الموضوع: محمد دحلان في إتصال هاتفي مع قناة "أون تي في" حول قضية اتهامه باغتيال الرئيس ياسر عرفات

سؤال: تعليقك على الوثيقة التي كشف عنها فاروق القدومي والتي ورد فيها تورط دحلان مع أبو مازن بالتخطيط لقتل ياسر عرفات؟

جواب: أولاً: معروفة طبيعة العلاقات في نظام القيادة الفلسطينية والسيد فاروق القدومي ليس مرجعاً لهذه العلاقة لأنه أول من اختلف مع الرئيس ياسر عرفات هو فاروق القدومي، حيث اختلفا على خلفية صلاحيات شكلية وليست جوهرية لم يختلفا على القضية الفلسطينية، وانما كان الخلاف على اساس صلاحيات ومسؤوليات.

ثانياً: السيد فاروق القدومي نفسه هو الذي قال هذا الكلام من وحي أفكاره عن أبو مازن ثم بعد ذلك تلاه عني ثم سحب هذا الكلام حين تصالح مع أبو مازن، لذلك لا يعتد بهذا الكلام الذي يعتبر بالاساس مماحكات سياسية الهدف منها كسب شرعية شعبية على حساب جثة ياسر عرفات.

سؤال: لماذا يعاد تقديم هذه الوثيقة الآن، هل هناك نوع من الخلافات السياسية؟؟

جواب: هذا هو الأهم، الأساس من الذي وضع هذه الوثائق، ومن الذي وضع هذا التشويه، بالأساس هي كانت في إطار الصراع على السلطة بين حماس وفتح، وألفو وشككوا فيمن شككوا، الأساس أن برنامج حماس منذ البداية ويساعدها في ذلك قناة الجزيرة، على الرغم من احترامي للجهد الذي بذل في التقرير وأنا لا أناقش نوايا في المرحلة، لكن الهدف هو تدمير السمعة الوطنية لكل النظام السياسي الفلسطيني حتى يرث الاخوان المسلمين وحركة حماس التركة الفلسطينية بكاملها.

إذا كان الهدف هو البحث عن الحقيقة، فالحقيقة لا يتم البحث عنها بهذه الطريقة، نعم البحث عن حقيقة مقتل ياسر عرفات لا يحتاج الأمر الى عبقرية، نحن لدينا قناعات مطلقة أن إسرائيل أقدمت على حصاره وقتله إما بالسم أو الحصار، أما التمسح بجثة ياسر عرفات من الذين قاتوله في حياته إعلامياً وقتلوا سمعته الوطنية فهذا غير مقبول، لكن مطلوب من القيادة الفلسطينية أن تبحث عن القاتل الفعلي حتى تطمن الشعب الفلسطيني.

سؤال: يعني لا تستبعد حضرتك أن ياسر عرفات قتل مسموماً؟

جواب: لا يحتاج الأمر إلى عبقرية مهنية وفنية وسياسية، كل من تابع الوضع السياسي في تلك المرحلة كان يدرك أن شارون يريد إزاحة ياسر عرفات، صحيح أننا لم نتمكن نحن الفلسطينيين بقدراتنا المتواضعة للوصول الى الأدلة الدامغة حول تورط إسرائيل، لكن كان بامكان السلطة أن تقوم بأكثر مما قامت.

أما الذين يتباكوا على ياسر عرفات، زعيم الشعب الفلسطيني وزعيم الأمة الذي كان بطلاً في حياته وبطلاً في مماته، والذي أشغل الدنيا وملأ كل الفراغات في حياته ويملأها الآن في غيابه، أولئك هم الذين لوثوا سمعته وداسوا على صورته حين اقتحموا مكتبه.

سؤال: السيد ياسر عرفات أبو عمار كان ما زال تحت الحصار، خرج من حصاره وتوجه إلى فرنسا، وقبلها خضع الى بعض الفحوصات في الأردن، لكن خرج من رام الله وذهب ليموت في رام الله، من يمكن أن يضع السم لياسر عرفات وهو من المفترض أنه بين أيدي أمينة، كان معكم في رام الله، وأنتم مقربون له وكنتم من تقومون بحمايته في ذلك الوقت، من من دائرة عرفات الضيقة يمكن أن يكون قد تورط في هذه الورطة وقتل ياسر عرفات؟

جواب: أولاً: هذه مسؤولية جماعية، ثانياً هذه المسألة كانت تحتاج إلى تحقيق تفصيلي ومهني، وليست مساراً لإثارة تهم وتصفية حسابات، ثالثاً والأهم أن السيد ياسر عرفات قبل أن يذهب إلى باريس، كان الأطباء لديهم تقديرات أنه في وضع صحي صعب، وكان يرفض ياسر عرفات أن يذهب إلى العلاج لولاً أننا أقنعناه، الأهم من هذا وذاك، لا يوجد شك في أن إسرائيل هي التي قتلت ياسر عرفات، وأسوق التقديرات والتحليلات التالية...

1. ياسر عرفات حوصر من قبل الإسرائيلين في المقاطعة لمدة سنتين.

2. ياسر عرفات حوصر حين بدأت المفاوضات أنا شخصياً مع الجانب الاسرائيلي لفك الحصار عنه في مدة 33 يوم، وهو الحصار الأصعب، وكانت إسرائيل هي التي تدخل وتخرج وتحاصر، وتقتل وتفتك، وتدخل له الطعام والشراب، إذا كان الهدف البحث عن الحقيقة فليس بهذه الطريقة، أما إذا كان الهدف هو تلطيخ سمعة الفلسطينيين هذا موضوع آخر، وأنا أميل إلى أن ما يجري الآن هو تلطيخ سمعة الجميع.

لماذا لمت يتم التعامل بجدية أكبر وباهتمام أكثر مع التقارير الأولية التي وضعت احتمالية تسمم ياسر عرفات، لماذا لم تطلبوا منذ 8 سنوات حتى الآن بالتحاليل اللازمة لكشف ملابسات هذه القضية؟

هذا صحيح، يجب أن نعترف أن هذا تقصير من السلطة الفلسطينية، وتقصير من القيادة الفلسطينية وليس السلطة الفلسطينية، كان يفترض منذ اليوم الأول حصر كل ممتلكات ياسر عرفات وكل المقربين منه قبل وأثناء وبعد الحصار والتدقيق والتحقيق معهم.

أنت تضع هذا الخطأ وكأنه في سياق حسن النية، وكانها ورقة نسيت في الدرج، المسؤولية ليست معنوية، لصالح من هذا الخطأ؟

هذا خطأ جسيم وكبير، كان البعض يعتقد أن هذه القضية تفصيلية، لكنها من البداية كانت قضية جوهرية، أنا من الذين عملوا مع ياسر عرفات عن قرب آخر عشرين سنة على الأقل، كان مقتل يستحق ياسر عرفات رحمه الله بحث دؤوب لا أن ننتظر حتى أن تأتي الجزيرة وتأتي بتقريرها الذي اقدره، على الأقل إجتهد وبحث عن الحقيقة، كان واجب القيادة الفلسطينية أن تسير في هذا المسلك منذ البداية لا أن تنتظر، وأنا أستغرب حين يأتي شخص من القيادة الفلسطينية ويقول أن القيادة ستتعاون مع أي جهة، هذا كلام ليس له قيمة، "كلام معترض من المذيعة – أنت القيادة أستاذ محمد أي قيادة" ماذا تتحدثين أنت لا تتابعي، أنا تركت العمل الفلسطيني، منذ أن جاء أبو مازن إلى السلطة، وبعد ذلك فصلني من السلطة، وفصل كل المقربين من ياسر عرفات من السلطة، أنت تتصرفي معي على أنني جزء من هذه السلطة، أنا طردني أبو مازن باطلاً وبلطجة وعنوة وخاوة من السلطة منذ أن جاء رئيساً، أو منذ أن جئنا به رئيساً، هذا لا يعني بالمطلق أنني أتهمه بدم ياسر عرفات، بالعكس، نحن لا نثير التهم جزافاً، لكن ياسر عرفات يستحق منا والشعب الفلسطيني يستحق من القيادة أن تقول حدث ما حدث هذا هو ما جرى هذا هو التحقيق وهذه هي نتائج التحقيق، وتعلنا للشعب الفلسطيني، هذا هو واجب الأخ أبو مازن الآن وليس غداً.


إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً