رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مخاطبا سفراء إسرائيل: دافعوا عن سياسة الحكومة أو ارحلوا" |
المصدر: صحيفة الإندبندنت البريطانيةتاريخ نشر الخبر: الأربعاء 2-1-2013
بعث يعقوب عمديرور، رئيس مجلس الأمن القومي في إسرائيل، رسالة إلى سفراء إسرائيل حول العالم قائلا فيها: "انتم دبلوماسيين ومهمتكم هي تمثيل الحكومة وتقديم المشورة لها".
جاءت هذه الرسالة القاسية ردا على رسالة بعثها سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة رون بروسور، للحكومة الإسرائيلية يستفسر فيها عن الخطط الجديدة للبناء الاستيطاني في القدس، حيث قال "إن الفلسطينيين يرون فيها خطرا جغرافيا على سلامة دولتهم المستقبلية"، وكان رد رئيس الأمن القومي عمديريور: "إذا كان هذا لا يناسبك فارحل أو رشح نفسك للمناصب السياسية".
هذه الأحداث حصلت خلف أبواب مغلقة ولكن تم تسريبها إلى الصحافة، وهناك إحباط متزايد بين الدبلوماسيين الإسرائيليين الذين يشعرون أنهم مستبعدون من المجالات الرئيسية لصنع السياسات الخارجية حيث يتم التعامل معهم مباشرة من قبل رئيس الوزراء. ومسؤولو وزارة الخارجية الإسرائيلية كثيرا ما يشتكون (سرا) أن لديهم مدخلات قليلة أو معدومة حول وضع السياسات، ولكن في نفس الوقت يطلب منهم أن يدافعوا عن قرارات مثيرة للجدل بمجرد قيام الحكومة بها.
قال السفراء الإسرائيليون حول العالم أنه لم يكن لديهم علم مسبق حول خطط البناء الاستيطاني الجديد في القدس E1، والتي اتخذت ردا على تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني بالاعتراف بفلسطين كدولة مراقب (غير عضو). وكان السيد (بروسور) قاد الجهود الدبلوماسية الإسرائيلية المنكوبة لإحباط التصويت.
وقد كتب سفير إسرائيل في براغ مذكرة لاذعة وساخرة للحكومة الإسرائيلية مهنئا إياها بجمهورية التشيك الحليف (الأقوى) في أوروبا. وقد صدم الدبلوماسيون الإسرائيليون من رد السيد (أميدرور) والذي وصفوه بأنه"غير مبرر ومبالغ فيه". وقال (ران كورييل) نائب المدير العام في وزارة الخارجية لصحيفة يديعوت أحرونوت إن الرد كان علامة واضحة على الإحباط على نطاق واسع. وأضاف "نريد شرح سياسات الحكومة ولكن لا نُعطى دائما الأدوات لفعل ذلك".
وقال جيرالد شتاينبرغ، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار ايلان: "وظيفة السفراء هي الدفاع عن السياسة الإسرائيلية وشرحها"، وأضاف "ليس لديهم سياسة وهذا محبط - وإذا لم يتم تبليغ السفراء والتشاور معهم فإن دفاعهم عن كثير من القضايا سيكون صعبا وقد يكون مستحيلا في قضية مثل قضية المستوطنات خاصة أن معظم الإسرائيليين حتى اليمينيين يقبلون حل الدولتين".