النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 23/12/2015

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء محلي 23/12/2015

    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG][IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG]
    في هذا الملف:
    الشكر لليونان وشعبها الصديق
    بقلم: حافظ البرغوثي عن صحيفة الحياة الجديدة

    الميلاد ميلادان
    بقلم: عمر حلمي الغول عن صحيفة الحياة الجديدة

    بصيص نور وأمل وسط التيه والمعاناة في العالم العربي
    بقلم: ريموندا حوا طويل عن صحيفة القدس

    لماذا اختلفنا على القنطار؟
    بقلم: عبد الغني سلامة عن صحيفة الأيام

    سمير القنطار حكاية مقاومة
    بقلم: عباس الجمعة عن وكالة PNN

    بين التاريخ .. والمستقبل .. وضع محفوف بالمخاطر
    بقلم:سمير حباشنة عن وكالة PNN

    الجمعية العامة للامم المتحدة وسيادة الشعب على مصادره الطبيعية
    بقلم: عقل أبو قرع عن وكالة معــا


    الشكر لليونان وشعبها الصديق
    بقلم: حافظ البرغوثي عن صحيفة الحياة الجديدة
    يختلف الاعتراف البرلماني اليوناني بدولة فلسطين عن سابقه من الاعترافات البرلمانية لكونه يحظى بدعم من الحكومة اليونانية والاحزاب اليونانية قبل ان نتحدث عن الشعب اليوناني الصديق الذي له علاقات تاريخية مع فلسطين ومع حركة التحرر العربية منذ عهد عبد الناصر. ولا بد من شكر اليونان شعبا وحكومة وبرلمانا على هذا الموقف في هذه المرحلة الحرجة حيث تخيم علينا مؤامرة الصمت المحيط ويتم تجاهل حقوقنا المشروعة وقضيتنا الوطنية في خضم الانشغال الدولي والعربي بالفتن المستشرية والارهاب المصنع في اروقة مخابراتية ظالمة ومظلمة لدحر اية آفاق في الاستقرار والتنمية والامن في المنطقة العربية. وكأن تدفق خيرات النفط جلب معه فيضانات من الحروب والمؤامرات لتدمير الحاضر والمستقبل العربي الى اخر برميل نفط. واعتقد ان الدول العربية ظلمت اليونان منذ عقود ولم تحاول الاستثمار فيها رغم ما يكنه الشعب اليوناني من ود للعرب ولم تقم باية مشاريع مشتركة معها، بينما نرى استثمارات في بلاد تناصب رأس المال العربي العداء ويتعرض فيها العربي للاعتداء والاهانة كما هو الحال في اميركا وبعض الدول الاوروبية التي تنتشر فيها الفاشية والعنصرية. وحسنا فعل الرئيس ابو مازن بزيارته لليونان واستضافته لرئيس وزرائها وحسنا فعل الرئيس المصري السيسي عندما وثق علاقات بلاده التاريخية مع اليونان ووقع اتفاقات تعاون مختلفة معها لأن لمصر تاريخا من حسن التعاون مع الاغريق قديما واليونان حديثا. كل الشكر لليونان على هذه المواقف التي تصب في مصلحة الامن والاستقرار في المنطقة لأنه لا سلام دون دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.
    الميلاد ميلادان
    بقلم: عمر حلمي الغول عن صحيفة الحياة الجديدة
    اليوم يحتفل العالم العربي والشعوب الاسلامية بعيد المولد النبوي الشريف، الموافق الثاني عشر من ربيع اول 1437 المعادل للثالث والعشرين من كانون الاول 2015، وبالمناسبة هذا العام هَّل عيد الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم مرتين، الاولى في الثالث من كانون الثاني الماضي واليوم. وهذه الظاهرة تتكرر كل 33 سنة، وذلك يعود لأن السنة الشمسية تزيد عن السنة القمرية احد عشر يوما. كما ويصادف عند منتصف الغد 24 و25 من كانون الاول عيد الميلاد المجيد للرسول عيسى بن مريم عليه السلام. حلول المناسبتان في توقيت واحد، هو فال خير على شعوب المنطقة والعالم، لاسيما وان تعداد بني البشر، الذين يحتفلون بالمناسبتين من اتباع الديانتين الاسلامية والمسيحية يصل لقرابة ثلاثة مليارات ونصف المليار نسمة، وهو ما يعادل نصف تعداد سكان الكرة الارضية.
    ولفلسطين وشعبها نصيب الاسد بالمناسبتين المجيدتين، لان ارضها المباركة تحتضن المسجد الاقصى، اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، والحرم الابراهيمي الشريف، وايضا اعظم الكنائس المسيحية على وجه الارض: كنيسة المهد والبشارة والقيامة. لذا فإن الاحتفاء بمولدي الرسولين العظيمين، يعم الارض الفلسطينية بيتا بيتا. ورغم وحشية الاحتلال الاسرائيلي وقطعان مستوطنيه، فإن اجراس الكنائس ستقرع بالفرح والدعوة للسلام، وسترتفع من مآذن المساجد حيثما كانت خاصة في "الاقصى" المبارك الآذان ليعلو اسم الخالق عاليا في ارجاء الارض الفلسطينية. رغم قوانين الحكومة الاسرائيلية الجائرة، التي تحول دون رفع الآذان من بعض المساجد.
    الاحتفاء بمولدي رسول الاسلام، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، ويسوع المسيح، عليه السلام، هو مناسبة عظيمة للتأكيد على وحدة ابناء الشعب الفلسطيني، وتعاضد ابناء الشعب من اتباع الديانتين دون تمييز، رغم محاولات الانقلابيين الحمساويين والجماعات التكفيرية، التي إنبثقت من رحم فرع جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين تشويه صورة هذه الوحدة والتلاحم على اساس الهوية الوطنية الواحدة.غير انها باءت وستبوء بالفشل الذريع في المستقبل، لان الشعب الفلسطيني، لا يعرف التمييز على اساس الدين والطائفة والمذهب، لانه لم يعاني يوما في تاريخ كفاحه التحرري منذ البدايات من اية حسابات دينية او ما شابه ذلك، ولم يشهد تاريخ فلسطين الحديث والقديم اية نزعات تقسيمية على الاساس الديني, ما يعزز قدرة القيادة على توحيد جهود ابناء الشعب الفلسطيني في الكفاح من اجل دحر الاحتلال الاسرائيلي، والتصدي لمخططاته الاجرامية، الهادفة لتبديد خيار إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، وقتل روح السلام، التي يعمدها هذه الايام مناسبة ميلاد الرسولين العظيميين.
    وبمناسبة عيد الميلاد المجيد، دعا رئيس حركة "الهباة" نتسي غوفنشتاين إلى منع إحتفالات عيد الميلاد في إسرائيل. ووصف المسيحيين عموما في اصقاع الارض في اميركا واوروبا وحيثما كانوا في مقالته، التي نشرها على موقع "كوكر" المتدين تحت عنوان "لنجتث مصاصي الدماء". كتب يقول " لا يوجد مكان لعيد الميلاد في الارض المقدسة. ويجب عدم السماح بموطىء قدم للتبشيرية (المسيحية)، لنطرد مصاصي الدماء من بلادنا قبل ان يمتصوا دمنا مرة اخرى. لقد شبعنا منهم بما يكفي." هذا الصهيوني البشع، المدعي، ينسى انه محتل وقاتل، وانه واقرانه من الصهاينة الاستعماريين، هم وليس احد غيرهم مصاصو الدماء. وإن لم يكن يعرف، فاني اذكره، هنا في فلسطين التاريخية بٌّشَر به، وولد هنا سيد السلام والتسامح والمحبة، وكنائسه العظيمة تقوم على ارض السيد المسيح ابن مريم، فإن كان يخشى المسيحيين الفلسطينيين ومن مختلف القوميات فليرحل، ويعود من حيث أتى. لان الارض الفلسطينية لم تعد تحتمل إحتلالهم ووحشية مجازرهم. ولان هذه الارض ارض سلام وتعايش ومحبة، فستبقى الحاضنة لكل إنسان يؤمن بالسلام والحرية والعدالة الاجتماعية. وكل عام وارض فلسطين وشعبها بمسلميها ومسيحييها وكل اتباع الديانات الاخرى والمدارس الفكرية الوضعية بخير.


    بصيص نور وأمل وسط التيه والمعاناة في العالم العربي
    بقلم: ريموندا حوا طويل عن صحيفة القدس
    من خلال متابعتي لكلمة الرئيس ابو مازن التي القيت في الاحتفالية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد، أرى في هذه الكلمة أمورا هامة جدا، تتناول قضية الفساد المحلي كما تتناول قضايا الفساد العالمي حيث نتعرض كفلسطينيين لتشويه سمعتنا، وكأننا نبع الفساد في العالم، وهم اصحاب الفضيلة والطهارة!
    وقد أصبح همنا أن ندافع عن أنفسنا كأننا في موضع الاتهام. ومن المؤلم حقا أن الفلسطينيين أنفسهم لا يحاولون وضع الاجابة التي يطرحها العالم بين فترة وأخرى متسائلين أين تذهب الاموال؟
    انه لشيء محزن أن نصل الى هذه الدرجة.
    واني أشارك الرئيس وأسجل تقديري لرؤيته، إذ كيف يمكن للانسان المتهم زورا وبهتانا أن يدافع عن نفسه، بعد أن شوهت سمعته، فالانسان اذا تشوهت سمعته فان كل صابون "نابلس" يعجز عن تنظيفها. والمؤلم حقا أن هذا الاتهام الباطل ينال الشخصية وينعكس على كل من لهم صلة به. والحقيقة ان الحرص على الشفافية وروح القانون يجب أن تكون الحكم على الناس وقبل ان نلحق بهم أي تهمة أو وشاية.
    فمن المؤسف ان تتفشى التهم لدرجة اصبح معها كل شعبنا عميلا أو خائنا أو فاسدا، ومحونا جميع المزايا الحسنة التي يحققها ذلك الانسان الموسوم بصفات غير أخلاقية. كما أننا بهذا نتنكر لجميع الاعمال الخيرية والوطنية التي قام بها، ونقذف بها الى سلة المهملات، ذلك أن الاشاعات أقوى من الانسان وهي قادرة على أن تحطمه فيستسلم أمامها، ولا يستطيع ان يدافع عن نفسه.
    وقد أكد الرئيس محمود عباس أن الهبة الجماهيرية نجمت عن يأس الشباب الفلسطيني ومعاناته من البطالة والمطاردات والاعتقالات وان الافق امامه أصبح مسدودا وفرص العمل غير متاحة، بل ان حلمه في الغد يتبدد امامه وهو يرى هذه الجرائم الخطيرة التي تجري امام عينيه، كما أن احراق عائلة باكملها على مسمع من العالم ومرأى، كل هذه المشاهد هي التي تتفاعل في نفس الشباب ويزداد احساسه بالاحباط كأنه يعيش في سجن كبير، خلف الاسوار معرضا للمطاردات والحواجز حيث يمارس عليه كل أنواع القوة، فيغدو عاجزا وهو يعيش خلف القضبان الحديدية، فتفاعلت كل هذه المعطيات في نفس هذا الجيل من الشباب الغض لينفث عن الغضب والحقد الذي امتد ليشمل الارض والشجر والحجر فاستحق ان يكون جيل "المعذبون في الارض".
    ويرى الرئيس ان هذه الثورة جاءت عفوية، ودون توجيه من احد، بل هي من وحي المعطيات التي عرفناها. ونستطيع أن نقول ان ثورة "الطعن بالسكاكين" هي رد فعل طبيعي لعناصر الظلم والطغيان والحرق التي مورست ضد ابناء شعبنا وأن هذه النقمة التي يصبها قطعان المستوطنين وجنود دولة الاحتلال أنبتت هذه الثورة وأحدثت هذه اليقظة الشعبية القومية في جيل الابناء والبنات.
    والواقع أن هجوم المستوطنين على المسجد الاقصى هو خرق صريح لاتفاقات الستاتيكو على فلسطين وهي تعني ان اسرائيل خرقت جميع الاعراف والقوانين التي كان معمولا بها منذ العهد العثماني وجاءت لتعدل فيها وتخرقها، مع أنه لا يجوز لهم تحريفها وخرقها إذ يجب ان تستمر الامور كما كانت عليه في العام 1967، وهو ما أوضحه الرئيس.
    وقد أكد الرئيس ضرورة العودة الى المفاوضات وشريطة ذلك وقف الاستيطان والافراج عن الاسرى خاصة وان هناك اتفاق اوسلو الذي يضمن الافراج عن كافة الاسرى. ويشهد بمصداقية هذا الشرط جون كيري الذي دعا اسرائيل الى الالتزام والافراج عن الاسرى، ولكننا لا نزال صامدين وصابرين وقادرين على التمسك بحقنا ولن نحيد عنه.
    والرئيس ابو مازن يؤكد في كل مناسبة، ويردد عبر كل موقف، وفي كل اجتماع، ان لا تنازل عن الثوابت الفلسطينية، ولا سبيل الى التراجع قلامة ظفر عن حق من حقوق الشعب الفلسطيني في العودة والدولة وان القدس هي عاصمة فلسطين.. وان الشرعية الدولية هي الحكم في كل شؤون وشجون الشعب الفلسطيني.
    وقد اقترب ابو مازن كثيرا، بل كثيرا جدا من تحقيق الحلم الفلسطيني.. وأوشك هو وايهود اولمرت رئيس وزراء اسرائيل الاسبق.. ان يوقعا على اتفاقية تنهي الصراع العربي الاسرائيلي.. وتم الاتفاق على كل التفاصيل.. العاصمة.. والحدود.. واللاجئون.. وحق العودة.. وتبادل الاراضي في اضيق حدود.. وحددت الساعة وتم اعداد المسرح للتوقيع.. ولكن في نفس الساعة تم القاء القبض على ايهود اولمرت.. ووجهت له الشرطة بفعل اليمين المتطرف أسوأ الاتهامات التي شاركت فيها مديرة مكتبه وكانت الورقة التي لعبها اليمين المتطرف لقلب الطاولة واعادة المنطقة كلها الى المربع الاول من الصراع، الذي لا يريد المتطرفون له أن ينتهي. وقد تم كل ذلك تحت ذريعة الفساد.
    وأستذكر هنا ان الاذاعة الاسرائيلية والصحافة الاسرائيلية عموما كانت على امتداد ثلاثين عاما وربما أكثر تبث سموما واشاعات عن كل الشخصيات والمواقف الفلسطينية بل انها كانت حريصة على الايقاع بين ابناء شعبنا ولولا وعي منظمة التحرير والحكومة الاردنية والحكومة المصرية في غزة لوقعت احداث خطيرة بين ابناء الشعب الواحد، ولكن هذه الاتهامات التي كانت تتناول الاعراض والذمم المالية وبيع الاراضي وقضايا التشكيك في الاخرين على كل المستويات الاخلاقية والسياسية على حد سواء، وقد تم ابطال كل ذلك بسبب الوعي الفلسطيني والاردني، وصحافة واعلام مصر.
    ويرى الرئيس ان التعليم التقليدي عندنا لا يزال يقوم على حشو الادمغة بالعلم والمعلومات، وانه يقوم على مهارة الحفظ والصم دون التجربة والابداع.. ولذلك فلا بد من تغيير هذه الانظمة.. وهو يتيح الفرصة للشباب المبدع في وزارة التربية والتعليم للتغيير والتطوير.
    ان الانسان هو أغلى ما نمتلكه.. ولذلك وجب ان يكون هذا الانسان ابن عصره وبيئته ولا بد أن تكون مناهج التعليم متطورة وقائمة على تكنولوجيا العصر.
    ولعله حلم جميل ان يكون في كل فصل جهاز كمبيوتر، وان تكون طريقة التعليم قائمة على الحاسوب.. وبذلك تتطور المعرفة.. ولكن دون هذا الحلم صعوبات ومشاق.. يرجو الرئيس.. من وزيره الشاب صبري صيدم ان يكون قادرا على تجاوزها. فاذا نجح فله شرف النجاح والريادة.. والا فله شرف المحاولة.
    ان نظرة الرئيس الى التعليم تأتي في المقام الاول من اهتماماته.. فالامم تزدهر وتنمو وتترعرع بالعلم.. ولكي نكون ندا عصيا على الكسر امام عدونا.. لا بد لنا أن نكون على مستوى العصر.. وعلى مستوى التحدي، وذلك كله يبدأ وينتهي من "غرفة الصف".. ومن المعلم والطالب والمنهاج.. ومن الجو التعليمي المحكوم بالتطور ولغة العصر.
    وفيما يتعلق بقطاع الصحة، أكد الرئيس عباس أنه التقى قبل أيام وزير الصحة، د. جواد عواد وسأله عن الفترة الزمنية التي تحتاجها فلسطين لتوقف علاج المواطنين خارج فلسطين وما المطلوب لتحقيق ذلك، وأشار إلى أن د. عواد أبلغه بأنه يحتاج لعامين.
    وأضاف الرئيس: لا يجوز أن شعباً أطباؤه يعالجون المرضى من أمريكا إلى اليابان الى الخليج الى اوروبا وغيرها، هذا الشعب نصف مرضاه يعالجون بالخارج، وسألت الأخ وزير الصحة ماذا ينقصكم لتحقيق ذلك فكل طلباتك ملباة، وأخبرني أنه يبحث عن قطعة أرض بمساحة أربع دونمات لإقامة مستشفى للسرطان، فقلت له: عندي الآن خمس دونمات أرض ضع يدك عليها، كونها أراضي دولة، واني على استعداد لتقديم كل الاحتياجات الاخرى لتطوير علاجات السرطان والقلب والكلى والأطفال وكل ما تحتاجونه بحيث لا نكون مضطرين الى ارسال مرضانا الى الخارج، وقد أفادني وزير الصحة انه يحتاج الى عامين لتحقيق هذا المخطط.
    وفي هذا الصدد يمكن القول انه لاول مرة يطرح هذا الموضوع بهذه الصراحة والجرأة من قبل الرئيس المسؤول والمتنفذ، ويترتب على ذلك مبدأ التنفيذ الفعلي على ضوء هذه القرارات التي يصدرها الرئيس وتنفذ على وجه السرعة. ولنا بعد ذلك ان نتساءل:
    لماذا..؟ ونحن نخرج اذكى وأمهر وأكفأ الاطباء في العالم.. مما يجعل الطبيب الفلسطيني النابغة، موجودا في عمان، كما هو موجود في دول الخليج بل انه موجود في جامعات امريكا واوروبا.. والاسماء كثيرة، والشواهد معروفة.
    لقد جرت محاولات قبل ذلك لاقامة مستشفى عصري في بيت لحم من قبل الدكتور داود حنانيا جراح القلب العالمي.. ولكن المحاولة لم تكتمل.
    كما أن مشروع اقامة مستشفى عصري بمبادرة من حسيب صباغ في منطقة سردا.. لم يتم له الاكتمال.. مع أن كل الدراسات والاموال والمخططات قد تم تأمينها.
    ان السياحة الطبية يمكن أن تشكل لنا مصدر دخل رائع، وتوقف تدفق الاموال من عندنا الى الدول المجاورة التي تربطنا بها اتفاقيات لعلاج امراض ابنائنا المزمنة.
    وأستذكر هنا.. ان جلالة الملك حسين كان رائدا في هذا المجال فقد كان يستقدم كل نابغة في الطب.. ويلحقه بالعمل في مدينة عمان الطبية.. ومن هؤلاء الذين استقدمهم داود حنانيا والدكتور صلاح صلاح، وغيرهما.. وبذلك غدت عمان أعظم مؤسسة طبية معاصرة.. ولعلها تتفوق على "هداسا". وليس عيبا أن نتعلم من الآخرين.. ولكن العيب ان نهمل عبقريات ابنائنا في مجال الطب وندعها تتسرب.. ثم نسعى الى طلب العلاج لابنائنا.. بالمال والمعاناة والتعب.
    وقال الرئيس ان مبدأ سيادة القانون مبدأ اساسي: إذا اعتدي على القانون ولو مرة واحدة فهذا يعني أننا نعيش في غابة، لا أحد يجرؤ ولا يسمح لأحد ويجب أن لا تسمحوا لأحد أن يخترق القانون، أو يجتاز القانون، لأن القانون تمثيل للرب على الأرض، كما أمر الله، ولا يستطيع أحد أن يتدخل في القانون، ويجب علينا أن لا نخرق القانون.
    وشدد الرئيس على أن الشعب الفلسطيني لا يملك ثروات طبيعية، إلا أنه يمتلك العقول البشرية، مشدداً على ضرورة الاهتمام بالجيل الشاب الجديد الذي بدأ يتفتح، مشدداً على ضرورة رعاية الشباب لأن العقول هي التي ستجعل الشعب الفلسطيني يملك الثروات العقلية.
    وقال الرئيس: ذهبنا إلى مجلس الأمن لكي نحصل على دولة كاملة العضوية فأفشلنا، ثم ذهبنا مرة أخرى إلى الجمعية العمومية، وحصلنا على صفة دولة مراقب، وشاركنا مؤخراً في قمة المناخ، وبمجرد أن صدرت قرارات مؤتمر المناخ قدمنا طلب الانضمام للحصول على العضوية فيه.
    ونستذكر هنا ان الرئيس ابو مازن قام بتكريم خمس وعشرين مؤسسة فلسطينية فاعلة ممثلة في شخصيات واعلام فلسطينية متميزة. وهذا التكريم من قبل الرئيس يعطي دفعة معنوية رائعة للنابغين العاملين في شتى مجالات العمل الفلسطيني.
    وهكذا كان حديث الرئيس مفعما بالامل، مشرقا بالتفاؤل، ولا عجب فان المتفائلين هم الذين يرون النجوم وسط الضباب والشمس وسط الغيوم ويطلعون فجر الحرية والانتصار من خلال دياجير الظلمة والظلام.


    لماذا اختلفنا على القنطار؟
    بقلم: عبد الغني سلامة عن صحيفة الأيام
    كالعادة، إزاء كل حدث (صغيراً كان أم كبيرا) ينقسم الناس، وتتعدد الآراء .. وهي ظاهرة بحد ذاتها صحية ومطلوبة، سأظل أمدحها كل مرة، لأن الناس جُبلوا على الاختلاف والتنوع .. ولكن، في أحيان كثيرة يتحول الاختلاف في الرأي إلى خلاف حاد، ويتمترس كل فريق في قوقعة مغلقة، ويبدأ من خلفها بإطلاق سهامه على الخصوم، حتى تصل الأمور حد القذف وتبادل الاتهامات .. في قضية استشهاد المناضل "سمير القنطار" كان لطعم الخلافات هذه المرة مذاق العلقم .. على مواقع التواصل اشتعلت حروب التكفير والتخوين، وتراشق الشتائم والتهديد بالحذف، واستعمال ما تيسر من الأسلحة الافتراضية .. بموازاة حرب حقيقية تدور في الميدان يستخدم أطرافها كل ما وصلت لأيديهم من أسلحة فتاكة.
    السؤال البديهي: بماذا أفدنا الأمة من هذه الحرب الكلامية المفتعلة ؟ سوى إعطاء العالم دروسا في بث الكراهية، والتحريض الطائفي، وتعميق العداوات، ونكء الجراح، والتخندق خلف أوهام مركبة !! والتشدق بشعارات رنانة جوفاء ..
    مشكلة العقلية العربية، أنها "عقلية كليانية"، تهيمن عليها الثنائيات الحادة؛ عقلية لا ترى إلا اللونين: الأبيض أو الأسود، في حين أن المساحة الفاصلة بينهما تحوي ما لا حصر له من الألوان. عقلية أحادية البُعد، لا تصنف الناس إلا في خانتين متناقضتين، وتستسهل إطلاق الأحكام القطعية: إما وطني أو خائن، مسلم أو كافر. عقلية ضيقة، صورت لها أيديولوجيتها المغلقة أن العالم قسمان، لا تقوم العلاقة بينهما إلا بالحرب، في حين أن الواقع أكثر تعقيدا وتنوعا .. عقلية قصيرة الذاكرة، تبني مواقفها استنادا إلى آخر مشهد، بعد أن تفصله عن سياقاته السابقة، وتعزله عن ظرفه الموضوعي ..
    في هذا المناخ البائس يصبح كل فرد عبارة عن حاكم وقاض وجلاد، يمارس أحكامه باستبداد لا يقل عن استبداد النظم الحاكمة نفسها، وعلى كل من يُقدِم على عملٍ ما أن ينال أولاً رضا وموافقة كل فرد من هذا المجموع المستبد، حتى من يموت، ولو مات برصاص الجيش الإسرائيلي يجب على روحه أن تطوف بين الناس لينال منهم لقب "شهيد" أو "خائن" !!
    مثل هكذا عقلية، سينجم عنها حتماً آليات تفكير متطرفة، متشنجة، انفعالية؛ عندما تمدح تفرط في المديح حد الابتذال، وعندما تنتقد تتطرف في النقد حد الفجور، مثلا، "سمير القنطار"، صار مجرما، لأنه انضم إلى حزب الله، مع إنكار تام لكل تاريخه النضالي .. "حسن نصر الله" الذي كان "بطل تحرير الجنوب" و"سيد المقاومة"، صار "خائنا" و"شبيحا" لأنه اصطف إلى جانب النظام السوري .. طبعا نتوصل إلى مثل هذه التوصيفات بكل خفة، لأننا نفكر بعقلية انتقائية مصلحية، لا تفهم العالم إلا من منظورها الخاص، وفق مسطرتها فقط، فمن لا يتفق معنا هو ضدنا بالضرورة (وهذا الشعار هو أهم مبادئ الفاشية).
    لست هنا بمعرض تأييد للنظام السوري، أو لقوى المعارضة .. فأنا ضد الحرب أساسا، وضد قتل أي إنسان، وأرفض إرهاب الأنظمة لشعوبها بنفس القدر الذي أرفض فيه الإرهاب الإسرائيلي، وضد تدخل أي قوة خارجية في الشأن السوري، ومع الشعوب في كفاحها من أجل الحرية والعدالة .. ولكني أرى أن أخطر ما في الموضوع مسألة التحريض الطائفي .. خاصة وأن البعض لم يعد يخجل من ترديد التصنيفات الطائفية: سمير قنطار "الدرزي"، حزب الله "الشيعي"، الحرب ضد "السُنة" ...إلخ.
    كيف يمكن للعقل العربي أن يرتقي قليلا بتفكيره؛ بحيث يصبح قادرا على التمييز بين الدولة والنظام، بين الدين والأيديولوجيا الدينية، بين الإسلام وأحزاب الإسلام السياسي، بين الطائفة والطائفية .. فمثلا؛ هنالك مبررات كثيرة لمعاداة "النظام" السوري، ولكن يجب أن ندرك أن انهيار "الدولة" السورية يعني فتح أبواب الجحيم، واجتياح المنطقة برمتها موجة من الفتن والفوضى والتطرف والدمار لا يعلم مداها إلا الله .. وقد يكون لدينا ما يكفي من الأسباب لانتقاد "نظام السيسي"، ولكن دون أن نتورط بعداء الدولة، أو نقلل من شأن الدور التاريخي المصري. وقد يكون للبعض ألف سبب لمعاداة "أردوغان"، أو النظام الإيراني، ولكن علينا دوما أن نبحث عن طرق لكسب هذه الدول والتحالف معها بدلا من عدائها، ليس لأنها قوى إقليمية مهمة وحسب، بل لوجود روابط متينة وتاريخية مع شعوبها..
    بماذا يفيدنا عداء الشعب الإيراني، وإطلاق توصيفات من مثل "النظام الإيراني الصفوي الشيعي" ؟ أو عداء تركيا، واتهامها بأنها ذات أطماع عثمانية وأحلام إمبراطورية ؟ لماذا لا نفرق بين أنظمة الخليج وسياساتها، وبين شعوبها الطيبة الصديقة ؟ وبالمثل، لماذا يحلو للبعض تنمية روح العداوة والبغضاء ضد شعوب الأرض ودولها ؟ لماذا نكره دوما من لا يشبهنا؟
    متى سنصدق ونقتنع بأن كل هذه التصنيفات وعمليات التحريض الطائفي هي من فعل أعدائنا ؟ صرفوا عليها أموالا طائلة، ونظموا من أجلها أعدادا مهولة من الجواسيس، وأطلقوهم لبث مخاوف كل طائفة من الأخرى، وفي الدس بينهم بقصص لم تحدث، ونياتٍ مبيتة لم تكن واردة أصلا، ونبش ثارات قديمة، ومحاكمات تاريخية بال عليها الزمان .. متى سندرك أن الخلافات الطائفية تعني تحويل الصراع ضد المشروع الصهيوني إلى صراع داخلي طائفي مؤبد، سيحول المنطقة إلى كومة خراب !! متى سنكف عن الانفجارات في وجوه بعضنا؟ وندرك أن الاحتلال الإسرائيلي هو عدونا الوحيد؟

    سمير القنطار حكاية مقاومة
    بقلم: عباس الجمعة عن وكالة PNN
    سمير القنطار بطل لن يتكرر بطل عشق فلسطين وضحى بثمرة شبابه من اجل فلسطين فاحبها حتى النخاع ، فالرصاصات التي اخترقت جسده خلال تنفيذ عمليته الشهيرة نهاريا ، كانت حكاية المقاومة ضد العدو الصهيوني العنصري بكل محطاتها، هي قصة قرار المواجهة الأول وقصة قرار الصمود رغم السجن ، انها فجر الحقيقة من خلال عودته بعد تحرير من الاسر الى جبهة المقاومة والإصرار على الاستمرار في النضال حتى الشهادة أو النصر، هي قصة انتماء الشهيد القائد سمير لفلسطين بعزها وإنتصاراتها ، إنها باختصار كل الحكاية وكلماته بمثابة شهادة فخر، وكيف لا وهي من مقاوم شريف ارهق الصهاينة واذلهم وخرج من المعتقل مرفوع الرأس واعتبر خروجه آنذاك هزيمة للعدو.
    نودع شهيد المقاومة وحزب الله وجبهة التحرير الفلسطينية وفلسطين وفي القلب غصة ، حيث استماعنا جيدا لخطاب سماحة سيد المقاومة السيد حسن نصرالله باستشهاد سمير القنطار فهو خطاب المقاومة خطاب اراد من خلاله ايصال رسالة للعدو الصهيوني ونحن على ثقة بان هذا الخطاب سيشكل الرد الحتمي على اغتيال سمير القنطار في القريب العاجل .
    سمير القنطار الشاب العربي اللبناني الفلسطيني كانت دائما بوصلته فلسطين ترك احداث لبنان الدموية واتجه الى العدو الحقيقي الى الكيان الذي اغتصب فلسطين وهو في سن الرابعة عشرة من عمره مناضلا في جبهة التحرير الفلسطينية ، حيث كان مؤمنا بفلسطين، التي حلم بالوصول إليها، منذ عملية الخالصة، الأولى في تاريخ العمليات الاستشهادية الفلسطينية، فانضم إلى الوحدة الخاصة في جبهة التحرير ، فكان اول من نزل عملية عبر الحدود الاردنية الفلسطينية عام 1978 وافرج عنه بعد ثمانية اشهر ليعود الى موقعه النضالي وكان التجهيز لعملية نهاريا البطولية فأصر سمير على ان يكون ضمن ابطال العملية قبل ان ينهي عامه 16 فكان مناضلا ومتحمس للإمساك بالبندقية باعتبار الكفاح المسلح هو الطريق نحو تحرير الارض واستعادة الجقوق ، حيث نجح من خلال قيادته لعملية نهاريا عملية الشهيد القائد جمال عبد الناصر من الوصول الى نهاريا حيث واجهت المجموعة قوات شرطة العدو وقوات احتلاله بكل بسالة بعد ان تمكن من احتجاز عدد من الاسرى الا ان احتدام المعركة ادت الى استشهاد رفيقيه عبد المجيد اصلان ومهنا المؤيد واسر رفيقه الثالث احمد الابرص ، ومنذ اللحظة الأولى لوقوعه في الأسر بعدما نخر الرصاص جسده الفتي ونقله بمروحية إلى مركز المخابرات العسكرية في الجليل الفلسطيني المحتل، رسم القنطار الخطوط العريضة لعلاقته مع العدو الأول والأساسي، واستمر بالمواجهة منذ اللحظة الأولى في التحقيقات الأولية ومرورا بالجلسة الأخيرة في نطق الحكم: ثلاث مؤبدات بـ 454 سنة سجن وعشرات السنين ، ومن عسقلان الذي سُجن فيه بعد محاكمته، عوقب القنطار الذي يصفه رفاق الزنزانة والأسر بـ “الجلف والحاد” ، إلى معتقل نفحة الصحراوي من دون أن ينزعوا الشظية الباقية في رئته حيث يتسبب الطقس الجاف والغبار في زيادة معاناته.
    لم يكن الشهيد القائد سمير القنطار قد أتم التاسعة عشرة من عمره عندما اندلع إضراب الأسرى في سجون الاحتلال في العام 1981، ومع ذلك كان له دور بارز في الدعوة والتحريض في إضراب نفحة الشهير الذي استشهد فيه ثلاثة أسرى نتيجة إضرابهم عن الطعام،
    ومع استمرار النضال في المعتقل، واجه القنطار مع غيره من الأسرى استحقاق الإمساك بالسجون الصهيونية بعد عملية التبادل التي نتجت عن عملية “النورس الكبير” التي نفذتها القيادة العامة وأدت إلى الإفراج عن 1300 أسير فلسطيني وعربي، من بينهم رفيقه في الاسر الاسير احمد الابرص ويومها تحفظت حكومة الاحتلال على الإفراج عنه ومعه 17 أسيراً آخرين.
    ومن هنا دخل سمير القنطار معركة تحدي إعادة الإمساك بالوضع بالسجون نتيجة الفراغ القيادي الذي حصل بعد الإفراج عن القيادات في عملية النورس، وتحديداً في السنتين اللتين سبقتا الانتفاضة الفلسطينية الأولى في 1987.
    وامام الوقوف امام سيرة مناضلا واسيرا مقاوما جلس في الزنزانات عقود من الزمن حتى لقب بعميد الاسرى العرب وبعد خروجه من زنازين الاحتلال بعملية تبادل مرفوع الراس الا انه عاد للنضال ضد العدو الصهيوني ، وجعلته حكومة الاحتلال هدفا لها ، حيث وصلت لهدفها عبر عملائها الخونة فارتقى سمير القنطار شهيدا حاملا وسام الشرف والبطولة والشهادة.
    صحيح أن سمير القنطار لم يستشهد على أرض فلسطين لكن القاصي والداني يعلم أن مهماته في سوريا كانت مرتبطة بجبهة الجولان المحتلة، ولكن بوصلته كانت فلسطين ، لهذا نقول ونحن نودع سمير بعد ان امضى ثلاثون عاماً في فلسطين لم يتوقف خلالها عن المقاومة، لانه أحد الأعمدة الأساسية في الحركة الأسيرة المقاومة ، فهو احب والدته الثانية في فلسطين أم جبر وشاح ، كما احب والدته ام سمير ، وكان له وطن وعائلة. نعم، نشأ سمير القنطار فلسطيني الهوى، واستشهد ووجهه لم يحد عن فتاة أحلامه اي فلسطين أبدا، وما بين وداعه من قبل الشهيد القائد أبو العباس الأمين العام لجبهة التحرير على شاطئ صور في جنوب لبنان مع رفيقه القائد سعيد اليوسف ، إلى لحظة احتضانه الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية، ثلاثة عقود من المقاومة التي بدأها في الرابعة عشرة من عمره وختمها في الثالثة والخمسين بالشهادة حلمه،
    عاش سمير القنطار 36 عاماً فوق العمر الافتراضي الذي وضعه لنفسه، ثلاثون منها بنى خلالها حالة نضالية فكرية داخل المعتقل الصهيوني، صنع من نفسه أيقونة مقاومة عابرة للحدود، عابرة للطوائف، مهّد للحظة شهادة مؤجلة تروي الحكاية من عبيه إلى شاطئ صور في لبنان إلى نهاريا ثم المعتقلات الصهيونية على امتداد فلسطين، ومجدداً إلى لبنان إلى الجولان واخيرا إلى جرمانا في ريف عاصمة سوريا دمشق.
    اليوم ينضم سمير القنطار إلى لائحة الشهداء العظام ، إلى عبد القادر الحسيني وياسر عرفات وابو العباس وابو علي مصطفى والسيد عباس الموسوي وفتحي الشقاقي والشيخ أحمد ياسين وعماد مغنية وحسان اللقيس وغيرهم، ينضم إلى لائحة طويلة لا تبدأ باسم محدد ولا اسم أخير عليها، هي لائحة “رجال صدقوا” التي تكبر مع كل كبير ينضم إليها ويوقع تحت اسمه بدمه “ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً”.
    لهذا نقول ان سمير القنطار بطل قومي بكل ما للكلمة من معنى ورمز لفكرة المقاومة ولمشروعها التحرري الذي يتجسد في فلسطين ولبنان وسورية ، في مواجهة معسكر الامبريالي الصهيوني الاستعماري الذي لايفهم غير لغة القوة وطريق التصدي لغطرسته هو المقاومة ضد قلب المعسكر كله ،الكيان الصهيوني ،وضد جميع الأدوات التي يحركها الاستعمار بقيادة الادارة الأمريكية لحماية الكيان ودعم قوى الارهاب في المنطقة، هذه الادارة التي وضعت سمير القنطار قبل ثلاث سنوات على لائحة الارهاب ، ولكن امام كل ذلك نرى بوضوح ان المقاومة التي شكلت محور حياة سمير وقضية عمره ومضمون ما تركه من إرث للشباب الذي دربهم وعلمهم وقادهم في العقود التي أمضاها مناضلا منذ عمليته الفدائية حتى استشهاده ، فشهادة سمير القنطار ستبقى نبراسا في فضاء الشرق كله وستزيد المناضلين اصرارا على مواصة النضال حتى تحرير الارض والانسان .
    ختاما: لا بد من القول ، شهادة سمير القنطار هي حكاية المقاومة وهي حكاية جبهة التحرير الفلسطينية والثورة الفلسطينية والمقاومة الوطنية والاسلامية وحزب الله ضد كيان العدو بكل محطاتها، هي قصة قرار المواجهة الأول لبطل وقائد ومناضل رغم قلة الإمكانات ، هي قصة قرار الصمود رغم السجن الذي حاول فيه الشهيد القائد ابو العباس الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية باكثر من عملية لجبهة التحرير للافراج عنه ، ورغم الآلام والجراح بعزها وإنتصاراتها من خلال الانتفاضة المتواصلة على ارض فلسطين المفتوحة على كل الإحتمالات، ومن خلال المقاومة الاسلامية والوطنية بقيادة حزب الله التي تواصل معركتها مع العدو الصهيوني وقوى الارهاب التكفيري المدعوم من الامبريالية والصهيونية والاستعمارية إنها باختصار كل الحكاية، فالنصر قادم لا محالة وان دماء الشهيد سمير القنطار ستنتصر على العدو وسترسم حرية فلسطين والمنطقة .

    بين التاريخ .. والمستقبل .. وضع محفوف بالمخاطر
    بقلم:سمير حباشنة عن وكالة PNN
    تشهد القضية الفلسطينية ، بشقها المتعلق باحلال السلام على أسس عادلة تطورا متعاكسا من سلوك طرفي المعادلة العربي /الفلسطيني.. والاسرائيلي.
    (1)
    ولانهاء عقود الصراع الطويل و المرير ، و ما شهد من مآسي و قتل و دمار و اشاعة للكراهية.
    فان الموقف العربي والفلسطيني لانهاء تلك المعاناة التاريخية تحول ايجابا نحو قضية السلام، وقدم تنازلات تاريخية جريئة و غير مسبوقة، مبديا نوايا حسنة وعملية ، توجت بالمبادرة العربية ، التي هي موضع حديثنا اليوم، والتي اكتفت بدولة فلسطينية في الضفة والقطاع، و عاصمتها القدس الشرقية، أي على 22% من فلسطين التاريخية، أي نصف المساحة تقريبا التي كانت مقررة للعرب في قرار التقسيم. بل و ذهبت المبادرة قدما و تحدثت عن العيش بسلام لكافة شعوب المنطقة، واقامة علاقات طبيعية بين الاسرائيلين و العرب .. وبالتالي و حكما، بين اسرائيل و الدول الاسلامية. حتى أن قضية اللاجئين و حق العودة التي استندت الى القرارات الدولية أخضعت بالمبادرة الى مبدأ المفاوضات. بالمقابل فان اسرائيل لم تثمن هذا التحول النوعي العربي و الفلسطيني نحو السلام و قبولها في المنطقة ، بلقابلت ذلك بمواقف متشددة تفضي عمليا الى نسف عملية السلام من حيث المبدأ.
    وانها امام الضغط الدولي المتزايد اكتفت بالاقرار بالحق الفلسطيني باقامة دولتهم .. ولكن وفق شروط غير واقعية وغير قابلة للتحقق ، فهم يصرون على الاستيطان بالمضي بمشاريع استيطان جديدة و بتسمين المستوطنات القائمة ، والاستمرار بمصادرة أراضي في الضفة الغربية، يرفضون مبدأ أن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، و يتحدثون عن قدس واحدة موحدة عاصمة لاسرائيل! ويرفضون مبدأ التفاوض على حق العودة، بل و يرفضون الانسحاب من الأغوار … وهكذا حتى ان الاعتراف بمبدأ حل الدولتين هو في حقيقته ما هو الا ملاذ من شأنه فقط الحفاظ على الوضع القائم، أي على الاحتلال. بل وكل يوم نسمع بشروط تعجيزية جديدة تنم عن ان العقل الصهيوني انما يرفض السلام كمبدأ ويسعى الى الاستحواذ على كامل فلسطين التاريخية، و يرفض عمليا الاعتراف بالشعب الفلسطيني و بحقوقه التاريخية على ترابه الوطني!
    (2)
    اذاً و بالرغم من التنازلات الجوهرية التاريخية التي قدمها العرب والفلسطينيون سعيا منهم لانجاز عملية السلام، فان الرفض الذي يقابل ذلك انما يراهن على عاملين اثنين :
    1 عامل القوة و التفوق العسكري .
    2. عامل الدعم الدولي الغربي المنقطع النظير واللامحدود و بأشكاله الكافة العسكرية والاقتصادية والسياسية.
    و عند التدقيق بذلك نجد ، أن الحركة الصهيونية انما تعتمد على عاملين يتسمان تاريخيا بالحركة و عدم الثبات .. فالتفوق بامتلاك القوة العسكرية هو تابع الى متغير متنقل بين الأمم و الشعوب.. فكم من دولة وامبراطورية امتلكت على مد التاريخ القوة والتفوق العسكري الذي لا حدود له والذي مكنها من الهيمنة اقليمياً ودولياً . الا انها ما لبثت هذه الدولة / الامبراطورية ان زالت بزوال قوتها ، ومن الامثلة على ذلك الامبراطوريات الرومانية ، و الفارسية ، والعثمانية، والعربية، والنمساوية، و المانيا المعاصرة، بل ونرى الآن ذاك التراجع”الدراماتيكي”السريع للقوتين الاستعماريتين المعاصرتين اللتان هيمنتا على العالم بريطانيا و فرنسا، وبالمقابل صعود الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي “وسقوط الثانية”والصعود المنتظر للصين و روسيا . وعندنا في القرآن الكريم آية تعبر عن ذلك بقوله تعالى ” و تلك الأيام نداولها بين الناس” بل وبالعودة الى مقدمة ابن خلدون “مؤسس علم الاجتماع” على المستوى الانساني فانه يقدم تحليلا تاريخيا وماديا لكيفية صعود و زوال الدو ل والمجتمعات.
    اذا فالاعتماد على القوة و التفوق العسكري لا يمثل اطلاقا مستقبلا يضمن للكينونه الاسرائيلية ديمومتها .. واني أذكر بأن العرب يمكن ان يخسروا امام اسرائيل ان استمر الصراع … عشرات الحروب ، ولكنهم لن ينتهوا ، وذلك لامتدادهم الحضاري و الجغرافي و السكاني… غير القابل للاندثار. و لكن بالمقابل فان اسرائيل يمكن أن تزول ان خسرت حربا واحدة لا غير.
    كما أن الدعم الدولي الذي تتمتع به اسرائيل اليوم وتلك الاسلحة الفتاكة التي تتزود بها وتلك المليارات التي تنهال عليها من كل حدب و صوب فهي كذلك من الامور التي لا تتسم بالثبات.
    فالدعم الدولي كان جليا و منحازا لحكومة جنوب افريقيا والى روديسيا البيضاء العنصريتينو لعقود طويلة. وفي محطة وعي و صحوة ضمير انساني وانكشاف الحقائق التي كان يخفيها النظامين العنصريين، انتهى هذا الدعم و انقلب السحر على الساحر وانصف العالم باجمعه شعبي جنوب افريقيا و زيمبامبوي المضطهدين … فنالا حقوقهما التاريخية المشروعة.
    في ذات السياق، فاننا نلمس الآن بأن الدعم الدولي لاسرائيل، و جراء سياساتها العنصرية و رفضها لكل القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، وانتهاكها لحقوق الانسان الفلسطيني و ممارستها لجرائم الحرب وقتل الأبرياء، و تحويل الاراضي الفلسطينية الى سجن كبير، نلمس ان هذا الدعم بدأ يخفت و تضعف جذوته و بشكل متسارع، فنلاحظ التبدل في المواقف الغربية، نلاحظ ذلك بقرارات المنظمات الدولية التي تدين اسرائيل، بل و بالاعتراف الواسع بحقوق الشعب الفلسطيني، وان أكثره وضوحا اعتراف البرلمانات الاوربية بالدولة الفلسطينية، بل توصيات دول اوربية عديدة بدأتها السويد بالاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية، هذا اضافة الى موقف مئات الأكادميين البريطانيين الذين يقاطعون مراكز البحث الاسرائيلية .. وتلك المقاطعة الاروبية الواضحة لمنتجات المستوطنات الغير الشرعية القائمة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
    اي ان اسرائيل بالخلاصة مكشوفة على حقيقتها اليوم اما العالم .. مما يعني ان هذه التحولات الملموسة في الموقف الدولي سوف تشهد تراكما كبيرا عبر العقدين القادميين. فالعالم لن يحتمل سياسات و ممارسات اسرائيل الى ما لا نهائية . واعتقد ان النتيجة سوف تكون متقاربة مع ما آلت اليه الامور في جنوب افريقيا و زمبابوي، وان ما سوف يسارع في تلك التحولات سعي العرب والفلسطينيين نحو السلام وما عبروا عنه في المبادرة العربية التي تجتمعون اليوم لمناقشتها و البحث في سبل تحقيقها.
    (3)
    وانني هنا لابد أن أؤشر على عامل ثالث واضح، رغم ان راسمي السياسات في اسرائيل لا يعطونه الاهمية اللازمة، و هو العامل الديموغرافي، ففلسطين التاريخية اليوم، تشتمل على حوالي 7 مليون يهودي، و على عدد مماثل او يقل قليلا من العرب الفلسطينيين، و ان بقاء الحال على ما هو عليه جراء التعنت الاسرائيلي و رفض المبادرة العربية، فان الامور في النهاية تسير نحو دولة ثنائية القومية، وذلك حين يصل المجتمع الدولي لمرحلة لا بد ان يقر بما هو قائم على أرض الواقع، فالعالم لن يحتمل سيطرة مجموعة اثينية على أخرى… خصوصا و ان تلك المجموعة الأخرى ليست أقلية، بل ان معدلات الخصوبة الفلسطينية تزيد عن مثيلتها في اوساط اليهود، وذلك يعني ان الزمن لا يسير بخط يتماشى وفكر التشدد و تطلعات الاستحواذ.
    و هذا يعني ان الاصرار على رفض مبدأ السلام و عدم السير قدما بحل الدولتين.. انما يعني أن الامور تسير بالعودة الى ما كانت عليه في السابق.. كيانية واحدة ، بتزايد سكاني عربي فلسطيني… مؤكد .
    فاين هي مصلحة أسرائيل برفض المبادرة العربية ؟!
    ان اسرائيل تعي هذه الحقيقة ، وبالتأكيد أنها ترى ما نراه، ولكن تمارس رفض الاعتراف بالواقع “Dynail” بفعل سيطرة غريزة الاستحواذ.علماً بأن الغرائز في منطق التاريخ تضر بمن يحملها و بمن تسيطر عليه، فالرغبة بالاستحواذ على كل شئ غريزيا تفضي بفقدان الشئ كله.

    (4)
    و على جانب آخر و من منبركم هذا فاني أتوجه الى الناشطين و الداعمين لأسرائيل و بالذات في الولايات المتحدة الامريكية ،ولأقول لهم أن دعمكم اللامحدود لاسرائيل والوقوف معها ( على عماها) و تجاوزكم على القانون الدولي و على حقوق الانسان و على قرارات مجلس الامن والجمعية العامة وعلى مجمل توجهات المنظمات الدولية، انما انتم تضرون بها و تدفعون بها نحو الهاوية، فالطفل المدلل عند ابويه و تعويده على الاستحواذ و الحصول على كل ما يريد حتى لو كان بأيد أخرى انما هو في المستقبل “حكما” شخصا انانيا… سوف تقتله انانيته و تدفع به لأن يكون خارج السياق العام لمجتمعه، كبر ذلك المجتمع ام صغر.
    واسمحوا لي أن اذكر هنا ان من المعيب على منظمات أمريكية ان تدعم الاستيطان و مشاريعه في الأراضي الفلسطينية، حيث يقول تقرير نشرته هآرتس بتاريخ 8/12/2015 بأن مجموعة من المنظمات الامريكية غير الربحية قد قدمت في الفترة ما بين 2009—2013 مبلغ 265 مليون دولار لدعم الاستيطان و المستوطنين، و بما ان هذه المنظمات كما يشير التقرير هي منظمات غير ربحية و بالتالي معفية من الضرائب، فان هذا يعني ان حكومة الولايات المتحدة تدعم الاستيطان بصورة غير مباشرة رغم مواقفها الرسمية المعلنة منذ عام 67 برفضها للاستيطان و اعتباره غير شرعياً و معيقاً للسلام.
    واذا علمنا وفق صحيفة “نيويورك تايمز” بتحقيق أجرته عام 2010 بأن السنوات القليلة الماضية التي سبقت هذا التقرير بأن دعم الاستيطان غير المشروع كان بحدود 200 مليون دولار بمعنى ان الدعم الامريكي للاستيطان يسير بصورة متزايدة رغم ارتفاع نبرة المواقف الأمريكية الرافضة للاستيطان!
    بل وان من المعيب أيضا و غير الاخلاقي ان جزء من هذه التبرعات انما يرسل لعائلات و افراد ممن أدينوا بجرائم ارهابية ضد الفلسطينين، ومنها جمعية “حنانو” التابعة لحركة كاخ الارهابية المحظورة في كثير من دول العالم بما فيها الولايات المتحدة، وهي الجمعية الأبرز التي تتلقى دعما سخيا من تلك المنظمات الامريكية غير الحكومية المعفية من الضرائب!
    واننا حين نقارن ما يرد في هذه التقارير بالقضايا المرفوعة على مؤسسات مصرفية بحجة أنها تدعم الارهاب نقول، أي عدالة أمريكية وأي مبادئ للثورة الأمريكية هي تلك التي تحكم الولايات المتحدة كمرجعية فكرية و اخلاقية للدولة ، و نتساءل لماذا لا نرى قضايا مشابهة ترفع ضد من يدعم الاستيطان و يمول الارهابيين المتشددين في اسرائيل، و منه الارهابي “عافي بوبر” الذي قتل عام 1995 سبعة عمال فلسطينين والذي يتلقى دعما ماليا منتظما من تلك المنظمات !
    واقعة شخصية أود أن أطرحها أمامكم بانني و عبر نافذة التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” تلقيت طلبا من اسرة في غزة تعاني شظف العيش والحرمان، تطلب مني مساعدة مالية.. وانني أخشى أن أساعد تلك الاسرة خوفا من أن أتهم بالارهاب، و ترفع ضدي قضية كمساند او داعم او ممول للارهاب امام محاكمكم”العادلة” في الولايات المتحدة الامريكية!
    (5)
    و بعد، فان المبادرة العربية هي سبيل المجتمع الدولي و كل القوى الخيرة في العالم لانجاز السلام العادل و الشامل، وان أي تأخير بذلك أو مجاملة للحكومة الاسرائيلية المتشددة فانه أمر محفوف بالمخاطر و يهدد السلام الدولي باعتبار ان القضية الفلسطينية وان ضعفت مكانتها مؤقتا في هذه المرحلة بسبب تداعيات الربيع العربي فان هذه القضية سوف تبرز كمفصل و كعامل هام في العلاقات الدولية … بين أن يتم السلام و بين ان تندلع الحرب مجددا.

    الجمعية العامة للامم المتحدة وسيادة الشعب على مصادره الطبيعية
    بقلم: عقل أبو قرع عن وكالة معــا
    اقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل ايام، وبأغلبية 164 دولة مقابل معارضة 5 دول فقط، من بينها اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية وكندا وبعض الجزر الصغيرة، مشروع قرار بعنوان "السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة على مواردهم الطبيعية، حيث يؤكد القرار على الحقوق على الأرض والمياه، والمطالبة بالتعويض نتيجة لاستغلال موارده الطبيعية وإتلافها أو ضياعها أو استنفادها أو تعريضها للخطر بأي شكل من الأشكال بسبب التدابير غير المشروعة للاحتلال، من خلال بناء المستوطنات وتشييد الجدار، التي تشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وفتوى محكمة العدل الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، كما يطالب القرار إسرائيل بالكف عن اتخاذ أي إجراءات تضر بالبيئة، بما في ذلك إلقاء النفايات بجميع أنواعها في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
    وحين تكون المصادر الطبيعية، من مياة ومن ارض ومن حيز ومن انتاج زراعي ومن تنوع حيوي هي مصادر محدودة ومقيد استعمالها ومتنازع عليها، وحين تكون المساحة الجغرافية ضيقة وكذلك متنازع عليها وبشدة، وحين تكون كثافة البشر في تلك البقعة مرتفعة وربما من اعلى النسب في العالم وخاصة في قطاع غزة، وحين يكون ازدياد البشر وبالتالي نشاطات البشر وما ينتج عن ذلك من نفايات وبانواعها في تصاعد مستمر، حين يكون كل ذلك متواجد في بيئتنا الفلسطينية، فأن العمل من اجل حماية البيئة هذه الايام وللاجيال القادمة يعتبر اولوية وطنية، سواء اكان على الصعيد الرسمي، او من خلال منظمات المجتمع المدني، او الجامعات والمدارس والبلديات، وصولا الى المواطن الفلسطيني.
    وفي المدن والقرى وما بينهما في بلادنا، ما زلنا نشاهد من يرمي النفايات وبانواعها في الشوارع، وما زلنا نرى رمي النفايات من السيارات، وما زلنا نرى النفايات يتم حرقها في الاماكن العامة، وما زلنا نستخدم المبيدات الكيميائية بشكل مكثف ولا نلتزم بما يعرف بفترة الامان للمبيد، ونقطف المحصول ونبيعة الى المستهلك مع ما يحوية من مواد كيميائية، وما زلنا نرى الارقام التي تشير الى التصاعد المستمر في نسبة الامراض المزمنة عندنا، وبالاخص امراض السرطان؟
    وما زالت مياه المجاري وليست فقط المياه العادمة المكررة، تصب في المناطق المفتوحة، وربما تستخدم لري بعض المحاصيل التي في المحصلة تصل الى افواة المستهلك، وفي قطاع غزة، اصبحت المياه الجوفية مالحة وربما ملوثة وما زالت التقارير المحلية والدولية، تشير الى ان اكثر من 95% من المياة في غزة هي مياة ملوثة، وبالاضافة الى ذلك ما زالت المستوطنات الاسرائيلية تساهم بشكل او باخر في تلويث وتحطيم البيئة الفلسطينية، حيث ما زلنا نسمع عن مجاري المستوطنات والمياة العادمة تصب في قرى سلفيت وبيت لحم والخليل ورام اللة؟
    وفي ظل هذا الواقع البيئي، وفي ظل الحديث عن التنمية وبأنواعها وخاصة المستدامة، وفي ظل الحديث عن التغيرات المناخية وتقلبات الجو وارتفاع درجة الحرارة واحتمال التصحر، وفي ظل الحديث عن الخطط الاستراتييجية وبانواعها، فان العمل من اجل حماية البيئة الفلسطينية وبشكل مستدام، من مياة وخاصة الجوفية، ومن هواء ، ومن تربة زراعية ، ومن منتجات زراعية وغذائية، يعتبر اولوية وطنية تتطلب تضافر الجهود والطاقات على كافة الاصعدة، وتأخذ عدة مسارات ووسائل.
    فالمطلوب تطبيق حازم للقوانين الفلسطينية المتعلقة بحماية البيئة، سواء اكان قانون البيئة الفلسطيني لعام 1999، او قانون الصحة المتعلق بالبيئة، او قانون حماية المستهلك الفلسطيني، بشكل يعطي الغرض من اصدارة، وبأن يتم محاسبة وبشكل رادع من يلوث البيئة بالنفايات الصلبة، او بالمياة العادمة، او من يلوث الهواء بالغازات والمواد الكيميائية، او يلوث المياة الجوفية بالاسمدة، او يلوث المنتجات الزراعية بالمبيدات، وما الى ذلك، وبحيث تطبق القوانين بأيدي الشرطة او سلطة البيئة او البلديات والهيئات المحلية.

    ونحتاج الى خطة عمل بيئية وطنية، تعتمد على الحقائق لتحديد متطلبات التدخل، وهذا يعني اجراء الفحوصات لعينات بيئية من خلال مختبرات مؤهلة سواء اكانت تتبع جهات رسمية او غير رسمية، ومن خلال دراسات تقييم علمي وموضوعي للاثر البيئي لمشاريع او لاعمال يمكن ان تؤثر على البيئة، ومن خلال تفعيل المراقبة والمتابعة لقضايا بيئية، ومن خلال تفعيل العلاقة والتواصل مع المواطن الفلسطيني الذي هو الاساس في العمل من اجل حماية البيئة التي فيها يحيا.
    والمطلوب النظر الى البيئة الفلسطينية بشكل اوسع ومن خلال اهمية التعاون في مجال البيئة وحل قضاياها مع المحيط العربي الذي نحيا فية، حيث ان مشاكل البيئة لا تعرف الحدود، والاستفادة كذلك من خبرات المنطقة، سواء في مجال المياة او الهواء او التصحر والانتاج الزراعي او التخلص من النفايات، وهذا يعني وجود علاقات تعاون عربية ودولية، والاستفادة من البرامج الدولية وتأطيرها لحماية البيئة الفلسطينية.
    ونحتاج الى بناء ثقافة حماية البيئة وبشكل مستدام، وهذا يتطلب التركيز على تنمية الوعي البيئي، في المدارس والجامعات وفي المصانع وورشات العمل وفي الحقول الزراعية، ويتطلب الاستثمار وبشكل عملي في التعليم البيئي وخاصة في الجامعات، بشكل يلائم احتياجات البيئة الفلسطينية، والتعاون مع مراكز الابحاث البيئية في جامعاتنا من اجل ايجاد حلول لمشاكل البيئة المحلية، وكذلك الاستخدام الاكثر للاعلام وبأشكالة في مجال البيئة، والاهم ترسيخ مفاهيم البيئة واهمية حمايتها وفهمها كاولوية وطنية، ليس فقط تعتمد عليها اي خطة تنمية بشرية او اقتصادية، ولكن لا يمكن العيش حياة سليمة عادية في هذه البيئة اذا كانت ملوثة او غير محمية من التلوث.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 02-09-2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-12-02, 11:26 AM
  2. اقلام واراء محلي 01-09-2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-12-02, 11:26 AM
  3. اقلام واراء محلي 18/08/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-09-09, 11:27 AM
  4. اقلام واراء محلي 22/03/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-04-06, 09:54 AM
  5. اقلام واراء محلي 21/03/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-24, 10:52 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •