النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: مقالات مواقع دحلان 01/12/2015

  1. #1

    مقالات مواقع دحلان 01/12/2015

    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG]












    المواقع الالكترونية الموالية لتيار دحلان
    عناوين مقالات
    v صورة "النجم ..والمعجب"!
    امد / حسن عصفور

    v أنوار الفلسفة وظُلمات الجهل
    الكوفية / نزار بدران

    v ويبقي دحلان حلم البسطاء ورؤية الزعماء
    الكوفية / ثائر أبو عطيوي

    v اسرائيل تعدم الفرصة الأخيرة ..
    امد / د. مازن صافي

    v توحش القلم بين ( العصبية ) والممارسة
    امد / أحمد دغلس

    v العهد الإسرائيلي الجديد
    الكرامة / نعمان فيصل

    v المسافة بين القول والفعل بدعم الانتفاضة
    امد / عباس الجمعة

    v الرئيس الذي لا تخجله دماء الشهداء
    صوت فتح / محمد أبو مهادي

    v المقاومة ولا رهان على غيرها
    الكوفية / حمادة فراعنة

    v الشهيد الفتى ابو خضير يحرق نفسه ....؟؟
    الكرامة / راسم عبيدات
    المقالات

    صورة "النجم ..والمعجب"!

    امد / حسن عصفور

    ليس مصادفة أن تحتل الصورة التي جمعت الرئيس محمود عباس ورئيس حكومة دولة الكيان العنصري نتنياهو، مساحة واسعة في وسائل الاعلام التي غطت قمة المناخ الباريسية، مع ان هناك أحداث ساخنة جدا، كانت كفيلة أن لا تبرز لقاء لو تم بين المتصافحين في ظروف غير الحالية، لكن "المصافحة" باتت أحد المشاهد الأكثر "إثارة" و"حضورا"، خاصة وأنها الإولى للمتصافحين بعد سنوات خمس..
    في السياق الطبيعي، ما كان لأحد أن يتوقف امام "مصافحة" كتلك التي جرت في باريس، فهناك عشرات بل مئات المصافحات بين الرجلين، لكن هذه الصورة ستدخل "الذاكرة الفلسطينية" قبل "الذاكرة العامة"، كونها جاءت لتمثل "صفعة قوية جدا" من رئيس فلسطين دولة ومنظمة وسلطة، "مجمع الرؤوساء محمود عباس"، عدا ألقابه الأخرى في فتح والقوات والأمن، الى شعبه الذي يخوض واحدة من أهم معاركه الوطنية ضد المشروع التهويدي التصفوي للقضية الوطنية..
    الصورة وبشكلها، تبدو وكأنها جمعت "معجب ما" بشخصية لها حضورها وشهرتها وجاذبيتها، صورة ناطقة بما وصل اليه الحال الرسمي الفلسطيني، من "هوان وضعف وانتكاسة"، بل أن رأس الطغمة الفاشية نتنياهو، حاول هو أن "يبرر مصافحته لعباس بأنها مجرد صورة بروتكولية"، لم تجعلها تمر دون قوله أنه طالب عباس بـ"إدانة الارهاب الفلسطيني"..هكذا بكل وقاحة التاريخ تحدث هذا الفاشي العنصري نتنياهو..
    كان واجبا، بل وفرضا وطنيا وسياسيا أن يفكر الرئيس عباس مليار مرة قبل أن يقدم على "فعلته الخايبة"، فمن صافحه يوم 30 نوفمبر 2015 في باريس هو من يمارس القتل اليومي، وأعلن قبل يوم من المصافحة أنه لن يسلم السلطة مترا واحدا من الأراضي الفلسطينية، وقبلها صادركل الممكنات التي انتظرها الرئيس وفرقته، واغلق كل السبل أمام "وهمهم"..
    ولو تركنا البعد الوطني - السياسي العام، ووقفنا أمام مشهد واحد لا غير، هو حكم تبرئة قاتل الطفل محمد ابو خضير بحجة اعاقة نفسية، حكم صدر ساعات فقط قبل تلك الصورة التي كانت "الفرحة طاغية" عليها، مصافحة تجاهلت ما يعني أن يقوم "مجمع الرؤوساء محمود عباس" بوضع يده في يد حارق الأطفال وسارق الأرض ومحتقر الشعب الفلسطيني والعربي، وقبلها محتقر شخص الرئيس في تصريحات علنية قالها قبل المصافحة، التي حاول هو لاحقا ان يبرر مصافحته لعباس..
    الاهانة ليست فقط في "حجم الابتسامة" التي ارتسمت على وجه الرئيس عباس، بل أن الرئيس لم يقم وزنا لمشاعر شعبه الذي انتخبه ليكون حاميا له، ومدافعا عن قضاياه أمام العالم، وحاملا لواء انتزاع الحق الوطني..
    ربما سيخرج من بين أعضاء "فرقة صيبا الرئاسية" ليهلل ويطبل، وقد يخرج في مظاهرات احتفالية راقصة ان قام الرئيس عباس بفرض "المصافحة" على نتنياهو، وبأنها انتصار لا بعده بأن سجل الرئيس عباس "هدفا ذهبيا" في مرمى بيبي..لكن الحقيقة التاريخية ستبقى أنها صورة تجسد اهانة لكل ما هو وطني فلسطيني، وانها جسدت مدى غيبوبة الرئيس عن هموم الشعب وقضاياه المتلهبة جدا..صورة تكشف أن الرئيس عباس وفرقته في مكان وبقية الشعب المنتفض ضد "الغزوة الصهيونية الجديدة" في مكان آخر..
    دون مقارنة بأحد أو مع أحد، اسقاط حلف الناتو لطائرة روسية عبر الأداة التركية صنعت "ثورة غضب" من روسيا رئيسا ودولة، فيما كيان حكومة ورأسا يمارسون فعل قتل "شعب وقضيته"، تجد من يمثلهم يذهب "فرحا" لمصافحة قاتل الشعب متجاهلا أن الشعب في "هبة غضب" ضد المجرم الذي اقتنص منه ابتسامة رضا على مصافحته..
    السيد الرئيس محمود عباس، ما فعلته يستوجب منك الاعتذار العلني من شعبك، أن تخرج صوتا وصورة لتعلن أنك أخطأت بحق الشعب والشهداء و"هبة الغضب" على المحتل..اعتراف ليس منة منك، بل هو فرض وطني عليك قبل أن تلاحقك كل العبارات التي لا تحب..الاعتذار ضرورة لا بد منها، كي يبقى لك عند شعبك بعضا ممن يجب أن يكون بين رئيس وشعب..فما بالك وأنت "مجمع رؤوساء لشعب لا يعرف الهوان"..
    الاستاذ محمود عباس..شعب الجبارين لن يقبل هوانا من أي كان ولن يسمح به..فسارع لتطالب الشعب واسر الشهداء والجرحى والأسرى والمهجرين قهرا، بالعفو ومسامحتك على "المعصية الوطنية الكبرى" التي فعلتها ضد روح "شعب الجبارين"..شعب الخالد ياسر عرفات..ودونها ستكون تلك الصور صورة عار وطني لا يمحى..الخيا ر لك!
    ملاحظة: كلما قرأت تصريحا من "بني صيبا" حول ترتيبات لفتح معبر رفح يحضر التشاؤم.كأنهم يقولون ليبق المعبر مغلقا الى ما لا نهاية..الكذب نهايته قريبة وقريبة جدا!
    تنويه خاص: تكذيب شركة غوغول لخارجية الكيان درس سياسي هام..القوة لا تستوجب الاستجداء يا ايها المستجديون..العار لكم ولمن يصمت عليكم!

    أنوار الفلسفة وظُلمات الجهل

    الكوفية / نزار بدران

    في الخميس الثالث من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) يحتفل العالم باليوم العالمي للفلسفة. وهي كلمة من أكثر الكلمات استعمالاً، ونسمعها بشكل مستمر، تُستعمل في تعابير لغوية عديدة، ومع ذلك لن تستطيع أن تجد شخصين يتفقان على تعريفها وإعطاء دلالاتها.
    لكن الناظر إلى التاريخ، وخصوصاً التاريخ العربي الإسلامي، سيكتشف أن كل الحضارات بُنيت على الفلسفة، بدونها لا يوجد إبداع ولا تحضُر، هي حقيقة مصدر الإنارة لكل الناس، وليست حكراً على نخبة معينة.
    الحضارة اليونانية أسست للفلسفة مع رجال عظام مثل أرسطو، الذي عاش بالقرن الرابع قبل الميلاد، ومعلم إسكندر المقدوني. بنى فلسفته على مفهوم أن الفكر هو الأداة والوسيلة للمعرفة، كذلك أفلاطون، مؤسس علم المنطق، الذي عاش بالقرن الخامس قبل الميلاد، والذي عرف الفلسفة "بالسعي الدائم لتحصيل المعرفة الكلية الشاملة، التي تستخدم العقل وسيلة لها، وتجعل الوصول إلى الحقيقة أسمى غاياتها".
    هذه الفلسفة أسست أيضاً للحضارة الإسلامية عندما نُقلت وطُورت في بلادنا مع ابن سينا والفارابي وعشرات غيرهم، وأهمهم ابن رشد، الذي عاش بالقرن الثاني عشر وعينه خليفة المُوحدين طبيباً ثم قاضياً بقرطبة، وأقبل على تفسير آثار أرسطو، اتهمه علماء الأندلس والمعارضين بالكفر والإلحاد، وأبعد إلى مراكش وتُوفي فيها.
    لم يستطع الغرب الخروج من ظُلمات القرون الوسطى، إلا عندما نُقل له بدوره تلك الحضارة، عن طريق المسلمين بالأندلس، وبعد احتلال غرناطة، قام المُنتصرون بزمنه، بأخذ كل الكتب الموجودة بالمكتبات الأندلسية، وهي بالآلاف، وتُرجمت كلها ووُزعت تدريجياً على أنحاء أوروبا. قراءتها وفهمها سمح بخروج فلاسفة وعظماء أوروبيين أمثال ديكارت، مؤسس العقلانية وكانط وغيرهم.
    الحضارة الصينية بُنيت أيضاً على فكر كنفوشيوس، الذي كان يُدعى نبي الصين، وعاش بالقرن السادس قبل الميلاد، واستمر فكره لقرون طويلة حتى وصول الشيوعية بالقرن العشرين، فكر مُسالم أخلاقي، تُختصر فلسفته بـ "أحب لغيرك ما تحب لنفسك".
    انتقلت الأمم من الحضارة المتنورة إلى الظُلمات، عندما ابتعدت عن الفلسفة، فبعد نفي ابن رشد من الأندلس إلى مراكش لم تقُم لنا قائمة، وحكم اليونانيون بالموت على فيلسوفهم سقراط، وسجن كهنوت روما علماءهم كجاليليو وكوبرنيك، واستنكروا عليهم كشوفاتهم، وحتى كون الأرض كروية وتدور حول الشمس.
    لماذا هذا الترابط الوثيق بين الحضارة والفلسفة، لفهم ذلك علينا أن نُعطي تعريف الفلسفة المُتوافق عليه كحدٍ أدنى، وهو "ذلك النهج الذي يضع الإنسان كهدفه الوحيد مُستعملاً العقل كوسيلة والوجود كمجال".
    كل إنسان يعمل بمهنته بهذه المُعطيات، هو فيلسوف بعمله ومجاله، يُساعد على نشر النور وكل من دعا إلى الغيبيات والابتعاد عن العقل والفكر، والاعتماد على النصوص الغيبية والدينية لتفسيرها فقط، هو مبعث للظلمات.
    استطاع ابن رشد في زمنه، أي القرن الثاني عشر، التوفيق بين الفلسفة والدين، عن طريق إعطاء الأولوية للعقل دائماً، ولم يكن ذلك مُعتبراً خروجاً عن الدين، بل إغناء له وهو ما يُسمى الاجتهاد، أي توفيق الدين مع العلم والفلسفة وليس العكس. لذلك دفع ابن رشد حياته ثمناً لإصراره على هذا النهج العلمي، فتحت ضغط شيوخ زمانه على خليفة الموحدين، أبو يعقوب، نُفي ومات في مراكش، وهو الذي فسر كتب أرسطو، ويُعتبر تفسيره لحد الآن، المرجعية الفلسفية لفهم هذا الفيلسوف اليوناني العظيم، ويكون بذلك قد سهل على الغرب فهم فلسفة اليونان، ووضعهم على طريق الخروج من القرون الوسطى، والوصول إلى زمن النهضة، بينما لم يتمكن، لسوء طالعنا، من فعل ذلك في ديار الإسلام.
    نستنتج من ذلك أن تنحية العقل والفكر هو المصدر الأول لكل مآسينا، منذ ثمانية قرون، وإن لم نعد إلى هذا النهج، سنبقى خارج التاريخ. ففي بداية القرن العشرين حاول الشيخ محمد عبده، بناء فكر متنور مشابه، ولكنه لم يتمكن من الاستمرار، نتيجة الضغوط الاجتماعية المُحافظة والتي لا تقبل التغيير.
    الاحتكام فقط إلى النصوص اللاهوتية، مهما كانت، تؤدي كما نرى وفي واقع تجاربنا المرة إلى خروج وحوش من بين ظهرانينا، لأن الاعتماد على النص يعني عملياً الاعتماد على تفسيراته العديدة، حسب المدارس الدينية، وهو ما يعني أن أي نص ديني مهما كان، يمكن أن يؤدي عند أُناس مثل الشيخ محمد عبده، إلى البناء والعلم وعند ظلاميي خوارج العصر إلى قطع الرؤوس ودمار المجتمع.
    ناتج ذلك كله يفيد بأن العودة لفكر محمد عبده ومن قبله ابن رشد، وإعادة الاعتبار للفلسفة، قد يساهم أو ربما يكون كفيلا بإعطاء الأمة، أمل الانتقال من الظلمات إلى النور، وما ذلك على الله بعسير.
    في بلاد الغرب تُدرس الفلسفة كمادة مهمة في البرامج المدرسية، في فرنسا تُفتتح دورة امتحانات نهاية المرحلة الثانوية بامتحان الفلسفة، الذي يتكلم عنه وتتباهى بالإجابة على أسئلته، كل وسائل الإعلام، المكتوبة والمسموعة والمرئية. أما في بلادنا فلا يوجد لمادة الفلسفة مكان، وهي مع الأبحاث العلمية، تُعتبر من الكماليات، بمعنى أن لا أولوية لها في ظروفنا الصعبة !.

    ويبقي دحلان حلم البسطاء ورؤية الزعماء

    الكوفية / ثائر أبو عطيوي

    اليوم سأتجرد هنا تماما من الميول الفكرية والتنظيمية وسألتزم بمنهج الحيادية وفق القراءة الواقعية للحالة السياسية المحلية والعربية على حد سواء
    فالعنوان لمقالنا هذا يعطى دلالات ومؤشرات مختلفة الجوانب والاتجاهات لصناعة القرار الفلسطيني ومن يمتلك عنوان الفكرة وزمام المبادرة الوطنية للخروج من الدائرة المغلقة التي نعيشها ساسة وجماهير في آن واحد.
    فالمطلع على مبادرات محمد دحلان منذ انطلاقتها قبل أشهر والتي منها حسب تسميتى لها مبادرة الخروج من عنق الزجاجة لمكونات العمل الوطني الفلسطيني على مختلف توجهاته ومشاربه الفكرية والأيدلوجية من خلال طرح دحلان مبادرة لم الشمل والبيت الفتحاوي نحو القاسم المشترك وتوحيد كل مكونات وفئات المجتمع الفلسطيني وتجسيد حالة الوحدة الوطنية والمجتمعية وإنهاء الانقسام السياسي البغيض الذي يفرض بضلاله السوداء الواقع المأساوي المعاش في شطري الوطن الممزق والمنهك بفعل الانقسام والاحتلال.
    وكذلك مرورا بالإعلان عن انعقاد دورة المجلس الوطني الفلسطيني وما حدث على صعيد تأجيله وفق الرؤية الوطنية الموحدة والذي كان لمحمد دحلان الدور البارز في ذلك عبر مبادرته التأسيسية لواقع المجلس الوطني الفلسطيني القادم و فكرة إعلان الدولة عبر التخلص من أوسلو وتبعاتها الذي يستفيد منها الاحتلال لا غير.
    و ماهية دور منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل دوائرها واستنهاض الواقع المناط بها باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
    وأيضا مبادرات دحلان حول حقوق اللاجئين الفلسطينيين والعمل على كافة الصعد والمستويات من أجل تعزيز مكانة اللاجئ الفلسطيني من خلال المطالبة بحقوقه الوطنية والمعيشية وعدم تهرب الجهات المختصة من المسؤوليات الملقاة على عاتقها نحو قضايا اللاجئين الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم .
    وكذلك نستحضر تأييد ومباركة فصائل العمل الوطني والإسلامي وقادتها لمبادرات دحلان ووصفها بالقاسم المشترك عبر مضمون ومفهوم تصريحاتهم السياسية بدءا من المبادرة الأولى وصولا بتقديم رؤية لأصحاب الشأن في فتح معبر رفح البري وإنهاء معاناة البسطاء المحرومين في قطاع غزة جراء الانقسام وتواصل انقطاع التيار الكهربائي و انهيار كافة مناحي الحياة اليومية التي يعايش واقعها المواطن والإنسان الفلسطيني البسيط في غزة .
    وتفعيل دور المؤسسات الحقوقية والإنسانية والحقوقية والتحام أبناء شعبنا مع قضية المعتقلين خلف قبضان الاحتلال من خلال الفعاليات ذات الصلة والتي كان آخرها أمام مقر الصليب الأحمر بغزة.
    ومن الجدير ذكره بان اليوم الثلاثاء هو يوم حملة التبرع بالدم لصالح صرخة القدس ووفاء لأهلنا بالقدس المحتلة والضفة الغربية والتي دعت لها القوى الوطنية والإسلامية في بيانها الصحفي بالأمس والذي قد دعا لها دحلان قبل شهر عبر صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي
    حملة التبرع بالدم نصرة لصرخة القدس وتجسيدا عمليا لوحدة الدم والهدف والمصير مع أهلنا بالقدس المحتلة والضفة الغربية.
    والتي نفذت تلك الحملة بجهود خيرة من أبناء شعبنا في كافة محافظات و أقاليم قطاع غزة..
    وهنا تأتي مصداقية ما ذكرت مسبقاً من خلال الشواهد والبراهين بان كريزما دحلان ذو الحنكة العرفاتية مستوحاة من رؤية شمولية وميدانية للواقع الفلسطيني بكل تفاصيله بدءا من حلم الفقراء والبسطاء وصولا لرؤية الزعماء.
    وفي خضم المعترك السياسي وحالة المد والجزر التي تشهدها الساحة الفلسطينية و حركتنا الرائدة فتح ومطالبة دحلان المستمرة من صاحب الشأن بالعمل على إعادة اللحمة الفتحاوية حتى تكون بمثابة نقطة انطلاق بالاتجاه الصحيح والسليم نحو استنهاض الواقع التنظيمي عبر المؤتمر السابع المرجو انعقاده بعد أشهر قليلة و المقدرة على إنهاء الانقسام السياسي البغيض.
    واعتقد جازما وضمن مفهوم الحيادية المهنية والتنظيمية بأن شخصية دحلان ومبادراته وعمق التفكير الإيجابي لشخصه جعلت منه رقماً لا يقبل القسمة وقاسما مشتركاً للحالة السياسية المحلية وشريك أساسي ببناء أسسها ومفاهيمها من أجل الوصول بالقضية الفلسطينية إلى كافة المحافل السياسية دون استثناء.
    ولهذا هنا يبقى دحلان عنوان للفكرة وصمام أمان وحلم الفقراء والبسطاء ورؤية الزعماء.


    اسرائيل تعدم الفرصة الأخيرة ..

    امد / د. مازن صافي

    جثامين الشهداء:

    يوم بعد يوم، ترتفع وتيرة الغضب الجماهيري ويتحول الى السخط، فهناك اكثر من اربعين شهيدا تحتجز (اسرائيل) جثامينهم الطاهرة، تحت ادعاءات واهمية ومنها أن تشييع هؤلاء الشهداء يزيد من مستوى "العنف"، وحين تخرج والدة الشهيد خالد جوابرة لتحمله جثمانه على أكتافها وتفتخر به قائلة أن ابنها خالد انتفض من أجل عرض أخواته وشرف الأمة، وهو ابن الوطن ، بالتالي تصبح المعادلة القادمة في وجه الاحتلال أكثر صعوبة، وفي المقابل أيضا هناك تنامي للرفض الداخلي الاسرائيلي على الحكومة السياسية التي يتزعمها نتنياهو وذلك لفقدانهم الأمن.

    الفرصة الأخيرة:
    الفرصة الأخيرة أمام المجتمع الدولي والاحتلال الاسرائيلي تحدث عنها الرئيس محمود عباس في قمة المناخ بباريس حيث قال وبوضوح : إن شعبنا لن يقبل الوضع الحالي أو العيش في ظل الاحتلال والاستيطان، ولا يوجد كثير من الوقت لإضاعته، وتكاد تكون الفرصة الأخيرة المتبقية لحل الدولتين".

    براءة المجرمين:
    براءة من تهمة الإجرام والقتل الاسرائيلي لأبناء شعبنا دائما جاهزة في أدراج المحاكم الاسرائيلية وعنوانها المجرم يعاني من "اضطرابات عقلية"، وبهذه العقلية والعنجهية والغطرسة برأ الاحتلال يوسف حاييم بن دافيد (29 عاما) الذي مثَّل بشاعة الأجرام في قتله للطفل محمد أبوخضير، وفي نفس الوقت فإن عصابات المستوطنين وجيش الاحتلال الاسرائيلي يمارسون الإعدام اليومي ضد أطفالنا وشبابنا في الضفة الغربية تحت مبررات واهية، وبالتالي فإن كل هذه تثبت استمرار حكومة الاحتلال في تبرئة القتلة من الاسرائيليين واستمرار عمليات القتل والاعدامات الميدانية للفلسطينيين، وبهذا تقضي على الفرصة الأخيرة للمسارات السياسية.

    في القدس حكايات لا يقدر بثمن:
    قبل أن تسرق وتحتل القدس وقبل أن تحوَّل الى ثكنة عسكرية وقبل أن يدنس المسجد الأقصى، كانت هناك بيوت حجرية جميلة، تبث فيك الفرح والانشراح، وكانت المدينة المقدسة آمنة هادئة وادعة، وفيها تتجسد كل منعطفات التاريخ ولا تملُّ من أحاديث أهلها، في القدس حجارة مشى فوقها المسيح عيسى عليه السلام، ومساجد حوَّلها الاحتلال الصليبي "الفرنجة" الى اصطبلات للخيل ومكان للنفايات، وفيها آثار صلاح الدين وعمر بن الخطاب، وفيها الصخرة حيث الإسراء والمعراج لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وفيها البراق حيث ربط الرسول محمد صلى الله عليه وسلم دابة البراق، في المدينة كل شيء يأخذك الى كل شيء، مهبط الرسالات السماوية أصحبت مهبطا لجرائم الاحتلال، إعدامات في الشوارع ، وتحولت زرقة السماء الى حزن عميق، وتحولت اللوحات الثمينة الى خوذات عسكرية تجوب بين البيوت العتيقة، في القدس حكايات لا تقدر بثمن، وتاريخ لا يمكن تزييفه، وأرضا لنا وليست لغيرنا وستعود.
    ومضة : لو عالج الطبيب جميع المرضى بنفس الدواء لمات معظمهم ، فلا تعامل جميع الناس بأسلوب واحد ....!!


    توحش القلم بين ( العصبية ) والممارسة

    امد / أحمد دغلس

    عهدنا بالفلاسفة والمثقفون وعهدنا بالمرتزقة ومصففي حروف الوسيلة بالوصول لتأمين " قبعة " رؤوسهم التي بها يتأملون لكي تبقى ( حافظة ) لمحافظهم ...؟! هذه الشريحة التي تنمو بين العاصفة والكارثة تأخذ بحبر القلم ... لتتوحش أكثر ضمن تصور يكون لهم بها موقع آخر بوزير أو شان أكثر من وزير ممن كانت به فلسطين ألأول , ليغدوا بحصة مع من يريد ان يكون فلسطين " بعكس " فلسطين ...؟!
    فلسطين التي تسألنا كل يوم ( ماذا ) قدمتم وبما انتم به فاعلون ..؟! عندما يذهب صباياها وشبابها بصدورهم العارية وإن لم يحملوا سكين الموت " للموت " دون أي تنظيم ونحن ( نَعج ) بالمنظمات والتنظيمات والأمناء والوزراء والأقلام التي قرأت لها القليل اليسير ( الفاضل ) كان من كاتب ، صحفي مُقعد بالتقاعد ( المبكر ) او من غيره ببعض من الاستحياء ( لكن ) ما يغيظني ان أولئك المتفذلقين بقلمهم في استضافة من يؤمن " بحلف " المقسم ...؟! بتقسيم المقسم ولو كان مسماه ببلد يحمل اسم بفلسطين ...؟!
    القلم يجب توطينه ... للوطن " لآ " لمن يريد ركوب الوطن ....!! أقلامنا يجب أن تشغل المساحة في تنظيم العلاقة بين المجتمعات وإن كان بعضها مُخْتطف بقوة الإحلال او بالإرهاب السياسي لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين ، هدفنا قلم يشكل الحداثة ليكون عَلَما للسلم الأهلي وقضية الوطن ... ليكون كما كان يحلم الشاعر عبد الرحيم محمود ومحمود درويش وأبو سلمى وغيرهم الكثير مما رحل ومما نعيشه بيننا من وفي هذا الوطن ( لِكل ) هذا الوطن ، نتمتع بهم باليوم والساعة في المدرسة والجامعة والصالة والمكتبة والبيت بالخير ولسلام للوطن ، لكل هذا الوطن ، بدون أقلام التوحش التي لا تحمل إلا الكراهية والبغضاء بالعصبية القبلية والمنطقية ...؟! التي تظهر بين الحين والآخر نكاية بالآخرين وتعصبا لمن يحلم بالقدوم .

    العهد الإسرائيلي الجديد

    الكرامة / نعمان فيصل

    نتساءل بمناسبة بدء انتفاضة الأقصى الثالثة: كيف تم اكتشاف الهوية الإسرائيلية المسيحية للحضارة الغربية؟ وكيف تم إبعاد هذه الحضارة عن جذورها الإغريقية الرومانية التي أنتجتها ثقافة التنوير في العصور الوسطى؟ وكيف حدث إقحام الهوية اليهودية في قلب العالم الغربي؟ ومن ثم تم إقحامها في العالم العربي؟ وكيف أصبحت هذه الثنائية الجديدة (اليهودية والمسيحية) تتداولها وتعترف بها الدوائر الثقافية والسياسة الغربية؟ وكيف حدث الانزياح عن التراث الاغريقي الروماني واللجوء إلى مرجعية جذورها مسيحية - يهودية؟.
    الأسباب هي: محاولة الغرب لاستعمال هوية مزيفة من أجل تحقيق توازن اجتماعي في تركيبته في مجتمع غربي مثل: (أمريكا) أصبحت الجالية اليهودية مؤثرة فيه، وأيضاً لمحاربة اللاسامية التي ظهرت في مناطق أخرى ضد اليهود، ولنقض الخطاب الكنسي الذي يضع اليهود موضع اتهام بقتل المسيح، وللتكفير عن المذابح الجماعية التي تعرض لها اليهود على أيدي النازيين، وهو شعور تاريخي بالذنب، وانتهز اللوبي الصهيوني ذلك، وصوره بأنه هولوكوست ومحرقة يجب على أوربا أن تكفر عن ذنبها بمساعدة اليهود في استيطان فلسطين بدعم غربي بريطاني أولاً، ثم أمريكي أخيراً، وكذلك لما أنتجه الطلاق البائن الذي استمر عشرين قرناً في أوربا بين الدين والعلم، وتوج هذا الزواج غير الشرعي بمولود هجين اسمه دولة إسرائيل التي أصبحت تمتلك شرعية تاريخية ودينية مدّعاة تبرر نشأتها؛ لكن الضمير الغربي، ممثلاً في مؤسساته الثقافية والسياسية والرسمية، أراد التخلص من أزمته التاريخية، وعوّض اضطهاده لليهود المشردين عبر التاريخ بإعطائهم وطناً ليس لهم، بل لغيرهم (من جيب غيرك محسناً يا بلفور).
    وهكذا لم يجد الغرب حرجاً في تبني إنشاء دولة ذات أسس دينية وعرقية في فلسطين على حساب تاريخ وهوية شعب فلسطين، والدعم اللامشروط الذي تحظى به إسرائيل من طرف كثير من دول أوربا وأمريكا هو الثمن الذي يجب أن يدفعه الغرب، ليحدث مصالحة بين مذهب يدين الديانات، ويحملها مسؤولية مآسي الإنسان وحروبه، وبين هوية دينية تطهر المسيحية من تهمة اللاسامية. وهذا الأمر، قيام إسرائيل بهذا المعنى، مهّد الطريق لعولمة غربية لم نجد مثيلاً لها بعد انهيار الكتلة الشرقية، وهذه العولمة اتهمت الشرق الإسلامي باللاعقلانية والتزمّت والعنف بعد أن استثنت اليهودية، وضمتها إلى خندقها الغربي، وهذا ما أنتج مآسي إنسانية للشعب الفلسطيني المهجر، المغتصبة أرضه، المحرف تاريخه، الفاقد لحقوقه في العودة إلى وطنه بسبب موجة الصهيونية العارمة التي انتصرت على العرب في حرب 1948، وحرب 1967، فكونت دولة إسرائيل الأولى على أنقاض هوية الفلسطينيين، وها هي تريد أن تكوّن دولة إسرائيل الثانية بعد أن احتلت كافة المناطق الفلسطينية، ونهبت كل، وليس جزءاً من المقدرات الفلسطينية مثل: الأرض والمياه، وما فوق سطح الأرض وما تحتها، وما في أعماق البحار المحيطة بها، واحتلال ما تبقى من أراضٍ عربية ظلت جيوباً في داخل دولة إسرائيل المنشأة، فاستولت على الآلاف من الدونمات كان يستثمرها بدو النقب وبئر السبع، وشفطت كل مخزون مياه الضفة وغزة الجوفي، ومياه الأنهار العليا مثل: الحاصباني وبانياس ونهر الأردن، وجففت بحيرة الحولة، وفي طريقها لتجفيف بحيرة طبرية، وقننت المياه على ما تبقى من عرب فلسطين في الضفة وغزة، ولا بدَّ في مخططات الصهيونية أن تستولي على أراضي الضفة الغربية، والتي تدعي أنها (يهوديا وسماريا).
    وبعد مرحلة التهويد والاستيطان التي بدأت منذ أن حطت أقدام المهاجرين الصهاينة إلى فلسطين، جاءت مرحلة التهويد الكبرى لما تبقى من أراض ومصادر ومياه ومقدرات، والمناداة بفكرة الدولة اليهودية العرقية الخالصة، واحتلال القدس، وتحويلها إلى عاصمة لدولة إسرائيل التاريخية التوراتية المدعاة، والضغط على ما تبقى من عرب فلسطين للاعتراف بيهودية هذه الدولة، أو قل، اعترافهم بحكم الاعدام بروح مرحة وخلاقة، الاعدام في الهوية، وفي الحقوق في الاقامة في أراضي إسرائيل الخالصة لليهودية الصهيونية الجديدة التي ستحل محل الهوية الفلسطينية العربية الإسلامية البائدة، ومَن يرفض عليه أن يختار بنفسه مهجره، وعليه أن ينسى أن له أو لأولاده أو أحفاده حق العودة إلى أرض فلسطين المهودة.
    وهذا هو المشروع الصهيوني الثاني الذي يجري في فلسطين المحتلة الآن، حيث بدأت انتفاضة الأقصى الثالثة، وفيه يتم خلق مبررات إسرائيلية كافية لإبادة الشعب الفلسطيني، أو ما تبقى من الفلسطينيين داخل القدس والأراضي المحتلة، أو ما تبقى منهم داخل إسرائيل الأولى عام 1948، وهناك آلاف الأمثلة على هذه الخطة التهويدية الثانية والأخيرة للصهاينة، حيث يسمونها (استكمال استقلال إسرائيل)، ويدعون أن إسرائيل لم تستقل كلية عام 1948، أو عام 1967، وأنها تريد أن تستكمل استقلالها بإعلان إسرائيل دولة يهودية خالصة لهم، لا وجود لأي عربي بها، ولا أرض ولا غذاء ولا ماء ولا هواء ولا مواد أولية في باطن الأرض، أو في أعماق البحر أو النهر، حتى ولا شبر أرض تبقى، وإلا فإن يهودية هذه الدولة لم تستكمل بعد.
    إذن، ما فائدة المفاوضات؟ وما فائدة اللخ والعجن؟ وما فائدة التمسك بحق العودة؟ أو التمسك بشبر من أرضنا ما دامت يهودية الدولة على أرض فلسطين التاريخية قد تحققت في خطوتها الأولى عام 1967 عندما احتلت القدس وباقي الضفة الغربية وغزة؟ ثم شرعت إسرائيل في تهويد صحراء النقب والسبع، وتحديد إقامة هؤلاء الرعاة المتنقلين (من وجهة نظر إسرائيل) بحجة أنه لا أرض لهم، ولهذا، فقد هدمت السلطات العسكرية الإسرائيلية مجموعة عشوائيات لهم 90 مرة، وأعاد أهل الأرض الأصليون إقامتها (تجمع أو قرية الحضر البدوية في صحراء بئر السبع)، وإلا فما جدوى مقاومة عرب الثمانية والأربعين، وانضمامهم إلى مقاومة زملائهم في الضفة والقطاع بعد أن شعروا أن مرحلة التهويد الكلي القادمة ستطولهم؟ وأن الترانسفير القادم سيوجه لقلعهم من أرضهم؟ وما دام التهويد قادماً فلا جدوى من المقاومة، وعلى العرب الباقين أن يستسلموا، وأنه يتم الآن قلع جذورهم من أراضهم التي بقيت تحتهم، فعرب القدس الذين تبقوا مستهدفين، ويتم قلع معظمهم بمصادرة أراضيهم وهدم بيوتهم بحجة أنها غير مرخصة، ولن ترخص، ومَن رخص بناؤه سيتم هدمه أيضاً في مرحلة قادمة، وأنهم إذن لا حق لهم في الإقامة، فهم سكان مؤقتون، وحتى مقابرهم التاريخية هدمت، واقتلعت، وتحولت إلى حدائق توراتية، وموجة التهويد الكبرى قادمة لا محالة ما دام الغرب يصادق على هذه الهوية الجديدة التي حلت محل هوية عربية قديمة، وكل ما يقال عن حفريات ومحاولات لهدم الأقصى وبناء الهيكل الثالث المزعوم، وما يجري في شوارع القدس من منع الوصول للمسجد الأقصى المبارك، وتهويد أراضي القرى العربية المحيطة بالقدس، وبناء مستوطنات جديدة مكانها، وإطباق المستعمرات الجديدة على خنّاق أهالي القدس وما حولها، ما هو إلا خطة تهويدية جديدة لتصحيح ما سبق من افرازات ضارة للصهيونية بعد حرب الاستقلال الأولى عام 1948م. وإلا، فما الفرق بين "بن غوريون" مؤسس إسرائيل الناقصة، وبين "نتنياهو" الذي يتحكم بوسائل الإعلام الغربية، ويحظى، بكذبه وافترائه، على قبول لدى الغرب الساكت على تبديل الهوية والشخصية الفلسطينية العربية الإسلامية إلى هوية يهودية نقية تحل محلها، ويؤيد ذلك تصريح الرئيس الأمريكي "أوباما" الجديد بأنه لا يتوقع حدوث سلام بين العرب وإسرائيل حتى نهاية فترته الثانية، وأنه يحث على دولة يهودية نقية إلى جانب دولة تقام على المناطق الفلسطينية، أما أن تصمم إسرائيل على دولة نقية يهودية تضم كل شبر من فلسطين بما فيها الضفة الغربية والقدس وعرب الداخل، فإن هذا سيثير نقمة العالم عليهم، وأوباما هنا يمثل دور الناصح لإسرائيل، الخائف على مستقبلها، الحريص على بقائها ووجودها.
    ولم يتبق على نتنياهو إلا أن يثير السخط، ويلصق تهمة الارهاب بالرموز الفلسطينية وقياداتها السابقة بدءاً من الحاج أمين الحسيني، ومروراً بياسر عرفات، وانتهاء بأبي مازن، وتلويث سمعة هؤلاء الزعماء إنما هو وسيلة من وسائل خطة التهويد الكاملة لفلسطين، أو قل الهوية اليهودية الكاملة بالاستيلاء على باقي الأرض وباقي الماء وباقي مقومات الهوية الفلسطينية والغاء حق العودة، والغاء حق الإقامة في الجليل والنقب والقدس، وابدال عاصمة إسرائيل الأولى تل أبيب بالقدس عاصمة أبدية موسعة وموحدة لإسرائيل الثانية التوراتية التاريخية التي تشمل الهلال الخصيب كله.
    وقد انتهز الصهاينة الفرصة التاريخية، لتحقيق استكمال هويتهم اليهودية وابدالها محل الهوية العربية الفلسطينية الإسلامية، فرصة الانشقاقات العربية والانقسامات الطائفية، ووجهت أمريكا مجموعات من تمردات وثورات الربيع العربي التي مسخت فيها الهوية العربية الإسلامية، وكرّست وضعاً مأساوياً في أرجاء الوطن العربي والإسلامي ما حدا بأحد المتولين للسلطة وهو مدير الاستخبارات الفرنسية "برنار باجوليه" بالقول خلال مؤتمر أمريكي أوروبي حول الاستخبارات عقد في تشرين ثاني عام 2015 في واشنطن: (إن الشرق الأوسط الذي نعرفه قد انتهى إلى غير رجعة)، مؤكداً أنه على سبيل المثال فإن دولاً مثل: سوريا والعراق لن تستعيد أبداً حدودها السابقة مؤكداً أن سوريا والعراق مقسمتان على الأرض بين الشيعة والأكراد والسنة وداعش.. لصالح مّن سينتهي هذا التقسيم؟ لصالح هوية يهودية جديدة فرضتها الهوية الغربية المهيمنة المتسلطة، ويرأسها أمريكا، وأمريكا هي التي تتلاعب بأحجار الشطرنج في سوريا والعراق واليمن وليبيا وتونس وفلسطين، وهي اللاعب الوحيد، ومن ورائه تنتظر حليفتها المدللة لاستلام رقعة الشطرنج كلها، في سبيل تغيير الهوية وإنشاء إسرائيل التوراتية الموسعة الكبرى النقية الخالصة من حب الزيوان (العرب)، وفي هذه الخطة، وفي جوها المشبع بالكراهية والعنصرية والنظرة الاستعلائية على العرب وكل ما هو إسلامي، وظهور (فوبيا الإسلام)، أو الخوف من الإسلام في بلاد الهوية الغربية المتسلطة، وظهور فوبيا الارهاب الذي ألصق بالإسلام، وظهور الرسوم الكاريكاتورية الساخرة من شخص النبي محمد عليه السلام، وتصوير عمامته بأنها قنبلة موقوتة ستنفجر في الغرب، وبتصريح نتنياهو الأخير من أن الحاج أمين الحسيني هو المحرض لهتلر لحرق اليهود، وأن ياسر عرفات سمّ لتحريضه على اليهود، وكذلك أبو مازن الذي يخططون للتخلص منه، كل هذا يمهد للعهد الإسرائيلي الجديد!.

    المسافة بين القول والفعل بدعم الانتفاضة

    امد / عباس الجمعة

    كثيراً ما نشكوا من امور تمر الا ان ارادة السياسي والمثقف والاعلامي تبقى مشدودة دائماً إلى الواقع الذي يعيش بين ظهرانيه، ومهما حاول المقاومة والترفع عن صغائره يبقى بفعل ما يتعرض له يشكل في بعض الاحيان صدمة نتيجة عدم اللامبالاة من الاخرين ، لكننا دائما بحاجة للتفاؤل الايجابي، كي نستطيع الاستمرار ،وعلينا برمجة الغضب الذي يعتمل ويغلي في داخلنا‏ من هول ما مر علينا ،خلال هذه السنوات الصعبة ،من شظف الحياة وقسوتها ،وضغط التفاصيل التي تقتلنا أحيانا،‏أو تفاصيل جديدة تدخل حياتنا مشبعة بالحب والأمل تحيي فينا روحاً تكاد تختنق.
    من هنا نحن نقول ان السياسي والكاتب أو الاعلامي يبني علاقات اجتماعية سياسية حضارية، ومن الصعب أن يبقى متعصب لفكره ، ونحن اليوم امام واقع بحاجة الى التطور الفكري الذي يساهم في دعم الانتفاضة الفلسطينية على ارض فلسطين
    ان ما يتعرض له السياسي والكاتب والمثقف في بعض الاحيان من ضغوطات هنا او هناك لا تبرر القطيعة ، بل نحن علينا تقويم وتصويب الخطأ ، لعل المهمة الملحة التي يتوجب أن يتصدى لها عموم المناضلين في هذه المرحلة ، هي مهمة ردم الفجوة بين القضايا السياسية والفكرية والحزبية ، ، ففي ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة من هجمة امبريالية وصهيونية وارهابية تكفيرية هدفها الاساسي تفتيت المنطقة وشطب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وهذا بات واضحاً ، أن التصوّر الصهيوني يتمسك بلاءات خمسة هي: لا انسحاب من القدس، لا انسحاب من وادي الأردن، لا إزالة للمستوطنات، لا عودة للاجئين، ولا للدولة الفلسطينية المستقلة، الأمر الذي يفرض على السياسيين والكتاب والاعلامين أعباء ومسؤوليات كبرى ارتباطاً بدورهم في المرحلة الراهنة عموماً ودورهم المستقبلي الطليعي على وجه الخصوص، وهذا يتطلب إسهام الجميع بكل مسؤولية ووعي من اجل بلورة الأسس الفكرية والسياسية الاعلامية لمواجهة الابواق الاعلامية التي تحاول النيل من حقوق الشعب الفلسطيني والحقوق العربية . .
    ثمة من يقول: ما يهمنا من الكتّاب الاعلامين ما يكتبونه ، ونحن نسألهم هل الكتابة ليس شكلاً من أشكال مخاطبة الشعوب، هل الكاتب والامي والسياسي يكتب ما يصبو إليه في سلوكه اليومي، اما الكتابة أهم الأهداف للكلمة التي تحدد مساراتها وآليات عبور لتظهر كما ترنّ بمسامعنا، فالكلمة لها دورها في واقعنا بعد ان ما وصلت إليه القضية الفلسطينية في المرحلة الراهنة بسبب الوضع العربي الرسمي التابع والخاضع للسياسات الأمريكية ، وبسبب الانقسام الداخلي الكارثي وآثاره الضارة على قضيتنا ومستقبلها فحسب ، بل أيضاً ، بسبب الموقف الدولي عموماً والموقف الأمريكي خصوصاً ، الداعم بلا حدود لدولة الكيان الصهيوني باعتبارها الحليف الاستراتيجي له في المنطقة ،
    ونتيجة لكل هذه المعطيات يمكن القول بأن الشعب الفلسطيني لمس بشكل ملموس في هذه المرحلة البالغة الخطورة ، أن لا حل وسط مع الاحتلال، الذي يرفض الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني بعد مفاوضات عبثية برعاية امريكية ورباعية حيث نقلت الشعب الفلسطيني عبرها من قاع إلى قاع أشد عمقاً وانسداداً ، وفي ظل حالة تراكمية من القلق والإحباط، اتخذ شابات وشباب فلسطين المبادرة فكانت شعلة الانتفاضة من القدس لتشمل كل ارجاء فلسطين وعلى وجه الخصوص الضفة الفلسطينية حيث وحدت الانتفاضة الشعب الفلسطيني خلفها، رغم حالة إنهاء الانقسام واكدت على التمسك بالثوابت الوطنية ، خاصة وأنها تمتلك رؤية الاستمرار في النضال بالحجر والسكين والمقلاع وعمليات الدهس.
    أن التجربة منذ اوسلو اثبتت فشلها بسبب استنادها إلى وعود أو أوهام الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب الرهان على عملية التفاوض العبثي مع دولة الاحتلال الصهيوني في ظل نظام عربي ودولي شبه مرتهن لسياسة العولمة والتحالف الإمبريالي الصهيوني، حيث بات واضحاً أن الحل المرحلي في ضوء هذا الارتهان، أو ما يسمى بالدولة القابلة للحياة، لن يحقق سوى "دولة" فاقدة لمقومات السيادة الفعلية ، ارتباطاً بقبولها الإكراهي بما تقرره دولة الاحتلال مدعومة من قبل الإمبريالية الأمريكية.
    وامام كل ذلك نرى ان الانتفاضة الباسلة الثالثة التي اصبح عمرها شهرين وبما تقدمها من تضحيات ستعمل على تعديل ميزان القوى لكي تصبح ممكنة، وميزان القوى ليس مرتبطاً كلياً بالوضع الدولي، بل مرتبط بقوى الشعب وما تفرضه من تحولات الانتفاضة إلى جانب الترابط مع نضالات الشعوب واحزابها وقواها ومقاومتها على وجه الخصوص.
    إن ما ترتبه الإمبريالية والصهيونية للمنطقة عموماً وللقضية الفلسطينية على وجه الخصوص ليس قدراً لا يرد، فهذا الواقع لن يكون أبدياً ونهائياً، وبهذا المعنى فإن الانتفاضة وقوى المقاومة في المنطقة وبالاستناد إلى طبيعة المشاريع المعادية وتناقضها الجذري مع حقوق ومصالح شعبنا وامتنا، قادرة على الفعل والمجابهة وبما يؤسس لمرحلة نهوض جديدة أكثر نضجاً وأكثر استجابة لحركة الواقع الموضوعية والذاتية وطنياً وقومياً.
    إن المرحلة تتطلب عقول وسواعد الجميع، كما تتطلب الإرادة والتصميم على استمرار النضال ومواصلة العمل لنقل مشروعنا الوطني إلى مستوى التحقيق المادي الملموس ، وهذا الأمر الذي يفرض الربط بكلية الوضع العربي، أي بالنضال العربي ككل، شرط أن يكون النضال الفلسطيني في طليعته ، انطلاقاً من أن الصراع هو صراع الطبقات الشعبية في الوطن العربي ضد السيطرة الإمبريالية بما فيها دولة الاحتلال كونها أداة في مصلحة الشركات الاحتكارية الإمبريالية.
    إن مهمة السياسيين والاعلامين والمثقفين هي توضيح المسار الواقعي، بمعنى وعي الواقع، ولأننا معنيون بالنشاط الواقعي، من الضروري تحديد التصور الذي يشمل الأهداف السياسية المرحلية والاستراتيجية، المتعلقة بتطور مسار حركة النضال الوطني والقومي ، الأهداف التي يتوقف على حلها تطور المجتمع الفلسطيني عموما والطبقات الشعبية خصوصا في سياق النضال القومي، وهذا ما نتحدث عنه في هذه المرحلة .
    من هنا نرى ان المتابع للشأن العربي هذه الايام يلحظ ان الفضائيات العربية ووسائل الاعلام وكتاب المقالات والنخب القومية لا تتطرق الى انتفاضة الشعب الفلسطيني الا من باب التغطية للاخبار التي تبثها وكالات عالمية وانها منشغلة بما يجري في المنطقة، بينما الاعلام المعادي ينقل اخبارالانتفاضة الفلسطينية ويستقطب النخب والسياسيين للحديث عنها لكن كل بطريقته , فالبعض يشوه الشعب الفلسطيني واخرون مع وضد اسرائيل , والمحصلة ان قضية فلسطين باتت اكثر حضورآ في وسائل الاعلام العالمية من نظيرتها العربية .
    ومن هنا نرة قناة الميادين تلعب دورا مهما في دعمها لفلسطين توهي تجد لها حضورآ قويا في الاقليم وعلى حساب الاخرين , ولا نبالغ القول ان بعض الفضائيات العربية المحسوبة على انظمة التطبيع مع العدو تسيء للانتفاضة الفلسطينية وبعض الكتاب العرب يشتمون بطريقتهم ما يحدث في فلسطين.
    في ظل هذه الاوضاع فأن الحاجة إلى الإعلام الفلسطيني كحالة ضرورية لتجربة هذا الشعب المحتل الفريدة كأحد أدوات المقاومة الفاعلة في وجه آلة الإعلام والتزييف الصهيونية.
    لقد حان الوقت للعمل من اجل ترسيخ قيم جديدة وبعقلية متطورة تحكم واقع التعبير الإعلامي ، وكل ذلك يستدعي المزيد من الجهد الاعلامي والصحفي.
    فما أحوجنا، إلى المواقف التي تبني الجسور بين العقول والنفوس.. وما أحوجنا إلى الفكر في صياغة العبارات الصحيحة من المثقفين والباحثين ، كدليل للحاضر ومنارة للمستقبل ، لنقدم الى شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية التي تقدم آلاف الشهداء من قراءة جادة تستند الى المواقف والرؤى السياسية والفكرية والتجارب الغنية بالعبر والدروس حتى تكون حافزة لشباب الانتفاضة وداعمة لهم وهم يحملون أهداف النضال الوطني التحرري الفلسطيني وأهداف النضال القومي بدرجة عالية من الموضوعية والحس العالي بالمسؤولية من أجل تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة .
    ان الكلمة من قوة وسحر بأي قالب صيغت، وبأي أسلوب طُرحت، فحتى نحسن الفعل لابد أن نحسن القول والفكرة المتضمنة له، لأن في ذلك خير لنا ولغيرنا، فإن أبسط مسئولياتنا أمام شعوبنا وأمام التاريخ‏,‏ الاستبداد‏,‏ وأن نوقف حالة الارتداد عن حرية الفكر خضوعا لثقافة الانصياع من أي اتجاه جاءت‏,‏ ولنبدأ بدلا منها ثقافة الابداع‏,‏ من اجل الحرية التي هي ارضية النضال التي تخاض بكل ادواتها وبكل مقوماتها الفكرية والسياسية والكفاحية، فذلك هو الدفاع عن حرية الرأي مهما اختلفت اشكالها ومهما بلغت حدّتها .
    ان تطوير أساليب أو أهداف أو تعميق رؤية متطورةٍ تقفز بأصحابِها إلَى الأمام، ‏فالفكــر المتجدد ، لا يتوقف عند حد معين ولا يحصر نفسه في قالب واحد جامد، وكم نحن بحاجة إليه اليوم وغداً لدفع عمليــة التطـويــر قدما إلى الأمـام والبعض يعتقـد أن هذا الفكـــر المتجــدد مرتـبـط بالســن أي يغلـب وجــوده عنــد الشــباب وهذا غير دقيق تماما، فبعض الأشخاص يدخلون سن الشباب وقد تحجرت عقولهم باكراً، ولا نكون مغالين اذا ما قلنا ان إبداع الإنسان وعمله أهم ثروة لأن الثروة البشرية لدينا ليسـت كما وحســب وإنما هي تراث وتاريخ وحضارة وما ينتج عنها من فكر وإرادة وتصميم.‏
    ختاما : لا بد من القول ان الإعلام يلعب بكافة أشكاله ووسائله دورا هاما وأساسيا في حدّ الفاصل بين المهنية والوطنية موجود في عقل الاعلامي والكاتب فقط ، مع الموازنة بين نقل الأخبار والأحداث في شكل واضح، ومهما يكن الجدل الحاصل في الساحة الإعلامية حول دور الاعلامي المهني والوطني، تبقى لاي اعلامي كلمته الأولى في نقل الحقيقة إلى كل العالم، وهو الدور الذي يعجز الثائر عن تحقيقه لقضيته ووطنه.


    الرئيس الذي لا تخجله دماء الشهداء
    صوت فتح / محمد أبو مهادي

    كنت أتوقع أن يستغل الرئيس "عباس" قمة المناخ التي عقدت في باريس بمشاركة دولية واسعة، ليحاكم قادة الإحتلال الإسرائيلي على جرائم نفّذت بحق الأطفال والنساء والشيوخ والشباب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد أن قامت محاكم الإحتلال بتبرئة قتلة الطفل محمد أبو خضير حرقاً، وبعد كل عمليات الإعدام الميداني التي ينفذها جيش الإحتلال وغلاة مستوطنيه بشكل يومي ومعلن وموثّق، ويفضح مستوى الإنحدار الأخلاقي لجيش مهمته أن يقتل أكبر عدد من الفلسطينيين لمجرد الإشتباه، وفي أحيان كثيرة يقتل على لون البشرة وبدون أن يتعرض لأيّ تهديد يذكر.

    تفاجأ العالم وأبناء الشعب الفلسطيني أن أبرز مخرجات "قمة المناخ" هي المصافحة التي جرت ما بين عباس ومجرم الحرب "بنيامين نتنياهو"، الذي يُفترض بأنه سيمثل هو أركان جيشه أمام محكمة جرائم الحرب الدولية، مداناً بمجموعة من الجرائم ضد الإنسانية، وبأعمال تطهير عرقي وقتل على الهوية ينفذها بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، على الأقل هذا ما وثقته "الإسطوانات المدمجة" التي سلمها عباس وعريقات لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري في جولات ومحاولات إجهاض الإنتفاضة الفلسطينية.

    مصافحة عباس -نتيناهو إسقاط لتهمة الإرهاب التي طُبعت على جبين هذا المجرم بعد أن مارس التضليل على المجتمع الدولي لسنوات طويلة، تحت غطاء المفاوضات والإتصالات وجولات كيري والمبعوثيين الدوليين، ومحاولات كسب الوقت لتوسيع الإستيطان ونهب الأرض وتهويد القدس وإستكمال بناء جدار الفصل العنصري الذي سيبقى شاهداً على أسوأ نظام للفصل العنصري يمارس تحت سمع وبصر المجتمع الدولي.

    أقوال عباس تنسفها أفعاله، فكيف يمكن أن يستقيم قوله بالتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة الإحتلال على جرائمه، في حين يقدم على مصافحة علنية ترافقها الإبتسامات مع الشخص الذي يصدر أوامره لتنفيذ كل الجرائم اليومية بحق الفلسطينيين؟ وما هو الحصاد السياسي الذي سيعود على الشعب الفلسطيني جراء هذه المصافحة؟ وبأي وجه سيعود عباس إلى رام الله ليواجه نظرات الفلسطينيين الذين لم تجف دماء شهدائهم وجرحاهم، ولم تتوقف عمليات هدم ومداهمة بيوتهم وتشريد وإعتقال أبنائهم؟

    بات واضحاً أن هذا الرجل لا ينفذ عملاً دبلوماسياً يحصل من خلاله على جائزة نوبل للسلام، ولا يمتلك خطة سياسية تفيد الشعب الفلسطيني سياسياً، ويواصل ابتعاده عن كل ما يخدم الشعب الفلسطيني ويعزز صموده وتلاحمه في مواجهة الإحتلال، ويهرب من معالجة ملفات ضرورية وأساسية في حياة الفلسطينيين كالمصالحة الوطنية وتحديث النظام السياسي الفلسطيني وإعادة إعمار قطاع غزة وفتح معابره المختلفة، ويواصل قطيعته مع آلاف اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، يواجهون مصيراً مجهولاً جراء الحروب والنزاعات وأسوأ أشكال التمييز.

    محمود عباس خطراً داهماً على المشروع الوطني، ففي كل تصرفاته ما يثبت عدم أهليته لقيادة حركة تحرر وطني، ولا لقيادة شعب يتجذر في وجدانه هدف التحرر الإستقلال، وإقامة دولة يسودها القانون، وتصان فيها الحريات بعيداً عن حكم العصابات، فقد قام هذا الرجل بكل ما يؤهله للرحيل مع أركان عصابته التي ظنّت أنها حوّلت المشروع الوطني إلى مؤسسة إستثمارية لنهب الشعب والإتّجار بآلامه.

    منذ زمن سقط الرهان على قيادة أسقطتها التجربة من وعي الشعب، فلم تعد كل الشعارات الجميلة تخفي بشاعة عصابة تقرر في مصير شعب وتدفعه نحو الإستسلام، وما زالت الحالة السياسية الفلسطينية تبحث عن جبهة وطنية للإنقاذ، جبهة لصيقة بالشعب، تقود نضاله المشروع ضد الإحتلال، وتؤسس لمرحلة جديدة تتظافر فيها كل الجهود الفلسطينية المخلصة لتخطي مرحلة الخطر، جبهة تستعيد كل أوراق قوّة الفلسطينيين وتبني عليها، وتستكمل مهام التحرر الوطني، وتطوي صفحة سوداء من تاريخ الثورة الفلسطينية.


    المقاومة ولا رهان على غيرها

    الكوفية / حمادة فراعنة

    قبل حرب أكتوبر المصرية ضد جيش الاحتلال الإسرائيل عام 1973، خطط لها عبد الناصر، قبل رحيله عام 1970 ، عبر تزويد الجيش المصري بالمعدات والأجهزة والأسلحة المناسبة من الاتحاد السوفيتي، وعبر زياراته الميدانية لكتائب جيشه على طول جبهة قناة السويس لرفع معنويات الجنود والضباط وتأهيلهم النفسي ووضعهم في صورة تطورات الأحداث الجارية .
    هدى جمال عبد الناصر ، كتبت مقالاً عن إحدى زيارات والدها الرئيس لجبهة القناة، ونشرته الأهرام يوم 25/11/2015 ، وعنوانه “ ماذا قال عبد الناصر لجنوده في نهاية حرب الأستنزاف “ نقلت فيه ومن خلاله، حرفياً ما قاله عبد الناصر لجنوده إستعداداً للمعركة المقبلة :
    “ مفيش حاجة اسمها حل سلمي، الكلام اللي بينكتب في الجرايد عن الحل السلمي، واجتماع الدول الكبرى، كل ده لن تكون له نتيجة لسبب بسيط وهو أن أمريكا ما زالت تؤيد إسرائيل ، ولن تقبل أمريكا أي شيء لا ترضى به إسرائيل ، وإسرائيل لن ترضى إلا إذا سلمنا لها تسليماً كاملاً، وإحنا لا يمكن أن نسلم لها ما تريد، يبقى لازم حندخل المعركة ، وعلينا واجب، وعندنا أرض محتلة ، ولذلك حنحارب في سبيل إسترداد الأرض المحتلة بتاعتنا “ .
    أسوق كلام عبد الناصر بما يجري حالياً على المشهد السياسي بعد زيارة جون كيري لفلسطين يوم 24/11/2015 ، وما قاله هناك أمام نتنياهو “ عن حق إسرائيل للدفاع عن نفسها في مواجهة الأرهاب الفلسطيني الذي تتعرض له “ ، وما قاله أمام الفسطينيين في رام الله في أن زيارته “ تستهدف التهدئة ووقف العنف “، التهدئة بين الجلاد المجرم والمحتل الإسرائيلي ، وبين الفلسطيني الضحية، ضحية إجراءات جيش الإحتلال وأجهزته، وضحية إجرام المستوطنين الذين لا يعاقبهم أحد، ضحية المشروع الاستعماري التوسعي الاحتلالي الإسرائيلي، الذي لا يُطالب أحد بإنهائه ، مع أنه أحد أهم أسباب العنف والأرهاب الذي يجتاح العالم العربي ومنه نحو أوروبا وبقية العالم ، الأرهاب الذي ضرب واشنطن في نوفمبر 2001 ، وعاد بلا انقطاع وضرب باريس في نوفمبر 2015، الأول على يد القاعدة والثاني على يد داعش التي انشقت عن القاعدة .
    نتنياهو سعى لربط الكفاح الفلسطيني بالأرهاب الذي يجتاح العالم الآن، مثلما سعى شارون عام 2001 لربط هذا الكفاح بالأرهاب الذي ضرب واشنطن بالعشرية الأولى من بداية هذا القرن الواحد والعشرين .
    نتنياهو يسعى لربط الكفاح الفلسطيني بالأرهاب “ الإسلامي “ ويسعى لربط معاناة “ الإسرائيليين “ بسبب شجاعة المقاومة الشبابية الرافضة للاحتلال، مع معاناة الأوروبيين من تنظيمي داعش والقاعدة، قافزاً عن حجم الخسائر والتضحيات التي دفعها العرب والمسلمين على أيدي تنظيمي القاعدة وداعش، فالعرب خسروا وسقط منهم الضحايا بسبب الأرهاب في سوريا والعراق واليمن وليبيا وتونس ومن قبلهم في الجزائر والمغرب والأردن والكويت وما جرى في لبنان وتركيا ومالي، أكثر من أي شعب آخر، وأكثر من أي شريحة إنسانية أخرى، والنضال ضد الأرهاب الجدي والحقيقي والملوس، بكل تلاوينه وتصنيفاته يتم على أيدي العرب والمسلمين أكثر من إسهامات أميركا وأوروبا بما فيها روسيا ضد الأرهاب .
    أسباب الأرهاب ودوافعه لم تعد خافية على أحد وأولها ما فعله ويفعله المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي من إحتلال وتخريب ومؤامرات لا تستثني أحداً من العرب، وثانيها بقاء الأنظمة الديكتاتورية في العالم العربي والإسلامي، وإسناد أميركا وأوروبا لهذه الأنظمة الديكتاتورية ذات الشخص الواحد والعائلة والطائفة واللون الواحد ، ولولا ما تحظى به من دعم أميركي وأوروبي لما حظيت بمتعة البقاء، مثلما كان دور الدعم الأوروبي سابقاً والأميركي لاحقاً إذ لولاهما لما صمدت إسرائيل أمام الكره والرفض العربي لمشروعها التوسعي على أرض بلادنا في فلسطين وجنوب لبنان والجولان السوري المحتل .
    ما قاله عبد الناصر بلهجته المصرية هو المضمون الذي يجب أن يُقال باللجهة الفلسطينية، وعلى الرغم من الفجوة الزمنية التي تصل إلى حوالي نصف قرن ، فالرؤية والسياسة والوقائع ما زالت هي هي لم تتغير، فلا أمل نحو أي تسوية غير مسنودة بالمقاومة الشعبية، ولا رهان على الأميركيين لأنهم حماة للمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، ولا تغير في السياسات الإسرائيلية إذا لم يكن ثمناً مكلفاً للاحتلال، وبدون هزيمة أخلاقية لمشروع الاحتلال، لن يتحرك المجتمع الدولي، حتى يضع إسرائيل في خانة الأدانة ومن ثم العقوبة، ومن ثم العزلة، كما حصل لجنوب أفريقيا العنصرية المهزومة .


    الشهيد الفتى ابو خضير يحرق نفسه ....؟؟

    الكرامة / راسم عبيدات

    مما لا شك فيه بأن القضاء الإسرائيلي والمحاكم المتفرعة عنه أدوات موظفة في خدمة الأمن ودولة الإحتلال،وهي جزء هام لتبرير جرائم الإحتلال وسن تشريعاته وقوانينه المتعارضة مع القوانين والحقوق الانسانية،كما هو حال قوانين محاكمة واعتقال الاطفال وتشريعات الاعدامات الميدانية والعقوبات الجماعية..ولذلك سيناريو محاكمة قتلة الفتى الشهيد ابو خضير معروفة سلفاً في ظل قضاء عنصري يحاكم من منطلقات الاصل القومي لا الجرائم المرتكبة،من حرقوا عائلة الدوابشة لم يعتقلوا او يحاكموا ويفاخر وزير جيش الإحتلال "يعلون" بانهم معروفون لدى اجهزة الأمن الإسرائيلية،ولكن هناك موانع "أمنية" تحول دون إعتقالهم، وحتى لو جرى اعتقالهم فأقصى عقوبة لهم هي الاعتقال الاداري.
    يوم أمس الإثنين المفترض أن تكون جلسة نطق بالحكم على هؤلاء المجرمين والقتلة،إستمر الإدعاء في مسلسل المماطلة والتسويف،لكي يفرغ قرار المحكمة من مضمونه،وبما يؤكد على عنصرية القضاء الإسرائيلي،حيث قدم الإدعاء تقارير بأنه لا يمكن الحكم على المتهم الرئيسي،فهو يعاني من اضطرابات نفسية وعقلية،وتقديم التقرير النفسي للمتهم من قبل طبيب أجنبي عاينه وإطلع على حالته في الدقيقة التسعين، نرى انه جزء من مسلسل ومسرحية المحاكمة الصورية ولا يمكن الوثوق فيه بالمطلق،كما لا يمكن الوثوق بالقضاة هؤلاء انفسهم،وفقط بالدليل القاطع والموثوق هؤلاء القضاة أنفسهم ،(يعقوب تسابن،رافي كرمل ورفقة فريدمان،هم من حكموا على الشاب المريض النفسي عمرو على صبري من جبل المكبر،والمثبت مرضه بتقارير صادره عن مستشفيات اسرائيلية بأربعة اعوام ونصف في قضية الزعم بالتخطيط لتفجير قاعة أفراح اسرائيلية مع كل من باسل عبيدات وانس عويسات وخالد سرور،ولذلك لا غرابة حين نسمع بأن المجرم والقاتل الرئيس يوسف ديفيد بن حاييم مضطرب نفسيا ومختل عقلياً،وهو من اختطف وعذب وحرق الشهيد الفتى ابو خضير حياً وفق الأدلة الدامغة التي بحوزة القضاة والمحكمة...؟؟، أما القاتلين الآخرين القاصرين رغم قرار الإدانة لهم بإرتكاب جرم القتل العمد،لكن لم يتم النطق بالحكم عليهما،وحددت لهم جلسة في 20/12/2015،من أجل النظر في تقرير ما يسمى بضابط السلوك، والأرجح ان يحكم عليهما باحكام مخففة.
    في وقت حكم فيها على عشرات الأطفال الفلسطينيين والفتيان باحكام جائرة وصلت حد السجن لمدة خمسة عشر عاماً فما فوق في قضايا لم يكن فيها قتل بهذه الطريقة البشعة والهمجية،بل مجرد إصابات،ومع فارق المقارنة والتشبيه طبعاً،ناهيك عن العديد من بيوت الشهداء التي جرى هدمها او الأسرى المتهمين بعمليات طعن او دهس،في حين ليس بالوارد هدم بيوت هؤلاء القتلة او حتى مجرد التلويح او التهديد بذلك،ولا نجد بأن حكومة الإحتلال وقادتها الأمنيين والعسكريين الذين يسارعون الى إصدار قراراتهم من خلال تشريعات وقوانين عنصرية مخالفة لكل الأعراف والقوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية منها جنيف ولاهاي لعام 1907 التي تحرم العقوبات الجماعية كهدم بيوت الشهداء أو الأسرى أو نقل السكان خارج مناطق سكنهم او سحب إقاماتهم،ينطقون بحرف عندما يتعلق الأمر بقتلة ومجرمين من أمثال قتلة الشهيد ابو خضير او عائلة الدوابشة.
    نحن كنا نتوقع سيناريو محاكمة هؤلاء القتلة والمجرمين،قبل الوصول الى القول بقضايا الإختلال العقلي والإضطراب النفسي،فمن حرق المسجد الأقصى المجرم الصهيوني الأسترالي روهان في اب 69 مختل عقلياً ومن احرقوا عائلة دوابشة مختلين عقلياً...والمنظمات الإرهابية "لهافا" وتدفيع الثمن وغيرهم ما دامت جرائمهم بحق العرب فهم مختلون ومضطربون نفسيا وعلقلياً ...وفقط يكونوا اصحاء اذا ما مسوا يهوديا او ممتلكات يهودية...اليوم القضاء الإسرائيلي يقول بالفم المليان الفتى ابو خضير حرق نفسه ويجب دفع تعويضات للقتلة والمجرمين للضرر النفسي والمادي والاجتماعي الذي لحق بهم....؟؟
    كيف لا..؟ ما دامت وزيرة ما يسمى بالعدل الصهيوني "اياليت شاكيد"،هي من أشد غلاة الصهاينة المتطرفين عنصرية،وهدفها فقط سن القوانين والتشريعات التي لا تعترف بحق الفلسطينيين بالوجود،تصادر وتحتل أرضهم وتجيز اعتقال أطفالهم من سن 12 عاماً فما فوق،وفرض أحكام قاسية عليهم ،حيث صادقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون التشريع على مشروع قانون جديد يقترح سجن الأطفال منذ جيل الثانية عشرة في حالة إدانتهم بإرتكاب جرائم "ذات دوافع قومية"،وقد صادقت الكنيست الإسرائيلية بالقراءة الأولى على مشروع القانون في 25 تشرين الثاني بغالبية 64 صوتاً ومعارضة 22 .
    ويأتي مشروع القانون في اعقاب توجيه النيابة العامة الإسرائيلية تهماً للطفل احمد المناصرة (13 ) عاماً شملت الشروع بالقتل من خلال تنفيذ عملية طعن في القدس الشرقية في الثاني عشر من تشرين اول ،رغم أن القانون الجنائي الإسرائيلي بنسخته الحالية يحظر عقوبات بالسجن على الأطفال دون سن 14 عاماً،وبدلاً من ذلك وضعهم في مؤسسات أحداث للتاهيل وإعادة الإدماج.ومما تجدر الإشارة اليه أن الكنيست أقر سلسلة من التعديلات على قانون العقوبات وقانون الأحداث الإسرائيلي بفرض عقوبة السجن لمدة عشر سنوات واحتمالية تعريض الركاب للخطر او التسبب بأضرار،في حين ان هذه العقوبة تتضاعف لتصل لعشرين سنة في حال إدانة الشخص بإلقاء الحجارة بغرض إيذاء الاخرين،كما خفضت التعديلات من مستوى سلطة القاضي التقديرية.
    كما أقرت الكنيست تعديل قانون التامين الوطني لحرمان الأطفال من مخصصات الضمان الاجتماعي في حال إدانتهم بإرتكاب جرائم"بدوافع قومية " و " أنشطة إرهابية" خلال فترة أسرهم، والسماح لمحاكم الأحداث الإسرائيلية بفرض غرامات على عائلاتهم تصل الى مئة الف شيقل.
    نعم هي محاكم عنصرية وصورية بإمتياز وقوانين "قراقوشية"هدفها كسر إرادة شعبنا الفلسطيني وإذلاله وتطويعه،فبأي عرف او قانون يكون شرب فنجان القهوة في باب العامود يغرم شاربه ب (470) شيكلاً،أو وجود منفضة سجائر في محل تجاري يغرم صاحبه ب(5000 ) ألآلاف شيكل،او تدخين سيجارة في الشارع العام (1000 ) شيكل.
    لا غرابة حينما يبرأ القاتل الرئيسي في جريمة الفتى الشهيد ابو خضير ،او يحكم بالسجن ثلاثة اعوام ودون على القاتلين الاخرين،ولكن في هذه الجريمة وجريمة حرق عائلة الدوابشة يجب التوجه بالملف لمحكمة الجنايات الدولية،وكذلك القوانين العنصرية الخاصة بمحاكمة الأطفال وسجنهم.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. مقالات مواقع دحلان 30/11/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى محمد دحلان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2016-02-23, 12:04 PM
  2. اخبار مواقع دحلان 22/12/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى محمد دحلان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2016-02-23, 11:59 AM
  3. اخبار مواقع دحلان 21/12/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى محمد دحلان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2016-02-23, 11:59 AM
  4. اخبار مواقع دحلان 12/12/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى محمد دحلان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2016-02-23, 11:55 AM
  5. اخبار مواقع دحلان 30/11/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى محمد دحلان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2016-02-23, 11:50 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •