تقدير / تنظيم القاعدة في ليبيا

يعتقد بعض الخبراء في الشأن الليبي أن العقيد القذافي يستخدم خطر استيلاء الإسلاميين على السلطة كفزاعة ويبالغ في الخطر بغرض كسب تعاطف الولايات المتحدة ، وواقع الامر فإن القذافي ينظر إلى تنظيم القاعدة منذ فترة طويلة باعتباره تهديداً خطيراً لحكمه، وكان هو أول من طلب إصدار أمر بالقبض على أسامة بن لادن من خلال الانتربول، الا ان بعض مما قاله القذافي (برأي محللين) حول خطر القاعدة صحيح، فالقاعدة تجد في الفوضى مكانا خصبا للتغلغل وتشكيل خلايا نشطة، وتفكك الجيش والقوات الأمنية الليبية توفر فرصة ذهبية لها، وقد يتكرر سيناريو ما حدث في العراق لا سيما وأن التيار الإسلامي في ليبيا هو تيار متطرف متأثر بفكر القاعدة خلافا لحركة الإخوان المسلمين في ليبيا وحركة النهضة في تونس اللتان تتميزان بالمرونة نسبيا.

وفي حالة تغلغل القاعدة في ليبيا (بحسب محللين) فإن سيناريو إحتلال أمريكي لليبيا وارد جدا، لأن القوى الغربية مهتمه جدا باستمرار تدفق النفط الليبي، وإن صبر هذا القوى سينفذ عاجلا فيما لو توقف تدفقه او تعرض لخطر سيطرة قوى معادية للغرب على الرغم من تكفل السعودية بتغطية العجز في الامدادات النفطية

ومن الجماعات المرتبطة با لقاعدة في ليبيا "الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة" التي شكلها قدامى المحاربين ضد السوفييت في أفغانستان، وهذه الجماعه هي امتداد لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التابعة للشبكة في شمال إفريقيا والتي سارعت إلى تأييد الانتفاضة الليبية.

ولكن السؤال: هل استفادت القاعدة التي تمتلك أفضل المهارات التنظيمية فعلا من حالة الفوضى التي تشهدها ليبيا وتمكنت من التسلل الى البلاد؟؟

يقول مالينوفسكي مدير هيومن رايتس ووتش في واشنطن، والذي شارك في العديد من الاجتماعات في البيت الأبيض حول الأزمة الليبية ، "إن طبيعة المجتمع الليبي القبلي وغياب مؤسسات المجتمع المدني تدعو للقلق من تغلغل القاعدة في مناطق عدة في ليبيا "

و قالت ليزا اندرسون، رئيسة الجامعة الأميركية في القاهرة والخبيرة في شؤون ليبيا " إنه سيكون هناك لا محالة فراغ سياسي ، مما يوحي بأن هناك احتمالات كبيرة لحدوث فترة عنيفة من تصفية الحسابات وانتشار منظم للقاعدة في المناطق التي فقد القذافي السيطة عليها".

وبرى فريدريك ويهري المحلل السياسي البارز في مؤسسة راند الامريكية أن تنظيم القاعدة قد يحاول استغلال الاضطرابات القبلية بايجاد موطئ قدم في مساحات واسعة من ليبيا لا تسيطر عليها الحكومة في الجنوب الغربي من البلاد بالقرب من الحدود الجزائرية ، ولفت ويهري الى ان الإسلام الصوفي ، وهو شكل باطني للدين يحظى بشعبية كبيرة بين الليبيين، كما اعرب عن اعتقاده أن القاعدة ماهرة جداً في استغلال المظالم القبلية لا سيما في الجنوب "

و نفى مصطفى محمد عبد الجليل وزير العدل السابق الذي شكل تجمعا معارضا للنظام في بنغازي وجود خلايا للقاعدة في ليبيا وقال في تصريح للجزيرة " ليس هناك إمارة إسلامية أو تنظيم القاعدة في أي مكان . هدفنا الوحيد هو تحرير ليبيا من هذا النظام والسماح للشعب لاختيار الحكومة التي يريدها " .