[IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG][IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG]
في هذا الملف:
انجاز جديد لشبكة لجان المقاطعة
حديث صحيفة القدس
مجلس وطني أم إطار مؤقت أم ماذا؟
بقلم: هاني المصري عن صحيفة الأيام
معبر رفح في رقبة «حماس»...
بقلم: طلال عوكل عن شاشة نيوز
اغتيال القنطار: الجولان خط أحمر!
بقلم: رجب أبو سرية عن صحيفة الأيام
القنطار عروبي بجداره
بقلم :د . ديمه أمين عن وكالة PNN
نهاية العصر الذهبي للاحتلال
بقلم: حافظ البرغوثي عن صحيفة الحياة الجديدة
وداعا أم ناصر وسمير
بقلم: عمر حلمي الغول عن صحيفة الحياة الجديدة
الغراب والثعلب والمشاركة في حركة فتح
بقلم: بكر أبو بكر عن صحيفة الحياة الجديدة
كيف نفسر دخولنا للحلف المناهض للإرهاب
بقلم: باسم برهوم عن صحيفة الحياة الجديدة
تحية إجلال وإكبار للمناضلة الفذة جميلة بوحيريد …
بقلم د. عبد الرحيم جاموس عن وكالة PNN
انجاز جديد لشبكة لجان المقاطعة
حديث صحيفة القدس
حققت شبكة لجان المقاطعة للاحتلال الاسرائيلي امس انجازا جديدا في سلسلة الانجازات التي حققتها وتعمل على تحقيقها عبر لجانها المنتشرة في العديد من دول العالم وخاصة التي تقيم علاقات مع الاحتلال الاسرائيلي.
وتمثل الانجاز الجديد باعلان عمادة الجامعة المركز في برشلونة باسبانيا مقاطعتها لاسرائيل وقطع كل انواع التواصل والعلاقات مع الجامعات والمؤسسات الاسرائيلية التي لها علاقة مباشرة او غير مباشرة مع الاحتلال.
كما وافقت الجامعة على ان تكون جزءا من المبادرة العالمية «اماكن بلا عنصريه» والتي تجمع المئات من المؤسسات والجامعات والمنظمات الاهلية في العالم الامر الذي اصبح يقلق اسرائيل كثيرا.
وتنبع اهمية هذه الخطوة او الانجاز من كونها تصب في اطار الجهود المبذولة على كافة الساحات لمحاصرة اسرائيل وفرض المقاطعة عليها في المجالات المختلفة خاصة الاقتصادية والتعليمية والثقافية وصولا الى فرض المقاطعة التامة عليها كما حصل مع دولة جنوب افريقيا العنصرية والبائدة.
كما تنبع اهمية هذا الانجاز في انه ليس الاول من نوعه بل هو انجاز جديد يشكل مع الانجازات السابقة واللاحقة حلقة في سلسلة الانجازات التي تؤدي في النهاية الى تحقيق اهدافها في محاصرة الاحتلال الاسرائيلي على المستوى العالمي.
وقد سبق هذا الانجاز في اسبانيا انجاز آخر حيث تبنت جزر الكناري مقاطعة اسرائيل جراء احتلالها للاراضي الفلسطينية وممارساتها القمعية ضد الشعب الفلسطيني وارضه وممتلكاته ومقدساته الاسلامية والمسيحية.
كما تبنت عشرات المدن الاسبانية المقاطعة دعما لقضية شعبنا وبفضل نشاطات لجان المقاطعة اللتي لا تألوا جهدا فذي تبيان عدالة القضية الفلسطينية وشرح حقوق الشعب الفلسطيني وانتهاكات الاحتلال اليومية والتي لا تحصى ولا تعد.
وكما تعلمنا التجارب والعلوم بكافة انواعها فان التراكمات تؤدي في نهاية المطاف الى تغير نوعي وهذا ماتسعى لجان المقاطعة وتعمل من اجله، فان الوصول الى الهدف يحتاج الى انجازات متواصلة، رغم انها في الكثير من الاحياء تكون متواضعه.
فالنظام العنصري البائد في جنوب لم يتغير بضربه واحدة بل في نضال متواصل ومستمر وانجازات متراكمة ادت في النهاية سقوطه، وتولى قادة شعب جنوب افريقيا للسلطة في استفتاء شعبي واسع.
وتراكم الانجازات الفلسطينية على كافة الصعد ستعود في النهاية الى سقوط الاحتلال الاسرائيلي رغم الدعم الاميركي اللا محدود له وكذلك العديد من الدول الغربية.
فنضالات الشعوب في كافة المجالات لا يمكنها إلا في النهاية تحقيق اهدافها في الحرية والاستقلال وكنيس الاحتلال عن اراضيها.
وشعبنا الفلسطيني عبر نضالاته السابقة واللاحقة ستقود كذلك الى نفس النتيجة خاصة وان نضالاته حتى الان ادت الى اعتراف غالبية دول العالم به وبحقه في تقرير مصريه واقامة دولته المستقلة، بعد ان اكتشفت هذه الدول زيف الزعاية الصهيونية من انه لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني كما زعمت غولدا مئير رئيسه وزراء اسرائيل في السعبينيات من القرن الماضي.
اننا اذ نثمن قرار الجامعة الاسبانية وغيرها من قرارات المدن والمنظمات في اسبانيا فاننا ندعو كافة الجامعات والمؤسسات والمدن في العالم الى قطع علاقاتها مع اسرائيل ودعم شعبنا في مسيرته من اجل الحرية والاستقلال الناجزين.
مجلس وطني أم إطار مؤقت أم ماذا؟
بقلم: هاني المصري عن صحيفة الأيام
أيام قليلة وينقضي شهر كانون الأول ولم يعقد المجلس الوطني الجلسة التي كان من المقرر عقدها هذا الشهر بعد أن تم تأجيلها من شهر أيلول، ومن غير المعروف متى ستعقد، فلم يُحدد موعد لعقد المجلس، ولم تشهد الأشهر الماضية تحضيرات حقيقية بالرغم من عقد اللجنة التحضيرية - التي تأخر تشكيلها - اجتماعين لم يتمخض عنهما شيء كثير سوى أنّ العمل جارٍ لتحديد وتجديد العضوية، خصوصًا لجهة استبدال الفصائل والاتحادات الشعبية لممثليها، إضافة إلى دعوة حركتي حماس والجهاد إلى المشاركة في اللجنة التحضيرية، شريطة أن تمكّن حكومة الوفاق الوطني من القيام بمهامها في قطاع غزة!.
ولم يبدأ الإعداد للبرنامج السياسي، مع أن البرنامج المعتمد سابقًا يحتاج إلى تعديلات جوهرية حاسمة بعد التطورات والمتغيرات العاصفة. كما لم يشرع الصندوق القومي في إعداد تقريره للمجلس، الأمر الإلزامي وفق النظام الأساسي للمجلس.
من الطبيعي عدم دعوة الإطار القيادي المؤقت للمنظمة المنصوص عليه في "اتفاق القاهرة" ما دام التحضير جارٍ لعقد المجلس الوطني لجلسة عادية بمشاركة "حماس" والجهاد، لأن تشكيل هذا الإطار ومدة عمله كانت انتقالية إلى حين عقد المجلس الوطني.
هذا المشهد كما يبدو من الخارج، أما ما يجري في الكواليس فمختلف جدًا. فعلى سبيل المثال عندما نسأل: أين ستعقد جلسة المجلس الوطني؟ تسمع إجابات مختلفة: بين من يقول في فلسطين المحتلة بلا تردد، وبين من يقول في الخارج بلا تردد، وهناك فرق حاسم بين عقده تحت بسطار الاحتلال، وبين عقده في الخارج، لأن عقده في الضفة لن يمكّن الكثير من أعضاء المجلس الوطني من الحضور، بمن فيهم قادة بارزون في "حماس" والجهاد والجبهتين الشعبية والديمقراطية، وأعضاء المجلس التشريعي الغزيون من "حماس" الذين حصلوا على عضوية المجلس الوطني تلقائيًا؛ إما لعدم حصولهم على تصاريح تمكنهم من المشاركة، أو خشيتهم من الاعتقال.
وعندما تسأل عن الكيفية التي ستشارك فيها حماس والجهاد، تسمع أجوبة مختلفة بين من يَقْصُر مشاركتهم على أعضاء المجلس التشريعي، متناسيًا عدم تمكن أعضاء "حماس" من المشاركة، وعدم وجود أعضاء ل"الجهاد" في التشريعي، وأنّ هذا يرجّح عدم تمثيلهم إطلاقًا أو بشكل يناسب حجمهما في المجلس المركزي للمنظمة ولجنتها التنفيذية، وبين من يقول إن "حماس" والجهاد يمكن أن يتم الاعتراف بهما كتنظيمين والمشاركة أسوة بغيرهما من الفصائل المعتمدة، وهنا تتباين الآراء عن شروط الاعتراف بحماس كتنظيم وعن عدد ممثليها، وهل سيكون مساويًا لفتح، أم أقل، أم ماذا؟ وما هو موقف حماس في كل حالة؟
وحين يبدأ النقاش الجدي، تظهر الآراء الحقيقية التي تقول إن الرئيس و"فتح" لا يمكن أن يوافقوا على مشاركة "حماس" في المجلس الوطني إلا إذا توفرت الشروط الآتية:
أولًا، إنهاء سيطرتها على قطاع غزة، من خلال تمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة عملها في قطاع غزة، أو تشكيل حكومة وحدة وطنية. وهناك اقتراح بإعادة تشكيل حكومة الوحدة التي تشكلت بعد "اتفاق مكة"، وإذا لم يرغب الرئيس برئاستها فيمكن الاتفاق على شخصية توافقية.
ثانيًا، موافقة "حماس" على برنامج المنظمة والتزاماتها حتى لا تؤدي مشاركتها إلى سحب الاعتراف الأميركي والإسرائيلي، وربما من أطراف دولية أخرى، بالمنظمة، وتوجيه عقوبات مختلفة ستكون لها عواقب وخيمة، أو على الأقل – في الحد الأدنى - أن تلتزم الحكومة بما سبق.
ثالثًا، ألا تتيح مشاركتها في المجلس وحدها أو مع أي حلفاء مضمونين أو محتملين الحصول على أغلبية تمكنها من السيطرة على المنظمة.
هذه الشروط توضح أن مشاركة "حماس" في المنظمة ليست سهلة ولا قريبة كما يتخيل البعض. وهذا ما يفسر الدعوة المبطنة حينًا والمعلنة حينًا إلى تفضيل عقد جلسة عادية للمجلس الوطني بقوامه الحالي من دون تعديلات جوهرية، مثل ضم "حماس" والجهاد، على أن تكون هذه الجلسة هي نهاية الدورة الحالية للمجلس، بحيث يُتّخذ قرار بالتحضير لعقد جلسة بتشكيل جديد للمجلس الوطني يتم الاتفاق على شروطه ومتطلباته خلال مدة يتفق عليها (عام مثلًا).
في هذا السياق، إن المرغوب فيه والمفضّل – وفق ما يريده الرئيس وحركة فتح - أن تعقد جلسة عادية للمجلس الوطني من دون مشاركة أو بمشاركة محدودة ورمزية لحماس والجهاد، يتم فيها إعادة ترتيب الأوضاع داخل "فتح" وفصائل المنظمة الأخرى، وتفعيل المنظمة، والعمل بعد ذلك على التحضير لعقد مجلس وطني جديد على أسس وبرنامج يتفق عليه. وما يمنع هذا الاحتمال من التطبيق أنه بحاجة إلى اتفاق داخل "فتح"، وهذا غير متوفر حتى الآن في ظل التأجيل المتكرر لعقد مؤتمر "فتح" السابع لعدم اكتمال التحضيرات، والأصح لعدم الاتفاق على النتائج والخشية منها إذا لم يُتّفق عليها سلفًا، إضافة إلى عدم الاتفاق بين "فتح" وبقية فصائل المنظمة، لا سيما بعد أن أعلنت الجبهة الشعبية قرارها بمقاطعة جلسة المجلس لو عقدت في شهر أيلول الماضي، وفي ظل موقف الجبهة الديمقراطية حمّال الأوجه.
تأسيسًا على ما سبق، فإن المخرج المناسب خلال هذه الفترة الانتقالية من اليوم حتى عقد مجلس وطني بتشكيل جديد هو عقد الإطار القيادي المؤقت، وإزالة اعتراض الرئيس و"فتح" على عقده، لأنه باعتقادهم يمس بشرعية المنظمة، ويعرضها للعقوبات، ويعطي لحماس شراكة في المنظمة في الوقت الذي تسيطر فيه بشكل انفرادي على غزة. إن هذه الاعتراضات على وجاهتها يمكن التقليل من أضرارها وتعظيم فوائدها من خلال التمسك بماء جاء في "اتفاق القاهرة"، الذي نصّ على قيام الإطار القيادي المؤقت بدوره بما لا يمس صلاحيات اللجنة التنفيذية للمنظمة. وهذا من شأنه أن ينزع أي ذرائع من أيدي حكام واشنطن وتل أبيب، ويؤجل انضمام "حماس" والجهاد إلى المنظمة، ولكنه يوفر إطارًا للحوار وللقيادة الفلسطينية يساعد على التقدم على طريق إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.
وحتى يكون الإطار المؤقت قادرًا على القيام بمهامه، لا بد من توسيع المشاركة والتمثيل فيه، بحيث يضم عددًا كبيرًا عن ممثلي المرأة والشباب والشتات، خصوصًا القطاعات والتجمعات غير الممثلة فيه بشكل يتناسب مع حجمها ودورها.
نحن نعيش في وضع غير عادي، ولا ينفع معه الاعتماد على المؤسسات الهرمة كما هي ولا استخدام الوسائل التقليدية، وعلينا أن نعترف بأنّ الجسم الفلسطيني مصاب بمرض عضال ولا تنفع حبة الإسبرين لعلاجه، فلا ينفع ونحن نقول إننا سنعيد تقييم علاقتنا مع الاحتلال، وسنوقف الالتزامات السياسية والاقتصادية والأمنية معه، وأننا بحاجة إلى مسار جديد، في نفس الوقت نطالب "حماس" بالالتزام بالاتفاقيات، ونعتبر المنظمة صالحة كما هي، وما تحتاجه مجرد تصليحات طفيفة، بالرغم من مضي أكثر من خمسين عامًا على تأسيسها، جرت فيها مياه كثيرة تغيّرت فيها فلسطين وإسرائيل والمنطقة والعالم بحكم المتغيرات العاصفة والزلازل المدمرة، وبالرغم من تغير الخارطة السياسية الفلسطينية بعد عقد "اتفاق أوسلو"، وما أدى إليه من تقزيم المنظمة لصالح السلطة، ومن صعود فصائل العمل الإسلامي؛ فلا بد من إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية بوصفها قضية تحرر وطني، وإعادة بناء مؤسسات المنظمة على أسس وطنية وديمقراطية توافقية وشراكة سياسية حقيقية، سواء شاركت فيها "حماس" أم لم تشارك.
المطلوب الشروع في حوار وطني شامل للإجابة عن أسئلة: أين نقف الآن، وأين نريد أن نصل، وكيف نصل إلى ما نريد؟، والاتفاق أولًا على عقد اجتماعي يجسد القواسم المشتركة، وما أطلقنا عليه "ركائز المصلحة الوطنية العليا"، وثانيًا بلورة رؤية وخارطة طريق، بعد ذلك لنختلف على أي شيء، ومن دون ذلك فكل ما يجري طحن ماء دون جدوى. وإذا لم تقم القيادات والنخب بما عليها كما يحصل حتى الآن، فهذا يلقي المسؤولية على الشعب القادر على إنتاج نخب وقيادات جديدة، ولعل الموجة الانتفاضية، وأشكال المقاومة على تنوعها، وحملة المقاطعة، ولجان حق العودة، وصمود غزة، ونضال شعبنا في الداخل، وحركة التضامن الدولية المتعاظمة، والنهوض الثقافي حامل الهوية الوطنية الفلسطينية؛ كلها بشائر المرحلة القادمة.
معبر رفح في رقبة «حماس»...
بقلم: طلال عوكل عن شاشة نيوز
قصة اغلاق معبر رفح، بين قطاع غزة ومصر، لم تعد قصة عادية او قضية يمكن معالجتها بالصبر، او بصمود الاطراف المعنية على حساباتها الخاصة.
فلقد تحولت الى عنوان صغير لمأساة عميقة، تضرب كل المجتمع الفلسطيني بمختلف فئاته.
انها قصة مرضى لا علاج لهم في قطاع غزة ويحتاجون الى علاج خارج القطاع. وهي قصة آلاف الطلاب المقبولين في جامعات خارج فلسطين وينتظرون الالتحاق بجامعاتهم، او هم طلاب مداومون في جامعات اخرى، وقد عادوا للزيارة فلم يعودوا قادرين على استكمال تعليمهم، قصة المعبر هي قصة موظفين او مستثمرين عادوا للزيارة وقد اصبحت اقاماتهم وحقوقهم مهددة، وهي قصة عائلات ترغب في الالتحاق برب الاسرة، هي قصص انسانية لا حصر لها، تكشف عن عمق معانيات مليون وثمانمائة الف مواطن، مقفلة امامهم الطرق والسبل للاتصال والتواصل مع العالم الخارجي.
الشعب الفلسطيني موزع بين مئات الدول، وقد تجد عائلة واحدة موزعة على عديد الدول، ما يجعلهم بحاجة الى تواصل ولو متباعدا زمنيا، لكن اجراء الدول الخاصة بالفلسطينيين يجعل هذا التواصل صعبا ومعقدا للغاية.
بعد الحرب الاسرائيلبية التي وقعت في العام الماضي على قطاع غزة، واعمال المقاومة المفاجئة والباهرة التي قدمتها المقاومة، وما خلفت تلك الحرب من دمار شامل، ومن آلاف الشهداء والجرحى، بعد تلك الحرب البشعة، كنا نعتقد أن كل فلسطيني يستحق ان يتجول بين الدول دون جواز، ودون اية عقبات، وان يحظى باحترام شديد يجعله مرفوع الهامة والقامة.
في الواقع كان التعامل مع الفلسطيني وخصوصا سكان قطاع غزة، وكأنه متهم، او انه يحمل امراضا معدية يستحق بسببها الحجر الصحي والعزل، او انه مشروع مخرب عفوي يمكن ان يقوم بعمل ارهابي في اي مكان تطؤه قدماه.
اشتد الحصار على قطاع غزة بعد تلك الحرب، وبات الداخل اليه مفقودا والخارج منه مولودا، وبحسب الفترات الزمنية الطويلة جدا، بين كل مرة يتم فيها فتح المعبر، فإن عدد المواليد لا يتجاوز المئات، قد لا يعرف الكثيرون ان القلة الذين يحظون بفرصة الخروج او العودة من والى قطاع غزة، يصلون وهم مرضى ومتعبون الى حد الارهاق لان الرحلة تستغرق اربعا وعشرين ساعة، مع معانيات الانتظار والازدحام والخوف على امكانية المرور.
لا اعرف سبباً، لامتناع شركات الطيران العالمية عن نقل المواطنين الفلسطينيين من سكان قطاع غزة، الا وقت فتح معبر رفح، فلماذا لا يحق لهم السفر الى مصر، والبقاء فيها مع مراعاة القوانين الى حين فتح المعبر، او حتى دون فتح المعبر، علينا ان نتخيل نوع وحجم المشكلات التي يعاني منها مواطن فلسطيني انتهى تصريح زيارته في بلد ما وهو مضطر للسفر، فلا يجد مكانا يتوجه اليه؟
والآن لماذا يخضع المعبر، للحسابات السياسية والخاصة، وتجاهل الابعاد الانسانية والحقوقية للبشر، اذا كانت مصر دولة ذات سيادة ولها الحق في ان تتخذ ما تشاء من اجراءات لضمان سلامة البلاد والعباد، فإن المسؤولية تتجه نحو الفلسطينيين، اصحاب السلطة والقرار، نعلم ان قصة المعبر قد دخلت مرحلة الاستعصاء ذلك ان العلاقة بين حركة حماس ومصر في اسوأ احوالها، ولا تسمح بحوار مجد يمكن ان يفضي الى اتفاق بفتح المعبر حتى لو تطوع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مشكورا بالدعوة لفتح المعبر.
حتى الآن لم يتوقف البحث عن حلول لازمة المعبر، ولكن كل هذه المحاولات لم تصل الى اية نتيجة ويبدو انه من غير الممكن العثور على صيغة تقبل بها الاطراف الثلاثة مصر والسلطة الوطنية وحركة حماس.
تصر مصر على التعامل مع السلطة الوطنية، وترفض اي وجود لحركة حماس على المعبر وعلى الحدود الفاصلة وتصر السلطة الوطنية على تسليم حركة حماس للمعابر دون تواجد لاي عنصر من الحركة فيما تصر حركة حماس على الا تتخلى عن وجود موظفيها على المعبر، لاسباب عديدة من بينها ان الموقف له علاقة بمصداقية تطبيق مبدأ الشراكة.
تخشى حماس من ان تسليم المعبر، سيشكل خطوة اخرى بعد تسليم حكومتها لحكومة الوفاق، وبأن السلطة ستستمر في ابتزاز المزيد من التنازلات دون تحقيق اي تقدم في عملية المصالحة.
لكل طرف اسبابه وذرائعه، ان كانت وجيهة او غير مفهومة ولكن المحصلة هي ان معبر رفح سيظل مغلقا في غياب الشعور بالمسؤولية عن احتياجات وهموم المواطن الفلسطيني المطحون والذي تطلب منه كل الاطراف الصمود والتحدي، دون ان تقدم له اية مساعدة لتعزيز صموده واستعداده للتضحية.
الفصائل من خارج حركتي حماس وفتح قدمت مبادرة مهمة كان الاحرى مناقشتها والتعامل معها بشكل ايجابي لكن الردود جاءت سلبية وغير محتملة، في الواقع وبعد فحص كل الخيارات والاحتمالات، والسيناريوهات التي يمكن ان تؤدي الى فتح المعبر، لم تجد سوى اقتراح واحد يحظى بالاولوية وهو ان تبادر حماس الى الاعلان عن استعدادها لتسليم المعبر بالكامل للسلطة الوطنية، وان تحفظ حقها كسلطة فعلية قائمة في غزة، من خلال صيغة شبيهة بما يتم اعتماده على معبر بيت حانون، داخل المعبر بادارة حرس الرئيس او من يتم انتدابه من قبل السلطة، وتقيم حماس نقطة خارج المعبر تتابع من خلالها ما تراه حقا لها. في كل الاحوال اذا كانت مصر مسؤولة والسلطة مسؤولة، فإن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة هي المسؤولة مباشرة عن التصدي لهموم الناس واحتياجاتهم في القطاع.
اغتيال القنطار: الجولان خط أحمر!
بقلم: رجب أبو سرية عن صحيفة الأيام
من المرجح ألا تكون إسرائيل قد أقدمت على اغتيال سمير القنطار، الأسير السابق لديها، على ذمة عملية عسكرية قام بتنفيذها لصالح جبهة التحرير الفلسطينية، وأسر على إثرها، ثم أمضى بالسجن نحو ثلاثين عاما، بعد عملية تبادل بين إسرائيل و"حزب الله"، قبل بضع سنوات. نقول من المرجح ألا تكون إسرائيل قد أقدمت على اغتيال القنطار، انتقاما أو بدافع مما مضى.
فهي قد اعتقلته وحكمت عليه خمسة مؤبدات، ثم أفرجت عنه بعد عملية التبادل، قبل نحو ثماني سنوات، ولو كان الدافع الانتقام للعملية التي قام بها العام 1979، لكانت أولا قد أقدمت على اغتيال كل من اضطرت للإفراج عنهم في عمليات مشابهة، أو أنها أقدمت على ارتكاب الجريمة، في وقت سابق، خلال السنوات الثماني الماضية!
سمير القنطار الذي يتحدر من أصول الطائفة الدرزية في لبنان، انتمى وهو ما زال فتى بعمر الرابعة عشرة لفلسطين عبر جبهة التحرير الفلسطينية بقيادة القائد الراحل أبو العابس (محمد عباس) وبذلك انتمى للعروبة وللمقاومة، لذا فإنه ما أن أفرج عنه، حتى عاد لصفوف المقاومة، عضوا في "حزب الله"، ربما عرفانا بجميل الإفراج عنه، وربما لأنه وجد في ذلك الحزب عنوانا للمقاومة العربية، خاصة وان "حزب الله" كان في أوج زهوه، بعد أن خرج لتوه منتصرا، في حرب تحرير الجنوب اللبناني، أي انه لم يتقاعد من العمل المقاوم ولا من الكفاح ضد إسرائيل.
ورغم أن الرجل ما كان له أن يتبوأ لأسباب عديدة منصبا قياديا أو محوريا في "حزب الله"، إلا أنه وجد له دورا، في الحرب داخل سورية، وللحقيقة فإنه لم ينخرط في معارك الحزب إلى جانب النظام بالكامل، بل أن "حزب الله" وظف مكانته أكثر من إمكانياته، في تعبيد طريق الاتصال بين سورية ولبنان لمرور الصواريخ والعتاد العسكري من إيران لمخازن الحزب في لبنان، والأهم انه بدأ في التحضير لفتح جبهة، طالما ظلت مغلقة طوال عقود من السنين، أي منذ العام 1967، ونقصد بذلك جبهة الجولان السوري المحتل.
صحيح أن الصراع الإقليمي أخذ منحنى حادا وربما حاسما مع الدخول الصريح لروسيا في الحرب الدائرة في سورية، والتي ترسم في الأفق خريطة أنابيب الغاز، حيث تتضح الصورة شيئا فشيئا، من خلال المواجهة التي تزداد حدتها بين روسيا وحلفائها (سورية، إيران و"حزب الله") من جهة، وتركيا وحلفائها (قطر والإخوان) من جهة ثانية، لكن إسرائيل، الضلع الثالث في الصراع الإقليمي، تبدو ولأكثر من سبب خارج دائرة الحرب أو المواجهة الصريحة، منها أن لها شواطئ واسعة على البحر الأبيض المتوسط، حيث لن تواجه مشكلة في تصدير الغاز المكتشف بكثرة على شواطئها لأوروبا، على عكس قطر مثلا، المنافس الكبير بغازها لروسيا أكبر دولة مصدرة للطاقة الجديدة التي تحل شيئا فشيئا مكان النفط، (والدليل أن كلا من روسيا وتركيا تخطبان ود الدولة العبرية حاليا)، لكن إسرائيل تريد تأمين ما ظفرت به بحرب العام 1967، أي إكمال السيطرة على أراضي الضفة الغربية والجولان.
لذا فإن إسرائيل شجعت الحرب داخل سورية، بهدف تآكل الدولة السورية، وتحويل الصراع الإقليمي إلى داخل البيوت المجاورة، وحتى لا تكون هي الطرف التقليدي فيه، وحيث إن النظام السوري انكمش داخل دمشق والمناطق الساحلية، فيما سيطرت "داعش" على المناطق الشمالية، حيث النفط السوري، الذي تقوم "داعش" ببيعه لتركيا، فإن إسرائيل حرصت على أن تكون جبهة الجولان أكثر هدوءا، بل حرصت على تشجيع قوى مرشحة لتكون صديقة لإسرائيل، من بعض ما يسمى أطراف المعارضة السورية.
وليس خفيا أن بعض أطراف المعارضة السورية فتحت خطوط الاتصال مع إسرائيل، لدرجة أن يتم إرسال بعض جرحى تلك المعارضة ممن يصابون في الحرب مع النظام، في المعارك التي تجري بالقرب من دمشق وريفها، وفي الجنوب السوري عموما للمشافي الإسرائيلية.
وفر هذا التقارب بين هذه الأطراف وإسرائيل مادة تحريضية لسمير القنطار، ليبرر حربه ضد جبهة النصرة، وإقناع أبناء طائفته في تلك المنطقة بمحاربتها، بحجة أنها تنوي شن حرب إبادة ضد الطائفة، التي ما زالت تتخذ جانب الحياد في الحرب الداخلية في سورية.
وبرأينا أن سمير قنطار تجاوز الخطوط الحمراء بالنسبة لإسرائيل حين بدأ بتشكيل خلايا المقاومة السورية لتحرير الجولان، التي لم يعد النظام المشغول بحماية نفسه من السقوط منذ أعوام، معنيا بفتح حتى الجبهة السياسية التي كانت قائمة منذ مدريد للتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل يعيدها لسورية، في الوقت الذي لا نجد بند الجولان على لائحة عمل أو برامج قوى المعارضة على اختلاف مشاربها، وحده سمير القنطار اقترب من الخط الأحمر، وفتح ملفا أثار الذعر في إسرائيل، لذا وبعد أكثر من عملية اغتيال لمساعديه في ذلك المشروع أقدمت على اغتياله بهدف وأد المقاومة السورية لتحرير الجولان وهي في المهد، تماما كما كانت قد فعلت قبل أعوام باغتيال أبو علي مصطفى، حين شرع بتشكيل خلايا المقاومة في الضفة الغربية، في عز انشغال السلطة وحتى "حماس" بالصراع على سلطة أوسلو.
القنطار عروبي بجداره
بقلم :د . ديمه أمين عن وكالة PNN
من الابطال الكبار الذين لا يدخلون التاريخ و لا يخرجون من الجغرافيا الا كبارا، هكذا وصفه انصار المقاومة في كل مكان، اصاب استشهاده صميم القلب.
لبناني المولد و فدائي و اسير في فلسطين و شهيد في سوريا، تجاوز هويته الطائفية التي لعب عليها العدو و اعوانه ليخرجها من معادلة الوطن.
فلسطين نعته كمقاوم و اسير في سبيلها، ولبنان عرفته مشرفا لجبل العرب حيث احيا سلطان باشا الاطرش حربا ضد المستعمر الفرنسي بايوائه بطل مقاومة جبل عامل ادهم خنجر، هذا الجبل الممتد جغرافيا ووطنيا على سوريا و لبنان و فلسطين.
كان مشروع شهادة منذ نعومة اظفاره، حمل السلاح و هو في الخامسة عشر بالتحاقه بالمقاومة الفلسطينية ليشارك وهو في السابعة عشر بعملية فدائية مع رفاق له استشهد البعض و اسر الباقي فكان من بين من اسروا جريحا.
حكم بأكثر من خمسمئة عام قضى منها سبع و عشرين عاما قضاها شامخا عنيدا امام عنجهية سجاني العدو والذي كان قد تحدى سمير باانه لم يخلق الله رجلا يطلقه من سجونهم اللا ان السيد حسن نصرالله اثبت لهم العكس و اطلقه ممرغا انوفهم بالارض
خرج القنطار ليجدد عهده للمقاومه و التحق في صفوف حزب الله ليبدأ في وضع احجار الاساس للمقاومه الشعبية في الجولان المحتل مع رفاق له تعرض بعضهم للاغتيال.
انطلق العمل المقاوم من بلدة الحضر و شمال القنيطرة لتصنع معالما لها باطلاق الصواريخ و زرع العبوات الناسفه مما بدأ بتحويل الجولان المحتل الى جبهة استنزاف للعدو و عائقا امام الجماعات الارهابيه المسلحة للسيطرة على هذه المنطقه الحدودية مما افشل المخطط المرسوم من قبل العدو للشريط الحدودي بتحويله الى منطقة آمنة.
وصف القنطار الجولان المحتل بتربة خصبة للمقاومة لكن صعبة جغرافيا و فيما بدأت بصماته و رفاقه تظهر على الساحة كان العدو قد اتخذ قراره بتصفية المقاومة في نهاية ٢٠١٤.
تتالت الاغتيالات تباعا منذ ذلك الحين بحيث اعتمد العدو فيها على اختراقه للحالة المدنية في المنطقة بفعل الكثير من الخلايا النائمه التابعه للجماعات المسلحة العميله، ابتداءا باغتيال مساعد القنطار ابو عياد في ١٧/٦/٢٠١٤ اثناء نقله صواريخ كاتيوشا على طريق القنيطره مرورا باغتيال عدد من ضباط المقاومه بقصف موكب لهم بينهم جهاد مغنية و قائد ميداني ايراني لحق ذلك قصف مجموعة مقاومين اثناء محاولة زرع عبوات ناسفه في الجولان المحتل ثم استهداف سيارة تقل مقاومين في تموز ٢٠١٥
وانتهاءا باغتيال القنطار و مساعده ابو شهاب قائد الدفاع الوطني في الجولان.
اغتيال القنطار جاء باطلاق صواريج جو ارض طويلة المدى من مروحيات صهيونية اثناء تحليقها فوق منطقة طبريا حيث اصابت بناية من خمس طوابق ادت الى انهيار الجهة الجنوبية بالكامل حيث يسكن ابو شهاب و كان معه مرافقه.
القنطار لم يكن في جرمانا طوال الشهرين الماضيين و دخل سوريا من لبنان يوم الجمعه ليتم استهدافه ليلة التاسع عشر من كانون الاول، اعتبرت منطقة جرمانا في ضواحي دمشق الساحة الخلفية للعمل المقاوم في الجولان المحتل للقنطار و رفاقه اللا انها مزدحكة السكان و مخترقه اجتماعيا بسبب عمل المجموعات المسلحة في المنطقة.
شكل القنطار نموذج مقاومة استثنائي و علامة فارقة في في النضال ضد الكيان الصهيوني، اما اغتياله فليس سوى استكمالا لنهج هذا الكيان القائم على التصفيات الجسدية، الا انه لم يغلق الحساب كما اعلن العدو وانما فتحه مجددا لسبب وجيه وهو ان اغتياله له رمزية مختلفه عن اي مقاوم آخر والرد على ذلك يحمل دلالات خاصة، فالقنطار عمل على انشاء بنى تحتية و خلايا مقاومة ضد العدو على امتداد جبهات المواجهة لذلك كان اغتيال القنطار حاجة اسرائيلية حتى لو لم يكن منخرط باي نشاط ميداني.
من هنا رد المقاومة هو رفض للتفاهم على قواعد الاشتباك و انما فرض هذه القواعد على العدو تبعا لما تمليه دروس تاريخ الصراع
و في سياق تحليل رد حزب الله على اغتيال القنطار فلا بد هنا من التنويه بان معادلة المواجهة مع حزب الله من قبل العدو انقلبت
فقبل الحرب السورية كان ينظر الى المواجهة في لبنان لتمتد الى سوريا اما الان فان المواجهة في سوريا قد تمتد الى مواجهة مع حزب الله، لذلك يعلم كل من الطرفين ان اغتيال القنطار لن يشعل حربا و لكنه جزء من سلسلة احداث متدحرجة لتصل الى مواجهة واسعه فيما بعد.
فاغتيال القنطار ليس سوى جزء من الاحداث المشكلة للمواجهة بين محور المقاومة و العدو الصهيوني ابتداءا من القنيطرة الى ريف حلب الى العراق مما يؤكد ان معطيات عسكرية ميدانية بطيئة تنجزها المقاومة هي التي تحدد ميزان القوى الحقيقي في الصراع العربي الصهيوني.
خلاصة الحديث ان مسار مشروع المقاومة واضح بالنسبة للمواجهة الحقيقية و النهائية مع العدو من هنا فان اغتيال القنطار فتح حساب و ليس اغلاق له.
شكّل الاغتيال فرصة للمشككين في الدور الروسي في سوريا ليبثوا مواقفهم و المبالغه فيما هو مطلوب من الروس عسكريا مع العلم ان الاغتيال جاء بدون اختراق للاجواء السورية كم ان عشرات السنين من التطوير العسكري الصهيوني لم تحمي الكيان من اختراق طائرات حزب الله بدون طيار المجال الجوي لفلسطين المحتلة
و بالتحليل من جانب العدو فان اغتيال القنطار هو فرصة لن يبددها العدو وان تطلب ذلك المواجهة المحتملة والتي قد يشكل الزحف البطئ لها مطلبا صهيونيا بعد الاتفاق النووي الايراني لما سببه ذلك من فرض للتسويات في المنطقه و فرض دفع الثمن لمن لا يدخلها او لا يجد مكانا له بها، فاسرائيل تحتاج الى المواجهة لتحصل على مكان ما في التسوية من خلال صنع تطور دراماتيكي يضمن لها هذا
من جهة اخرى فان المواجهة تبدو الخيار الوحيد للعدو بعد ان خسر حلفائه الاقليميين، فالحليف السعودي هزم و على وشك الدخول في تسوية حول اليمن ، و خسارته في سوريا بوضع النصرة على قائمة الارهاب و فشل مشروع الحزام الامني في جنوب سوريا و فشلها في الدخول كطرف تسوية سياسي سوري و الحليف التركي يخسر اوراقه في سوريا و العراق بسبب الوجود الروسي مع العلم ان عقود الغاز و النفط بين البلدين مشروطة بقدرة كل منهما على ابقاء حزب الله بعيدا عن الطرق البحريه اللبنانيه المتعلقه بهذه الاتفاقيات.
و اخيرا فان اسرائيل جزء من تبلور موقف امريكي سعودي لتبني موقف عدائي من حزب الله لاضعافه و تحجيمه في حال فشل القضاء عليه في سبيل تحسين شروط التسوية والجدير بالذكر هنا ان العدو يدرك ان تفاهما امريكيا روسيا حول تسوية سياسية في سوريا يضعه امام حلف سوري ايراني لبناني في مواجهة عسكرية حتميه مما يضع خيارا للعدو باصطناع حرب استباقية و تحمل تبعاتها للحصول على قرار اممي لصالحه اقليميا
نهاية العصر الذهبي للاحتلال
بقلم: حافظ البرغوثي عن صحيفة الحياة الجديدة
عما قريب ستدخل منظومة داوود الصاروخية الاسرائيلية الخدمة وهي صواريخ موجهة للصواريخ متوسطة المدى وصواريخ كروز وهناك منظومات صواريخ السهم او حيتس والقبة الحديدية، اي هناك اربع منظومات صاروخية لاعتراض الصواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى والعابرة للقارات. ولا نعرف اذا ما كانت اسرائيل طلبت تمويلا اضافيا لتطوير صواريخ لا ترى بالعين المجردة لاعتراض ذبابة النيل التي تسمى حمى النيل القاتلة، لأن الادارة الاميركية التي اقرت اكثر من ثلاثة مليارات دولار لدعم اسرائيل يوم امس الاول، ومولت كل الأنظمة الصاروخية الاسرائيلية حتى الآن لا بد ان تمول اي نظام صاروخي تطلبه اسرائيل حتى لو كان لاعتراض الهسهس. وبات لكل اسرائيلي صاروخ ارض جو يحميه وطائرة تحلق فوقه ودبابة تحصنه وكمامة واقية من الغاز وسترة مضادة للرصاص وسيارة مدرعة الزجاج ضد الرصاص والحجارة، وكاميرا تراقب له الشارع وغواصة تمشط عمق البحر وتلاحق اسماك القرش ودرعا ضد الطعن ومكعبات اسمنتية على مواقف السيارات ضد الدهس. كل هذا لحماية الاسرائيلي لأنه يحتل ارضا وينكل بشعب ولا يريد منح هذا الشعب حريته لذلك فإن الاسرائيلي يبقى في دائرة الوسوسة من الخطر الداهم عليه، وكان بامكانه ان يستغني عن كل هذه الوسائل العسكرية لحماية سلامته الشخصية لو كف عن الاحتلال والاستيطان , واستنتج ما توصل اليه غيره من الاستعماريين الموبقين والعنصريين الفاحشين بأن للاحتلال نهاية حتمية وللظلم نهاية وللعنصرية مقبرة لتخليص الانسانية منها.
فالتدابير المكثفة التي اتخذتها حكومة اليمين الاستيطاني لم توفر الامن وجعلته يصاب بالذعر من سكين او هراوة او دبسة، ولم تمنع دولة كاليونان التي اجرت مناورات عسكرية مع اسرائيل قبل فترة من الاعتراف بدولة فلسطين ولن تمنع دولا اخرى من الاعتراف ايضا. اذ يبدو ان حكومة الاستيطان تعتقد ان المستنقع العربي الحالي هو البيئة النموذجية للاحتلال لكي يحلق فوقه لكن مرحلة التسويات والمساومات في المنطقة بدأت وسيجد الاحتلال نفسه في الغيتو معزولا بلا اصدقاء ويعاني من المقاطعة، لأن عصره الذهبي المتمثل في قبح الفتن والحروب في طريقه للغروب.
وداعا أم ناصر وسمير
بقلم: عمر حلمي الغول عن صحيفة الحياة الجديدة
عربيان من الجنسين، كل منهما حمل راية الثورة الفلسطينية بطريقته ومن موقعه الكفاحي. واصلا درب الثورة دون تردد او تلكؤ، عاشا محطات الكفاح البطولي للشعب الفلسطيني بآمالها وألامها، انتصاراتها ومرارات تراجعها. كل منهما دفع حياته لتحيا وتنتصر فلسطين ويزول الاحتلال الاسرائيلي.
المناضلة البطلة نجلاء ياسين، إلتحقت بالثورة باكرا، وتخلت عن حياتها الخاصة، لتجعل من مكاتب وقواعد الثورة بيتها وعالمها. ام ناصر العربية الاصيلة، التي عملت لسنين طويلة من دمشق لبيروت لتونس لغزة، مديرة مكتب الرئيس الخالد ياسر عرفات، كانت عنوانا للمحبة والعطاء، لم تبخل على اي شخص بالمساعدة، بل كانت توفر الطمأنينة للداخل والخارج من عند الرئيس ابو عمار.
امين سر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، كانت عنوانا من عناوين الدفاع عن المرأة ومكانتها في الثورة الفلسطينية، وعملت بكل ما اوتيت من قوة على رفع مكانة المرأة، كيف لا وهي المناضلة المتجذرة في خنادق الكفاح البطولي للشعب الفلسطيني، وفي عرين الرمز القائد ياسر عرفات. اللبنانية الاصل، سورية المولد وفلسطينية الولاء والكفاح ولصيقة الصلة بالناصرية المصرية وشخص الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، مما دفعها لتسمي نفسها (ام ناصر) وفاء له، وكونها كذلك، فانها عميقة الانتماء للعروبة الام، التي جسدتها في معمان الكفاح التحرري الوطني الفلسطيني.
ام ناصر غادرت بعد مشوار طويل دروب الحياة، وأسلمت الروح لبارئها. غير ان سجلها البطولي المضيء، ما زال ساطعا في سجل الشعب العربي الفلسطيني. وستبقى الشهيدة نجلاء الياسين، رمزا نسائيا مميزا في كفاح الشعب التحرري..
*********
المناضل العربي اللبناني سمير قنطار، التحق بالكفاح الوطني الفلسطيني منذ نعومة اظفاره عندما التحق بجبهة التحرير الفلسطينية، وتميز سمير بالشجاعة والاقدام، واصل مشوار الكفاح فقام في نيسان 1979 بالنزول على شاطئ نهاريا عبر البحر، ونفذ عمليته آنذاك، التي سقط فيها خمسة قتلى إسرائيليين وعدد من الاصابات، حكم عليه بأربعة مؤبدات و47 عاما أخرى، وكأن المؤبدات الاربعة لا تكفي القاضي الاسرائيلي. لكن احكام الجلاد الاسرائيلي لم تثنِ عزيمته. واصل مشوار الكفاح في سجون الاحتلال، التي قضى فيها تسعة وعشرين عاما، افرج عنه عام 2008 في اعقاب عملية التبادل مع حزب الله. واحتل ابن قرية عبية في جبل لبنان عن جدارة عميد الاسرى العرب.
سمير قنطار، الذي لم يؤمن يوما بالطائفة والمذهب، كان دائم الولاء لشعبه وامته العربية. ووضع كل طاقاته الكفاحية في نهر النضال الفلسطيني قبل الاعتقال لثلاثة عقود، اكملها بعد التحرر من سجون الاحتلال الاسرائيلي في صفوف حزب الله. غير عابئ بالحسابات الدينية، وهو دليل على اصالة الانتماء لخيار التحرر الوطني والقومي. ومناضل بني معروف، كرس حياته منذ الولادة عام 1962 حتى التاسع عشر من ديسمبر الحالي للدفاع عن الاهداف الكبيرة. وما اغتيال إسرائيل له في جرمانا شرق دمشق، إلا لتصفية حسابها معه، لأنها كانت تفترض ان يموت سمير في السجن، او تموت روح الكفاح فيه، لكن مواصلته دوره القومي في ساحات جديدة دون الانخراط في متاهة الحروب الدينية والطائفية والمذهبية الاميركية الاسرائيلية ومن لفهم من العرب والمسلمين، سرع من إصرار دولة الموت الاسرائيلية على ملاحقته واغتياله.
غاب جسد سمير القنطار، ولكن روح وعبر ودروس تجربته الريادية باقية في السجل الوطني الفلسطيني، وفي السجل اللبناني والعربي عموما. وستبقى روح عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية مشعل نور لعطاء الثوريين العرب عموما..
رحم الله ام ناصر .. رحم الله سمير القنطار، ووداعا لهما، وسلاما لروحيهما.. ووعدا لهما ولكل شهداء الشعب والامة سنبقى نواصل مشوار الكفاح حتى نحقق كامل اهداف الشعب والامة على حد سواء.
الغراب والثعلب والمشاركة في حركة فتح
بقلم: بكر أبو بكر عن صحيفة الحياة الجديدة
يحكى أن غراباً كان له وكرٌ في شجرةٍ على جبلٍ؛ وكان قريباً منه جحر ثعبانٍ أسود، فكان الغراب إذا فرخ عمد الثعبان إلى فراخه فأكلها؛ فبلغ ذاك من الغراب وأحزنه، فشكا ذلك إلى صديق له من بنات آوى؛ وقال له: أريد مشاورتك في أمرٍ قد عزمت عليه؛ قال: وما هو? قال الغراب: قد عزمت أن أذهب اليوم إلى الثعبان الأسود إذا نام، فأنقر عينيه، فأفقأهما، لعلي أستريح منه. قال ابن آوى: بئس الحيلة التي احتلت؛ فالتمس أمراً تصيب فيه بغيتك من الثعبان، من غير ضرر لك. وسأدلك على أمرٍ، إن أنت قدرت عليه، كان فيه هلاك الثعبان من غير أن تهلك به نفسك، وتكون فيه سلامتك. قال الغراب وما ذاك? قال ابن آوى: تنطلق فتبصر في طيرانك: لعلك تظفر بشيءٍ من حلي النساء فتخطفه؛ ولا تزال طائراً واقعاً، بحيث لا تفوت العيون، حتى تأتي جحر الثعبان فترمي بالحلي عنده. فإذا رأى الناس ذلك أخذوا حليهم وأراحوك من الثعبان، وهذا ما كان.
وذكرت هذه القصة في محاضرة لي عن "الاتصالات الفعالة في التنظيم" لسببين الأول هو الحث على المشاورة والمشاركة كأساس في الاتصالات الفعالة عامة وفي الاتصالات الجماعية والتنظيمية خاصة، ولأرد على سؤال حول التذكر الذي يقتضي 4 نقاط هي: التكرار للموضوع أو الاسم المراد تذكره، والربط بينه وشيء مألوف لديك، والكتابة للفكرة على الورق أو الموضوع أو الاسم للشخص مثلا، ورابعا الاستخدام فأنا هنا فعلت الأمور الأربعة كلها التي كان آخرها (الاستخدام بأن رويت القصة).
إن قصة الغراب والثعلب والثعبان عدا عن أنها جاءت في معرض (التذكر) و(المشاركة) كنموذج سهل الحفظ، فإنها قصة تعليمية تداخلت مع المفهوم المفترض أن يحمله الحضور في الندوة المتمثل بالأشكال الخمسة للاتصال الفعال في المحاضرة وهي الملخصة بالتالي: استمع اسأل تكلم، عبر، تفاعل تعلم، استفد استمتع، نعم فبدون أن يشعر الشخص بالاهتمام إلى درجة الاستمتاع فما الذي يجبره على الاستمرار، وهنا يأتي دور المتحدث بإتقان فن العرض والحديث.
لماذا نحتاج الآخرين ؟
في الاتصالات الشخصية تعبير عن (حاجة) وما دامت الحاجة في أسفل الهرم (هرم ماسلو للحاجات الإنسانية) فإن إشباعها يؤهل المرء للانتقال لتغطية الحاجات الأعلى في السلم أو الهرم، حيث يكون الغذاء والشرب والحصول على الدفء أو البرودة من أوليّات هذه الحاجات، والتي يليها في الدرجة الثانية الأعلى في الهرم الأمن والأمان، تم بالدرجة الثالثة: الانتماء للجماعة، والحب وفي كل الحالات نحتاج للاتصالات، ولكن عند (الانتماء) (للجماعة) تصبح (الاتصالات) ذات أثر مهم جدا بالترقي في السلم وصولا للحصول على الاعتراف والاحترام والتقدير للذات ما هي الدرجة الرابعة وصولا لتحقيق الذات.
ونحن بتطويرنا لذاتنا في الدوائر الأربع: الفكرية (العقل والتفكير) والنفسية بالقيم والأخلاق، والروحية بالإيمان والضمير، والجسدية (الأكل والرياضة و... ) نحتاج للتواصل، لا سيما والانتماء للجماعة صلة تنمو وتتطور بالاتصالات "الفعالة"، وعليه فنحن نحتاج لبعضنا البعض كما تقول الكاتبة (ليزا زكاكيني) في مدونتها على موقع (إي زين) فالحياة (ليست قبضة يد مغلقة، وإنما هي كاليد المفتوحة تنتظر أخرى لتدعمها)، وعليه فإن هناك 5 أسباب تؤكد لنا (لماذا نحتاج بعضنا بعضا):
1. نحن لا نمتلك كل الإجابات، فقد يكون لديك خطة أو فكرة أو عمل محدد تبتغي تحقيقه، ولكن أي عمل في حقيقته يحتاج للآخرين بشكل أو آخر، وعليه فإن التنفيذ لمشروعك يحتاج للآخر، ومن هنا تصبح القوة ليست في المشابهة والتماثل بقدر ما هي في الاختلاف الذي يمكّن الأشياء أن تحدث.
2. المسؤولية: حيث إن لكل شخص دور في حياته (وفي حياتك) أو أدوار، وهذا الدور يتم صنعه أو لعبه بوجود الآخرين، وفي حياتنا للناس أدوار ما، ومن هنا تبرز المسؤولية عن التصرفات فهي مسؤولية عن الذات وأمام أو عن الآخرين.
3. التنافسية: الحياة بلا تحديات أو منافسة مع الآخرين تكون بلا طعم، (ويكون للقلة من الناس أن يشعلوا المنافسة مع الذات للأفضل) فأن أكسب في سباق الجري، أو في صفقة تجارية، أو مسابقة فنية أو إعلامية، أو أن أكسب في مدرستي وموادي التي أدرسها، أو في حوار أدرته... الخ يضع لحياتي طعما جميلا، وأن أتعثر في منافسة ثم أقوم لأطور من ذاتي وأعود لذلك كشخص سواء أو كفريق أو جماعة (تنظيم) هو جوهر العملية الانتخابية السياسية أو في جميع المنظمات المجتمعية والسياسية.
4. الشعور بالانجاز: لطالما أكد القائد الكبير هاني الحسن على ضرورة أن يقدم التنظيم انجازاً أو انجازات كبرى لمنتسبيه، وفيهم يكون الانجاز حافزا وملهما من جهة، وليعمل على دفع عجلة العمل وبناء الروح المعنوية وانتشال البائسين اليائسين السوداويين من مظلمتهم، فالانجاز الذاتي والتنظيمي هو شعور فائق الجمال إنسانيا، وهو في سياق الفكرة الوطنية يعد نصرا يتلوه نصر.
5. الحب: في حركة فتح نمتلك (قانون المحبة) الذي يجعل في كثير من الأحيان أن تتم التوافقات والمصالحات والاقترابات بين المختلفين ولو على حساب بعض القواعد، فبالحب نحب أنفسنا ونحب الآخرين ونتعلم وبدونه نحن أجزاء مبعثرة، أو أركان متباعدة كزوايا المربع بدون أضلاع.
كيف نفسر دخولنا للحلف المناهض للإرهاب
بقلم: باسم برهوم عن صحيفة الحياة الجديدة
أعتقد أن القيادة الفلسطينية عندما اتخذت قراراً بالانضمام الى التحالف العربي الاسلامي ضد الارهاب، الذي أعلنت السعودية تشكيله، قد اخذت بالاعتبار ايجابيات وسلبيات هذا الانضمام، انطلاقاً من دروس وعبر تاريخ القضية الفلسطينية، ولعل السؤال الذي أشغل بال القيادة أكثر هو ماذا لو لم ننضم إلى هذا التحالف وما هي الأضرار التي تترتب على عدم الانضمام في تحالف تجتمع فيه معظم الدول العربية الرئيسية؟
وأعتقد أن من اتخذ القرار لا بد أنه يرى بوضوح الواقع الاقليمي المحيط بنا والذي يشير الى أن الصراع الدولي الدائر في سورية والعراق وغيرها من الدول العربية، سيقضي على الأغلب الى خارطة جديدة للشرق الأوسط. نحن الفلسطينيون، وبالرغم من أن مصير كل بلد عربي يعنينا كثيراً، فإن السؤال الذي يشغلنا بشكل خاص، هل سترسم خارطة الشرق الأوسط مرة أخرى دون وجود الدولة الفلسطينية عليها؟
خلال مئة عام مضت، هي عمر ظهور ونشأة وتطور القضية الفلسطينية، جرى ترسيم خارطة المنطقة مرتين، الأولى خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، عبر اتفاقية سايكس بيكو (1916) عندما تقاسم المنتصرون التركة العثمانية في بينهم (بريطانيا وفرنسا)، وفي اطار هذه الخارطة ظهرت فلسطين ولكن ليس كوطن للفلسطينيين، بل كوطن لليهود، كما نص وعد بلفور، وبالفعل عملت دولة الانتداب البريطاني كل ما في وسعها لتحويل فلسطين وطناً لليهود.
وفي المرحلة الثانية، بعد الحرب العالمية الثانية(1939-1945) ظهرت في خارطة الشرق الأوسط دولة جديدة هي "اسرائيل" التي تأسست استنادا إلى قرار التقسيم عام 1947، والذي ينص على تقسيم فلسطين إلى دولتين واحدة عربية والأخرى يهودية، وما حدث أن اسرائيل منعت الفلسطينيين من اقامة دولتهم على ما تبقى من أرضهم، وغابت فلسطين عن الخارطة وشرد شعبها.
إعادة فلسطين وشعبها إلى خارطة الشرق الأوسط كان احد أهم أهداف النضال الوطني، وابقاء فلسطين في دائرة التعاطي والحدث وهذا ما دفع القيادة للانضمام للتحالف العربي الاسلامي ضد الارهاب، فالغياب عن الأحداث قد يكون مبرراً لتغيب فلسطين وشعبها عن خارطة الذي سيفرزه الصراع الدائر بالرغم من أن لديه أوهاما أن هذا الانضمام سيعيدنا إلى الخارطة، إلا أن عدم الانضمام قد يسهل عملية إلغائنا مرة أخرى.
هناك سؤال قد يبدو محقاً، ما الذي ستقدمه فلسطين لهذا الحلف وهي دولة تحت الاحتلال، لا جيش لديها ولا مال، مشاركة فلسطين لا تقاس تأثيرها المادي في ميزان القوى العسكري، بل بأهمية مشاركتها المعنوية، فهذا الحلف لا شرعية حقيقية له دون فلسطين هذا الاسم الذي تقف خلفه قضية عادلة ويقف خلفه شعب لا يزال تحت الاحتلال ويعاني التشريد والعنصرية والإرهاب، إرهاب الحركة الصهيونية، وإرهاب الدولة، دولة الاحتلال الاسرائيلي.
فإن شرعية هذا الحلف العربي الاسلامي من دون فلسطين الذي كان من المفترض أنيشكلهذا الحلف من اجل تحريرها؟
أدراك هذه الأهمية للمشاركة الفلسطينية يحمل القيادة مسؤولية المطالبة بثمن يوازي هذه الأهمية، وهو ثمن لا يقتصر بالتأكيد على استمرار الدعم المالي على أهميته إنما يتخطى ذلك بكثير إلى ثمن سياسي وهو التأكيد على أن محاربة الإرهاب يجب أن يبدأ من إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية، فمثل هذا الحل سيحرم الإرهابيين من ورقة طالما تم استخدامها لتبرير أفعالهم، الثمن يجب أن يكون هو بالتأكيد حق الفلسطينيين في أن تتضمن الخارطة الجديدة للشرق الأوسط دولة فلسطين وعاصمتها القدس.
بعض المحاذير الأخرى، وهي تبدو محقه أيضاً، والتي أعرب أصحابها عن القلق من أن يفسر انضمام فلسطين بأنه حلف سني مقابل الشيعي، ونجزم أن هذا التفسير بل ان هذا التفكير لم يكن ولن يكون ابدا وارداً للقيادة الفلسطينية، فالقضية الفلسطينية لطالما كانت ولا تزال فوق كل الصراعات الطائفية والمذهبية، ولا نريد لها أن تغرق في هذا المستنقع البغيض الدامي، فمن قرر كما تجدر الاشارة الى أن لفلسطين مصلحة في هزيمة هذا الارهاب وانهائه بأسرع وقت ممكن، فإلى جانب تأثيره المباشر علينا وعلى قضيتنا التي خطف منها الإرهاب الأضواء، فإن اسرائيل، وفي ظل هذا الإرهاب هي في أفضل مراحل وجودها، وهي الدولة الأكثر استقراراً في المنطقة.
فالسياسة هي في نهاية الأمر من الممكن فدخول فلسطين إلى هذا التحالف لا ينتهي عند لحظة الدخول تلك، فالعمل بدأ الآن ويجب البحث في كل احتمالات هذا الانضمام لنقلل قدر المستطاع من خسائرنا بل أن نحقق ما يمكن تحقيقه من المكاسب، ففلسطين في هذا التحالف يجب أن لا نكون بطاقة مرور لأحد، بل أن انضمامنا يجب أن يكون بطاقة مرور لإنجاز ما يمكن انجازه للشعب الفلسطيني.
تبقى الإشارة إلى أن مشاركتنا في الحلف المناهض للإرهاب، ستسحب البساط من تحت أقدام اسرائيل التي طالما حاولت الساق تهمة الإرهاب، بنضالنا الوطني العادل، فالمشاركة ستمنح مزيداً من الشرعية لمقاومتنا الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
تحية إجلال وإكبار للمناضلة الفذة جميلة بوحيريد …
بقلم د. عبد الرحيم جاموس عن وكالة PNN
في منتصف خمسينات القرن الماضي، إنطلقت جبهة التحرير الوطني الجزائري في ثورة الفاتح من نوفمبر 1954م، ثورتها المجيدة ضد الإستعمار الفرنسي الكلونيالي الإستيطاني الثقافي، والذي كان يسعى للإحتفاظ بالجزائر وإعتبارها أراضٍ فرنسية، فزلزلت أركانه، وترددت أصداء أعمال المقاومة الجزائرية البطولية في أرجاء العالم، كما ترددت أصداء الإجرام الإستعماري الفرنسي والقمع الجماعي للشعب الجزائري أيضاً في أرجاء العالم، وفضحته أحكامه القرقوشية على المناضلات والمناضلين الجزائريين من سجن وتعذيب وإعدامات مخالفة لمبادئ الأمم المتحدة، وحقوق الإنسان، ولحق الشعب الجزائري في المقاومة والثورة على المستعمر، وحقه في إنتزاع الحرية والإستقلال وتقرير المصير.
كانت الأنباء تتناقل بطولات الثوار الجزائريين، التي باتت تطوق عنق الإستعمار، وتؤجج المشاعر النبيلة المساندة لحق الشعب الجزائري في الحرية والإستقلال في البلاد العربية وفي مختلف دول العالم، وتزداد المواقف المؤيدة للجزائر، مع إزدياد إجراءات البطش والقمع والعنف الذي يمارسه المستعمر الفرنسي، وباتت أسماء ثوار الجزائر وقياداتهم، من بوضياف، إلى عباس فرحات، إلى حمروش، إلى بن بلة، وهواري بومدين، إلى المناضلات جميلة بوحيريد وجميلة عكار وجميلة بو عزة مألوفة لنا وللآخرين وإن كنا أطفالاً في تلك المرحلة، وكانت تلهب مشاعرنا، ونتناقل القصص والروايات عن البطش الإستعماري من جهة، وعن البطولة والصمود الأسطوري للشعب الجزائري ومناضليه ومناضلاته من جهة أخرى، وكان لإسم الفتاة المناضلة جميلة بوحيريد وقع خاص في نفوسنا، كما في الرأي العام العربي والدولي، لما تعرضت إليه هذه المناضلة الشابة من تعذيب وأحكام جائرة أصدرها في حقها القضاء العسكري الإستعماري لكسر إرادة المقاومة، وكان لصمود هذه السيدة المناضلة والعظيمة جميلة بوحيريد في وجه الجلاد والقضاء الفرنسي الإستعماري صدى واسع الإنتشار، وضع المستعمر في مأزق أخلاقي وقانوني وسياسي، كان لابد أن يدفع المستعمر ثمنه، وهو حرية هذه المناضلة الباسلة وأخواتها وإخوانها المناضلين وشعبها العظيم، الذي قدم تضحيات جسام وشهداء بالآلاف يومياً حتى فاق عدد شهدائه أكثر من مليون شهيد، ودمار كثير من المدن والقرى الجزائرية، وتهجير الكثيرين من سكانها إلى دول الجوار في تونس والمغرب، وقد شكلوا هناك قواعد إضافية لرفدِ الثورة، وكانتْ جميلة بوحيريد واحدة من الآلاف المؤلفة من المناضلين والمناضلات، الذين سقطوا أسرى في قبضة الجلاد، حيث إتهمت بزرع الكثير من المتفجرات والعبوات الناسفة في العاصمة الجزائر، مما أودى بحياة الكثير من المستعمرين الفرنسيين، ودب الرعب في قلوبهم، وبعد عمليات تعذيب مختلفة، يصعب تصورها قُدمت هذه المناضلة للمحاكمة في يوليو من عام 1957م وصدر حكم جائر عليها بالإعدام، لكن قضيتها قد أخذت بعداً عربياً ودولياً واسعاً لم يكن يتوقعه الجلاد، لعب فيه محاميها “جاك فيرجس” دوراً رئيسياً، ما أدى إلى حدوث ضغط كبير من الرأي العام العربي والعالمي، تأييداً لهذه المناضلة العظيمة وشعبها، أجبر الحكومة الفرنسية على تأجيل تنفيذ حكم الإعدام بحقها، وليطلق سراحها وسراح الآلاف من الأسرى الجزائريين بعد أن خضعت فرنسا لرغبة الشعب الجزائري في نيل الحرية والإستقلال، حين تم توقيع ((إتفاق إيفان)) في مايو 1962م بين حكومة فرنسا وجبهة التحرير الوطني الجزائرية وتم إعلان إستقلال الجزائر، وما قصة المناضلة الكبيرة جميلة بوحيريد إلا واحدة من آلاف القصص للمناضلين والمناضلات الجزائريات اللواتي والذين رسموا بتضحياتهم ونضالاتهم المستمرة طريق الحرية والإستقلال للجزائر، فالتحية كل التحية للمناضلة جميلة بوحيريد ولكل المناضلين والمناضلات الجزائريات، وهذه المناضلة المتميزة بالصمت والصمود، وبالصبر حققت أمنيتها في إنتزاع حريتها وحرية شعبها وأن تحيا بسلام في ربوع وطنها الحر المستقل التي نذرت حياتها من أجل حريته وإستقلاله، لن تنسى الجزائر المناضلة جميلة بوحيريد وغيرها من المناضلات والمناضلين صناع الحرية والإستقلال، كما لن ينساها العرب والعالم أجمع، ونحن أبناء فلسطين الذين نكابد ما كابده شعب الجزائر من الإستعمار الكولنيالي والإستيطاني والثقافي، خير من يقدر معاناة شعب الجزائر وتضحياته، ونقدر رموزه المناضلة وفي مقدمتهم هذه المناضلة التي لم يفوتها أن تؤكد لرفيقاتها المناضلات الفلسطينيات في سجون العدو الصهيوني في رسالة وجهتها لهن في 15/12/2015م قالت فيها: ((إن مصيركن هو مصير بنات الجزائر، اللواتي صنعن مع رجالها حرية الجزائر … إنكن تضربن المثل الأرقى في صمود المرأة ومشاركتها في قضيتها الوطنية، وأنتن تكفشن للعالم عن جدارتكن وجدارة شعبكن في إنتزاع حريته وإستقلاله ..)).
مؤكدة مساندتها ومساندة شعب الجزائر العظيم لفلسطين، ومجاهديها وأسراها وأسيراتها في صمودهم المستمر ضد الإستعمار الصهيوني حتى تحرير القدس وفلسطين.
نعم المناضلة جميلة بوحيريد تمثل أيقونة في ثورة الجزائر، خلد شعب الجزائر، ومعه الأمة العربية وأحرار العالم ذكرى هذه المناضلة الفذة، التي بقيت ملتزمة بمبادئها الإنسانية الثورية في وجه الظلم والعدوان والإستعمار أينما وجد، فهي مناضلة جزائرية، عربية، وعالمية من طراز خاص، لها كل التحية والإجلال والإكبار، على هذا الثبات والدعم الذي أكدته لأسيرات وأسرى فلسطين، ولشعب فلسطين وهي قد أوفت الخامسة والثمانون من العمر ولكنها، تؤكد على حيويتها الوطنية والثورية حين قالت: (أتمنى أن أكون بين أسيرات فلسطين لدعم صمودهن).
إن شعب فلسطين لن ينسى هذه المواقف الثابتة لهذه المناضلة الفذة ولشعبها الشقيق الذي كان دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني في كفاحه المتواصل والمستمر من أجل الحرية والإستقلال.


رد مع اقتباس