتراس الشجر والحجر والإنسان في فلسطين ؟!.
لم يتلقى الفلسطيني رداً على هذه الجرائم المتواصلة والتي تزداد بشاعة يوماً بعد يوم سوى تصريحات مفادها " القلق من خطورة الأوضاع في فلسطين" ..!!
كلماتكم الخاوية المتخاذلة أصبحت محفوظة لدرجة أن أي طفل فلسطيني يستطيع أن ينثرها في أي مجلس وببراعة ومهارة كبيرتين ..!!
مللنا من كل المحاولات الرامية إلى إقناعكم بالوقوف إلى جانبنا ..صرخنا واستنجدنا بكم حتى انقطعت أصواتنا ، وردكم اقتصر على تصريحات ومواقف أقل ما يمكن توصيفها بأنها متخاذلة ...
ألا يكفيكم ما ترونه في شاشات التلفاز وصفحات التواصل الاجتماعي من عمليات تصفية ميدانية بحق أطفال وشباب ونساء وشيوخ تهمتهم أنهم فلسطينيون . ماذا تنتظرون بعد ؟! هل نأتي أمام أبنيتكم ليتم تصفيتنا أمامكم؟! .... شر البلية ما يضحك ..تطلقون على أنفسكم اسم "الأمم المتحدة" .. أنتم أمم متخدرة .. وإن كنتم أمم متحدة فأنتم أمم متحدة ومتفقة على أن تكون أمم متجمدة أو بالحد الأقصى "قلقة".. لسنا بحاجة إلى قلقكم ، ولم يعد يُشرفنا أن يُرفع علم فلسطين أمام مبناكم يا جمعية الأمم المتخاذلة ، فعلم فلسطين أطهر من أن يرفع فوق أي بقعة متخاذلة انعدمت فيها كل معاني الإنسانية.
فلسطين ستبقى صامدة على الرغم من التخاذل الكوني .. فلسطين ستبقى صامدة على الرغم من الموقف العربي المتخاذل ووجود الأنظمة العربية المطبعة مع الاحتلال الصهيوني .. فلسطين ستبقى صامدة ما دام فيها حارس واحد أمين يصرخ بضمير غاضب " بالروح بالدم أفديك يا فلسطين " ....
غزة.. على أونه، على دويه، على تريه
امد/حسن سليم
ان ما أقدمت عليه سلطة حماس في قطاع غزة، من توزيع أراض مملوكة للدولة على موظفيها دون سند قانوني، وتصرف فيما لا تملك، إنما هو اكبر من مجزرة وطنية يندى لها الجبين. تصرف غير قانوني، بل منعدم قانونا، لصدوره عن جهة غير ذي صلاحية، وليس لها أية صفة شرعية، برره زياد الظاظا وزير المالية في حكومة حماس، بأنه اقتداء بما فعله الانتداب البريطاني إبان حكمه، وبان الشهيد ياسر عرفات قد فعلها من قبل. في الحالة الأولى عذر أقبح من ذنب، بان تكون قدوة الظاظا حكومة الانتداب البريطاني، أي حكومة الاستعمار، ومعلوم أن حكومات الاستعمار قادمة للسطو على مقدرات البلد وأرضه وخبراته، وفي الثاني كذب وافتراء، وهو يعلم حرص ياسر عرفات على الأرض الذي كان سعيه الدائم لامتداد السلطة لأكبر مساحة ممكنة في فلسطين، وهو الذي يعلم قيمة كل شبر فيها، ولم يكن ليلجأ لهذا الأسلوب الغبي بأن يوزع أراضي الدولة بدل رواتب ومستحقات، فقد كان يتم تأمينها بشكل دوري، حتى في أحلك الظروف، وما صدر عن الشهيد ياسر عرفات من قرارات تخصيص لأراض، تم دراستها لاحقا، كما تم إلغاء من كان منها لغير المنفعة العامة، التي هي شرط للتخصيص، حيث لا يجوز ان يكون التخصيص لمنفعة شخصية. وفيما يتعلق بادعاء الظاظا بان الفصائل والأحزاب على علم بالقرار وبأنها بصورته، وهو ما نفته الفصائل، فان ذلك العلم لا يضيف صبغة قانونية للقرار، كونها ليست جهة اختصاص بإصدار القرار، والأمر حكومي بحت، وقرارات تخصيص الأراضي الحكومية يخضع لمجلس الوزراء من حيث التنسيب، ويتطلب مراعاة مجموعة من المعايير، يجب الالتزام بها، أولها صدورها عن جهة صاحبة اختصاص، ومرورا بالغايات المتعلقة بالاستخدام، والاستغلال، او التخصيص وما شابه، وتنتهي بمصادقة الرئيس عليه، أما بيع أراضي الدولة فلا يجوز مطلقا، بأي حال من الأحوال. إن الإجراء الذي أقدمت عليه سلطة حماس وأعلنت عن بدء التنفيذ له، لا يستند لأي أساس قانوني، سواء كانت تتعامل وان حكومتها ما زالت عاملة، أو ما بعدها. فقد أوضح المرسوم الرئاسي رقم (7) لعام 2006، بشكل جلي وواضح منع قبول تعديل أو تغيير قيود الأراضي المملوكة للدولة، والأشخاص الاعتبارية العامة في قطاع غزة، وهذا ما تم التأكيد عليه في قرارات مجلس الوزراء المتتالية، التي منعت التصرف بالأراضي الحكومية بالبيع أو بالتفويض أو بالمبادلة أو التفويض أو التخصيص أو الاستخدام، واعتبار كل ما يتم بشأنها من شكل مما سبق هو باطل قانونا، ويمثل اعتداء على أراضي الدولة وهذا ما أكده مؤخرا قرار مجلس الوزراء رقم 3 لعام 2015. إن إقدام سلطة حماس ببيع أراضي الدولة لدفع راتب من تصنفهم موظفي دولة، هو كمن يهرب من الرمضاء الى النار، ويعالج الخطأ بخطيئة، وغير مبرر لها بيع أراضي الدولة لعدم توفر الأموال لدفع رواتب موظفيها، فـ"عدم القدرة على الزواج لا يبيح الزنى"، حيث أن الموظفين الذين تريد دفع رواتبهم، لم يتم الاتفاق على اعتمادهم موظفي دولة، ولم يستند توظيفهم لسند قانوني، ولم يكن للدولة إشراف ومسؤولية على عملهم، وقبل ذلك كيف يتم الطلب من دولة أن تدفع رواتب لموظفين، لم توظفهم الدولة، بل عينتهم السلطة التي انقلبت عليها؟ أن إشكالية رواتب موظفي سلطة الانقلاب ستبقى متفاقمة، في ظل استمرار عملهم دون اتفاق، وستعود مجدداً، ما يطرح التساؤل عن الإجراء الذي سيتم اتباعه مستقبلا لحل الأزمة، وما الذي سيتم بيعه لاحقا لسداد مستحقاتهم، بعد أن تم بيع أراضي الدولة؟ لكن يبدو أن الإجابة واضحة، وفقا لما اخبرنا عنه تقرير الأمم المتحدة رقم 2020، بأنه لن يكون متر أرض واحد في غضون عام 2020، وبأن قطاع غزة البالغ مساحته 360 كيلو مترا مربعا، وتشكل الأراضي الحكومية منه ما يقارب الثلث، لن يكون حينها صالحا للحياة. إن معالجة ملف الموظفين تستدعي الوفاق أولا، وبسط الحكومة الشرعية لسلطتها، وتفعيل اللجنة الإدارية لحل تلك الأزمة، وحينها يكون من واجب الحكومة دفع رواتب موظفيها من خزينتها، وليس ببيع أراضيها، على طريقة المزاد العني، "غزة، على أونه، على دويه، على تريه" أو على طريقة الفلم المصري "عايز حقي"، باعتبار أملاك الدولة، صالحة للبيع والتصرف من قبل من يشاء. وفي ظل سلسلة الإجراءات المخالفة للقانون التي أقدمت عليها سلطة حماس منذ الاتفاق على حكومة الوحدة في تفاهم الشاطئ، وما سبقها من إجراءات على الأرض، فقد كان مطلوب من الحكومة الفلسطينية إجراءات أكثر صرامة تجاهها، ولا سيما فيما يتعلق بقرارات تخصيص الأراضي غير القانونية وأبرزها تخصيص ما يقارب أربعة الآف دونم لصالح أعضائها تحت مسمى تخصيص أراض للمقاومة، حيث لم تكن بمستوى وحجم التغيير الذي تحدثه سلطة حماس على الأرض، وهذا ما فتح شهية الأخيرة على الاستمرار في نهجها، حتى وصلت لحد التصرف بأراضي الدولة وبيعها في المزاد، وظن الحكومة كان، أن ذلك ليس أكثر من تهويش أو تهديد لتحسين شروط التفاوض، أو تحصيل المزيد من المكتسبات. وبين ظن الحكومة بأنه ليس أكثر من تهويش، وبين ما أقدمت عليه، وبدأت سلطة حماس بتنفيذه يقع المواطن الباحث عن حقوقه وعامل مقابل عمله، ضحية لحاجته، دون أن يعلم حتى ان ما تم منحه إياه باطلا، وستقوم الدولة باستعادته منه، وبالتالي عليه عدم القبول به. وبالإجراء الذي اتخذته سلطة حماس تضيف سقطة جديدة، وتراكم خطيئة أخرى، لما أقدمت عليه في صيف العام 2007، وتعزز الفجوة في الموقف الفلسطيني، وتبعد المسافة أمام أية فرصة لاستعادة الوحدة المنشودة، ولا سيما في ظل الهبة الجماهيرية المجيدة.
اوقفوا حكم الاعدام
امد/عمر حلمي الغول
مع أن الارهاب الاسود يعم الدنيا، لان جذوره مرتبطة بالاستعمار القديم والجديد، ولرغبة بعض الدول في تصفية حساباتها الصغيرة مع دول شقيقة ومجاورة، لذا ترفده بالاموال وادوات الفتك والقتل، مما فتح الابواب كلها لانفلات عقاله ضد شعوب الارض قاطبة. غير ان العالم في الالفية الثالثة، اخذ يتجه لتعزيز مكانة حقوق الانسان، ويحاول قدر الامكان من تقييد الدول الاستعمارية والبوليسية والاثنوقراطية، والحد من إنتهاكاتها لتلك الحقوق المشروعة والطبيعية.
في هذا الخضم، أصدرت محكمة سعودية الثلاثاء الماضي، الموافق ال17 من نوفمبر الحالي حكما باعدام الشاعر الفلسطيني أشرف فياض بتهمة الترويج لإفكار إلحادية وسب الذات الالهية. والمحكوم إبن عائلة فلسطينية، مضى على وجودها في المملكة الشقيقة خمسين عاما. أضف إلى ان الشاب سبق وشارك في بينالي البندقية، ممثلا العربية السعودية بصفة أمين مساعد للجناح السعودي في المعرض، وله نشاطات فنية عديدة. ووفق ما صرح به والده، فإن بعض العاملين في "هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر"، لهم حسابات كيدية ضد الشاعر اشرف، مما جعلهم رفع سقف الحكم للاعدام، بعد ان كان السجن اربع سنوات والجلد 800 جلدة.
وحرصا على العلاقات الاخوية بين القيادتين السياسيتين الفلسطينية والسعودية، وتعميقا لاواصر الاخوة بين الشعبين الشقيقين، فإن الضرورة تحتم على خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، العمل على الافراج الفوري عن الشاعر فياض. لانه لم يرتكب شيئا يسيء للمملكة وقيادتها وشعبها. ولانه مثقف حر، ولديه الحق في نظم الاشعار، التي تعكس رؤيته للحياة والمستقبل. وهي اشعار عادية، لا يوجد فيها ما تشير له تهم الهيئة المارقة والمعادية لحرية الانسان. ولكون التساوق مع الهيئة المذكورة آنفا، لا يستقيم مع روح العصر، ويتنافى مع ابسط حقوق الانسان ومواثيق الامم المتحدة ومنظماتها الاممية.
لا يود المرء، الدخول في المحاججة الدينية، اولا لغياب المعرفة الدقيقة بها، وثانيا لعدم الرغبة ان تكون اساسا للحوار والنقاش، وثالثا لرفض الانسياق للدائرة المتزمتة والمغلقة عند اولئك الادعياء، الذين لا يعرفوا من الدين إلآ الجانب الشكلي. رابعا ولان منطقهم ولد وأصل لنشوء التنظيمات التكفيرية "القاعدة" و"داعش" و"النصرة" .. الخ المسميات. وبالتالي ووفقا لروح العصر، وانسجاما مع مواثيق وقوانين الامم المتحدة، التي كفلت الحق للانسان بحرية الرأي والتعبير والمعرفة، وتفاديا لاية إربكات لا يرغب بها ابناء الشعب العربي الفلسطيني، فإن المصلحة الوطنية والقومية والانسانية، تفرض الافراج الفوري ودون تردد عن الشاعر الفلسطيني.
كما تعلم قيادة المملكة الشقيقة، ان الاقدام على مغامرة الاعدام للشاعر فياض، لن تكون في مصلحتها، ولن تسجل في قائمة إنجازاتها، بل العكس صحيح. اضف الى ان ردود الفعل على المستويات الوطنية والقومية والعالمية، لن تكون في مصلحة المملكة، وهي ليست بحاجة لمضاعفة الازمات، التي تعيشها. والسبيل الافضل لجهات الاختصاص طي صفحة الملف بهدوء ومن دون ضجيج.
وفي السياق على قيادة المملكة العربية السعودية، إمتلاك الجرأة على حل الهيئة، التي يستغلها الجهلاء لتحقيق مآرب شخصية تتنافى مع مصالح القيادة والمملكة والشعب على حد سواء. لان القائمين عليها (الهيئة) تسببوا في أكثر من ازمة داخلية، وكونها بصراحة أداة فتنة، لا اداة بناء وحماية للمجتمع السعودي. لعل حل هيئة الامر بالعروف والنهي عن المنكر، يشكل المدخل الطبيعي لشق النظام السياسي خطوة نوعية في طريق النهوض بمقدرات وكفاءات المملكة الشبابية من الجنسين. وكسر حدة الجمود والقيود المكبلة للتطور.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com
فى أغراض التصعيد الإسرائيلى ض تركيا
امد/ماجد عزام
صعدت إسرائيل لهجتها الأسبوع الماضي وبشكل مفاجىء ضد تركيا، وفي سياق استغلالها جرائم باريس لنفاق فرنسا وأوروبا بشكل عام لشيطنة المقاومة الفلسطينية ولتبييض صفحتها، ووضع نفسها في صلب الحرب العالمية ضد الإرهاب وصلت إلى حد اتهام أنقرة بتعمّد إغراق أوروبا باللاجئين لخلق مشاكل اجتماعية ثقافية أمنية لها. كما نقلت القناة الثانية الأحد الماضي - 15 نوفمبر- عن مصدر حكومي رسمي زعم أيضاً أن حكومته حذرت ومنذ أسابيع من تحول تركيا إلى ثغرة أمنية جنوب القارة العجوز.
التصعيد المفاجىء جاء بعد شهور فقط على لقاء وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي بنظيره التركي في روما لمناقشة تحسين أو تطبيع العلاقات بين البلدين، كما بعد أسابيع فقط على حديث القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية في أنقرة، والتي غازلت فيه السلطات التركية من أجل تجاوز الخلافات، والعمل بشكل مشترك من أجل الاستقرار والسلام والأمن في سورية والمنطقة بشكل عام.
ما الذي تغير خلال الأسابيع والشهور القليلة الماضية؟ ولماذا بدّلت إسرائيل خطابها تجاه تركيا من النقيض إلى النقيض، ومن الحديث الودّي أو التصالحي إلى العدائي والحادّ؟
يمكن الحديث برأيي عن ثلاثة أسباب رئيسية تقف وراء هذا التغير المفاجىء في الموقف الإسرائيلي، وهي نتيجة الانتخابات التركية والفوز الساحق الذي حقّقه حزب العدالة والتنمية، والأغلبية الكبيرة التي نالها، والتي ستخوّله تشكيل الحكومة منفرداً، وعلى راحته والتدخل العسكري الروسي في سورية، الذي وصل تقريباً إلى حدّ الاحتلال – ما يريح تل أبيب بالتأكيد - محوّلاً موسكو إلى اللاعب الأهم المؤيّد للنظام، بدلاً من طهران، إضافة إلى القرار الإسرائيلي بعدم التوصل إلى تهدئة مع حماس، والإقلاع بالتالي عن فكرة رفع الحصار عن غزة أو حتى تخفيفه بدرجة ملموسة عنها.
لقاء وكيل وزارة الخارجية دوري غولد بنظيره التركي فريدون أوغلو في روما-حزيران يونيو- كان تعبير عن توجه إسرائيلي أوّلي لتحسين العلاقات مع تركيا، وكلام القائمة بأعمال السفارة في أنقرة-اميرة اورون 13 اب اغسطس- جاء في نفس السياق، ولكن بعد انتخابات حزيران وضمن فهم تل أبيب أنها أضعفت حزب العدالة، وأنه سيكون مضطراً لتشكيل حكومة ائتلافية، وأن أيّ انتخابات مبكرة لن تغير المشهد السياسي بشكل عام، علماً أن أحزاب المعارضة كلها ترغب في إنهاء حالة العداء مع تل أبيب أو تحسين العلاقات وعودتها إلى طبيعتها، كما يطالب علانية الحزبين اليساريين حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديموقراطية، الذي وصل زعيمه صلاح الدين ديمرطاش إلى حدّ الإقرار بالحق الحصري لليهود في القدس، تماماً كما حق المسلمين في الكعبة وحقّه وزملائه في كعبتهم أي ميدان تقسيم.
حزب العدالة ضعيف كان يعني بالمصطلح الإسرائيلي عدم التشدد في مطالبه أو بالأحرى مطلبه الأخير المتمثل برفع أو حتى تخفيف جدي للحصار عن قطاع غزة، بعدما جرى تجاوز المطلبين الأوليين أي الاعتذار والتعويض لأهل الضحايا وللمصابين فى جريمة سفينة مافى مرمرة فى ايار مايو من العام 2010 -.
إسرائيل كانت منفتحة في ذلك الوقت على المطلب التركي الأخير، وهي فكرت فعلاً في التوصل إلى هدنة، ولو تقنية مع حماس وفق تفاهم القاهرة – آب/أغسطس 2014 - لتثبيت وقف نهائي للنار في غزة ومحيطها على أن يتضمن وقف هدنة طويلة، ورفع الحصار، وفتح المعابر، وإعادة الإعمار وفق ما عمل عليه مبعوث الرباعية السابق توني بلير بضوء أخضر أو حتى برتقالي من تل أبيب وواشنطن.
نتن ياهو تراجع في اللحظات الأخيرة لخشيته من حصول انجراف أو تسونامي أوروبي ودولي تجاه الحركة الإسلامية، كما لخشيته من أن يخلق ذلك سيرورة تؤدي إلى انهيار السلطة في رام الله، علماً أن بقاءها ما زال حاجة أو مصلحة إسرائيلية، إضافة طبعاً إلى الرفض المصري القاطع لأي تخفيف أو رفع للضغط عن حماس كون القاهرة لا تريد أن تكون تل أبيب أقل تشددّاً منها تجاه الحركة الإسلامية، خاصة مع ذهاب نظام السيسي بعيداً في التحالف والتنسيق الأمني مع تل أبيب في سيناء، غزة، وفلسطين بشكل عام.
إذن لم تعد تل أبيب تريد أو تستطيع تلبية المطلب التركي فيما يتعلق برفع الحصار عن غزة، ورغم أنها لم تعلن صراحة عن موقفها من انتخابات نوفمبر المبكرة، إلا أن ليندا شتراوس الباحثة في معهد الأمن القومي الوثيق الصلة بالمؤسسة الأمنية أفصحت عن حقيقة هذا الموقف، عندما كتبت الجمعة الماضية 13 نوفمبر معتبرة أن الفوز الساحق لحزب العدالة سيغري الرئيس رجب طيب أردوغان لمواصلة خطة المتشدّد ضد إسرائيل.
هذا فيما يتعلق بالبعد الفلسطيني أو الغزاوى من العلاقة التركية الإسرائيلية. أما فيما يخص رغبة تل أبيب بالتعاون أو التنسيق مع أنقرة، فيما يخص سورية وتبنّي الدبلوماسية الإسرائيلية في أنقرة للقناعات التركية وتحديداً لجهة اعتبار الأسد جذر المشكلة، واصل المرض وذهابها إلى حد القول أن تعاون تركي إسرائيلي كان سيمنع وصول الأوضاع إلى ما وصلت إليه في سورية، وكان سينعكس إيجاباً على الأمن والاستقرار في المنطقة كلها، فيبدو أنه بات من الماضي تماماً كما الحديث عن رفع أو تخفيف الحصار ضد غزة.
بعد التدخل الروسي باتت موسكو اللاعب الأهم عسكرياً، وسياسياً ولو في صفوف القوى المؤيدة للنظام، بل أنها دفعت طهران وميليشياتها إلى المكان الثاني، والقوات العسكرية الروسية تنتشر أو تنشط في المناطق المتاخمة لإسرائيل والحيوية لها، وحرصت القيادة االروسية على التوصل إلى تفاهمات مع الحكومة الإسرائيلية وصلت إلى حدّ فتح خط مباشر بين القيادتين العسكرية للبلدين، وعلى قاعدة تفهم المصالح المشتركة، وغض روسيا طرفها، وحتى موافقتها الضمنية على استمرار إسرائيل في سياساتها المعلنة، وتنفيذ غاراتها وطلعاتها في الأجواء والسماء السورية، وتفهم تل أبيب لحرص موسكو على الاحتفاظ بنظام بشار الاسد، ومنع سقوطه أو انهياره أمام تقدم المعارضة.
وبدت المفارقة أن موسكو لم تطلب أي ثمن لتنفيذ طلبات وشروط تل أبيب، بل أنها كانت حريصة على التفاهم التام معها، على أمل تخفيف الضغوط الأمريكية والغربية ضدها، وضمن تساوق روسي ما مع فكرة أو قاعدة أن الطريق إلى واشنطن يمرّ أيضاً بتل أبيب.
قياساً إلى المعطيات السابقة اعتقدت تل أبيب أن الرئيس أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية سيكونا أكثر تشددّاً معها، ولن يتنازلوا عن مطالبهم والتزامهم بتحقيق الشرط الثالث أي رفع الحصار عن غزة، بينما تبدو إسرائيل غير مستعدة له ضمن استلابها لسياسة الحفاظ على الوضع الراهن بأي ثمن. أما سوريا فتتصور تل أبيب أيضاً أن موسكو ستظل اللاعب الرئيس في سورية على المدى المنظور، وسيكون باستطاعتها الاستغناء عن التنسيق أو الحوار مع تركيا فيما يخص التطورات فيها.
هل ستسير الأمور وفق ما تشتهي السفن الإسرائيلية، ليس بالضرورة. فسياسة الوضع الراهن لن تصمد لوقت طويل وستنهار حتماً في غزة وفلسطين بشكل عام، ونظام السيسي الذي بات عامل مهم في بلورة السياسات تجاه غزة، يتآكل هو أيضاً، وسينهار مع الوقت وفق تقديرات عديدة في إسرائيل نفسها ما يعني زوال سبب مهم يمنع رفع أو تخفيف الحصار ضد غزة، أما روسيا فستغرق بالتأكيد أو على الأقل ستتورط في الوحول السورية، وستكون هي نفسها مضطرة للحوار مع تركيا وحلفاء المعارضة السورية من أجل إنجاح العملية السياسية، وإنقاذ نفسها بأقل الخسائر السياسية الاقتصادية والأمنية. والخلاصة أن تل أبيب ستكون مضطرة على المدى المتوسط للعودة للحوار مع أنقرة من أجل تحسين بل تطبيع العلاقة معها باعتبار ذلك مصلحة لدولة صغيرة تعيش في خضم بحر بل محيط من التغيّرات والتحولات العاصفة.
رئيس تحرير نشرة المشهد التركي الالكترونية
الطردة يفرض حظر التجوال على الفالوجة
فراس برس/ د. مصطفى يوسف اللداوي
شابٌ فلسطيني واحدٌ صادقُ اللهجة، واثقُ الخطوة، حادُ النظرة، قويُ الإرادة، صامدٌ على أرضه، متمسكٌ بثوابته، حريصٌ على مقدساته، غيورٌ على شعبه، ومصممٌ على منهجه، أعزلٌ إلا من سكينٍ، ومجردٌ إلا من صدق إرادته وعمق إيمانه بحقه، ينجح وحيداً في إرباك العدو الإسرائيلي وإشغال أجهزته الأمنية وقواه العسكرية، وطواقم البلدية والخدمة المدينة، وعناصر الإسعاف والدفاع المدني، ويجبر السلطات الإسرائيلية على الطلب من مواطنيهم عدم الخروج من المنازل أو التجول في الشوارع والطرقات، وعدم فتح أبواب بيوتهم لأي طارقٍ إلا بعد التأكد من شخصيته وهويته، ثم أصدرت الجهات المختصة أوامرها بتعطيل المدارس والجامعات، ومنع التلاميذ والطلاب من الخروج إلى مدارسهم وجامعاتهم، مخافة أن يتمكن المقاوم الفلسطيني الشاب الحر الطليق من الاستفراد بأحدهم وطعنه.
حالة استنفارٍ كبيرةٍ وتوترٍ شديدٍ سادت مدينة كريات جات الإسرائيلية، التي تحولت خلال فترةٍ قصيرةٍ إلى ثكنةٍ عسكرية، تغص بالجنود والضباط وعناصر الشرطة وسيارات الإسعاف والدفاع المدني، الذين جاؤوا على أهبة الاستعداد وبكامل الجاهزية لمواجهة أي طارئ، وكأنهم يواجهون جيشاً معادياً، أو مجموعةً عسكريةً كبيرة، لا مجرد شابٍ ثائرٍ، وفلسطينيٍ غاضبٍ، خرج لينتقم لشعبه، ويثأر لأهله، لكنه الجبن الإسرائيلي والخوف الذي جبلوا عليه ونشأوا فيه، ذلك أنهم يعرفون أنهم ظالمين ومعتدين، وقتلة ومجرمين، ويعلمون أن حالهم هذا القائم على الظلم والاغتصاب لن يدوم ولن يستمر مهما طال الزمن وتأخر الحسم، ومهما بلغت قوتهم وعلا شأنهم وتعاظم سلاحهم وازداد تفوقاً وفتكاً.
إنه محمد شاكر الطردة، الفلسطيني ابن بلدة تفوح قضاء الخليل، الذي استطاع وحده أن يدخل العدو الإسرائيلي في دوامة قلقٍ واضطراب، وحيرةٍ وخوف، بعد أن نجح بمفرده في طعن عددٍ من المستوطنين، ثم لاذ بالفرار ونجح في التواري عن الأنظار والاختباء بعيداً عن العيون، الأمر الذي أخاف الإسرائيليين أكثر، وجعلهم يتربصون خيفةً وقلقاً، ويلتفتون يمنةً ويسرةً، مخافة أن يطلع عليهم بسكينه، ويكمل ما بدأه فيهم طعناً ومحاولةً للقتل، وهم يعلمون أنه سيكون أكثر جرأة وأكثر اندفاعاً، وأشد رغبةً في الطعن ومحاولة إصابة أكبر عددٍ ممكنٍ منهم، لعلمه أنه سيقتل، وأنهم لن يتركوه وشأنه، ولم يكتفوا باعتقاله، بل سيجهزون عليه كحال كل الشهداء الذين سبقوه ونفذوا عملياتٍ تشبه ما قام به.
لهذا كان الإسرائيليون يشعرون أنهم في مواجهةِ أسدٍ هصورٍ، ونسرٍ جارحٍ، وصقرٍ يرقبهم من مكمنه، وأنه سينال يقيناً من كل من يقابله ويجده في طريقه، ولن تخيفه قوة، ولن تمنعه إرادة، إذ كيف سيصدون رجلاً يقبل على الشهادة بنفسه، وينوي المواجهة وهو يعلم أنه سيقتل، الأمر الذي يجعله يفكر جاداً ألا يقتل بدمٍ باردٍ، وألا يسلم نفسه لعدوه رخيصاً بلا ثمن، وسهلاً بلا غرمٍ أو مقاومة، قبل أن يثخن فيهم غاية ما يستطيع.
خلت الشوارع فعلاً، وران على المدينة صمتٌ شديدٌ، وسكن أرجاءها الخوف، وبدأ السكان في الاتصال ببعضهم، يطمئنون على أنفسهم ومن غاب من أبنائهم، ويطلبون ممن هو خارج المدينة ألا يعود إليها، بينما كان محمد في المدينة، لم يغادرها بعد، ولم يتمكن من الابتعاد كثيراً عن مكان الحادثة، بل كان يتربص ويترقب، وفي نيته مواصلة ما بدأ، واستكمال ما خرج من أجله، ولكن حالة الاستنفار كانت كبيرةً جداً، وعدد الجنود وعناصر الأمن والشرطة الذين يجوبون المناطق، ويبحثون ويفتشون عن منفذ عملية الطعن كان كبيراً، وكانوا في حالة جهوزيةٍ عالية، يحملون بنادقهم ومسدساتهم، وأيديهم على الزناد، الكل يتطلع ويتفحص المكان، وأخيراً تمكنوا من الوصول إليه بينما كان في حديقة أحد المنازل، واقفاً يحمل سكينه متأهباً، ينوي المهاجمة ولا يتطلع إلى الفرار.
شعر العدو الإسرائيلي أنه قد حقق نصراً، وأفشل مخططاً، وأنه تمكن من إحباط عمليةٍ عسكريةٍ نوعيةٍ كان سيقوم بها الفريق محمد شاكر الطردة، وطنوا أنهم باعتقالهم له سينامون ليلهم الطويل، وستذهب عنهم كوابيسهم وأحلام ليلهم المزعجة، ورعبهم الدائم في ساعات النهار، وأن أحداً لن يأتي من بعده، ولن يتم ما بدأ غيره، ولن يستكمل المسيرة سواه، وما علموا أن الراية لا تسقط، والسكين كما البندقية لا تقع من يد فلسطينيٍ أبدا، بل يسلم الراية مقاومٌ إلى مقاومٍ، ويحمل السكين شابٌ إثر شابٍ أو فتاة، وتمضي المسيرة، وتتواصل المقاومة، ويعلن الفلسطينيون أن أرضهم أعز عندهم من المهج والأرواح، وأن قدسهم أمانةٌ عندهم في كتاب الله، لا يفرطون فيها ولا يتنازلون عنها، ولا يتأخرون في حمايتها والدفاع عنها.
كريات جات التي استهدفها الطردة بسكينة، مدينةٌ فلسطينية عريقةٌ في المقاومة، وتاريخها ساطعٌ في الصمود والثبات، إنها بلدة عراق المنشية، أو مدينة الفالوجة الشهيرة، التي بات اسمها علمٌ، يطلق على مدنٍ كثيرةٍ، وشوارع ومدارس وميادين عربية عديدة، ذلك أنها المدينة الفلسطينية التي كانت أكثر من صمدت في حرب عام 1948، ولم تسقط في يد الإسرائيليين، الذين لم يتمكنوا من دخولها عنوةً بقوة السلاح وإرهاب العصابات المسلحة، بل بقي فيها المقاتلون العرب والفلسطينيون، صامدون يقاومون، يقاتلون بشراسةٍ ويرفضون الخضوع والاستسلام، حتى غدت هذه المدينة اسماً لكل مقاومةٍ، ورديفةً لكل صمودٍ وثباتٍ في وجه الاحتلال، الذي اكتوى بها قديماً، وتألم فيها وبكى اليوم جديداً.
شكراً لك محمد الطردة، واعلم أن سجنك لن يطول، وقيدك لن يدوم، وحريتك وغيرك لا محالة ستكون، وأنك في أغلالك وخلف الأسلاك والقضبان في السجون والمعتقلات ستبقى تخيفهم، فقد أعدت وصل ما انقطع، وأحييت فينا ذاكرةً عزيزةً وأياماً مجيدة، وأثبت للعدو الإسرائيلي أن هذه المدينة كانت لنا وستبقى لنا، وسنعود إليها طال الزمن أم قصر، وستخلو شوارعها منهم، وستعود بيوتها لنا كما كانت، نسكنها ونعمرها، ونصبغها بصبغتنا العربية والإسلامية، وسنعمر مساجدها، ونحي دور العبادة فيها، وسيصدح في سمائها من جديد نداء الله أكبر من فوق مآذنها، وبصوت أهلها وسكانها الفلسطينيين، العرب المسلمين الأماجد.
النقاب.. إسلام أم تأسلم؟
فراس برس/ د. رفعت السعيد
تعالوا، أيها المصريون، لنقف معاً صفاً واحداً على امتداد الوطن تحية ومساندة للقرار الشجاع والمستند إلى صحيح الإسلام، الذى اتخذه الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة العتيدة، بمنع النقاب فى ساحات ومدرجات الجامعة. وليس فى موقفنا المصرى أى جديد فمصر عبر رموزها الثقافية والدينية وقفت على الدوام ضد النقاب المتأسلم، ونبدأ برائد التجديد والتنوير فى مصر الحديثة الشيخ رفاعة الطهطاوى، ونقرأ فى كتابه «تخليص الإبريز فى تلخيص باريز» أن وقوع اللخبطة بالنسبة لعفة النساء لا يأتى من كشفهن أو سترهن، بل ينشأ ذلك من التربية الجيدة أو الخسيسة والتعود على محبة واحد دون غيره، وعدم التشريك فى المحبة والالتئام بين الزوجين» (ص305).
ونلاحظ هنا أن الأمر فى زمن رفاعة لم يكن يستند إلى أى نزعات متأسلمة ولا إلى حديث عن حلال أو حرام، وإنما كان يعتبر توجهاً عند البعض باعتباره رمزاً «للعفة»، وليس أكثر، ونأتى بعد ذلك إلى الأستاذ الإمام محمد عبده، وهو أيضاً واحد من رواد الاستنارة والتجديد إذ تقدمه «جريدة الأهرام» لقرائها ككاتب وفد إلى صفحاتها بعد شهر واحد من بداية صدورها، أى فى سبتمبر 1879، فتقول عنه «العالم العلامة الأديب الشيخ محمد عبده، أحد المجاورين بالأزهر والهدف من مقالاته هو بث الأفكار بين الناس، لتكون سبباً لتنوير البصيرة وتطهير السيرة وتحرك فيهم روح الغيرة»، وللأستاذ الإمام محمد عبده، مفتى الديار المصرية نظرية متكاملة فى تحرير المرأة والتعامل معها، ونقرأ «الأسرة لبِنة فى بنيان الأمة التى تتكون من العائلات، فصلاحها صلاح للأمة، والرجل والمرأة متماثلان فى الحقوق والأعمال، كما أنهما متماثلان فى الذات والعقل والشعور، واعلموا أن الرجال الذين يحاولون بظلم النساء أن يكونوا سادة فى بيوتهم إنما يلدون عبيداً لغيرهم» (الأعمال الكاملة - الجزء الخامس - ص208) وقد أفتى الأستاذ الإمام بعديد من الفتاوى تستهدف حماية حقوق المرأة، فهو يرفض تعدد الزوجات، قائلاً: «وإذا كان تعدد الزوجات فى صدر الإسلام مقيداً، فإنه يجلب اليوم فساداً للأسرة وللأمة، وإذا ترتب على شىء مفسدة فى زمن لاحق، فلا شك فى وجوب تغيير الحكم وتطبيقه على الحال الحاضر»، (المرجع السابق - الجزء الأول ص174) وقياساً على هذه الفتوى، فحتى لو ادعى المتأسلمون أن النقاب كان موجوداً ومقبولاً فى صدر الإسلام، وهو ما سنرى فيما بعد غير صحيح على الإطلاق- فإن هذه العادة يجب أن يتغير الحكم فيها بتغير الزمان والمكان واحتياجات العمل، ثم نأتى إلى شيخ آخر طبقت شهرته الآفاق بسبب كتابه الشهير الذى مزق دعاوى وأوهام الخلافة وقدم الأدلة الدينية والعقلية على أنها تأسلم وليست إسلاماً، وهو الشيخ على عبدالرازق، لنقرأ له فى مجلة «السياسة» مقالاً عن تحرير المرأة، وقد نشره بالإنجليزية فى جريدة إنجليزية، ثم أعاد نشره فى السياسة (14 أغسطس 1925)، ثم هو يعلق فى مقال آخر على كتاب «السفور والحجاب للآنسة نظيرة زين الدين»، قائلاً: «وإنى لأحسب مصر قد اجتازت بحمد الله طور البحث النظرى فى مسألة السفور والحجاب إلى طور العمل والتنفيذ، فلست تجد بين المصريين -إلا المخالفين منهم- من يتساءل عن السفور: هو من الدين أم لا؟ ومن العقل أم لا؟ بل تجدهم، وحتى الرجعيين منهم، يؤمنون بأن السفور دين وعقل، وضرورة لا مناص عنها لحياة المدنية الحاضرة» ثم هو يوجه تحية حارة إلى مؤلفة الكتاب قائلاً: «هى شابة فتية من بنات الشرق تنهض بالدعوة إلى ما تعتقده صواباً وإن خالفت فى ذلك رأى الشيوخ والمتقدمين، ذلك أن تراجع البعض عن إعلان آرائهم الحرة، وإن خالفت رأى الجموع أمر شائن، فالذى ينقصنا هو الشجاعة فى الرأى وقول الحق من غير تردد ولا رياء، فهنا مبدأ الكمال الإنسانى، وهنا تختلف أقدار الرجال، من مصلح أو مفسد، وشجاع أو جبان» (الهلال - أغسطس 1928).
ونأتى إلى واحد من أكثر رواد التجديد والتنوير استنارة، الأستاذ أحمد أمين، لنقرأ فى «فيض الخاطر»: «التعليم حق للمرأة، فما لم ترتق المرأة، وما لم تتحرر وما لم تتعلم لم يكن هناك أمل كبير فى جيل صالح جديد» (الجزء الثامن - ص76)، ويقول: «وبرغم أن المرأة أكثر محافظة على العادات والتقاليد من الرجل، فإنها أحسن تقديراً للواقع وأقرب آمالاً» (الجزء الأول - ص262)، ثم يعلن تأييده «للسفور» لأنه -على الأقل- علامة على زوال الفروق بين الرجل والمرأة» (الجزء التاسع - ص197)، ثم يهاجم الرجعيين من رجال الدين «لأن تمسكهم بالظواهر يفوق تمسكهم بالجوهر، ولأنهم كانوا من أهم أسباب تخلف المسلمين عن ركب الحضارة» (حياتى- 111) وهو يؤكد «أن التجديد ضرورى، بل هو أمر حتمى لفهم الدين والدنيا وإقامة الملاءمة بينهما، فالمسلمون لم يلتزموا بالدستور القرآنى إلا فى عهد الرسالة وبعدها بقليل، وأما ما عدا هذه الفترة، فقد عاش المسلمون عيشة منحرفة عن الدين، وعادت الجاهلية وقد تسترت برداء الدين»، ويقول: «توقف تيار التطور إلى أن أصبح اجتراراً لما قيل فى الماضى، وتوقف تيار التطور إلى أن أصبح اجتراراً لما قيل فى سائر الميادين وابتعد عن مواجهة مستجدات الحياة، وأصبح الأمر تقليداً فى تقليد التقليد، زيغاً عن طريق الحياة الصحيح، وحاجزاً أمام عوامل تنشيط النهضة» (فيض الخاطر - الجزء الثالث - ص 175)، وكل ذلك يندرج فى رفض موضوع النقاب، فهو جزء من ميراث الجاهلية والعودة إليه تقليد، وهو زيغ عن طريق الحياة الصحيح» بل هو يقول صراحة: «إن ما يحاول البعض القول إنه نظم إسلامية هو فى الواقع فارسى الأصل أو مستعاد من الجاهلية أو مقتبس من الحضارة والثقافة اليونانية» (ضحى الإسلام - ص296)، وهكذا كان الرجوع إلى عادة النقاب رجوعاً إلى ما كان فى الجاهلية، وإلى ما أتى مع الفرس.
ويلاحظ الدكتور أحمد شوقى الفنجرى فى كتابه الرائع (النقاب فى التاريخ - فى الدين - فى علم الاجتماع) أن ظاهرة النقاب اختفت من مصر لأزمنة طويلة، ثم ظهرت فجأة عام 1985 فى كلية طب القاهرة واستدعاهن العميد، ليبلغهن بمنع النقاب لما يسببه من مشكلات أمنية، ومن صعوبة فى تلقى العلم، لكنهن حضرن يوم الامتحان منتقبات، فمنعن وتظاهرن، وتظاهر معهن المتأسلمون من الطلاب، وكانت معركة.
ونتذكر نحن أن اللائى رفعن دعوى قضائية ضد قرار د. نصار هن من هيئة تدريس فى كلية الطب. إنهن الطالبات أنفسهن. وتتذكر بالمناسبة أن طالبات 1985 حاصلات على حكم بأن النقاب حرية شخصية، فكتب أستاذنا أحمد بهاء يسأل: فهل يمكن أن تذهب فتاة للجامعة بالمايوه كحرية شخصية؟
نتانياهو والرقص على الدماء الفرنسية، وصيحة السويد في الرد على اضاليله
فراس برس/ رشيد شاهين
لم تكد تجف دماء ضحايا العمليات الارهابية في باريس، حتى كان رئيس حكومة الكيان من اوائل الذين خرجوا على الاعلام بتصريحاته المثيرة للشفقة، والتي تدل على انه كمن كان يتحين الفرصة لحصول مثل تلك الاعمال في العاصمة الفرنسية.
لم يتردد نتانياهو بطريقته المعروفة من الوقاحة، أن يقارن بين ما تقوم به المقاومة الفلسطينية، واعمال الارهاب التي ترتكبها مجموعات الارهاب العالمي، موقعة الضحايا الابرياء في اماكن محتلفة من العالم بما في ذلك المنطقة العربية، التي هي في الواقع الاكثر عرضة لمثل هذه الاعمال، والتي قدمت فيها سوريا والعراق تحديدا، من الضحايا، اضعاف اضعاف ما قدمته دول العالم مجتمعة.
بكل صلفه ووقاحته المعهودتين، وبعنجهيته التي ظهرت في اكثر من مناسبة، وخاصة عندما وقف مخاطبا العالم من على منصة الامم المتحدة، كما حدث في الدورة الاخيرة، عندما قال لقادة العالم المجتمعين هناك، "ان دولته تدافع عنهم، وانها تحميهم"، لم يتردد في القول بعد ما جرى في باريس " في فرنسا كما في "اسرائيل" الارهاب هو الارهاب، ومن يقف خلفه هو الاسلام المتطرف والرغبة في تدمير الضحايا".
فاشية الرجل تجعله لا يرى الحقيقة على الارض، وتجعله يندفع في غيه واستسهال الكذب والتزويرتماماً كما يستسهل قتل المزيد من الفلسطينيين، متناسيا ان هنالك اجماعا بين المحللين والمراقبين الصهاينة، ان هنالك جيشا من الارهابيين يعيثون فسادا وقتلا واجراما في الاراضي المحتلة، ويمارسون اعمالا لا تقل همجية أو دموية عن ممارسات داعش، وقد كانت لهؤلاء خلال الاعوام الاخيرة "صولات وجولات" في مسلسل الاجرام، لم يكن اولها احراق الفتى الفلسطيني محمد ابو خضير ولن يكون آخرهم إحراق عائلة الدوابشة، وكل ما تتم ممارسته امام العالم بشكل شبه يومي.
ليست المرة الاولى التي يحاول رأس الفاشية بتل أبيب الربط بين أعمال المقاومة الفلسطينية، المكفولة بالقوانين الدولية، وايضا المشروعة، وبين الارهاب، في محاولة لتجنيد الدعم العالمي للكذب الممنهج الذي يمارسه بدون كلل أو ملل.
الفرضيات المريضة التي حاول نتانياهو الترويج لها، لم تجد الكثير من "المشترين" ولم تنطل على العالم، فكانت الصيحة المدوية القادمة من السويد، والتي ربطت بدون مواربة وبصوت غير مرتبك، وبإرادة يقينية، بين ارهاب الصهاينة واستمرار الاحتلال، وعدم حل المسألة الفلسطينية، وقمع واضطهاد الفلسطينيين، وبين استمرار الارهاب في العالم.
وزيرة الخارجية السويدية، التي "بمقاييس الرجولة العربية" كانت اكثر "رجولة" من كثير من قادة العربان، لم تتردد في قول الحقيقة التي يخشى العديد من ساسة "العربان والغربان قولها"، بسبب خوف تأصل في عروقهم من جماعات الضغط الصهيونية، برغم ان "صرختها" إذا جاز التعبير، قد تتسبب بمشاكل لها على المستوى الشخصي والوظيفي والحزبي، وقد تكون سببا في خسارة حزبها الانتخابات القادمة، إلا انها أبت إلا ان تكون "أخت الرجال" بمقاييس العربان، وصاحبة قيم ومباديء، بحسب المقاييس التي تؤمن هي بها.
السويد، لم تتميز فقط من خلال الموقف الأخير الذي اعلنته الوزيرة مارغوت فالستروم، لا بل كانت قبل ذلك الدولة الاوروبية الاولى التي اعترفت بدولة فلسطين، وهذا ما ادى الى تدهور العلاقات السويدية الصهيونية، كما ان الانتقادات الشديدة التي قام بها قادة الكيان انعكس على الشارع الصهيوني بحيث أشارت آخر الاستطلاعات في دولة الكيان، ان الجمهور الصهيوني يعتقد بأن السويد هي من أقل الدول التي تدعم الكيان.
محاولات نتانياهو الربط بين ارهاب المجموعات والعصابات "المصنوعة" امريكيا وصهيونيا، لن تفلح، وستذهب ادراج الرياح، خاصة في ظل تنامي "الصحوة" العالمية الشعبية ضد الممارسات الفاشية للكيان، ويبقى ان يُحْسِنْ الطرف الفلسطيني استثمار هذه "الصحوة" من اجل تقويتها وتعزيز انتشارها على مستوى العالم.
الأغبياء لا يخجلونا
الكوفية برس/ د. طلال الشريف:
مصر بدها السلطة في معبر رفح لتتعامل مع جهة رسمية تعترف بها
طيب إذا ما في إمكانية لعودة السلطة لغزة
وما في إمكانية لوجود حرس الرئيس على معبر رفح
وأهل غزة مش قادرين يشيلوا حماس
وسلطة رام الله مش قادرة تشيل حماس من غزة
طيب وفش مصالحة وفش شغل
الناس ومصالحها تعقدت والمعاناة بتزيد
ولا قرد فلسطيني بيقدر يطلع من غزة
الانفاق سكرت والبحر محاصر والجو مالناش فيه
الجامع مش عارف يحل المشكلة
الفدائي مش عارف يحل المشكلة
السياسي مش عارف يحل المشكلة
إذن ثبت أن الفلسطيني غبيا وليس ذكيا
الفار مش الأسد لما بيوقع في الشبك بيحاول طول الوقت يحل مشكلته
إحنا الفيران والأسود من شعبنا واقعين في الشبك ومخهم مسكر وبدهم واسطة للسفر وبس
قول بدنا نعمل لجنة لأي شيء أو وزارة أو في شقق للتوزيع أو حتى في توزيع كوبونات كل الشعب بيصير ذكي ومبدع كيف يلهفها
يعني احنا بس بناخد ابداع وتعب الآخرين عارفين ليش لإنو بنستحيش
الأغبياء لا يخجلون من شيء
علشان هيك ما حدا غبي يزايد على غبي آخر لحد ما تلاقولكوا حل
توصيات “سياسية المنظمة”..مرتبكة وملتبسة!
الكوفية برس/ حسن عصفور:
أخيرا تم نشر "التوصيات" التي رسمتها "اللجنة السياسية الخاصة" في تنفيذية منظمة التحرير، ونظريا اقرتها التنفيذية، وفقا لما صدر من بيان في الاجتماع الأخير لها ، النشر جاء في صحيفة محلية يرأس تحريرها مستشار للرئيس محمود عباس، لذا منحت وحدها دون غيرها من وسائل الاعلام الوطنية، التسريب الخاص..بالمنطق يمكن اعتبار ذلك التخصيص لا مساواة مع غيرها من وسائل إخرى..لكنها ليست قضيتنا الآن، رغم أهميتها كـ"فساد سياسي"..
"التوصيات"، يفترض أنها باتت قرارات واجبة التنفيذ، بعد انتهاء المهلة التي منحت للرئيس عباس للتشاور مع القيادات العربية، وعمليا لم يجر ما يشير الى أنها تحولت لخطة عمل تتحرك وفقها الرئاسة او فريقها الخاص، حامل كل الملفات الوطنية الكبرى، رغم كل الفشل الذي حققه في كل تلك الملفات..وكونها لم تعد "خطة عمل"، يعني أنها لا تزال قابلة للتعديل والتطوير..
من يقرأ تلك "التوصيات" سيكتشف سريعا جدا، أنها مجموعة أفكار، "خلطة سياسية"، تعبر عن رأي المشاركين بعضوية اللجنة، وعمليا تجد ببها غالبية ما يمكن ان يكون "برنامج عمل وطني"، رغم افتقاده لآلية واضحة محددة وملزمة..لكن صياغة "الأفكار"، بلا منطق داخلي، بل انها تحمل تناقضات ما كان يجب ان تكون في ورقة بتلك "الأهمية السياسية" المفترض أن تكون:
التوصيات تطلب من لحكومة الإسرائيلية وخلال أسبوعين:
أ-الاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، والموافقة على ترسيم الحدود.. وتحديد جدول زمني للانتهاء من مفاوضات الوضع النهائي(اللاجئين، الحدود ، الأمن، المستوطنات، المياه والأسرى) وجدول زمني لانتهاء الانسحاب من أراضي دولة فلسطين المحتلة بما فيها القدس الشرقية وفقاً لقرار الجمعية العام 67/19/2012 وبإشراف دولي مناسب ونقترح أن يطلق ذلك من خلال مؤتمر دولي للسلام.
هذه التوصية تحمل كل المتناقض السياسي، تضع "الحق الفلسطيني" وكأنه طلب أمام الحكومة اسرائيلية، وتنتظر موافقتها كي تبدأ التنفيذ، ضمن مهلة زمنية قدرها 14 يوم، وهي بهذا تجاهلت أن ذلك "قرار وطني بامتياز"، تنفيذا لقرار الأمم المتحدة 19/ 67 لعام 2012، ولذا يكون الاعلان أولا بتجسيد ذلك المفهوم، وتعلم دولة الكيان كما كل دول العالم عبر رسالة من الرئيس محمود عباس بقرار التنفيذ..وافقت لم توافق!
ولأن "اللاجدية" سيدة التفكير، تتحدث التوصية عن اعلان الدولة وترسيم الحدود، ثم تعود للحديث عن المفاوضات، في مسائل يفترض انها خارج الموضوع تماما، وخاصة موضوعي المستوطنات والمياه، والمسألة الحدودية لا تحتاج تفاوض بذاتها، بل ترسيم حدود بين دولتين..كما أن الأمن ليس قابلا للتفاوض بل البحث عن صيغ جديدة للمسألة الأمنية برمتها وفي سياق مفهوم "الأمن العربي المشترك"، وليس شرطا أن يكون مع دولة الكيان، ووضعه كبند تفاوضي وقضية خاصة يثير الريبة السياسية..
واستكمالا لمنطق الارتباك السائد، نجد أن "التوصيات" تعيش "المرحلة الانتقالية" ولم تقطع صلتها بها، رغم ان البند الأول تحدث عن "اعلان دولة فلسطين"، وهو ما يعني قانونا الغاء كليا للمرحلة الانتقالية بكل ما بها، ولا مكان لها، وما يجب ان يكون مرتبط بالقرار الدولي حول فلسطين..
ولغياب التحديد لمفهوم اعلان دولة فلسطين تعود لجنة التوصيات لتتحدث عن المطالبة بوقف النشاطات الاستيطانية، وكأنها لا تزال تعيش ما قبل اعلان الدولة..بل انها تنتظر منحة الموافقة من دولة الكيان عليها، وما لم توافق تعتبر ذلك انهاءا للمرحلة الانتقالية..اي عبث بالعقل الفلسطيني هذا..
ونذهب الى ذروة "العبث السياسي" عند الحديث عن "الاعتراف المتبادل"، منتظرة عقد المجلس الوطني في جلسته القادمة لـ"دراسة إمكانية إعادة النظر باعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل، والمطالبة بأن يكون الاعتراف متبادلاً بين دولة فلسطين ودولة إسرائيل"..هل يمكن ان يكون استخفاف يفوق ذلك..
اعلان دولة فلسطين هو بذاته الغاء للاعتراف المتبادل السابق، وعدم اعتراف دولة الكيان بدولة فلسطين بعد الاعلان، لا يكون هناك اعترافا بها ومعها..لا تحتاج مجلسا او دراسة..هو تنفيذ قرار لا أكثر..
ولأن "الثقافة الانتقالية" هي السائدة في منطق "توصيات الخلطة السياسية" تعود للحديث عن "الانفكاك التدريجي من علاقة التبعية الاستعمارية الاقتصادية، وتعميق العلاقات العربية والدولية، وحماية المنتج الوطني في الاقتصاد والصمود، واعتماد التوصيات المقرة من اللجنة الاقتصادية التي كلفت ذلك".
توصية تتحدث عن "إنفكاك تدريجي"..وكأن اعلان دولة فلسطين ليس سوى بيانا تلفزيونيا..وليس رؤية شاملة بديلا للمرحلة الانتقالية السابقة، وما سيكون مع دولة الكيان في كل المجالات مرهون بمسألتين :
**الاعتراف بدولة فلسطين ضمن حدود قرار 19/ 67 لعام 2012 ومنها ترسيم الحدود وانهاء متعلقات اطلاق سراح الأسرى..
**تنفيذ قرار 194 كما اكدته الإمم المتحدة..وعدم التنفيذ يؤدي الى العودة للنظر في عضوية دولة الكيان بالجمعية العامة كما كان يحدث سنويا حتى مؤتمر مدريد عام 1991..
جيد أن تلك التوصيات لم تصبح "خطة عمل وطنية"..وجيد أن الرئيس عباس لا زال لا يعمل بها..لكن هل يحدث لقاء وطني من أجل اجراء التعديلات الجوهرية عليها انطلاقا من اعلان دولة فلسطين..والطلاق الكامل مع المرحلة الانتقالية السابقة..ليصبح برنامجا وطنيا عاما..
الى حين تطبيق ذلك، السؤال هل هناك جدية للتنفيذ ام أنها "توصيات للزينة السياسية" يتم وضعها في "دولاب القرارات" المتواصلة..
للعلم لا خيار سوى تنفيذ اعلان دولة فلسطين بكل ما لها من حقوق، لمن لا يتمنى مصيرا غير مرغوب به!
ملاحظة: ممثل "امريكا الطاعون - رأس الحية" يصل الى فلسطين..لا زال الأمل بأن يقول شعب فلسطين كلمته في ظل غياب كلمة "إولى الأمر" على شعبنا!
تنويه خاص: على قيادة حماس الا تزج باسم الخالد في مناورة سرقة الارض..الخالد كان رئيسا ورئيس وزراء..حماس الان سلطة امنية فقط..لا شرعية لها غير ذلك وفقا لما وقعت عليه..وهي تعترف بشرعية الرئيس عباس..دون مرسوم منه كل ما يكون "باطل شرعا" ويستحق المطاردة كلصوص اراضي..بلاش تهبيل!


رد مع اقتباس