أقلام وآراء (23)

الاثنين 21/3/2011

يحتوي الملف:

 إنذارات غربية بالجملة...يرجى الانتباه؟

 القسام يسقط هنية

 رسائل في وقت حرج !

 رياح التغيير في العالم العربي: اجهاض الدوله الفلسطينيه

رياح التغيير في العالم العربي: اجهاض الدوله الفلسطينيه

د.هشام تلاوي

فيس بوك نقلا عن مدونة هشام تلاوي

إسرائيل تدرك جيدا أنه لا يمكنها أبدا تدمير اعداءها عن طريق الوسائل التقليدية بسبب العدد الهائل من العرب بالمقارنة مع اليهود وحجم الأراضي العربية التي يجب أن تكون محتلة مباشرة من قبل إسرائيل، وهي مهمة مستحيلة نظرا الى عدد القوة المطلوب للقيام بعمل كهذا وهو ما تفتقده اسرائيل نسبيا تمتلك الجيش. لذا فإن الطريقة الوحيدة للتغلب على "العدو العربي" هو القيام بذلك من داخل، والأفضل من ذلك ، لاستخدام القوة ضده. وقد حددت اسرائيل بعض خطوط الصدع داخل كل من العربية وغير العربية) الدول التي بحكم طابعها الإسلامي، وتمثل أكبر تهديد لها أن تصبح في نهاية المطاف القوة العظمى الإقليمية التي كانت تتصور نفسها. منذ فترة طويلة انها تعتزم استخدام هذه التصدعات، ويمثلها الاختلافات الدينية والثقافية واللغوية والعرقية بين مختلف الشعوب، وماذا يجب أن نتذكر عند تشكيل فهم الوضع الحالي هو أنه أقرب إلى غرس شجرة في أنه يستغرق وقتا طويلا قبل أن تحصد ثمار.

هذه الصوره للأقليات العرقيه من المغرب الى الهند ومن الصومال الى تركيا تشير الى تغيب الأستقرار والتدهور السريع للانظمه في المنطقه برمتها. عندما تضيف هذه الصوره الى الحاله الأقتصاديه سوف نرى ان المنطقه كلها مبنيه كبيت من ورق لا تستطيع مواجهة المشاكل الكبيره عندما تحصل." 1982 ، المنظمة الصهيونية العالمية

عند مراقبة الوضع الحالي و ما يجري على ارض مصر وليبيا ( متأملين فهما و ادراكا عميقين ) و تونس و غيرها من مناطق اخرى في الشرق الاوسط , فانه لا يسعنا سوى التأمل في النص اعلاه , فهو يلخص النوايا الصهيونية و الاهم من ذلك هو الاستراتيجيات التي قامت اسرائيل بوضهعا في الثمانينات من القرن الماضي لمعالجه مشكلتها المصيريه والوجوديه مع اعدائها " الوطن العربي" .

ان اسرائيل على دراية تامة بانها لا تستطيع ان تقضي على اعدائها بالطرق التقليدية , و ذلك لعدم تكافؤ اعدادها مع نظيرها العربي فهم اكثر بكتير , بالاضافة الى ان مساحة الدول العربية الواسعة تجعل احتلالها و الاستيلاء عليها من المستحيلات على الجيش الاسرائيلي الصغير العدد.وبالتالي فان الطريقه الوحيده للسيادة على " العرب الاعداء" هي العمل على اضعاف ذلك العدو من الداخل و استعمال مصادر قوته ضده. قامت اسرئيل بدراسه دقيقة لما سموه التصدعات والنزعات لكل بلد عربي يشكل تهديد لمطامعها التوسعية والامبريالية. منذ زمن بعيد وضعت اسرئيل الخطط المحكمة لاستخدام هذه التصدعات والنعرات بالاعتماد على الاختلافات الدينية والعرقية واللغوية والثقافية بين الافراد. علينا ان نعي بان الوضع الحالي يشبه الى حد كبير زراعة الشجر و انتظار الوقت الكافي لحصد الثمار.

في العقود الثلاثة القادمة , لدى اسرائيل امرين اساسيين لابد من ان تحققهما :

1. اقامة دولة اسرائيل على ارض اسرائيل , كما هو متعارف عليه لدى اليهود والتي تشمل المنطقة الواقعة بين غرب نهر الاردن والبحر الابيض المتوسط.

2. ان تكون اسرئيل قوة عظمى في المنطقة وذات سيادة مطلقة و تحقيق اهدافها الأمبريالية.

لقد اوضح الصهاينة ذلك عندما كتبوا خطتهم في اواخر السبعينيات من القرن الماضي وسموها "استراتيجية اسرائيل في الثمانينيات"

اقرأوا ما كتبوا في مخططهم: " ان تشتيت الجماهير العربية هو هدف استراتيجي من الدرجة الأولى واهميه تحقيقة تقع في اعلى الدرجات, و الا لن يكون لنا وجود داخل اي حدود. يهودا والسامرة والجليل هي الضمانة الوحيده لوجدنا الوطني , واذا لم نصبح الغالبية في المناطق الجبلية فلن نستطيع حكم الدوله, وسنصبح مثل الصليبيين الذين مروا بهذه الارض و التي لم تكن ارضهم على اية حال لانهم كانوا غرباء عنها .اعادة توازن المنطقة ديمغرافيا و استراتيجيا و اقتصاديا هو الهدف الاسما والاهم في هذه اللحظة. ان السيطرة على المناطق الجبلية من بئر السبع حتى الجليل هو هدف قومي لتوطين اليهود في المناطق الجبلية و التي هي خالية من اليهود اليوم. " Prof. Yuval Neeman, "Samaria--The Basis for Israel's Security," Ma'arakhot 272-273, May/June 1980

في الثمانينيات من القرن الماضي كانت المناطق الجبلية في الضفة الغربية والمشار اليها بيهودا و السامرة , كانت خالية من الوجود اليهودي في ذلك الوقت لذلك فان البدء بتنفيذ هذه الاستراتيجيات كان في نهاية السبعينات من القرن الماضي للمسارعة ببناء مستوطنات بذلك الوقت. واذا نظرنا اليوم اعداد اليهود المستوطنين في تلك المناطق فقد تجاوزت 600الف نسمة والتي كانت اعدادهم لا تزيد عن 1100 نسمة في 1972.

كانت المستوطنات و لازالت هي موضوع المفاوضات بين الفلسطنيين والاسرائليين. ففي خلال فترة ولاية جورج بوش الاب و بالتحديد ما بين 1990-1992 وصلت اجواء التوتر بين الامريكان و الاسرائيليين حدا ادى الى وقف الاتصال المباشر بين رئيس الولايات المتحدة الامريكية و رئيس الوزراء الاسرائيلي آن ذاك حيث قامت حرب كلامية بين الرئيس الامريكي جورج بوش واسحاق شاميير رئيس الوزراء الاسرائيلي حين اعلن الرئيس الامريكي على العالم اجمع ان بناء المستوطنات غير مشروع ووجودها في الضفة الغربية ما هو الا "عائق لعملية السلام ", و هدد الرئيس الامريكي بوقف المساعدات الامريكية لاسرائيل و التي تقدر بحوالي 10.00.00.000 $. وعند سؤال احد المراسلين الصحفين لرئيس الوزراء الاسرايلي اسحاق شاميير حول الموقف الامريكي من المستوطنات وايقاف المساعدات الامريكية لاسرائيل , اجاب شاميير : "سأخذ منه وظيفته" اي ان هذا الموقف سيكلف جورج بوش الرئاسة . في ذلك الوقت كانت هناك منافسة على رئاسة الولايات المتحدة الامريكية بين جورج بوش وبيل كلنتون , وتصريح اسحاق شاميير هذا يشير الى ان السياسة الامريكية مسيرة من قبل اسرائيل , و قد ثبت هذا على ارض الواقع عندما خسر جورج بوش الانتخابات الامريكية امام نظيره كلنتون على الرغم من تحقيق بوش النصر في حربه على العراق و حصوله على 86% من تأييد الشعب الامريكي.

قام شامير بنفسه من تحذير المفاوضيين العرب في مؤتمر مدريد للسلام في عام 1991. بان المحادثات لن تثمر بنجاح اذا تم التركيز على الارض . حضر اسحاق شاميير الى المؤتمر وفي نيته السيطرة التامة على الضفة الغربية و قطاع غزة. واوضح شاميير لمراسل جريدة معارييف الاسرائيلية بانه ينوي مماطلة مدة المفاضات لعشرة سنوات اخرى حتى يتم توطين نصف مليون يهودي الى يهودا و السامرة.

كما نعلم انه في عام 1992 , كان هناك تقرير من صحيفة LA times يوضح بان اعداد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية حوالي 10,000 نسمة. من الجلي بانه بغض النظر عن من يحكم اسرائيل ان كان من اليسار ام اليمين فجميعهم ملتزمون بتحقيق غاية الاستيطان في ما يسمونه يهودا والسامره وما هي الا نابلس والقدس والخليل وطولكرم الى الجليل.

في15 نوفمبر 2010 , قام الرئيس الامريكي باراك اوباما بتقديم عرض مغري جدا لاسرائيل يتضمن تقديم 20 طائرة من طراز اف 35 , و بذلك تستطيع اسرائيل ضرب ما يحلو لها من منشآت اينما كانت لحماية وجودها وامنها وذلك بمقابل تجميد الاستطيان لمدة 90 يوم في الضفة الغربية, و ما كان لاسرائيل الا ان ترفض العرض الامريكي , ويمكن ان نستنتج من هذا بان بناء المستوطنات هو هدف لا يمكن لاسرائيل التنازل عنه واهم من الحصول على تلك الطائرات لتعزيز مقوماتها العسكرية , مع الاخذ بعين الاعتبار ان العرض الامريكي لا يتضمن سوى تجميد الاستيطان لمدة 90 يوما لا بانهائه.

من الواضح بأن اسرائيل لن تسمح بقيام دولة فلسطينية على اي ارض غربي نهرالاردن وبما ان دول العالم التي تعترف بدوله فلسطينيه على حدود 1967 بتزايد مستمر معترف فما كان على اسرئيل الا ان تنفذ خطتها باسرع وقت للحيلوله من قيام الدوله الفلسطينيه, اضف الى ذلك عدم قدرة الولايات المتحدة الضغط على المفاوض الفلسطيني للصالح الاسرائيلي , فان الوقت قد حان لتنفيذ المخططات الصهيونية التي تم وضعها في 1980 على ارض الواقع قبل قيام الفلسطينيين بكسب الراي العام العالمي بالاعتراف بدولتهم على اراضي غرب النهر.

اثار الاستراتيجية الاسرائيليه في 2011: "ان افضل ما يمكن حصوله في العراق لصالح اسرائيل هو سقوط النظام و انقسامه الى 3 دويلات : شيعية و سنية و اخرى كردية." مرة اخرى لابد من ان نتذكر بان هذه الاستراتيجية قد تم نشرها في 1982 في احدى اهم واكبر الصحف الاسرائيلية و التي كانت مجرد مخططات في الثمانينات ضمن منظومة من الاستراتيجيات , واذا نظرنا الى صورة العراق اليوم لوجدنا الحال الذي آل اليه العراق يشبه الى حد كبير ما ورد في تلك المخططات منذ عقود مرت, هل يوجد احد اليوم يشكك في ان هذا هو بالضبط المشهد العراقي؟

و اذا نظرنا الى مصر , وعلى الرغم من التعتيم الاعلامي ( المسيطر عليه من قبل الصهيونية) على الحقائق , لا يمكن انكار دور مصر الذي لعبته كونها الحليف الاقوى للسلطة الفلسطينية والوسيط الاساسي والرئيسي بينها و بين اسرائيل , كانت مصر هي النظام العربي الوحيد الذي يستطيع التفاوض مع اسرائيل ومع حماس بالنيابة عن السلطة الفلسطينية . وفي سياق فرض الضغوط على الركيز الاساسي في المفاوضات وهوالسلطه الفلسطينيه فان ما يجلب السعادة لاسرائيل هو وجود نظام حكم في مصر لا يتفاعل بوديه مع اسرائيل كما كان النظام السابق لمبارك و بالتالي فان هذا كله يضع السلطة الفلسطينية بين فكي كماشة لدفعهم مجددا الى طاولة المفاوضات لعشر سنوات اخرى يتم خلالها توطين مليون يهودي اخرون في " يهودا والسامره" مما يجعل الامور على الارض تستحيل اقامه دوله فلسطينيه غربي النهر مما يستدعي البحث عن حلول اخرى في ذلك الوقت والحل الامثل والممكن تطبيقه هو الحل الذي طرحته غولدا مئير وغيرها من القاده الصهاينه امثال شارون وباراك الا وهو ان هناك دوله فلسطينيه على ارض الوجود الا وهي الاردن لان اغلبيه شعبه من اصل فلسطيني. و بذلك يتم تصفية الضفة الغربية من الوجود الفلسطيني و اقامة دولة بديلية للفلسطينيين على ارض شرق النهر. و بهذا يكون الحل المثالي باقامة دولة فلسطينية بديلة في الاردن.

قد يشك البعض بامكانية تطبيق هذا السيناريو المطروح على ارض الواقع ... فلنلقي الضوء على ما ورد بهذا الشأن في نص الاستراتيجية التي تكلمنا عنها:

" من المستحيل ان يبقى الاردن على تركيبته الحاليه لزمن طويل , ان سياسة اسرائيل في السلم و الحرب يجب ان تتضمن تصفية الاردن بنظامه الحالي و تحويل السلطة بشكل كامل للاغلبية الفلسطينية هناك . ان عملية قلب النظام في شرق النهر يعتبر الحل المثيل لمشكلة الاعداد المتزايدة من العرب في منطقة غرب النهر , سواء في السلم او الحرب , فان الهجرة للعرب والتجميد الديمغرافي و الاقتصادي يضمن لنا التغير القادم الذي نريد على ضفتي النهر و لابد لنا من ان نكون فاعلين للمسارعة بالتنفيذ في اقرب وقت ممكن . فمن المستحيل ضمان العيش والاستقرار في المنطقة دون تفريق الامتين , العرب الى شرق النهر و اليهود الى غرب النهر , فلابد للعرب ان يفهموا انه بدون الحكم اليهودي المسيطر من غرب النهر و حتى البحر فلن يعيشوا بسلام ولن يكون لهم وجود سياسي , فوجودهم على ارض الاردن هو ضمانه لذلك."

باختصار , قامت اسرائيل بالتخطيط لذلك كله في الثمانينات من القرن السابق ولم تتسنى لها الفرصة المواتية للتنفيذ كما هو الان , فالظروف لم تكن مهيئة لتنفيذ الخطة الموضوعة على مرأى العالم . و السؤال الذي يفرض نفسه على الساحة: هل الثورة في مصر و غيرها من دول الشرق الاوسط , تهدف الى المسارعة ام التأخير في تنفيذ تلك المخططات؟؟ ان الاجابة تعتمد اعتماد كلي على نوعية النظام الجديد في مصر و سياستة المتبعة مع السلطة الفلسطينية و حماس.

ان استمرار قناة الجزيرة في صناعه الاحداث و تسجيل نقاط تبدو لصالح الشباب المصري بوجه الخصوص و العربي بالعموم , و استغلال الاحداث لصالح اجندة الطرف الاخر من المعادلة , و زيادة الحنق في الشارع العربي ضد السلطة الفلسطينية , فان تنفيذ استراتيجية اسرائيل في 1980 ستكون اسهل ما يمكن ان يكون.

ان سيناريو التحريض المتبع في الشارع العربي قاد العديد من المفكرين العرب الى اتباع منهجيه هستيرية , فلا يريد احد ان يكون عكس التيار و يتهم بالخيانة و الوقوف في وجه التغيير في المنطقة لذلك اخذوا القرار بان يدفنوا روؤسهم في التراب ويتماشوا مع المد.

تستطيع اسرائيل خلق جو هادئ و سلمي مع مصر و الذي يخدم مصالح كلا الطرفين في عملية التغيير و الذي يضمن لاسرائيل كسب المزيد من الوقت لصالح انشاء المزيد من المستوطنات , فكل الحكومات العربية ستكون مشغولة في شؤنها الداخلية و غير مستعدة للتفاوض مع اسرائيل في هذا الشأن, و تذهب اسرائيل للعالم معلنة عن عدم وجود حليف سلام لها من الجانب العربي في الوقت الراهن. من خلال قراءة الحقائق الموجودة على الارض , فان هذا كله لصالح الجانب الاسرائيلي حتى يحين الوقت لقبول الاستراتيجة الاسرائيلية وخلق شرق اوسط جديد.

هل هذا يعني ان خطة اسرائيل لابد من ان يتم تنفيذها ؟؟ بالطبع لا , و لكن هذا يحتاج الى تخطيط محكم للمواجهه من الجانب العربي و الذي هو للاسف غير متوفر في الوقت الراهن و يتطلب ايضا خطة من الجانب الفلسطيني للاطاحة بالخطة الاسرائيلية. العشر سنوات القادمات سيكونوا سنوات مد وجزر للوطن العربي والدوله الحيده التي ستنعم بالاستقرار هي اسرائيل وما على الفلسطينيين والعرب الا الانصياع الى ما خططه لهم الاستعمار الجديد في الشرق الاوسط الجديد.

الحل الوحيد هو ان يستبق الفلسطينيين الزمن ويخرجوا بالملايين في الشوارع لدحر الاحتلال ووضع العالم امام الامر الواقع. فكيف تتعامل امريكا والدول الغربيه مع الثورات العربيه في تونس ومصر وليبيا واليمن ومناطق اخرى بالمسانده وتترك الفلسطينيين الذين هم باشد الحاجه الى التحرر من الظلم الواقع عليهم.

لابد لنا ان نتعلم درسا مهما من هذا كله , و الذي يقودنا الى تحقيق النصر , لا يمكننا الفوز و تحقيق النصر اذا لعبنا اللعبة بشروطهم و لابد لنا من اختيار قواعدنا الخاصة بنا والتي ستجبرهم على تغيير قواعدهم.

رسائل في وقت حرج !

وكالة سما

تيسير محيسن

إلى الرئيس محمود عباس

المبادرات الجريئة لا تحتاج إلى ترتيبات كبيرة: زيارة غزة مطلب جماهيري واستحقاق وطني ورسالة قوية إلى العالم. زيارة غزة والالتقاء بكل أطياف العمل السياسي والمجتمعي وبممثلين عن الجماعات الشبابية خصوصاً، خطوة لا يقدر عليها إلا الزعماء الملهمين أو القادة الأفذاذ أو الرؤساء الذين يتحلون بالمسؤولية التاريخية، ولا أشك يا سيادة الرئيس أنك واحد من هؤلاء!

إلى الأستاذ إسماعيل هنية

إن كنا قد نختلف معك، غير أن أحداً لم يعد يختلف عليك، بوصفك المسئول الأول، أمام الله والناس، عن كل ما يدور ويجري في قطاعنا الحبيب، إلى أن يجتمع شملنا على كلمة سواء. واستجابتك السريعة لمطالب الشباب تنم عن حرصك الوطني ووعيك السياسي وإحساسك العالي بالمسؤولية. ولا يغربن عن ذهنك أن الرافضين للزيارة والممانعين للمصالحة كثر هنا وهناك، والتعجيل بالترتيبات والإصرار على الموقف وعدم تحميل الزيارة أكثر مما تحتمل، أفضل طريقة للرد على أولئك الراجفين من الحوار والراغبين في بقاء الحال.

إلى حركتي 'فتح' و'حماس'

الشعب يريد إنهاء الانقسام حتى يتفرغ لإنهاء الاحتلال. الاستيطان يتوسع، والحصار يشتد، والثلاثي المجنون الحاكم في إسرائيل يتربص بنا الدوائر. هل من خيار آخر أمامنا لمواجهة هذا الوضع؟. يتفق الجميع أن الوحدة هي ملاذنا وهي منصة إطلاق رصاصاتنا أو حجارتنا في وجه العدو. حسناً، هناك خلافات سياسية كبيرة، وهذا وضع طبيعي، ولكن ألا توجد طريقة نوحد بها جهودنا ونحفظ تعددنا واختلافاتنا في ذات الوقت؟ خرج آلاف الشباب يدعونكم للوحدة وإنهاء الانقسام، فهل جزاؤهم الضرب والقمع والملاحقة! نحن نطالب بالوحدة، ونترك لكم طريقة تحقيقها:

- إما أن تحكم فتح غزة فتوحدنا تحت رايتها

- وإما أن تحكم حماس الضفة فنتوحد خلفها

- وإما أن نذهب إلى انتخابات شاملة ومن يفز يتولى شأننا

إلى رجال الأمن

لستم في حاجة للتذكير بأنكم، طبقاً للقانون والأعراف السارية، في خدمة الشعب، تسهرون على راحته وأمنه، تزودون عن حوضه. أنتم الجهة الوحيدة التي يجوز لها استخدام القوة، نعم ولكن: دون إفراط، وثانياً طبقاً لأحكام القانون، ثالثاً لخدمة هدف وطني ومجتمعي عام، ورابعاً دون تجاوز أعرافنا وتقاليدنا وأخلاقنا وتعاليم ديننا. فهل شتم الفتيات بألفاظ نابية وبذيئة، ناهيك عن ضربهن، يقع ضمن ذلك؟ قد تكون إحدى الفتيات المعنفات، شتماً أو ضرباً، أختاً أو ابنة أخ أو عم أو خال أو جار؟ أولا يكفي أنها فلسطينية؟ أولا يكفي أنها فتاة فلا تضرب ولا تهان؟ أعلم أن معظمكم قد حمل السلاح ضد الاحتلال قبل أن تحملوا العصي والهراوات، وربما ستجدون أنفسكم مرة أخرى في مواجهة الاحتلال، فلا تسقطوا أخلاق المناضلين والمجاهدين وأنتم تسهرون على أمننا الداخلي، فلا شيء بيننا يبرر قسوة بعضنا على بعض، أو يستحق أن ننتهك قيمنا الحميدة التي تربينا عليها، واختلاف الرؤى السياسية يجب ألا يتحول إلى خصام شخصي أو اتهام سلوكي، والحفاظ على الأمن والنظام يقتضي بالضرورة الحفاظ على الضوابط والمحددات، كما لا يجوز الخلط بين وظيفة فرض النظام وفرض الرؤية.

إلى شباب فلسطين

هذه اللحظة هي فرصتكم لصوغ مستقبلنا ومستقبلكم، فلا تتركوها. واعلموا أنه في اليوم التالي لإنهاء الانقسام سيواجهكم السؤال الأهم: كيف تواصلون مسيرة الكفاح الوطني ضد الاحتلال، وفي ذات الوقت كيف ندير شؤوننا الاقتصادية والاجتماعية والأمنية بما يعزز من قدرتنا الكفاحية. قد تواجهون حملة شرسة وقد يتهمكم البعض بالعمل لحساب جهات خارجية، وقد يقلل آخرون من جدوى ما تفعلون، قد وقد،،،، فما هو قراركم؟ هل تواصلون المشوار أم تستسلمون للواقع؟ وفي كل الأحوال حافظوا على وحدة صفكم وبراءة سعيكم وإياكم والعنف والإضرار بالممتلكات أو سير الحياة العادية. إياكم والشعارات الطنانة والخطابات العنجهية والولاءات الفئوية. وشباب فلسطين ليسوا أولئك الذين خرجوا إلى الميادين والشوارع فحسب، بل وأولئك الذين يحملون العصي والهراوات، وأولئك القابعين في بيوتهم ينتظرون، هؤلاء وأولئك هم ثروة فلسطين الحقيقية فلا تضيعوها، يجب ألا ينقسم شباب فلسطين على أنفسهم، يمكن أن يختلفوا في الرؤية، وفي وجهة النظر وفي الانتماء الحزبي، لكنهم موحدون في نظام سياسي متعدد وفي معركة وطنية واحدة ضد الاحتلال. يتوزعون في المواقع والمناصب والمنافع، لكنهم لا ينسون أبداً أن فلسطين ومستقبل قضيتها أمانة في أعناقهم جميعا.

القسام يسقط هنية

شبكة العهد للاعلام

دلال الياسر

لم يتوقع هنية من السيد الرئيس عباس أن يأتي رده مباشرا وواضحا باستعداده للمجيء لغزة لإنهاء ملف الانقسام

هنية دوما كان يثير الإعلام بمبادراته التي يتبعها فورا بتراجع تحت ضغط العقلية الدموية العسكرية التي تحكم من حوله. فهم يفكرون بفكر الديكتاتور القمعي الذي ما يلبث أن ينهار عندما يحاول أن يتقمص دور الدبلوماسي ويلعب دورا سياسيا ناعما.

قبل فترة وجيزة أعلن هنية استعداده عن قبول حدود ال1967 واتفاقية سلام ، ثم ما لبث أن تراجع وعاود يطلب فلسطين من البحر إلي النهر أمام الميكروفونات والكاميرات ، تحت ضغط من لا يفقهون في علم السياسة شيئا.

اليوم يخرجوا ليقولوا بأن زيارة أبو مازن بحاجة إلى حوار يسبقها ، والحوار يسبقه لجان واللجان يسبقها تنسيق ، والتنسيق يسبقه تدقيق ، والتدقيق يلزمه تحقيق ، والتحقيق يلزمه توثيق .... وكأنك تجادل بني إسرائيل ليذبحوا البقرة الشهيرة فيسألوا نبيهم : البقرة شو لونها وشو صفتها وشو عمرها وكم عدد أسنانها وشو لون عيناها ...الخ.

بالأمس كان إطلاق الصواريخ محرم، ومجرم وعميل كل من يطلق صاروخ تجاه المستوطنات من غزة، واليوم القسام يتبنى وبشكل واضح إطلاق هذه الصواريخ.

هذا يعني أن القسام يريد إسقاط هدنة الأمر الواقع ، وسقوط الهدنة يعني سقوط هنية وحكومته والمؤسسات التي تعمل بشكل علني وتتبع له.

يعني أن القسام يريد إسقاط هنية ليقول بأن من يريد حوار فنحن هنا، من يريد مصالحة فنحن لا نريدها، ومن يريد غزة، فغزة لا تحتكم لانتخابات ولا لرأي الشعب ولا لرأي الناس.

من يريد غزة فليأتي ليستلمها جحيما وجمرا ونار حمرا، ونحن ننتظره زنقة زنقة، شارع شارع ، حيط حيط ، ونفق نفق !

اليوم يخرج أئمة الانقسام ليقولا نريد حوارا ، نريد إلغاء التنسيق الأمني، نريد إفراج عن معتقلين ...الخ. وكأنهم يستخدمون البلاهة السياسية وإستغباء الناس واستحمارهم !

الرئيس يقول بشكل واضح وصريح أنه لا يريد ترشيح نفسه ، ولا يريد وزراء من فتح، ويريد حكومة متفق عليها من الجميع، ويريد انتخابات ورأي الشعب بعد ذلك. فهل يختلف على ذلك احد.

الرئيس يقول لهم: تعالوا نحتكم للشعب ليقول كلمته فينا وفيكم، شو العيب في ذلك ؟

بعد الانتخابات ، ولو افترضنا أن الناس انتخبوهم مرة أخرى، فليلغوا ما يريدون من الميثاق ويضيفوا ما يريدون ويفعلوا بأنفسهم وبالشعب الذي ينتخبهم ما يشاءون حتى لو أخذوه معهم للجحيم، لن يمنعهم أحد، هذه هي الديمقراطية التي لا يفهمها السلاح ومن يحملوه.

المهم لماذا يرفضون الانتخابات ويرفضون سماع رأي الناس بتجربة خمس سنوات فاشلة من حكمهم لغزة ؟

إنها عقلية كل الحكام العسكر ، الديكتاتوريون ، الذين يركبون أعناق الناس بقوة السلاح ، ويرفضون الرحيل بغير الطريقة التي أتوا بها. فحتى يومنا هذا لم يأتي حاكم بقوة السلاح ورحل عن أعناق الناس بطريقة ديمقراطية.

وهذا هو السر بين هنية والقسام، هنية ركب أعناق الناس بشعارات لم يستطع تحقيق شيء منها ويريد خروج مشرف لنفسه بالطريقة التي أتى بها، ولكن القسام حكم غزة بقوة السلاح ويرفض أن يذهب منه الحكم بغير الطريقة التي أخذه بها.

إذن نحن في انتظار مخاض حماس من خلافاتها الداخلية ، وهل سيستمر ذبح هنية على مسلخ القسام؟ سنرى ذلك في قادم الأيام.

وحتى تظهر نتائج هذا المخاض، سنظل نحنى رؤوسنا بكل فخر لشجاعة الرئيس عباس ، الذي لا يتوانى في أن يذهب لكل العالم ويطوف الدنيا ويحاور العدو والصديق ويدخل بشجاعة لأوكار الدببة والثعالب وهو مافعا بكل ثقة وشجاعة عن قضية وطنه الذي يؤمن بها ويخلص لها، فأهلا وسهلا بك قائدا شجاعا وصادقا ومحبوبا.

إنذارات غربية بالجملة...يرجى الانتباه؟

امد للاعلام

زياد ابوشاويش

لا يمكن تصديق الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين حين يزعمون حرصهم على حياة الشعب العربي الليبي وحريته ذلك أنهم لم يثبتوا على مدار الصراع العربي الصهيوني احترامهم لحقوق الإنسان أو تطبيق قرارات الشرعية الدولية، بل استخدمت أمريكا بدعم من حلفائها هؤلاء حق النقض (الفيتو) عشرات المرات لمنع أي قرار يستهدف تطبيق الشرعية الدولية وما تتضمنه القوانين وشرعة حقوق الإنسان بشأن الشعب الفلسطيني والأرض العربية تحت الاحتلال، فما الذي يدفع رؤساء هذه الدول من أوباما الأمريكي لساركوزي الفرنسي مرورا بكاميرون الإنجليزي للتسابق في إظهار الحرص على حياة الشعب الليبي والتهديد بالعدوان على ليبيا وجيشها تحت هذه الذريعة المفضوحة؟ الإجابة واضحة ولا تحتاج للتفكير والاستقصاء، ويكفي التذكير بوقائع الغزو الهمجي للعراق والذرائع التي سيقت لتبريره لمعرفة أسباب هذه الإنذارات وأهدافها.

العقيد القذافي لم يعد قادراً على الاستمرار في حكم ليبيا والكل يعلم أن الرجل سيرحل في وقت قريب بهذه الطريقة أو تلك، كما أن أركان سلطته أعلنوا موافقتهم على قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار والحفاظ على حياة الناس والمقيمين وتأمين إمدادات العيش لليبيين في كافة أماكن تواجدهم، كما تعهد بوقف الزحف على بنغازي معقل المعارضة، ووقفت الكتائب التابعة للنظام على بعد 50 كيلو متراً منها فما هو المطلوب من القذافي بالمعنى القانوني ربطاً بقرار مجلس الأمن الدولي؟

الولايات المتحدة تريد إظهار قدرتها على نصرة الثورات العربية رغم معرفتها أن نجاح هذه الثورات لن يكون في مصلحتها بمنطقتنا العربية على وجه التحديد، كما أن أنظمة عربية حليفة لها تقوم على أسس ظالمة ولا علاقة لها بالحضارة وليس فقط بالديمقراطية وشرعة حقوق الإنسان، ومع ذلك ينخفض صوتها كثيراً في التعليق على ممارساتها القمعية، وحين تصبح الانتفاضة قاب وقوسين من الانتصار تعلن أمريكا تأييدها لها والحرص على حرية التظاهر والتعبير، إلى آخر المعزوفة الشهيرة المستخدمة في كل عرس.

إن صوت الأوروبيين كان مرتفعاً في الأيام الأخيرة من أحداث ليبيا وهكذا فعلت أمريكا، ولولا تدخل الخليجيين في موضوع الحظر الجوي وطلبهم التدخل العسكري من منطلق الخوف على دولهم وأنظمتهم المحنطة ولتطويق الثورة المصرية لما تمكنت الجامعة العربية أو مجلس الأمن من اتخاذ قرار على هذه الدرجة من الفجاجة والعدوانية.

إن مقارنة بسيطة بين ردات فعل الأمريكيين على أحداث وقعت في بعض الدول العربية تظهر إلى أي مدى من الخداع تمارسه هذه الدولة الاستعمارية على العرب، ففي تعليقاتهم على ما يجري في اليمن رغم المجازر الحقيقية التي ترتكب يومياً وكذلك البحرين التي تنتهك فيها حقوق المواطنين وتمنع مظاهراتهم السلمية ويقتلون في الميادين العامة لا تسمع إلا كلمات ومناشدات لا تقدم ولا تؤخر، بل إن جيشاً دخل لمواجهة المحتجين في البحرين لم يجد من كل هؤلاء المتشدقين بحقوق الإنسان سوى كلمات أقرب للعتاب.

بينما في التعليق على مظاهرات قليلة العدد ومحدودة التأثير في سورية تخرج الولايات المتحدة للشجب والاستنكار وإطلاق الاتهامات الجزافية وتقوم وسائل الإعلام التابعة لها أو لحلفائها بتضخيم الوقائع والتحريض على الفوضى.

إن دولاً عربية بعينها تعتقد أن إرباك الوضع في أقطار عربية معينة واستدعاء الحليف الغربي قد يحميها من العدوى التي تنتشر سريعاً في المنطقة.

إن كل ما نسمعه من تهديدات غربية حول ليبيا يستهدف التمهيد لاحتلال منابع النفط فيها وليس تطبيق قرار مجلس الأمن الذي قصد منه وقف القتل والمعارك هناك والحفاظ على أرواح المدنيين العزل. والمؤكد أن عدواناً ثلاثياً جديداً سيقع قريباً على الجماهيرية تحت دعوى خرق القذافي للقرارات الدولية حتى لو لم يفعل الرجل ذلك.

إن وقف التهديدات الأمريكية ولجم القنوات الفضائية عن التحريض وإشاعة الفوضى وخاصة في سورية العربية يتطلب الإسراع في تطبيق الإصلاحات التي أعلن عنها السيد الرئيس بشار الأسد، والإفراج عن المعتقلين السياسيين بعفو رئاسي سيكون أفضل رد على كافة الأصوات الناعقة ضد البلد وقيادته.

إن تماسك الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية في أي قطر عربي هي السلاح الأمضى في مقاومة العدو الصهيوني وتحرير الأرض العربية المحتلة، وهذه لا تترسخ إلا بتحقيق مطالب الجماهير في الحرية والإصلاح على كافة الأصعدة.

نتطلع للمستقبل بثقة وأمل رغم كافة الظروف التي تمر بها الأمة العربية وعلى الخصوص تداعيات الحدث الليبي الدامي والمؤلم.

يجب أن نوقف الغزو الأمريكي الجديد لأرضنا وسمائنا، وواجبنا أن لا نقدم أي فرصة للدول الاستعمارية صاحبة التاريخ الأسود مع شعبنا العربي عموماً والفلسطيني خصوصاً للتدخل في شؤوننا الداخلية، وكل شأن عربي يجب معالجته في الإطار العربي.