مؤتمر صحفي مشترك بين فخامة الرئيس محمود عباس ونظيره الروسي فلاديمير بوتين
تلفزيون فلسطين:
عُقد اليوم الثلاثاء الموافق 26.06.2012 مؤتمر صحفي مشترك بين فخامة الرئيس محمود عباس ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في قصر الرئاسة بمدينة بيت لحم.
قال فخامة الرئيس محمود عباس خلال المؤتمر الصحفي:
يسعدني ان ارحب بكم يا سيادة الرئيس وانتم تحلون ضيفا كبيرا وصديقا عزيزا على فلسطين.
نعرب لفخامتكم عن جزيل شكرنا وعميق تقديرنا على دعم ومساندة جمهورية روسيا الاتحادية للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، لقد دأبت روسيا على الوقوف إلى جانب شعبنا الفلسطيني في جميع محطات نضاله من اجل تطلعاته الوطنية وقيام دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
أكثر ما يعتز به شعبنا متانة الروابط الاجتماعية والثقافية والدينية مع الشعب الروسي الشقيق،ويشهد على ذلك إحياؤنا خلال هذا الشهر الذكرى السنوية الـ(130) عاما على تأسيس الجمعية الإمبراطورية الارثذوكسية الفلسطينية، كما وإفتتحنا في العام الماضي مبنى المتحف الروسي في مدينة اريحا أقدم المدن، وسنقوم هذا اليوم بمرافقة فخامتكم لافتتاح المركز الثقافي العلمي في مدينة بيت لحم.
تناولنا اليوم مع فخامة الرئيس جملة من القضايا التي تهم البلدين وعلى رأسها سبل تطوير العلاقات الثنائية وما آلت إليه العملية السلمية والنشاطات الاستيطانية التي تعتبر عقبة اساسية في طريق هذه العملية.
طالبنا من فخامة الرئيس مساعدتنا على إطلاق سراح الأسرى وخاصة اولائك الذين اعتقلوا قبل عام (1994)، وتم الاتفاق بيننا وبين الإسرائيليين منذ زمن عليهم ولم يتم الإفراج عنهم بعد.
أكدنا لفخامة الرئيس أن الطريق الوحيد للسلام هو المفاوضات بيننا وبين الإسرائيليين، ولازلنا نقول ونؤكد بأنه من الضروري عقد مؤتمر سلام في موسكو كما تم الاتفاق على ذلك منذ سنوات.
بالتأكيد نحن نعرف اهتمام الأصدقاء في روسيا بالوضع الداخلي الفلسطيني والمصالحة الفلسطينية، وقد أكدت لفخامة الرئيس بأننا ماضون في هذه المصالحة، ونؤكد ان تحديد موعد للانتخابات التشريعية والرئاسية هو بوابة المصالحة.
تناولنا بحث الأوضاع العربية في كثير من الدول العربية التي تواجه ما يسمى بالربيع العربي، وناقشنا تفاصيل هذه الاوضاع لأننا نعرف تماما أن مثل هذا الوضع يهم روسيا وأيضا يهمنا كذلك.
مرة أخرى أرحب بفخامة الرئيس الصديق العزيز على قلوبنا والوفد المرافق له، معربين عن عميق الاحترام والتقدير لكم ومن خلالكم لشعبكم صديقنا ولحكومتكم الموقرة، وأهلا وسهلا بكم في ربوع فلسطين، ونأمل أن تكون الزيارة التالية قريبا لدولة فلسطين المستقلة.
قال فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال المؤتمر الصحفي:
اود ان أشكر صديقي الرئيس محمود عباس على دعوتي لزيارة فلسطين.
لقد انتهت الآن المفاوضات مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، التي أشير إلى طابعها البناء ذي مضمون غني.
ناقشنا الوضع في الحوار الفلسطيني _الإسرائيلي وفي قضايا الشرق الأوسط بشكل عام، وتحدثنا عن آفاق مواصلة التعاون في مختلف الميادين، وتحدثنا كذلك عن مشاريع للدعم والتعاون في مختلف الميادين.
بالنسبة لروسيا فلا توجد هنالك أي مشكلة للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، لقد قمنا بذلك قبل (25) سنة، وأنتم تعرفون أن روسيا هي وارثة قانونية للإتحاد السوفييتي ولم نغير موقفنا منذ ذلك، وفي هذا الصدد أود أن أشير إلى جو بناء جدا أثناء المناقشة لكافة المسائل المطروحة.
هناك تطور لاتصالاتنا الإنسانية كما قيل، فنفتتح اليوم المركز الروسي العلمي الثقافي، وأود أن أشكر صديقي العزيز السيد عباس على دعمه المستمر للتواجد الروسي في الأرض المقدسة وعلى دعمه الفعال في تطبيع المشاريع في هذا الصدد، وأنا على يقين أن عمل هذا المركز سوف يوسع التعاون في شتى المجالات بما فيها المجال الإنساني والثقافي والعلمي والتعليمي والإعدادي والعديد من المجالات، وأود أن أشير في هذا الصدد انه بين التقاليد الطيبة للتعامل الثنائي الروسي الفلسطيني هو إعداد الكوادر الفلسطينيين والطلبة الفلسطينيين حسب الحصة الخاصة في الميزانية الفدرالية.
لا بد أن نعطي ديناميكية إضافية للعلاقات التجارية والإقتصادية كذلك، وآمل أن مجلس الأعمال للتعاون مع فلسطين والمجلس الروسي الفلسطيني الأعمالي، سوف يلعب دور مهم جدا في هذا المجال.
دون شك سوف يواصل الحوار الفلسطيني _الروسي السياسي، وإن مواقفنا من أهم القضايا الإقليمية والدولية قريبة او متفقة.
نحن فعلا تحدثنا اليوم بصورة مفصلة حول السبل للتغلب على المأزق في العملية التفاوضية الفلسطينية_ الإسرائيلية، وأشير هنا إلى المواقف المسؤولة التي تتخذها قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية والسيد الرئيس شخصيا، ساعيا إلى التوصل إلى حل سلمي لعملية السلام بناء على مبدأ الدولتين، وانا على يقين أن كل الأعمال أحادية الجانب قابلة لحل غير بناء.
لا بد من إبداء ضبط النفس بأكبر قدر ممكن والتمسك بالإلتزامات المأخوذة، وبطبيعة الحال ما سوف يساعد على الإنفراج والتسوية هو الإسراع بالوصول إلى الوحدة السياسية في فلسطين على أساس قاعدة منظمة التحرير الفلسطينية، ونعتقد أن العمل في كل هذه الإتجاهات والميادين سوف يعود بالنتائج الإيجابية، وسوف تساعد بدون شك على إستقرار الاوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
وختاما أشدد على أننا نقدر تقديرا عاليا إستعداد فلسطين وشعب فلسطين والرئيس محمود عباس شخصيا لتطوير العلاقات الوثيقة الأخوية والصديقة وعلاقات الشراكة مع روسيا الإتحادية، وسنبذل قصارى الجهود من جانبنا بغية زيادة التعامل البناء بيننا.
أود أن أشكر قيادة فلسطين والرئيس عباس على لقائنا اليوم.
إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً


رد مع اقتباس