{خلوة الرابية؛ هل حان وقت الانتخاب؟}
العناويــــن:
§ فرنجية زار عون... وغادر صامتاً
§ عون يضع شروطاً على فرنجية مقابل السير في التسوية
§ الحريري يرشّح فرنجيّة بعد أيّام من بيروت!
§ الخازن: لقاء عون وفرنجية ايجابي ومخطىء من يراهن على الخلاف بينهما
§ سليمان: الرئيس القوي هو العابر للاصطفافات... وابو فاعور: الفراغ طويل اذا اخفقت التسوية
§ بري: أفضل «سيناريو» تفاهم عون وفرنجية
§ ديبلوماسيون يستعجلون رئيسا من غير الأقطاب اذا سقطت المبادرة أوساط عون تنقل عن فرنجية استمرار دعمه الجنرال
§ تفاصيل لقاء الرابية... فرنجية لعون: ماذا نفعل إذا استمرت هذه الحال؟
§ «التيار الحر» يتمسك بمعادلة «عون أولاً.. فرنجية ثانياً»
§ لبنان: دعم أميركي لانتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية
§ التسوية دخلت مرحلة الموت السريري... والأنظار ستتركّز على الحريري
§ هل جمدت المبادرة... وهل تتبنى القيادات المسيحية مرشحاً آخراً؟
§ اللقاء الأخير: عون لا يدعم فرنجية رسالة أميركية للراعي: لإنهاء الشغور الرئاسي الآن
فرنجية زار عون... وغادر صامتاً
المصدر: ج. النهار
نشر: الأربعاء 9-12-2015
التقى رئيس تكتل "الاصلاح والتغيير" النائب العماد ميشال عون، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل رئيس تيار "المرده" النائب سليمان فرنجية الى الرابية.
واستمر اللقاء اقل من ساعة من الوقت غادر بعدها غادر فرنجية من دون الادلاء بتصريح.
وبحسب قناة الأو تي في: "كان الحوار أقرب إلى تفكير ثلاثي ذاتي، لكن بصوت عال، تناول الرئاسة والبلد والمسيحيون والمنطقة والتشويش على الفريق الواحد . واستعادة لكل المحطات السابقة، واستشراف لكل ما قد يأتي، واستخلاص لهذه النتائج الثوابت: أولاً، أن اللقاء كان جيداً جداً، بحيث طغت عليه الأجواء الإيجابية في كل دقيقة منه. ثانياً، التأكيد على صلابة الحلف بين أطراف اللقاء، وعلى بقاء كل منهم إلى جانب الآخر في كل المراحل. ثالثاً، تأكيد فرنجيه مجدداً، أنه باق على مواقفه السابقة والمعروفة، لجهة دعمه المعلن للعماد عون.
وفي المقابل تأكيد عون حرصه الكامل على موقع فرنجيه والعلاقة التحالفية معه. رابعاً، التوافق الكامل على متابعة مجريات الاستحقاق الرئاسي وتطوراته، بالتنسيق الكامل والدقيق من قبل جميع أركان تكتل التغيير والإصلاح".
عون يضع شروطاً على فرنجية مقابل السير في التسوية
المصدر: العربية نت
نشر: الأربعاء 9-12-2015
أحيط اللقاء بين زعيم تيار الوطني الحر العماد ميشال عون ومرشح التسوية لرئاسة الجمهورية النائب سليمان فرنجية، الذي استمر نحو ساعة من الزمن، بالكثير من السرية، ولم ترشح عنه أية معلومات حول المواضيع التي تم البحث فيها بين القطبين، حتى بين أوساط مقربة من الرابية، مقر العماد عون ومكان الاجتماع الثنائي الذي عقد بمشاركة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل.
اللقاء الذي كان مقرراً أن يعقد بين الرجلين الثلاثاء، تم تأجيله إلى الأربعاء بعد أن خضع للدراسة والنقاش داخل تكتل الإصلاح والتغيير في اجتماعه الأسبوعي وخلص حسب مقربين من التكتل وعون إلى تليين موقف "الجنرال" الذي كان رافضاً للاجتماع مع فرنجية، وبالتالي الاتفاق على عقد اللقاء لمعرفة مسوغات فرنجية التي دفعته للسير في التسوية التي طرحها زعيم تيار المستقبل سعد الحريري.
وكان اللقاء الذي حصل بين القطبين المحسوبين على قوى الثامن من آذار ومرشحين أساسيين لمنصب رئيس الجمهورية - وعلى الرغم من الأجواء السلبية الأولى التي أشيعت عن اللقاء - إيجابياً وواعداً، حسب مصادر قيادية في التيار الوطني الحر.
أجواء إيجابية
وأكدت مصادر التيار في حديث مع "العربية.نت" أن أجواء اللقاء كانت أيجابية بين الرجلين، والنقاش كان جدياً، ووضع أسساً جدية وعميقة للتنسيق في المرحلة المقبلة.
وقالت هذه المصادر إن "الجنرال" متمسك بالثوابت والمطالب التي أعلنها ويطالب بها، خاصة فيما يتعلق بالشروط التي سبق لـ"العربية.نت" أن أشارت إليها قبل أيام حول "سلة" المطالب العونية كمقدمة للموافقة على ترشيح فرنجية والسير بالتسوية.
وأعادت هذه المصادر التأكيد على أن "الجنرال" كرر موقفه المطالب بتحقيق شروطه للسير بالتسوية أمام ضيفه فرنجية، وهي تتخلص بالتالي:
- قانون انتخابي جديد يقوم على مبدأ النسبية.
- التعيينات الأمنية بالدرجة الأولى، وقد تشمل استدعاء الجنرال شامل روكز من التقاعد وتعيينه قائداً للجيش.
- التعيينات الإدارية في مؤسسات الدولية، خاصة في موظفي الدرجة الأولى، في ظل وجود أكثر من 80 موقعاً شاغراً يتم بالتعامل معها بالتمديد.
- حصول التيار على تعهد بتولي وزارة الطاقة والنفط خصوصاً، إضافة إلى وزارات أخرى قد تكون الداخلية والاتصالات من بينها.
ورأت هذه الأوساط أن "الجنرال" عون أبدى استعداده لتأييد فرنجية في السباق الرئاسي مقابل الحصول على هذه الشروط، التي وصفتها هذه الأوساط بأنها "تعادل رئاسة الجمهورية ولا تساوي الملبغ المالي الكبير الذي عرضه أحد رجال الأعمال على عون مقابل تأييد فرنجية في الرئاسة".
وأضافت هذه الأوساط أن الأجواء التي "حكمت" اللقاء بين الرجلين، أي سليمان وعون، تم الاتفاق فيها على تعزيز التعاون لتحقيق الأهداف المشتركة التي جمعت بين قوى فريق الثامن من آذار، وتحديداً بين الأقطاب المسيحيين في هذا الفريق، وبالتالي فإن الاتفاق بين الرجلين يساهم في تعزيز صفوف القوى المسيحية ويقطع الطريق على مصادرة قرارها.
مرحلة "تجميد"
وتعتقد هذه الأوساط أن امتناع الفريقين عن "التصريح" بعد اللقاء يدفع إلى الميل إلى أن الإيجابية التي سيطرت على اللقاء دفعت الطرفين لعدم تعكير الأجواء من أجل استكمال العمل على تقريب وجهات النظر والتوصل إلى أكبر مساحة من الاتفاق على النقاط الخلافية وتعزيز النقاط المشتركة.
وبحسب الأوساط، فإن "تضييق مساحة الاختلاف بين عون وفرنجية"، وتأمين الشروط التي يطالب بها عون مقابل السير بالتسوية، ستساعد في "تسهيل" عملية الاتفاق مع حزب الله حليف لعون وفرنجية ويخفف من حدة مخاوفه من التسوية التي تعامل معها الحزب بكثير من الصمت والتكتم وعدم التعليق عليها سلباً أو إيجاباً، واضعاً موافقة عون عليها شرطاً للخوض في النقاش حولها.
من ناحية أخرى، وعلى الرغم من لقاء عون – فرنجية، إلا أن الأجواء السياسية في لبنان تكشف عن دخول التسوية في حالة من "التجميد" وهو ما يتفق عليه جميع الأطراف المعنيين بها أو العاملين على إنجازها.
وتؤكد قوى مواكبة للتسوية من داخل تيار المستقبل أن "التجميد" لا يعني "موت" المبادرة، بل إنها بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود لاستكمال إنضاجها وتذليل العقبات الداخلية بين أقطاب كل فريق على حدة، إضافة إلى ضمانات تطالب بها قوى سياسية مقابل الموافقة على التسوية. خاصة داخل الفريق المسيحي، وتحديداً حزب القوات اللبنانية الذي يرفض رئيسه سمير جعجع حتى الآن التعليق على التسوية ونتائجها، ويعكف على دراسة أبعادها وتداعياتها على المعادلات السياسية على المستويين المسيحي واللبناني.
الحريري يرشّح فرنجيّة بعد أيّام من بيروت!
المصدر: MTV
نشر: الخميس 10-12-2015
بدو الرئيس سعد الحريري مصراً على إعادة طرح التسوية مجدَّداً بعد تجاوز المرحلة الحالية والمخصّصة لامتصاص ردود الفعل السلبيّة على ما يروي قريبون منه.
وهؤلاء يؤكدون أنّ الحريري سيعود خلال أيام قليلة الى بيت الوسط حيث سيترأس جلسة لكتلته النيابيّة يعلن إثرها تأييد ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، والهدف هو إعادة إطلاق المبادرة بزخم داخلي أكبر.
لكنّ مهمّة الحريري بجزئها الثاني لا تبدو سهلة أو ميسّرة، وفق ما يشير إليه الكاتب السياسي جوني منير في مقالته في "الجمهوريّة". فرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ردّد أمام زوّاره في الأيام الماضية أنّه لن يقبل بوصول فرنجية بأيّ شكل من الأشكال وأنّه يترك مسألة ترشيحه العماد ميشال عون بمثابة الخرطوشة الأخيرة التي سيستعملها لإجهاض خطوة ترشيح فرنجية. ويكثر جعجع في حديثه عن عدم وجود قرار سعودي بتبنّي خطوة الحريري بل فقط هناك موافقة من بعيد.
كذلك لم يُبدّد لقاء الامس الغيوم الكثيفة بين عون وفرنجية على رغم تكرار الرجلين وجوب البقاء سوياً مستقبلاً. اللقاء هدف الى الحفاظ على شكل العلاقة أكثر منه التفاهم بالعمق.
فرنجية قارب الملفّ السياسي من زاوية أنّه لا يجب استنفاذ كلَّ فرص عون لكن في حال لم يتحقق ذلك فلا يجب تضييع هذه الفرصة على "فريقنا السياسي"، خصوصاً إذا كانت التسوية الدَولية لمصلحة أحد منا. لكنّ عون الذي كان ودوداً لم يعطِ أيّ جواب في هذا المضمار، بما معناه رفضه. اللقاء الذي حضره الوزير جبران باسيل قارب نصفَ الساعة لكنّ النقاش السياسي لم يدم أكثر من عشر دقائق.
أما "حزب الله" الذي يقارب المسألة من زاوية استراتيجية ومصيرية، فهو مطمئنّ لعلاقته مع كلّ من طهران ودمشق، ومتمسّك بأولوية النظام السياسي على أيّ شيء آخر بما فيه الانتخابات الرئاسية. هو يريد الشروع في ورشة ما بعد "الطائف" ويعارض في الوقت نفسه عودة الحريري الى رئاسة الحكومة لإمساك البلد مجدَّداً وكأنْ لا شيء حصل في سوريا.
وفيما تؤكد الأوساط القريبة من الحريري أنّ ما يحدث حالياً استراحة قبل انطلاقة جديدة أقوى، فإنّ الفريق الآخر لديه رأيٌ مخالف: التسوية أُجهضت والحريري مضطرٌ لانتهاج هذا السلوك لاستيعاب التداعيات السلبية عليه.
فالجهات السياسية الداخليّة المتحالفة معه إضافة الى الجهات الدولية أخذت على الحريري التسرّع في طرح التسوية وعدم درس طريقة تظهيرها والتعاطي معها بشيء من "الاستهتار" ما جعلها عرضة للاستهداف.
والأهم أنّ الاعتراف بسقوط التسوية (وفق المصادر نفسها) سيؤدّي الى تعميق خسارة الحريري وسط حالات معارضة ظهرت عبر رموز أساسية في "المستقبل" إضافة الى وضع غير سليم طاول الشارع السنّي. لذلك فإنّ الحريري مضطرٌ لاستئناف "هجومه" والتركيز على قرب عودته الى السراي لاستيعاب تداعيات ما حصل.
ولكن في المقابل هناك مَن يقول إنّ "حزب الله" خرج خاسراً من هذه المعركة. صحيحٌ أنّه نجح في إجهاض التسوية وفرض نفسه كجهة لا يمكن اختزالها باتفاق مع إيران بل يجب إنجاز تسوية معه أيضاً، لكنّه خسر أحد أبرز عواميده الداخلية وهي العلاقة التحالفية مع فرنجية.
وعلى ذلك تردّ مصادر معنيّة، وفق منير، بأنّه صحيح أنّ العلاقة تضرّرت لكنّها قابلة لإعادة إصلاحها وأنّ الرئيس السوري بشار الأسد سيلعب دوراً أساساً في هذا المضمار مع صديقه فرنجية، بعدما يشرح له الأبعاد الحقيقية لخطوة الحريري.
الخازن: لقاء عون وفرنجية ايجابي ومخطىء من يراهن على الخلاف بينهما
المصدر: ج. النهار
نشر: الخميس 10-12-2015
شدد النائب فريد الخازن في حديث لاذاعة صوت لبنان على "ايجابية اللقاء الذي حصل امس بين النائب العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية"، لافتا الى "انه مخطىء من يراهن على خلاف بين الرجلين لأن الرهان ليس في محله والتواصل مستمر وهناك ارادة بالابقاء على العلاقة التحالفية بينهما".
ورأى أن "الخارج الاقليمي والدولي منشغل بمسائل اخرى تفوق اهميتها الوضع اللبناني ومسألة الرئاسة وأن مسار باريس الأمس قابله مسار الرابية اليوم"، مؤكدا "أن الجميع يريد الوصول الى شاطىء الأمان لكن الأمر مرتبط بسلة تفاهمات تعتبر أساسية".
سليمان: الرئيس القوي هو العابر للاصطفافات... وابو فاعور: الفراغ طويل اذا اخفقت التسوية
المصدر: ج. النهار
نشر: الأربعاء 9-12-2015
اكد الرئيس العماد ميشال سليمان ان الرئيس القوي هو العابر للاصطفافات والطوائف سائلا: هل هدف اللبنانيين تسجيل سابقة "اخر رئيس" او "اكبر معطِّل" او "اطول فراغ"، بدلاً من الحفاظ على هذه الجمهورية وعدم تفويت أي جهد يعيد المؤسسات الدستورية الى طبيعتها بدلاً من هذا التطبيع الكيدي مع الفراغ، مذكراً جميع القوى بأن المجلس النيابي هو المكان الوحيد لاختيار رئيس الجمهورية، ويمكن لأي تسوية ان تنجز تحت قبة البرلمان.
وثمّن خلال استقباله وزير الصحة وائل بو فاعور والنائب خالد زهرمان والوزير السابق ناظم الخوري ووفداً من جامعة شرق البحر المتوسط، الجهود التي تُبذل لحلحلة العقدة الرئاسية، معتبراً ان الرئيس القوي هو الرئيس العابر للطوائف خصوصا ان نظرية "التصنيف الرباعي" اثبتت زيفها وضعفها أمام قاعدة "أنا أو لا أحد".
وقال الوزير وائل بو فاعور بعد اللقاء: تشرفت بلقاء الرئيس سليمان، طبعا لا زال منطق انا ومن بعدي الطوفان هو المنطق الحاكم للحياة السياسية، وبالتالي هو الحاكم في الانتخابات الرئاسية، وهذا المنطق يمارس من قبل اكثر من طرف في لبنان، ولم يعد حكرا على طرف واحد، الكل يتصرف على قاعدة المصالح والامزجة والحسابات دون حساب كيف يمكن للبلد ان يستمر دون رئيس جمهورية. لا زلنا نتمسك في هذه الفرصة السانحة لانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، للاسف يتم التعامل مع النائب سليمان فرنجية بمنطق غير عادل، جزء من قوى 14 اذار يتصرف معه على قاعدة انه من 8 اذار، وجزء من 8 اذار يتصرف معه على قاعدة انه مرشح 14 اذار، اذا كان هذا التعامل لا يمكن القبول بأي رئيس للجمهورية، الرجل من 8 اذار وثابت في خياراته السياسية ولكن في الوقت نفسه يقول انا كرئيس جمهورية سأكون في الموقع الحاضن لكل اللبنانيين.
أضاف: الكلام الآخر عن ضمانات، من حق كل القوى السياسية ونحن منها ان تطلب ضمانات، ولكن الضمانات لا تطلب فقط من رئيس الجمهورية، الضمانات تؤخذ في الحكومة حيث مركزية القرار وحيث السلطة المركزية للدولة اللبنانية في مجلس الوزراء، وعندما تكون عناوين فكرة التسوية قائمة على حكومة وحدة وطنية يعني ان كل الاطراف موجودة على الطاولة بالتوازنات التي تحفظ حضور الجميع، وبالتالي الخيارات السياسية تؤخذ القرارات فيها في مجلس الوزراء وليس فقط من قبل رئيس الجمهورية، نأمل ان تكون الاتصالات التي ستجري في اليومين المقبلين تحفّز هذه التسوية وتعطيها دفعا اضافيا لا ان يتم التراجع فيها الى الوراء، لانه لا سمح الله ومن دون تهويل، اذا ما حصل اخفاق اليوم في هذه المحاولة فأعتقد ان الفراغ الرئاسي سوف يطول.
وعن خلافات داخل الصف الواحد ومنها ان وليد جنبلاط يوجه انتقادات الى الرئيس الحريري قال: غير صحيح على الاطلاق، هذه المبادرة صيغت بتكامل بين الرئيس الحريري والنائب وليد جنبلاط، وبالتالي نحن والرئيس الحريري في موقع واحد وفي موقف واحد، ودوافع الرئيس سعد الحريري كما هي دوافع النائب جنبلاط دوافع وطنية وليست شخصية، ولا اعتقد ان الحريري بحاجة الى ان يمتحن اكثر مما امتحن سابقا في انه يقدم المصلحة الوطنية على حساب المصالح الخاصة.
بري: أفضل «سيناريو» تفاهم عون وفرنجية
المصدر: ج. السفير
نشر: الخميس 10-12-2015
طالب رئيس مجلس النواب نبيه بري اللبنانيين ان «يعملوا جادين للاستفادة من الظروف التي تجعل لبنان اليوم اكثر البلدان القادرة او المهيأة لمعالجة مشاكله وإنجــاز الاستحقاقات التي يواجهها».
ونقل النواب عن بري بعد لقاء الاربعــاء النيــابي في عين التينة، امس، قوله: «ان استمرار الوضع على ما هــو عليه وعدم تعزيز التوافق، يفيد الارهاب الذي يتربص بنا جميعاً»، مؤكداً ان «حل ازماتنا يتيح لنا توفير المزيد من القوة لمواجهة هذا العدو».
واشار النواب الى ان «الرئيس بري لم يأتِ على موضوع الاستحقاق الرئاسي، واكتفى بالقول: «ان افضل سيناريو في هذا الشأن هو تفاهم العماد عون والنائب فرنجية».
ديبلوماسيون يستعجلون رئيسا من غير الأقطاب اذا سقطت المبادرة أوساط عون تنقل عن فرنجية استمرار دعمه الجنرال
المصدر: الحياة اللندنية
نشر: الخميس 10-12-2015
أخيراً عقد الاجتماع المنتظر بين المتنافسيْن على رئاسة الجمهورية اللبنانية من الفريق الواحد، زعيم "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية عصر أمس، إلا أن الدخان الأبيض لم يخرج من مقر عون الذي غادره فرنجية من دون الإدلاء بأي تصريح، ما عكس استمرار الخلاف على مبادرة زعيم تيار "المستقبل" الرئيس سعد الحريري لإنهاء الفراغ الرئاسي بدعم رئيس "المردة".
واكتفت مصادر "التيار الحر" بالرد على سؤال لـ "الحياة" عما إذا كان الرجلان سيبقيان مرشحين للرئاسة، إن "فرنجية ما زال داعماً للعماد عون للرئاسة". وذكرت المصادر أن عون "لم يطرح على فرنجية خلال اجتماعهما، أي سلة مطالب" يفترض أن تقترن مع انتخاب الرئيس الجديد، ومنها قانون الانتخاب، ما يعني أن لا بحث في ترشح غيره.
وكانت سبقت اللقاء الذي دام ساعة وحضره رئيس "التيار الحر" وزير الخارجية جبران باسيل، مواقف لافتة، محلية وخارجية، إذ أبلغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري النواب الذين التقاهم، أن "أفضل سيناريو في شأن المخرج من الشغور الرئاسي هو تفاهم العماد عون والنائب فرنجية، والمطلوب من اللبنانيين أن يعملوا جادين للاستفادة من الظروف التي تجعل لبنان أكثر البلدان المهيأة لمعالجة مشاكله وإنجاز استحقاقاته". وقال: "استمرار الوضع على ما هو يفيد الإرهاب الذي يتربص بنا، وحل أزماتنا يوفّر لنا القوة لمواجهته".
كما سبق لقاء عون وفرنجية تأكيد أكثر من شخصية سياسية زارت الأول في اليومين الماضيين، أن عون حرص على التأكيد لزواره في بداية أي لقاء معهم أنه ما زال مرشحاً للرئاسة، قبل أن يفاتحوه بالموقف من ترشيح فرنجية. وقال بعض زوار عون لـ "الحياة"، إن الأخير يشدد على أنه لم يقرر الترشح كي ينسحب "لأني الأقدر والأكثر تمثيلاً مسيحياً والأكثر انتشاراً وهناك رأي عام لن يقبل انسحابي وسيعتبر أني أعطّل مجيء الرئيس المطلوب إذا انسحبت...".
وشملت الاتصالات أمس تحركاً لعدد من السفراء، لا سيما زيارة القائم بالأعمال الأميركي ريتشارد جونز للبطريرك الماروني بشارة الراعي.
وقال جونز: "نعتقد أن موعد الانتخابات الرئاسية هو الآن... وهو مهم لاستقرار البلد، والتعطيل والفراغ لا يناسبان أحداً". ورأى أنه "يجري العمل على تسوية منطقية، فإذا لم يتم القبول بها نأمل من جميع الأطراف أن يعملوا على تسوية تأتي برئيس في أقرب وقت".
وجاء تصريح جونز في وقت يحذّر العديد من السفراء والمنظمات الدولية، لا سيما البنك الدولي، من أن الوضع الاقتصادي في حال دقيقة جداً تتطلب إنهاء الفراغ لإطلاق عمل المؤسسات وعجلة الاقتصاد خشية الانهيار، وأبلغ أحد السفراء المعنيين بجهود إنهاء الشغور الرئاسي "الحياة"، أنه إذا لم يقبل القادة المسيحيون بمبادرة الحريري، فأمامهم التوافق على مرشح تسوية من خارج الأقطاب الأربعة. وينتظر الوسط السياسي تفاعلات اجتماع عون وفرنجية، لا سيما موقف "حزب الله" الذي كان وعد فرنجية بدعمه إذا سانده الحريري.
تفاصيل لقاء الرابية... فرنجية لعون: ماذا نفعل إذا استمرت هذه الحال؟
المصدر: ليبانون فايلز
نشر: الخميس 10-12-2015
الأهم في اللقاء الذي حصل بين عون وفرنجية ليس ما انتهى إليه، بل انعقاده، بعدما كانت احتمالات صرف النظر عنه من قبل بنشعي تقدمت في ساعات ما بعد الظهر، وأن الذين التقوا رئيس تيّار «المردة» لمسوا منه انه لم يعد يرى مبرراً لعقد اللقاء، بعد المعلومات التي وصلت إليه عما قاله رئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» من «طعن بالظهر»، وانه لم يكن يتوقع ان يقدم فرنجية على أي خطوة من دون ان يضعه مسبقاً في جوها، باعتباره المرشح المدعوم من فريقه السياسي للرئاسة الأولى.
الا ان اتصالات جرت مع فرنجية انتهت باقناعه بعدم تفويت فرصة اللقاء، وعدم حشر عون في الزاوية، لأن انعقاد اللقاء مهما آل إليه من نتائج يبقى أفضل من عدم انعقاده، وحتى لا يتسبب الترشيح بأزمة داخل فريق 8 آذار، خصوصاً وأن اتصالات جرت داخل فريق 14 آذار أدّت إلى ما يمكن وصفه باحتواء موقف «القوات اللبنانية».
وأفادت مصادر مطلعة على سير الاتصالات لـ"اللواء"، لا سيما بين حارة حريك والرابية وبنشعي، ان الصدمة باحتمال إلغاء الاجتماع ساهمت في تخفيض سقف الموقف العوني من ترشيح فرنجية، خاصة بعد انضمام رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل إلى اللقاء الذي انعقد عند الرابعة وعشر دقائق بعد الظهر، وانتهى قبيل الخامسة والنصف.
وارتأى النائب فرنجية بعد اللقاء الذي لم يرافقه أحد إلى الرابية، أن يخرج من دون الإدلاء بأي موقف، على قاعدة أن الخلافات داخل تكتل «الاصلاح والتغيير» (وفرنجية عضو فيه) يجب أن تُبقي محصورة داخل الجدران الأربعة، وأن ما عرض من استعراض للعلاقة بين التيار العوني وتيار «المستقبل»، ومحاولة الرابية الإيحاء بأن ترشيح فرنجية ليس «بريئاً»، كان يهدف للتأثير سلباً على رئيس «المردة» واتهامه بأنه وقع ضحية مناورة لا تستهدف إنتخابه، بل إحداث شرخ بينه وبين الرابية.
وهذه المقاربة العونية رفضها النائب فرنجية الذي اعتبر أن فترة السماح لقبول عون كمرشح وفاقي انتهت من دون بروز أي تطوّر، وبالتالي فما هي الجدوى من انتظار المزيد من الوقت، وأن فرنجية سيمتنع عن ترشيح نفسه أو قبول ترشيحه في ما لو لمس أن اتفاقاً سيحصل على النائب عون، وهذا «الإلتزام الأدبي» يعني دعم عون فقط وليس أي مرشّح آخر، متسائلاً عن السبب الذي يمنع من توفير ما يلزم من دعم له ليكون هو الممثّل المقبول لفريقه السياسي؟
وتداولت مصادر شمالية ما وصفته بوقائع حصلت خلال اللقاء وفيها أن فرنجية طلب من عون دعمه، موضحاً أن لقاء باريس لم يكن موجهاً ضد الرابية ولا ضد فريقه السياسي، «لكن أتتنا الفرصة للترشح»، وعملاً بتفاهم بكركي الذي أرسى قاعدة دعم المرشح الذي يتفق عليه والسير معه، فهذا يجب أن يحصل، وخاطبه قائلاً: «إذا كان لديك فرصة للفوز فأنا سأسير معك».
فردّ عون: «ترشحت وما زلت مرشحاً وسأبقى».
فقال فرنجية: «وماذا نفعل إذا استمرت هذه الحال لشهر أو شهرين أو ثلاثة ولم يحالفك الحظ؟».
وعندها صمت عون، ففهم فرنجية أن هذا الموقف يعني عدم دعمه.. وعندما همّ بالخروج تمنى له عون التوفيق من دون الاتفاق على لقاء جديد.
غير أن مصادر تكتل «التغيير والاصلاح» عكست أجواء مختلفة، وقالت أن الرجلين تفاهما على الخط الاستراتيجي الواحد الذي يجمعهما، وأن اللقاء سادته أجواء من المصارحة بحيث قدّم كلٌ منهما ما يملك من معطيات، مؤكدة أن الرجلين لم يعلنا أي حسم في المواقف لأن المواقف الأخرى غير محسومة بعد.
وأشارت إلى أن هناك توافقاً جرى على إبقاء خطوط التشاور مفتوحة بعيداً عن التشنج، ومعرفة ما ستكون عليه الأجواء المحيطة، لأن الإشكالية لا تتصل بهما بل بعدد من الأطراف، مذكّرة بأن الإثنين ما زالا مرشحين، وأن أي تنازل لحساب الآخر لم يُتخذ كخيار في اجتماعهما، لأن اللقاء لن يكون الأول ولا الأخير، وأنه إذا لم يتم التشاور بشكل مباشر فقد يحصل عبر موفدين.
ماذا بعد اللقاء؟
مصادر معنية اعتبرت أن فرنجية قام بواجب وضع حليفه عون في صورة اجتماعات باريس وطلب دعمه، وهو غير معني إلا بخوض معركته، وتوفير الحلف اللازم له، أما المسائل المتعلقة بالحكومة وقانون الانتخاب فهي تُبحث في وقتها، وإن كان جرى التطرّق إلى الخطوط العريضة لها.
وكشفت هذه المصادر لـ"اللواء"، أن خط الاتصالات مفتوح بين الرئيس الحريري وفرنجية والكتل الحزبية والنيابية الداعمة لسلّة التسوية المطروحة بانتظار موقف «حزب الله» الذي سيتظهر في الفترة الفاصلة عن الجلسة الثانية عشرة للحوار الوطني التي ستنعقد في 14 الشهر الحالي، والتي تصادف في اليوم نفسه لجولة الحوار الثنائي الثانية والعشرين بين «المستقبل» و«حزب الله» في عين التينة.
وقالت هذه المصادر ان الرئيس برّي الذي على تنسيق تام مع حزب الله حول الملف الرئاسي قد يصبح طليق اليدين في الإقدام على أي خطوة يراها مناسبة لوضع التسوية موضع التنفيذ، بعد انتهاء فترة السماح التي أعطت النائب عون المجال ليكون شريكاً، ومن دون أن يشعر بأنه مستهدف.
«التيار الحر» يتمسك بمعادلة «عون أولاً.. فرنجية ثانياً»
المصدر: ج. السفير
نشر: الخميس 10-12-2015
ميشال عون وسليمان فرنجية.. وجهاً لوجه، أم جنباً الى جنب؟
يحتمل اللقاء الذي انعقد، أمس، بين الرجلين في الرابية التفسيرين، في انتظار الجواب اليقين الذي يبدو مؤجلا، حتى إشعار آخر، على قاعدة أن الأمور في خواتيمها.
بهذا المعنى، فإن قمة الرابية، أمس، كانت بداية مسار، لا نهايته، وبالتالي فإن «الرئيس» مؤجل، ومبادرة سعد الحريري انتظمت ضمن حجمها الطبيعي بعد فورة التسريب، وما تلاها من قوة عصف.
لقد دارت الرئاسة دورة كاملة في الخارج.. وعادت الى المربع المسيحي، الممتد ما بين بنشعي والرابية، باعتباره ممراً إلزامياً لرئيس الجمهورية المقبل، وهي المعادلة التي عكسها الرئيس نبيه بري بتأكيده خلال لقاء الاربعاء النيابي ان أفضل سيناريو رئاسي يكمن في التفاهم بين رئيسي «التيار الوطني الحر» و«المردة».
أما فرنجية فلم يكن بحاجة أصلاً الى إقناعه بالأسبقية الرئاسية لعون، وهو الذي استمر في طرحها، حتى ما بعد لقاء باريس، وصولا الى اجتماع أمس في الرابية، حيث شدد مجددا على انه سيستمر بدعم خيار الجنرال وإعطائه الأولوية، إذا كان لديه حظ، «أما إذا تبين أن الأبواب موصدة كليا أمامك، فأنا أكون في هذه الحال مرشحاً طبيعياً.. المهم أن يربح الخط في نهاية المطاف».
لكن السؤال الذي لا يزال رئيس «المردة» يبحث عن رد مقنع عليه هو: الى متى يصح الانتظار الذي مضى عليه حتى الآن قرابة سنة ونصف السنة.. وماذا لو خسر عون رهانه في ظل الفيتو المحكم عليه، وضاعت فرصة فرنجية في آن واحد؟
يدرك رئيس «المردة» أن الحسابات يجب أن تكون دقيقة، وأن خيطاً رفيعاً يفصل بين الإنجاز والانتحار.
وإذا كان فرنجية يعتقد أن الحكمة تقتضي الإسراع، لا التسرع، في التقاط الفرصة بالتوافق مع عون، قبل فوات الأوان، إلا ان الأكيد انه ليس واردا لديه، عملا بالحكمة ذاتها، أن يقبل بانتخابه من دون موافقة الجنرال و«حزب الله» معا، حتى لو تأمن النصاب الدستوري.
في كل الحالات، ترك رئيس تيار «المردة» مجالا أمام التأويل والاجتهاد، لـ «هواة النوع»، بعدما قرر أن يلجأ الى الصمت الذي يفتح الباب أمام كل الاحتمالات، رافضا الإدلاء بأي تصريح بعد انتهاء اجتماعه مع الجنرال.
ويؤكد العارفون ان لقاء عون ـ فرنجية لن يكون معزولا في الزمان والمكان، وأن للبحث صلة، خصوصا أن مدة اللقاء القصير التي لم تتجاوز الساعة توحي بأن ما حصل أمس هو التأسيس للنقاش الرئاسي، وليس حسماً له، فالخيارات المطروحة حساسة ومصيرية، وتتطلب إبقاء خطوط التشاور مفتوحة.
ووفق المعلومات، غاص الاجتماع «المفيد» في التسوية المقترحة، سعياً الى إنتاج مقاربة مشتركة لها، وقد حضرت خلال النقاش كل «الهواجس» الرئاسية المتبادلة، فيما ركز الجنرال على مفهومه للسلة المتكاملة، على قاعدة أنه يجب عدم اختزال التسوية بكرسي الرئاسة، وإن كانت حيوية، بل ينبغي ان تكون جزءا من كل، يتضمن قانون الانتخاب والحكومة العتيدة والشراكة الوطنية الفعلية.
وقالت مصادر في التيار الوطني الحر لـ«السفير» إن عون وفرنجية أكدا حرصهما على حماية علاقتهما السياسية وتثبيت المكتسبات التي تحققت مؤخرا، بعدما أقر الفريق الآخر، عبر مبادرة الحريري، بأمرين جوهريين: الاول، ان رئيس الجمهورية المقبل آت من صفوف تحالف «عون ـ 8 آذار»، والثاني انه يجب ان يكون صاحب صفة تمثيلية على المستوى المسيحي.
وأشارت المصادر الى ان الجانبين اعتبرا أنه يجب البناء على ما تحقق حتى الآن وتحصينه عبر الادارة الجيدة للمعركة، من خلال تحقيق نوع من التكامل بين ترشيحي عون وفرنجية، بدل التنافس، وذلك على قاعدة ان الاولوية تبقى للجنرال ما دامت هناك فرصة لانتخابه، فإذا انتفت وتأكد سقوطها يرشح عون، لا الحريري، رئيس «المردة».
في المقابل، أبلغت أوساط سياسية مطلعة «السفير» ان لقاء الرابية كان صريحا، لكن من دون التزامات مسبقة، ومع ثبات كل طرف على موقفه، فيما عُلم أن فرنجية أسهب في الحديث، عارضا تفاصيل المبادرة التي تطرحه مرشحا رئاسيا منذ لقائه الحريري في باريس.
ولوحظ ان مقدمة نشرة أخبار «أو تي في» مساء أمس ذهبت بعيدا في تعميم أجواء إيجابية، مؤكدة أن اللقاء كان جيداً جداً، وجرى خلاله تأكيد صلابة الحلف بين عون وفرنجية، وبقاء كل منهما إلى جانب الآخر في كل المراحل.
وأشارت الى أن فرنجية أكد أنه باق على مواقفه السابقة والمعروفة، لجهة دعمه المعلن لعون، فيما أبدى الجنرال حرصه الكامل على موقع فرنجية والعلاقة التحالفية معه.
الى ذلك، سُجل أمس لقاء بين البطريرك الماروني بشارة الراعي العائد من سوريا، وأمين سر «تكتل التغيير والاصلاح» النائب ابراهيم كنعان الذي أكد لـ «السفير» ان الزيارة تندرج في إطار التواصل الدائم مع البطريرك، موضحا انها تهدف الى الوقوف عند آخر معطيات الشأن الرئاسي الذي دخل مرحلة الاتصالات المسيحية - المسيحية، وهذا ما يشجعه البطريرك.
لبنان: دعم أميركي لانتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية
المصدر: العربي الجديد
نشر: الأربعاء 9-12-2015
قدّم القائم بأعمال السفارة الأميركية في بيروت، السفير ريتشار جونز، دعماً مباشراً لمبادرة انتخاب رئيس "تيار المردة"، النائب سليمان فرنجية، فيما زار الأخير رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون، واجتمع به في حضور وزير الخارجية اللبنانيّة جبران باسيل.
ورأى جونز أن المرحلة السياسية الحالية في لبنان "تحتاج الى انتخاب رئيس للجمهورية".
ولفت بعد زيارته البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى أن الطرفين توافقا "على أنه حان وقت إجراء الانتخابات الرئاسية وأن على الأحزاب المعنية أن تعمل معاً وتختار رئيساً للبلاد، ولا يجوز وضع العراقيل على طريق هذه العملية".
واعتبر جونز أن الوضع الحالي "يسوده ارتباك وعلى الأطراف إتمام الحوار في ما بينها للوصول إلى انتخابات رئاسية".
وأضاف: "نعتقد أن موعد إجراء الانتخابات هو الآن، لأن استمرار تعطيل عمل المؤسسات والفراغ لا يناسب أحداً، وخصوصاً في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة اضطرابات وتحديات كبيرة، لذلك يجب أن يكون هناك رئيس يعمل مع الحكومة وأن يتاح للشعب أن ينال ما ينتظره من حكومته من أمن واستقرار".
واعتبر القائم بأعمال السفارة الأميركية أن "الوضع الأمني جيد في لبنان، ولكنني أظن انه مع الاستقرار السياسي سيكون أفضل بكثير، وهكذا يتمكن المواطنون من الاستثمار في بلدهم مع توفير فرص عمل لهم".
وتابع: "لهذه الأسباب لا بد من انتخاب رئيس للجمهورية، لأنه عامل مهم لاستقرار البلد، ونحن نعتقد أنه يجري العمل على تسوية منطقية، فإذا لم يتم القبول بها، فإننا نأمل من جميع الأطراف اللبنانية أن تعمل معاً على تسوية تأتي برئيس للجمهورية اللبنانية في أقرب وقت".
في موازاة ذلك، زار فرنجية رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون، واجتمع به في حضور وزير الخارجية اللبنانيّة جبران باسيل. وعند انتهاء الاجتماع رفض فرنجية الإدلاء بأي تصريح، وهو ما فسّر على أن نتائج الاجتماع سلبية.
لكن مصادر باسيل أكّدت لـ"العربي الجديد" أن أجواء الاجتماع إيجابية، ورفضت إعطاء أي تفاصيل أخرى. مع الإشارة إلى أن مصادر عون تؤكّد تمسّك الأخير بترشّحه لرئاسة الجمهوريّة، وعدم قبوله بالانسحاب لصالح فرنجيّة.
ولفتت مصادر عون إلى أن إيجابية الاجتماع التي تحدثت عنها مصادر باسيل تعني أن كل طرف شرح وجهة نظره للطرف الآخر بهدوء ومن دون عصبية، لكنها لا تعني حصول تنازلات.
يُذكر أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، والرئيس سعد الحريري، يعملان على تسويق فرنجية كمرشّح تسوية لملء الفراغ الرئاسي المستمر منذ مايو/ أيار 2014.
ورفض عون الانسحاب لصالح فرنجية حتى اللحظة، رغم أن الأخير عضو في تكتل التغيير والإصلاح وقد توترت العلاقة بين الجانبين منذ تسريب خبر لقاء فرنجية بالحريري في العاصمة الفرنسية.
التسوية دخلت مرحلة الموت السريري... والأنظار ستتركّز على الحريري
المصدر: ليبانون فايلز
نشر: الخميس 10-12-2015
ذكرت "الجمهورية"، ان الأنظار اتّجهت أمس إلى اللقاء الذي جمعَ رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، بحضور وزير الخارجية جبران باسيل، وذلك من منطلق أنّ هذا اللقاء يمكن أن يشكّل محطة ليس فقط لإنعاش التسوية الرئاسية، إنّما لإخراج الملف الرئاسي برُمَّته من عنق الزجاجة، ولكنْ كما كان مرتقَباً، لم يحدث أيّ تبدّل في مواقف الرَجلين، فلا عون سحبَ ترشيحه ليتبنّى ترشيح فرنجية، ولا فرنجية بدوره كرّر علناً لازمتَه الشهيرة بدعم ترشيح عون، ولا أعلنَ أيضاً عن نيّتِه تعليقَ ترشيحه، إذ فضّلَ عدم التصريح، بل جُلّ ما قام به أنّه عرض لحيثيات التسوية بخلفياتها وأبعادها، فردّ عون بأنّه متمسّك بترشيحه، في رسالة واضحة أنّه غير معنيّ بهذه التسوية لا من قريب ولا مِن بعيد، ما يعني أنّ اللقاء انتهى إلى عدم اتفاق، وأنّ التسوية تعثرَت على أبواب الرابية.
وبمعزل عن انعكاسات هذا التطوّر على جبهة 8 آذار الذي يبقى ثانوياً مقارنةً مع الانتكاسة الكبرى التي أصابت التسوية، فمِن الثابت أنّ جلسة 16 الجاري لن تشهد انتخابَ رئيس جديد، ولا أيّ جلسة مفترَضة، ربّما، في العام الجاري. وإذا كان اللقاء بين عون وفرنجية انتهى إلى لا شيء، فإنّ الأنظار ستتركّز في المرحلة المقبلة على ما يمكن أن يصدر عن الرئيس سعد الحريري أو أن يبادر إليه، خصوصاً بعد دخول التسوية مرحلة الموت السريري، وبالتالي السؤال هل من استعداد لإنعاشها، وكيف، وعن طريق مَن، وما الخطوة التالية لفرنجية؟إستأثرَت التسوية السياسية بكلّ الاهتمام السياسي منذ لحظة الكشف عنها إلى اليوم، وفي حال لم تبرز أيّ معطيات جديدة تُعيد تعويمَها ربطاً بأيّ حراك متصل بها داخلياً أو خارجياً، فإنّ هذا الاهتمام سيتراجع تدريجاً لمصلحة الملفات الأخرى، بدءاً من اجتماعات الحكومة وقانون الانتخاب، مروراً بالنفايات، وصولاً إلى الحوار الذي لا بدّ أن يتأثر بما آلت إليه المبادرة الرئاسية سياسياً وحتى على مستوى العلاقات الشخصية.
وفي موازاة هذا الجو الذي يجزم بأنّ المبادرة عُلّقت حتى إشعار آخر، هناك مَن لا يزال يؤكد أنّها ما زالت قائمة وأنّ الكرة في ملعب الحريري القادر على إعادة تحريكها ودفعِها قدماً إلى الأمام في حال قرّر ترشيح فرنجية رسمياً، هذا الترشيح الذي سيَدفع الحزب إلى ملاقاة الحريري في منتصف الطريق من أجل انتخاب فرنجية.
ولكنْ على صعوبة هذا السيناريو في ظلّ تشديد الحزب المتواصل على دعمِه لعون، إلّا أنّ الترقّب أيضاً يتمحور حول حجم المواكبة الديبلوماسية لهذه المبادرة، إذ في حين تبيّنَ أنْ لا اتفاق سعودياً-إيرانياً حول لبنان والرئاسة تحديداً، فإنّ موقف القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان ريشارد جونز حول ضرورة إجراء الانتخابات الآن، دفعَ المراقبين إلى محاولة استكشاف أبعاد الموقف الأميركي لجهة ما إذا كان مجرّد تكرار لموقف ديبلوماسي، أم أنّه يعبّر عن ضرورة الاستفادة من الدينامية التي ولّدتها المبادرة الرئاسية من أجل الذهاب إلى انتخابات تجَسّد التوافق السياسي في البلاد.
وإذا كان عنصر المفاجأة ساهمَ بتزخيم المبادرة الرئاسية، فإنّ الزخم بدأ يتراجع نتيجة المواقف الثابتة للأطراف التي لا مؤشّرات تدلّ على تبَدّلها في المدى المنظور. وعلى رغم أنّه لا يفترَض استبعاد مفاجآت جديدة، إلّا أنّ جزءاً من البحث انتقلَ من المبادرة إلى لململةِ ما تركته من انعكاسات سلبية في صفوف كلّ التحالفات.
هل جمدت المبادرة... وهل تتبنى القيادات المسيحية مرشحاً آخراً؟
المصدر: ليبانون فايلز
نشر: الخميس 10-12-2015
بدو المشهد الانتخابي الرئاسي ملبداً وغير واضح المعالم، بينما أجمعت الأوساط المطلعة والمراقبة على أن المبادرة جمدت مرحلياً أو على الاقل فرملت السرعة المتسارعة التي كانت تسير عليها. أما الأسباب الكامنة وراء فرملت الرئاسة واندفاعتها فكانت:
1. أولا، موقف حزب الله الذي لم يؤيد السير بالنائب سليمان فرنجيه رئيساً لعدة أسباب أبرزها أن الاقتراح أتى على اسم فرنجيه وهو قطب اساسي في فريق 8 آذار، من قبل سعد الحريري وهو قطب اساسي في فريق 14 آذار والذي في حال نجاحه سيسجل انتصاراً له ولفريقه. ثانياً لأن حزب الله ليس بوارد التنكر للمعماد عون ولا لما سلفه عون له خلال الاعوام التسعة الماضية، أي منذ توقيع ورقة التفاهم مع الحزب. ولأن حزب الله بحاجة الى فريق مسيحي قوي يمنحه غطائاً قوياً يريح حزب الله داخلياً في ازمته الخارجية وحربه الى جانب النظام السوري. وثالثاً لأن حزب الله لا يقبل بتسوية تطبخ سعودياً وتنفذ من قبل الثنائي الحريري جنبلاط بمعزل عنه، ولو بموافقة ومباركة من قبل الرئيس نبيه بري...
2. ثانياً، موقف القوات اللبنانية وحزب الكتائب، الذي تماهى مع موقف التيار الوطني الحرّ الرافض لإنزال فرنجيه بالباراشوت، علماً أن الثنائي التيار القوات لعب دوراً هاماً في اقرار تشريع الضرورة بضغط مسيحي، وإمتد الى اسقاط الورقة الرئاسية. لم يخفي الطرفان أن إعلان النوايا الذي وقع بين الطرفين، ادى الى توافق سياسي لا بل تنسيق في عدة ملفات، ولم تكن الزيارات المعلنة لأمين سر تكتل التغيير والاصلاح ابراهيم كنعان الى معراب الا جزء من عدة اجتماعات عقدت لهذه الغاية، والتي بقيت طي الكتمان وامتد بعضها الى ساعات الفجر الاولى لدرس الملف الرئاسي وكيفية التعاطي مع ترشيح فرنجية بطريقة منسقة بين الفريقي، هذا ناهيك عن الاجتماع الذي عقد في بكركي بين رئيس التيار جبران باسيل ورئيس حزب الكتائب سامي الجميّل متزامناً مع لقاء مع البطريريك الراعي والذي بدا للوهلة الاولى وكأنه وليد الصدفة، بينما كان منسقاً وجاء بعد اتصالات بين الطرفين.
من جهة أخرى، فإن مصادر مطلعة تؤكد على إيجابية المرحلة، وتؤكد أن ما نتج عن المبادرة الرئاسية هو عودة الاستحقاق الى الساحة المسيحية، ووضعه بأيدي المسيحيين الأقوياء، وبأن حلف الواقع alliance de faite القائم بين التيار والقوات أعاد عقارب الساعة الى ما قبل 14 شباط 1988 تاريخ اول اشكال بين عون وجعجع، وانتج قوة حقيقية مسيحية قادرة على فرض واقع قوة جديد، يستطيع أن يبادر رئاسياً بعيداً عن المبادرات الخارجية، ولم تستبعد المصادر نفسها استمرار امكانية ترشيح ميشال عون الى الرئاسة من قبل القوات، وبذلك يمكن سيكون سليمان فرنجيه بحسب ما يصرح موافقاً على السير بعون رئيساً.
اما مصادر أخرى فتؤكد بأن الايام المقبلة مفصلية لتحديد المرشح المسيحي، وذلك لالتقاط انفاس المسيحيين، اما تيار المستقبل فقد تراجع عن السرعة في انجاز الطرح الرئاسي، وذلك بسبب رفض القوات اللبنانية لهذا الطرح، وهي الحليف الاساسي للمستقبل في فريق 14 آذار، وخروج القوات عن الاجماع الرئاسي قد يؤدي الى وضعية شعبية غير مستقرة في فريق الرابع عشر من آذار، وبالتالي قد يؤدي الى ارتجاج في وضعية 14 آذار ككل، بينما تبدو مواقف الطائفة السنية غير راضية عن ترشيح فرنجية، بدليل عدم الرضى بين بعض قيادات المستقبل والرئيس سعد الحريري.
اما بكركي التي أيدت ترشح فرنجيه، ومبادرة الحريري، فهي تفضل اتفاق مسيحي مسيحي يوحد المسيحيين، ولا يفرقهم، وهي ترفض قبل أي شيء اي اشكال بين المسيحيين حتى لو كان الثمن الاطاحة برئاسة الجمهورية مرحلياً، وحتى برغبة وبغير رغبتها، وبرغبة الأطراف المسيحيين أقوياء كانوا أم غير أقوياء، فإن الرغبة الدولية الحالية هي بإيصال سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة، وحتى الساعة فهو يبقى المدعوم خارجياً والمبادرة اختراته هو لا غيره، والأيام القليلة المقبلة ستكون حازمة لجهة تبني القيادات المسيحية الثلاث لشخصية من بينهم، وعندها سيبدأ الجد.
اللقاء الأخير: عون لا يدعم فرنجية رسالة أميركية للراعي: لإنهاء الشغور الرئاسي الآن
المصدر: ج. اللواء
نشر: الخميس 10-12-2015
من "لقاء الرابية الصامت" بين النائبين ميشال عون وسليمان فرنجية، إلى الموقف الأميركي القاطع الذي أعلنه بعد لقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي القائم باعمال السفارة الأميركية في لبنان السفير ريتشارد جونز، بدعم المبادرة الرئاسية التي أطلقها الرئيس سعد الحريري، إلى "الانتظار الضمني" الذي كشف عنه الرئيس نبيه برّي من عين التينة للتفاهم بين عون وفرنجية، بوصفه "افضل سيناريو رئاسي"، على طريقة "خير الكلام ما قل ودل", كان الموضوع واحد هو إزالة العراقيل من امام ترشيح رئيس تيّار "المردة" للرئاسة الأولى.
وبمعزل عن "الفرمان الاعلامي" الذي بثته محطة O.T.V عن اللقاء الذي وصفته بأنه كان "جيداً جداً وطغت عليه الأجواء الإيجابية في كل دقيقة منه"، فإن معلومات "اللواء" التي تسربت عن اللقاء اشارت إلى ان تسوية انتخاب فرنجية وما بعدها ما تزال قائمة، وأن ثمة دعماً دولياً وعربياً واقليمياً لهذه التسوية، وأن المطروح الآن هو مسألة وقت لمعالجة الاعتراضات الاخذة بالتلاشي، بصرف النظر عن موقف الرابية اوغيرها.
وتوقفت المصادر المطلعة بقوة عند ما أعلنه السفير جونز بأن "موعد اجراء الانتخابات هو الآن"، وأن "وقت اجراء هذه الانتخابات قد حان"، وانه "لا يجوز وضع عراقيل على طريق هذه العملية"، وأن "على الأحزاب المعنية ان تختار رئيسا للبلاد واتمام الحوار للوصول إلى انتخابات رئاسية".
وعزا السفير جونز موقف بلاده إلى ان "الاضطرابات التي تشهدها المنطقة تستدعي بأن يكون هناك رئيس يعمل مع الحكومة، وأن استمرار تعطيل عمل المؤسسات والفراغ لا يناسب احداً".
واعتبرت مصادر مطلعة على مسار التسوية ان الموقف الأميركي وضع حداً لتسريبات استهدفت الايحاء بأن واشنطن لا تشجّع التسوية التي جرى التفاهم عليها في لقاء باريس بين الرئيس الحريري والنائب فرنجية، وهذا الموقف هو الأكثر وضوحاً بين المواقف الدولية التي صدرت حتى الآن داعمة التسوية، وهو ما أبلغه القائم بالأعمال الأميركي للبطريرك الراعي، وأن بلاده تضع ثقلها بإملاء الفراغ، وهي تتابع يوماً بيوم تطورات التسوية الرئاسية، وهي تشجّع القيادات اللبنانية على عدم إضاعة الفرصة، وتطالب البرلمان باعتبار ان انعقاد جلسة الانتخاب باتت أكثر من ملحة.
وعلمت "اللواء" ان عون أوفد أمين سر تكتل "الاصلاح والتغيير" النائب إبراهيم كنعان إلى بكركي، قبل اجتماعه إلى فرنجية، للاطلاع من الراعي على طبيعة ما نقله جونز إليه.
لقاء الرابية
على ان الأهم في اللقاء الذي حصل بين عون وفرنجية ليس ما انتهى إليه، بل انعقاده، بعدما كانت احتمالات صرف النظر عنه من قبل بنشعي تقدمت في ساعات ما بعد الظهر، وأن الذين التقوا رئيس تيّار "المردة" لمسوا منه انه لم يعد يرى مبرراً لعقد اللقاء، بعد المعلومات التي وصلت إليه عما قاله رئيس تكتل "الاصلاح والتغيير" من "طعن بالظهر"، وانه لم يكن يتوقع ان يقدم فرنجية على أي خطوة من دون ان يضعه مسبقاً في جوها، باعتباره المرشح المدعوم من فريقه السياسي للرئاسة الأولى.
الا ان اتصالات جرت مع فرنجية انتهت باقناعه بعدم تفويت فرصة اللقاء، وعدم حشر عون في الزاوية، لأن انعقاد اللقاء مهما آل إليه من نتائج يبقى أفضل من عدم انعقاده، وحتى لا يتسبب الترشيح بأزمة داخل فريق 8 آذار، خصوصاً وأن اتصالات جرت داخل فريق 14 آذار أدّت إلى ما يمكن وصفه باحتواء موقف "القوات اللبنانية".
وأفادت مصادر مطلعة على سير الاتصالات، لا سيما بين حارة حريك والرابية وبنشعي، ان الصدمة باحتمال إلغاء الاجتماع ساهمت في تخفيض سقف الموقف العوني من ترشيح فرنجية، خاصة بعد انضمام رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل إلى اللقاء الذي انعقد عند الرابعة وعشر دقائق بعد الظهر، وانتهى قبيل الخامسة والنصف.
وارتأى النائب فرنجية بعد اللقاء الذي لم يرافقه أحد إلى الرابية، أن يخرج من دون الإدلاء بأي موقف، على قاعدة أن الخلافات داخل تكتل "الاصلاح والتغيير" (وفرنجية عضو فيه) يجب أن تُبقي محصورة داخل الجدران الأربعة، وأن ما عرض من استعراض للعلاقة بين التيار العوني وتيار "المستقبل"، ومحاولة الرابية الإيحاء بأن ترشيح فرنجية ليس "بريئاً"، كان يهدف للتأثير سلباً على رئيس "المردة" واتهامه بأنه وقع ضحية مناورة لا تستهدف إنتخابه، بل إحداث شرخ بينه وبين الرابية.
وهذه المقاربة العونية رفضها النائب فرنجية الذي اعتبر أن فترة السماح لقبول عون كمرشح وفاقي انتهت من دون بروز أي تطوّر، وبالتالي فما هي الجدوى من انتظار المزيد من الوقت، وأن فرنجية سيمتنع عن ترشيح نفسه أو قبول ترشيحه في ما لو لمس أن اتفاقاً سيحصل على النائب عون، وهذا "الإلتزام الأدبي" يعني دعم عون فقط وليس أي مرشّح آخر، متسائلاً عن السبب الذي يمنع من توفير ما يلزم من دعم له ليكون هو الممثّل المقبول لفريقه السياسي؟
وتداولت مصادر شمالية ما وصفته بوقائع حصلت خلال اللقاء وفيها أن فرنجية طلب من عون دعمه، موضحاً أن لقاء باريس لم يكن موجهاً ضد الرابية ولا ضد فريقه السياسي، "لكن أتتنا الفرصة للترشح"، وعملاً بتفاهم بكركي الذي أرسى قاعدة دعم المرشح الذي يتفق عليه والسير معه، فهذا يجب أن يحصل، وخاطبه قائلاً: "إذا كان لديك فرصة للفوز فأنا سأسير معك".
فردّ عون: "ترشحت وما زلت مرشحاً وسأبقى".
فقال فرنجية: "وماذا نفعل إذا استمرت هذه الحال لشهر أو شهرين أو ثلاثة ولم يحالفك الحظ؟".
وعندها صمت عون، ففهم فرنجية أن هذا الموقف يعني عدم دعمه.. وعندما همّ بالخروج تمنى له عون التوفيق من دون الاتفاق على لقاء جديد.
غير أن مصادر تكتل "التغيير والاصلاح" عكست أجواء مختلفة، وقالت أن الرجلين تفاهما على الخط الاستراتيجي الواحد الذي يجمعهما، وأن اللقاء سادته أجواء من المصارحة بحيث قدّم كلٌ منهما ما يملك من معطيات، مؤكدة أن الرجلين لم يعلنا أي حسم في المواقف لأن المواقف الأخرى غير محسومة بعد.
وأشارت إلى أن هناك توافقاً جرى على إبقاء خطوط التشاور مفتوحة بعيداً عن التشنج، ومعرفة ما ستكون عليه الأجواء المحيطة، لأن الإشكالية لا تتصل بهما بل بعدد من الأطراف، مذكّرة بأن الإثنين ما زالا مرشحين، وأن أي تنازل لحساب الآخر لم يُتخذ كخيار في اجتماعهما، لأن اللقاء لن يكون الأول ولا الأخير، وأنه إذا لم يتم التشاور بشكل مباشر فقد يحصل عبر موفدين.
ماذا بعد اللقاء؟
مصادر معنية اعتبرت أن فرنجية قام بواجب وضع حليفه عون في صورة اجتماعات باريس وطلب دعمه، وهو غير معني إلا بخوض معركته، وتوفير الحلف اللازم له، أما المسائل المتعلقة بالحكومة وقانون الانتخاب فهي تُبحث في وقتها، وإن كان جرى التطرّق إلى الخطوط العريضة لها.
وكشفت هذه المصادر أن خط الاتصالات مفتوح بين الرئيس الحريري وفرنجية والكتل الحزبية والنيابية الداعمة لسلّة التسوية المطروحة بانتظار موقف "حزب الله" الذي سيتظهر في الفترة الفاصلة عن الجلسة الثانية عشرة للحوار الوطني التي ستنعقد في 14 الشهر الحالي، والتي تصادف في اليوم نفسه لجولة الحوار الثنائي الثانية والعشرين بين "المستقبل" و"حزب الله" في عين التينة.
وقالت هذه المصادر ان الرئيس برّي الذي على تنسيق تام مع حزب الله حول الملف الرئاسي قد يصبح طليق اليدين في الإقدام على أي خطوة يراها مناسبة لوضع التسوية موضع التنفيذ، بعد انتهاء فترة السماح التي أعطت النائب عون المجال ليكون شريكاً، ومن دون أن يشعر بأنه مستهدف.
فتفت
من جهته، لاحظ عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب أحمد فتفت لـ"اللــواء" أن لقاء عون - فرنجية هو أول تحرك جدي لرئيس تيّار "المردة" كمرشح جدي للرئاسة، على اعتبار ان زيارته الأخيرة للنائب وليد جنبلاط كانت من باب ردّ الجميل، مشيراً إلى ان فرنجية سيستمر في ترشيحه ولا يمكن التراجع، لأن في ذلك نهاية سياسية له.
وقال فتفت انه لمس في زيارته الأخيرة للرياض ان الرئيس الحريري مقتنع بخيار فرنجية، ويعتبره المخرج الوحيد للخروج من الفراغ الرئاسي، لكنه (أي فتفت) عزا العرقلة إلى "حزب الله" الذي قال انه لا يريد رئيساً في هذه المرحلة.
وكشف مصدر نيابي انه خلافاً للمعلومات فإن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على علم منذ ثلاثة أشهر بالتسوية الجاري طبخها في المحافل الدولية والإقليمية وكذلك الأمر بالنسبة لحزب الله، لكن فوجئ بالحملة عليه من خلال وضعه على لائحة الإرهاب وحجب "المنار" عن الفضاء الخارجي، عبر قمر "عربسات".
معارضة مارونية
مسيحياً، تبقى الساحة خارج دائرة تأثير بكركي ناشطة في الاتصالات بين التيار العوني و"القوات اللبنانية" في محاولة لوضع مرتكزات معارضة مارونية "لتسوية فرنجية - الحريري".
واستبعد وزير الاقتصاد الان حكيم في اتصال مع " اللواء" ان تجري الانتخابات الرئاسية قبل نهاية هذا العام، واعتبر ان التسوية الرئاسية لم تنته ولكنها بحاجة الى مزيد من الاتصالات والمشاورات لتبيان نتائجها، مذكرا بالمدة التي استغرقتها تسوية انتخاب الرئيس ميشال سليمان، واشار الى ان العقدة الاساسية هي عند رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون.


رد مع اقتباس