شؤون فتح
مواقع موالية لمحمد دحلان
(مقالات)
|
المواقع الإلكترونية الموالية لتيار دحلان
عنــــاوين المقــــــــــالات:
v زكريا محمد يكتب عن خلافة عباس والوراثة و"دعشنة" رام الله
أمد/ زكريا محمد
v الدولة الفلسطينية المستقله بالباي ياباشا
أمد/ احمد عصفور ابواياد
v "يعلون".. مُحق ولا غرابة في ذلك..!
أمد/ محمود سلامة سعد الريفي
v حـفــــل عــيـــد الاسـتـقــــلال الباهت
أمد/ حمادة فراعنة
v يوم اسود فى التاريخ الفلسطينى
أمد/ حسنين زنون
v دحلان ومرحلة البناء الوطني والكادري
أمد/ سميح خلف
v الغضب الساطع
صوت فتح /عدلي صادق
v من رحم القضبان يولد الإبداع!!!
صوت فتح /تمارا حداد
v الانقسام الملعون إلى أين يمضي؟
صوت فتح /يحيى رباح
v الشهيد القائد علاء أبو شريفة، فارس الفتح وشيخ الكتائب الأصيل
صوت فتح /حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
v مصالحة ابن بطوطة
الكرامة برس /د. أسامه الفرا
v جماعة المطار ومآربهم
الكرامة برس /رائد موسى
v الكلام المسكوت عنه والكلام الموزون!!
الكرامة برس /عزيز بعلوشة
v صلى عليك الله يا ياسر عرفات
الكرامة برس /د. خضر محجز
v غزة مرة أخرى...تفجيرات وإتهامات
الكرامة برس /راسم عبيدات
v فضيحة بان كي مون وآخرين
فراس برس / منير شفيق
v حـفــــل عــيـــد الاسـتـقــــلال الباهت
فراس برس / حمادة فراعنة
مقــــــــــــــــــــــــــــ ـالات:
زكريا محمد يكتب عن خلافة عباس والوراثة و"دعشنة" رام الله
أمد/ كتب زكريا محمد
أريد أن أقول قولي كي ألفت نظركم لا كي أهاجم أحدا أو أنتقد سياسته. ليس هذا وقت للهجوم. هذا وقت درء المخاطر أولا، وثانيا.
أما قولي فهو ما يلي: ما لم تحل سريعا مسألة خلافة أبو مازن، أي مسألة تعيين نائب محدد له، فنحن أمام مخاطر كبرى. إن رحل أبو مازن- أطال الله عمره- فجأة، ومن دون أن تكون مسألة الخلافة قد حلت، فنحن ذاهبون على الفوضى العارمة. ذاهبون إلى حروب الطامحين في الوراثة، وهم كثيرون.
وإن اشتعلت الحرب بين هؤلاء، فسوف يوضع الأساس لسيطرة داعش على رام الله وعلى الضفة الغربية. الناس غاضبون على السلطة وعلى أمرائها غضبا شديدا جدا. وهناك أقسام منهم يمكن أن تلحق بالشيطان ذاته كي تنفس عن هذا الغضب. وهذا يعني أننا سنرى بالتأكيد ما هو أخطر من إنجاح الناس لحماس في الانتخابات السابقة. سنرى داعش ذاتها أو أمثالها في أغلب الظن.
أقول لكم: إذا اشتعلت حرب الوراثة، فربما أتت لحظة يندفع فيها فجأة مائة اصولي ملثم، ويحتلون دوار المنارة. وهناك أمام كاميرات التلفازات سيتبعهم، بعد خطوتهم المغامرة والجريئة، جمهور حماس، وجمهور حزب التحرير، والجمهور الأصولي كله، إضافة إلى آلاف الغاضبين والمطحونين والمهمشين. وبالمناسبة، فإن إسرائيل ستكون سعيدة بذلك في أغلب الظن.
أنا لا أضع هنا سيناريو جحيميا لا يمكن تصديقه. أنا أتنبأ انطلاقا مما جرى في سوريا والعراق وليبيا وغيرها من دول المنطقة.
والكلام لأبو مازن أولا، الذي يلعب ألعابا خطرة بمسألة الوراثة. فهو لا يريد حل المسألة. يريد من الورثاء المحتملين، وعددهم يزيد كثيرا عن عشرة، ان يظلوا تحت سيطرته عن طريق عدم تحديد الوريث. والكلام بعد ذلك لقيادة فتح، التي عليها أن تحسم أمرها وأن تتقدم بخليفة متفق عليه. ثم إن الكلام بعد ذلك للقوى السياسية وقوى المجتمع التي عليها أن تتقدم للضغط من أجل تحديد آليات الوراثة، والوصول سريعا للوريث.
نحن لا نطالب هنا لا بانتفاضات ولا بثورات ولا بتغييرات. نحن نطالب فقط بإجراء لدرء احتمال الفوضى لا غير.
فإما أن نحسم أمر الوراثة سريعا، وإما أن داعش ستحسم الأمر على المنارة.
الدولة الفلسطينية المستقله بالباي ياباشا
امد/ احمد عصفور ابواياد
67 عاما مرت علي النكبة التي حلت بشعبنا وتشرده تاهت قضيتنا بين ادراج الامم المتحده والدول الكبري ، حتي كانت الثورة الفلسطينية سنة1965 وبدا الحلم بالعوده والاستقلال يكبر الي ان عصفت العوامل الداخليه والخارجيه بقضيتنا وخاصة بعد حرب الخليج الثانية ، وحصار م ت ف مما ادخلها بنفق اوسلو المظلم وتم تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية تحت اتفاق غزة اريحا اولا ، واستبشرنا بالخير وان السلطة ستكون مدخل لحياه كريمة وطريق لنيل الاستقلال ، اداؤنا السياسي وتفسخ وحدتنا الوطنية اضاع بكل احلامنا ودخلنا بتيه الانقسام والذي دمر كل شيء فينا وقضي علي حلم العوده والتحرير والاستقلال ، وكانت نتائجه كارثيه لا يعترف بها من تسسببوا بها ، وهم بداخلهم يعرفون انهم كاذبون ان مشروع الوطن تم القضاء عليه بالانقسام ، اداء سيء للسلطة والفصائل سواء الاسلاميه او الوطنية ، سواء حكومتي رام الله وحكومة غزه او حكومة الوفاق الوطني ، كلها تعبر عن فساد وعجز ادي الي تمرد المحتل وقضم الارض وضياع المقدسات ، ودخلنا حصار ظالم بغزه اكل الاخضر واليابس وثلاث حروب علي غزة دمرت كل شيء ، وتاه الوطن من جديد بنزاعات غلمان السياسة حتي جاء الربيع العربي وقضي علي كل امل من نصرة العرب والمسلمين ، ودخلت اسرائيل
بتحالفات عربيه ضد بعض الدول العربيه ، ونتيجة حيص بيص السياسة الخاطئة وجدنا انفسنا عاجزين ومشللولين ، واصبح نضالنا عباره عن ام بيوت العزاء وبلوسترات وكتابة شعارت والهتاف بالاعلام واصبح اعلامنا مسموم وهنا السؤال اين التحرير واين الاستقلال اقول للجميع باي باي ياوطن وباي باي يااستقلال ، امل ان اكون مخطيء بتقديراتي وعلي الوطن السلام .
"يعلون".. مُحق ولا غرابة في ذلك..!
امد/ محمود سلامة سعد الريفي
حتما يحق لوزير دفاع دولة الاحتلال الاسرائيلي " يعلون " بما صرح عن الجيوش العربية التي لم تعد تشكل خطراً محدقاً بدولة الاحتلال وهو يعلم يقيناً لا يقبل التأويل والتحريف على الاقل في المدى القريب والمنظور واقع الجيوش العربية المكدسة مخازنها بالسلاح وانفاقها عشرات المليارات سنوياً مقابل تطوير قدراتها الدفاعية والهجومية مساهمة بذلك منعشة بذلك اقتصاديات الدول المصنعة و المصدرة للسلاح من خلال سباقها الى امتلاكه بشكل محموم مع معرفتها التامة بأن ما تحصل عليه وكل ما يدخل في تطوير قدرات منظومات الدفاع والهجوم يُمنح حصرياً لدولة الاحتلال فقط..! وما تحصل عليه البلدان العربية من سلاح يُعتبر متطور وفعال وفتاك يأتي ضمن مواصفات وقيود الدول المصدرة , وهناك اجيال اخرى لا يمكن الحصول عليها حفاظاً على التفوق النوعي العسكري لدولة الاحتلال التي يأتيها السلاح بدون قيود يضاف الى قدرة جيش الاحتلال على انتاج وتطوير السلاح مقارنة بالدول العربية التى تنفق نسبة كبيرة من موازنتها السنوية لشرائه على حساب التنمية الاقتصادية الضرورية والمهمة للشعوب العربية حيث يعيش معظمها تحت خط الفقر والبطالة.
تنشغل الجيوش العربية في اوضاعها الداخلية ومواجهة فتن طائفية و انزلاقات نحو الاقتتال واحتراباً داخلياً منهكاً غير محسوب النتائج يجلب المزيد من الويلات والازمات ويفرض واقع التشرذم والتمزق وتفتيت جغرافيا الاقليم وحدث ذلك بعد انطلاق شرارة ما اطلق عليه "الربيع العربي".!! في يناير من العام 2011م في تونس وانتقل الى مصر وليبيا وسوريا واليمن والعراق التي كسرت حاجز الصمت والخوف لدي الشعوب العربية شهدت هذه الحقبة تظاهرات شعبية عفوية في سابقة شهدتها الشوارع والميادين منددة بالسلطات الحاكمة تطالب بمزيد من الحريات وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية والصحية واحداث تغير ملموس يتناغم مع مطالب المتظاهرين وهو الامر الذي لم تعتاد الحكومات رؤيته او يمكنها السماح بتنظيمه وعلى الدوام استخدمت الدولة ادواتها وصلاحياتها وقوتها العسكرية و الامنية في تعقب ومتابعة كل من يعارض النظام او ينطق بكلمة ضده او محاولاً رفع صوته ضد اجراءات و سياسات حكومية مستمرة منذ عقود تتغافل عن حقوق الشعوب دون العمل على أي تغير في السياسات و الاجراءات المتبعة وتقديم حلول لمشاكل و ازمات عديدة تتحملها الشعوب وحينما انطلقت الثورات واجهتها الانظمة الحاكمة بالقتل و القصف و التدمير الذى لم يحقق الا مزيدا من المعاناة واهدار الطاقات و الامكانات و الموارد ويمنح فرصة مجانية لمتنفذي السياسة و اصحاب المؤامرات لتأجيج الاوضاع السائدة بما يخدم مصالحهم .
جميع الدول التي تأثرت بالربيع العربي انزلقت نحو حافة الهاوية بعد انتقالها من الثورات السلمية الى المسلحة و بذلك دخلت مرحلة جديدة من المواجهة المسلحة مما منح الانظمة الحاكمة غطاءاً مشروعاً لاستخدام عتادها العسكري في المواجهة وتنفيذ سياسة الارض المحروقة والقتل دون ضوابط والقصف الجماعي لأحياء سكنية كما يحدث في سوريا المستباحة يومياً وما يحدث في العراق المُفتت وليبيا المنقسمة على نفسها واليمن المدمر من اقتتال واحتراب هو نزيف دم من الخاصرة العربية واهدار لقوتها ومقدراتها ومواردها والهدف منه اشغال الجيوش والبلدان العربية في اوضاعها الداخلية والمستفيد الوحيد هو من خطط لذلك ونجح في تنفيذ مخططاته التدميرية للإقليم العربي واتقن السياسة القذرة وطبق لعبة الامم وترجم الفوضى الخلاقة واقعا واشعل الاقليم العربي ويحدث هذا على مرأى ومسمع دولة الاحتلال و الغرب التي ترقص فرحا وطربا على وقع التمزيق و التشتت والتشرذم لكل مكونات طاقات البلدان العربية وجيوشها المنشغلة في الاقتتال الداخلي والتي يوما ما كانت تشكل نذير شؤم لدولة الاحتلال وبعبع مخيف الان تحقق حلمها ولم يعد الجيش العراقي يرهبها ولا الجيش السوري يهدد امنها ولا الجيش المصري يمثل تهديداً لاستقرارها.! وهذا الجيوش كانت على الدوام تشكل هاجساً مرعباً لدولة الاحتلال يتوجب التخلص منه و ازالة أي قلاقل قد تأتي منه مستقبلاً ..
امام تصريحات "يعلون" التي تحمل واقعا رسمته الصورة القائمة للحالة العربية المتردية وانزلاقها نحو هاوية الانقسامات والدويلات وسقوط قلاع الجيوش العربية القوية وتهاوي حصونها وتأكل ترسانتها وانخفاض حدة تهديدها لدولة الاحتلال وعدم تشكيلها أي خطر محتمل مع ما تواجه من اضطرابات مقصودة والدخول في العنف والعنف المضاد يمثل هذا الواقع المرير فرصة ثمينة لدولة الاحتلال استغلتها في الماضي من خلال اعتداءات ثلاثة بفارق زمني بسيط كانت الاكثر فتكاً وتدميرا على قطاع غزة كان اخرها في صيف 2014م وهو الاعتداء الدموي والتدميري الاطول حيث استمر مدة 51يوماً واجهت خلالها غزة منفردة ووحيدة دون ان يتدخل احد لنجدتها ورفع الظلم عنها ويُحسب لها صمودها الاسطوري امام اخر احتلال و اعتي جيوش العالم والاكثر تسليحاً حدث ما حدث والجيوش العربية منشغلة في حماية انظمة بائدة عفا عليها الزمن ومنذ هزيمة حزيران العام 1967م واحتلال ما تبقى من فلسطين وسقوط هضبة الجولان السورية وشبه جزيرة سيناء التي أعيدت الى مصر بعد اتفاقية "كامب ديفيد" انكمشت الجيوش العربية وتراجعت في مواقعها ولم تعد عندها الروح القتالية اتجاه دولة الاحتلال وكل ما تحصل عليه من سلاح يُستخدم فقط في الاستعراضات العسكرية خلال الاحتفالات و المناسبات الوطنية ولخدمة الانظمة المنهزمة وترهيب الشعوب فقط دون ان يكون لها قوة الردع والرد على انتهاكات الاحتلال لأراضيها وهذا ما تكرر مع سوريا و السودان وسبقها الاعتداء على العراق وضرب مفاعله النووي وقصف مواقع منظمة التحرير على الاراضي التونسية ويبقى الحديث عن تحرير الأراضي العربية المحتلة ممنوعاً و لا يمكن تداوله والحديث عنه محصوراً في اروقة الساسة وكأن التاريخ يعيد نفسه حينما قَدم اليهود الى فلسطين وارتكاب المجموعات اليهودية المجازر بحق السكان الفلسطينيين العُزل على مرأى و سمع الجيوش العربية التي لم تَهب لنجدة فلسطين و شعبها الى ان سقطت بيد اليهود واعلنوا دولتهم على انقاض المدن و القري المهدمة وما نتج عن ذلك من معاناة وأزمات ومشاكل و هموم يتحمل اعباءها كل فلسطين اينما يتواجد منذ 67 عاماً.
وهذه الاحداث التاريخية وتصريحات "يعلون" واجب الوقوف عندها كثيراً ولها استحقاق وطني يتطلب تحقيق المصالحة الوطنية وانهاء الانقسام والعمل وفق ما تمليه مصالح الشعب الفلسطيني اولاً دون الاعتماد كلياً على اقليم عربي يدور في دوامة الفتن الطائفية والقتل و الدمار وان كانت مواقف شعوبه تختلف تماماً ولفلسطين حيز في وعيها و تفكيرها يمكن ان تفعل شيئاً وتقدم الكثير فيما لو تغيرت الظروف القائمة ونالت حريها و استقرت اوضاعها و عادت للجيوش العربية تتموضع وفق ما تمليه مصالح الامة العربية كلها وتمثل بذلك صمام امان يفخر به كل عربي من المحيط الى الخليج ولن يكون هذا ممكناً الا اذا كانت هناك ارادة حقيقة لإحداث تغير جذري يفرض نفسه بقوة قد يبدو هذا الامر بعيدا على الاقل في الوقت الحالي ما يستدعي توحيد الجهد الفلسطيني والوصول لشراكة حقيقية لا غُبن فيها ولا تقزيم لدور كل الاحزاب و الفصائل و الفعاليات تقف امام استحقاقات الهم الوطني وتستكمل مسيرة التحرير وتواجه موحدة كل الاجراءات و المخططات الاحتلالية وتعمل وفق الاجندة الوطنية الفلسطينية الحرة البعيدة عن الاستقطاب و التجاذب حينها يمكن الرهان على الفلسطيني الموحد و الحر و القوي بوحدته ان يواجه الاحتلال و ينتزع حقه و لا ينتظر جيوش عربية مكدسة مخازنها بالسلاح ان تأتي لتحرير ارضه لأنها ببساطة لن تأتي..
حـفــــل عــيـــد الاسـتـقــــلال الباهت
امد/ حمادة فراعنة
احتفل الأردن رسمياً وشعبياً في شهر أيار الماضي بعيد الاستقلال العزيز على قلوب كل الأردنيين وموضع فخر واحترام لهم سواء لماضٍ تم إنجازه او لمستقبل نسعى إليه، فقد كان قرار طرد غلوب باشا، وإلغاء المعاهدة البريطانية الأردنية في أوج المد القومي الذي اجتاح العالم العربي بعد الحرب العالمية الثانية ونيل الاستقلال للعديد من البلدان العربية، موضع اعتزاز ولا يزال بالنسبة لنا كأردنيين ولكن إضافة لذلك، ثمة قضايا وعناوين يجهلها البعض أو يتجاهلها، تمت بعد ذلك، لم نكن مرغمين لها وعليها ولكنها عكست الالتزام الوطني والقومي لدى صاحب القرار الأردني، ودفعنا الثمن، ثمن الانحياز الأخلاقي والوطني والقومي لما نرى أنه الحق والصواب وحُسن الاختيار
فقد اتخذ الراحل الحسين الكبير قراراً في غاية الأهمية والشجاعة العام 1991، بعدم المشاركة في حفر الباطن، وهو قرار يجب أن يُخلد أردنياً وعربياً، لأن القرار الذي مارسه الحسين، استفز الأميركيين وأغضب الخليجيين، لأن الرؤية كانت واضحة لدى الحسين وهي أن الهدف هو تدمير العراق الذي كان يشكل رصيداً وحماية للأردن ومظلة لكل أطراف الشرق العربي، بصرف النظر إن كان يتفق أو يختلف مع السياسات التفصيلية التي كان ينهجها الراحل الشهيد صدام حسين .
أما في العهد الجديد، عهد الملك عبد الله، فقد عمل أيضاً على تجنب المشاركة الأردنية في غزو العراق واحتلاله العام 2003، وكان قراراً شجاعاً خلّص الأردن من محاولات زجه في ذبح العراق وإسقاط نظامه القومي، على الرغم من القطيعة التي كانت سائدة لفترة من الزمن بين الراحل صدام حسين وبين الملك عبد الله، ومع ذلك على الأردنيين قراءة كتاب" فرصتنا الأخيرة " ليعرفوا تفاصيل الصمود الأردني في وجه الضغوط الأميركية والخليجية التي هدفت إلى زج الأردن في احتلال العراق ومشاركته في تدميره مادياً ومعنوياً، وهو قرار لا يقل شجاعة وحنكة عن عدم الذهاب الأردني إلى حفر الباطن، ودفعنا الثمن مرة أخرى .
أما العنوان الثالث فهو استمرار الرفض الأردني في التورط لإضعاف نظام الرئيس بشار الأسد، ودوافع الدولة الأردنية لذلك، إذا لم تكن لأسباب مبدئية في رفض التورط في حروب بينية مع أي بلد عربي، إذا لم يكن كذلك، فالمصلحة الأمنية الوطنية الأردنية هي عدم التورط في إضعاف نظام حزب البعث الحاكم في دمشق، لأن البديل عن النظام غير الديمقراطي هو الانحدار والانقسام والتدمير والتطرف وشواهد ذلك بائنة في الصومال الذي اختفى وفي ليبيا والعراق وها هو اليمن على الطريق، تلك شواهد تستحق المباهاة واحترام الذات، رغم ضيق ذات اليد، وضيق الأفق لدى البعض سواء عندنا أو لدى قطاع من أشقائنا .
حفل الاستقلال الذي أعدته الحكومة كان يفترض في ظل هذه الأوضاع أن يكون في إستاد المدينة الرياضية، أو على الأقل في قصر الثقافة لجمع كل الأردنيين المنتخبين من نواب وأحزاب وجمعيات وأندية ومجالس بلدية ومجالس النقابات المهنية والعمالية والقطاعات الثقافية والأدبية والفنية، ومن الرجال والنساء، ومجالس طلبة الجامعات ومن غيرهم، ليكون حشداً شعبياً يليق بالصمود الأردني في وجه التحديات، لا أن يكون رسمياً مقتصراً على العشرات من أفراد الحكومة والنواب والأعيان وقادة المؤسسات الرسمية، لقد كان احتفال يوم الاستقلال باهتاً، ولذلك أخطأ صاحب قرار الاحتفال بيوم الاستقلال في أن يكون مقتصراً على الرسميين، وكان يجب أن يضم آلاف الأردنيين، ويلتقوا بجلالة الملك ويستمعوا لخطابات رؤساء السلطات الثلاثة، حتى يشعر كافة الممثلين من الأردنيين في أن يكونوا شركاء، لا أن يشعر أي أردني أنه مجرد مراقب لا دور له في هذه المرحلة التي تزداد فيها ومن خلالها التحديات الوطنية الداخلية والقومية المحيطة .
h.faraneh@yahoo.com
يوم أسود فى التاريخ الفلسطينى
امد/ حسنين زنون
الرابع عشر من حزيران من عام 2007م، ذكرى مريرة سوداء تمر على شعبنا الفلسطينى، ذكرى انقلاب حماس على الشرعية الفلسطينية فى قطاع غزة وتقسيم الوطن المحتل بين سلطتين موزعتين بين رام الله وغزة ..
ففي الرابع عشر من حزيران من عام 2007م، أكملت مليشيات حماس السوداء انقلابها على الشرعية، واستولت على الحكم في قطاع غزة، بالحديد والنار ، ولم يغمض لحماس جفن ولم يندى لها جبين وهى تقتل وتجرح وتعذب الآلاف من أبناء القطاع سعيا وراء كرسي الحكم والسيطرة مقدرات الشعب غزة واخضاعها لحكمهم الشمولى .
اعود بالذاكرة الى ماقبل احداث الانقلاب ( او ماسمى حماساويا الحسم العسكرى ) , منيت فتــــح بهزيمة من العيار الثقيل فى انتخابات 2006 ولم يكن سبب الهزيمة انخفاض شعبية الحركة - بل اهم اسبابها الفرقة والتسيب وتشتيت الاصوات بين مستقلين فتحاويين والمرشحين على قوائم الحركة وفساد بعض المسؤلين فى السلطة وتقاعص البعض من كوادر وابناء الحركة عن القيام بواجبهم (وهذه الاسباب غير خافية على احد من ابناء حركة فتح) الى جانب اسباب اخرى متعددة معروفة للمتابعين ولعموم ابناء شعبنا الفلسطينى ..
والمهم ان فتـــح خسرت المعركة الانتخابية انذاك وفازت حماس باغلبية اعضاء المجلس التشريعى الفلسطينى , والطبيعى ان تشكل حماس حكومة فلسطينية لان الدستور الفلسطينى يتطلب ان تحصل الحكومة المشكلة على ثقة المجلس التشريعى
على أن يتم تكليف رئيس الوزراء من قبل رئيس السلطة الفلسطينية وقد تم ذلك فعلا وتشكلت حكومة فلسطينية حمساوية وباشرت عملها بالكامل .
ولكن حكومة حماس بدلا من ان تكون حكومة للشعب الفلسطينى عامة عملت كحكومة حمساوية فقط هدفها الاول حمسنة مؤسسات السلطة التى تخضع لسلطتها فى غزة , وقامت باقصاء كل ماهو غير حمساوى واحلال الحمساويين فى جميع موسسات الوزارات التى تقودها ,,
لم تكتفى حماس بذلك شنت حملة اعلامية مسعورة على حركة فتح , قلبت الحقائق وزيفت الوقائع واصدرت الفتاوى وشوهت تاريخ النضال الفلسطينى الذى فجرته حركة فتـــــح فى عام 1965 ,, بهدف السيطرة على الاجهزة العسكرية والامنية التى لاتخضع لسلطة الوزارة بحكم الدستور بل تخضع للرئيس حكما فى الدستور الفلسطينى .
وهنا ظهرت حماس الظلامية على حقيقتها , حيث انها لا تؤمن بالشراكة الوطنية وتناصب العداء لمن يخالفها الراى وتريد الاستحواذ على كل شئ فى الوطن والاسوء من ذلك كله فرضت افكارها الظلامية على الجميع بقوة السلاح الذى ادعت انه لمقاومة الاحتلال فصوبته على صدور ابناء شعبها الفلسطينى ,
وبدات المرحلة السوداء فى تاريخ الشعب الفلسطينى بواسطة حماس واعمالها الاجرامية . من قتل لخيرة المناضلين الشرفاء من ابناء السلطة الفلسطينية وحركة فتح وابنائها من كتائب شهداء الاقصى فى همجية بربرية لم يشهد التاريخ الفلسطينى لها مثيل ,, فى اى مدرسة تربى هؤلاء القتلة ؟؟ كيف استباحوا الدم الفلسطينى ؟؟ ولما قتلو ابناء شعبهم ؟؟ لعن الله كرسى السلطة الذى من اجله استبيح الدم الفلسطينى ,, اعمال يندى لها جبين الانسانية قتل وسحل جثث الشهداء فى الشوارع والقاء المناضلين من فوق الابراج السكنية وبتر اطراف ادت الى اعاقة دائمة لمئات المناضلين.
اسرفت حماس وكتائبها المجرمة فى قتل واصابة ابناء شعبها تحت غطاء اعلامى مضلل وكاذب وحاقد ومتخلف اخلاقيا وانسانيا ووطنيا، وخسر شعبنا الفلسطينى فى قطاع غزة المئات من خيرة ابنائه شهداء واكثر منهم جرحى على ايادى مليشيات حماس السوداء ( وليس على ايادى الاحتلال ) وكل اعمال القتل الذميمة نفذها جهلة متخلفين مغيبين عقليا بقرارات من قيادتهم المجرمةالحاقدة وهم يكبرون فى المساجد فرحين بالنصر الذى حققوه على اخوتهم فى الدم والمصير.
على من انتصرتم ؟؟ وهل قتل الفلسطينى لاخيه الفلسطينى وتدمير المقرات والمبانى انتصار ؟؟ انه عار وليس انتصار؛؛؛ واستطاعت حماس ان تحكم قطاع غزة بالحديد والنار وصادرت الحريات . ومنعت صاحب القلم من الكتابة وصاحب الراى من الكلام , وفتحت سجون امنها الداخلى للمعارضين وللذين يخرقون التهدئة مع الاحتلال من المناضلين والمجاهدين ,,
واستقر الحكم لجماعة حماس فى غزة , وتحت عنوان الحصار ازدهرت تجارة الانفاق والتهريب ,, لم تقف الكوارث التي سببتها سياسات حكومة حماس عند حد معين، بل إنها تتعامل مع سكان غزة وفق مسلكيات قطاع الطرق، وعصابات السطو المسلح! فمن حين لآخر تصدر المؤسسات التي تسيطر عليها حماس، ضرائب ومخالفات جديدة لاستيلاء على أموال الناس بغير وجه حق. آخر هذه البدع اللصوصية، ما عرف بضريبة " التكافل الإجتماعي" التي أصدر بها نواب حماس في التشريعي المنتهيه ولايته، قانونا جديدا! وكل ذلك فى ظل انقطاع الكهرباء المستمر وشح الخدمات التى تقدمها حكومتهم للناس ، وتوالت جلسات المصالحة الوطنية بين فتح وحماس وكانها مسلسل تركى بلا نهاية كلما انتهى جزء تلاه جزء جديد.
ومن وجهة نظرى حماس تناور وتماطل فى تنفيذ اتفاق المصالحة لانها لا تريد المصالحة بل تريد الانفصال عن الوطن واقامة اماره ظلاميه فى قطاع غزة الصغير , حماس لا تؤمن بالديمقراطية التى مكنتهم من المجلس التشريعى قبل الانقلاب الدموى الا لمرة واحدة لذلك ترفض الاحتكام الى صندوق الاقتراع مرة اخرى ,, لانهم يعرفون اكثر من غيرهم ان شعبيتهم فى قطاع غزة باتت فى الحضيض .. وان الجماهير ستحاكمهم على ما اقترفت اياديهم من خلال صندوق الانتخابات ...
عودة على بدء ..جريمة القتل خارج القانون جبانة ومنكرة ومدانه , ايا كان مرتكبها سواء كانت مجموعة او عصابة او فرد او تنظيم او عائلة او دولة , والقتل العمد عن سبق الاصرار والترصد وجب فيه القصاص ,, ليحاكم كل من سفك الدم الفلسطينى امام محكمة عادلة وهذا واجب قانونى وعرفى وشرعى وانسانى ترفع به المظالم ويعود الحق الى اصحابه وترتاح قلوب المكلومين .. رغم كل المعاناة والالم اللذان اصابا ابناء شعبنا الفلسطينى نتيجة للانقلاب الحمساوى الذى ادى الى الانقسام الفلسطينى واثاره المدمرة على النسيج الاجتماعى الفلسطينى وعلى المشروع الوطنى الفلسطينى التحررى برمته,, ورغم ان المؤشرات على على الارض ذاهبه باتجاه انفصال حماس بقطاع غزه عن باقى الوطن , الا اننى ادعوا الله ان تنجح المصالحة الوطنية فهى المخرج الوحيد لشعبنا الفلسطينى لاستكمال طريقة نحو الحرية والاستقلال والدولة ,, المصالحة مطلب الكل الفلسطينى ولكن دون الاجحاف بحقوق الشهداء والجرحى الذين سقطوا على ايادى بنى جلدتهم .. وانهاء الانقسام وتنفيذ المصالحة ضرورة وطنية ملحة لابد من تحقيقها عاجلا ام اجلا ولا بديل عنها .. وجهود الانفصاليين ستذهب ادراج الرياح وتبقى فلسطين وطن الفلسطينيين " طال الزمان ام قصر"
دحلان ومرحلة البناء الوطني والكادري
امد/ سميح خلف
في الزمن الجميل، وابان الثورة ومناسكها..... كان التنظيم مدرسة لاعداد الكادر في كل الميادين، وكانت مدرسة الكوادر ، وكان اخوة ثوار مناضلين ينظرون للثورة والنضال وحركة التحرر، كان العمل على قدم وساق من كتاب ومفكرين وشعراء وفن ولغة سلاح ولغة سياسة.
هو ذاك الزمن الجميل الذي نحلم بان يعود، لم تكن لغة اليافطات ... ولغة التفريغ هي سلوك لصناعة الكادر المناضل الذي يمكن ان يعمل في كافة الظروف والمناخات، نعم فتح تمر في ازمة. وازماتها متكررة، وتنحدر بمقدار لغة البرنامج، ولغة الدكتاتورية ،، ونهج المخترة، وصتاعة الصور، والتقوقع الفئوي الجغرافي، ولغة وسلوك التحجر بمعطيات ماضية لتبقى هي الصورة الدائمة، لا يهم الفشل، ولا يؤخذ بالحسبان من اساء ومن احسن، من يستطيع على اقناع الجماهير سلوكا وممارسة لا افتراسا ودكتاتورية وتعصب.
لا احد يستطيع ان ينكر ان مرحلة الشيخوخة لابد ان يتجدد شبابها محطمين لغة الزمن ونرجسياته المتمترسة في لغة الانا او الشلة او المجموعة..... فرق كبير ان يعبر التيار عن مجموعة بحد ذاتها او ان يعبر عن وطن وعن شعب كحركة وطنية.
استهدفت حركة فتح بمقدار خطورة ادبياتها ومنطلقاتها النضالية وايقونتها الرئيسية في الصراع العربي الصهيوني.. ولذلك همش التنظيم وهمشت شعائره الاصيلة.... وهمال نضامها واصبحت لغة الدكتاتورية هي نهج في كل المواقع بدأ من رئيس الحركة الى الاطر الادنى ولذلك تعثر الاصلاح على مدار عقود.... بلا شك ان التوازنات في داخل حركة فتح اعطت تيارات من الشخصنة وبرنامجها السياسي الذي ابتعد عن اهدافها ومنطلقاتها ونظامها وشعائر انطلاقتها قد اعطى نوع من التهميش والاقصاء والابعاد لكل مظاهر الزمن الجميل.
ازمة حركية طاحنة اسسها تيار فئوي وبلغته السياسية والتنظيمية ، تفنن في فنون الاقصاء، لغة اصبحت نهجا لكل من يمتلك قرار ، والتخريب على قدم وساق، والتخريب يحدث بمقدار امتلاك القرار والنفوذ،بدا من الرئيس الى امناء السر لكافة الاطارات.
هل تعود مدرسة الزمن الجميل، وتختفي لغة الاتباع والتابعين والمعارضين والمؤيدين وتنصهر جميع الطاقات في بوتقة حركية فاعلة نحو توحيد حركة فتح..... عندها ستحل معضلات كثيرة بدأ من البرنامج الى كافة الاطارات التنظيمية مستندين الى النظام لا اقصاء او تهميش.
التيار الاصلاحي الديموقراطي في حركة فتح، تيار اصيل منذ عقود وان اخفق في تحقيق اهدافه لمعطيات كثيرة، ذاتية وموضوعية، فهل يتحقق الاصلاح تحت راية فتح الواحدة الموحدة على ايدي القائد الشاب الفتحاوي وعضو مركزيتها محمد دحلان، سؤال مهم تستند الاجابه عليه لعدة ظواهر:
1-على المستوى الخارجي والموضوعي قد حقق محمد دحلان من الاحترام والعلاقات الاقليمية والدولية وبامتياز رؤية الجيل الفلسطيني الشاب وطنيا ونضاليا ، ليمهد لمرحلة قادمة من الاصلاح الذي يخدم القضية اقليميا ودوليا.
2-على مستوى الاعداد اكبر في محمد دحلان تبنيه لبناء الكادر الاكاديمي من خلال تبنيه لعشرات المنح الدراسية التي تعد الشباب الفلسطيني ليتبوء قيادة المرحلة القادمة
3-على المستوى الانساني والاجتماعي كرس محمد دحلان كثير من وقته لمساندة الضغفاء والفقراء والشهداء واسرهم وتبني بعض المشاريع الصغيرة بما تسمح به امكانياته.
4-على المستوى الحركي تعامل محمد دحلان مع كل حملات التشكيك والاتهام والاقصاء بصبر وبنفس واسع وعميق متجها عمليا نحو الدفع لوحدة فتح ووحدة اطرها التنظيمية رافضا وقطعيا اي محاولات لتجزئة حركة فتح او طرح فكرة الانسلاخ او الخروج من الحركة
السيد محمد دحلان هو ابن هذه الحركة.. وما يفعله محمد دحلان هو سلوك الابن المخلص لشعبه وطنيا وحركيا، ولكن هل بحجم ما يقدمه محمد دحلان ما يوازيه سلوكا ومسؤلية من البعض هنا السؤال..؟؟؟؟ قد تكتم الافواه بمطالبها الوطنية والحركية، وقد بحاول البعض ان يلخص فكرة الاصلاح بمعطيات من الماضي وظواهره وهنا الخطورة ونقطة الضعف التي ينفر منها الكثيرين الذين يؤمنون بفكرة الاصلاح وبقدرات محمد دحلان .... وتقف الامور على تقييم السلوك للبعض ليبتعد عن فكرة الاصلاح يأسا واحباطا..... فليس من السهل ان ينتزع سلوكيات تعودوا عليها في زمن البرطعة والاستحواد.... ولكن بالقدر الممكن تدريجيا يجب ان تقطع الطريق على كل من يحاول استنزاف فكرة الاصلاح بمنظوره الشخصي وبناء مستزلمين له...... نحن في مدرسة بناء وطني ولسنا في مدرسة بناء المحسوبيات والتضليل عن الفشل.......جمل وكلمات تحتوي ما خلفها من معاني ولعل الرسالة تكون قد وصلت
الغضب الساطع
صوت فتح /عدلي صادق
كانت عكا، على مدى قرنين، بقعة التقاء المصائر. عندما حاصرها صلاح الدين، كان رسوله الوحيد الى أهلها، الغوّاص العربي، عيسى العوّام، الذي اختلف المؤرخون على ديانته، وما إذا كان مسيحياً أم مسلماً. لكنهم جزموا بنقاء عروبته.دأب عيسى على مغالبة الموج في كل ليلة، حاملاً رسائل وأموالاً وتوجيهات الى العرب على شاطئ المدينة بعيداً عن عيون الفرنجة. أدى الرجل الأمانة حتى الرمق الأخير، فذهب مع رمية الموج الأخيرة، لجثته، الى حيث ينبغي ان يذهب حيّاً ويسلِّم ما لديه!
لم يجرؤ أحد، على إبلاغ صلاح الدين نبأ استشهاد العوّام. وحده، أخوه الملك العادل، كان قادراً على ذلك. سرعان ما لمعت في عيني السلطان دمعة معلّقة، وبعدما أفاق من نوبة حزن قال: اللهم لا حول ولا قوة إلا بالله، وهل يمكن أن تقاوم عكا، حتى تأتيها جثة أخرى؟!
كانت عكا، روح فلسطين النابضة الصامدة في تلك البرهة. تتكاثر جيوش غازية جائعة، خارج الأسوار، قادمة من أوروبا عبر البحر. ظل أهل المدينة يتلقون الضربات اليومية ولا ينكسرون. ولأن صلاح الدين، طرد الغزاة من بيت المقدس، أبحرت السفن تحمل الجيوش ومعها الملوك والأباطرة.
كانوا يصلون، فيحاصرون عكا، لكن صلاح الدين كان يحاصرهم خارجها، وإن عز عليه طرد الحشود كلها. قال لأخيه العادل: ارسل إلى أهل عكا، الحمام الزاجل، واطلب منهم الصبر حتى يأتي المدد من الخليفة العباسي في بغداد، وقل لهم سوف نفك الحصار!
كان أخوه العادل يعرف الحقيقة، لكنه لم يشأ إغضاب أخيه. فقد أغاظت الخليفة العباسي انتصارات صلاح الدين، ولم يكن في نيته إرسال أي مدد. كل ما فعله، هو إرسال حِملين من زيت الإضاءة، مع إذن لصلاح الدين بأن يقترض من تجار فلسطين، لكي يلبي احتياجات جيشه. وتداعت الأمور، في غياب الظهير العربي، فسلّم أمراء عكا المدينة، مقابل النجاة، وهتف صلاح الدين في حُرقة "لك الله يا عكا"!
خان الغزاة العهد، وأعملوا السيف، واستحال الناس، ناسنا، الى شعب هارب من السيف والخنق. فقد بدأت الهجمة المضادة، وإن كان صلاح الدين قطع للغزاة يداً في القدس؛ نبتت لهم أذرع أخرى في ثنايا الأوطان.
وبعد أن مرت خمسون سنة، لم يستفق خلالها الولاة الفاطميون والعباسيون، على الخازوق، ولم يستنكفوا عن دفع الجزية طلباً لبقاء عروشهم. كان الحال نكبة متفشية، إذ احتل الغزاة القدس من جديد، وظلت في أيديهم أحد عشر عاماً، حتى انتزعها منهم الملك الصالح الذي جلس على عرش مصر.
كان المسلمون قد أدركوا أن السلاطين الخائفين على عروشهم، لا يمكنهم قتل الأخطبوط. فالقادرون على ذلك هم الناس، من فلاحي الريف وربابنة السفن وحرافيش المدن والنجارون وسائر الصناع. فعندما دعا خليل بن قلاوون، من فوق منبر الأزهر، الى استعادة عكا، سرعان ما أعد النجارون المنجنيقات الضخمة التي يحمل واحدها طن حجارة، وصبّ الحدادون أدوات خرق الجدران، وجدل الصيادون حبالاً سميكة، ووضعوا الخطاطيف في أطرافها وزحفوا الى عكا وارتطموا بأسوارها، فانهار الفرنجة قبل أن يحمى وطيس المعركة، واستسلموا! في غيبة الناس، وتواكلها وتكاسلها؛ تفقد الأمم حقوقها وكرامتها، ويعتاش الولاة على أوهام المُلك، لكن الأمور تتردى، حتى تطفح الجماهير غضباً ساطعاً!
من رحم القضبان يولد الإبداع!!!
صوت فتح /تمارا حداد.
هو الإبداع يبدأ من قاع الزنزان,هو محطة الانجاز في السجن يتألق,يطلق أفكاره رغم قيد الطغيان,قيد فضي مشدود بين معصميه ولكن أصابعه تبدع بالهام,تراه مجتهدا نحو الأمام يسير في إيضاح لا يمل ولا يكل ولا يهمه أسوار الجلاد,فمقياس نجاحه ليس بموقعه بل يقاس بالصعاب التي سيتغلب عليها,زنزانته لم تكن طمسا لهوايته بل بابا وعنونا لبلورة هوايته في مجال تصميم الأزياء,فهو رجل في عواصم الإباء عشق الوطن فلبى النداء فهو لغة مقهورة في شفاه الأحرار,يصدح خلف القضبان الحياة عنده ليست ثابتة بل يغيظ بتميزه الأعداء لكي ينهض ويحقق الانتصار فمن رحم القضبان يولد الإبداع....
ومن الأسرى الذين أبدعوا داخل أسوار السجان الأسير المقدسي اشرف زغير ولد اشرف في مدينة القدس ,اعتقل بتاريخ 16/10/2002 من منزله بتهمة مقاومة الاحتلال واختيار موقع العملية القسامية في تل الربيع,وعمل تحت قيادة القائد محمود اشريتح من يطا.وحكم عليه 6 مؤبدات وهو الآن قابع في معتقل سجن ريمون.درس تصميم الأزياء في المعهد الاسباني في بيت لحم وأنهى دراسته وحصل أيضا على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصاد داخل غياهب الكيان الصهيوني وقد عانى من الكثير من الحرمان والعزل والضرب والتنكيل.رغم ذلك يظل يبدع بفنه ورسمه لتصميم أزياء فلسطينية التي تميزت بالحداثة العريقة.ويعاني من مشاكل كثير في أسنانه.
يقول منير زغير والد الأسير اشرف زغير وهو الناطق الإعلامي لأهل أسرى القدس ويعتبر من نشطاء والمدافعين عن حقوق الأسرى وله دور بارز في الاعتصامات والمؤتمرات .وله باع في الفضائيات العربية من اجل الإشادة بقضية الأسرى وهمومها...
يقول انه في ظل الإجراءات العنصرية التي تمارسها مصلحة السجون الإسرائيلية بشكل ممنهج من أعلى قرار إسرائيلي بحق الأسرى سوف يرفع قضية ضدهم بشان قضية معاناة أهل الأسرى في ساحات السجن أثناء الزيارة وسوف يقدم القضية ضد مصلحة السجون بتحديد سقف زمني للتخفيف عن معاناة أهالي الأسرى أثناء زيارة أسراهم حيث يقضون فترة
طويلة أثناء الزيارة تتعدى 17 ساعة من الخامسة صباحا حتى الثانية عشرة ليلا ,ولكن إدارة مصلحة السجون عندما علمت أن والد الأسير اشرف زغير سيقدم الدعوة إلى محكمة العدل العليا من قبل محاميين هيئة شؤون الأسرى أعطت إدارة مصلحة سجن ريمون بعض التسهيلات من اجل أن يوقف رفع القضية وذلك بسماح إدخال الألبسة وطاحونة اللحمة وشراشف ولحفة منجدة وبالذات لأسرى غزة الذين أهاليهم ممنوعين من زيارتهم وكذلك تقديم تسهيلات في سجن ايشل بإدخال 50 شرشف وألبسة داخلية ,ولكن تلك التسهيلات التي قدمتها مصلحة السجون من اجل التعويق عن رفع القضية وأشار والد الأسير اشرف زغير إن التسهيلات التي حدثت لن تؤجل رفع القضية ولن أتهاون عن رفعها من اجل تقديم المساعدات للأسرى وأهاليهم أثناء زيارتهم .وفي ذات السياق أشار والد الأسير إن له أسيرا محررا واسمه أمير زغير والذي قضى فترات متفرقة داخل غياهب السجون حيث كان الحكم الأول لمدة سنة والحكم الثاني لمدة 6 سنوات والحكم الثالث لمدة سنتين وأشار والد الأسير إن تلك الأحكام كانت ظلما وجورا حيث كانت تهمته مساعدة أهالي الأسرى وإدخال مخصصات الكانتين وتنظيم المشاركين في ساحات الأقصى وكانت تهمته هي فعل الخير وهو متزوج وله طفلين.
زرع والد الأسير في ولديهما حب الوطن وروح الانتماء وتقديم الغالي والنفيس للوطن فتلك ضريبة الوطن وضريبة الأحرار والشرفاء.مهما تعنت الكيان الصهيوني لا يعتبر إلا إفلاس أمام إرادة الحركة الأسيرة ولن يزيد الأسرى إلا مزيدا من القوة والإصرار والتحدي...
الانقسام الملعون إلى أين يمضي؟
صوت فتح /يحيى رباح
هذه رياح سوداء تهب علينا فلسطينيا، انها الذكرى الثامنة للانقسام الذي وقع في الرابع عشر من حزيران 2007، بعد ايام من توقيع اتفاق مكة للمصالحة الذي شكلنا بموجبه حكومة الوحدة الوطنية، وانفتح باب الامل بان الفلسطينيين أوفياء بالفعل لمصالحهم العليا، ولتجربتهم العميقة، ولفقههم الخاص بهم في ادارة علاقاتهم الداخلية تحت سقف الجبهة العريضة التي تتسع للجميع وساروا على هديها منذ انشاء منظمة التحرير، وخاضوا من خلالها غمار ثورتهم المعاصرة التي انطلقت مطلع عام 1965، صحيح ان فصائل الاسلام السياسي الفلسطيني كانت خارج تلك التجربة العظيمة، فلم تشارك في النضال ولم تشارك في صنع القيامة الفلسطينية، ولكن المحاولات ظلت مستمرة والابواب مفتوحة لاقناع الاخوان المسلمين الفلسطينيين ومن ثم حماس للدخول في التجربة الفلسطينية تحت عنوان المشاركة الكاملة، ولكن المحاولات فشلت، والابواب اغلقت، وكان الخريف العربي الذي خطط له الكثيرون ومن ابرزهم اسرائيل، فوقع الانقسام، وكان ولا يزال كارثة بكل المقاييس، فنحن أولا شعب تحت الاحتلال، سواء كان هذا الاحتلال حاضرا بأدواته المباشرة مثل القوة العسكرية ومفاعيلها والاستطيان ورزاياه، أو بطريقة غير مباشرة مثل الحصار جوا وبرا وبحرا المفروض على قطاع غزة، حصار تجدده حروب تدميرية كل فترة قصيرة وكان آخرها في الصيف الماضي، حصار يشل كل عناصر الحياة، وحروب تدمر كل انجاز محتمل، ثم جاء الانقسام لعنة فوق كل اللعنات، لأنه انقسام منسوب الينا، والمتهم الوحيد فيه نحن الفلسطينيين من خلال حماس التي ذهبت اليه بتعمد وقبلت على نفسها ان تتحمل وزر هذه الجريمة المنكرة.
الانقسام الذي يعبر ذكراه الثامنة هو ابشع انواع الظلم لشعبنا، هذا الشعب الذي ظلم ظلما فادحا، فاحتل وطنه، وفقد استقلاله، وتبعثرت هويته، فكيف يظلم بالانقسام، وهل استطاع احد ان يبرر فداحة هذا الانقسام؟ وهل توقف الانقسام لحظة واحدة عن الحاق الاذى؟ نقاوم اعتداءات العدو ببطولة ولكن هذه البطولة تذبح تحت اسم الانقسام، ونقوم من موتنا ونسجل حضورنا في هذه الدنيا ولكن قيامتنا تذبح تحت عار الانقسام، ويخذلنا العرب والمسلمون خذلانا عظيما ولكنهم يتهربون من التهمة بحجة الانقسام، فهل يفكر صانعو الانقسام والمتشبثون به، هل يفكرون فعلا في مدى الجريمة التي يرتكبونها والخطيئة التي يستسلمون لها حين يستمرون بهذا الانقسام؟
أيها الانقسام مهما نخرت عظمنا فإنك لن تكون يوما منا او من أصلابنا، أيها الانقسام أنت لعنة العدو التي حلت في أيامنا الكالحة.
الشهيد القائد علاء أبو شريفة ، فارس الفتح وشيخ الكتائب الأصيل
صوت فتح /حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
في كل يوم لنا ذكري ، وفي كل وقت تنتشر رائحة المسك تعانق الوطن من دماء الشهداء الزكية ، شهيد يودع شهيد ، والقافلة تستمر ، ترسل رسائل معبقة بالدم الطاهر إلي كل الحاقدين بان هذا الوطن لنا وان أرضه التي ارتوت بالدماء لن تكن إلا لأهلها ،
الشهيد القائد علاء أبو شريفة ، قائد كتائب شهداء الأقصى ، البندقية الطاهرة التي أوجعت العدو الصهيوني في كل المواقع ، انه شيخ الكتائب ، ابن المخيم الشامخ ، ابن الفتح الصامد ، انه البندقية التي دافعت عن شرعية الوطن في وقت كان الكثيرين صامتين ، فكان لعلاء الحديث من فوهة البندقية ،
فالبندقية التي أوجعت المحتل الغاصب تأبي أن تصمت علي انتهاك حركة فتح ، فوقف مدافعا عن حركة فتح وشرعيتها ، فكان علاء الفارس الذي انتفض وامتطي صهوة جواد الانتماء الصادق والوفاء للفتح ، وكان خير فارس ، وخير قائد في الميدان ،
انه القدر لم يمهل الفارس ليكمل حكايته مع الوطن ، فترجل عن حصانه مخضبا بدماء العز والفخار ،
رحل علاء معانقا بندقيته ، رحل علاء وترك الحصان وحيدا ينتظر فارسا جديد ليمتطي صهوته ليكمل الحكاية ، حكاية الوطن الجريح والعشق السرمدي لأرض الأجداد ، وصدق الوفاء لحركة فتح وعاصفتها الثائرة ،
رحل علاء في يوم كان كابوسا علي غزة ، يوما بكت فيه الرجال رحيل فارس الفتح وشيخ الكتائب الأصيل أبو صامد ، وانتفض المخيم يستقبل الجسد المسجي المعبق برائحة المسك تتصاعد من دماء الشهيد الطاهرة ، فبكت أزقة المخيم التي عرفت علاء فارسا وشهدت له بالعطاء والتحدي ،
رحل علاء جسدا ليوارى ثري الوطن مبتسما قابضا علي بندقيته الطاهرة ، رحل علاء جسدا ولم يرحل روحا تحلق في سماء المخيم ، وبقي حيا في قلوب كل رفاق دربه وإخوته ،
رحل علاء كما تمني شهيدا مخضب بدماء العز والفخار ، وترك لنا سيرة عطرة نورثها للأجيال ، وحكاية فارس عشق الميدان ، واستبسل حتى لقي الله كما تمني شهيدا ،
الشهيد القائد علاء أبو شريفة قائد كتائب شهداء الأقصى بمخيم الشاطئ بغزة ، نال شرف الشهادة بتاريخ 12/ 6 / 2007 ، في معركة الدفاع عن شرعية حركة فتح ، رحمك الله يا شيخ الكتائب ،
رحل علاء وعلا إلي العلا شهيدا موشحا بكوفية الرمز أبا عمار ، رحل علاء وكتب من دمه الوصية ،
فنم قرير العين أبا صامد ، فأوفياء الفتح باقون علي العهد ، محافظين علي الوصية ،
فالي جنات الخلد يا شيخ الكتائب وفارس الفتح الأصيل ،
وستبقي دماؤك النازفة عشقا للوطن نبراسا لنا ، وإنا باقون علي العهد ،
مصالحة ابن بطوطة
الكرامة برس /د. أسامه الفرا
لم يكن بإستطاعة الرحالة "إبن بطوطة" أن يواصل رحلته الاستكشافية في البلاد القريبة والبعيدة عن موطنه "المغرب" دون التقرب من الحكام والملوك والسلاطين الذين حل ضيفاً عليهم والإستعانة بهباتهم، ولا يعرف على وجة الدقة إن كان قد زار بالفعل كل الدول التي جاء على ذكرها في كتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، أم أنه اكتفى بما سمعه عن البعض منها، لكن المؤكد أنه حط رحاله في الكثير من دول المعمورة، وهو الذي دفع جامعة كامبريدج العريقة لمنحه لقب "أمير الرحالة"، المهم أن إبن بطوطة لم ينقل لنا وصفاً جغرافياً للدول التي نزل بها بقدر ما نقل لنا عادات وتقاليد المجتمعات التي عاش بينها اثناء رحلته التي استمرت 27 سنة، وهو ما جعل من كتابه قيمة تاريخية، وتحولت رحلته إلى كنز معرفي تنهل من معينه الأجيال المتعاقبة.
ما يعنينا هنا أن المصالحة الفلسطينية أخذت عن إبن بطوطه الترحال من دولة إلى أخرى، كانت القاهرة محطتها الأولى، حيث استضافت فنادقها جلسات الحوار الماراثونية، ولم تبخل القاهرة في فتح فنادقها من فئة الخمسة نجوم أمام الوفود المشاركة صغيرها وكبيرها، وتعطل اتفاق القاهرة بين الإستدراكات والملاحظات، إلى أن خرج للنور لاحقاً دون أن يتمكن من الوقوف على قدميه، غادرت المصالحة القاهرة لتحط رحالها في مكة، وعلى مقربة من البيت الحرام تم الاتفاق على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، اتفقنا ولم نكد نلتقط أنفاسنا حتى عادت ريما إلى عادتها القديمة، واخذت المصالحة حقيبة سفرها وطافت بلدان، وصلت إلى قطر على متن رحلة خاصة، اتفقنا وبقي هناك ما اتفقنا عليه.
قبل ذلك وبعده حلت المصالحة ضيفاً على العديد من الدول، مكثت في ربوعها أيام عدة قبل أن تعود إلينا بقرص مهديء مفاده أن اللقاءات كانت إيجابية ومثمرة وبناءة، كان للسنغال نصيب منها، وكذلك فعلت سوريا واليمن والسودان، وطرقت العديد من الدول باب المصالحة من بينها تركيا والمغرب، فيما أبدت دول أخرى رغبتها في تكون الحاضنة لها، وبعد ترحال أنفقنا فيه الكثير بجانب هبات الإستضافة، عدنا إلى الشاطيء كي نتفق على تنفيذ ما اتفقنا عليه في القاهرة، وانبثقت عنه حكومة الوفاق التي باتت حركتها تحكمها قاعدة خطوة إلى الأمام وأخرى إلى الخلف، وغاصت عجلات المصالحة في لغز أيهما يأتي أولاً تسليم المعابر أم حل مشكلة موظفي غزة. عادت المصالحة من جديد تستشرف فوائد السفر والترحال، فذهبت إلى بيروت عل لبنان التي لم تتمكن من حل مشكلة رئيسها نجد عندها الفانوس السحري الذي نحلم به، لم تعد المصالحة تروق لها الرحلات القصيرة للدول العربية المحيطة بنا، باتت تطمع في رحلات إستكشافية إلى ما وراء النهر، ولا شك أن "الكرملين" يحمل من قوة الجذب السياحي ما يتفوق به عن غيره، فهل ستكون وجهة المصالحة القادمة روسيا؟، إن كانت المجتمعات تعتمد في مسيرتها على استخلاص العبر من تجاربها وتجارب الآخرين على إعتبار أن الحياة بالأساس مجموعة من التجارب، إلا أن الواضح أن المصالحة في ترحالها بين الدول لم تنقل لنا شيئاً من تجارب الآخرين كما فعل إبن بطوطة، واكتفت دوماً بصورة وإبتسامة وإتفاق على ما تم الاتفاق عليه.
جماعة المطار ومآربهم
الكرامة برس /رائد موسى
اطلقت جماعة تقيم بالولايات المتحدة الامريكية اسمها "مشروع المساعدة الموحدة" وبرئاسة الشاب الفلسطيني الحاصل على الجنسية الامريكية احمد الخطيب مبادرة تدعو الى انشاء مطار برعاية الأمم المتحدة في غزة بهدف نقل المساعدات الانسانية لقطاع غزة بشكل سريع ولسفر الحالات الإنسانية وذلك بهدف التخفيف من الحالة البائسة التي تتوقع الجماعة بانها لم تصمد اكثر من سنتين وستنفجر الاوضاع في غزة بوجه جميع الاطراف ولذلك يتوجب على جميع الاطراف القبول بفكرة المطار التي من شأنها ان تنزع فتيل ذلك الانفجار.
المشروع يبدو براقاً بالنسبة للحالة البائسة التي وصل اليها سكان غزة ولكن هنا يجب ان نسأل انفسنا اولا هل الحالة البائسة التي وصل اليها سكان غزة هي بفعل الاحتلال وحده ام بفعل انفسنا ايضا ؟؟ وهل الحالة البائسة كان مقصودا ان نصلها لنبحث عن افكار تقزم قضيتنا الفلسطينية بمشروع مطار او ميناء لغزة فقط ليكون انجاز عظيم بدلا عن انجاز الدولة الحرة المستقلة بعاصمتها القدس ؟؟
لتحليل مبادرة المطار يجب ان نبحث في اسباب البؤس لنرى ان كان المطار الأممي هو الحل ام هو مجرد تجميل لاستمرار الاحتلال والانقسام، يمكننا ان نجمل اسباب حالة البؤس كما يلي:
أولا: انعدام الموارد بالنسبة للكثافة السكانية الهائلة في القطاع . ولحل هذه المشكلة بشكل جذري يجب ان يتم حل عادل لقضية اللاجئين الذين يشكلون 77% من سكان القطاع، اما الى حين تحقيق ذلك فيجب اتاحة فرص عمل لهم من خلال تدعيم برامج تشغيل اللاجئين وتأمين حق سكان غزة بحرية التنقل داخل الاراضي الفلسطينية وخارجها دون تشجيعهم للهجرة وحرية التنقل تتم من خلال اعادة تشغيل الممر الآمن بين الضفة وغزة وهنا يجب اعادة المبادرات في انشاء سكة قطار او انفاق وجسور او طرق محددة لربط المحافظات الشمالية بالجنوبية.
ثانيا: استمرار سيطرة الاحتلال على قطاع غزة، فالجميع يعلم بان الاحتلال يسيطر على كل مناحي الحياة في غزة ما عدا حركة المرور فيها لذلك الاحتلال مجبر على تأمين سبل الحياة الكريمة لسكان القطاع من احتياجات غذائية وطبية وحرية حركة، وهنا يجب محاسبة الاحتلال على انتهاكاته وقيوده الصارمة على حركة الافراد والبضائع ومطالبته لفتح مطاراته لسكان غزة كونهم رعايا سلطة الاحتلال، لا ان نعفيه من مسؤولياته وتحميلها للامم المتحدة ليبقى احتلاله نظيف وجميل ومريح .
ثالثا: عدم وجود سلطة شرعية داخل غزة، وهذا شأن وخلل فلسطيني داخلي، وحله بشكل جذري يكمن باجراء انتخابات تجدد شرعية النظام السياسي الفلسطيني ليقرر ماهو الافضل لحل مشاكل سكان القطاع .
فالنقاط الثلاثة السابقة يتضح منها ان فتح مطار بإدارة اممية لن يحل المشاكل الانسانية في غزة بل سيسهل عملية التسول الانساني فقط، وهنا الشعب الفلسطيني لا يريد طرق ابداعية في توصيل المساعدات بل يريد طرق ابداعية في جعله منتجا على ارضه وقادر على الصمود، كبناء المدن الصناعية والسكانية في الضفة لصالح الاكتظاظ السكاني في غزة .
اما بخصوص الادارة الاممية فهي ستكون ديكور للخداع ولتجميل الحقيقة المرة، فطالما قطاع غزة لا يزال خاضع لسيادة الاحتلال الاسرائيلي فلا يمكن لأي مواطن دخول الاراضي الفلسطينية بدون ان يتم تسجيله لدى سلطات الاحتلال وبدون ان يكون حامل للهوية الفلسطينية الصادرة من الاحتلال وهذا ما هو متبع في معبر رفح حتى وهو بإدارة امن حماس فابسط مثال من اجل اضافة مولود قادم من الخارج لابد له من تسجيل دخوله في المعبر ونقل البيانات للاحتلال الاسرائيلي وذلك ما يتم من خلال امن المعبر والشؤون المدنية، اما بخصوص الادارة الامنية للمطار فلا يمكن للأمم المتحدة ادارته بشكل منفرد فأي حركة للمواطنين على المعابر والموانئ يجب ان تخضع للفحص الامني للتأكد من عدم الملاحقة القضائية على سبيل المثال، وهذا لا يمكن لإدارة الامم المتحدة من متابعته لذلك المطار لن يعمل بدون ادارة امنية مباشرة من امن فلسطيني إلا اذا بقي مقتصرا على البضائع وحتى ذلك لن يتم بدون متابعة امنية فلسطينيه وهنا ممكن للأمم المتحدة ان تقوم بدور وحيد وهو التفتيش الامني لصالح الاحتلال وشروطه والتنسيق الامني مع الاحتلال فيما يخص اسماء القادمين والمغادرين ومنع
من لا تنطبق عليه شروط الاحتلال للسفر فالاحتلال لن يسمح لمن لا يحملون الهوية بدخول غزة دون التنسيق معه، اضافة الى قيام الامم المتحدة بتفتيش البضائع والتنسيق مع الاحتلال في ذلك.
يعني عمليا مشروع المطار يهدف الى تمكين حماس من ادارة معبر جوي بالاشتراك مع الاحتلال الاسرائيلي من خلال وسيط اممي. وذلك سيصب باتجاه فصل غزة عن الاراضي الفلسطينية المحتلة، لتتحمل غزة اعبائها الامنية والاغاثية بشكل ذاتي وإشراف اممي بتنسيق كامل مع الاحتلال مما يعني تكريسه والتعايش معه ومع الانقسام.
وان كان من المجدي ادخال الامم المتحدة في مشاريع من شأنها مساعدة سكان غزة (ولا اعتقد ذلك)، فلتنفذ لنا مشاريع انتاجية تحد من ظاهرة البطالة في غزة من ضمنها مشروع سكة قطار بين الضفة وغزة بدلا من مشاريع تحسين عمليات التسول الاغاثية وتسهيل هجرة الوطن، فهجرة غزة يجب ان تتم الى داخل الاراضي الفلسطينية لا خارجها.
الكلام المسكوت عنه والكلام الموزون!!
الكرامة برس /عزيز بعلوشة
سرد الدكتور غازي حمد وفق حكمته ومنطقه صورة المعاناة على معبر رفح تتجلى صورة المأساة الفلسطينية بكل صورها وأبعادها ..
وقال: الالاف ممن تقطعت بهم السبل .. المرضى/الجرحى الذين يموتون ببطء وهم ينتظرون على البوابة ولا يرف لهم قلب يوم يفتح المعبر ليوم او يومين بعد شهور من الاغلاق تجده كيوم القيامة من الزحام والصراخ ..تجد الناس ينقبون عن "ثقب" للمرور من هذا السجن ,لكن يعود أغلبهم بأحمال الهم والحزن الى حين فتحه مرة أخرى.
انها سلسلة حزن مؤلمة ومبكية ؟؟ ومع ذلك نخجل أن نقول للاخوة المصريين "هذا ظلم " . فكان موفق وأصاب , وتحدث أيضاً في عهد مبارك (31 عاما), شبعت فيه اسرائيل اجراماً وقتلاً .. غزت بيروت وطردت منظمة التحرير وارتكبت مجازر صبرا وشاتيلا ولم نجد من يقف الى جانبنا ..
ثم خضنا الانتفاضتين وفقدنا عشرات الالاف من الشهداء والجرحى ولم نجد من يسمع صراخنا..
حاصروا الرئيس الشهيد أبو عمار في المقاطعة ولم يجد من يتصل به أو ينقذه من جنون الدبابات ..
ثم كانت الحروب الثلاثة على غزة والتي مثلت قمة الاجرام البشري من قتل الاطفال والنساء وتدمير البيوت فوق رؤوس ساكنيها ولم نجد من يستجيب لاستغاثتنا ..
سرق الاحتلال ارضنا وبنى عليها مئات المستوطنات .. ضاعت القدس من بين ايدينا وضاعت صرخاتنا لانقاذها من بين براثن التهويد ..
وجيراننا يتفرجون علينا ..
في ذروة صراخ اطفالنا ونسائنا تحت القصف والموت لم نطلب من مصر ان ترسل جيشها ليقاتل الى جانبنا ..
ولم نطلب ارسال دباباتهم التي تقف على حدودنا لتمنع دبابات الاحتلال من قتل اكثر من 176 مواطنا في رفح (الجمعة السوداء ) خلال اقل من ساعة ..
لم نطلب دخول مواد اغاثة ..ولم نطلب سيارات اسعاف.
قلنا : نعتصر دماءنا وندفن شهداءنا بصمت.
ظللنا نسبح في دمائنا ونغوص في اشلائنا وبقايا بيوتنا خمسين يوما .. كان الموت يزعق في كل مكان ..
جارتنا مصر كانت تسمع صوت القذائف تنزل على رؤوسنا ..وترى من خلف الجدار بيوتنا واشلاء اطفالنا تتطاير في الهواء .
ذا كانت حماس مخطئة فليعاقبوها على أخطائها, لكن ببراهين وأدلة ,وليس بصخب القول ولا جعجعته.
لكن دعوني اصارحكم :المشكلة ليست في حماس وحدها !!
مطلوب من الجميع (مصر,السلطة,حماس) العمل بجدية لتصحيح هذه العلاقة بما يضمن مصلحة فلسطين ومصلحة مصر معا.
مطلوب من مصر أن تتحرك تجاه قضية فلسطين بصورة أكثر فعالية وقوة وأن تقوم بدورها التاريخي في محاصرة خطورة اسرائيل ومخططاتها الاحتلالية,لانها عدوها الاوحد في المنطقة .
مطلوب من مصر أن تتحرر من "النظرة الامنية " لغزة,وتتأكد أنها لا يمكن أن تمثل تهديدا لأمنها ولا استقرارها ,بل هي سند وقوة لمصر وشعبها.فنرى أيضاً الدكتور غازي أصاب لكنني بعيداً عن المناكفات فعلاً لا قولاً كان من المفروض اعطاء مصر الدور الريادي في احتضان القضية الفلسطينية وأن يحث القيادة الفلسطينية والكل الوطني الفلسطيني ليضعوا ما لديهم في أحضان الجامعة العربية بقيادة مصر لتدبير الأمر الفلسطيني سواء على صعيد المصالحة أو على صعيد المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، لأن فلسطين عربية والقدس اسلامية، لاننا أكثر من عشرين عاماً أثبتنا أننا لوحدنا غير قادرين على مناكفة اسرائيل تفاوضياً، لذا يجب علينا بدون مكابرة تحميل امتنا العربية همومنا بقيادة مصر وأن تكون دائرة مفاوضاتنا بين أروقة الجامعة العربية وأن يكون قرار أي اتفاق مع اسرائيل عربياً كاملاً متكاملاً, وأما بخصوص العلاقة المأزومة مع مصر فمصالحتنا الفلسطينية كفيلة بذلك، فالمطلوب انجاز المصالحة الفلسطينية بنوايا صادقة والانتهاء من كل ملفاتها بالزايد أو بالنقصان، وبتحكيم مصري غير مردود وغير قابل للطعن سواء من جانب السلطة أو من جانب حماس، وأنا على ايمان مطلق بأن مصر ستكون مجتهدة الى أبعد الحدود بانهاء معاناتنا من جذورها , ومطلوب أيضاً الانتهاء من سياسة الفصائيلية والحزبية ونعمل جميعا على تقوية جسد السلطة لتحقيق الحلم , فنحن الفلسطينيون منذ تسع سنوات نحصد الفشل تلو الفشل, ونزيد من عذاباتنا ونغلق كل الأبواب التي تقابلنا، لكن للأسف لا أحد يعترف بأخطائه، فالنجاح له بريق ومفروض تفويض الأقوى في حل مشاكلنا، وفي السياسة لا مجال لنجاح الصدف، ففي عالمنا هناك من يصنعك ويتمنى لك النجاح , وهناك من يحطمك لشئ في نفسه، وللنجاح اسبابه وللفشل أدواته.
صلى عليك الله يا ياسر عرفات
الكرامة برس /د. خضر محجز
عظمة ياسر عرفات، لا تتسع لها صفحات.
لم يكن ياسر عرفات نبياً، ولم يكن مقدساً، لكنه تقدس ـ في قلوب الفلسطينيين ـ قدسية خاصة لا يعرفها سواهم.
لم يكن ياسر عرفات ولياً، ولم يمش على الماء، لكنه كان ـ في وعي الفلسطينيين ـ قادرا على اجتراح المعجزات.
لم يكن ياسر عرفات يحفظ القرآن كله، لكن قراءته المكسرة للقرآن كانت ـ في آذان الفلسطينيين ـ أجمل من كل قراءات هؤلاء الذين يطلعون علينا كل صباح بأصوات منكرة.
لم يمتلك ياسر عرفات قصراً، لكن كل مكان أقام فيه تحول ـ في أعين الفلسطينيين ـ إلى وطن.
لم يكن ياسر عرفات كاملا في كل شيء، لكنه غدا ـ في ذاكرة الفلسطينيين ـ نموذجا لقدرة الزعماء على الحب.
ما يميز ياسر عرفات، عن غيره من الزعماء، أنه أحب شعبه بكل قلبه، وأمد شعبه بطاقة لا تنفد، وآمن بقدرات شعبه بصورة خرافية.
لم يكن ياسر عرفات عاقلا أبداً، لكنه كان ثائرا أبداً.
لم يكن ياسر عرفات فيلسوفا أبداً، لكن الله منحه قدرة فذة على فهم ما يدور حوله.
لم يكن ياسر عرفات شاعرا أبداً، لكن كلماته كانت في آذاننا أجمل من كل الأشعار، وأعذب من كل الأغاني.
لم يكن ياسر عرفات بليغا دائماً، لكن لغته كانت تسحرنا، فنقلد أخطاءه اللغوية بحب مجنون.
لم يكن ياسر عرفات أنيقا دائماً، لكن طريقة اعتماره للكوفية، صارت شعارا لفلسطين.
لم يكن ياسر عرفات الرئيس الأول فحسب، لكنه صار ـ في ذاكرة فلسطين ـ الرئيس الخالد.
لم يكن ياسر عرفات مفجر ثورتنا فحسب، بل صانع كينونتنا المتجددة.
صلى عليك الله يا ياسر عرفات، وصلت عليك الملائكة المقربون، وصلى عليك الأطهار والأخيار والثوار، في كل وقت، وفي كل مكان.
سيقول السفهاء أنني أحب ياسر عرفات، حبا لا يعجبهم ولا يوافقونني عليه، لكنهم لن يتساءلوا: لماذا يحبه معي كل الفلسطينيين، وكل العرب، وكل المسلمين، وكل الثوار؟
غزة مرة أخرى...تفجيرات وإتهامات
الكرامة برس /راسم عبيدات
بالأمس اعلن الناطق الرسمي باسم داخلية حكومة غزة بأن المسؤول عن التفجيرات والعبث الأمني والسيارة المفخخة المكتشفة على مدخل حي الشجاعية،هي من فعل عناصر مرتبطة وتدار من قبل اجهزة أمنية وسياسية قياداتها تتقلد مناصب رسمية في السلطة الفلسطينية في رام الله،وقدمت أدلة واثباتات من خلال الإعترافات والتسجيلات على صحة ما تقولة،وبالمقابل اعتبرت الحركة على لسان الناطق الرسمي باسمها احمد عساف وعدد آخر من قياداتها بأن ما تم عرضه ليس أكثر من مسرحية رخيصة،هدفها التحضير لحملة اعتقالات وقمع وتنكيل بعناصر وقيادات فتح في القطاع، وأن هذه المسرحية تندرج في إطار سعي حماس لإقامة دويلة أو إمارة غزة،وبما يضرب المشروع الوطني ويكرس الإنقسام.
ولعل الجميع يذكر أنه في سياق التحضيرات التي كانت تجري في تشرين ثاني من العام الماضي لإحياء الذكرى العاشرة للشهيد الرئيس أبا عمار،حدثت مجموعة تفجيرات طالت منصة إحياء الذكرى وعدد من منازل وممتلكات قياديين في حركة فتح،وفتح وجهت اتهاماتها لحركة حماس بالمسؤولية عن ذلك،وطالبت بتحقيق مستقل وبمشاركة فصائلية ومجتمعية للكشف عن المرتكبين لتلك التفجيرات وتقديمهم للمحاكمة،ولتقوم حماس بعد مدة ليست بالقصيرة،بعقد مؤتمر صحفي وتعلن فيه بأن المسؤولين عن تلك التفجيرات أيضاً،يتبعون ويرتبطون بأجهزة امنية وسياسية قيادية في رام الله،وحملت الرئيس كما حاصل الان المسؤولية المباشرة عن ذلك.
من الواضح أن من يقومون بتلك التفجيرات أنهم ليسوا مجموعة من الهواة أو الأفراد المعزولين،بل هي مجموعات تعمل بشكل ممنهج وبأجندات واهداف خبيثة، في مقدمة تلك الأهداف،تعميق وتكريس وإستطالة امد حالة الإنقسام،وضرب وحدة النسيج المجتمعي والوطني في قطاع غزة،وكذلك في الضفة الغربية،وجر الساحة الفلسطينية الى صراعات وحروب داخلية ومهاترات حزبية وفئوية،تشغل الناس والفصائل عن الإحتلال وإجراءاته وممارساته الرامية الى تفكيك المشروع الوطني،ناهيك عن منع عجلة الإعمار من الدوران وبما يبقى الحصار قائما ومستمراً،وبما يعني أيضاً تعميق ازمات القطاع السياسية والحياتية،عدم قدرة حماس على الوفاء بإلتزاماتها المالية تجاه موظفيها،وهذه واحدة من المشاكل الجوهرية،وكذلك مثل هذا الوضع يزيد ويعقد من ظروف الناس الحياتية بطالة،فقر،جوع، أزمات إنقطاع الكهرباء والماء ومشاكل الصرف الصحي والمشردين بفعل العدوان ..وغيرها.
منذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني،والتي كان من المفترض ان يكون تشكيلها مدخلاً حقيقياً نحو التقدم لإنهاء الإنقسام واستعادة الوحدة الوطنية وإيجاد حلول مرضية ومقبولة للملفات الأساسية، فتح المعابر،إعادة الإعمار، رفع الحصار، رواتب موظفي سلطة حماس ال(40) ألف، والإعداد للإنتخابات التشريعية العامة.
ولكن لم يجر أي تقدم جدي في تلك الملفات حيث كانت الإتهامات المتبادلة والتحريض والتحريض المضاد والمناكفات والمهاترات العنوان الأبرز،حكومة الوفاق وحركة فتح تتهمان حماس بعرقلة وعدم تمكين حكومة الوفاق من القيام بمسؤولياتها ومهامها ودورها في القطاع،من خلال الإصرار على الشراكة في قضايا الإعمار والإشراف على المعابر،وعدم السيطرة على الأجهزة الأمنية،وحماس تتهم حكومة الوفاق وفتح،بالتدخل في الشؤون الداخلية للقطاع من خلال خلق الفوضى والإنفلات الأمني في القطاع،واهمال قطاع غزة وعدم ايجاد أية حلول لمشاكل أهل القطاع حياتية ومعيشية وخدماتية ،أو القيام بأية مشاريع من شأنها ان تسهم في تحسين ظروف وحياة أهل القطاع،وتحد من البطالة والفقر والجوع هناك.
واضح قبل الحديث عن مدى صدقية الإتهامات والمعلومات بين الطرفين (حماس وفتح)،ان هناك حالة كبيرة وهوة واسعة بين الفريقين من عدم الثقة، وأن الصراع يتمحور ليس على الحرص على المشروع الوطني والقضية، بل صراع يتمحور على من سيقود او يتولى زمام امور الشعب الفلسطيني،وكذلك صراع على اقتسام كعكة سلطة غير دسمة، وتولي الإشراف على ملفات المعابر واعادة الإعمار وغيرها،ناهيك عن اصطفاف الفريقين خلف محاور عربية واقليمية متباينة، والتدخلات العربية والاقليمية والدولية في الشأن الفلسطيني،وما نتج عن ذلك من حالة عدم تحقيق المصالحة وانهاء الانقسام، جعلت
الساحة الفلسطينية مفتوحة لطرح مشاريع سياسية مشبوهة،مشاريع الهدف منها بالأساس ضرب وحدة المشروع الوطني الفلسطيني،وانهاء القضية الفلسطينية،والحديث يجري عن خلق دويلة فلسطينية في القطاع مع هدنة طويلة برعاية عربية وإقليمية ودولية بين اسرائيل وحماس،وحماس التي تحت ضغط بقاء الحصار وبطء دوران عمليات الاعمار واغلاق المعابر، قد تقدم على خطة من هذا النوع،تجد فيها بأنها تنقذ حكمها وتقدم حلول معقولة لمشاكل وهموم الناس،وتخفف من حالة الضغط والاحتقان السائدة والتي قد تحول ثورة الفقر والجوع الى ثورة عارمة ضد حكومتها وسلطتها،أو تتنامى مظاهر البلطجة والزعرنة والمليشيات وتصبح الفوضى والفلتان سيدة الموقف.
نعم الوضع في قطاع غزة إرتباطاً بعدم فتح المعابر والحصار وبطء الإعمار،وما يحدث من صراعات عربية واقليمية وتدخلات في الشأن الفلسطيني،خلقت تربة خصبة لإنتعاش جماعات سلفية وداعشية تحمل افكارا غريبة تريد أن تفرضها على الواقع الفلسطيني،وكذلك هناك من يحملون برامج وأهداف وأجندات خبيثة جل هدفها منع أية وساطات او حلول تنهي الإنقسام وتعيد وحدة شطري الوطن،والإحتلال هو المتهم الأول في هذا الجانب،وخصوصاً بعد قيام الحكومة اليمينية المتطرفة في اسرائيل،والتي قادتها لديهم مشروعاً عبروا عنه بشكل واضح، تأبيد وشرعنة الإحتلال،مع تطبيع كامل مع الدول العربية،رؤية نتنياهو للمبادرة العربية لحل الصراع العربي- الإسرائيلي،ورؤيته في الدولة ذات الحدود المؤقته،التي تمكنه من ابتلاع القدس وتحويل ما يتبقى من الضفة الغربية بعد ضم مناطق (سي) التي تشكل (60)% من مساحة الضفة الغربية الى جزر متناثرة و"كانتونات" في محيط اسرائيلي واسع.
نعم في ظل ابقاء حالة الإنقسام وفي ظل تغليب المصالح الفئوية والحزبية على المصالح الوطنية،وعدم الاتفاق والتوافق على برنامج واستراتيجية موحدتين،فإن المشروع الوطني يتجه نحو كارثة جدية وحقيقية بأيدي فلسطينية ،فحتى تجري معالجات جادة ومحاسبة ومحاكمة للمسؤولين عن التفجيرات والعبث بالأمن ونشر حالة الفوضى في القطاع،فهذا يحتاج الى اجراء تحقيقات مهنية ومستقلة وبمشاركة فصائلية ومجتمعية،تقود الى كشف المتورطين والعابثين ومحاكمتهم،بعد ان يجري رفع الغطاء عنهم من قبل من يراعهم ويمولهم ويدربهم ويوجههم ويقودهم.
ما يجري وما نشهد اليوم من ارتفاع وتيرة وحدة الصراعات والخلافات بين الفريقين،يتطلب جهد شعبي وجماهيري تحركه وتقوده قوى مجتمعية واهلية وفصائلية، يقول للفريقين كفى عبثاً كفى تدميرا كفى تآمرا وذبحا للمشروع الوطني تحت راية مصالحكم وأجنداتكم ومنافعكم وامتيازاتكم.
فضيحة بان كي مون وآخرين
فراس برس / منير شفيق
عارٌ آخر يكلل جبين بان كي مون أمين عام هيئة الأمم المتحدة يضاف إلى أكاليل عار كثيرة لطخت جبينه منذ أن تولى أمانة هيئة الأمم. وكان ذلك السبب الرئيس الذي استخدمت الإدارة الأمريكية كل نفوذها في الهيئة الدولية لإعادة انتخابه أو في الأصح تعيينه لدورة ثانية.
صحيح أن الأمناء العامين لهيئة الأمم المتحدة كانوا، عموما، من الطينة نفسها فيما يتعلق بالتبعية لأمريكا، ولكن مع مراعاة الدول الكبرى في أحيان معينة. ولكن بان كي مون جاء في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب الباردة ولا سيما في الفترة التي استفردت فيها أمريكا بمجموعة قرارات لهيئة الأمم المتحدة وتعيين الأمين العام. وهي الفترة الممتدة طوال العقدين الأخيرين.
أمريكا في الخمس سنوات الأخيرة ضَعُفَت على المستوى العالمي ضعفا أصبح ظاهرا لأعين الكثيرين. ولكنها بقيت مسيطرة على أمين عام هيئة الأمم وعلى عدد من مؤسساتها. وذلك إلى جانب سيطرتها أو استمرار سيطرتها على كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمؤسسة المصرفية العالمية. وهو ما تبقى لها من سيطرة منفردة.
استطاعت أمريكا أن تسيطر على الهيئات والمؤسسات في المرحلة التي تلت انهيار الاتحاد السوفياتي ودخول الصين لعبة النظام الرأسمالي العالمي، وما اقتضاه من "اعتدال" في المواقف السياسية، أو ما اقتضاه من تجنب المواجهة مع أمريكا. وبهذا "خلا الميدان لأبي حميدان" إلى حد بعيد. فوقع اختيارها على بان كي مون التابع المروّض لهذه المرحلة. فتاريخه تاريخ تبعية لأمريكا والصهيونية منذ أن كان وزيرا لخارجية كورية الجنوبية.
إكليل العار الأخير الذي وضعه بان كي مون على رأسه كانت "قائمة العار في قتل الأطفال" التي صدرت أخيرا عن هيئة الأمم المتحدة حيث وضع كل ثقله لعدم إدراج اسم "إسرائيل" (الكيان الصهيوني) في تلك القائمة، وهو الاسم الذي يجب أن يوضع على رأس القائمة، ولا يستطيع أحد أن ينافسه على هذه الزعامة والريادة. مما كشف بان كي مون صهيونيا أشدّ صهيونية من إدارة أوباما التي وجدت نفسها مضطرة في أكثر من مناسبة، على التعارض مع حكومة نتنياهو. علما أن أوباما في عهديه لم يُقصِّر في التقدم خطوات بالسياسة الأمريكية في الانحياز للنص الصهيوني الأساسي في الموضوع المتعلق بالقضية الفلسطينية. فقد سبق له أن ادّعى أن "فلسطين التاريخية كانت الوطن التاريخي للشعب اليهودي". وهو بهذا زوّر التاريخ وزايد على النص الصهيوني الذي لم يتجرأ يوما أن يصفها بالوطن التاريخي لليهود. فاليهود عاشوا في أغلبيتهم الساحقة بعيدا من فلسطين طوال القرون الماضية. بل يشكك علماء الآثار في وجودهم يوما فيها بسبب عدم العثور على أثر واحد يدلل على ذلك.
هذا، وجعل أوباما الاعتراف بيهودية الدولة، أو باعتبار ما يسمّى بـ"دولة إسرائيل" دولة يهودية بمعنى ينهي حق الفلسطينيين أصلا بفلسطين وينكر على فلسطينيي الـ48 وجودهم تحت تلك الدولة المغتَصِبة غير الشرعية، وهم السكان الأصليون، بل وينكر حق العودة من حيث أتى.
هذا كله، أخذ به بان كي مون ولكنه لم يختلف مع الكيان الصهيوني، ولو بمستوى ثانوي، كما فعل أوباما. فبان كي مون أثبت أنه صهيوني حتى النخاع في مواقف عدة اتخذها في الموضوع الفلسطيني، وكان آخرها إصراره على عدم إدراج الكيان الصهيوني بقائمة العار في قتل الأطفال، فيما دماء أكثر من خمس مئة وأربعين طفلا فلسطينيا قتلهم القصف الصهيوني في حرب تموز- آب/ يوليوز -غشت 2014، لم تجف بعد.
والسؤال إلى متى يظل هذا التغاضي الرسمي العالمي على الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني؟ الجواب، بالطبع ما دامت أمريكا متسلطة على هيئة الأمم المتحدة. وهو تسلط جاء من قوّة الاستمرار، ومن تهديدها الدائم بقطع مساهماتها المالية، ولم يأتِ، كما كان الحال سابقا، من سيطرتها الفعلية على النظام العالمي، أو من قوتها العالمية واتسّاع نفوذها. ولهذا ثمة تناقض بين فقدان أمريكا وأوروبا لسيطرتهما العالمية من جهة وبين استمرار السيطرة على هيئة الأمم والمؤسسات المالية حيث السلاح المستخدم في المقاطعة والحصار من جهة أخرى.
من هنا لا بد لمجموعة البريكس، ولبلدان العالم الثالث، عموما، وضع حد لهذه السيطرة الأمريكية التي لم يعد لها من مسوّغ في موازين القوى. وذلك كما فعلت أمريكا حين أزاحت الاسترليني ليحل الدولار مكانه، بعد أن فقدت بريطانيا سيطرتها العالمية السابقة في ميزان القوى الجديد مع نهاية الحرب العالمية الثانية.
أما بالنسبة إلى الموضوع الفلسطيني وهذه الضربة التي وُجهت لأطفال فلسطين (تآمر أمين عام الأمم المتحدة وأمريكا لإبعاد اسم الكيان الصهيوني من قائمة العار الخاصة بجرائم الأطفال)، فإن إحراجا كبيرا قد لحق بمحمود عباس والسلطة الفلسطينية واستمرارهما بالتنسيق الأمني. لأن الاكتفاء باحتجاج لفظي على هذه الضربة سرعان ما يذهب أدراج الرياح.
على أن الأهم من هذا النقد فيتمثل في مغزى عدم إدراج دولة الكيان الصهيوني في قائمة العار الخاصة بقتل الأطفال من قِبَل على هيئة الأمم المتحدة وأمينها العام.
استراتيجية الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقد قامت على أساس اللجوء إلى المنظمات والمؤسسات الدولية من أجل ليّ ذراع نتنياهو ليوقف بناء المستوطنات، ويعود إلى المفاوضات، على أساس حل الدولتين: دولة فلسطينية في حدود 1967.
فهذه الاستراتيجية تكون قد تلقت فشلها الثاني خلال أسبوع بعد فشلها في تجميد عضوية الكيان الصهيوني في المنظمة الدولية لكرة القدم الـ "فيفا". وذلك من خلال تراجعها المذل تحت الضغط لسحب مشروعها المطالب بتجميد تلك العضوية.
الأمر الذي يعني أن استراتيجية محمود عباس الرديفة المنقذة لاستراتيجية التسوية والمفاوضات هي استراتيجية فاشلة أيضا، وبالوقائع والنتائج (حتى يرضى ولن يرضى).
والسؤال ألم يحن له ولقيادة حركة فتح ولفصائل المجلس المركزي أن يعتبروا بهذين الفشلين، ناهيك عن دوران استراتيجية اللجوء إلى المنظمات والهيئات الدولية حول نفسها من دون أي تقدم منذ أن أُعلنت حتى الآن؟ وماذا ينتظرون والاستيطان يستفحل في الضفة الغربية والتهويد ماض على قدم وساق في القدس والاعتداءات على المسجد الأقصى متصاعدة يوما بعد يوم؟ ثم ماذا يقولون بوضع قرار المجلس المركزي القاضي بوقف التنسيق الأمني على الرف "وكأن شيئا لم يكن". والأنكى أن أمام أعينهم وملء سمعهم مشروع انتفاضة قادرة على قلب الطاولة على رأس نتنياهو.
قال الشاعر: "لقد أَسْمَعتَلونا ديتَحياً ولكن لا حياةَ لِمَن تُنادي" أو بعبارة أخرى: لا إرادة لمن تنادي. ويبدو أن ثمة مفقودات أخرى كثيرة غير الإرادة.
حـفــــل عــيـــد الاسـتـقــــلال الباهت
فراس برس / حمادة فراعنة
احتفل الأردن رسمياً وشعبياً في شهر أيار الماضي بعيد الاستقلال العزيز على قلوب كل الأردنيين وموضع فخر واحترام لهم سواء لماضٍ تم إنجازه او لمستقبل نسعى إليه، فقد كان قرار طرد غلوب باشا، وإلغاء المعاهدة البريطانية الأردنية في أوج المد القومي الذي اجتاح العالم العربي بعد الحرب العالمية الثانية ونيل الاستقلال للعديد من البلدان العربية، موضع اعتزاز ولا يزال بالنسبة لنا كأردنيين ولكن إضافة لذلك، ثمة قضايا وعناوين يجهلها البعض أو يتجاهلها، تمت بعد ذلك، لم نكن مرغمين لها وعليها ولكنها عكست الالتزام الوطني والقومي لدى صاحب القرار الأردني، ودفعنا الثمن، ثمن الانحياز الأخلاقي والوطني والقومي لما نرى أنه الحق والصواب وحُسن الاختيار
فقد اتخذ الراحل الحسين الكبير قراراً في غاية الأهمية والشجاعة العام 1991، بعدم المشاركة في حفر الباطن، وهو قرار يجب أن يُخلد أردنياً وعربياً، لأن القرار الذي مارسه الحسين، استفز الأميركيين وأغضب الخليجيين، لأن الرؤية كانت واضحة لدى الحسين وهي أن الهدف هو تدمير العراق الذي كان يشكل رصيداً وحماية للأردن ومظلة لكل أطراف الشرق العربي، بصرف النظر إن كان يتفق أو يختلف مع السياسات التفصيلية التي كان ينهجها الراحل الشهيد صدام حسين .
أما في العهد الجديد، عهد الملك عبد الله، فقد عمل أيضاً على تجنب المشاركة الأردنية في غزو العراق واحتلاله العام 2003، وكان قراراً شجاعاً خلّص الأردن من محاولات زجه في ذبح العراق وإسقاط نظامه القومي، على الرغم من القطيعة التي كانت سائدة لفترة من الزمن بين الراحل صدام حسين وبين الملك عبد الله، ومع ذلك على الأردنيين قراءة كتاب “ فرصتنا الأخيرة “ ليعرفوا تفاصيل الصمود الأردني في وجه الضغوط الأميركية والخليجية التي هدفت إلى زج الأردن في احتلال العراق ومشاركته في تدميره مادياً ومعنوياً، وهو قرار لا يقل شجاعة وحنكة عن عدم الذهاب الأردني إلى حفر الباطن، ودفعنا الثمن مرة أخرى، أما العنوان الثالث فهو استمرار الرفض الأردني في التورط لإضعاف نظام الرئيس بشار الأسد، ودوافع الدولة الأردنية لذلك، إذا لم تكن لأسباب مبدئية في رفض التورط في حروب بينية مع أي بلد عربي، إذا لم يكن كذلك، فالمصلحة الأمنية الوطنية الأردنية هي عدم التورط في إضعاف نظام حزب البعث الحاكم في دمشق، لأن البديل عن النظام غير الديمقراطي هو الانحدار والانقسام والتدمير والتطرف وشواهد ذلك بائنة في الصومال الذي اختفى وفي ليبيا والعراق وها هو اليمن على الطريق، تلك شواهد تستحق المباهاة واحترام الذات، رغم ضيق ذات اليد، وضيق الأفق لدى البعض سواء عندنا أو لدى قطاع من أشقائنا .
حفل الاستقلال الذي أعدته الحكومة كان يفترض في ظل هذه الأوضاع أن يكون في إستاد المدينة الرياضية، أو على الأقل في قصر الثقافة لجمع كل الأردنيين المنتخبين من نواب وأحزاب وجمعيات وأندية ومجالس بلدية ومجالس النقابات المهنية والعمالية والقطاعات الثقافية والأدبية والفنية، ومن الرجال والنساء، ومجالس طلبة الجامعات ومن غيرهم، ليكون حشداً شعبياً يليق بالصمود الأردني في وجه التحديات، لا أن يكون رسمياً مقتصراً على العشرات من أفراد الحكومة والنواب والأعيان وقادة المؤسسات الرسمية، لقد كان احتفال يوم الاستقلال باهتاً، ولذلك أخطأ صاحب قرار الاحتفال بيوم الاستقلال في أن يكون مقتصراً على الرسميين، وكان يجب أن يضم آلاف الأردنيين، ويلتقوا بجلالة الملك ويستمعوا لخطابات رؤساء السلطات الثلاثة، حتى يشعر كافة الممثلين من الأردنيين في أن يكونوا شركاء، لا أن يشعر أي أردني أنه مجرد مراقب لا دور له في هذه المرحلة التي تزداد فيها ومن خلالها التحديات الوطنية الداخلية والقومية المحيطة .