الملف التركي 13
2/6/2013
في هــــذا الملف:
- احتجاجات تركيا تنطلق من اقتلاع شجرة إلى محاولة «اقتلاع أردوغان» في الشارع
- تركيا: عشرات الجرحى ومئات الموقوفين بتوسع احتجاجات اسطنبول
- أردوغان ردا على تصاعد الاحتجاجات في تركيا: لو جمعوا مائة ألف سأجمع مليونا من حزب العدالة والتنمية
- أردوغان: الأزمة في تركيا مفتعلة ولا مبرر لها
- تراجع الحكومة التركية بعد صدامات عنيفة مع المتظاهرين واعتقال 939 متظاهرا
- وزير الداخلية التركي: إيقاف قرابة ألف شخص من المشاركين في الاحتجاجات
- سوريا توبخ أردوغان بشأن استخدام العنف ضد احتجاجات في تركيا
- بريطانيا تحذر رعاياها من السفر إلى المناطق التركية المضطربة
- تركيا تحظر الإعلان عن الكحول وتقيد المبيعات
- أردوغان يتراجع أمام "ربيع اسطنبول"
- جاد: احتجاجات تركيا تضعف شعبية الإخوان
- تظاهرة في بروكسل تأييدا للمحتجين في تركيا
- أديب: ساويرس وراء مظاهرات تركيا
- "الأناضول"و"الجزيرة" تتجاهلان مظاهرات تركيا
- مقتل شخصين واستمرار مظاهرات الاحتجاج التي تشهدها تركيا لليوم الثالث على التوالي
- متظاهرو تركيا يحتفلون بأول انتصار لهم على أردوغان
- «كاتب إسرائيلي»: الربيع العربي علي أبواب تركيا
- وزير الإعلام السوري: أردوغان يقود تركيا بأسلوب إرهابي
- مقال: ما الذي يجري في تركيا؟!
احتجاجات تركيا تنطلق من اقتلاع شجرة إلى محاولة «اقتلاع أردوغان» في الشارع
المصدر: أخبار الآن
تحولت الاحتجاجات التي اندلعت في إسطنبول، وامتدت إلى العاصمة أنقرة ومدن تركية أخرى، من احتجاجات على اقتلاع شجرة إلى محاولة اقتلاع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان من السلطة، بعد أن دخل المعارضون العلمانيون على الخط ونقلوا الاحتجاجات إلى أحياء كثيرة في إسطنبول وخارجها.
وتحولت ساحة «تقسيم»، أشهر معالم المدينة التي تعتبر العاصمة الثانية لتركيا، إلى ميدان كر وفر بين المتظاهرين والشرطة التي أقر رئيس الوزراء باحتمال استخدامها «القوة المفرطة» في قمع الاحتجاجات، مما أثار غضب المعارضة التي دفعت بكل ثقلها إلى الشارع سعيا لإسقاط أردوغان في الشارع نظرا لعجزها عن إسقاطه في صناديق الانتخابات، كما قال مستشار أردوغان، طه كينتش، لـ«الشرق الأوسط».
وبدا واضحا أن القصة تتعدى قضية الأشجار التي تنوي بلدية إسطنبول اقتلاعها من «جيزي بارك» إلى قرارات سابقة اتخذها أردوغان، ومنها القانون الذي صدر الأسبوع الماضي بمنع بيع الكحول في الجامعات وقرب المدارس وأماكن الدراسة الأخرى، بالإضافة إلى منع بيعها بعد العاشرة مساء. واستغربت مصادر رسمية تركية «الاستغلال الرخيص» من قبل بعض المعارضين، وتحديدا زعيم حزب الشعب الجمهوري «الذي قرر إلقاء كلمة مباشرة في المحتجين في ساحة تقسيم بعد ظهر أمس» متهمة إياه بأنه «ناقص الحس الوطني».
ومضى أردوغان في تأكيده أن هذه المظاهرات لن تغير في وجهة المشروع الذي بدأته بلدية إسطنبول منذ نحو 7 أشهر، ويقضي بتحويل مسار السيارات إلى ما تحت الأرض وإعادة بناء ثكنة عثمانية قديمة وتحويلها إلى مشروع سياحي وبناء مسجد كبير في وسط الساحة، مما أثار غضب العلمانيين الذي يرون في كل خطوة تقوم بها الحكومة «اتجاها نحو أسلمة البلاد».
وعلى الرغم من أن رئيس بلدية إسطنبول قادر توباس نفى نية البلدية بناء مركز تجاري، فإن الصدامات تواصلت طوال يوم أمس، قبل أن تنسحب الشرطة من الميدان بناء لأوامر المحافظ كما أكدت مصادر رسمية لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن «جماعة المعارضة قذفت الشرطة بالحجارة خلال انسحابها أيضا». وقال توباس إن «هواجس الناس الصادقة يجري (استغلالها من قبل المضللين)» معتبرا أن ما يجري هو ببساطة «نقل الأشجار في المنطقة من أجل توسيع السير للمشاة». وأضاف أن «العمل الذي سيتم القيام به لا يناسب مركزا للتسوق، وما نراه هنا هو استغلال مواطنينا المحبين للطبيعة»، مبديا أسفه لوجود من «يستغلون الناس أكثر ويتوقعون تحقيق مكاسب سياسية من هذا».
وكانت الشرطة التركية انسحبت، عصر أمس، من ساحة تقسيم في وسط إسطنبول التي انتشر فيها آلاف المتظاهرين في اليوم الثاني من مظاهرات احتجاج على الحكومة تخللتها أعمال عنف بعد دخول الشرطة هذه الساحة الجمعة، وعملت على منع المتظاهرين من دخولها وفرقتهم بالقنابل المسيلة للدموع، مما أدى إلى إصابة العشرات جراء استعمال القنابل المسيلة للدموع والهراوات. واستخدمت الشرطة التركية، صباح أمس، الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذي خرجوا في مظاهرات جديدة. وبعد مواجهة طويلة مع المتظاهرين الذين نصبوا حاجزا في جادة استقلال المؤدية إلى ساحة تقسيم، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشد. وسجلت أحداث أخرى في وقت سابق من الصباح في حي بشكطاش، عندما عبرت مجموعة من المتظاهرين جاءت من الضفة الآسيوية لإسطنبول جسرا قبل أن تقوم الشرطة بتفريقها.
وقالت السلطات إن عشرات الأشخاص يُعالجون في مستشفيات من جروح أصيبوا بها في الاشتباكات. غير أن منظمة العفو الدولية قالت إن مئات المتظاهرين جرحوا. وقالت السلطات المحلية إنه تم توقيف أكثر من 60 شخصا في أعمال العنف. وقال مسعفون إن ما يقرب من ألف شخص أصيبوا في الاشتباكات في إسطنبول. وقال اتحاد الأطباء التركي إن نحو ستة متظاهرين فقدوا البصر بعد إصابتهم في العين بعبوات غاز.
وأمضى آلاف من سكان إسطنبول ليل الجمعة - السبت في الشارع متحدين الشرطة والقنابل المسيلة للدموع. وقامت مجموعات من المتظاهرين بمسيرات وهم يحملون أواني المطبخ للقرع عليها. وفي مبادرة تحدّ، تقدم بعض المتظاهرين المشاركين في المسيرة، وهم يحملون عبوات الجعة بأيديهم.
في إشارة واضحة إلى القانون الذي أقره البرلمان التركي، الأسبوع الماضي، بأكثرية أصوات نواب «العدالة والتنمية»، الذي يمتلك الأغلبية فيه. ورفع متظاهرون شعارات ترفض «أسلمة المجتمع»، وقال أحد المشاركين في المظاهرات إنه مستعد للموت «لا من أجل شجرة، بل من أجل أمة يحاولون تدمير جمهوريتها التي دفعنا الدماء والعرق ثمنا لها»، وأردف هاتفا: «لسنا دولة إسلامية، ولكل منا الحق في أن يعيش حياته مسلما ملتزما أو علمانيا.. لماذا يفرضون علينا أسلوب حياتهم؟!».
وغطت الحجارة والعبوات الفارغة للقنابل المسيلة الفارغة الشوارع، بينما أغلق بعضها بحواجز. وفوق المدينة تحلق مروحية للشرطة لمراقبة المتظاهرين. ولجأ مئات الناشطين إلى مقر لإحدى النقابات أقام فيها أطباء مركزا لتقديم الإسعافات الأولية، خصوصا لمعالجة إصابات الجلدية والتنفسية الناجمة عن الغازات المسيلة للدموع.
وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بالدعوات إلى مظاهرات أخرى تنطلق اليوم في إسطنبول وأنقرة وأزمير ومناطق أخرى سعيا لإسقاط «حكومة المتسلط» في إشارة إلى أردوغان الذي رفع المتظاهرون صورا له وهو بلباس خليفة عثماني.
وتحدثت تقارير إعلامية عن مظاهرات مماثلة في أنقرة وأزمير حيث حاول متظاهرون الجمعة اقتحام مقر للحزب الحاكم، بينما توجه المتظاهرون أمس إلى مبنى البرلمان دون أن يفلحوا في الوصول إليه نتيجة الحواجز الأمنية.
وأشار مستشار أردوغان إلى أن ما يقال عن «ربيع تركي» غير واقعي، فلا ديكتاتورية في تركيا، والحكم يتم تداوله عبر انتخابات عامة شفافة وديمقراطية، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «المعارضة حولت الأمر من محاولة لاقتلاع شجرة إلى محاولة لاقتلاع أردوغان، وهذا أمر لا يمكن أن يتم بهذه الطريقة».
وقال كينتش إن ما جرى هو استغلال لمطالب الناس، مشيرا إلى أن ما يقال عن أنها احتجاجات للدفاع عن الطبيعة هو أمر خاطئ تماما، موضحا أن أردوغان وحزب العدالة زرعوا 2.5 مليار شجرة في تركيا منذ وصولهم إلى الحكم، وهم يدركون تماما أهمية الغطاء الأخضر.
وأضاف: «لقد عرفوا (المعارضون) أنهم لن يستطيعوا أن يهزموا أردوغان في صناديق الاقتراع، بعدما أظهرت استطلاعات الرأي أنه يحظى بتأييد يبلغ 52 في المائة بين الأتراك، فلجأوا إلى هذه الوسائل», وتوقع كينتش أن تهدأ الأمور بدءا من الغد، قائلا: «سوف يقومون الأحد (اليوم) ببعض الاستعراضات، لكن بدءا من الاثنين سوف يذهب الجميع إلى أعمالهم.. الاثنين هو يوم آخر».
وفي المقابل، قال فريد السفار رئيس فرع إسطنبول في حزب العمال اليساري إنه كان يتوقع حصول هذا منذ سنوات «نتيجة القمع الذي يمارسه حزب العدالة والتنمية على من ليس منهم من الشعب». وقال لـ«الشرق الأوسط: «ما يجري الآن في ميدان تقسيم ما هو إلا البداية لرفض سياسة الحكومة التركية، كما أن هذه الجموع الغفيرة التي تملأ الميدان حاليا لا تعبر فقط عن سخطها لسياسة أردوغان الداخلية، بل ترفض سياسته التي ترتكز على تطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير»، ورأى أن الشرطة قررت سحب قوات مكافحة الشغب بسبب صحوة الجماهير وازدياد أعدادها، يوما بعد يوم، لأنه لا توجد أي قوة ديكتاتورية في العالم يمكن أن تقف أمام إرادة الشعوب».
ورفض اتهامات الحكومة للأحزاب الراديكالية بالوقوف وراء هذه التحركات، وقال: «إن السبب وراء استخدامه القوة المفرطة ضد المظاهرات السلمية يكمن في أنه يوجد لديه نية لاستعادة النظام العثماني»، آخذا عليه إعطاء اسم الجسر المعلق الثالث الذي سيقام على مضيق البسفور اسم السلطان ياوز سليم «الذي تلطخت يداه بدماء عشرات الآلاف من العلويين في الأناضول»، قائلا: «يريدون طمس الجمهورية وإحياء الخلافة العثمانية، والجماهير نزلت إلى الشارع لإيقاف هذا المخطط وإحياء الجمهورية إلى الأبد»، ودعا الرئيس التركي عبد الله غل إلى تغليب «المنطق»، معتبرا أن الاحتجاجات وصلت إلى «حد مقلق».
وقال غل في بيان نشره مكتبه: «يتعين علينا جميعا أن نتحلى بالنضج حتى يمكن للاحتجاجات.. التي وصلت إلى حد مقلق أن تهدأ»، ودعا الشرطة إلى «التصرف بشكل متناسب» مع حجم الاحتجاج.
وبدوره، دعا رئيس الوزراء إلى وقف فوري للمظاهرات الأعنف ضد الحكومة منذ سنوات، لكنه تعهد بالمضي قدما في خطط إعادة تنمية ميدان تقسيم بوسط إسطنبول، قائلا إن هذه القضية تُستغل كمبرر لإذكاء التوتر. وقال أردوغان في كلمة أذاعها التلفزيون: «تركيا يحكمها نظام برلماني. كل أربعة أعوام نجري انتخابات، وهذه الأمة تختار»، وطلب من المحتجين أن ينهوا على الفور مثل هذه التصرفات، حتى لا يقع المزيد من الإصابات بين المارة والزوار أصحاب المتاجر المحليين.
وأضاف: «على الرغم من الاستفزازات من جانب المنظمات غير القانونية، وعلى الرغم من الضرر الذي وقع للمتاجر المحلية، وعلى الرغم من الهجمات بالحجارة والقنابل الحارقة، لا تزال الشرطة تعمل في إطار السلطة الممنوحة لها. لكن كما قلت من قبل فقد أعطيت أوامر لوزير الداخلية وللمحافظ باتخاذ الإجراءات اللازمة إذا استخدمت قوة مفرطة».
وقال: «حقيقة، كانت هناك بعض الأخطاء، وتصرفات مبالغ بها، أثناء رد الشرطة». وقالت وزارة الداخلية في بيان إنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق رجال الشرطة الذين تصرفوا بشكل (غير متناسب)».
تركيا: عشرات الجرحى ومئات الموقوفين بتوسع احتجاجات اسطنبول
المصدر: cnn
أعلنت وزارة الداخلية التركية السبت اعتقال 939 شخصا في 30 محافظة شهدت احتجاجات مناهضة للحكومة، بعد أن انطلقت الشرارة الأولى للأحداث من مدينة اسطنبول التي شهدت مظاهرات رافضة لإقامة مركز تجاري في مكان حديقة عامة في ميدان "تقسيم" وسط المدينة، تصدت لها الشرطة باستخدام خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع.
وذكر وزير الداخلية، معمر غول، أن الصدامات أدت أيضا إلى جرح 79 شخصا، بينهم 26 من عناصر قوات الأمن التي سبق أن انسحبت من ميدان "تقسيم" بعد الصدامات الواسعة التي لم تشهد المدينة الأكبر في تركيا منذ أكثر من عقد.
وذكرت تقارير إخبارية أن المظاهرات امتدت إلى أجزاء من العاصمة أنقرة، وكذلك إلى مدينة أزمير، في حين أشار مكتب محافظ اسطنبول إلى أن أحد المصابين جراء الاحتجاجات تعرض لاهتزاز في الدماغ.
وهتف المحتجون في وسط اسطنبول بشعارات بينها "على الحكومة الاستقالة" و"كتفا بكتف ضد الفاشية"، بينما انتشرت بكثافة وحدات من الشرطة وقوات مكافحة الشغب التي عمت إلى إطلاق الغازات المسيلة للدموع، ما أدى إلى تشكل سحابة من الغازات فوق ساعات "تقسيم" استمرت لساعات، السبت.
وكان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، قد تحدث حول القضية الجمعة، قائلا إن الشرطة ستبقى موجودة في ساحة "تقسيم" مضيفا أن قوات الأمن "لن تسمح لمجموعات هامشية بأن يكون لها مكان."
ولكن أردوغان أقر في الوقت نفسه بوجود "أخطاء" في عمل الشرطة قائلا: "كان هناك أخطاء في أعمال قوات الأمن، وخاصة بما يتعلق باستخدام الغاز، وهذا الأمر بات موضغ تحقيق.. هناك خطأ بالتأكيد عندما يتعلق الأمر بالاستخدام المفرط فنحن سنكون ضد ذلك أيضا."
أردوغان ردا على تصاعد الاحتجاجات في تركيا: لو جمعوا مائة ألف سأجمع مليونا من حزب العدالة والتنمية
المصدر: الأهرام
دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس السبت إلى وقف فوري لأعنف مظاهرات مناوئة للحكومة تشهدها بلاده منذ سنوات، في الوقت الذي اعتقلت فيه السلطات نحو ألف شخص في احتجاجات متفرقة بأنحاء البلاد.
وقال أردوغان في كلمة أذاعها التلفزيون "إذا كان هذا الأمر يتعلق بتنظيم التجمعات وإذا كان هذا حراكا اجتماعيا يجمعون فيه 20 فإنني سأقوم وأجمع 200 ألف شخص. وإذا جمعوا مئة ألف سأجمع مليونا من حزبي."
وأضاف "كل أربعة أعوام نجري انتخابات وهذه الأمة تختار... أولئك من لا يقبلون سياسات الحكومة بامكانهم التعبير عن رأيهم في إطار القانون والديمقراطية."
وقال اردوغان إن إعادة تطوير متنزه جيزي يستخدم كمبرر لإثارة الاضطرابات محذرا حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة من إذكاء التوتر. وكان الحزب المعارض قد حصل على تصريح بتنظيم مسيرة في إسطنبول، غير أن الاحتجاجات ضمت اناسا من أطياف مختلفة معارضين لاردوغان ولم ينظمها أي حزب سياسي.
ودعا مسئولو حزب الشعب الجمهوري أعضاءه إلى عدم رفع أعلام الحزب في الاحتجاجات إذ يخشون على ما يبدو تحميلهم مسئولية العنف، فيما اتهم زعيم الحزب كمال كليجدار أوغلو رئيس الوزراء بالتصرف كديكتاتور، وأضاف "عشرات الآلاف يقولون لا ويعارضون الديكتاتور... كونك الحزب الحاكم لا يعني أن بإمكانك أن تفعل ما يحلو لك."
وأقر أردوغان بارتكاب أخطاء في استخدام الغاز المسيل للدموع وقال: إن الحكومة تحقق في الأمر، ولكنه أضاف أن الشرطة تحتفظ بحق استخدام القوة المناسبة وتعهد بالمضي قدما في خطط إعادة تطوير ميدان تقسيم.
وفي حديثه عن المكان الذي شهد الكثير من المظاهرات الحاشدة قال أردوغان "لا يمكن أن يكون ميدان تقسيم مكانا تتسكع فيه الجماعات المتطرفة."
أردوغان: الأزمة في تركيا مفتعلة ولا مبرر لها
المصدر: الموجز
ندد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، بالاحتجاجات التي وقعت في إسطنبول، واصفا إياها بأنها "أزمة مفتعلة ولا مبرر لها".
وأضاف أردوغان، في مؤتمر صحفي اليوم السبت، أن "المتظاهرين لا يهمهم الدفاع عن البيئة وستواصل الحكومة تطوير ميدان «تقسيم» رغم الاحتجاجات".
وتابع قائلا: "إذا كان أحد يقول إنني أقطع الأشجار فليقدم إثباتا على ذلك، فنحن من قمنا بتشجير تركيا وزراعة الغابات"، واتهم أردوغان، وسائل الإعلام بالكذب والافتراء، مشيرا إلى أن المتظاهرين قاموا بترويج بعض الأكاذيب "المضحكة" لإشعال الموقف.
تراجع الحكومة التركية بعد صدامات عنيفة مع المتظاهرين واعتقال 939 متظاهرا
المصدر: فرانس 24
تراجعت الحكومة التركية السبت وفتحت الطرق المؤدية إلى ساحة تقسيم باسطنبول في اليوم الثاني من صدامات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين ينددون بسياستها اسفرت عن سقوط 79 جريحا واعتقال 939 متظاهرا كما اعلن وزير الداخلية التركي معمر غولر.
واعلن وزير الداخلية في المساء ان الصدامات العنيفة التي دارت يومي الجمعة والسبت بين متظاهرين وقوات الشرطة في اسطنبول والعديد من المدن التركية الاخرى اسفرت عن سقوط 79 جريحا، هم 53 مدنيا و26 شرطيا، واعتقال 939 متظاهرا.
وقال الوزير ان الموقوفين ال939 اعتقلتهم الشرطة خلال اكثر من 90 تظاهرة جرت يومي الجمعة والسبت في 48 مدينة في سائر انحاء البلاد.
ونددت منظمات عدة لحقوق الانسان بعنف الشرطة واكدت منظمة العفو الدولية سقوط قتيلين واكثر من الف جريح -وهي ارقام لم يؤكدها اي مصدر رسمي.
ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا الدولتان الحليفتان الحكومة التركية الى ضبط النفس بينما تظاهر مئات الاشخاص مساء السبت في نيويورك للتعبير عن دعمهم للمتظاهرين في تركيا.
وبعدما واجه احدى اكبر حركات الاحتجاج منذ تولي حزبه الحكم العام 2002، امر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قوات الامن بالانسحاب عصر السبت من ساحة تقسيم وحديقة جيزي التي كان اعلان العزم على هدمها الشرارة التي اشعلت الصدامات.
وعلى الفور، تدفق الاف يحملون الاعلام التركية الى المكان متحدين رئيس الحكومة على وقع الهتافات “نحن هنا يا طيب، اين انت؟” وعند هبوط الليل كانت ساحة تقسيم لا تزال تغص بالاف المتظاهرين الذين كانوا يغنون ويرقصون بنية البقاء في الساحة طوال الليل.
وقبل بضع ساعات من هذا التراجع، اكد اردوغان ان الشرطة ستبقى في ساحة تقسيم “اليوم وغدا” لان الساحة “لا يمكن ان تكون مكانا يفعل فيه المتطرفون ما يشاؤون”.
وباللهجة الحازمة نفسها، حض المتظاهرين على ان يوقفوا “فورا” المواجهات مع الشرطة مؤكدا ان حكومته ستمضي قدما في المشاريع التي اثارت الاحتجاجات العنيفة والتي تشمل ازالة حديقة قرب ساحة تقسيم لاعادة بناء ثكنة أثرية من الفترة العثمانية وجعلها مركز تسوق.
وكانت محكمة ادارية في اسطنبول لجأ اليها المحتجون علقت الجمعة جزءا من المشروع الذي يقضي باعادة بناء الثكنة من الحقبة العثمانية التي انصب عليها غضب المتظاهرين، وبعد هدوء استمر بضع ساعات، تجددت ظهر السبت الصدامات في وسط اسطنبول واستمرت في شكل متقطع حتى انسحاب الشرطة.
واستخدمت الشرطة مرارا الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه حول ساحة تقسيم لتفريق مجموعات صغيرة من المتظاهرين ردت برشق عناصرها بالحجارة، وفق مراسلي فرانس برس.
وقال احد المتظاهرين ويدعى براق اوزباي (34 عاما) “كنا جالسين هنا … نقرأ بيانا صحافيا عندما جاءت الشرطة نحونا بسيارات مكافحة الشغب وامطرتنا بالغاز المسيل للدموع″.
واكد ان صديقته خضعت لعملتين في المخ وما زالت في حالة حرجة بعد ان اصيبت الجمعة بقنبلة غاز.
وكانت مواجهات اخرى سجلت في حي بسيكتاش في المدينة حين حاول مئات الاشخاص التوجه الى ساحة تقسيم بعبور احد الجسور فوق البوسفور وقامت الشرطة بتفريقهم.
وانطلقت الحركة فجر الجمعة مع تدخل الشرطة بقوة لاخراج مئات الناشطين الذين كانوا يحتلون منذ ثلاثة ايام حديقة جيزي في ساحة تقسيم لمنع اقتلاع 600 شجرة في اطار مشروع الحكومة المثير للجدل.
وبعد تعبئتهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي تدفق الناشطون لدعم المتظاهرين وخصوصا للتنديد بسياسة الحكومة الاسلامية المحافظة الحاكمة منذ 2002.
وقال سرمين اردمجي الموظف في احد المصارف “هذا الحكم المتسلط يجب ان يتوقف، لا يمكن اسكات الشعب، نريد العيش في تركيا علمانية”.
ورغم ان معدل دخل الفرد ازداد ثلاث مرات في تركيا منذ 2002، فان اردوغان متهم بالتسلط وبالسعي الى “اسلمة” المجتمع التركي، وخصوصا بعد تبني قانون اخيرا يحد من استهلاك الكحول وبيعها ما اثار غضب الاوساط الليبرالية.
ومنذ مساء الجمعة، انتقلت الحركة الاحتجاجية في اسطنبول الى مدن تركية اخرى مثل ازمير (غرب) وانطاليا (جنوب) وصولا الى العاصمة انقرة التي شهدت حوادث بين الشرطة ومتظاهرين الذين كانون يهتفون “يا دكتاتور استقيل”، واصيب عدد من الاشخاص بين متظاهرين وعناصر الشرطة بجروح بحسب احد مصوري وكالة فرانس برس.
واكدت المعارضة السياسية وقوفها الى جانب المتظاهرين. وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار اوغلو السبت “نريد الحرية والديموقراطية في بلادنا”، وارتفعت اصوات السبت حتى داخل السلطة منددة بالرد غير المتكافىء للشرطة.
وقبيل انسحاب الشرطة من ساحة تقسيم، وجه الرئيس التركي عبدالله غول السبت نداء للتحلي ب”التعقل” و”الهدوء”، معتبرا ان الاحتجاج بلغ درجة “مقلقة”.
وقال “في الديموقراطيات، يتم التعبير عن المواقف بتعقل وهدوء، وفي المقابل على المسؤولين ان يبذلوا مزيدا من الجهود للاصغاء بانتباه الى مختلف الاراء”.
وقبل الرئيس التركي، اعتذر نائب رئيس الوزراء بولنت ارينتش عما جرى في اسطنبول، وقال “بدل ان تطلق الغاز على اناس يقولون لا نريد مركزا تجاريا هنا، كان على السلطات ان تقنعهم وتقول لهم انها تشاركهم قلقهم”، ومع صدور هذه المواقف، اقر رئيس الوزراء بان الشرطة تصرفت في بعض الحالات في شكل “مفرط” وقال “صحيح ان اخطاء وتحركات مفرطة ارتكبت في رد الشرطة”، لافتا الى ان وزارة الداخلية امرت باجراء تحقيق.
وزير الداخلية التركي: إيقاف قرابة ألف شخص من المشاركين في الاحتجاجات
المصدر: روسيا اليوم
أعلن وزير الداخلية التركي معمر غولر أن الشرطة اعتقلت 939 شخصا من المشاركين في الاحتجاجات العارمة التي اجتاحت عددا من مدن تركيا. وذكر أن اشتباكات المعتصمين مع رجال الأمن أدت إلى إصابة 79 شخصا، بينهم 26 شرطيا و53 مدنيا.
وأضاف الوزير أن بعض الموقوفين أُفرج عنهم بعد الاستجواب، مرجحا إجراء تحقيق مع عدد آخر من المعتقلين. وقال إن عدد المظاهرات المؤيدة للاعتصام في إسطنبول تجاوز 90، مضيفا أنها جرت في 48 من محافظات البلاد الـ81. ولا تزال الاحتجاجات مستمرة في أنقرة وأنطاليا وإسطنبول وأزمير وغيرها.
سوريا توبخ أردوغان بشأن استخدام العنف ضد احتجاجات في تركيا
المصدر: رويترز
وبخت سوريا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يوم السبت بشأن رده العنيف على المظاهرات المناهضة للحكومة ودعته لوقف القمع ضد الاحتجاجات السلمية أو الاستقالة.
وانقلب أردوغان وهو حليف سابق لبشار الاسد على الرئيس السوري بعد ان سعى الاخير الى سحق احتجاجات سلمية اندلعت في مارس اذار 2011 وانزلقت سوريا الى حرب اهلية منذ ذلك الحين خلفت أكثر من 80 الف قتيل.
واذاع التلفزيون الحكومي السوري ساعات من اللقطات الحية من اسطنبول حيث اشتبك الاف المحتجين لليوم الثاني مع قوات الامن التي أطلقت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه. وتفجرت الاضطرابات بسبب خطط الحكومة التركية بناء مجمع في ميدان تقسيم الذي كان لفترة طويلة مكانا للاحتجاجات السياسية لكنها اتسعت الى استعراض للتحدي ضد أردوغان وحزب العدالة والتنمية ذي الجذور الاسلامية الذي ينتمي اليه.
ونقل التلفزيون السوري عن وزير الاعلام عمران الزعبي قوله "مطالبات الشعب التركي لا تستحق كل هذا العنف." وأضاف "على أردوغان اذا كان عاجزا عن اتباع وسائل غير عنيفة التنحي والشعب التركي لديه كوادر كثيرة وعاقلة."
وتابع الزعبى "ان قمع رجب طيب أردوغان رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية التركي للمظاهرات السلمية أمر غير واقعي ويكشف انفصاله عن الواقع."
وانقلب رئيس الوزراء التركي على الاسد بعد ان رفض الرئيس السوري نصيحة أنقرة باجراء اصلاحات سياسية استجابة للاحتجاجات التي اندلعت في سوريا قبل عامين، وتستضيف تركيا الان خصوما سياسيين وعسكريين للاسد مما أثار غضب دمشق التي تتهم أردوغان باذكاء اراقة الدماء في سوريا.
بريطانيا تحذر رعاياها من السفر إلى المناطق التركية المضطربة
المصدر: upi
حذّرت وزارة الخارجية البريطانية السبت رعاياها من السفر إلى المناطق التركية التي تشهد احتجاجات وتلك المحاذية للحدود مع سوريا.
وذكرت وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث في بيان أن “احتجاجات تحصل حالياً في اسطنبول ومدن أخر في تركيا بينها أنقرة.. وتستخدم الشرطة القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه ردا على ذلك. وننصح المواطنين البريطانيين تجنب كل التظاهرات”.
ونصحت الوزارة رعاياها بعدم السفر إلى مدينتي أقجة قلعة ورأس العين، وعدم السفر إلا في حالات الضرورة إلى المناطق الواقعة على مسافة 10 كيلومترات من الحدود التركية مع سوريا، وإلى محافظات هكاري وشيرناك وسيرت وتونجلي، وتوخي الحذر عند التجول في محافظات أخرى جنوب شرق تركيا، ويشار الى ان مدنا تركية من بينها اسطنبول وأنقرة تشهد منذ الجمعة تظاهرات احتجاج ضد حكومة رجب طيب أردوغان.
تركيا تحظر الإعلان عن الكحول وتقيد المبيعات
المصدر:bbc
أقر البرلمان التركي يوم الجمعة قانونا مثيرا للجدل يحد من استهلاك المشروبات الكحولية والدعاية لها في هذا البلد الذي يشكل المسلمون غالبية سكانه.
ويحظر القانون على شركات بيع الكحول ان ترعى اي نشاطات. كما يحد من الاماكن التي يمكن استهلاك مثل هذه المشروبات فيها. ويمنع بيع الكحول بين العاشرة مساء والسادسة صباحا، والاستثناء الوحيد هو المهرجانات الدولية التي تهدف للترويج الدولي للمشروبات الكحولية.
وبحسب القانون سيكون محظوراً على شركات الكحول أن تروج لعلاماتها التجارية وشعاراتها، وسيتم وضع تحذيرات على زجاجات الكحول من مضارها.
وسيمنع بث المسلسلات والأفلام والفيديوهات الموسيقية التي تمجد استهلاك الكحول وسيتم التشويش على صور الكحول تماماً كما يتم التشويش على صور السجائر.
ويقول مؤيدو القانون الذي طرحه حزب العدالة والتنمية الحاكم والمنبثق من التيار الاسلام، ان الهدف منه حماية المجتمع خصوصا الاطفال من اضرار الكحول.
الا ان معارضي القانون يرون فيه مؤشرا على تزايد الاتجاه المحافظ في البلاد العلمانية، ويعتبرون انه يشكل تدخلا في الحياة الخاصة.
كما يمنع التشريع الجديد المسلسلات التلفزيونية والافلام والفيديو كليب من ان تتضمن صورا تشجع على استهلاك الكحول. ويفرض عقوبات اكثر تشددا على القيادة تحت تاثير الكحول.
وستفرض على السائقين الذين تزيد نسبة الكحول لديهم عن 0.05 بالمئة غرامة بقيمة 700 ليرة تركية (300 يورو) كما ستسحب منهم رخص القيادة لمدة ستة اشهر، ويواجه السائقون الذين تزيد لديهم هذه النسبة عن 0.1 بالمئة امكان الحكم عليهم بالسجن لمدة عامين.
والقانون بحاجة لموافقة الرئيس عبد الله غل ليدخل حيز التنفيذ، ومن المتوقع ان يوقع عليه قريبا، ويقول منتقدون لحزب العدالة والتنمية الحاكم إنه مسؤول عن النزعة الإسلامية التي تترسخ في تركيا.
وتقول حكومة أردوغان إنها لا تحاول تقييد حرية الناس، لكنها ترغب في الارتقاء بتركيا التي تريد الانضمام الى الاتحاد الاوروبي الى المعايير الاوروبية من خلال تشديد القيود على بيع الكحولي وحماية الشبان.
ومنذ تولى حزب العدالة والتنمية الحكم عام 2002 اتخذ عدة إجراءات للحد من استهلاك الكحول، منها فرض ضرائب مرتفعة عليها، وتوقفت شركة الخطوط الجوية التركية عن تقديم الخمور في بعض الرحلات الداخلية.
أردوغان يتراجع أمام "ربيع اسطنبول"
المصدر: ج. القدس
تراجعت الحكومة التركية أمام "ربيع اسطنبول" وعن مواجهة آلاف المتظاهرين في ساحة تقسيم وسط مدينة اسطنبول، التي شهدت احتجاجات وصدامات في اليومين الأخيرين، ما أوقع عشرات الجرحى بعضهم في حال الخطر. واعتقل اكثر من 140 شخصاً بينهم سياح أجانب، وفتحت الطرق المؤدية الى الساحة.
وكان لافتاً الطبيعة الشعبية والعفوية للاحتجاجات التي طالبت بوقف مشروع انشائي أقرته بلدية اسطنبول لتحويل حديقة "غازي بارك" التاريخية وسط الساحة الشهيرة الى مركز ثقافي ومجمع تجاري، عبر تكاتف فئات وشرائح اجتماعية مختلفة، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للدعوة الى الاحتجاج، رداً على تجاهل وسائل الاعلام المحلية التظاهرات في بداياتها والحدث عموماً.
وبعدما ردد المتظاهرون عبارات نددت بـ "حزب العدالة والتنمية" الحاكم، ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، داعين إلى استقالة الحكومة، اكد اردوغان ان الاحتجاجات لن تمنع تنفيذ المشروع الذي وضعته بلدية اسطنبول والتي يضم مجلسها احزاب المعارضة "بلا تردد أو حتى نقاش".
وقال ان مؤامرة سياسية تقف وراء التظاهرات، داعياً الجميع الى "التحلي بحساسية شديدة ضد كل من يرغب في نشر الدماء التي تسيل في سورية، في تركيا".
وذكّر اردوغان بأنه انتصر سابقاً على مؤامرات سياسية استهدفت اطاحة حكومته، مؤكداً ان "الطريق الوحيد لتغيير الحكومة هو صناديق الاقتراع".
وتطور الخلاف الذي بدأ بتحرك جمعيات بيئية وناشطين يساريين للمطالبة بإبقاء اشجار ومساحات خضراء تتقلص يومياً، في مرحلة اولى، الى جدل سياسي تناول تصرفات أردوغان وتصريحاته، خصوصاً بعدما تحدى المعتصمين في الحديقة قبل أيام.
وانفجر لاحقاً إثر توافد مئات من الناشطين والسياسيين والمشاهير الى الحديقة ظهر اول من امس اثر انباء عن بدء رجال الأمن فض الاعتصام في الحديقة بالقوة، ووسط تعتيم اعلامي. ثم لبى آلاف دعوات أطلقت عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتوجه الى ساحة تقسيم، ويشتبكون مع الشرطة التي افرطت، باعتراف أردوغان، في استخدام القوة والغاز المسيل للدموع.
وامتدت التظاهرات الى ساحات مدن أخرى مثل أنقرة، حيث عززت السلطات اجراءات حماية مبنى رئاسة الوزراء وباقي الوزارات التي منع الوصول مشياً اليها، وكذلك أزمير وديار بكر. واحتجت حشود على طريقة تعامل رجال الأمن مع المعتصمين في تقسيم، وما وصفوه بـ "سياسات الحكومة الرأسمالية الجائرة التي تغلب المصلحة الاقتصادية والمشاريع العمرانية على شؤون البيئة، واسلوب أردوغان في التعامل بالقمع الأمني مع معارضي آرائه".
واكد اردوغان انه أمر وزارة الداخلية بفتح تحقيق في استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع، في حين أبدى الاتحاد الاوروبي قلقه من اجراءات الأمن المفرطة. وأيدته وزارة الخارجية الأميركية التي شددت على ضرورة احترام حرية الرأي والتعبير في تركيا.
وحذّرت وزارة الخارجية البريطانية أمس رعاياها من السفر الى مناطق تركية تشهد احتجاجات، وتلك المحاذية للحدود مع سورية.
وفي اطار محاولات التهدئة، قضت محكمة اسطنبول الادارية بوقف العمل بمشروع حديقة "غازي بارك"، بحجة عدم وجود رخصة بناء في الحديقة التي يزيد عمرها على 70 سنة، وتعتبر من أهم معالم مدينة اسطنبول.
وتعهد وزير الداخلية معمر غولار ايجاد حل وسط للأزمة، فيما اعتبر بولنت ارينش، نائب رئيس الوزراء، ان اقناع المعتصمين بالحوار كان افضل من استخدام خراطيم مياه وغازات مسيلة للدموع.
وفي دمشق اتهم وزير الاعلام السوري عمران الزعبي رئيس الوزراء التركي بقيادة بلاده "باسلوب ارهابي". ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن الزعبي قوله ان "قمع رجب طيب أردوغان رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية التركي للمظاهرات السلمية أمر غير واقعي ويكشف انفصاله عن الواقع". مضيفاً "ان الشعب التركي الشقيق لا يستحق هذه الهمجية ولا مبرر ان يتحدى اردوغان شعبه".
واضاف ان اردوغان "يقود بلاده باسلوب ارهابي ويدمر مدنية الشعب التركي وانجازاتها"، مشيرا الى ان "مطالب الشعب التركي لا تستحق كل هذا العنف وعلى اردوغان اذا كان عاجزا عن اتباع وسائل غير عنفية التنحي والشعب التركي لديه كوادر كثيرة وعاقلة".
واستخدم الوزير السوري كلمات سبق لاردوغان ان وجهها الى الرئيس السوري بشار الاسد عندما بدأ بقمع التحركات الشعبية ضده قبل اكثر من سنتين والتي اسفرت حتى الآن عن اكثر من 80 الف قتيل.
جاد: احتجاجات تركيا تضعف شعبية الإخوان
المصدر: بوابة الأهرام
قال الدكتور عماد جاد، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الأحداث التي تقع في تركيا حاليا سببها محاولات حزب العدالة والتنمية الحاكم فرض إيديولوجيته الخاصة على المجتمع التركي.
وأوضح في تصريحات خاصة أن الحزب قدم رؤية وطنية مشتركة ساهمت في زيادة معدلات التنمية وبالتالي استقرار البلاد مما جعل أغلبية الأتراك يلتفون حوله ويدعمونه إلا أنه حينما حاول فرض رؤيته الخاصة ثار عليه الشعب، مشيرا إلى أن الحزب اتخذ عدة إجراءات في الفترة الأخيرة ومنها التضيق على الحريات من خلال منع الخمور والدعارة المقننة التي اعتاد عليها الاتراك.
وعن تأثير ما يجري في تركيا على الأوضاع في مصر أكد جاد أن تركيا كانت نموذجا يستلهم منه الإخوان المسلمون ويعتبرونه مثلا أعلى يمكن الاستشهاد به على أساس أن حزب العدالة والتنمية يعتبر حزبا إسلاميا حقق التنمية وبالتالي فإن الاضطرابات التي يواجهها ستضعف من شعبية الإخوان وفرصهم في الفترة المقبلة.
تظاهرة في بروكسل تأييدا للمحتجين في تركيا
المصدر: ج. الوسط
تجمع مئات المحتجين في بروكسل، أمس السبت، أمام البرلمان الأوروبي وطالبوا باستقالة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
وجاءت المظاهرة بعد ساعات من دعوة أردوغان إلى وقف أعنف مظاهرات ضد الحكومة منذ سنوات، في الوقت الذي اشتبك فيه محتجون مع شرطة مكافحة الشغب في اسطنبول لليوم الثاني واندلاع احتجاجات في العاصمة أنقرة.
وقالت السياسية البلجيكية المحافظة بولدوك بيريا، المولودة في تركيا، إنها قررت تنظيم الاحتجاج للتنديد بالطريقة التي قمعت بها الشرطة التركية المحتجين.
وأضافت: "نأسف للطريقة التي تم التعامل بها مع الاحتجاج، الشرطة تلعب لعبة مهمة للسلطة، لا نستطيع قبول هذا لأن الطريق للديمقراطية لا يمكن معه قمع الناس بهذه الطريقة".
وذكر الناشط سيلين بارمان: "قطعت اتصالات الإنترنت تماما ولم يتمكن الناس من استخدام موقع تويتر أو مواقع الاعلام الاجتماعي، وتقدم وسائل الإعلام المحلية في تركيا برامج وعروض غبية طوال الوقت ولا يمكن أن ترى أي أخبار."
أديب: ساويرس وراء مظاهرات تركيا
المصدر: ج. الوفد
قال الإعلامى عمرو أديب إن الأحداث فى تركيا إزادت سخونة فى الأيام الاخيرة، مشيرا إلى أن المظاهرات التى تشهدها إسطنبول فى ميدان التقسيم تشبه إلى حد كبير المظاهرات التى شهدتها القاهرة وميدان التحرير فى ثورة 25يناير وما تبعها من احتجاجات.
وأضاف أن الشارع المصرى ينتابه حالة من الشماتة فى تركيا على عكس ما كان عليه المصريين فى السابق، معللا ذلك بأن حالة القرب والالتصاق بين النظام التركى والمصرى الذي على رأسه جماعة الإخوان المسلمين، ودعم رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا لنظام الإخوان فى مصر هو ما عزز شعور المصريين بالشماتة فى نظام أردوغان الذى كان يوما ما نموذجا للزعيم الناجح لدى المواطن المصرى.
وعلّق أديب، خلال برنامجه "القاهرة اليوم" علي قناة "اليوم" بسخرية، قائلاً: إن المتظاهرين في تركيا "فلول" و"بلاك بلوك" و"أشاهد صباعين أو ثلاثة يعبثون داخل تركيا"، مشيرا إلى أن عدوى المظاهرات إنتقلت إلى تركيا بطريقة مصرية خالصة، موضحا أن مشاهد المحتجين الأتراك تشبه إلى حد كبير المصريين فى مظاهراتهم الغاضبة.
وقال : "إنها عدوى وربما يكون شخص عنده أنفلونزا مصرية قد نقل العدوي إلى تركيا"، متساءلا أن تركيا دولة مستقرة ولديها نهضة ولديها اكتفاء ذاتي من القمح وبها وزير تموين ورئيس وزراء محترمان ويجب انها تكون دولة مستقرة وهادئة، فما السر وراء تلك التظاهرات؟.
وأضاف ساخرا أن السبب فيما يحدث هو أيدٍ خفية او فلول او الحزب الجمهوري أو أيدي نجيب ساويرس، قائلا:" انا عايزكم تبحثوا عن ايدي ساويرس في اسطنبول ولابد أن تقبضوا علي رجال الاعمال الاتراك".
وتساءل:"لماذا تركيا تخاف من المشروع الاسلامي؟ هي تجربتنا ضايقتهم! وتجربتنا جيدة وليس عند احد تجربه مثلنا، قائلاً: "احنا عاملين نهضة يتحدث بها الامم القريب والبعيد"، ومصر هي بلد الامن والامان وتجربة المشروع الاسلامي في مصر تدّرس وتتصدر، خايفين من ايه؟. والرئيس قال وعود ومازال حتي الان متمسكًا بها".
"الأناضول"و"الجزيرة" تتجاهلان مظاهرات تركيا
المصدر: ج. الوفد
تجاهلت وكالة "الأناضول"، وفناة "الجزيرة مباشر مصر" المظاهرات والاشتباكات التي تشهدها تركيا بين متظاهرين وقوات مكافحة الشغب بعد رفض المواطنين إزالة حديقة "جيزيه" وبناء مركز تجارى بدلا منها.
يذكر أن الشرطة التركية استخدمت الغاز المسيل للدموع، اليوم لتفريق المظاهرات التي تشهدها مدينة إسطنبول لليوم الثاني على التوالي، وكان الهدوء، عاد إلى شوارع المدينة بعد مواجهات عنيفة عاشتها يوم أمس بين قوات الأمن ومتظاهرين.
مقتل شخصين واستمرار مظاهرات الاحتجاج التي تشهدها تركيا لليوم الثالث على التوالي
المصدر: ج.الوسط
أفادت منظمة العفو الدولية "امنستي"، أن شخصين قتلا خلال المظاهرات التي تشهدها تركيا لليوم الثالث على التوالي احتجاجا على خطة حكومية لازالة متنزه في ميدان تقسيم باسطنبول، بالإضافة إلى جرح نحو 1000 شخص. ووقعت فجر اليوم مواجهات عنيفة في انقرة واسطنبول بين قوات الشرطة ومتظاهرين اضرموا النار في سيارات والقوا الحجارة باتجاه قوات الامن التي ردت باستخدام الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل، كما فرقت الشرطة التركية تظاهرة جرت قرب ديوان رئيس الوزراء رجب طيب اردوان في اسطنبول.
وفي نيويورك جرت مسيرة شارك فيها المئات تنديدا بسياسة اردوان وتضامنا مع المحتجين، ودبلوماسيا دعت الولايات المتحدة وبريطانيا حكومة انقرة الى ابداء ضبط النفس لا سيما بعد ورود تقارير تفيد باستخدام القوة المفرطة ضد المحتجين واعتقال اكثر من 900 شخص خلال المظاهرات التي اجتاحت نحو 50 مدينة تركية.
متظاهرو تركيا يحتفلون بأول انتصار لهم على أردوغان
المصدر: الاقتصادية
بعد اكثر من 24 ساعة من المواجهات العنيفة مع الشرطة احتفل الالاف من المتظاهرين بعد ظهر السبت في ساحة تقسيم الشهيرة في قلب اسطنبول بالانتصار على رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، قائلين له "نحن هنا يا طيب. اين انت؟". وفور انسحاب عناصر شرطة مكافحة الشغب ضجت ساحة تقسيم بهتافات المتظاهرين الذين تدفقوا اليها بالالاف وهم يهللون فرحا. البعض اخذ يردد النشيد الوطني والاخرون يصفقون ويرقصون في وسط ساحة تقسيم التي انتشرت في ارجائها روائح النصر بعد الرائحة الحارقة للغازات المسيلة للدموع.
وضمت هذه الجماهير المتحمسة ممثلين لكل التيارات السياسة، من يمين قومي الى يسار متشدد من مسلمين متدينين الى علمانيين وفنانين. وقامت مجموعة من المتظاهرين بتغطية النصب التذكاري لمؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال اتاتورك بالاعلام الملونة. وهكذا انفجر فجاة في كل مكان بركان الغضب المتراكم من حكومة حزب العدالة والتنمية الاسلامية المحافظة التي تحكم البلاد منذ 2002 والمتهمة بالرغبة في العمل على "اسلمة" المجتمع التركي.
وقالت سيدة متقاعدة فضلت عدم ذكر اسمها "الحكومة تمارس الضغوط في كل شيء: انجب ثلاثة اطفال لا اثنين فقط، لا تشرب الخمر،ـ لا تدخن، لا تسر في الطريق ويدك في يد حبيبك او حبيبتك اذا لم تكن العلاقة جدية". واكدت "انا ابنة اتاتورك ولا يمكن ان اوافق على ذلك. نحن كلنا نتشارك هذه الافكار لذلك نحن هنا".
وقال طالب فضل ايضا عدم ذكر اسمه "لا اعتقد ان حكومة العدالة والتنمية كانت تتوقع ذلك" مضيفا "الناس تثور لمنع سلسلة من الممنوعات التي فرضتها حكومة لا تفهمنا". ورغم الاجواء الاحتفالية يبدي البعض نوعا من الحذر. لقد ربح المتظاهرون معركة لكنهم بالتاكيد لم يربحوا الحرب المعلنة على الحكومة. ويقول بيرك سنتورك وهو مدير فني "الاجواء هنا تعمها الفرحة والسعادة. اليوم انسحبت الشرطة اخيرا" مضيفا "لكن ورغم كل هذه الجماهير الغفيرة المحتشدة هنا فقد اعلن رئيس الوزراء انه مستمر وانه سيقوم ايضا اذا اقتضى الامر بهدم مركز اتاتورك الثقافي الموجود خلفي" مضيفا باصرار "لذلك سنبقى هنا لحراسة المكان".
من جانبه يقول باتوهان كانتاس وهو طالب في التاسعة عشرة من العمر "معركتنا لم تنته. ما زال يحكمنا رئيس وزراء يرى الناس مجرد خرفان ويعتقد انه سلطان". وتقول ليلى وهي معلمة في الثامنة والثلاثين "لقد نجحنا في جعل الشرطة تنسحب. لكن هذه الحكومة مثل اللزقة ولن تسقط بسهولة". وفي احدى مداخلاته السبت اقر اردوغان بان انتصارات حزبه الانتخابية الساحقة "ليست تذكرة لفرض رغبة الاكثرية على الاقلية". لكن هذه الكلمات لم تكن كافية لارضاء المتظاهرين او تثبيط عزيمتهم. وعلت اصوات مجموعة من المتظاهرين المصرين على قضاء الليل في "ساحتهم" بالهتاف "تقسيم في كل مكان .. المقاومة في كل مكان".
«كاتب إسرائيلي»: الربيع العربي علي أبواب تركيا
المصدر: محيط
كتب بارك رافيد المراسل بصحيفة "هارتس" الإسرائيلية مقالا بشأن التظاهرات التي خرجت لميدان "تقسيم" في إسطنبول و بعض المدن التركية الأخرى.
وأشار "رافيد" إلي بعض المشاهد التي أعادت للأذهان بعض أحداث ثورة 25 يناير المصرية، حيث قامت قناة «cnn» الإخبارية بتصوير كامل لما يدور على أرض الواقع في إسطنبول ، وعرضت الكثير من مشاهد الاشتباكات بين المتظاهرين و قوات الشرطة.
وعلى النقيض الآخر قامت قناة «cnn turk» التي تبث من إسطنبول بعرض برنامج للطبخ ، مما أعاد الأذهان بعض من مشاهد التلفزيون المصري المخجلة في إخفاء الحقيقة و تعتيمها.
وأوضح "رافيد" أن تلك الصورة قد انتشرت بشكل موسع على مواقع التواصل الاجتماعي ، مؤكدا أن تردد وسائل الإعلام التركي في تغطية الاحتجاجات التي اندلعت ضد "أردوغان" و حكومته هو ما ذكر الجماهير بما فعل الرئيس المصري السابق حسنى مبارك و حكومته أثناء اندلاع ثورة 25 يناير.
وألمح الكاتب الإسرائيلي إلى أن السياسة التي اتبعها أردوغان و حكومته في اعتقال الصحفيين و المحررين الذين قاموا بمهاجمته في مقالاتهم ،هي التي منعت الإعلام من إعطاء الضوء الأخضر لأي مقالة للخروج للنور لتغطية كل ما هو متعلق بأحداث الاحتجاجات الأخيرة في تركيا .
وقال "رافيد" أن أردوغان يهوى كتابة الخطب و إلقاءها ، كما أنه يقوم بإعطاء الكثير من النصائح لكل حكام المنطقة ، فهو من طالب مبارك و معمر القذافى بالنزول علي رغبة شعوبهما، و هو أيضا من أطلق على بشار الأسد لقب مجرم ، مطالبا أردوغان أن يستجيب هو الأخر لرغبة شعبة و يترك منصبه.
و أطلق المراسل الإسرائيلي على التظاهرات التي تملأ الميادين التركية لقب " الربيع التركي" ، مؤكدا أن الشعب التركي يعبر عن ملله من السياسة التي يمارسها أردوغان و حكومته في إخضاع كل شيء لموازين القوى و لا شيء غيرها.
وزير الإعلام السوري: أردوغان يقود تركيا بأسلوب إرهابي
المصدر: ج. النهار
اتهم وزير الاعلام السوري عمران الزعبي رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بقيادة بلاده "باسلوب ارهابي"، وذلك اثر تظاهرات واحتجاجات شعبية في اسطنبول اقدمت الشرطة على قمعها بقوة.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن الزعبي قوله ان "قمع رجب طيب أردوغان رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية التركي للمظاهرات السلمية أمر غير واقعي ويكشف انفصاله عن الواقع". وأضاف: "ان الشعب التركي الشقيق لا يستحق هذه الهمجية ولا مبرر ان يتحدى اردوغان شعبه".
ورأى أن أردوغان "يقود بلاده باسلوب ارهابي ويدمر مدنية الشعب التركي وانجازاتها"، مشيرا الى ان "مطالب الشعب التركي لا تستحق كل هذا العنف وعلى اردوغان اذا كان عاجزا عن اتباع وسائل غير عنفية التنحي والشعب التركي لديه كوادر كثيرة وعاقلة".
مقال: ما الذي يجري في تركيا؟!
المصدر: ج. الآن
هذا انفجار غضب متراكم منذ أكثر من عقد جراء الهزائم المتتالية التي تلقتها القوى العلمانية المتسلطة واحدة تلو الأخرى أمام أردوغان وحزبه، سواء على الصعيد السياسي أو في قضايا محاولة الانقلاب على الحكومة المنتخبة، وانضم إليه غضب المنزعجين من المصالحة مع حزب العمال الكردستاني وغضب الموالين للنظام السوري وحلفائه، بل وغضب كل من لديه حساب مع حكومة أردوغان.
قبل الانتقال إلى شرح ما يجري، أقول إن المطالبة بعدم قطع الأشجار والحفاظ على الطبيعة ورفض تحويل المدن إلى غابة من مباني إسمنتية لا روح لها والتظاهر السلمي من أجل ذلك موقف نبيل وسيظل نبيلا يستحق التقدير والاحترام مهما علق به من شوائب.
في بداية المظاهرات، كان الهدف الاحتجاج على قرار الحكومة إزالة منتزه بمنطقة 'تقسيم' لإعادة بناء قلعة عثمانية قديمة تسمى 'قشلة المدفعيين'، ولكن المشروع تم ترويجه على أنه مشروع بناء مركز تجاري، ولذلك أيدتها شريحة واسعة من المواطنين.
ودعا عدد كبير من الكتاب إلى المشاركة في المظاهرات، بمن فيهم كتاب مؤيدون للحكومة، إلا أن المظاهرات انحرفت عن هدفها بعد استخدام الشرطة قوة مفرطة لفض المتظاهرين ودخول مجموعات يسارية متطرفة، ورمي رجال الأمن بالأحجار والاعتداء على الصحفيين والنساء المتحجبات وتكسير واجهات المحلات ونوافذ المركبات الموجودة في المنطقة.
ركوب مجموعات يسارية متطرفة وأحزاب سياسية الموجة حوَّل المظاهرات من مظاهرات من أجل الحفاظ على البيئة والطبيعة إلى مظاهرات سياسية ومحاولة التآمر ضد الحكومة المنتخبة، وهنا سحب كثير من الكتاب والمثقفين تأييدهم من الظاهرات التي انحرفت تماما من هدفها وشددوا على أنهم لن يكونوا جزءا للمؤامرة، وهكذا بقي أنصار تلك المجموعات المتطرفة وحدهم في الساحة.
انتقال المظاهرات من إسطنبول إلى مدن أخرى مثل العاصمة أنقرة وإزمير وغيرها تشير إلى محاولة تأليب الشارع التركي ضد الحكومة.
ولكن هذه الخطة بعيدة عن النجاح في ظل وعي الشعب وقوة الحكومة، لأن القوى العلمانية سبق أن جربت هذه الخطة حين جمعت بدعم جنرالات الجيش عشرات الآلاف من المعارضين للحكومة في ميادين إسطنبول وأنقرة وإزمير في مظاهرات تسمى 'مظاهرات الجمهورية' ولكنها فشلت فشلا ذريعا.
وحكومة أردوغان اليوم أقوى، كما إن الشعب التركي يدرك جيدا ما يختبئ وراء تلك المظاهرات.
ومن المضحك أن قرار مشروع البناء في مكان المنتزه، مر من مجلس بلدية إسطنبول بموافقة أعضاء حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، ومع ذلك تنصل حزب الشعب الجمهوري من المسؤولية وحاول استغلال الاحتجاجات على القرار لصالحه. وقال نائب رئيس الحزب إنه سيقدم استقالته في حال ثبت أن أعضاء حزبه في مجلس البلدية وافقوا على القرار، إلا أنه نسي وعده تماما بعد أن تأكدت موافقتهم.
وقد قررت المحكمة الإدارية السادسة بإسطنبول، اليوم الجمعة، وقف تنفيذ مشروع البناء في المنتزه، ولكنَ المتظاهرين واصلوا احتجاجاتهم، لأن المظاهرات ما عادت تستهدف المنتزه ولا الحفاظ على الأشجار. وجاءت اليوم تصريحات من الرئيس التركي عبد الله غول ونائب رئيس الوزراء بولنت أرينتش ورئيس بلدية إسطنبول لتخفيف التوتر، إلا أن أردوغان الذي يحب التحدي -وهذا ما يجنن خصومه– صرح بأن الحكومة سوف تعترض على قرار المحكمة الإدارية.
كما إن قرار فتح التحقيق بشأن استخدام الشرطة القوة المفرطة ضد المتظاهرين كانت خطوة إيجابية بالاتجاه الصحيح.
المظاهرات التي تشهدها تركيا لن تتحول إلى 'ثورة ضد النظام'، هذا أمر مؤكد، ولا تستولي الانتفاضة المزعومة إلا على عقول الموالين للنظام السوري وحلفائه وعقول الذين يتمنون سقوط 'النموذج التركي' الناجح.
وكثير من الدول الأوروبية شهدت مظاهرات مشابهة، وهذه من مظاهر النظام الديمقراطي التي اعتاد عليها الشعب التركي. ومن يريد إسقاط أردوغان الذي تفوق شعبيته حاليا 50 بالمائة، فلا يوجد أمامه من خيار سوة صناديق الاقتراع. ولم يبق للانتخابات الرئاسية والمحلية وربما البرلمانية أيضا إلا حوالي عام واحد.
ويبقى سؤال آخر: هل للنظام السوري وحلفائه من الروس والإيرانيين يد في تحريك هذه الاحتجاجات؟ في ظل إصرار تركيا على موقفها الداعم للثورة السورية لا يستبعد ذلك، ولكن الأمر له أبعاد عدة اختلط فيها الحابل بالنابل، وعلى الحكومة دراسة الأحداث بعناية لاستخلاص الدروس والعبر وسد الثغرات وعدم تكرار ارتكاب الأخطاء نفسها.


رد مع اقتباس