الموضوع: توفيق أبو خوصة ينتقد حديث السيد الرئيس حول نزع الشرعية عن الاحتلال ويتحدث عن المقاومة الشعبية والتنسيق الأمنى.
نفيدكم علماً أن عضو المجلس الثوري لحركة فتح "توفيق أبو خوصة" قام بنشر مقال بعنوان "المقاومة الشعبية والتنسيق الأمنى"، وإنتقد أبو خوصة حديث السيد الرئيس أبو مازن "نزع الشرعية عن الاحتلال الاسرائيلي"، وتسائل قائلاً، هل كان يوما هناك شرعية للاحتلال؟؟؟ وأضاف عندما نردد مفهوم نزع الشرعية عن الاحتلال وكاْنه شرعي ونحن نسعى لنزع هذه الشرعية المزعومة!!!
وقال أبو خوصة حول ما قال إنه "تنسيق أمني"، يجب أن يعادة التفكير وبشكل جدي في إستخدام التنسيق كجزء من المعادلة القائمة مع الإحتلال الإسرائيلي، ولا ننادي بالوقف الكلي أو النهائي للتنسيق الأمني بل ربط هذا العامل الهام بمدى التقدم الميداني للعملية السياسية ومدى الإلتزام الإسرائيلي بها.
ووصف أبو خوصة المقاومة الشعبية بالشعار الفارغ المضمون، وطالب بوقف الحديث عنها والإنتقال الى وضع الخطط ورصد الإمكانيات اللازمة لتفعيلها ودعمها وجعلها منهج حياة يومية للإشتباك مع الإحتلال الإسرائيلي وإفرازته الإستيطانية السرطانية.
لاطلاعكم لطفاً....
مرفق رقم 1
المقاومة الشعبية والتنسيق الأمنى
المصدر: كرامة برس (دحلان)
بقلم: توفيق أبوخوصة..
دخل الموضوع السياسي الفلسطيني فى معمعة الضغط والتهديد، والرسائل الموجهة من اطراف مختلفة منها العربي والاسرائيلى والاْوروبي والاْمريكي وحتى الفلسطيني الداخلى بفعل المؤثر الاقليمي، وقناعة الجميع باْن المنطقة برمتها تعيش مرحلة اعادة ترتيب الاْوراق التى اختلطت فى الربيع العربي اْو تم خلطها ضمن نظرية الفوضى الخلاقة التى لم تتكشف معطياتها بعد وفق الاْهداف المرسومة لها، ومنها ما هو معلن وغيره الخفى وهو الاكثر خطورة .
نعم ذهب الفلسطينيون للاْمم المتحدة واْلقوا بحجرهم الثقيل فى المياه الاممية مرة اخرى، مع قناعتهم باْن السيد الاْمريكي يقف بقوة في المعسكر المعادى، ولا يمكن اْن ينحاز للعدالة الاْخلاقية بل تقوده مصالحه ومخططاته الكبرى للوقوف الى جانب اسرائيل مهما كانت ردود الفعل والاْخطارالمتوقعة والتى عمل حسابه جيدا لكيفية التعامل معها ومواجهتها.
ويجب اْلا ننسى باْن السيد الاْمريكي في العصر الاْمريكي بامتياز لا يهمه فى الشرق الاوسط سوى عاملين رئيسيين هما محور الارتكاز لسياساته ومواقفه، وهما السيطرة على مصادر الطاقة (النفط والغاز) بالاضافة الى اْمن ومصالح اسرائيل فى المنطقة، اْما غير ذلك فهى تفاصيل غير هامة الا بما يخدم ضمان تاْمين هاتين القضيتين بثبات .
ومن المهم اْن نرتب اْولوياتنا على هذا الاساس، بمعزل عن الاماني والاْمال، اذ ان العدالة الاْخلاقية والحق التاريخي والقانون الدولي بكل مالها من اهمية... فهي فى اعتبارات المصالح السياسية والاقتصادية للدول لا تعنى فى الحقيقة شيئا وان تم التعاطى معها فى اطار الترويج الاْعلامي والاستهلاك الموجه لخدمة اْهداف اْخرى لاعلاقة لها بالمضامين الحقيقية او المعانى الصادقة لهذه المفردات، واذا كان الطرف الفلسطيني هو الاْضعف فى معادلة الصراع من حيث امتلاك عوامل القوة والتاْثير، فان ضعفه هو السلاح الاْقوى فى هذه المواجهة غير المتكافئة خاصة اذا تم توظيف هذه الخاصية بشكل ملائم وادارة المعركة التى بداْت تتصاعد حدتها باْعلى درجات الذكاء والمسؤولية.
ومخطئ من يقيس الاْمر باْن التداعيات المنظورة والمباشرة قد تمس جوهر وجود السلطة الوطنية وامكانية استمرارها من عدمه، بل اْن المساْلة اْعمق بكثير، خاصة واْن الوضع القائم مثالى جدا لاْسرائيل فهي تنفذ مشاريعها الاستيطانية وتكرس مخططاتها الاستراتيجية على الارض، دون اْن يزعجها احد باكثر من استنكار وتنديد اْو تعبير عن القلق من هذه الجهة او تلك بما فيها الطرف الفلسطيني، واسرائيل لا تعطى بالاْ للتصريحات الناريه والمواقف الكلامية اذا كان الثمن انْ تاْخذ ما تريد والاْخر يقول ما يريد، , فى حين انها تجد الحماية والضمانات الامريكية عند الحاجة .
مع كل التقدير لمواقف القيادة الفلسطينية التى رفضت العودة الى طاولة المفاوضات فى ظل استمرار الاستيطان.. فهل توقف الاستيطان امام هذا الرفض طيلة المرحلة الماضية اْم انه تزايد وتضاعف؟؟ هذا لا يكفى وفعلا لا يكفي... لاْن اسرائيل لا يمكن ان تغير في موقفها اذا لم يكن هناك ما يمس عصب سياستها الاستراتيجية فى الاْمن والاستيطان وكله بالمفهوم الاستراتيجي اْمن قومي بالنسبة لها مع خلطة من الموجبات العقائدية والاْيدولوجية...
بينما نحن نتحدث عن نزع الشرعية عن الاحتلال الاسرائيلي... هل كان يوما هناك شرعية للاحتلال؟؟؟ مع علمنا جميعا بأن المسألة لا تكمن فى وجود شرعية من عدمه لاْن الاحتلال كمصطلح ومضمون بحد ذاته غير شرعي... نحن يجب ان نعمل مباشرة على ازالة وكنس الاحتلال اْصلا وحصر نضالنا الوطنى فى هذه الجزئية... لاننا عندما نردد مفهوم نزع الشرعية عن الاحتلال وكاْنه شرعي ونحن نسعى لنزع هذه الشرعية المزعومة!!!
وحقيقة الفعل الموجه لازالة الاحتلال لا يمكن ان تتم دون مواجهته على الأرض مع كل الإحترام للجهود السياسية والدبلوماسية وطرق كل الأبواب الدولية والتشبيك مع كل القوى ذات القدرة على التأثير في معادلة الصراع في المنطقة، ومعنى ذلك لابد من وقف الحديث عن المقاومة الشعبية والإنتقال الى وضع الخطط ورصد الإمكانيات اللازمة لتفعيلها ودعمها وجعلها منهج حياة يومية للإشتباك مع الإحتلال الإسرائيلي وإفرازته الإستيطانية السرطانية، إذ ان المقاومة الشعبية لا زالت شعار فارغ المضمون ما لم يتم تفعيله بقوة، مع كل الإحترام للمبادرات المتفرقة والبسيطة في هذا الشأن.
وفي المقابل لابد من أعمال التفكير الجدي في إستخدام التنسيق الأمني كجزء من المعادلة القائمة مع الإحتلال الإسرائيلي، ولا ننادي بالوقف الكلي أو النهائي للتنسيق الأمني بل ربط هذا العامل الهام بمدى التقدم الميداني للعملية السياسية ومدى الإلتزام الإسرائيلي بها، أي تصنيف التنسيق الأمني الى درجات كل منها مرتبط مرحايا بمجريات الأمور على الأرض إذ طالما الأمور الأمنية مريحة للأسرائيلي لا ينتبه للقضايا الأخرى ولا يعيرها إهتماما.
كمان أن إستمرار الجهد السياسي ضرورة مركزية في الإشتباك النضالي متعدد الوجوه ولا شك أنه يحدث مراكمات محمودة على المدى البعيد، بحاجة للتطوير والتفعيل والإستثمار على الصعد كافة، مع الأخذ بعين الإعتبار بأن الإحتلال الرخيص الكلفة لا يرحل ولاضير من عمليات وخز الإبر النضالية تدفعه للتفكير بالرحيل دون الإنجرار الى ملعبه المفضل والحرص على إفقاده القدرة على إستخدام مكامن قوته العسكرية الغبية التي لا قبل بنا بها .


رد مع اقتباس