ملخص مركز الاعلام
صدق القسام وكذب "نتنياهو"
بقلم خالد معالي عن المركز الفلسطيني للاعلام
حالة من الاضطراب تعيشها دولة الاحتلال؛ بعد تصريحات رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، وتصريحات "أبو عبيدة" في الذكرى الأولى للحرب العدوانية على غزة حرب "العصف المأكول"؛ حول عدد الأسرى لدى المقاومة والملفات المفتوحة.
الملاحظ أن إرباك حصل لدى "نتنياهو" ووزراء حكومته وقيادات جيشه؛ بعد تصريح مشعل بان الاحتلال طلب معرفة مصير جنديين أسيرين وجثتين؛ حيث انعكس ذلك سريعا في مختلف الاتجاهات، وحرك المياه الراكدة في دولة الاحتلال؛ وانعكس على حركة الأمواج المتلاطمة في دولة الاحتلال خاصة لدى ال"فلاشا".
سجلت حماس هدف في دولة الاحتلال؛ من خلال أن "نتنياهو" تعامل مع الفعل الحمساوي؛ من خلال ردة الفعل؛ وراحت أيام كان الاحتلال يصنع الفعل والحدث، وما على العرب والفلسطينيين سوى تلقي الحدث؛ ويكونوا ردة فعل باهتة؛ فالريادة دوما لمن يصنع الحدث والفعل؛ وليس لمن يتلقاه.
ما يسجل لحماس في معركة استنطاقها من قبل الاحتلال؛ أنها هي من استدرجت استنطقت الاحتلال؛ وليس العكس؛ فقد كان الاحتلال يقول ويزعم أن ليس لدى حماس سوى جثث؛ وإذا به يعود ويقر أن لدى حماس أسرى جنود أحياء؛ مما رفع مصداقية كتائب القسام، حتى لدى الشارع "الإسرائيلي" واثبت كذب "نتنياهو" وقادة جيشه الذين كانوا ينفون ذلك في وقت سابق؛ وبشدة.
لم تسجل على "أبو عبيدة" ولو كلمة واحدة لم تكن صادقة، فكل تصريحاته وكلامه كان صدقا؛ بالمقابل كانت تصريحات "نتنياهو" وقادة جيشه كذبا وتملصا وخداعا للرأي العام في دولة الاحتلال؛ خشية انهياره.
الحرب السياسية والنفسية والإعلامية التي تمارس هذه الأيام من قبل قادة الاحتلال على غزة وعنوانها الكذب؛ كبيرة جدا؛ لمعرفتهم أن الحرب الإعلامية سيبقى لها كلمة عليا؛ لقوة تأثيرها على الحرب النفسية للخصم كي يستنطقوه؛ دون جدوى.
انتصر "القسام" في حربه الإعلامية ويواصل انجازاته الرائعة، وهو ما جعل الاحتلال يتخبط أمام قوة الصوت والصورة لكل فعل أو قول أو تصريح للقسام. الاحتلال لم يعد يملك إلا فنون الكذب والتضليل، والتي خبرها الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة، ولم تعد تنطلي حتى على طفل فلسطيني صغير.
بعد اعترافات الاحتلال؛ أعادت مصداقية "القسام" - لم تهتز ولو للحظة - الثقة من جديد للكل الفلسطيني، ومعهم العرب والمسلمين، وما عاد الفلسطيني يشعر بأنه مهزوما ووحيدا أمام احتلال غاشم؛ لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة القوة.
أبرزت التصريحات المتضاربة لقادة دولة الاحتلال حالة من التخبط؛ حول ما لدى حماس من أسرى؛ ونجحت حماس في الحرب الإعلامية التي كانت كلمة الفصل فيها لكتائب القسام؛ التي صدقت في كل كلمة وتصريح قالته مدعما بالصوت والصورة، وكشفت كذب "نتنياهو"؛ وتخبط إعلام الاحتلال والناطقين باسمه؛ الذين تارة ينفون، وتارة يؤكدون.
أيا كانت النتيجة النهائية للحرب الإعلامية والنفسية الحالية الجارية بين حماس والاحتلال؛ والتي تدار بحكمة ودقة متناهية من قبل "ابو عبيدة" وقادة حماس، ووعي وبقلوب ملؤها الإيمان والثبات؛ فإنها حتما لن تكون في صالح دولة الاحتلال، وإنما في صالح الشعب الفلسطيني المظلوم والمكلوم، فقد رفعت المعنويات، وكشفت ضعف وهشاشة دولة الاحتلال وما عاد الزمن يعمل لصالح الطغاة، فالأيام دول (فاعتبروا يا أولي الأبصار).
ما بعد عباس
بقلم يوسف رزقة عن فلسطين اون لاين
اللجنة التنفيذية التي أقالت ياسر عبد ربه من أمانة السر، قررت تعيين صائب عريقات في أمانة السر. انتهت معركة المنصب الرفيع، حيث يعد من يتولاه الرجل الثاني في هيكلية المنظمة، ويعد الرئيس القادم إذا توفي رئيس المنظمة، أو اعتراه ما يمنعه من ممارسة مهام عمله. انتهت معركة أمانة السر لتفتح الطريق أمام معركة أخرى أهم وهي خلافة محمود عباس في مناصبه المتعددة، بعد أن بلغ عباس سن الثمانين.
معركة ما بعد عباس بدأت في دول قريبة من فلسطين من خلف ظهر عباس، وقد تداولت هذه الدول أسماء محددة؛ منها كما قيل محمد دحلان الخصم اللدود لعباس، وسلام فياض، ولكن أيا من هذه الدول لم يأت على ترشيح صائب عريقات البتة. لقد فهم تعيين عريقات في أمانة السر بقرار من عباس على أنه البداية التي تمهد الطريق أمام عريقات ليكون رئيساً للسلطة وللمنظمة. بعض رجال فتح يعتبرون تعيين عريقات في هذا المنصب هو بمثابة تعيينه رئيسا للمنظمة، ورئيسا للسلطة بعد وفاة عباس.
لا تجمع فتح على صائب عريقات، ويراه بعضهم بلا مؤهلات تنظيمية متقدمة تسهل له الوصول للمنصب. ولكن فتح عندها مشكلة اختيار فيمن يخلف عباس في مناصبه، فجلّ القيادات متقاربة في الصفات، وهي دون عباس، وضعيفة في علاقاتها الخارجية، وبالذات الدولية. بعضهم يرى أن الولاء لعباس كان مقدما على المعايير التي تتبناها فتح في مسألة اختيار رئيس المنظمة، ولكن في الوقت نفسه فإن عريقات يتمتع بمروحة علاقات دولية واسعة تمكنه من الحفاظ على قنوات الإمداد المالي وجلب عطاء الدول المانحة للسلطة، ومن ثم تحقيق استقرار ما في فتح وفي السلطة.
عريقات بمنصبه الجديد قطع الطريق أمام شخصيتين طموحتين لهما الكفاءة نفسها تقريبا في مجال المال والعلاقات الدولية والخارجية، وهما محمد دحلان، وسلام فياض، ولكن الأخير ليس من حركة فتح، والأول مفصول من الحركة.
هل ستبدأ معركة ما بعد عباس في ظل حياة عباس ونفوذه، بحيث يكون هو من يدير هذه المعركة لصالح عريقات في مؤتمر فتح القادم، وفي الساحات الخارجية؟ أم أنه سيقف عند هذا الحد من الإجراءات في أمانة السر لتكون المعركة على الخلافة بعد وفاته؟ لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال، فالموقف غامض، ونحن في منطقة رمادية، ولكن ربما تظهر بعض ملامحه لاحقا عند انعقاد مؤتمر فتح. ومع ذلك يمكن القول إن عريقات قطع خطوة جيدة على طريق رئاسة المنظمة والسلطة.
جلّ الفصائل المكونة للمنظمة تنتقد احتكار فتح لمنصب رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة، وترفض طريق التعيين الذي يسير فيه عباس، وتطالب بالانتخاب الحر لشغل هذا المنصب، والالتزام بالمعايير المقررة في المنظمة. وفي كل الأحوال نقول إن معركة ما بعد عباس بدأت، واللاعبون في الملعب عديدون، والاختيارات تبقى مفتوحة. والقصة كلها تكشف عن خلل كبير في النظام السياسي الفلسطيني، فهو نظام يقوم على قرار الفرد أكثر من قيامه على قرار المؤسسة.
الأسرى الصهاينة بيد القسام.. عددهم ومستقبلهم
بقلم حسام الدجنى عن الموقع الرسمي لحماس
عام كامل والصمت سيد الموقف لدى (إسرائيل) والمقاومة حول أعداد الأسرى الصهاينة بيد حركة حماس، حتى بدأت الإشارات تصدر من المقاومة، وأولى تلك الإشارات كان يوم 14/12/2014م في الخطاب الشهير لأبي عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، حيث قال: لدينا جنود. ولم يقل لدينا جندي في إشارة إلى شاؤول أرون، ومنذ تلك اللحظة بدأنا كمراقبين نرصد التصريح تلو التصريح لنصل لنتيجة أن لدى كتائب القسام أكثر من أسير، ثم جاءت الإشارة الثانية في أحد مهرجانات حماس في مدينة رفح عندما تحدث قادة حماس أن لديهم صندوقاً أسود، والثقة التي تتحدث بها قيادات حماس ثقة الواثق والقوي، والحراك الدبلوماسي الكبير يؤكد أن هناك هدفاً تسعى له الأطراف الدولية لحفظ ماء وجه (إسرائيل)، وحماس اكتسبت خبرة كافية في التعاطي مع هكذا أمور فهي تريد العنب ولا تريد مقاتلة الناطور.. هي تريد الإفراج عن أسرى وتخفيف الحصار عن غزة، ولا يعنيها أي شيء غير ذلك.
ثم جاء المؤشر الثالث عبر لوحات جدارية وضعتها كتائب القسام في أماكن متعددة وكانت الجدارية التي وضعت بالقرب من منزل الأسير القسامي القائد حسن سلامة الأكثر أهمية وإثارة، حيث وضعت ساعة على عقاربها أسماء الجنود المخطوفين منذ عام 1988-وحتى عام 2014م، ولم تضع كتائب القسام سوى صورة واسم الجندي شاؤول ارون، وهذا يطرح سؤالاً حول مستقبل الجندي هدار غولدن وهل سيكون مستقبله يحاكي مستقبل الطيار المفقود رون أراد..؟
ثم تستكمل عقارب الساعة بثلاث علامات استفهام، وهذا له دلالتان: الأولى أن لدى القسام في عام 2014 ثلاثة أسرى من الجنود الصهاينة. الثاني: أن علامات الاستفهام تؤكد على منهجية وطريق كتائب القسام في أسر الجنود كهدف من أجل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
هذا الغموض الإيجابي يربك الساحة الإسرائيلية، ويمنح حماس قوة في إدارة المفاوضات، ويدلل بما لا يدع مجالاً للشك أن حماس فاعل مهم في معادلة الأمن والاستقرار بالمنطقة لا يمكن تجاهلها.
وعند ربط التصريحات بعضها ببعض نصل إلى أن دلالات علامات الاستفهام مرتبطة بعدد الجنود لدى حماس، فثلاث علامات استفهام أي ثلاثة جنود يضاف إليها شاؤول أرون، فإن العدد هو أربعة جنود، ويبقى لغز هدار غولدن ينتظر لحظة الكشف الرسمي عن الصندوق الأسود.
وهنا من المحتمل أن يكون المواطن الأثيوبي والعربي خارج هذا العدد، وفي حال شهدنا سيناريو الإفراج عنهم مقابل الإفراج عن بعض الأسرى وعلى وجه التحديد محررو صفقة وفاء الأحرار، فإن ذلك من شأنه دعم النتيجة التي توصلنا إليها. ويبقى ذلك في إطار التحليل الذي يحتمل الصواب والخطأ، وكلمة الفصل به للمقاومة وللحكومة الإسرائيلية.
حديث القسام بأن فجر الحرية قد اقترب يدلل بأن هناك حراكاً دولياً لإتمام صفقة تبادل بين (إسرائيل) وحماس، وبذلك يحتاج نتانياهو لتهيئة الرأي العام الإسرائيلي تدريجياً لتحمل الصدمة، ولدعم ذلك سمحت (إسرائيل) بالإعلان عن حادثة فقدان الإسرائيليين.
خلاصة القول: النتيجة التي وصل إليها المقال تتلخص في احتمالية أن لدى كتائب القسام أكثر من جنديين، وأن مستقبل هدار غولدن يحاكي مستقبل الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد، وأن فرص إتمام صفقة تبادل هي قوية، وحماس واثقة بما لديها من أوراق دفعت العالم وإسرائيل لتغيير قواعد اللعبة في التعاطي معها.
في الذكرى الأولى "للعصف المأكول"
بقلم خالد معالي عن الموقع الرسمي لحماس
تمر هذه الأيام الذكرى الأولى لمعركة العصف المأكول، والتي استمرت 51 يوماً من العام الماضي، تلك المعركة والحرب العدوانية التي فرضها الاحتلال على غزة لتكون نتيجتها في غير صالحه، وما زال بعد عام كامل يتجرع مرارتها، ويجر أذيال الخيبة والهزيمة، ويشرب من كأس الذل والعار.
قد يقول قائل: كيف لم تكن الحرب في غير صالح الاحتلال وقد قتل قرابة 2400 فلسطيني غالبيتهم أطفال ونساء، ودمر جزءاً كبيراً من مباني غزة؟! لكننا نقول له: منذ متى كانت نتيجة الحروب تقاس بعدد الضحايا، أو بعدد ما هدم من المنازل؟!.
مقارنة وضع الضفة وغزة الحالي بعد عام من الحرب العدوانية؛ ففي كل يوم يقوم جيش الاحتلال باقتحام مدن وقرى الضفة ويقتل ويعتقل ويجرح دون حسيب أو رقيب؛ بينما في غزة إن دخلت دبابة شبراً يتم قصفها بالصواريخ المضادة، وقد لا تعود إلا مدمرة مسحوبة تجر خيبتها وخيبة من أمر بدخولها.
الطلة البهية للناطق باسم كتائب عز الدين القسام "أبو عبيدة" وهيبته، على وسائل الإعلام، خلال الحرب العدوانية وبعدها؛ واحترام الكبير والصغير له من فلسطين المحتلة وحتى بقية دول العالم؛ وتعلق أطفال فلسطين به وحبهم الكبير له، والمفاخرة به وتقليده؛ تكفي لوحدها أن تثبت أن غزة انتصرت؛ فلو كان "أبو عبيدة" هُزم لما أحبه الكبير والصغير وقلدوه وافتخروا به في كل الميادين.
عسكرياً؛ هُزمت دولة الاحتلال وقتما وصلت صواريخ القسام لكل نقطة في دولة الاحتلال، وشلتها طيلة 51 يوماً، ووقت أن صار جنود الاحتلال يُقنصون كالبط من قبل قناصة "القسام"؛ كما قال الجنود أنفسهم بعد انتهاء المعركة، ووقت حولت الأنفاق مجريات المعركة، وتسببت بشل طائرات الاحتلال الحربية؛ كونه لا توجد أهداف عسكرية لضربها.
أبرزت حرب العصف المأكول همجية جيش الاحتلال بقتل الأطفال والنساء الآمنين؛ فقرابة 400 طفل فقدوا حياتهم وصاروا شهداء على يد جيش الاحتلال الذي يدعي "نتنياهو" صباح مساء كاذباً كعادته؛ بأنه الجيش الأكثر أخلاقية.
من مؤشرات هزيمة الاحتلال المنطقية؛ هو إخفاؤه لحجم خسائره؛ وكل يوم يكشف الاحتلال عن خسائر جديدة له خلال الحرب العدوانية؛ ليتجرعها الصهاينة على فترات متفاوتة خشية رعبهم وهروبهم من دولة الاحتلال إلى بلدانهم الأصلية التي جاؤوا منها.
من كان يصدق أن مقاومة بسيطة بدأت بحجر؛ تحولت الآن إلى مقاومة بالصاروخ والطائرات، والأنفاق وخطف الجنود تحت الأرض، وتسببت بهروب جيش الاحتلال من قطاع غزة، وعودة الحديث بقوة عن انتهاء (إسرائيل) وفنائها.
صحيح أن حصار غزة قاسٍ ومرير، وصحيح أن المقاومة دفعت ثمناً لثباتها على المقاومة، وصحيح أن شعبنا يعاني ويقاسي من الاحتلال؛ ولكن منذ متى كان تحرر الشعوب لا يكون بغير تقديم التضحيات الجسام؛ وهل تؤتي الحرية أكلها على طبق من ذهب؟!.
في كل الأحوال؛ ما دام احتلال عبر التاريخ؛ وما دامت القوة لأحد؛ فالأيام دول؛ وعنفوان وجبروت (إسرائيل) يتهاوى؛ والعد العكسي اشتغل منذ حرب العصف المأكول لنهاية أسطورة (إسرائيل)، ومواصلة العد العكسي يلزم وجوب المصالحة الفلسطينية والتوحد خلف برنامج مقاوم متفق عليه من مختلف القوى. سطر في صفحات التاريخ يكون مشرّفاً وبمداد من ذهب؛ أفضل مليون مرة من العيش بالحرير؛ دون ذاك السطر.


رد مع اقتباس