في هــــــــــــذا الملف:
مصر أمام الموضوع الفلسطيني – الإسرائيلي
بقلم: حازم صاغية عن الحياة اللندنية
العدوان الإسرائيلي على غزة قد يكون الأخير من نوعه
بقلم: حسين مجدوبي عن القدس العربي
التكفير باسم غزة
بقلم: مشاري الذايدي عن الشرق الأوسط
طغى الهول وغاصت الركب في غزة
بقلم: دانة زيدان عن العرب اللندنية
التضامن العالمي مع غزة
بقلم: محمد سويدان عن الغد الأردني
فاشية المستعمر الصهيوني: نهج وتربية وسلوك
بقلم: محمد العبد الله عن الأخبار البيروتية
مجزرة غزة.. والمواقف الدولية
بقلم: أحمد يوسف أحمد عن الاتحاد الاماراتية
رأي الوطن : إلى متى سيستمر هذا التهرب من المسؤولية؟!
بقلم: أسرة التحرير عن الوطن العمانية
الاستقواء على غزة
بقلم: حسان يونس عن الوطن القطرية
انتصار حماس = عودة الإخوان!
بقلم: عمرو هاشم ربيع عن المصري اليوم
ما أبشعنا!
بقلم: سعاد فهد المعجل عن القبس الكويتية
“النتن” ياهو.. في “فخ غزة”
بقلم: جاسم العطاوي عن الأيام البحرينية
(بان كي مون) أمين على أمن إسرائيل؟!
بقلم: يوسف الكويليت عن الرياض السعودية
هل يمكن نزع سلاح الإرادة؟
بقلم: سليم قلالة عن الشروق الجزائرية
مصر أمام الموضوع الفلسطيني – الإسرائيلي
بقلم: حازم صاغية عن الحياة اللندنية
في تناول الموقف المصريّ من الحرب الإسرائيليّة على غزة، ركّز البعض على «إخوانيّة» حركة «حماس» في مقابل مناهضة «الإخوان» بوصفها السياسة التي يعتمدها الرئيس عبدالفتّاح السيسي. وهذا اعتبار لا يمكن إهماله طبعاً، وهو ربّما فسّر التعالي الذي شاب السلوك المصريّ حيال «حماس» وامتناع القاهرة عن إطلاعها على وساطتها وعن التداول معها فيها.
لكنّ الأمر، في أغلب الظنّ، يتجاوز في أهميّته ذاك التفصيل المهمّ. فمنذ مبادرة أنور السادات في 1977 حتّى اليوم تعاقب على حكم مصر أربعة رؤساء أحدهم من جماعة «الإخوان المسلمين»، من دون أن تشهد السياسة المصريّة حيال الموضوع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ تغيّراً يُذكر ممّا يتعدّى الشكليّات.
صحيحٌ أنّ «إخوانيّين» غير مصريّين عوّلوا على محمّد مرسي وراهنوا على إحداثه انقلاباً نوعيّاً على السياسة التي أسّسها السادات ثمّ سهر عليها سنة بعد سنة حسني مبارك. وصحيحٌ أنّ بعض بقايا العروبيّين والناصريّين من غير المصريّين عوّلوا هم أيضاً على أن يضطلع السيسي بمهمّة تحويليّة كهذه. إلاّ أنّ ما عزف عنه مرسي هو ذاته ما عزف عنه السيسي الذي ناجاه البعض بوصفه عبد الناصر الثاني، وقبلهما كان قد عزف مبارك عنه من دون أن يردعه اغتيال السادات يوم 6 أكتوبر 1981 فيما كان هو نفسه جالساً لصقه. وحتّى الناصريّ حمدين صبّاحي حين تقدّم إلى الانتخابات الرئاسيّة، بدا مستعدّاً لتقليد الرؤساء الذين سبقوه في سياستهم هذه. هكذا استحقّ صبّاحي من بعض الناصريّين العرب غير المصريّين قدراً من الانتقادات وصل بعضها إلى حدّ الشتائم والتخوين.
ويدفع هذا الثبات المصريّ الممتدّ نحواً من أربعة عقود حيال الموضوع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ، على رغم التقلّب والاختلاف في أشياء كثيرة أخرى، إلى الجزم بأنّ مصر موضعت نفسها نهائيّاً في دور «الوسيط». ففي هذا الدور الضيّق وحده ينحصر اختلاف نظام مصريّ عن الآخر، وهو ما لا يحجبه، بل يظهّره، وجود الوفد الفلسطينيّ في القاهرة اليوم.
والحال أنّ السياسة الاقتصاديّة المصريّة في حقبة ما بعد الناصريّة هي وحدها ما يصحّ فيه الثبات الذي يصحّ في الموضوع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ. فهذان الشأنان باتا من الثوابت والإجماعات في ذاك البلد المتنازع على كلّ شيء آخر تقريباً. ويقتضي البعد عن الأوهام وعن الحماسات أن يُنظر إلى ما يفعله الحكم المصريّ على هذا الصعيد بالعين ذاتها التي يُنظر بها إلى مواقف بلدان العالم الأخرى، الغربيّة وغير العربيّة، والتي لا تنفع أيّة مناشدة «قوميّة» و «أخويّة» في تغييرها. فمصر، منذ 1970، وخصوصاً منذ 1977، لم تعد «العروبة» و «القوميّة العربيّة» صالحتين لتحريضها لأنّها، ببساطة، لم تعد تريد لنفسها «العروبة» و «القوميّة العربيّة». وبغضّ النظر عمّا إذا كانوا مصيبين أو مخطئين، فإنّ المصريّين كلّهم يعودون أدراجهم، حيال الموضوع هذا، إلى زمن ما قبل عبد الناصر.
بيد أنّ العجز عن رؤية هذا التحوّل يقول أشياء عدّة عن تسمّر بعضنا في ماضٍ لا يستطيع إلاّ الله نفخه حاضراً أو مستقبلاً، وعن سطوة مثال سوريّ – مشرقيّ، مُصاب بفلسطين، يراد إلباسه لمصر. فكيف وأنّ المصريّين اليوم مهجوسون بقضايا لا يقبلون التعامل معها بوصفها أدنى هميّة من الموضوع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ. فهم بعد أن يضخّموا رقم ضحاياهم في الحروب السابقة مع الدولة العبريّة ويجعلوه مئة ألف، يذكرون أزمتهم الاقتصاديّة، وما يسمّونه الإرهاب في سيناء، وخوفهم من آثار قد تصلهم من ليبيا التي تتفجّر وتتصدّع، والجهود التي يتطلّبها التكيّف مع سودان انقسم سودانين في جنوبهم. وإذ يرى بعضهم في «الإخوان» خطراً يحتكر كلّ الأخطار ويلخّصها، يرى بعضهم الآخر في سلطة الجيش مثل هذا الخطر الشامل والماحق.
فهناك في مصر شيء انتهى حقّاً، وآن الأوان أن نفهم أنّ المصريّين، المتنازعين في ما بينهم، قتلوا كلّهم أباهم ويوليوس قيصرهم عبد الناصر.
العدوان الإسرائيلي على غزة قد يكون الأخير من نوعه
بقلم: حسين مجدوبي عن القدس العربي
شكلت حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله منعطفا في تاريخ الصراع الإسرائيلي- اللبناني، لم تعد إسرائيل تجرأ على مهاجمة هذا البلد. وبدأت مؤشرات عسكرية وسياسية تؤكد ان الاعتداء الحالي على قطاع غزة سيأخذ هذا المنحنى مستقبلا، سيناريو 2006، ومن المحتمل أن يكون آخر هجوم إسرائيلي وبداية الانتقال الى وضع جديد، سيدفع تل أبيب لا محالة الى التفكير في إيجاد صيغة قانونية جديدة للدولة الفلسطينية للحصول على توازن «الهدوء مقابل الهدوء».
وعمليا، انتهت حرب يوليو 2006 التي خاضها حزب الله اللبناني لوحده، بإرساء «ثقافة تجنب الحرب» بين لبنان وإسرائيل، بعدما تبينت لقادة تل أبيب الفاتورة العسكرية والبشرية والسياسية الثقيلة والمرتفعة لكل هجوم جديد. فلأول مرة، تعرضت إسرائيل سنة 2006 لهزيمة عسكرية نسبية وهزيمة معنوية تاريخية بكل المقاييس، فقد تكسرت هيبة الجيش الذي لا يقهر أمام حركة مسلحة مثل حزب الله. وحدث هذا في وقت توصل حزب الله بالدعم فقط من سوريا وإيران بينما كانت الجبهة العربية الكلاسيكية ضده.
وتميزت تلك الحرب باستراتيجية صواريخ حزب الله في مواجهة الطيران والمدفعية الثقيلة الإسرائيلية. ولم يقدر الجيش الإسرائيلي، بما فيه القوات الخاصة، التقدم نحو العمق اللبناني بعدما وجد مقاومة شرسة لم يعهدها منذ الأربعينيات، بما فيها مقاومة الجيوش العربية الكلاسيكية مثل الجيشين المصري والسوري.
وحركة حماس ليست بحزب الله الذي يمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ، هذا الأخير استفاد من وجود حدود مفتوحة مع سوريا وعبرها عبر إيران، ورغم هذا الاختلاف في امتلاك القدرة العسكرية، فحركة حماس، التي ليست بالجيش الكلاسيكي، بدأت تفرض واقعا مشابها لسنة 2006 من عناوينه إجبار إسرائيل على طلب الهدنة أو توقيف العدوان. ومن مفارقات التاريخ، أن الجبهة الكلاسيكية العربية التي كانت ضد حزب الله سنة 2006 تصطف الى جانب إسرائيل في مواجهة حماس. ويجمع الخبراء في الحروب الجديــــدة، ومنهم قادة إسرائيليون، على أن حركة حماس شكلت مفاجأة حقيقية بفضل تنفيذها لما يسمى «ثقافة إيران العسكرية» القائمة على إيجاد «توازن رعب» بفضل الصواريخ. فقد أصبح حزب الله يغطي إسرائيل بالصواريخ، وأصبحت حركة حماس تهدد جزءا كبيرا من أراضي إسرائيل، ويبقى العنوان البارز في النزاع هو توقيف حركة الملاحة الجوية في مطار تل أبيب، وهو انتصار معنوي يحمل طابع المنعطف.
وتحدث هذه المفاجأة بصواريخ تقل قدرة عن صواريخ حزب الله، بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة، وغياب خبراء لتطويرها، لكن رغم هذا، فهذه الصواريخ جعلت إسرائيل لا تتقدم كثيرا في العمق الفلسطيني في قطاع غزة، وتعوض ذلك بقوة نارية وحشية للغاية من مخلفاتها مقتل أكثر من1600 مدني فلسطيني. وتمارس إسرئيل الحرب وفق مفهوم الحرب القديمة في العصور الوسطى التي كانت تهدف الى «هلاك الحرث والنسل»، ويحدث هذا من دولة تدعي أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.
وتدرك إسرائيل أنها في هذه الحرب تواجه مجموعة كوماندو فلسطينية على مستوى عال من التدريب حملت معها مفاجأة الهجوم البري من خلال أنفاق أرضية، وهي تقنية جديدة تخلق رعبا حقيقيا وسط إسرائيل وقوات الجيش بعدما تبين أن أغلب الجنود ماتوا بهذه التقنية وتقنية القنص الجماعي عبر الفخ العسكري. وهذه أول مرة، يسقط عشرات الجنود الإسرائيليين في مواجهة حماس، بعدما كان الأمر لا يتعدى العشرة في المواجهات السابقة، فحتى بداية الأسبوع الجاري، يجري الحديث عن أكثر من سبعين عسكريا، وقد يكون العدد فاق المئة عندما ستتسرب الأرقام الحقيقية خلال الأسابيع أو الشهور المقبلة. فخلال حرب تموز/يوليو 2006، تسربت الأرقام الحقيقية لاحقا وكانت مهولة.
ولا ينحصر الأمر فقط بالخسائر العسكرية والبشرية نتيجة مقاومة حماس، بل تخسر إسرائيل لأول مرة تعاطف الرأي العام العالمي بشكل غير مسبوق، فقد سجل العالم منذ بدء العدوان أكثر من 300 مظاهرة أغلبها في العالم الغربي وأمريكا اللاتينية والعالم الإسلامي غير العربي، أي باكستان وأندونيسيا وماليزيا ودول أخرى. وأقدمت دول من أمريكا اللاتينية على سحب سفرائها من تل أبيب، هي ضربة دبلوماسية قاسية. وهذه المظاهرات ستترجم لاحقا الى ملاحقة قضائية لقادة إسرائيل أمام القضاء الدولي في سيناريو شبيه لما كان يحدث في السنوات الماضية. وإعلاميا، ينهزم اللوبي اليهودي في الاعلام الدولي أمام قوة شبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت حاسمة في تشكيل الوعي السياسي عالميا، وهنا تخسر إسرائيل بفارق كبير أمام الفلسطينيين، إذ لا يمكن للمواطن الغربي التعاطف مع إسرائيل في وقت تجوب فيه صور أشلاء الأطفال الفلسطينيين مختلف برامج التواصل مثل، الفيسبوك والجرائد الرقمية في شبكة الإنترنت، وهذا يترتب عنه ضغوطات على حكومات الغرب لتكون أكثر إنصافا. ويبقى المثال البارز في هذا الشأن هو موقف الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند الذي سارع بالانحـــــياز الى إسرائيل، ثم ما لبث أن تراجع مراهــنا على نوع من التوازن والاعتدال أمام قوة الرأي العام الذي انتقده بشدة على هذا الانحياز.
تدرك إسرائيل أن اي مواجهة مستقبلية مع حركة حماس ستؤدي الى خسائر غير متعودة عليها (إسرائيل) سياسيا وبشريا وعسكريا، فثقافة الصواريخ تتغير، فصواريخ حماس أمس كانت بدائية والآن متطورة نسبيا ومستقبلا ستكون موجعة جدا. وهنا يتكرر سيناريو نتائج الحرب مع حزب الله سنة 2006 وأبرزها تجنب إسرائيل شن عدوان جديد ضد هذا البلد لإدراكها بالفاتورة المرتفعة سياسيا وعسكريا، التي يجب أن تؤديها والتوجس من الانهيار التدريجي لمعنويات جيشها أمام حركة تطبق حرب العصابات.
وتحت ضغط وقوة المعطيات الجديدة، قد تبدأ إسرائيل بعد انتهاء هذا العدوان على القطاع في التفكير الجدي في صيغة قانونية تتيح للفلسطينيين الحياة بهدوء، كما تتيح لليهود الحياة في هدوء.
وقد تكون بداية التفكير الحقيقي ممثلة في قبول إقامة دولة فلسطينية عبر المفاوضات قبل قبولها عبر قوة السلاح و»ميزان الرعب».
كل هذه التطورات، تدفعنا الى القول اننا ربما أمام آخر الاعتداءات الإسرائيلية ضد قطاع غزة.
التكفير باسم غزة
بقلم: مشاري الذايدي عن الشرق الأوسط
ليس الغريب أن ينتحر البرهان، ويزدهر الدجل السياسي، في هذه الأجواء.
مهما سطع الدليل، وأشرقت شمس الحجة، يظل هناك من يحوم كالفراش على نار الوهم، دافعه الهوى وما تخفي النفوس، و«لهوى النفوس سريرة لا تعلم».
هذه الأيام طالعت بيانا وقّع عليه ثلة ممن تلقبوا بعلماء الأمة، جلهم من الإخوان المسلمين، بالانتماء الحزبي أو النخوة السياسية، مع أمشاج من دراويش «طلبة العلم» الذين يساقون كل عام مرة أو مرتين إلى أفخاخ الإخوان السياسية.
البيان لا بيان فيه إلا سفور التحزب، وفجور الخصومة السياسية، وهو حول كارثة غزة الحالية، التي هي في المقام الأول جارحة لكل ضمير إنسان، أي إنسان، لكن الاخوان ومن يركض في حلباتهم، جهلا أو تجاهلا، يريدون «احتكار» غزة، واحتكار المردود السياسي والإعلامي جراء كارثتها، وكأن غزة إقطاع حمساوي إخواني خالد.
أقبح ما في هذا البيان توظيف سلاح «التكفير» في مسألة سياسية إجرائية بحتة، حينما قال هؤلاء، بلسان الحال، وفي خلاصة الرسالة التي تقع في فؤاد المتلقي، إن من لا يجاري مقاربة مشعل، والزهار، وقناة الجزيرة، واسطنبول والدوحة، هو كافر مرتد عن الإسلام، لأنه «ظاهر» الكفار على المسلمين.
هذا كلام جاهل دينيا، كاذب واقعيا.
التولي والموالاة والمظاهرة والموادعة والمهادنة والسلم والحرب، وغير ذلك من أحوال مباحث غزيرة ومعقدة في دواوين الفقه القديم. ليس هذا موضعها، فالحديث عن الكذب في تصوير الواقع.
هل هذه أول حرب في غزة؟ لا. لماذا بيان التكفير الآن فقط؟
السؤال: أين هؤلاء الشيوخ الأشاوس عن إصدار مثل هذا البيان التكفيري أيام «الأخ» محمد مرسي بمصر نهاية 2012؟ وليس قبل قرن من الزمان. حين تقدم بمبادرة لإنهاء الحرب بين حماس واسرائيل؟
مبادرة مرسي تلك لا تختلف في بنودها عن مبادرة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، ولمن يريد التأكد مطالعة صحيفة «اليوم السابع» المصرية، التي قدمت تقريرا مفصلا، وبالغرافيكس لإثبات هذا.
إذن لماذا رفضت حماس بشراسة هذه المبادرة، وقبلت بترحاب مبادرة مرسي من قبل؟ إنه الهوى الحزبي والكيد السياسي فقط.
مبادرة مرسي في نهاية 2012 كانت موضع ثناء حينها من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس، كما جاء في مع مقابلة مع «سكاي نيوز» البريطانية. وكتبت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية افتتاحيتها مديحا وإشادة بمرسي.
أما صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية فجاء فيها هذه الأيام، كلمات تحسّر على عهد مرسي، في نظرة أميركية معتادة حاليا، وذلك في مقالة للكاتب آدم تايلور. الغريب أن موقع حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الاخوان، نقل هذا التقدير بزهو!
وبعد هذا كله، يتحدث أصحاب البيان عن نقاء الدين والمبادئ!
مسكينة غزة التي امتص الكل دمها، وسلام على أطفالها وشيوخها ضحايا إسرائيل.
ليبشر أصحاب الييان أن خالد مشعل قال في مقابلة مع قناة «سي ان ان» الأميركية، إن مجرد بقاء وصمود حماس هو انتصار! لا حديث عن الفتوحات.. ومحق اسرائيل.
طغى الهول وغاصت الركب في غزة
بقلم: دانة زيدان عن العرب اللندنية
لم يعد الفلسطينيّ يعي العدوّ الحقيقي له، أو بالأحرى أنه توقف عن العد حين تجاوز العدد أصابع اليد والقدم معاً . بدءاً بدولٍ شقيقة اختارت أن تكون إحدى جدران السجن الذي يعيش فيه أبناء غزة بإغلاقها المتنفس الوحيد لمرور الدواء والغذاء لسكان القطاع, مروراً بصمتٍ دوليّ مخزي عن المجازر الوحشية المرتكبة بحق هذا الشعب، وانتهاءً بشيوخ أوجعوا رؤوسنا بالحديث عن “الجهاد” في سورية والعراق وأهمية الوقوف لنصرة دم على دم آخر ,. هنالك ما يزيد عن المليون ونصف مسلم يُقصفون جواً وبحراً وبراً لأسبوعين على التوالي في قطاع غزة ولم نسمع كلمة عن ضرورة فتح باب الجهاد لنصرتِهم .
يتفذلك البعض قائلاً بأن هذه التنظيمات لم تصل بعد لأي حدود مشتركة مع الكيان الصهيوني ، ولكن الم تتشكل تلك التنظيمات كخلايا سرية داخل البلاد الموجودة فيها حالياً قبل البدء بشن حرب شعواء على كل من يختلف في الفكر عنها؟ أكثر من 60 عام والكيان الصهيوني يجثم على صدورنا، يغتال الدم العربي دونما اكتراث إن كان سنياً، شيعياً أو مسيحياً.. وأقصى ما قدموه اولئك المشايخ الدعاء–على استيحاء- على بني صهيون .
بينما تسفك دماء ابناء غزة هاشم وتهدم المنازل على رؤوس أصحابِها في مشهد يهز ما تبقى من إنسانيتنا, يتسابق الصهاينة العرب بإلقاء اللوم على من تدافع عن شرف الأمة ;حماس, لرفضها هُدنة مخزية قُدمت من قبل أطراف تتحمل مسؤولية كل روح أزهقت في هذه الحرب, وكل أمل تبعثر, وكل طفل سيكبر دون أمّ تضمه عندما يفزعه صوت “زنانة ” صهيونية تحلق في سمائه. الموقف المخزي للدول العربية المتواطئة سواءً بالحصار أو إرسال جواسيس بلباس اطباء أو السكوتْ , لم يكن بالمفاجئ ابداً, فقد تعرضت غزة من قبل لهجمات عنجهية شرسة ,وفي كل مرة كان ينتصر أهل غزة رغم تضحياتهم الجسيمة ليركّعوا العدو ويبصقوا في وجه هذا العالم الذي تخلى عنهم .
المخزي حقاً موقف بعض وسائل الإعلام العربية التي ترتكب حماقة المطالبة بوقف إطلاق النار بين “دولة” تمتلك تكنولوجيا متطورة وآليات عسكرية ومئات آلاف الجنود وبين تنظيم طور إمكانياته ضمن حدود 360 كم مربع, فمن الأجدى المطالبة بوقف شلال الدم الفلسطيني بدلاً من إدانة المقاومة ومساواة الجلاد بالضحية. ولكن بعض بهلاوانات الإعلام ممن يحاولون يائسين جذب الأضواء وعمل ضجة إعلامية , ركبوا الموجة الصهيوأمريكية وبدأوا بالترويج لإشاعات وأغاليط, متبنين الفكر الصهيوني والصورة التي تريد أميركا زراعتها في عقول العالم, متغافلين تماماً عن حقيقة ما يجري على الأرض وفي ساحة القتال .
الأمور لم تعد تتحمل التحليل والفلسفة والفذلكة, ولم يعد من المقبول ألا تنحاز لإنسانيتك, فهؤلاء ليسوا إحصائيات وتعدادات, كل شهيد أرتقى له آمال, وأمنيات, عائلة واصدقاء هم أيضاً يُفجعهم الفراق وتوجعهم قذيفة تغتال كل هذه الأحلام ..
المقاومة هزت الكيان الصهيوني الذي تُصوّره الأنظمة العربية لنا ب “البعبع” الكبير الذي لا يمكن هزيمته رغم الحصار الخانق الذي تعيشه وحملت الكثير من المفاجآت للكيان الصهيوني واصدقائه ; من طائرات دون طيار, وصواريخ بعيدة المدى وعمليات نوعية في قلب الكيان, والتي جعلت نيتنياهو يبحث يائساً عن مخرج لإدارة هذه الأزمة. وبغض النظر عن كيفية حسم المعركة ستبقى حماس الرابح الوحيد مع إرتفاع أسهمها كحركة مقاومة بين الفلسطينين وأحرار العالم العربي ممن لم تنحرف بوصلتهم عن القضية الأولى, ولم تنجح أمريكا في غسل أدمغتهم وخلط مفاهيم المقاومة والإرهاب في عقولهم.
التضامن العالمي مع غزة
بقلم: محمد سويدان عن الغد الأردني
بالرغم من الموقف الغربي المؤيد لإسرائيل، إلا أن القضية الفلسطينية تحظى دائما باهتمام وتأييد العديد من شعوب العالم الغربي. فمنذ سنوات نشاهد نشطاء غربيين محبين للسلام يأتون إلى فلسطين ويقفون مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ولم تكن الأميركية راشيل كوري التي قتلتها آلة العسكرية الإسرائيلية، أولى النشطاء، فقد سبقها المئات ممن جاؤوا إلى فلسطين، ووقفوا مع شعبها، وتصدوا معه للعدوان الإسرائيلي المتواصل عليه. وما يزال مئات النشطاء في الوقت الحالي يشاركون في الأنشطة الفلسطينية بالضفة الغربية، ضد المستوطنات والمستوطنين، ويتعرضون لشتى أنواع الأذى والاعتداءات، ولكنهم لا يتراجعون عما آمنوا به، وأن القضية الفلسطينية عادلة ويستحق شعبها أن يعيش في وطنه وعلى أرضه وضمن حدود دولته المستقلة.
ومنذ أن بدأ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في الثامن من تموز (يوليو) الماضي، تكثفت الفعاليات والأنشطة التضامنية العالمية مع قطاع غزة وأهله الصامدين ضحايا الآلة العسكرية الإسرائيلية العدوانية. فشاهدنا مسيرات حاشدة في العديد من العواصم الغربية، تندد بالعدوان الإسرائيلي وتدعو إلى نصرة ودعم الفلسطينيين، ووقف حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم. وليس هذا فقط، إذ إن فداحة العدوان الإسرائيلي، والمجازر العديدة التي ارتكبت في القطاع على أيدي قوات الاحتلال، وخصوصا بحق الأطفال والمدنيين، دفعت أصواتا غربية لم يكن معروفا عنها اهتماما بالقضايا السياسية العالمية، إلى التعبير عن رفضها وإدانتها للعدوان الإسرائيلي. ومن هذه الأصوات، رياضيون وفنانون وإعلاميون وغيرهم، منهم الفنانة الإسبانية بينلوبي كروز، والممثل الإسباني الحائز على جائزة الأوسكار خافيير بارديم والمخرج الإسباني بيدرو ألمودفار، والمغني زين مالك من فرقة "وان دايركشن" البريطانية، والمغنية ريحانة، وآخرون.
نعم، هناك من لم يتحمل منهم ضغط اللوبي الإسرائيلي، فسحب ما كتب أو أعلن، وتبنى موقفا عاما يدعو للسلم والمحبة، ولكن الكثيرين أصروا على موقفهم المؤيد للشعب الفلسطيني. إن الأصوات العالمية المشهورة التي تعلن موقفها المؤيد للقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، تجد صدى عالميا كبيرا، يستدعي من الإعلام العربي والفاعليات العربية في كل مكان، الاهتمام بهذه الأصوات وإبرازها بكل الطرق. فمع أن الإعلام والدعاية العربيين في الغرب ضعيفان، إلا أن فداحة العدوان الإسرائيلي وحجم الدمار والقتل والمجازر والإبادة الجماعية التي تقترفها إسرائيل بحق الفلسطينيين تثير ردود فعل من كل أنحاء العالم، تجعل الفعل الإعلامي المنظم الذي يخاطب العقل الغربي ضروريا، ويساعد في حشد المؤيدين والمناصرين لقضايا أمتنا العربية.
فاشية المستعمر الصهيوني: نهج وتربية وسلوك
بقلم: محمد العبد الله عن الأخبار البيروتية
جاءت الحرب العدوانية الوحشية التي يشنها كيان العدو المجرم على قطاع غزة لتؤكد مجدداً طبيعة هذا الكيان الاستعماري الاحتلالي الناتج من خطة يهودية/ امبريالية، كانت تهدف _ وما تزال _ منذ اللحظة الأولى لتنفيذ مشروعها على الأرض الفلسطينية، على قضم الأرض وطرد أصحابها عبر طرق متعددة، كانت الكراهية والعنصرية، وبالتالي، المذابح، أحد أسرع الخطوات لتحقيق الهدف الأساسي: تفريغ الأرض من سكانها وإحلال مستعمرين يهود من أربع جهات الأرض لتحقيق حلم «إقامة دولة اليهود».
جرائم القتل الوحشية وحرق البشر والبيوت والممتلكات، تأصلت في سلوك المستعمرين اليهود عبر كتابات العديد من قادة ومفكري الحركة الصهيونية الذين أسسوا لمفاهيم استعلائية وعنصرية في النظر للشعوب الأخرى، وهذا ماعبّر عنه «ماكس نورداو»، أبرز مساعدي هرتزل، في خطابه أمام المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 بأن شعوب آسيا «منحطة». وقد تشبعت تلك المفاهيم مع المراحل الأولى للهجرة اليهودية لتنفيذ المشروع الاستعماري على الأرض العربية الفلسطينية، بمزيد من الكتابات والدراسات في بداية الربع الأول من القرن العشرين، لتترجم على الأرض، بالتواطؤ والمشاركة من قبل المندوب السامي البريطاني وعساكره وإدارته التي كانت على وشك الرحيل لانتهاء فترة انتدابها، بسلسلة مجازر قامت بها عصابات يهودية/ صهيونية (إتسل، ليحي، أرغون، شتيرن، البالماخ والهاغانه) لترويع المواطنين العرب ودفعهم إلى مغادرة وطنهم.
وإذا كانت مذبحة دير ياسين 9 نيسان/ ابريل 1948 هي الأكثر حضوراً فيما نفذه المستعمرون من مجازر. فإن التذكير ببعض جرائم تلك العصابات، ومن ثم ما ارتكبه كيانهم الاستعماري «العصابة الكبيرة الموحدة» _ ومازال _ يضيء على غريزة القتل المتأصلة «مجزرة حيفا 1938، قبية 1953، غزة 1955، كفر قاسم 1956، مصنع أبي زعبل في مصر 1970، حمامات الشط في تونس 1985، الحرم الإبراهيمي 1994، قانا في لبنان 1996».
فجّرت الجريمة البشعة «الحرق حتى الموت» التي ارتكبها عدد من الوحوش السائبة قرب مدينة القدس المحتلة «شعفاط» بالفتى الفلسطيني «محمد أبو خضير»، بركان غضب شعبي محلي وإنساني عالمي، مترافق مع تساؤلات عن أسباب لجوء تلك الحفنة من المجرمين لتلك الفعلة الشنيعة. لكن العودة لتلك العقود من السنين التي تدرس فيها مناهج الكراهية والعنصرية ضد العرب، وتُسَن فيها مئات القوانين التي تعامل سكان الأرض الأصليين، بشكل دوني ولا إنساني، تضيء لنا الجوانب المخفية في ثقافة ووعي وسلوك المستعمرين.
لقد أدت المجازر التي يرتكبها «جيش الدولة الأكثر تحضراً في منطقة الشرق الأوسط» لسقوط 1803 شهداء حتى أمس وأكثر من 8000 جريح ضد المدنيين «82% بحسب إحصاء نشر في 29/ 7 المركز الأورومتوسطي» في قطاع غزة، ومعظمهم من الأطفال والنساء والمسنين (25 عائلة بكامل أفرادها استشهدت وشطبت من السجل المدني). صحوة ضمير عالمية بعد أن تابع مئات الملايين من المشاهدين عملية الإبادة البشرية، فعلاً وليس قولاً، من خلال مشاهدتهم أشلاء الشهداء، وسماعهم بكاء وصراخ الأطفال والنساء نتيجة «المفرمة» الصهيونية التي تستهدفهم في بيوتهم وتلاحقهم إلى مراكز الإيواء في مدارس «الأونروا» التابعة لهيئة الأمم المتحدة، الغائبة عن الوجود، والمكتفية بـ«التحقيق بما يجرى» على الرغم من استهداف أكثر من تسعين مركزاً لها بالقطاع!
الفاشية... عارية
عندما يرتدي الآلاف من مستعمري أرض وطننا، كما نقلت وسائل إعلامية عدة في شهر آذار/ مارس 2009، قمصاناً طُبعت عليها صورة لامرأة عربية حامل، رسمت على بطنها دائرة للتصويب وقد كتبت عليها عبارة « طلقة واحدة، تقتل اثنين». وقمصاناً أخرى طُبع عليها آخر صورة لطفل فلسطيني صغير ميت وبجواره أمه تبكيه وقد طبعت عليه عبارة تقول: «كان الأفضل استعمال الواقي». تكون الإنسانية وليس شعبنا وأبناء أمتنا أمام حالة «سادية ومتوحشة».
ومع التصعيد المنفلت من أية ضوابط، يستمر العدوان النازي على القطاع الصامد، امتزجت كلمات الأكاديمي مع تبريرات الحاخام، في دعوات جديدة من الكراهية والعنصرية لتنتهي بالعودة لبحر من الدماء. المستشرق والمحاضر في جامعة بار ايلان «مردخاي كيدار» المشهور بكراهيته للعرب والمسلمين، تحدث في مقابلة مع إذاعة العدو قائلاً بعد أيام قليلة من بدء المجازر: «إن الشيء الوحيد الذي يردع قادة حركة المقاومة الاسلامية حماس هو أن تغتصب أمهاتهم وأخواتهم». أما الحاخام «دوف ليئور» حاخام مستوطنة كريات أربع في الضفة الغربية المحتلة، فقد أفتى بـ«جواز قتل المدنيين الفلسطينيين وتخريب غزة»، مضيفاً: «أنه يحق لوزير الحرب في حالة غزة، أن يصدر أوامره بتدمير غزة كلها». هذا الحاخام وسواه هم «الطلبة النجباء» الذين تخرجوا من مدرسة الحاخام عوفاديا يوسف (1920 ــ 2013) الذين تشربوا فيها حتى الثمالة «إن العرب والمسلمين هم حشرات، صراصير وعقارب»، وهو ما ذهبت إليه قبل أسبوعين «إيلييت شاكيد» النائب عن حزب «البيت اليهودي»، حينما كتبت على صفحتها في مواقع التواصل الاجتماعي «ينبغي قتل أمهات القتلى الفلسطينيين، يجب أن يقتفين خطوات أبنائهن، لا يوجد عدل أكثر من هذا، عليهم الذهاب وإلاّ سينجبن مزيداً من الثعابين». أما تسيبي ليفني وزيرة العدل في حكومة العدو، فلا تنسى أن تبرر الجريمة بتوصيف كاذب فضحته الجرائم التي يرتكبها جيش القتلة «إنه لا وجه للمقارنة بين إسرائيل وحماس، فهذه الأخيرة تقتل المدنيين على نحو متعمّد في حين أن دولتها تقتل المدنيين من دون قصد».
إطارات منظمة تدعو إلى القتل
من الواضح أن سيلاً جارفاً من الفاشية المنظمة على شكل مجموعات بدأت تشهده مواقع التواصل الاجتماعي، تجمعت ضمنها مشاركات لعشرات الآلاف من الصهاينة «مدنيين وعسكريين». وأبرز هذه الإطارات الجماعية «شعب إسرائيل يطلب الانتقام، عصابة اليهود،...»، وتندرج حملتها الفاشية تحت عنوان «كره العرب قيمة». كما يذكر الكاتب سليم سلامة في مقالته القيمة المنشورة على موقع «مدار».
مجموعة «كلنا نؤيد الموت للمخربين» على الشبكة العنكبوتية - وكما أوضح المشرفون على صفحتها، أنهم يقصدون العرب جميعهم بكلمة «مخربين»- تعلن أنها من أتباع الحاخام الفاشي مئير كهانا، وقد حصلت على أكثر من 71 ألف شخص من المعجبين والمتابعين لصفحتها. قبل بضعة أسابيع، وجّه القيّمون على هذه الصفحة السؤال التالي إلى زوار الصفحة والمشاركين فيها: «ماذا كنتم ستقولون لوالديّ عامر أبو عيشة» (أحد الشابين الفلسطينيين اللذين ادعت «إسرائيل» بأنهما اللذان اختطفا المستوطنين الثلاثة في منطقة الخليل)؟ وكان من بين الإجابات على هذا السؤال: «يجب جرّهما من الخليل إلى ساحة رابين (في تل أبيب) بواسطة شاحنة كبيرة، ببطء شديد، ثم استخدام دمهما لطلاء الدرجات في الساحة».
خلاصة
إن كياناً تأسس على أفكار الفاشيين الأوائل، سينتهي إلى تفريخات أكثر فاشية ودموية خاصة، مع تطور أشكال المقاومة لهذا الكيان. ولهذا فإن ماتشهده غزة أساساً وباقي الأرض الفلسطينية المحتلة، هو التجسيد الفعلي والأكثر انحطاطاً ًفي تطور الفاشية/ اليهودية الصهيونية/ الإمبريالية في بداية القرن الحادي والعشرين. إن الإنسانية جمعاء وفي مقدمتها أحزاب وقوى وتيارات البشرية التقدمية، مطالبة بالوقوف في وجه كيان العدو وجرائمه، والتضامن الفعلي مع كفاح الشعب الفلسطيني، التواق لحريته، والمقاتل دفاعاً عن كرامته وحقه بالحياة الإنسانية فوق أرض وطنه، بكرامة وسيادة.
مجزرة غزة.. والمواقف الدولية
بقلم: أحمد يوسف أحمد عن الاتحاد الاماراتية
مع تواصل العدوان الإسرائيلي الهمجي الغاشم على غزة بدأت ردود الفعل الدولية تجاه هذا العدوان تأخذ بالتدريج شكل الرفض والتنديد على نحو حمل في هذه المرة ملامح جديدة تنبئ بأن ثمة أملاً في أن يكسب الفلسطينيون، بمساعدة العرب والقوى الدولية المساندة لهم أو على الأقل المتعاطفة معهم، المعركة لدى الرأي العام العالمي.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى بطبيعة الحال التي يبدو فيها أن قطاعات مهمة من هذا الرأي العام قد بدأت تراجع مواقفها من إسرائيل على ضوء اعتداءاتها الوحشية المتكررة على الشعب الفلسطيني وبالذات أهل غزة، فثمة مؤشرات على أن هذه التحولات قد بدأت مع مطلع القرن الحالي وبالتحديد في أعقاب الطريقة التي قمعت بها إسرائيل الانتفاضة الفلسطينية في عام 2000، فقد انتشرت بعد ذلك في أوساط المثقفين اليساريين في أوروبا وكذلك الدوائر الأكاديمية في الولايات المتحدة اتجاهات مؤادها أن إسرائيل لا تعدو أن تكون دولة من بقايا العهد الاستعماري تمارس الإبادة الجماعية في حق الأبرياء ومآلها النهائي هو الزوال (بمعنى تجربة تصفية الاستعمار الاستيطاني في جنوب أفريقيا في تسعينيات القرن الماضي). وهناك ما يشير إلى أن نطاق المواقف الدولية الرافضة للعدوان الإسرائيلي الراهن على غزة والمنددة به يتجه إلى الاتساع ومضمونها يتحول على نحو أكثر تشدداً.
ولعل أول ما يلفت الاهتمام في هذه التحولات ذلك الذي يجري في أميركا اللاتينية، فقد أعلن الرئيس البوليفي إسرائيل «دولة إرهابية» بعد أن كان قد قطع العلاقات معها رسمياً في 2009 عقب عدوانها الوحشي أيضاً على غزة في 2008/2009، وزاد الرئيس البوليفي على ذلك بأن اعتبر الاتفاق الموقع بين الدولتين في 1972 لاغياً وهو الاتفاق الذي كان يتيح حرية سفر الإسرائيليين إلى بوليفيا وقد تم التوصل إليه في ظل نظام ديكتاتوري، وبالتالي سيكون الإسرائيليون مطالبين بالحصول على تأشيرة لدخول بوليفيا، وسيتعين على إدارة الهجرة أن تراجع طلبات التأشيرات.
وبرر الرئيس البوليفي مواقفه بأن إسرائيل لا تحترم المبادئ أو الأهداف الخاصة بميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ويضاف إلى هذا الموقف البوليفي الحاسم أيضاً سحب الإكوادور والبرازيل لسفيريهما في إسرائيل، ووصف رئيسة البرازيل للموقف بأنه خطير، وعندما سئُلت عما إذا كانت أفعال إسرائيل تمثل «إبادة جماعية» قالت «لا أعتقد أنها إبادة جماعية ولكني أرى أنها مذبحة».
وعلى صعيد الأمم المتحدة يمكن الزعم أيضاً بأن تحولاً في المواقف، وليس الأفعال، قد حدث، فقد اضطر أمينها العام إلى أن يقول أثناء زيارته لكوستاريكا: «تعرضت مدرسة تابعة للأمم المتحدة تستقبل آلاف العائلات الفلسطينية لهجوم يستدعي الإدانة. هذا هجوم غير مبرر يستوجب المحاسبة وإحقاق العدالة». واضطر مجلس الأمن كذلك في إطار القيود القانونية التي تحيط بعمله إلى الاكتفاء بالدعوة إلى الوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار والمطالبة بهدنات إنسانية لإغاثة السكان، وهو ما رفضته إسرائيل حيث أعلن رئيس حكومتها أنه لن يقبل أي اقتراح يمنع الجيش الإسرائيلي من إتمام مهمة نسف الأنفاق. أما مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فهو متحرر من قيود مجلس الأمن وقد أدان بأشد العبارات الانتهاكات واسعة النطاق والممنهجة والجسيمة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية الناشئة عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وذلك بموافقة 29 دولة وامتناع 17 دولة عن التصويت غالبيتها من دول الاتحاد الأوروبي ورفض دولة واحدة هي الولايات المتحدة. واتهمت رئيسة مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السياق نفسه إسرائيل بالتحدي المتعمد للقانون الدولي بمواصلة قصف المدارس والمستشفيات والمنازل في غزة، وصرحت للصحفيين في جنيف بأن هذه الأمور لا تتم بصورة عرَضية بل تبدو كتحدٍّ متعمد للالتزامات التي يفرضها القانون الدولي على إسرائيل.
أما المنظمات والروابط الدولية غير الحكومية فهي متحررة بطبيعة الحال من قيود المنظمات الرسمية ولذلك كانت مواقفها أكثر صرامة وحزماً، فقد سارعت «منظمة العفو الدولية» إلى التنديد بإعلان وزارة الدفاع الأميركية البدء في تزويد إسرائيل بكميات من الذخيرة لتعويض النقص في مستودعاتها جراء العمليات المستمرة ضد قطاع غزة منذ 24 يوماً (وقت إعلان القرار)، وقالت منظمة «مراسلون بلا حدود» في بيان لها في 31 يوليو الماضي إن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يتوانى عن استهداف الصحفيين الفلسطينيين سواء كانوا يقومون بتغطية وصول الجرحى إلى المستشفيات في غزة أو يواكبون تظاهرات الضفة الغربية المناهضة للعدوان، مشيرة إلى تعرض قناة وإذاعة «الأقصى» للقصف في يومي 27 و29 يوليو الماضي. وأدانت المنظمة بأشد العبارات ما يقترفه الجيش الإسرائيلي من استهداف متعمد لوسائل الإعلام التابعة لحركة «حماس»، وأوضحت أن قيام المؤسسات بالدعاية الإعلامية لا يشكل حجة كافية لجعلها أهدافاً عسكرية، وذكّرت في هذا الصدد برأي لجنة الخبراء التي أنشأها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة بخصوص قصف حلف الأطلسي في 1999 وسائل إعلام معادية، حيث أوضحت اللجنة أن الصحفي أو وسيلة الإعلام لا يمكن أن يشكلا هدفاً مشروعاً لمجرد نشر الدعاية. وكذلك أدانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الهجوم على سيارتي إسعاف باعتباره انتهاكاً خطيراً لقوانين الحرب.
بل لقد امتد التحول إلى عدد من الدول الأوروبية المعروفة بتأييدها لإسرائيل، وقد يكون المثال الأبرز في هذا الصدد هو موقف وزير الخارجية البريطاني الذي صرح بأن بريطانيا تعتقد أن الوضع في غزة لا يحتمل، وقد يؤدي هذا إلى زيادة في الهجمات المناهضة للسامية على اليهود البريطانيين. وأكد أن الرأي العام الغربي يتحول سريعاً ضد إسرائيل بسبب حجم العمليات التي تشنها في غزة. وتأتي هذه التصريحات في إطار مظاهرات حاشدة وقعت في عدة عواصم أوروبية أبرزها باريس وفيينا وبروكسل ولندن بالإضافة إلى روتردام. وكذلك برزت مواقف متقدمة للغاية من رموز مجتمعية في أوروربا والولايات المتحدة على رأسها فنانون وأدباء وصحفيون ورياضيون. وعلى رغم أن هذا المظهر من مظاهر رفض الرأي العام العالمي للعدوان الإسرائيلي قد امتد إلى الولايات المتحدة فإن الموقف الأميركي الرسمي قد مثل كما هي العادة نشازاً فاق الحدود عن كل ما سبق، ويحتاج إمعان النظر في هذا الموقف وقفة تأمل خاصة.
رأي الوطن : إلى متى سيستمر هذا التهرب من المسؤولية؟!
بقلم: أسرة التحرير عن الوطن العمانية
بعد ثلاثين يومًا من العدوان الإجرامي الإسرائيلي على غزة، ومجازره ضد الفلسطينيين، وخاصة الأطفال والنساء والمسنين، لا يزال مدَّعو “الحرية” ومدَّعو “حماية حقوق الإنسان والديمقراطية”، غير راغبين في الاعتراف الكامل وتسمية الأشياء بمسمياتها، والإشارة إلى المجرمين الإرهابيين الحقيقيين قتلة الأطفال والنساء والمسنين الفلسطينيين، وتجريمهم وإدانتهم بصورة مباشرة.
فمن المخزي والمثير للسخط أن يحاول أولئك المدَّعون التلطي خلف مصطلحات والتخفي وراء كلمات للتنصل من واجباتهم الأخلاقية والإنسانية ـ إن كانوا يؤمنون حقًّا بالقيم والمبادئ الأخلاقية، وتمثل الإنسانية لديهم قيمة ومكانة، ويؤمنون أن الحياة حق للجميع وليست استثناء لأحد من البشر دون الآخرين.
نعم التعبير عن رفض جرائم الحرب والإبادة التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وخصوصًا من قبل القوى الحليفة والداعمة للاحتلال الإسرائيلي وآلة الحرب والإرهاب الإسرائيلية، هو تعبير مطلوب في الوقت الذي تواصل فيه آلة الحرب والإرهاب فعلها في إبادة الإنسان الفلسطيني، وفي الوقت الذي يصر فيه مجرمو الحرب الإسرائيليون على مواصلة جرائم الإبادة، إلا أنه مطلوب إدانة الجرائم وتسمية مجرم الحرب الإسرائيلي باسمه والتشنيع على فعلته في معرض الحديث والتصريح حول جرائمه، هو ما يعطي الموقف مصداقيته، ويبيض صفحة مطلقيه، ويجعله يعبر عن رفض صريح لاستهداف الأطفال والنساء والمسنين الذين لا حول لهم ولا قوة، والذين يتم إبادتهم دون ذنب ارتكبوه.
إن المصداقية والضمائر الحية والأصوات الصادحة بالحق والرافضة للإرهاب الإسرائيلي صحيح أنها لن تعيد الحياة ولن تعيد الأرواح المزهوقة والدماء البريئة المسفوكة ظلمًا وعدوانًا، غير أن حضورها من شأنه أن يمثل مقدمة لوقف آلة الحرب والإرهاب الإسرائيلية، وردع مجرمي الحرب الإسرائيليين، واحترام حق الشعب الفلسطيني في الحياة والحرية، ولذلك بدت ردود الفعل من قبل حلفاء كيان الاحتلال الإسرائيلي على المذابح والمجازر بحق الأطفال والنساء وكبار السن، واستهداف المدارس التابعة للأمم المتحدة والمستشفيات العامة ومستشفيات الأطفال والمساجد والمنازل ونسفها على رؤوس ساكنيها، بدت ذرًّا للرماد في العيون، حيث رفض هؤلاء الحلفاء ـ في معرض إبداء رد فعلهم ـ التصريح باسم كيان الاحتلال الإسرائيلي وإدانته بالمسؤولية عن الجرائم في غزة.
وما يثير السخرية أنه حين سئل أحد الحلفاء الاستراتيجيين لكيان الاحتلال الإسرائيلي ما إذا كان القصف الإسرائيلي على المدرسة التابعة للأمم المتحدة والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى رد قائلًا: “لست قانونيًّا متخصصًا في القانون الدولي وأترك هذا النقاش للقانونيين المتخصصين”. فإلى متى سيستمر صانعو وداعمو هذا الكيان في التهرب من مسؤولياتهم الأخلاقية والسياسية بل والقانونية، والانحياز الأعمى إلى هذا الكيان الغاصب والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني التي تقرها كافة الشرائع السماوية والوضعية.
الاستقواء على غزة
بقلم: حسان يونس عن الوطن القطرية
سقط آلاف القتلى والجرحى في غزة معظمهم من المدنيين، وبين هؤلاء الكثير من النساء والأطفال، فيما يشهد العالم سباقا محموما من أجل وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات تقود إلى هدنة جديدة في القطاع.
دعونا نسترجع أحداث الماضي قليلا، فعلى مرّ سنوات الصراع بين المقاومة الفلسطينية، والاحتلال الإسرائيلي، تم إبرام عدد من الاتفاقيات وتفاهمات وقف إطلاق النار بين الطرفين، أهمها اتفاقات 2003 و2005 و2008 و2009 و2011 و2012 .
لا شيء منها استطاع أن يصمد، ولا شيء يدفع على الاعتقاد بأن الجهود القائمة للتوصل إلى هدنة جديدة يمكن أن تؤدي إلى سلام دائم وطويل.
من أبرز بنود اتفاق 2003 وقف السلطات الإسرائيلية لسياسة الاغتيالات ووقف العدوان الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين بكافة أشكاله، ووقف التوغل في الأراضي الفلسطينية، وهدم المنازل ومصادرة الأراضي.
وفي مقابل تلك البنود، فإن على فصائل المقاومة الفلسطينية أن توقف تنفيذ العمليات العسكرية داخل إسرائيل، وستعتبر الفصائل نفسها في حلّ من هذا الاتفاق في حال خرقته إسرائيل.
كل الاتفاقات خرقتها إسرائيل، وأي اتفاق جديد سيتم خرقه أيضا مالم يدرك العالم أن الحل يقوم فقط على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، ودون التوصل إلى حل دائم فإن كل مايتم الحديث عنه هو اتفاق آخر يؤجل موت بعض الضحايا ليس إلا، وعند الحديث عن اتفاق دائم فإن أول من يتحمل المسؤولية حيال ذلك هو الولايات المتحدة بسبب دعمها اللامحدود لإسرائيل، ومن ذلك تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري التي اعتبر فيها أن »أي حل للأزمة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة يجب أن يقود إلى نزع سلاح حماس وكل التنظيمات الإرهابية«.
تأملوا هذه »البلاغة«، وقارنوها بكل ماصدر عن الوزير كيري منذ احتلال القرم وحتى إسقاط الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا.
أليس شيئا معيبا هذا الاستقواء على غزة.
انتصار حماس = عودة الإخوان!
بقلم: عمرو هاشم ربيع عن المصري اليوم
الدعوات التى يتبناها الكثيرون فى مصر، والقائلة بأن انتصار حماس فى الحرب على غزة يشكل عودة وانتصاراً لفكر الإخوان المسلمين، تتسم بالقصور والرجعية وربما التخلف. فهذه الدعوات لا تفرق بين حماس كحركة مقاومة للاحتلال الأجنبى وكونها حركة إخوانية. من ناحية أخرى، تشكل تلك الدعوات اعتبار أن ما يحدث فى غزة شأن فلسطينى داخلى، وهو أمر مخزٍ لم يفعله نظام مبارك نفسه، الذى ظل حتى رحيله يعتبر غزة امتداداً إقليمياً طبيعياً لمصر، لاسيما أن التحدى الخارجى قد أتى منها على مر الزمان، وهو أمر يعبر عن فهم واقعى للوضع الأمنى والاستراتيجى، بغض النظر عن الموقف من حكم مبارك الاستبدادى.
ولعل الغريب فى الأمر أن الموقف السابق تأثر به الموقف الرسمى المصرى، فالحرب التى بدأت يوم 8 يوليو لم تحرك ساكناً فى مصر إلا يوم 14 يوليو، وقد تضمنت المبادرة نصاً على اعتبار أعمال الطرفين أعمالاً عدائية، رغم أن الثابت أن إسرائيل هى التى قامت بالعدوان، وأن مصر ظلت ساكنة رغم انتهاك إسرائيل الاتفاق الذى راعته مصر بالإفراج عن أسرى صفقة شاليط، عندما أعادت قبل ذلك بأيام اعتقال بعض من أفرج عنهم. ورغم أن البعض فهم المبادرة على أنها رغبة فى وساطة محايدة من طرف لا يجب أن يكون محايداً، إلا أن مصر أصرت على المبادرة رغم انقلاب المعطيات على الأرض بعد الهجوم البرى، حيث وقع عشرات القتلى فى صفوف إسرائيل، ووصلت صواريخ المقاومة إلى ديمونة وتل أبيب، واستخدمت المقاومة طائرات بدون طيار، وأسرت جندياً واحداً على الأقل.. كل ذلك لم يجعل مصر تعدل المبادرة.
المؤكد أن أحداً لا يريد أن تشارك مصر فى الحرب إلى جانب المقاومة أو جانب حماس، لكن المؤكد أن هذا الأسلوب ليس هو المنتظر تجاه حراس البوابة الشرقية لمصر. فلماذا تترك مصر موقفها معرضاً لابتزاز تركيا أو فسيفساء الخليج، فأين الموقف الرسمى من تحميل إسرائيل مسؤولية بدء الحرب، وأين موقفها من خرق صفقة الأسرى باعتقال إسرائيل بعض أطرافها، وأين رفع الحصار المضروب براً عبر معبر رفح، حتى لو نظم ذلك بانتظام عبور المرضى وكبار السن والطلبة واستثناء كل أطراف المقاومة من العبور؟ ورغم المساعدات المصرية والعربية التى سمحت مصر بمرورها عبر أراضيها، إلا أنه كان فى إمكانها استقبال مئات الجرحى، وكذا استقبال المساعدات العربية لعلاجهم فى مصر. وأين دورها الداعم للمصالحة الفلسطينية تمهيداً لاستقرار الأوضاع فى غزة؟
ما أبشعنا!
بقلم: سعاد فهد المعجل عن القبس الكويتية
ما أبشعنا حينما تعمي التحالفات السياسية نبضنا الإنساني.. وما أقبحنا حينما تحكمنا الانتماءات الطائفية والرؤى السياسية، وتجعلنا نغض البصر عن أشلاء الأطفال المتطايرة.. وجثث النساء والشيوخ الدامية، لأنها تنتمي إلى أحزاب عدوة وليست حليفة!
هذا هو بالتحديد الموقف العربي اللاإنساني من المجازر والدماء والأشلاء، التي أصبحت أعدادها أكثر من أن تُحصى!
أنا لا أتحدث هنا عن مواقف الدول.. فلقد علمتنا الأحداث أن لها حساباتها الخاصة التي قد لا يدخل ضمنها العنصر الإنساني. وإنما أتحدث عن الشعوب والمواطنين العرب، الذين انشغلوا -وبكل أسف- بجرد حساباتهم السياسية والحزبية، التي من الواضح أنهم أسقطوها وبشكل مباشر على دموية المشهد الغزاوي!
قرأنا دائماً ولا نزال نقرأ.. وتعلمنا في المدارس وحفظنا للامتحانات.. أن الإنسان هو المحور الأساسي في الرسالات السماوية كلها.. وأن أسمى غايات الأنظمة القانونية والسياسية ومنظمات حقوق البشر وغيرها، هو الإنسان وحريته وحقه في الحياة.. لكن أحداث غزة وسوريا والعراق وليبيا، وكل المشاهد الدموية في العالم العربي، أكدت لنا ان كل ما تعلمناه في المدارس، وكل ما سمعناه في أجهزة الإعلام، وما جاء ذكره في خطب أغلب الوعّاظ والدعاة والمشاريخ انتهاك من نوع آخر تحت مسميات دينية وسياسية واجتماعية!
حين يموت الضمير الإنساني يصبح كل شيء مباحاً ومبرراً ومعقولاً، ويتحول معه القتل ومنظر أشلاء الأطفال المتطايرة في غزة إلى مجرد صراع سياسي بين «حماس» او الإخوان والمنتمين إليهم.. وبين طرف آخر يضم اسرائيل والمستفيدين من عدوانها، وهم كثر وبكل أسف! حين تتعطل إنسانية الإنسان وتفقد حواسه قيمتها، تصبح اسرائيل دولة حليفة وصديقة، لها كل الحق في الدفاع عن نفسها، بغض النظر عن كل ما تقترفه من مجازر!
من سوء حظ غزة أنها وقعت فريسة خريطة تحالفات جديدة، لعلها منزوعة الضمير والإنسانية! لكن ذلك لا يُشكّل عذرا كما ذكرت في بداية حديثي للشعوب العربية، التي انجرفت هي الأخرى الى حلبة تلك التحالفات السياسية الرخيصة.. فأطلقت بعض أجهزة إعلامها كل الملامح البشعة في داخلنا جميعاً!
نعم.. ما أبشعنا ونحن نسقط تحالفاتنا السياسية على مشاهد أطفال غزة الممزقين، فحين يغيب الضمير يصبح كل شيء حلالاً وبكل أسف!
“النتن” ياهو.. في “فخ غزة”
بقلم: جاسم العطاوي عن الأيام البحرينية
«حديث عن العدوان الصهيوني الدموي على أهالي قطاع غزة».
موضوع حول ورطة رئيس وزراء الكيان الصهيوني «النتن» ياهو، وأعضاء حكومته المتطرفين في غزة «بحرب في غزة».
ــ نعم ــ اخواني ــ الآن ــ «النتن» ياهو، ووزراء حكومته المتطرفون المجرمون في ورطة «في ورطة غزة» «في فخ غزة» «في مصيدة غزة».
هذا «النتن» ياهو، ووزراؤه المتطرفون المجرمون، سينهون ــ قريباً ــ حربهم الدموية الآثمة على غزة مهزومين، وسيغادرونها «منكسي» الرؤوس وسيتعرضون ــ جميعهم ــ وهذا مؤكد ــ لخسارة مستقبلهم السياسي.
لكن ــ اخواني وأخواتي ــ لماذا «الحروب الصهيونية» على قطاع غزة ــ تحديداً ــ ورطة؟ للقادة الصهاينة، ودمار لمستقبلهم السياسي؟
قبل الاجابة على هذا السؤال، ألفت هنا الى أن جميع الحروب الصهيونية على غزة انتهت بهزيمة لاسرائيل، وبإقالة رؤوساء حكوماتها.
ثم أقول «الحروب الصهيونية الدموية الآثمة» على قطاع غزة ــ دائماً ــ ما تنتهي بورطة وبهزيمة وبخسارة مستقبل للقادة الصهاينة «قادة هذه الحروب»، لأن غزة ذات «طبيعة» تجعل من نفسها «مقبرة» لأي جيش نظامي يحاول احتلالها.
«أرض غزة» «تعوم» ــ ان صح هذا التعبير ــ حسب تقارير ــ على «ثلاث طبقات» من الأنفاق.
هذه «الأنفاق» قادرة على اصطياد أي جندي اسرائيلي، أو أية دبابة اسرائيلية بسهولة.
وقد حدث هذا في كل الحروب الصهيونية على غزة.
لذلك «النتن» ياهو، وأعضاء حكومته الارهابيين المجرمين ــ الآن ــ واقعون في «ورطة غزة» في «فخ غزة» في «مصيدة غزة» ــ وبالشعبي المحلي ــ في «شداخة غزة».
هل يتخذ «النتن» ياهو وأعضاء حكومته المجرمون قراراً باجتياح غزة، وتكون لهم ــ هنا ــ «الأنفاق» بالمرصاد لتقتل من جنودهم الآلاف، أم يعلن هؤلاء وقف عدوانهم واعترافهم بالهزيمة العسكرية.
(بان كي مون) أمين على أمن إسرائيل؟!
بقلم: يوسف الكويليت عن الرياض السعودية
غزة لن تكون ضحية جريمة حرب منظمة دفعت أمريكا قواها السياسية ومعوناتها العسكرية لحماية ما تسميه «الاعتداء على إسرائيل، وجواز حقها بالدفاع عن النفس» وتبعتها دول اشتركت معها بحرب 1956م مثل بريطانيا، وفرنسا، ولم تختفِ ألمانيا عن رفع رأسها وإعلان تأييدها لما يجري من مجازر ومذابح، ومواقف هذه الدول اعتدنا عليها وصارت من لوازم العلاقات التي تنتهك كرامة العربي، وتحمله الصفعات ولا تخشى أي رد فعل مقابل..
لا نحتاج فتح ملفات جرائم القوى الاستعمارية أو القطبية الواحدة مثل أمريكا، ومن المنطقي أن تسوغ الجريمة، لأنها بادرت بالفعل قبل وبعد قيام إسرائيل، فلم تستنكر تلك الدول جريمة قتل مسلمين فلسطينيين بالحرم الإبراهيمي ليلة القدر، واعتبرت حرق الأقصى صراع متطرفين من الجانبين، ولا ضرب مدرسة بحر البقر في مصر وإبادة طلابها، ثم يأتي هدم ثلاث مدارس في غزة وقتل أطفال ولاجئين ليس جريمة حرب، لكن ذلك معروف للسياسة الداعمة لإسرائيل غير أن (بان كي مون) سكرتير الأمم المتحدة أثار انزعاجه المظاهرات المستنكرة لجرائم إسرائيل ويأسف لتصاعد معاداة السامية في أوروبا، ولم يقتصر الأمر على هذه (الفزعة) ممن سميناه الأمين فقد أثار دعوة أخرى بالإفراج وبلا شروط عن الجندي الإسرائيلي الأسير، ونسي آلاف المخطوفين والمسجونين قبل هذا القصف، ومعه كم سقط من الضحايا، وقد كشف عن صورته الحقيقية وليس ولم يواجه المجتمع الدولي بإدانة الاعتداءات والالتزام بالنظم والشرائع الدولية، وهو ما أثبت أن هذا المنصب ليس إلا موظفاً برعاية أمريكية هي من تعطيه الإذن بالحديث مع أنه لا يستطيع مواجهة روسيا بنفس الأسلوب تجاه أحداث أوكرانيا لأن الخصم هناك قوة عظمى تستطيع وضعه في حجمه الطبيعي..
من يبحث ومن يتعاطف معه من العالم ونحن نقدم الضحايا في غزة ودمشق وبغداد لم ينسَ أن نفس المناظر تكررت على أراض أخرى زمن السلم والحرب إذا كانت الدواعي تفرض ذلك، والعرب في ميزان العلاقات الدولية مجموعة هامشية اختاروا لأنفسهم مساراً استحقوا العقاب من الداخل بتفجير الحروب والصراعات، ومن الخارج بالتجاهل، أو إدارة الصراعات من خلال الغباء السياسي أي حتى في أشد الحروب والخصومات بين أبناء هذه الأمة المنكوبة كثيراً ما تكون المرجعية في استجداء السلام والمساعدة، أو طلب التدخل في أزماتهم تنتهي عند مكاتب وسفارات الولايات المتحدة الأمريكية، أو الدول الأوروبية، لأن فقدان الندية والاحترام المتبادل لم يحدث إلا في فترات متباعدة، والدليل أن القضية الفلسطينية ذاتها لم تعد تستحق أي اجتماع لمجلس الأمن تُوقف على الأقل مأساة غزة الحالية، وما بالك بسراب الحل السلمي للدولتين والشعبين إلى آخر تلك المعزوفة؟!
لن يُحترم من لا يملك القوة، وليست فقط العسكرية، وإن كانت الأساسية، ولكن هناك مصادر لها اقتصادية وسياسية، ومقاطعة شعبية لبضائع ومطاعم وهيئات وشركات لتلك الدول، لكن حين نرى كيف انتهى البند الأول في مقاطعة إسرائيل وذابت في حرارة وجليد بعض الدول العربية والإسلامية فهي جزء من الاستسلام لواقع القوة التي عجزنا أن نفهم حق الدفاع عن أنفسنا تجاهها..
أحداث غزة ولدت في خضم حروب أهلية في العراق والشام وليبيا واليمن وقد تلحقها أخرى لتطبيق «الفوضى الخلاقة» لأمة تُجرى عليها تجارب صدام أصحاب الحي الواحد وغزة هي مجرد حادثة تضاف لمجريات ما يجرى وما سيدوم.
هل يمكن نزع سلاح الإرادة؟
بقلم: سليم قلالة عن الشروق الجزائرية
تتحدث بعض الأوساط العبرية والعربية عن نزع سلاح المقاومة وكأنه هو وحده الذي يحقق الصمود الفلسطيني اليوم، متناسية أن السلاح الحقيقي الذي يصنع هذا الصمود هو سلاح الإرادة في مقاومة الاحتلال والعيش بعزة وكرامة، وهذا النوع من السلاح لا يمكن أن ينزعه من قلوب الفلسطينيين لا العبرانيين ولا العربانيين، وهو أصل كافة الأسلحة الأخرى، بل بدونه لا وجود للأسلحة الأخرى وإن تكدست بالأطنان، بدليل أنه لا توجد منطقة في العالم أكثر تسليحا من منطقة الشرق الأوسط، ولا يوجد أكثر إنفاقا على الأسلحة من العرب في هذه المنطقة، ملايير الدولارات تذهب هباء في كل سنة لشراء أحدث الطائرات وأكثر الأسلحة فتكا، ولكنها من غير أي تأثير ولا ردع.
فالكيان الإسرائيلي منذ عقود من الزمن وهو سيّد الأرض والسماء، يضرب حيث يريد ويعتدي على من يريد من غير ردة فعل، يزرع الخوف والهلع في كل المحيطين به من غير أن يتجرأ أي منهم على التلويح بحق الدفاع الشرعي، عكس ذلك تماما، كل التلويح كان بالراية البيضاء لعله يهدأ ويرضى، لأن كل هذه القوى في مستوى الدولة كانت ومازالت خائرة القوة فاقدة لسلاح الإرادة والعزم وإن امتلكت كافة أنواع الأسلحة الأخرى.
الفلسطينيون هم وحدهم اليوم الذين أثبتوا أن سلاح الإرادة هو الأقوى، وهو صانع كافة الأسلحة الأخرى، هم اليوم بلا ماء ولا خبز ولا مأوى ومع ذلك مازالوا الأقدر من غيرهم على ردع عدوهم الذي يعرف الجميع أنه الوحيد في المنطقة الذي يمتلك أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي، والوحيد الذي تُعلن الولايات المتحدة أكبر قوة عسكرية كونية أنه تحت حمايتها وأمنَه جزء من أمنها... كل هذا انهار في لحظة انتصار إرادة المقاومة على حالة الوهن والخنوع، وانهار في لحظة أصبحت هذه الإرادة تبتكر أسلحتها من اللاشيء: أنفاق لا تحتاج إلا لأبسط أدوات الحفر، وأسلحة يمكن شراء مكوناتها الأساسية من الأسواق المفتوحة وتكنولوجيا يمكن استيعابها أيضا بإرادة البحث والتحصيل العلمي.
وهكذا انكشفت حقيقة أخرى أمامنا من خلال هذه الحرب الظالمة على غزة: أن المسألة ليست في من يملك السلاح أو من لا يملك، إنما في من يريد ومن لا يريد. وقد أراد الفلسطينيون اليوم أن يكونوا ولن يتمكن أي كان من نزع هذه الإرادة من قلوبهم وذلك أقوى سلاح... وذلك هو السلاح الذي لا يمكن أن يُنزع... وتلك هي مساحة الأمل.


رد مع اقتباس