تقرير شهري حول انتهاكات حقوق الإنسان في القدس خلال حزيران
انتهاك حرية الإقامة والسكن:
حاولت قوات الإحتلال الإسرائيلي السيطرة على سطح منزل في منطقة سلوان يعود للمواطن كايد الرجبي في الحارة الوسطى بحي بطن الهوى الأمر الذي أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة، وإصابة العديد من النساء والأطفال وكبار السن بالإختناق نتيجة كثافة الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال.
وواصلت مختلف الجهات الإسرائيلية الضغط على المواطن محمد العفيفي في محاولة للاستيلاء على منزله الواقع على جبل المشارف، حيث كانت المحاولة الأخيرة قبل شهر من قبل عميد الجامعة العبرية الذي حاول إغراء العائلة ببيع منزلها مقابل 24 مليون دولار بمرافقة معاون نائب رئيس جامعة أوكلوهوما، وقال أنهم يريدون مساعدة الجامعة العبرية في بناء كلية جديدة بعد مصادرة 7 دونمات من أرض المواطن في فترة سابقة. كما أصدر القضاء الإسرائيلي قرارا بهدم منزل المواطن وائل الرازم في سلوان “واد ياصول” بحجة البناء دون ترخيص في أرض خضراء، وأمهلت العائلة حتى منتصف شهر تموز لإخلاء المنزل. وخلال هذا الشهر نجح سكان عمارة البيانو في الشيخ جراح وعن طريق مستشارهم القانوني بإصدار قرار من المحكمة المركزية بإلغاء أمر حجز لصالح المستوطنين على العمارة، بعد أن قام بدحض كافة إدعاءاتهم المتعلقة بوجود استحقاقات مالية مختلفة لدى المالك الأصلي للشقق والعمارة.
انتهاك الحق في حرية التنقل والسفر واعتقالات ودهم للمنازل والمراكز:
قامت قوات إسرائيلية باقتحام منازل في العيسوية عرف منها منزل المواطن طه عبد أبو ريالة العيساوي، حيث فتشت القوات المنزل بشكل دقيق واستفزازي وخربت محتوياته. كما قامت مجموعة من المستعربين بعد قيامهم بالاعتداء والتنكيل بطفلين مقدسيين من قرية العيسوية؛ هما الطفل علي أبو غوش واحمد محيسن وكسر يد أحدهما بالإفراج عنهما بعد الاستئناف الذي قامت النيابة العامة بتقديمه ضد قرار محكمة الصلح التي أمرت بإطلاق سراحهما.
وصادقت لجنة الدستور والقانون والقضاء البرلمانية التابعة للكنيست الإسرائيلي على مشروع قانون يقضي بأخذ بصمات فلسطينيين وعمال أجانب يريدون دخول إسرائيل، بذريعة منع دخول الفلسطينيين المتهمين بارتكاب أعمال جنائية. الأمر الذي سيمنع الآلاف من الفلسطينيين الذين يريدون الصلاة في المسجد الأقصى أو زيارة أقاربهم في القدس من الدخول إليها بهذه الذريعة.
الأسرى في سجون الاحتلال:
قامت إدارة سجن الشارون باقتحام غرف الأسيرات بشكل مفاجئ ومتكرر وبشكل استفزازي وقد أستمر التفتيش الأخير لمدة 3 ساعات وقد تم احتجاز الأسيرات ولم يسمح لهن بالخروج للمحامين. أما وسائل نزع الاعتراف اللاانسانية فهي مستمرة فقد كشفت الأسيرة فاطمة الرزق بأن إدارة السجون تستخدم زنزانة المولينكس البلاستيكية لانتزاع الاعترافات من الأسيرات، ولا يتعدى قطرها المتر الواحد، بالإضافة إلى تسليط ضوء شديد عليهن الأمر الذي يتسبب بمضاعفات كبيرة.
مخططات استيطانية واقتصادية تهويدية:
تم كشف النقاب عن قيام ما يسمى بصندوق القدس بإقامة متنزه في قلعة داود بالقدس يحمل اسم رئيس البلدية الأسبق بتكلفة تصل إلى عشرة ملايين شيكل. وقد جرى اتفاق بين المجلس اللوائي وبلدية القدس لضم 290 دونم من كيبوتس رمات راحيل المقام على أراضي قرية صور باهر بهدف إقامة 1600 وحدة استيطانية ولزيادة مساحة نفوذها.
كما أقرت لجنة التخطيط والبناء المحلية في بلدية القدس المخطط الجديد لإقامة ما يسمى بمتحف التسامح على أنقاض القبور في مقبرة مأمن الله الإسلامية، الأمر الذي يعتبر انتهاكا صارخا لحرمة الأموات المدفونين فيها.
وبدأت اللجنة الفرعية التي تم تشكيلها بناء على تعليمات وزير الداخلية والمعنية بتكثيف الاستيطان في القدس بمناقشة مخططات استيطانية توسيعية، حيث ستسمح هذه المخططات للجانب الإسرائيلي بإضافة ما يقارب 4400 وحدة استيطانية من أصل 7900 وحدة.
كما أقرت لجنة التخطيط والبناء رفض خطة مواطني سلوان لمنع هدم بيوتهم بدلا عن خطة البلدية التي تصر على تنفيذ مشروع الحديقة الوطنية والقاضية بهدم نحو 22 بيتا من بيوتهم، لإقامة حديقة مكانها. الأمر الذي سيؤدي إلى تشريد المئات من سكان الحي.
الاعتداء على حرية أداء الشعائر الدينية وتهويد المدينة:
واصلت سلطات الإحتلال الحفريات تحت أرضية القدس القديمة وتحولت الأنفاق إلى مواقع سياحية استكمالا لتهويد كل ما يقع أسفل أسوار البلدة القديمة لصبغ الطابع اليهودي على المدينة، كما تقوم جهات إسرائيلية بأعمال صيانة في العقار الوقفي المعروف ببركة السلطان الواقعة في حارة النصارى دون إذن أو موافقة المالك والمتصرف الشرعي في دائرة الأوقاف الإسلامية.
وما تزال دولة الإحتلال تعزز من سياستها في تهويد المدينة سواء تمثل ذلك في حفر الأنفاق أو هدم المنازل أو تغيير الأسماء؛ فقد عملت مؤخرا على وضع يافطات لتغير اسم شارع السلطان سليمان والمغارة إلى الصديق الياهو.
كما افتتحت السلطات الإسرائيلية رسميا موقع قصور الخلافة الأموية قرب المسجد الأقصى بزعم أنها “مطاهر” الهيكل، بحضور رئيس بلدية القدس الغربية ورئيس سلطة الآثار الإسرائيلية، والمنظمات اليهودية المتطرفة، وتم نصب العديد من اللافتات واللوحات على طول المسار الجديد تتحدث عن فترة الهيكل الأول والثاني المزعومين وعن أسوار هذين الهيكلين.
كما دعت جماعات يهودية متطرفة وعلى رأسها جمعية صندوق أرض إسرائيل إلى هدم مسجد رأس العمود الذي يقع على رأس تلة مطلة على القدس القديمة جنوب مدينة القدس. وتواصل الجهات الإسرائيلية تهويد مسجد النبي داود الذي تم تحويله إلى كنيس، وإزالة جميع المعالم الإسلامية فيه وسد محراب المسجد بالطوب. كما قامت سلطات الاحتلال في نهاية الشهر بجرف وتدمير لعشرات القبور في مقبرة مأمن الله في ساعات الليل، ويأتي هذا الفعل بعد إقرار المخطط الجديد للمقبرة لإقامة ما يسمى بمتحف التسامح. وأوصت الشرطة الإسرائيلية بهدم جسر المغاربة المؤدي إلى الحرم القدسي وبناء جسر جديد مكانه بذريعة انشغال العالم والعرب بقضية الاعتراف بالدولة الفلسطينية في شهر أيلول المقبل.
القضاء والشرطة الإسرائيلية:
حكمت محكمة عوفر الإسرائيلية على الأسير المقدسي عنان نجيب لمدة خمسة وعشرين شهرا، وعامين مع وقف التنفيذ لمدة خمس سنوات ودفع غرامة مالية بقيمة 5 آلاف شيكل، بتهمة انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي. كما تواصل الشرطة الإسرائيلية سياسة اعتقال الأطفال القاصرين الذين لا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات حيث قامت بالتحقيق مع الطفل مصعب الشامي بعد اعتقاله من منزل المواطن المقدسي أمين العباسي بتهمة رشق الحجارة على الجنود. وأخلت الشرطة الإسرائيلية شبان اعتقلتهم على خلفية أحداث المسجد الأقصى عرف منهم الشاب حسام سدر من البلدة القديمة الذي أمرت بإبعاده عن المسجد الأقصى حتى تاريخ 13-9-2011 والشاب عمار معتوق من الثوري بعد توقيعهم على كفالات شخصية وطرف ثالث. وقامت بإطلاق سراح الحاج ماهر أبو سنينة وثائر أبو صبيح بعد دفعهما غرامة مالية بقيمة 1000 شيكل لكل واحد منهما. وقررت الشرطة إبعاد الشيخ عبد الله علقم عن المسجد الأقصى لمدة 10 أيام، وهددته بالسجن في حال مخالفته لقرارها. كما فرضت محكمة الصلح الإسرائيلية على الفتى أحمد صيام البالغ من العمر 14 عاما من سلوان الإقامة الجبرية والإبعاد إلى صور باهر بتهمة رشق الحجارة. كما قضت محكمة الصلح بإخلاء سبيل 3 شبان وهم نهاد زغير ومصباح أبو صبيح والمهندس موسى حجازي بعد أن قضت بعدم تواجدهم كل يوم جمعة في المسجد الأقصى ولمدة 3 شهور.
الاعتداء على الحق في السلامة الجسدية واعتقالات:
في بداية هذا الشهر قامت مجموعات إسرائيلية تقدر بعشرات الآلاف بإحياء ما يسمونه بيوم توحيد القدس وفق التقويم العبري، بمسيرات ورقصات استفزازية وقعت خلالها مواجهات ومشادات بين المواطنين المقدسيين والمتطرفين اليهود أسفرت عن إصابات واعتقالات لعدد من المواطنين، كما أجبرت الشرطة الإسرائيلية أصحاب المحلات التجارية في البلدة القديمة على إغلاق محالهم، الأمر الذي أدى إلى وقوع مخاسر اقتصادية لأصحابها. وفي باب السلسلة بالبلدة القديمة قامت مجموعة من المتطرفين اليهود بالاعتداء على قاصر عربي الأمر الذي تسبب برضوض له.
كما قامت الشرطة الإسرائيلية بتوقيف صحفيتين مقدسيتين لمدة 3 ساعات في مركز القشلة أثناء أداء مهامهما الصحافية داخل المسجد الأقصى وتصوير دهم هجمات اليمين الإسرائيلي المتطرف للمسجد الأقصى.
وعالجت الفرق الطبية التي تواجدت على حاجز قلنديا 80 مصابا احيوا ذكرى النكسة جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع ورشهم بواسطة آلة لرش المياه العادمة الممزوجة بمواد كيميائية .
وتواصل الشرطة الإسرائيلية السماح للجماعات اليهودية المتزمتة بدخول ساحات المسجد الأقصى بمناسبة ما يسمى عيد نزول التوراة وأداء طقوس دينية واستفزازية الأمر الذي أدى إلى حدوث توتر بين المصلين وقوات الاحتلال التي هددت باعتقالهم. كما أقدمت دورية إسرائيلية لقوات حرس الحدود على دهس الطفل علي أبو دياب 15 عاما من حي عين اللوزة وقامت باعتقاله بعد إصابته وعلى إثر هذا اندلعت مواجهات عنيفة في البلدة وخاصة بتزامنها مع قيام مجموعة أخرى من قوات الجيش الإسرائيلي بمحاولة اقتحام خيمة الاعتصام في حي البستان. كما قامت باعتقال الفتى وسيم بدر من حي بئر أيوب كغيره من عشرات الأطفال الذين يتم اعتقالهم. وعليه رصدت وحدة البحث الميداني للمقدسي 25 حالة اعتقال لأطفال مقدسيين تركز معظمها في بلدة سلوان.
انتهاك الحق في التعليم:
بالإضافة إلى القرارات التي قامت وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية القدس الغربية باتخاذها بخصوص المناهج الدراسية الهادفة في أساسها إلى تهويد المنهاج، بيّنت دراسة حديثة بأن 76% من أطفال سلوان لوحظ تراجع تحصيلهم العلمي في الفترة الأخيرة بسبب الأوضاع التي يعيشونها في البلدة من دهم للمنازل والتنكيل والاعتداء على الأطفال.


رد مع اقتباس