ملف خاص
الإخوان لم يعد لهم قبول بالشارع
|
عبد الجليل: الإخوان استغلوا ثورات العرب ولم يعد لديهم قبول في الشارع
مصطفى عبد الجليل
مركز المزماة للدراسات والبحوث
تتجه ليبيا إلى تشظي كبير على كافة المستويات، حيث انتشرت الميليشيات التي يرعى بعضها نوازع انفصالية فيما تعم الفوضى في البلاد خاصة أن جهات مثل جماعة الإخوان المسلمين تحاول استغلال الوضع لتصفية خصومها، كما استمر الضغط على رئيس الحكومة الحالية لإفشالها بكافة الوسائل، وقد أكد المستشار مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي السابق في ليبيا، أن ثورات "الربيع العربي" لم تكن ثورات إسلامية بالدرجة الأولى، ولكنها استغلت من تيار الإخوان المسلمين المنظم، وقال عبدالجليل في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرت الجزء الثاني منها الثلاثاء إنه تبين من خلال السياسة التي انتهجها الإخوان، سواء في تونس أو مصر أو ليبيا، أنه لم يعد لديهم قبول في الشارع الليبي أو المصري أو التونسي، واعتبر أن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي "أخطأ في تعجل تطبيق سياسة الإخوان بالتمكين قبل الإنجاز مع أنه يفترض أن يتحقق الإنجاز قبل التمكين، كما تدخل في مؤسستين خطيرتين في التاريخ المصري هما المؤسسة القضائية والمؤسسة العسكرية".
ونقلت الوكالة الألمانية عن الصحيفة حول المطالبات بمحاكمة سيف الإسلام القذافي دولياً، قال عبدالجليل: "المحكمة الجنائية الدولية هي محكمة قضاء تكميلي، والأساس هو أن يحاكم سيف الإسلام في بلده عن الجرائم التي ارتكبها فيه. وإذا أدين بعقوبة أقل من الإعدام أو لم يدن، فمن حق المحكمة الجنائية الدولية أن تتولى محاكمته عن الجرائم التكميلية الأخرى، لأننا نعرف جيداً أن أقصى عقوبة تصدرها المحكمة الجنائية الدولية هي السجن مدى الحياة"، وعن تقييمه لقانون العزل، قال: "شملني قانون العزل السياسي باعتباري كنت وزيراً في عهد القذافية.. كنا نتمنى ألا يربط العزل بالوظيفة، وهذا لا يتعلق بي شخصياً، فأنا ليست لدي طموحات للعمل السياسي على الإطلاق، ولكن هناك أناس آخرون ظلموا، منهم مثلاً السيد محمد المقريف، وهو رجل مناضل في المعارضة الليبية، التي لم يصبح لها شأن إلا عندما تولاها المقريف".
وأضاف: "قانون العزل لم يكن يستهدفني، بل كان يستهدف بالدرجة الأولى محمود جبريل لأنه صاحب طموح سياسي.. وهذا ليس من العدل لا في حق محمود جبريل ولا عبد الرحمن شلقم، ولا كل أولئك الذين كان لهم دور بارز في هذه الثورة.. كان يجب أن يحظوا بالاحترام"، وحول ما إذا كانت ليبيا تحتاج لمانديلا ليبي، أجاب عبدالجليل :"والله مانديلا واحد لا يكفي ليبيا.. ولا حتى عشرة من أمثال مانديلا".
وكشف المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي السابق في ليبيا أن نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي عرض على الثوار دولة غرب أجدابيا لكن الثوار رفضوا، وروى عبد الجليل أن النظام عرض علينا الانفصال على مساحة 40 كيلومتراً غرب أجدابيا فقلنا إن هذا غير ممكن، إلا إذا خرجت الجماهير في طرابلس مؤيدة للقذافي، وأضاف عبد الجليل أن انقلاب القذافي كان غير مفرح بالنسبة له ولعائلته، بل شكل كابوساُ لهم، وأنهم كانوا منذ البداية على قناعة بأن نظام القذافي لن يكون في صالح الليبيين، وتطرق عبد الجليل إلى قضية الممرضات البلغاريات اللواتي حقن، مع طبيب فلسطيني، أطفالاً ليبيين بفيروس الإيدز، فقال إن القضية كانت صحيحة ولم يلفقها نظام القذافي.