في هــــــذا الملف:
حين تصف إسرائيل الطفل الفلسطيني إرهابياً
بقلم: عادل شديد عن العربي الجديد
المشروع الصهيوني اقتصاديا
بقلم: برهوم جرايسي عن الغد الأردنية
ترامب ونتنياهو.. واحد!
بقلم: طارق مصاروة عن الرأي الأردنية
القدس
بقلم: عصام قضماني عن الرأي الأردنية
رأي الوطن: فلسطين ستظل الامتحان الحقيقي
بقلم: اسرة التحرير عن الوطن العمانية
رشوات تفاوضية...
بقلم: علي بدوان عن الوطن القطرية
مئوية «سايكس بيكو» بين الأمس واليوم
بقلم: عبدالعليم محمد عن البيان الإماراتية
حين تصف إسرائيل الطفل الفلسطيني إرهابياً
بقلم: عادل شديد عن العربي الجديد
دأبت اسرائيل، منذ احتلالها فلسطين، قبل أكثر من نصف قرن، على وصف عمليات المقاومة الفلسطينية أعمالا تخريبية، لنزع الصفة الأخلاقية والوطنية والإنسانية عن الفلسطيني، وعن مقاومته الاحتلال، بالادعاء أن عمليات المقاومة لن تؤدي إلا إلى تخريب، ليس فقط لإسرائيل ومصالحها، بل أيضاً المصالح الفلسطينية، وذلك لشرعنة إسرائيل سلوكها القمعي وعقوباتها الشاملة بحق الشعب الفلسطيني، ولتحميل المقاومة مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع الفلسطينية، وتحديداً الاقتصادية والحياتية، حيث أرادت أيضاً من ذلك تحقيق حالة من الردع للشعب الفلسطيني، بغرض أن تصدر أصوات فلسطينية تطالب بوقف أعمال المقاومة حماية للمصالح الفلسطينية من التخريب.
وقد صدرت أصوات مثل هذه، مهزومة، شعرت أن استمرار أعمال المقاومة يلحق الضرر بمصالحها الاقتصادية والشخصية، إلا أنها لم تشكل الأغلبية في المجتمع الفلسطيني، بدليل اندلاع الانتفاضتين، حتى في ظروف اقتصادية جيدة للفلسطينيين، ما يعني انعدام قدرة تلك الشريحة على التأثير في المجتمع الفلسطيني، وأن المشكلة لم تكن ولن تكون اقتصادية أو حياتية، بقدر ما هي وطنية وسياسية، وقضية شعب يريد التحرر من الاحتلال.
تطور الوصف الإسرائيلي لعمليات المقاومة، في العقدين الماضيين، إلى وصفها عمليات إرهابية، انسجاماً وتماشياً مع وصف الدول الغربية، وخصوصاً الولايات المتحدة، لما تعرّضت له من عمليات، وخصوصاً التي حصلت في 11 سبتمبر للعام 2001، لكي يتم توظيف ما تتعرّض له الدول الغربية من عمليات لمصلحة إسرائيل، سواء في تشبيه المقاومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالأعمال الإرهابية التي تعرضت لها الدول الغربية، ولكي تظهر إسرائيل ضحية ذلك الإرهاب، ما سيؤدي، من وجهة نظر إسرائيلية، إلى أن تكون إسرائيل في الخندق الغربي نفسه، في "الحرب على الإرهاب"، على حساب القضية الوطنية الفلسطينية والمشروع التحرّري، خصوصاً أن الرواية الإسرائيلية تشيع، دائماً، أن إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وامتداد ما تسمى الحضارة الغربية.
وبالتالي، هي تدافع عن المصالح والحضارة الغربية أمام "التطرف الإسلامي"، ما سيمكّن إسرائيل من الحصول على شرعية وغطاء دولي للاستمرار في مشروعها الاستيطاني الإحلالي، واستخدام الحد الأقصى من قوتها العسكرية في قمع الشعب الفلسطيني، وهذا ما تم تجسيده في اجتياح الضفة الغربية في العام 2002 وتدمير البنية التحتية الأمنية والإدارية والاقتصادية للشعب الفلسطيني، وفي ثلاث حروب تدميرية على قطاع غزة، من أجل تدمير الإنسان الفلسطيني.
لم ينج الأطفال الفلسطينيون من آلة القتل الإسرائيلية في الجولة الانتفاضية الحالية التي تعيشها الأراضي الفلسطينية منذ بداية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث استشهد عشرات منهم على أيدي الجنود الإسرائيليين والمستوطنين، في عمليات إعدام بشعة وإجرامية، على الهواء مباشرة، عندما تركوهم للنزيف والتنكيل والإهانة، بل أجهزوا عليهم وهم ينزفون بدمائهم، ومن دون تقديم العلاج لهم، على الرغم من عدم تشكيلهم أي خطر على الجنود والمستوطنين، بل إن ماكينة الإعلام الإسرائيلي لم تكتف بوقائع إعدامهم، بل راحت تصفهم إرهابيين ومخربيين، وتشابه سكاكين صغيرة حملوها بالسكاكين التي ذبح بها عناصر إرهابيون صحفيين ورهائن غربيين في سورية والعراق.
لم تتوقف جريمة إعدام هؤلاء الأطفال عند ذلك، بل تتعمد الرواية الإسرائيلية أن تتنصل من مسؤولية جيش الاحتلال والمستوطنين عن إعدام بعض الأطفال الذين تقل أعمارهم عن السادسة عشرة، من دون أي مبرر، أو كما وصف وزيرة الخارجية السويدية تلك الجرائم بأنها أعمال قتل خارج القانون، بل ذهبت إسرائيل إلى تحميل الفلسطينيين أنفسهم المسؤولية بالادعاء أن التربية الأسرية والمدرسية، وما يسمى التحريض الفلسطيني، هما ما أوصلا الأطفال الفلسطينيين إلى هذه الحالة، بل تتعمد إسرائيل إخفاء حقيقة أن عمليات إعدامها الفلسطينيين وإهانتها لهم وتنكيلها بهم ليل نهار، وعدم قدرة الفصائل والسلطة الفلسطينية على توفير الأمن والأمان والحماية لهم، هي التي أدت إلى هذه النهاية المأساوية لأطفال عديدين.
نقلت مجموعة (كسر الصمت) الإسرائيلية، قبل أيام، اعترافات جنود ومجندات إسرائيليين أدّوا خدمتهم العسكرية في الضفة الفلسطينية، بعمليات القمع والمداهمة الليلية للمنازل، وخصوصاً في منطقة الخليل، ودب الرعب والخوف في نفوس الأطفال بضرب آبائهم وأمهاتهم أمام أعينهم، وسرقة محتويات منازلهم في ساعات الفجر الأولى، وأفاد أولئك الجنود بأن كل ما قاموا به كان بناء على تعليمات من الضباط الكبار المسؤولين عنهم.
ويكشف ذلك كله مدى استهداف الأطفال الفلسطينيين وتحطيمهم قبل اكتمال تنشئتهم، انسجاماً مع وجهة النظر العنصرية الحاقدة لوزيرة (القضاء؟) الإسرائيلية، إيليت شكيد، والتي تنتمي لحزب البيت اليهودي الاستيطاني بزعامة الوزير المتطرف، نفتالي بينيت، عندما وصفت الأطفال الفلسطينيين بأنهم "إرهابيون وقتلة في المستقبل"، في زعم يعطي الشرعية لعمليات إعدامهم.
المشروع الصهيوني اقتصاديا
بقلم: برهوم جرايسي عن الغد الأردنية
وقف بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي أمام لجنة الاقتصاد في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، مدافعا عن اتفاق احتكار حقول الغاز التي تسيطر عليها إسرائيل في البحر الأبيض المتوسط، لصالح شركتين إسرائيلية وأميركية. وقد وظّف كل أدوات الدعاية الصهيونية لترهيب الإسرائيليين من "خطر عدم الموافقة على الاتفاق". ويؤكد محللون أن في نية نتنياهو تسهيل احتكارات أخرى لصالح من أوصله للحكم، كي يضمن بقاءه. ولكن بنظرة للعمق، فإن هذا هو جوهر المشروع الصهيوني: استعماري رأسمالي، قائم على اقتلاع شعب.
يخوض نتنياهو، خاصة في العامين الأخيرين، صراعا ضد القانون القائم الذي يفرض قيودا على حجم الاحتكارات، والتي من شأنها أن تمنع اتفاق احتكار الغاز. ويستغل نتنياهو صوت الاحتجاج الخافت في الشارع ضد الاتفاق. فمن الطبيعي أن تخفت الاحتجاجات حينما يخطب نتنياهو وأتباعه أمام جمهورهم قائلين: إن حقول الغاز وتشغيلها "جزء أساسي لضمان أمن إسرائيل"، وإن هذا "الأمن" من شأنه أن يعزز قوة إسرائيل في وجه الضغوط الخارجية.
ولاقى نتنياهو ردا من عدد من صنّاع الرأي الإسرائيليين، مبددين مزاعمه. لكن هذا الكلام ضعيف في وجه خطاب الترهيب الذي يتبعه نتنياهو، استمرارا للنهج الصهيوني على مدى عقود. وهذه ليست الملحمة الأولى التي يخوضها نتنياهو منذ أن عاد إلى الحكم في العام 2009؛ فقد منع فرض قيود أكبر على الاحتكارات من خلال قانون جديد، إذ نجح نتنياهو في إفراغ القانون من مضمونه. ويقول محللون اقتصاديون، إن حرب نتنياهو من أجل تمرير اتفاقية احتكار حقول الغاز، تهدف إلى فرض سابقة تسمح له بتمرير احتكارات أخرى متعلقة بالموارد الطبيعية، مثل مشروع استخراج الفوسفات من البحر الميت، وغيرها من المشاريع المشابهة.
في اليوم التالي لمثول نتنياهو أمام لجنة الاقتصاد البرلمانية، أصدرت مؤسسة الضمان الاجتماعي الحكومية تقريرها السنوي عن الفقر، وكان عن العام 2014. وبطبيعة الحال، فإن نصف الفقراء هم فلسطينيو 48، رغم أنهم يشكلون 18 % من اجمالي السكان، ونسبة الفقر بينهم تعادل خمسة أضعاف نسبتها بين اليهود؛ 55 % مقابل 11 %. وهذا ناجم عن سياسة التمييز العنصري التي تتبعها حكومات إسرائيل كافة، وتهدف إلى إبقاء فلسطينيي 48 شريحة ضعيفة في وطنها؛ وتشجيع الأجيال الجديدة على الرحيل. وإن نجحت الصهيونية في هدفها الأول، فإنها فشلت فشلا ذريعا في تحقيق الهدف الثاني.
حتى الآن، تلقي إسرائيل بفاتورة سياستها الاقتصادية الشرسة، بالأساس، على كاهل 18 % من السكان. ولكن لاحقا فإن هذه الفاتورة ستكون أكبر من أن "يسددها" فلسطينيو 48 وحدهم. ولهذا سيبدأ العبء يتعاظم قريبا أيضا على الجمهور اليهودي الإسرائيلي ذاته. ويكفي أن نلتفت إلى بعض المعطيات والإحصاءات. فقد بيّن التقرير الأخير عن ثروة أكبر
500 ثري في إسرائيل، أن ثرواتهم ارتفعت منذ العام 2003 وحتى العام الحالي بنسبة 380 %؛ من 37 مليار دولار إلى 140 مليار دولار، بينما مستوى المعيشة ارتفع في الفترة ذاتها بنسبة 22 % فقط. وحوالي 30 % من تلك الثروة الإجمالية هي بيد 7 أشخاص فقط. وحسب قائمة الـ500، فإن 37 ثريا يملكون 65 % من اجمالي ثروة الأثرياء. ولهذا، ليس غريبا أن تكون الفجوات الاقتصادية الاجتماعية في إسرائيل هي الأعلى من بين جميع الدول المتطورة.
وكما قيل أكثر من مرّة سابقا هنا، فإن الصهيونية المتمثلة في إسرائيل، تنجح حتى الآن في إسكات جمهورها، وإخماد أي حركة احتجاج شعبية، فقط بالترهيب العسكري: "كل العالم ضدنا"، "إسرائيل هي المكان الأكثر أمانا ليهود العالم". وتحقق هذه الدعاية نجاحات تنعكس في تمسك الإسرائيليين بمبدأ القوة، وبالتالي اللجوء إلى الصوت الأكثر تطرفا. لكن في المقابل، تشهد إسرائيل منذ سنوات هجرة عقول ليست سهلة. فمثلا،
12 % من الأطباء حاملي الجنسية الإسرائيلية هم في عداد المهاجرين، أو المقيمين بشكل دائم في الخارج حيث فرص العمل أوسع. وهذه الظاهرة موجودة بنسبة أعلى بين أصحاب المؤهلات التكنولوجية المتقدمة. والظاهرة أوسع، فالمعاهد الاستراتيجية الصهيونية تحذر من أن الهجرة اليهودية من إسرائيل ستتعاظم مع السنين، بحثا عن فرص عمل بمردود أكبر، وعن حياة هادئة بعيدا عن العسكرة الإسرائيلية.
ترامب ونتنياهو.. واحد!
بقلم: طارق مصاروة عن الرأي الأردنية
وجد نتنياهو ان من الدبلوماسية التنديد بتصريحات ترامب المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة, التي دعا فيها الى عدم السماح للمسلمين بدخول الولايات المتحدة!! لكن نتنياهو اكد ترحيبه بزيارة ترامب لتل ابيب.. باعتباره مرشح لرئاسة.. الصديقة اميركا!!
ولأن ترامب عنصري «متحضّر» فإنه اعتذر في اللحظة الاخيرة, عن الزيارة.. لسبب بسيط هو انه لا يريد احراجات «للصديقة» اسرائيل!!
أي دبلوماسية هذه القائمة على التكاذب؟ فنتنياهو يمنع المسلمين, ليس من دخول اسرائيل, وانما من دخول مسجدهم الاقصى.. وقدسهم, وهذه اسوأ من دعوة ترامب لمنع دخول المسلمين الى الولايات المتحدة, فمنع المسلم من مسجده, ومنع المقدسي من القدس هو أبشع انواع العنصرية.
امس ذهب رئيس دولة اسرائيل ريبلان لزيارة البيت الابيض, وقبلها زار المستشارة ميركل في برلين.. وقد سمع من رئيسي الدولتين اسوأ كلام قاله رئيس اميركا ورئيسة وزراء المانيا عن وضع دولة اسرائيل خارج القبول الدولي. ومع ان ريبلان نقل الكلام القاسي الى رئيس الوزراء نتنياهو, الا أن شيئاً ما لم يتغير.. والظاهر انه لن يتغير اذا بقي نتنياهو في السلطة:
- فالرجل يرفض تقبّل الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية على ارض فلسطين. انه يريد دولة يهودية تهيمن على الفلسطينيين.. تماماً كما كانت دولة الابارتهايت في جنوب افريقيا: بيض اوروبيون يسيطرون على خمسة وعشرين مليون افريقي اسود!!
- وهو مستمر في الانبطاح أمام جهد الادارة الاميركية والاوروبية, ومخادعته بمفاوضات مستمرة منذ عشرين عاماً, ويمكن أن تستمر عشرين عاماً اخرى.. حتى لا يبقى من أرض فلسطين ما يصح التفاوض عليه!!
ترامب ونتنياهو غير مختلفين: واحد يدعو الى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة والاخر يمنع المسلمين من دخول مساجدهم, ومدنهم, وقراهم, ومخيماتهم.. ويقيم حولها اسواراً وحواجز!! وقبلهما مارست حكومة بريتوريا العنصرية سياسة المعازل, الى أن اطاح بها الرأي العام العالمي, ومنعت من دخول مبنى الامم المتحدة!!
على الدول العربية والاسلامية والصديقة العمل, بغض النظر على حروبها ومذابحها واحقادها وانحطاطها, على طرد اسرائيل من الامم المتحدة.. ومحاصرتها في عواصم العالم فليس من المعقول أن تكون ثلاثة اصوات: الولايات المتحدة واسرائيل وميكرونيزيا في مواجهة دول العالم!!
القدس
بقلم: عصام قضماني عن الرأي الأردنية
حضرنا أمس إطلاق وقفية القدس على يدي رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري ونخبة من شخصيات أردنية وعربية , وهي بادرة تريد أن تصنع لدعم القدس واهلها أقداما تمشي على الأرض , وتثبت مجددا أن الطريق الى القدس هو القدس نفسها وأهلها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية سواء بسواء.
سمعنا فيما مضى أن الطريق الى فلسطين يمر عبر كابول , وسمعنا أن الطريق اليها يمر عبر الصومال وأريتريا ونيويورك وباريس ومدريد وبغداد وأخيرا دمشق , لكننا نقول أن الطريق الى فلسطين هو فلسطين فقط , لقد سئمنا كل هذه الهرطقة ومللنا كل هذا الاسفاف , والكلام الفارغ , الذي تلوك به كل فئة تمتطي فلسطين لتحقيق مآرب هي أبعد ما تكون عنها.
الخلط بين خيط الدين الحق الأبيض وخيط الضلالة الأسود لا ينفع وهو لا يمكث في الأرض لكنه أدخل الناس في تيه الى حين.
علماء الأمة عليهم واجب حتمي لا يجب أن يتأخر ولا يتوارى ولا يظهر على إستحياء كي يظهروا الحق من الباطل , فمنهم كما عامة الناس من يصدق بأن الفئة الباغية هي الفئة المنصورة وقبل أن يختلط على الناس الحابل بالنابل , هذه هي مسؤوليتكم في الدين والدنيا , وفي هذه فإن الخيط الأبيض بائن والخيط الأسود بائن كذلك ورجال الأعمال الوطنيون عليهم واجب في دعم المدينة المقدسة بالبناء والتنمية والحفاظ على عروبتها بمبانيها وأهلها الصامدين.
في القدس هناك تثمين عال للإنجاز الهاشمي في الحرم الشريف , فالضغوط التي طلب أبناء القدس من الملك ممارستها لحماية الأقصى لا تعكس فقط ثقة بقدرة جلالته على صد الممارسات الإسرائيلية بل تكريسا واقعيا للوصاية المنفردة للهاشميين على الحرم والقدرة على حمايته.
الأردن في هذه القضية واحد , موقف الملك والشعب لا يتجزأ لدعم المدينة المقدسة , والمواقف فيها لا تقبل المساومة ولا التمييع
العرب مشغولون عن فلسطين وعن القدس , لكن وحده الملك مشغول بها ولها واسألوا أهل القدس فعندهم الخبر اليقين وأن تجد مبادرات مثل وقفية القدس هي أحد الوسائل العملية لحماية المدينة ومقدساتها المسيحية قبل الإسلامية.
رأي الوطن: فلسطين ستظل الامتحان الحقيقي
بقلم: اسرة التحرير عن الوطن العمانية
كلما تقدم عمر القضية الفلسطينية والصراع العربي ـ الإسرائيلي، سيظل هذا الملف هو الامتحان الحقيقي لإرادة المجتمع الدولي ومنظماته وفي مقدمها الأمم المتحدة، ومواقف الدول الراعية للسلام وفي مقدمتها الولايات المتحدة، والامتحان الأصعب لجامعة الدول العربية التي انكشفت حقيقة قدراتها وإرادتها وثوابتها وميثاقها بصورة لا تقبل اللبس خاصة بعد تفجر مؤامرة “الربيع العربي” وانخراطها في تفاصيلها بصورة مخجلة ويندى لها الجبين، لما قدمته من مواقف وقرارات خادمة لتمرير مشروع المؤامرة ضد دول أعضاء فيها وفاعلة.
فأرض فلسطين لم يحتلها الصهاينة لذاتها وحسب، بل لأن الغرب الذي تواطأ وسهَّل قيام كيان الاحتلال الإسرائيلي باغتصاب أرض الشعب الفلسطيني المظلوم والمكلوم، أراد غرز خنجر مسموم في قلب الوطن العربي من أجل إفساده وإضعافه ومنعه من التعافي والنهوض، كي يسهل على الغرب وأنظمته الاستعمارية الطامعة الهيمنة على المنطقة ومقدراتها، ونهب خيراتها وإذلال شعوبها. هذا الغرب الذي أصبحت مشاريعه للهيمنة على المنطقة، واستعباد شعوبها وإذلالها ونهب ثرواتها، مكشوفة وواضحة للعيان للأمي والجاهل، والمتعلم والعالم، والأديب والمثقف والناقد، والخبير والمحلل في جميع الشؤون السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والثقافية وغيرها، وبارزة للطفل والشاب والكهل والشيخ، لا تزال جامعة الدول العربية أو بالأحرى أعضاء عدة فيها تقدم خدماتها الجليلة لخدمة مشاريعه، بتمزيق أواصر المجتمعات العربية المستهدفة صهيونيًّا وغربيًّا، ومنع استقرارها وأمنها، وعرقلة جهودها نحو تفويت مؤامرة تمزيقها، بل إنها تصر على إثبات دورها الوظيفي كوكيل للغرب في عملية تفتيت المجتمعات العربية وتمزيقها، والتي امتدت إلى تمزيق الشعب الفلسطيني وقضيته المستهدفيْنِ أساسًا بالمؤامرة على المجتمعات العربية التي ضحَّت وقدَّمت دماءها رخيصة في سبيل القضية الفلسطينية وأرض فلسطين. فخلال نحو سبعين عامًا من عمر هذا الكيان الإرهابي الغاصب اتضح تمامًا ـ وبما لا يدع مجالًا للشك ـ من هم الذائدون حقًّا عن قضية فلسطين، وحيةً في قلوبهم ووجدانهم وضمائرهم، مستعدين تقديم المزيد من التضحيات من أجلها، ومن هم المنافقون الذين في قلوبهم مرض المتاجرون بهذه القضية وبحقوق الشعب الفلسطيني الذين لا يزالون يشكلون ركيزة لمشروع تدمير المنطقة ودولها وتمزيقها شعوبها وفي مقدمتها فلسطين.
كم هو مؤلم ومخزٍ، أن تحل المناسبات ولا أحد يتذكر فلسطين ومقدساتها، وشعبها العربي الفلسطيني، ويذكِّر العالم بجرائم الحرب الإسرائيلية، وكم هو مخزٍ ومؤلم أن تتحرك جامعة العرب وقوى عربية تحت شعارات بائسة، فتعطي لنفسها ما ليس حقًّا لها بخلع شرعية حكومات عربية مستمدة من شعوبها، وتعطي أخرى شرعية مجردة من شعوبها، في تناقضات لا تخدم سوى المشروع الصهيو ـ أميركي فقط.
بالأمس، العاشر من ديسمبر مرت مناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ولا تزال آلة الحرب الإسرائيلية ومشروع الاحتلال الإسرائيلي بتصفية القضية الفلسطينية، وانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني ماضيًا في ذلك، ومسنودًا من القوى الأصيلة والوكيلة، ولم يأتِ على ذكرها والتذكير بها، بل إن جامعة الدول العربية كعادتها تسجل غيابها عند كل مناسبة وكل جريمة حرب إسرائيلية، ولم تتحرك لإنقاذ الشعب الفلسطيني والطلب من مجلس الأمن الدولي التدخل ومن حلف شمال الأطلسي التدخل العسكري المباشر لحماية الشعب الفلسطيني أو المطالبة بمناطق “آمنة وعازلة”.. كما فعلت ضد ليبيا وسوريا.. إنها مهازل حقًّا تعيشها أمة العرب في زمن رديء.
رشوات تفاوضية...
بقلم: علي بدوان عن الوطن القطرية
لم تَهن عزيمة الشباب الفلسطيني الصاعد، ولم يَكتَرث الفتيان اليافعين لأعمال الانتقام الفوري والإعدامات الميدانية المُباشرة التي تقوم بها سلطات الاحتلال بحق المقاومين، إن كانوا من حملة السكاكين، أو من المتظاهرين السلميين وراشقي الحجارة. حيث يواصل هؤلاء الفتية والشبان والشابات تأطير أنفسهم بعيداً عن القوى السياسية والحزبية والفصائلية ــــ دون أن يعني ذلك غياب شبان وفتيان من مُختلف الفصائل عن تلك الفعاليات والأعمال المناهضة للاحتلال ــــ في هبة نوعية ستقود بالضرورة حال ديمومتها نحو انتفاضة شعبية فلسطينية شاملة تجسيداً لخيار المقاومة الشعبية.
الهبات الشعبية الفلسطينية اليومية المتتالية في الفترات الأخيرة تَحمِلُ خصوصيتها، وسماتها، وجيلها، وأدوات كفاحها المُختلفة، وبيئتها السياسية، والإقليمية، والدولية، حيث تجاوز بها الشعب العربي الفلسطيني طبقات اليأس والإحباط بعد زمنٍ مديد من انهيار مفاوضات التسوية المأزومة ووصولها للجدار المسدود، وأعاد تذكير العالم بأسره بأن القضية الفلسطينية هي أساس الصراع في المنطقة.
إن لكل انتفاضة، ولكل هبة شعبية وتجسيداتها على الأرض من حراك ومسيرات وعمليات طعن لجنود الاحتلال والمستوطنين المسلحين، واحتكاك مع حواجز الاحتلال، مرحلتها، وجيلها، وتكتيكاتها، وأدواتها، وبرامجها، وخصائصها، التي تُؤشر في دينامياتها وفعالياتها على أنها سَتعبُر الزمان والمكان إلى الزمن الأطول والمكان الأوسع، لتكون مُتدحرجة كما كرة الثلج التي تَحمِلُ معها المزيد من العطاء وروح التحدي الوطني في الظروف الصعبة وعند نقاط الانعطاف.
وهنا، يَبرُزُ أهمية الدور المُميز للشباب والشابات والفتيان من أبناء الداخل الفلسطيني في تفجير الهبة الشعبية المتواصلة في مناطق مُختلفة في القدس والضفة الغربية، أنها تأتي على يَدِ جيل آخر من الشباب والشابات، هذا الجيل الذي أريد منه أن يَسدُلَ الستار على القضية الفلسطينية، وأن يَغرق في أوهام التسوية غير المتوزانة والمُختلة، وأن يعيش على أوهام الوعود الخلابة، وعود سنغافورة الشرق الأوسط، لكنه اليوم يُحطِمُ كل هذه الأوهام ويُقدم النموذج الحي في تشكّل الوعي الوطني في الظروف المجافية والصعبة والقاسية، وفي الإشتباك مع الاحتلال عبر المواجهة «في نطاق المسافة صفر» وعبر الحجارة والمظاهرات السلمية، وعبر «ثورة السكاكين» حيث تحوّلت السكين إلى سلاح مرعب...وإلى فكرة ثم هبّة...وإلى مقاومة...وإلى إرادة واعية، والاشتباك من نقطة الصفر مع عسكر الاحتلال المدججين بالسلاح والعتاد.
إن أولى ثمار الهبة الشعبية كانت نجاحها في فرض تراجع «إسرائيلي» ــ ولو مؤقتاً ــ عن مخطط التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى، وفي إعادة الاعتبار، بحدودٍ نسبية، لمكانة القضية الفلسطينية على جدول الأعمال الإقليمي والدولي، بعد أن تراجع الاهتمام الدولي بها، والخَيرُ ما زال على الطريق ما دامت إرادة الشبان والشابات متواصلة على أرض فلسطين، كما كان من ثمارها ارتفاع حدة أصوات العشرات من المثقفين «الإسرائيليين»، الذين باتوا يعارضون سياسات نتيناهو.
مئوية «سايكس بيكو» بين الأمس واليوم
بقلم: عبدالعليم محمد عن البيان الإماراتية
لا تزال ذكرى توقيع اتفاق سايكس- بيكو في 16 مايو عام 1916، حية في الوعى العربي، ما أن يذكر حتى يقفز إلى الوعي العربي، الكيفية والطريقة التي تم بها اقتسام المشرق العربي، بين فرنسا وإنجلترا من وراء ظهور الشعوب العربية وسياسيها، تلك الكيفية التي تنكرت لحق الشعوب العربية في تقرير مصيرها، وفقاً للمبادئ المعلنة قبل توقيع الاتفاق.
ومع بداية الحرب العالمية الأولى، وانقطاع التواصل البشري والجغرافي الذي كان قائماً آنذاك، ولنا أن نتصور، أنه لو بقى لبنان جزءاً من سوريا، لكان مقاتلو حزب الله مجرد مواطنين سوريين، يؤيدون النظام والدولة، وليس شيئاً آخر، كما يقال الآن.
لم يعرف العرب بهذا الاتفاق، الذي سبقته اتفاقية القاهرة السرية بين جورج بيكو المندوب السامي الفرنسي، لمتابعة شؤون الشرق الأدنى، ومارك سايكس المندوب السامي البريطاني لشؤون الشرق الأدنى، ومندوب روسيا القيصرية، ثم انتقل هؤلاء الثلاثة إلى مدينة بطرسبورغ الروسية، وواصلوا مفاوضاتهم التي انتهت إلى توقيع هذه الاتفاقية الثلاثية، إلا بعد قيام الثورة البلشفية عام 1917، والتي كشفت عن بنود هذا الاتفاق للرأي العام، لكشف تواطؤ روسيا القيصرية مع الدول الاستعمارية.
بعد عدة أشهر، أي في 16 مايو عام 2016، تكتمل المئة عام على توقيع هذا الاتفاق، وهي ذكرى تحفل بالدلالات، إذا ما قورنت بالحالة الراهنة لإقليم الشرق الأوسط والمشرق العربي، حيث أفضى هذا الاتفاق، ورغم مساوئه من وجهة النظر العربية، منظوراً إليه في السياق الذي وقع فيه والوصاية التي مارستها الدول الاستعمارية على شعوب المنطقة، تلك الوصاية التي دفعت بإنجلترا لإصدار وعد بلفور المشؤوم في 2 نوفمبر عام 1917، لإنشاء وطن قومى لليهود.
وفتح باب الهجرة إلى فلسطين، على مرأى ومسمع من العالم كافة، رغم كل ذلك، فإن النظر في حصيلة سايكس بيكو، مقارنة بالوضع الراهن، تبدو لصالح هذا الاتفاق، رغم طبيعته الاستعمارية، ذلك أن الاتفاق قد أفضى عملياً إلى قيام دول وطنية تزعم أنها حديثة، وكرس ميلاد الدولة الوطنية، بعد اشتداد عود الحركات الاستقلالية والتحررية العربية، على غرار نمط دولة «ويستفاليا»، باعتبارها وحدة القانون الدولي.
هكذا أفضى اتفاق سايكس بيكو، إلى تدعيم ولادة الدولة الوطنية والقطرية العربية، تلك الدولة التي اعترف بها العالم، وحصلت على عضوية الأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية والأممية، بل إن هذه الدولة الوطنية، هي التي ساهمت في إنشاء النظام العربي، من خلال جامعة الدول العربية، وفى فترة المد القومي والتحرري في عهد عبد الناصر، استطاعت هذه الدول، بقيادة مصر، ودورها وريادتها، أن تبلور التوجه العربي للنظام العربي، وأن يكون الدور العربي فيه مؤثراً إقليمياً ودولياً.
في الوقت الراهن، ومنذ غزو العراق، وبدء موجات الإرهاب المتعاقبة وأجياله المختلفة، وظهور «داعش» وسيطرتها على جزء كبير من أراضى سوريا والعراق، وتفاقم الأزمة السورية، يواجه المشرق العربي أزمة كبرى، تكاد تعصف بالدول التي نشأت بموجب سايكس بيكو.
في هذه المنطقة أصبح العنوان العريض، انهيار الدولة الوطنية العربية، واستفحال آلية التفتيت، وظهور الإرهاب وجماعات الإسلام السياسي، كفاعل مؤثر في الساحة الإقليمية، بل والدولية، الطريق يكاد يكون مفتوحاً لشرق أوسط جديد، يسبب تأثير النظام الدولي والصراعات الطائفية والقومية، وظهور الإسلام السياسي، والتفاعلات والصراعات بين المشروعات الإقليمية المختلفة، في مقدمها المشروع الإيراني، والمشروع التركي، والمشروع الإسرائيلي، في حين غاب المشروع العربي الجامع، في انتظار عودة مصر لدورها الإقليمي والعربي.
لقد أطلق النظام الدولي، في ظل العولمة، قوى خفية وظاهرة، لا يمكن السيطرة عليها، حتى من جانب الدول التي أنتجت العولمة، قوى تتلخص سياساتها في الهوية والأصول وفق تصوراتها ونظراتها الأولية والبدائية، دونما اعتبار للميراث الإنساني المشترك، والقواعد والمعايير الكونية، كرس النظام الدولي مفهوم إدارة الأزمات والمشكلات، والحفاظ على الأوضاع القائمة في فلسطين بالذات، وهو الأمر الذي يهيئ المناخ لظهور استقطابات جديدة، وخطوط انقسام جديدة، تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.
وإذا كانت الدولة الوطنية في المشرق العربي ضحية هذا المناخ الجديد في المنطقة، بتعرضها للانهيار والتآكل وانعدام الفاعلية، فإنه يمكن القول أيضاً، إنها كانت ضمن الأسباب التي قادت إلى هذا المناخ، فهي لم تعرف كيف تدير التعدد والتنوع، ولم تدرك ضرورة تشكيل كتلة تاريخية مناهضة للعنف والتطرف، ولم تتمكن من توزيع الموارد بطريقة عادلة على ضوء معايير المواطنة والمساواة.
مكر التاريخ يضعنا في موقف تضطرب فيه المواقف والمشاعر، وتتراوح بين المراجعة والرفض، والقبول لما كنا نرفض بالأمس رفضاً قاطعاً وباتاً، هل ذلك مجرد مفارقة، أم أنه أبعد من ذلك.


رد مع اقتباس