النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 09/04/2015

  1. #1

    اقلام واراء عربي 09/04/2015

    في هــــــــــــذا الملف:
    حرروا فلسطين من الماء إلى الماء
    بقلم: محمد خالد عن الخليج الاماراتية
    مخيم اليرموك.. مأساة الشتات الفلسطيني
    بقلم: حسام أبو حامد عن العربي الجديد
    اليرموك... هنا يرقد المخيم الشهيد
    بقلم: عريب الرنتاوي عن الدستور الأردنية
    الثابت والمتحول في العلاقات الأميركية الإسرائيلية
    بقلم: نبيل السهلي عن الحياة اللندنية




    حرروا فلسطين من الماء إلى الماء
    بقلم: محمد خالد عن الخليج الاماراتية

    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image005.gif[/IMG]





    إذا كنت ممن يؤمنون بأن "الشجاعة وطن" فستجد إلى جانبك أناساً من غير قومك من مختلف الجنسيات والأعراق والمذاهب والأديان، وبالذات ستجد غير مسلمين شجعاناً يقدمون حس الحق على حس القوم، ورابطة الإنسانية على رابطة الدم . . مثلما أن الإسلام يقدم "الإنسان أخ الإنسان" على فكرة "المسلم أخ المسلم" .
    الأساس في هذا الوطن هو المساواة حيث ينطلق الجميع لمقاومة الظلم في أي مكان آخر في العالم حتى لو كان في وطنك الجغرافي . . هنا يظهر الفرق بين الوطن الإنساني والوطن الجغرافي .
    تجدر الإشارة إلى أن الوطن الإنساني ليس الأممية الطبقية التي تزخر بها الأدبيات الاشتراكية، فالانضمام إلى جانب الحق ليس منوطاً بطبقة أو حزب أو شخص معين، أو زمن معين .
    لذلك كل التقدير والاحترام لكوكبة من الشرفاء اليهود نذكر منهم نعوم تشومسكي، ديفيد كروسمان، الان بابيه، أميرة هاس، فورمان فنكلشتاين، يوري افنيري، يوري دافيس (انضم إلى فتح) - سيمور هيرش، جدعون ليفي، الراحلان اسحاق دويتشر وإسرائيل شاحاك.
    بالمقابل: كل الاحتقار والازدراء للمؤسسة العسكرية الصهيونية، لكل المستوطنين جميعاً والحاخامات العنصريين الأنذال أمثال عوفاديا يوسف، والمعاهد الدينية التي تفرخ عتاة الإرهابيين، و"أيباك" وجميع الجمعيات واللوبيات الصهيونية في العالم، وجميع الإدارات الأمريكية منذ 70 سنة حتى الآن، والحكومات البريطانية منذ مطلع القرن العشرين حتى تاريخه .
    ننتقد مقولة نكبة فلسطين: "كل يهودي صهيوني"، لقد كانت مقولة خاطئة شكلت الغطاء الشرعي لتهجير اليهود العرب - الذين كان معظمهم يعيشون معنا بسلام في كل البلاد العربية - إلى فلسطين كدولة شرعية ليهود العالم، فلو بقي اليهود الشرفاء منهم في الأقطار العربية من دون النظر إليهم كجواسيس للحركة الصهيونية وتمت معاملتهم كمواطنين متساوين، لكان ذلك الموقف دليلاً على زيف الصهيونية . وزيف تمثيلها لليهود، لنعترف بأن ذلك كان خطأ تاريخياً باهظ الثمن .
    السؤال: كيف نمد الجسور مع هؤلاء اليهود الشرفاء وكيف نحافظ عليهم من غضب الصهيونية ومحاربتهم في أرزاقهم ومحاولة عزلهم سياسياً تمهيداً للقضاء على نفوذهم المشهود؟ لا تستعمل الصهيونية تهمة اللاسامية ضد يهودي معارض، لذلك ابتكروا تهمة "يهودي كاره نفسه" .
    الكاتبة اليهودية أميرة هاس كانت تسكن في غزة وتكتب بجرأة وشجاعة ضد الاحتلال وتفضح أساليبه، أجبرت على الرحيل عندما استلمت "حماس" الحكم .
    ديفيد كروسمان الذي قتل ابنه المجند "الإسرائيلي" في عدوان 2006 على لبنان، يعض كروسمان على جرحه ويذهب كل أسبوع إلى إحدى القرى الفلسطينية التي تتظاهر أسبوعياً ضد الاحتلال .
    المعارض جدعون ليفي يعتبر أكثر شخصية يهودية مكروهة في فلسطين المحتلة، يذهب أسبوعياً للتضامن مع المتظاهرين الفلسطينيين ضد الاحتلال .
    يوري افنيري كان من أوائل الناشطين الذين دخلوا إلى بيروت أثناء غزو لبنان عام ،1982 وكان أول ما بحث عنه أن ذهب إلى جريدة السفير ليتعرف إلى الشهيد ناجي العلي وقال له: "لقد جئت لاتعرف إلى أشهر رسام كاريكاتير في الشرق الأوسط"، سأله ناجي العلي: بما فيهم "إسرائيل"؟ أجاب افنيري: "طبعاً بما فيهم رسامو "إسرائيل"" .
    ماذا نقول لهذه الكوكبة اليهودية الشريفة التي تقف ضد الاحتلال ومع الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني؟ كيف نعتذر لهم عن خطيئة السيد ياسر عبد ربه الذي قال بالحرف الواحد: "إن الفلسطينيين سيعترفون بيهودية الدولة في حال وافقت "إسرائيل" على الانسحاب إلى حدود عام 1967" وأضاف: "لو سلمتنا "إسرائيل" خريطة وقالت هذه لدولة الشعب الصيني مثلاً، نحن سنعترف بها"، وتابع أنه مكلف رسمياً من القيادة الفلسطينية التقدم بهذا الطلب بعد أن دعتنا الإدارة الأمريكية إلى تقديم اقتراح مضاد لعرض بنيامين نتنياهو الذي ربط الاستيطان باعتراف فلسطيني ب "إسرائيل" كدولة يهودية .
    انتهى كلام عبد ربه، ولم تنته سقطته وسقطة من يمثلهم .
    هذا التصريح يشرعن لسحب خنجرين مغروسين في جسد الكيان الصهيوني، خنجر يحز في رقبته (حق العودة)، وخنجر يحز في خاصرته (صمود عرب 1948 في أرضهم) .
    لقد تمت إقالة أحد رموز السلطة بسبب فضيحة جنسية، أما هذه ففضيحة وطنية وقومية بامتياز .
    نستذكر حصار تلك الإمارة الأندلسية في أواخر عهد ملوك الطوائف، عندما حاصر الجيش الإسباني تلك الإمارة من كل جانب، وأرسل القائد رسوله ليقول للأمير العربي إن فك الحصار عنهم يتطلب أن يدفعوا كمية كبيرة من الذهب ليسمح لهم بالرحيل . تلخص الرفض بجواب الأمير العربي للمبعوث الإسباني: "قل لقائدك إن دور السك (سك الذهب)، لا تنتج سوى السيوف هذه الأيام" الأوطان لا تحرر بالحبر بل بالدم، لقد قاتلوا حتى الموت .
    أيها السادة: لقد تأخرتم كثيراً في إقالته .
    إن أسوأ قرار للقائد هو القرار الذي عجز عن اتخاذه .
    نداء إلى قادة حركة فتح، أول من قاد الكفاح المسلح ضد "إسرائيل" - عودوا إلى شعاركم الأول: "تحرير فلسطين من الماء إلى الماء"، فإن تعذر عليكم ذلك عودوا إلى بيوتكم .

    مخيم اليرموك.. مأساة الشتات الفلسطيني
    بقلم: حسام أبو حامد عن العربي الجديد

    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image006.gif[/IMG]





    مثلت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الشتات حواضن اجتماعية للثورة الفلسطينية التي أخفقت، غير مرة، في حماية تلك الحواضن، لتدفع مخيمات اللاجئين في الأردن ولبنان ثمناً باهظاً. أما في العراق، فلم يعد ممكناً الحديث عن أي مجال سوسيولوجي فلسطيني، وما يزيد الفلسطيني مأساة أنه لم يمتلك بعد ذاكرة مثقوبة.
    لم تُترَك مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، في أحيان عدة، مكشوفة أمنياً وعسكرياً فقط، بل أيضاً سياسياً واجتماعياً، وكانت الحلقة الأضعف عند حدوث أي هزات اجتماعية أو أمنية أو سياسية في الدول العربية المضيفة. ومنذ تجربتيّ الأردن ولبنان، اكتفينا بلوم القوى العميلة، وتلك المضادة للثورة والأنظمة الرجعية، والتي لا يمكن إعفاؤها من المسؤولية. لكن، لم نمتلك، نحن الفلسطينيين، الشجاعة اللازمة لممارسة النقد الذاتي، لتحديد مسؤوليتنا عما جرى، ولاستخلاص الدروس والعبر الكفيلة بتجنب تكرار أخطاء الماضي، لتتكرر المأساة في العراق. أما مخيم اليرموك اليوم فليس حكاية أخرى.
    في الوقت الذي احتضنت فيه مخيمات الشتات الكفاح المسلح، لعب الأخير دوراً مهماً في منح الشتات الوحدة اللازمة لأي حراك اجتماعي وسياسي. لكن التوجه إلى عسكرة النضال الفلسطيني، الذي هيمن على عمل فصائل المقاومة الفلسطينية، أدى إلى العجز عن تطوير أساليب مناسبة للنضال الوطني الفلسطيني، تجمع بين الكفاح المسلح والعمل السياسي الشعبي والتنظيمي. فغُيّب البعد الاجتماعي اللازم للنضال الوطني، أو تم اختزاله إلى مجرد خدمات اجتماعية في هذا المجال أو ذاك، بحجة غياب وحدة اجتماعية وجغرافية وسياسية لفلسطيني الشتات. ومنذ مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط، ثم اتفاقيات أوسلو، فُرض على الكفاح المسلح المنطلق من الشتات الدخول في سبات حتى إشعار آخر، الأمر الذي انعكس على حراك هذا الشتات وفاعليته وعرّضه للتصدع الاجتماعي والتهميش السياسي.
    كان مخيم اليرموك بحق عاصمة الشتات الفلسطيني، ليس لأنه التجمع الأكبر للاجئين الفلسطينيين في الشتات، بل، أيضاً، لدوره الفاعل في مختلف مراحل الثورة الفلسطينية. وعلى خلاف حركة فتح، وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي استقرت في تونس منذ أواسط الثمانينات، تركز ثقل معظم الفصائل الفلسطينية في مخيم اليرموك، وكانت غالبيتها معارضة لاتفاق أوسلو، فاكتفت بسياسة الاتهام والتخوين والاستنكار، من دون قدرتها على طرح استراتيجية بديلة لاستراتيجية قيادة منظمة التحرير، ومن دون أن تستطيع أن تبلور برنامجاً نضالياً خاصاً بالشتات الفلسطيني، الأمر الذي جعلها عديمة الفعالية جماهيرياً. أما الفصائل من خارج منظمة التحرير، مثل حركة "حماس"، التي انطلقت، أساساً، من الداخل لتتمدد في الشتات، وتبني لها قاعدة جماهيرية، لاسيما في مخيم اليرموك، استناداً إلى دورها في الكفاح المسلح في الداخل الفلسطيني، فلم يكن حالها في الشتات أفضل من حال باقي الفضائل، وبدا عملها أشبه بعمل الجمعيات الخيرية، وهيمن فيه الدعوي على الوطني.
    كانت الفصائل الفلسطينية بحاجة للإنعاش، فما أن اندلعت الانتفاضة الثانية في الداخل، واتخذت طابعاً عسكرياً، حتى بدأت تلك الفصائل تبحث فيها عن موطئ قدم، وتركز ثقلها في الداخل، بعد أن خسرته في الخارج، ما عنى التخلي نهائياً عن مسؤولياتها حيال الشتات الفلسطيني. وبعد أن مثل مركزاً فكرياً وحراكا ثقافياً واجتماعياً، بدأ مخيم اليرموك يصبح بيئة مغلقة.
    منذ مارس/آذار 2011، لم تتوفر لدى الفصائل والقوى الفلسطينية في سورية أي خطة طوارئ لمواجهة تطورات محتملة، قد تنعكس سلباً على الوجود الفلسطيني في سورية. وربما فاق العجزَ السياسي تلك السذاجةُ السياسية التي افترضت بقاء المخيم على الحياد حتى النهاية، ونظر إلى الحياد مطلباً بديهياً توفره الأطراف كافة من دون أي إجراءات فعلية تضمنه. لكن انقسام الفصائل الفلسطينية حول الموقف من المسالة السورية، وتضارب ولاءاتها ومصالحها، كان في حد ذاته عاملاً في توريط المخيم، وكان لاحقاً، إلى جانب عوامل أخرى، سبباً في تعطيل التوصل إلى حل لأزمته.
    وطوال نحو عامين، رزح فيها المخيم تحت الحصار، وتفاقمت فيه الأحوال الإنسانية إلى درجة مزرية، لم تستطع فصائل منظمة التحرير، وغيرها من القوى الفلسطينية، أن تقدم أي عون حقيقي لمن تبقى من المدنيين داخل المخيم، لا على صعيد فك الحصار، أو إدخال مساعدات إنسانية كافية، ولا على صعيد فتح ممر آمن لمن يريد الخروج، اللهم إلا نزر يسير من المساعدات غير المنتظمة، وإخراج أعداد محدودة من الجرحى والمرضى، وبعض طلاب الشهادات والجامعات لتقديم امتحاناتهم. وكانت الحجة دائماً هي الظروف الموضوعية الصعبة، في ظل تعقد الحالة السورية، مع أنه لو كانت الظروف الموضوعية ملائمة دائماً لما كان هناك مبرر لوجود قيادات فلسطينية، يناط بها توفير تلك الظروف.
    ومنذ انقضاض "داعش" على مخيم اليرموك، بدا عجز منظمة التحرير وارتباك موقفها جلياً في البيانات الأولى، الصادرة عن دائرتها السياسية في دمشق، وقد بدت مثل تقارير صحافية صادرة عن وكالة أنباء مستقلة. أما أكناف بيت المقدس التابعة لحركة حماس، والتي اقتسمت الهيمنة العسكرية، أخيراً، على المخيم مع جبهة النصرة، فقد غضت النظر مراراً عن ممارسات تلك الأخيرة، بدءاً من التنكيل بالأهالي وإعدام شبان من المخيم في الساحات العامة، بحجة انتهاك حرمات الدين، حتى وصل بها الأمر إلى التواطؤ مع "داعش"، والتمكين لها. ليكون ما حدث، أخيراً، في أحد جوانبه، ثمناً لاستمرار الموقف الموارب حيال تلك الحركات الجهادية التكفيرية، بدعوى التقارب الأيديولوجي والعقائدي.
    سبق لبعضهم أن حمّل المدنيين من سكان اليرموك مسؤولية ما بنزوحهم عن المخيم. ولكن، لن يكون هؤلاء مسرورين اليوم بمشاهدة مأساة عشرين ألفاً، وقد أصبحت مأساة لمائة وستين ألفاً منهم، مع أن كلا المرّين يفوق الآخر مرارة. ويبقى فتح ممر آمن لخروج المدنيين، واتخاذ تدابير عملية للحفاظ على ما تبقى من مجال سوسيولوجي فلسطيني في سورية أضعف الإيمان.

    اليرموك... هنا يرقد المخيم الشهيد
    بقلم: عريب الرنتاوي عن الدستور الأردنية

    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image007.gif[/IMG]





    الفلسطينيون لا يتعلمون من أخطائهم، حتى حين تكون كلفة هذه الأخطاء باهظة للغاية ... مخيم اليرموك، يدفع اليوم الأثمان الدامية لإخفاق قيادات الفصائل في استيعاب دروس الماضي القريب والبعيد ... يكررون المآسي ذاتها، وبذات الدرجة من الحماسة، ومن دون أن يرفّ لأي منهم جفن أو يبارحه النعاس.
    فشلت سياسة “النأي بالنفس”، لأنها لم تجد حواضن لها ... لأنها لم تجد من يسهر عليها ويجعل منها موضوع إجماع أو توافق وطني فلسطيني عريض ... منذ البدء، كان هناك من امتشق السلاح للقتال إلى جانب النظام، ساخراً من دعوات “النأي بالنفس” مُستصغراً لها وللمنادين بها، أمام معركة الحياة والموت التي يخوضها محور “المقاومة والممانعة”(؟!).
    ومنذ البدء أيضاً، أو على مقربة منه، كان هناك من يتمنطق بالأحزمة الناسفة ويحفر الخنادق ويتسلح من الرأس حتى أخمص القدمين، انتصارا “لخيار الشعب السوري” ودعماً لمعارضاته المختلفة، بمن فيها تلك الأصولية المتشددة، التي انقلبت عليه وعلى المخيم وأذاقت أهله كأس المرارة والعذاب.
    فصائل محسوبة على النظام، هكذا كان دأبها تاريخياً، بل ولعله مبرر وجودها وديمومتها ... وأخرى، محسوبة على “العمل الإسلامي” الفلسطيني، الذي انضم إلى جوقة أنقرة – قطر في عد الأيام الأخيرة للنظام، وحرق سفنه مع دمشق، قبل أن يقرر حرق المخيم انتصاراً لخياراته السياسية، فإذا بالنتيجة، وبالاً على الشعب الفلسطيني، ونكبة رابعة تهون معها نكبة الفلسطينيين في الكويت، الذي دفعوا غالياً ثمن الانحيازات الفلسطينية في حروب المحاور والمعسكرات العربية المتناحرة.
    لم يبق من مخيم اليرموك، عاصمة الشتات الفلسطيني، الشيء الكثير ... أكثر من 90 بالمائة من سكانه هاموا على وجوههم في شتى أصقاع الأرض، توزعوا على مخيمات لبنان وسوريا، وبعضهم انتقل إلى معازل آمنة على الحدود مع الأردن، وكثرة منهم يممت وجوهها شطر العواصم البعيدة في الشرق والغرب ... ألوف الشهداء وأضعافهم من الجرحى والمصابين والمفقودين والمعتقلين، أسر تفككت وعائلات تهيم على غير هدى.
    أكثر من 170 ألف فلسطيني لم يبق منهم سوى أقل بكثير من عشرين ألفاً، يجري العمل على إخراجهم زرافات ووحدانا، تحت جنح ليل بهيم عبر مسالك وممرات غير آمنة إما باتجاه الزاهرة أو بيت سحم ... المخيم الذي تحوّل إلى كومة خرائب، يعيش منذ أسبوع أو اقل قليلاً، النزع الأخير لافظاً آخر أنفاسه.
    “داعش” تجتاح المخيم، وتعيث فيه قتلاً وتقطيعاً للرؤوس وتفخيخا، بتواطؤ مع “النصرة” ... أما “أكناف بيت المقدس” المنبثقة من رحم حماس، فهي تقطف اليوم، ثمن المواقف المقامرة التي صدرت عن الحركة الأم بالأمس ... خياراتها محدودة، من بيعة للبغدادي إلى لجوء إلى أحمد جبريل ... أما السلطة والمنظمة فهي تتحرك في أحسن حالاتها، كمنظمة إغاثة، تجلي المنكوبين وتقدم صناديق الغذاء والماء والدواء.
    بالكاد بتنا نتعرف على المخيم المنكوب من الصور المبثوثة منه وعنه، نحن الذين عرفناه حجراً حجراً وزقاقاً زقاقا، وأقمنا بين جنباته ردحاً من الوقت، أكلنا وشربنا وتظاهرنا وشيّعنا الشهداء وألقينا المحاضرات ... المخيم الشهيد، ينضم إلى قائمة طويلة من المخيمات المنكوبة، من تل الزعتر إلى نهر البارد مروراً بصبرا وشاتيلا... هذه المرة، تبدو الأكثر فداحة ودموية ومأساوية.
    يزداد الطين بلّة، حين نستذكر أن مأساة اليرموك لم تكن قدراً لا راد له، كما هو الحال في المخيمات الأخرى المنكوبة ... هذه المرة، النكبة هي صنع أيدينا إلى حد كبير ... الذين انحازوا للنظام وأشهروا سيوفهم معهم مسؤولون عن النكبة ... والذين انحازوا للمعارضة وأشهروا سيوفهم معها، مسؤولون عن النكبة ... والذين اقتصر دورهم على “رفع العتب” ومهام الوساطة المتباعدة والمساعي الحميدة لرأب الصدع، مسؤولون عن النكبة... دم المخيم وأبنائه وبناته في أعناق هؤلاء جميعاً ... فاليرموك استحق منذ أشهر بل وسنوات، غرفة عمليات وحالة طوارئ وخلية أزمة ...
    اليرموك كان بحاجة لحراك سياسي ودبلوماسي مستدام وموحد وعلى أرفع مستوى، لا إلى وفود نختلف عن رئاستها، وموفدين يتنافسون حول أي منهم حظي باستقبال أكثر رفعة في دمشق؟! ... لكن الذين امتهنوا الانقسام على كل شيء، ما كان لهم أن يتوحدوا خلف المخيم ومن أجله ... من قال إن هؤلاء يكترثون؟ ... من قال إن محنة المخيم قد مسّتهم بسوء أو غيرت جداول أعمالهم ومواعيد وجباتهم؟!.
    المخيم الشهيد، يلفظ أنفاسه الأخيرة ... جاءه من لا يرحم ولم تعرف الإنسانية يوماً طريقها إلى عقله وقلبه وضميره ... المخيم الشهيد بات في قبضة داعش، ليس مهماً بنسبة 90 بالمائة أو 70 بالمائة حيث يدور الخلاف حالياً ... أما تحريره من الغرباء الذين لا يشربون القهوة، فسوف يفضي إلى الإجهاز على ما تبقى فيه من حجر، أما البشر فقد انضموا إلى القوائم الطويلة التي اشتهر بها الفلسطينيون: قوائم الشهداء والجرحى والأسرى والمشردين ... هنا يرقد مخيم اليرموك، رحم الله المخيم وأبناءه وبناته.

    الثابت والمتحول في العلاقات الأميركية الإسرائيلية
    بقلم: نبيل السهلي عن الحياة اللندنية

    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image008.gif[/IMG]




    تواتر الحديث الإعلامي خلال الآونة الأخيرة عن تراجع العلاقات الأميركية - الإسرائيلية، نتيجة الخلافات حول ملفي الاستيطان والنووي الإيراني، لكن الثابت أن تلك العلاقات لا تزال استراتيجية، وستبقى في سياقها العام، وقد أكد ذلك أكثر من مسؤول في ادارة اوباما، وكذلك سياسيون اسرائيليون من كل الأطياف السياسية.
    وفي قراءة متأنية لاتجاهات العلاقات الإسرائيلية مع الدول الغربية، يمكن تلمس العلاقات الإستراتيجية بين اميركا وإسرائيل. وفي هذا الإطار، يلحظ المتابع للشأن الإسرائيلي بأن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ عام 1948 لجأت إلى الاعتماد على حليف خارجي، له وزنه في العلاقات الدولية، وذلك بغية المزاوجة بين امكاناتها الذاتية وبين الدعم الخارجي لها، لتعزيز شكل من أشكال القوة، واستثمار تلك القوة في اتجاهين: محاولة استكمال بناء المؤسسات الإسرائيلية مع مرور الوقت، والعمل على توفير المقومات الاقتصادية والبشرية، عبر تهيئة الظروف لجذب مزيد من يهود العالم، والعسكرية الضامنة لبقاء واستمرار إسرائيل. أما الاتجاه الثاني فيكمن في استحضار القوة للتصدي للتحديات الخارجية لإسرائيل، ونقصد هنا هاجس الخوف الإسرائيلي من القوة العسكرية العربية المتنامية.
    في هذا السياق يذكر ان إسرائيل اتجهت إلى التحالف مع فرنسا في منتصف الخمسينات من القرن الماضي، كمصدر أساسي لتسليحها وتطوير جيشها، كما استطاعت إسرائيل بناء علاقة وطيدة مع ألمانيا الغربية سابقاً، واستفادت من الدعم الألماني المتميز في المجالات العسكرية والاقتصادية حتى منتصف السبعينات من القرن الماضي، وسبق تلك العلاقات اعتماد الحركة الصهيونية ووليدتها إسرائيل على الدعم البريطاني في المجالات الديبلوماسية والسياسية والعسكرية والمالية أيضاً.
    وبعد قيام اسرائيل في عام 1948، استطاعت استحضار الحليف الأميركي القوي في إطار العلاقات الدولية التي شهدها العالم بعد الحرب العالمية الثانية، وتميزت العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بخصوصيتها بالمقارنة بعلاقات اميركا مع الدول الأخرى. وبرزت المساعدات الأميركية المباشرة وغير المباشرة لإسرائيل على أنها السمة الأساسية في إطار العلاقات بين البلدين. ويكمن السبب في الدور الذي تقوم به إسرائيل في خدمة المصالح الأميركية السياسية والإستراتيجية في الشرق الأوسط من جهة، فضلاً عن نشاط اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة ودوره في الحفاظ على التأييد الأميركي لإسرائيل في كل المستويات من جهة أخرى، فضلاً عن الضغط على المشرّع الأميركي بغية الإبقاء على انسياب المساعدات المالية لإسرائيل.
    ويمكن الجزم بأن حرب حزيران (يونيو) 1967 كانت الحد الفاصل بين المرحلة التي كانت فيها إسرائيل تلعب دوراً مهماً في إطار المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، والمرحلة التي أصبحت تلعب فيها الدور الرئيسي في إطار هذه المصالح، الأمر الذي ترك بصماته على علاقات الولايات المتحدة المتميزة وغير العادية مع إسرائيل.
    ومن المهم الإشارة إلى أن إسرائيل موّلت حروبها وعدوانها على الدول العربية بالاعتماد على المساعدات الأميركية السنوية اللوجستية والطارئة، فقد تجاوبت الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ عام 1948 مع الإستراتيجية التي تقوم على تطوير التحالف مع إسرائيل وترسيخه في مختلف الميادين، وتجلى ذلك بالدعم الأميركي لإسرائيل في الأمم المتحدة واستخدام حق النقض (الفيتو) ضد أية محاولة لاستصدار قرار يدين ممارسات إسرائيل واعتداءاتها المتكررة على الدول العربية والشعب الفلسطيني.
    من أهم ملامح الدعم الأميركي لإسرائيل على المستوى السياسي والديبلوماسي، سياسة الضغط المستمر على المنظمة الدولية التي أجبرتها على إلغاء قرارها الذي يعتبر الصهيونية حركة عنصرية، بيد أن المساعدات الأميركية برزت بكونها السمة الأهم في إطار الدعم الأميركي لإسرائيل، فحلَت تلك المساعدات العديد من الأزمات الاقتصادية الإسرائيلية مثل التضخم في منتصف الثمانينات من القرن المنصرم، كما حدّت من تفاقم أزمات اقتصادية أخرى، وساهمت في تمويل هجرة يهود العالم الى فلسطين المحتلة، وبخاصة من دول الاتحاد السوفياتي السابق منذ بداية التسعينات من القرن الماضي، ناهيك عن أثرها المهم في تحديث الآلة العسكرية الإسرائيلية، وتجهيزها بالتكنولوجيا الأميركية المتطورة من طائرات وغيرها، وبالتالي تمويل العدوان الإسرائيلي على الدول العربية، وقد توضّح ذلك خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في صيف العام 2014، حيث أشارت وسائل اعلام اسرائيلية الى تقديم ادارة اوباما مساعدات مالية وعسكرية طارئة لإسرائيل خلال حربها على القطاع.
    لقد وصلت قيمة المساعدات الأميركية اللوجستية السنوية لإسرائيل، وكذلك المساعدات الطارئة، خلال الفترة بين 1948 و 2014 الى 119 بليون دولار، منها نحو 60 في المئة هي نسبة المساعدات العسكرية، و40 في المئة نسبة المساعدات الاقتصادية، ويقدر أن تصل قيمة المساعدات الأميركية الحكومية المباشرة لإسرائيل إلى 122 بليون دولار نهاية العام الحالي. وإذا احتسبنا المساعدات غير المباشرة من الولايات المتحدة والجالية اليهودية لإسرائيل منذ قيامها، فإن قيمة المساعدات الإجمالية تصل إلى نحو 150 بليون دولار خلال الفترة المذكورة سابقاً.
    يبقى القول إن استمرار العلاقة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل سيبقى مرهوناً بالدور الرئيسي الذي تلعبه الثانية في خدمة المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، والحديث عن تحولات وانحدارات في تلك العلاقة نتيجة تباينات في المواقف إزاء بعض الملفات هو ضرب من الخيال في المدى المنظور.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 17/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-04, 10:56 AM
  2. اقلام واراء عربي 16/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-04, 10:51 AM
  3. اقلام واراء عربي 15/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-04, 10:50 AM
  4. اقلام واراء عربي 14/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-04, 10:43 AM
  5. اقلام واراء عربي 07/01/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-03, 11:33 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •