النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 02/04/2015

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 02/04/2015

    سياسة سلمان تطبق في اليمن

    بقلم: تسفي بارئيل،عن هآرتس

    المضمون يرى الكاتب ان الملك السعودي الجديد اكثر حزماً ويسعى الى بناء محور سني ضد التوسع الشيعي في المنطقة وكانت بداية ذلك من اليمن)

    الهجوم السعودي على اليمن هو جزء لا يتجزأ من استراتيجية شاملة ترمي إلى صد توسيع النفوذ الإيراني في الشرق الاوسط وقد اعدت الخطة العسكرية قبل بضعة اسابيع بعد أن عين سلمان، ملك السعودية الجديد، في منصبه وجلب معه روحا سياسية جديدة، أكثر حزما. ويتمثل اساس هذه الخط في بناء محور سني يضم معظم الدول العربية والمنظمات السنية المعتدلة والاقل اعتدالا؛ اقامة قوة تدخل عربية تعتمد على جيوش دول الخليج ومصر بحجم نحو 40 الف جندي، واقناع كثيف للدول المقربة من إيران بتغيير الموقف والانضمام إلى المحور السعودي.
    وتشارك الولايات المتحدة في هذه الخطوات وقد أعطت مباركتها للخطوة العسكرية ايضا. وتساعد قواتها جدا الخطوة على المستوى الاستخباري والتكنولوجي، ولكنها لا تشارك فيها بشكل مباشر. وتضمنت الاستعدادات العسكرية التي استغرقت اكثر من اسبوعين، ضمن امور اخرى التنسيق المباشر مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تجنيد الدعم الباكستاني ـ الدولة التي يتقرب نظامها من السعودية ويتمتع بدعم مالي كبير منها، إلى جانب تشغيل ملايين المواطنين الباكستانيين في الدولة ـ وانضمام السودان المفاجيء إلى القوة العسكرية. كما شددت السعودية مؤخرا مساعيها الدبلوماسية في العراق الذي يعتبر دولة مرعية إيرانية، ودعت للزيارة رئيس وزرائها حيدر العبادي.
    ويتكفل بأعمال التنسيق هذه ابن الملك، محمد بن سلمان، الذي هو ايضا وزير الدفاع السعودي وعلى اتصال مباشر مع الادارة الامريكية. فالسرعة التي تبلور فيها التحالف العربي يدل على مخاوف السعودية وحلفائها من تحول اليمن ليصبح جزءا من منظومة النفوذ والسيطرة الإيرانية مما من شأنه أن يحدث انفجارا جديدا في المملكة. ومن شأن مثل هذا الانفجار ان يثير الاقلية الشيعية، يبث التمرد في البحرين حيث الاغلبية الشيعية ويمنح إيران سيطرة استراتيجية في مضائق باب المندب وتقسيم الشرق الاوسط إلى منطقتي نفوذ: العربية والإيرانية، ولا سيما بعد أن تحولت سوريا والعراق، وبقدر كبير لبنان ايضا، إلى دولتين تحت الرعاية الإيرانية.
    وتشعر السعودية بالاحباط من سياسة الولايات المتحدة التي تعمل على عقد اتفاق نووي مع إيران ـ والذي اذا ما وقع فانه سيمنح طهران مكانة استراتيجية جديدة ليس فقط في المنطقة بل وفي العالم بأسره؛ ومن حقيقة ان واشنطن ترى في إيران شريكا في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش ولهذا فانها لا تتأثر من تعميق نفوذها في العراق، وأخيرا من اهمال الولايات المتحدة في الجبهة السورية.
    ومع ذلك، فان الهجوم المشترك في اليمن ليس معفيا من التهديدات. فاذا قررت إيران ارسال قوات مساعدة لليمن، واذا بادرت إيران بنشاط تآمري عنيف في البحرين وفي السعودية، فمن شأن التحالف العربي أن يجد نفسه غارقا في عدة جبهات. الجبهة اليمنية نفسها معقدة ومتفرعة. وذلك لان الغارات الجوية الكثيفة ايضا لا تضمن ابعاد الحوثيين عن المدن التي احتلوها، او جلبهم إلى طاولة المفاوضات التي عرقلوها المرة تلو الاخرى.
    ومثلما في الجبهة السورية أو العراقية، فانه بدون تدخل بري من شأن الحوثيين، بالتعاون مع قوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وابناء القبائل الموالية له ـ ان تدار حرب طويلة ومستنزفة بلا حسم. وصحيح أن السعودية أعلنت بانها خصصت نحو 150 الف جندي للحرب، ومصر هي الاخرى افادت بانها ستكون مستعدة لارسال قوات برية، ولكن في اليمن، حيث يتسلح المواطنون بالسلاح من كل الانواع، وللقبائل توجد جيوش خاصة، لن يكون تفوق دائما للقوات النظامية التي تعمل ضدهم، مثلما تعلمت مصر في حربها ضد منظمات الإرهاب في سيناء.
    رغم كل هذا، فان الحرب ضد الحوثيين لا تستهدف فقط الانتصارات العسكرية. ففي المستوى السياسي مثلا نجحت السعودية في أن تدفع السودان إلى قطع علاقاتها التقليدية مع إيران. واستقبل رئيس السودان، عمر البشير، المطلوب من المحكمة الدولية على جرائم ضد الانسانية، بأبهة وجلال لدى الملك سلمان، وفي نهاية الزيارة أعلن عن انضمام دولته إلى التحالف. كما أمر بطرد كل الوفود الإيرانية من بلاده وعمليا منح السعودية نقطة استحقاق هامة اخرى في الميزان ضد إيران.
    كما أن قطر ايضا انضمت إلى التحالف رغم أنها تعتبر حليفة إيران. والاهم من ذلك، فان السعودية وحلفائها منحوا أنفسهم رخصة للعمل بشأن حر في كل دولة عربية اخرى تقرر الانضمام إلى الدائرة الإيرانية.
    اليمن ليس جبهة تبادلية تهدد فقط السعودية أو مصر. فقد تحولت إلى جبهة استراتيجية رغم أنها احدى الدول الفقيرة في العالم، وليس فقط لانها تجلس على محور معبر حيوي إلى البحر الاحمر. اليمن هو مثال آخر على الاستراتيجية الإيرانية الناجحة التي تعتمد على منظمات محلية كي تحقق النفوذ والسيطرة على الدول مثل حزب الله في لبنان أو الميليشيات الشيعية في العراق. ومن هنا الاهمية الاستراتيجية التي اكتسبها لانفسهم الحوثيون، الذين عقدوا حلفا استراتيجيا مع إيران. هذه الاستراتيجية الإيرانية تحاول السعودية الان صدها.
    في هذه المرحلة من المعركة من الصعب القول كيف ستدار المفاوضات على انهائها. ومع أن انتصار الحوثيين شامل ومثير للانطباع، ولكن بدون قدرة على جني ارباحهم، انتاج النفط وبيعه ونيل الاعتراف من شأنهم ان يفقدوا شركائهم، ابناء القبائل الاخرى الذين ينتظرون المردود مقابل مساعدتهم. يحتمل ان في الايام القريبة القادمة سيعترف الحوثيون بانهم ابتلعوا قطعة كبيرة جدا لا يمكنهم أن يهضموها ويوافقون على مفاوضات قد تغضب إيران ولكن تعطي الحوثيين مكانة وقطعة مناسبة في الحكم..
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    شرق أوسط متجدد


    بقلم: إيال زيسر،عن إسرائيل اليوم
    المضمون يحلل الكاتب ان تشكيل تحالف عربي شامل، برئاسة السعودية ومصر، من اجل وقف تمدد إيران ومنع تحول اليمن إلى قاعدة متقدمة لطهران في الساحة الأمامية للقاهرة والرياض، هو بشرى منعشة تشير إلى استيقاظ عربي شامل، لم نشهد له مثيل منذ سنوات طويلة.)

    تشكيل تحالف عربي شامل، برئاسة السعودية ومصر، من اجل وقف تمدد إيران ومنع تحول اليمن إلى قاعدة متقدمة لطهران في الساحة الأمامية للقاهرة والرياض، هو بشرى منعشة تشير إلى استيقاظ عربي شامل، لم نشهد له مثيل منذ سنوات طويلة.
    مع ذلك، الحديث لا يدور عن شرق اوسط جديد يختلف عن ذلك الذي عرفناه حتى اليوم حيث أن الحرب الأهلية في اليمن بتدخل مصري وسعودي هي أمر جديد ـ قديم تعيدنا خمسين سنة إلى الوراء إلى الستينيات. في ذلك الوقت جرت في اليمن حرب أهلية بين نفس الطوائف والاقسام الذين يحاربون فيها اليوم، هذا ضد ذاك. لكن في حينه كان حاكم مصر هو جمال عبد الناصر، الذي استغل الحرب في اليمن وأرسل قواته إلى هناك من اجل ضمه إلى مجال النفوذ المصري، ومقابله وقفت السعودية وإيران الشاه، وبدعم غير مباشر وسري من اسرائيل. نهاية ناصر الذي غرق في الوحل اليمني وفشله هناك ساهم إلى جانب هزيمته في حرب الايام الستة في إنهاء العهد الناصري في العالم العربي. يمكن الافتراض أن الجنرال السيسي يعرف هذا الفصل في تاريخ مصر.
    مع ذلك، ورغم الذكرى المريرة، قرر العرب القيام بشيء ما. ويبدو ذلك بسبب ثلاثة اسباب أساسية:
    الاول، شعورها بالتهديد من جانب إيران. يبدو أن السعودية ومصر قررتا القيام بما لم تتجرأ اسرائيل على القيام به في حينه في حدودها الشمالية والجنوبية ـ منع اقامة قاعدة إيرانية بالقرب منها. هاتان الدولتان مقتنعتان أن إيران تريد أن تنشيء اليوم في اليمن حزب الله ستان أو حماستان، الذي بواسطته تستطيع أن تهدد مصر والسعودية كما تهدد اسرائيل. القاهرة والرياض مصممتان على عدم تمكين طهران من تحقيق غايتها قبل أن يصبح الامر متأخرا جدا.
    السبب الثاني، خيبة الأمل من الولايات المتحدة والشعور بأن واشنطن لم تعد ترى في إيران مصدر المشاكل في الشرق الاوسط (بل العكس تماما ـ هي ترى اليوم في طهران جزءً من الحل وشريكا ممكنا في الجهود لمحاربة إرهاب داعش والقاعدة). وهكذا، في ظل الاتفاق النووي الآخذ في التبلور ورغم الصعوبات والازمات للحظات الاخيرة يتضح أن واشنطن مستعدة للتسليم بالدور الإيراني في العراق وفي سوريا والآن في اليمن من اجل صد ما يراه الامريكيون بأنه المشكلة المركزية ـ داعش والقاعدة.
    العالم العربي في المقابل يرى في تنظيمات الإرهاب هذه خطرا، لكن التهديد الوجودي عليه يراه في إيران. لهذا يخاف العرب من امكانية أن تتخلى عنهم واشنطن أو تكون مستعدة لتعزيز النفوذ الإيراني على حسابهم.
    وفي النهاية التجدد في العالم العربي هو ثمرة صعود ملك نشيط وشاب (نسبيا) إلى سدة الحكم في السعودية، ورئيس كاريزماتي ونشيط في مصر ـ الملك سلمان والرئيس عبد الفتاح السيسي. اللذان خلفا الملك عبد الله والرئيس مبارك ـ حاكمان كبار السن قادا الحكم بصعوبة.
    من هنا جاء التجند العربي. لكن يمكن التقدير أن السعودية ومصر تدركان حدود قوتهما. هذه عملية سعودية ـ مصرية وباقي الدول العربية مستعدة لمنحها الشرعية وليس قوات حقيقية تحارب في اليمن. ثانيا، الرياض والقاهرة تدركان أن الحرب في منطقة جبلية يصعب الوصول اليها ضد أهداف متملصة ـ عصابات من القبائل المقاتلة التي لا تشكل جيشا حقيقيا ـ هي مهمة تقريبا غير ممكنة.
    إذا هجومها على اليمن هو هجوم محدود، وفي الأساس الهجوم الجوي. ايضا عملية عسكرية، اذا حدثت، ستكون كما يبدو محدودة في شكلها وحجمها. هذا الهجوم مُعد لردع إيران ولقطع العلاقة المباشرة ـ من الجو والبحر ـ بين طهران ومؤيديها في اليمن؛ لاضعاف القبائل الحوثية وحلفائها؛ ولمنح الدعم المعنوي والمساعدة للقوى المعتدلة في اليمن التي على عاتقها ملقاة مسؤولية استعادة الحكم في اليمن.
    هذا هو وجه الشرق الاوسط الجديد ـ حكام عرب مستعدون لاتخاذ المبادرة والوقوف في وجه التحدي الإيراني وفي وجه الفوضى المتنامية في منطقتنا. ومن اجل التغيير، وجوه مريحة لاسرائيل.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    ماذا يريدون من دولتنا؟
    هناك ادعاءات أن مواطني تل ابيب يعيشون في كوكب آخر


    بقلم: يهودا شاروني،عن معاريف

    المضمون يناقش الكاتب الفجوات الاجتماعية داخل المجتمع الاسرائيلي حيث يوضح ان سكان تل ابيب يعيشون في واقع منفصل تماما عن الاطراف وظهر ذلك في الانتخابات الاخيرة .)

    تتزايد التذمرات التي تُسمع في أعقاب الانتخابات حول انفصال المركز عن المحيط وحول أن مواطني دولة تل ابيب يعيشون بالفعل في كوكب آخر. الذريعة الفورية لهذه الادعاءات كانت نتائج الانتخابات التي كانت مفاجئة وخاصة في الجولة الاخيرة منها.
    في المعسكر الصهيوني ايضا دفعوا ثمنا عن العجرفة وعن أنهم ربما لم يفهموا نفسية ناخبيهم الذين هم موجودون خارج الفقاعة البلدية التي تسمى تل ابيب. حتى أنهم اضطروا إلى الاعتذار عن الاقوال المثيرة للغضب «للشخصيات العامة» من قبلهم والتي أساءت بدون وجه حق لكل اليسار.
    ولكن ما زال غير واضح ما هو سبب الحاجة الماسة للنزول إلى أعماق وعي سكان المحيط. حيث أن «الحياة نفسها» كما عرّفها بيبي، أو «الاعتيادية» كما يسمونها في تل ابيب، يتطلع شباب الضواحي للوصول اليها ايضا.
    تل ابيب تحولت إلى محط أنظار ليس فقط بالمفاهيم الاسرائيلية بل ايضا بالمفاهيم الكوزموبوليتانية (العالمية). فهي ومطاعمها تحتل مكانا محترما في الخارطة السياحية العالمية. مسيرة المثليين تجذب كل سنة آلاف الشباب من الخارج إلى اسرائيل.
    تل ابيب استبقت في تطبيق التجديدات البلدية (ايجابا وسلبا) وفي أعقابها سار الباقون. بدءً من اختراع الوقوف المثير للغضب بالازرق والابيض، والاسطول المشهور على طول البحر والماراثون.
    المدينة تشكل ايضا نموذجا للتعايش المعقول بين العلمانيين والمتدينين. من جهة لا توجد مواصلات عامة في يوم السبت (خلافا لحيفا)، ولكن الحوانيت مفتوحة سبعة ايام و24 ساعة، ومن اجل الحفاظ على الوضع الراهن ما زال يدور نضال قانوني صعب. المدينة البيضاء هي ايضا نموذج للتعايش بين اليهود والأقليات (في الاساس في يافا)، وهناك ايضا مشكلة مهاجري العمل الذين يتركزون في جنوب المدينة. في الوقت الذي يبث فيه اعضاء كنيست مثل ميري ريغف، توصيات إبعاد، فان المرتزقين في تل ابيب يحاولون البحث عن طرق اخرى.
    صحيح ايضا أن اسعار الايجار مرتفعة جدا وقد حان الوقت لايجاد حل لهذه المشكلة، كما يصعب التنكر لمشكلات ايقاف السيارات واسعار الأرنونا غير المحتملة والازدحامات المرورية التي تثير العصبية في الطريق إلى السعادة. وما زالت المدينة تعتبر المكان الأقرب لما يمكن أن نسميه بـ «الاعتيادية». إن من يهتم بأن يذهب «مع» ويشعر «بدون» غير ملزم بالسكن في المدينة نفسها بل في ضواحيها (ريشون لتسيون، حولون وبتاح تكفا). البنية التحتية للمواصلات العامة بدأت في إظهار علامات الحياة.
    إذا ذكرنا المتذمرين من انفصال تل ابيب عن المحيط، فقد جاءت عملية «الجرف الصامد» وقوضت هذه الفرضية. صواريخ حماس «كانت عادلة» ولم تميز بين مستوطنات الجنوب وبين دولة تل ابيب. فقد أصابت الصواريخ المركز. تشويش الحياة «الاعتيادية» في منطقة المركز اعتبر في نظر حماس انجازا استراتيجيا نوعيا. إذا قبل التحدث عن الفصل والتمييز يجب التذكير بأنه في شأن تعويضات الحرب فان الوضع معكوس. ففي حين أن المصالح التجارية في الجنوب تم تعويضها في أعقاب العملية، فان المطاعم والفنادق في المركز ظُلمت. لماذا؟ هكذا.
    وكما قال بينيت فقد حان الوقت لأن يتوقف سكان دولة تل ابيب عن الاعتذار. الفقاعة الوحيدة للحياة الاعتيادية يجب أن تستمر. اذا كانت توأمة مدن بين تل ابيب وديمونة ستساعد في حل الشعور بالاغتراب فمن الجيد القيام بذلك. لكن ليس هناك حاجة إلى تكريس جهود خاصة لفهم نماذج التصويت لسكان الضواحي. يجب احترام اختيارهم، ولكن ليس من الواجب النزول إلى أعماق وعيهم.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    






    إيران هي الخاسر الأكبر
    عدم الوصول إلى اتفاق يجعل طهران التي تعيش في ضائقة اقتصادية في معضلة حقيقية

    بقلم: يوسي ميلمان، عن معاريف

    المضمون يرى الكاتب ان عدم التوصل الى اتفاق بين ايران و القوى الكبرى سيكون في غير مصلحة ايران حيث ستتواصل العقوبات عليها مما يؤدي الى انهيار اقتصادها.)

    حرب الاعصاب والاحابيل بين إيران والقوى العظمى استمرت أمس حتى اللحظة الاخيرة، ويحتمل أن تستمر اليوم ايضا. ولكن واضح منذ الان بان المحادثات في لوزان ليست قصة نجاح، ان لم نقل قصة فشل. وحتى لو تبلورت في النهاية هذه الورقة المتفق عليها أو تلك، واضح للجميع أن الفوارق بين الطرفين بقيت عميقة.
    ومع ذلك، فان هذا الفشل ليس النهاية. عمليا، تقرر مسبقا بان الموعد الاخير لتحقيق الاتفاق على البرنامج النووي الإيراني هو نهاية حزيران 2015. اما الاتصالات والمحادثات، في هذه الصيغة أو تلك، فستستمر حتى ذلك الحين.
    ان التفاصيل التي مضغت في الايام الاخيرة حتى سحقت، عدد اجهزة الطرد المركزي، كميات اليورانيوم، مدة الاتفاق، مسائل البحث والتطوير ـ وان كانت هامة، ولا شك أنها أرهقت في نهاية المطاف المتباحثين، ولكنها ذات صلة اقل الان.
    ما يتبين في هذه اللحظة، في غياب اتفاق شامل، هو حقيقة أن الخاسر الاكبر هو إيران. الرابحون الاكبر هم الرئيس الامريكي باراك اوباما واسرائيل. إيران تخسر لان العقوبات الدولية عليها مستمرة واقتصادها يواصل التعثر، وبغض النظر فان اسعار النفط تواصل الانخفاض. النظام الإيراني وضع كل أمله في الاتفاق، والذي من جهة وان كان يقلص برنامجه النووي، الا انه من الجهة الاخرى سينزع عن الدولة العقوبات ويمنحها مساحة للتنفس. وهذا لا يحصل في هذه المرحلة. ليس للنظام الإيراني أي بشائر جديدة لشعبه الذي ينتظر بفارغ الصبر وبجيوب فارغة قليلا من الرفاه الاقتصادي.
    الرئيس اوباما يوجد في وضع جيد. فهو يمكنه أن يتهم إيران بالمسؤولية عن فشل المحادثات. فالرئيس الامريكي يمكنه أن يدعي بانه رغم رغبته في الاتفاق ومرونة مواقفه، الا انه رفض المساومة والتنازل لإيران. وهكذا فانه منع «اتفاقا سيئا»، مثلما اتهمه رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو وخصومه الجمهوريون. اما المستفيد الاساس من غياب الاتفاق فهي اسرائيل.
    ان الاتفاق الانتقالي الذي وقع بين إيران والقوى العظمى قبل نحو سنة ونصف لا يزال ساري المفعول. ويقيد هذا الاتفاق البرنامج النووي الإيراني ويستوجب منها مواصلة تحمل عبء القيود، وفي نفس الوقت تتواصل العقوبات الاليمة التي تضر باقتصادها.
    في 31 اذار، الذي تقرر كموعد لتحقيق «اتفاق اطار» او «اتفاق مبادىء»، ليس موعدا مقدسا. فمن حدده هو مندوبو الولايات المتحدة الذين طلبوا من إيران، على افضل تقاليدهم، جر الارجل وادارة المفاوضات دون قيد زمني.
    والسبب الاساس في انه لم يتحقق اتفاق هو تكتيك المفاوضات ـ طريقة البازار التي تتميز بها إيران. ولكن أكثر من ذلك، ينبع من خلافات عميقة في إيران بين المعتدلين الاصلاحيين بقيادة الرئيس روحاني، الذين يسعون إلى رفع الحصار عن الدولة، والمتطرفين في القيادة الدينية والحرس الثوري، الذين يتمترسون في المواقف القديمة ويرون في كل تنازل عن البرنامج النووي مسا بالكرامة الوطنية واستسلاما للشيطان الاكبر ـ الولايات المتحدة.
    في كل حال، كما تقول القصيدة، فان «المحادثات ستستمر». ما حصل في لوزان هو فصل آخر في القصة التي لا تنتهي في الجهود الدولية لمنع إيران من الوصول إلى سلاح نووي. القصة التي تستمر منذ 12 سنة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 06/03/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-14, 10:49 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 05/03/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-14, 10:48 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 04/03/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-14, 10:48 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 03/03/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-14, 10:47 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 04/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-15, 01:06 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •