h
ü السودان: بدء مرحلة ما بعد الانتخابات
ü "الوطني" يشكل لجنة لتحليل نتائج الانتخابات ويصف أرقام التصويت بـ"المعقولة"
ü مستقلون يقلبون الطاولة على الحزب الحاكم في الانتخابات السودانية
ü المعارضة السودانية: الانتخابات مزورة ولا اعتراف بنتائجها
السودان: بدء مرحلة ما بعد الانتخابات
العربي الجديد 19-4-2015
http://www.alaraby.co.uk
بدأت تتكشف ملامح النتائج الأولية للانتخابات العامة في السودان، ممهدة لفوزٍ متوقعٍ للرئيس السوداني عمر البشير، بولاية رئاسية خامسة، فضلاً عن فوز مرشحي حزبه "المؤتمر الوطني" بأغلبية المقاعد النيابية، وذلك بعد فرز حوالي 80 في المائة من صناديق الاقتراع.
ولم تُشكّل النتائج "مفاجأة" في الشارع السوداني، لا سيما في ظلّ غياب منافسين حقيقيين بعد مقاطعة أحزاب معارضة فاعلة، واقتصار المنافسة على الحزب الحاكم وحلفائه في الحكومة، وعددٍ من المستقلين غير المعروفين محلياً. وكان حزب "الأمة" المعارض، برئاسة الصادق المهدي، و"المؤتمر الشعبي" بزعامة حسن الترابي، والحزب الشيوعي بقيادة مختار الخطيب، وحركة "الإصلاح الآن" بقيادة المنشق عن حزب "المؤتمر الوطني" حديثاً غازي صلاح الدين، من أبرز المقاطعين.
وتباينت الآراء حول نسب الإقبال، ووفقاً لبعثة الاتحاد الأفريقي برئاسة أولوسيجون أوباسانجو، فقد قدّرت نسب المشاركة في التصويت بين 30 و35 في المائة، فيما قدّرها المركز الأفريقي لدراسات حقوق الإنسان في السويد، والذي راقب العملية الانتخابية، بأقل من 30 في المائة.
وتوقّعت مفوضية الانتخابات في السودان أن تصل نسبة التصويت في الانتخابات، التي جرت في 13 أبريل/نيسان إلى 40 في المائة، مشيرة إلى أن "النسبة تجاوزت الـ36 في المائة، بينما لا تزال عملية الاقتراع مستمرة بدول المهجر، فضلاً عن عملية فرز الأصوات".
وقال رئيس مفوضية الانتخابات مختار الأصم، إن "نسبة المقترعين بلغت 4.8 ملايين حتى مساء السبت، من أصل 13.8 مليون ناخب يحق لهم التصويت". وأشار إلى "عدم تأثر الانتخابات بالعمليات العسكرية المتفرقة، التي وقعت في ولاية جنوب كردفان، وشنّتها الحركة الشعبية قطاع الشمال".
وأوضح أن "نسبة التصويت هناك بلغت 46 في المائة، وقد أدلى 1.2 مليون ناخب بأصواتهم في اليوم الأول للعملية الانتخابية، وفي اليوم الثاني، بلغ عدد المصوّتين 1.5 مليون ناخب، ليتراجع في اليوم الثالث ويصل عدد المقترعين إلى 1.2 مليون، وفي اليوم الرابع والأخير اقترع 800 ألف ناخب".
ويرى القيادي في الحزب الحاكم محمد الحسن الأمين، في حديثٍ لـ "العربي الجديد"، أن "نسبة التصويت تُعتبر طبيعية، وهي موجودة في كثير من دول العالم، كما أن كثيراً من تلك الدول لم تحصل عليها". وشدّد "لم يقاطع أحد، بل يُمكن القول إن من لم يقترع لم يرغب في المشاركة في العملية السياسية، وهذا ليس جديداً، بل يحصل في كل دول العالم".
يناقض محللون كثر وجهة نظر الأمين، ويرون أن "ما تمّ من مقاطعة، من شأنه أن يخلق تحديات داخل الحزب الحاكم، ويقود لتغيير كبير داخله، تحديداً بعد تواتر أنباء عن سقوط أحد قادة المكتب السياسي لحزب المؤتمر، بلال عثمان بلال نيابياً، أمام مرشح مستقلّ. الأمر الذي شكّل صدمة للحزب".
ويلفت المحلل السياسي عبد المنعم أبو إدريس في حديث لـ "العربي الجديد"، إلى أنه "سيكون للانتخابات الحالية آثار كبيرة على الحزب الحاكم، وستحدث هزّة بداخله، ما سيؤدي إلى تغييرات كبيرة في قيادته، وترتيب البيت الداخلي ككل".
ويرى أن "الحكومة في الخرطوم ستواجه تحديين في فترة ما بعد الانتخابات، أحدهما متعلق بالأزمة الاقتصادية، والآخر عسكري متصل بحملتها ضد الحركة الشعبية قطاع الشمال، التي تقود حرباً في جنوب كردفان والنيل الأزرق"
وأوضح أن "الحديث عن تحسّن العلاقات مع دول الخليج، بعد مشاركة الخرطوم الأخيرة في عاصفة الحزم لقتال الحوثيين في اليمن، لن يساهم في حلّ الأزمة الاقتصادية، المرجح أن تتفاقم وتؤدي لانفجار الأزمات من غلاء وارتفاع أسعار". وأضاف أنه "فيما يتصل بالتحدّي العسكري، فإن الحركة الشعبية ستحاول تطوير أدواتها وتحالفها، وستظلّ هاجساً للحكومة، كما أن تحالفاتها ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات". واعتبر أن "العودة للحوار بشكله السابق غير وارد، إلا إذا ظهرت مبادرة حوار جديدة"، مشيراً إلى أن "مرحلة ما بعد الانتخابات ستُحدث تغييرات كبيرة تطال المعارضة نفسها". وباكتمال عملية فرز الأصوات وإعلان فوز الحزب الحاكم، كنتيجة طبيعية، تكون البلاد قد بدأت تحدياً جديداً في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
ويرى مراقبون أن "السودان بعد الانتخابات، لن يكون بأي حال هو نفسه قبلها"، في إشارة إلى توقعهم حدوث متغيّرات تطال الحزب الحاكم والمعارضة معاً. مع العلم أن الضغط الدولي بدأ يزداد على الحكومة والمعارضة، للعودة إلى الحوار وتحقيق تسوية سياسية شاملة، تولد بموجبها حكومة انتقالية، تشارك فيها كافة القوى السياسية، بما فيها المعارضة المسلّحة والسلمية، وتُعدّ لانتخابات جديدة.
في المقابل، يرى مراقبون أن "المرحلة المقبلة ستظهر معارضة جديدة وبأساليب جديدة من داخل الأحزاب المعارضة، تحديداً في الفئة الشبابية، وسينعكس ذلك على المشهد السياسي العام". وستواجه الحكومة تحديات تتصل باستباق الاتحاد الأوروبي وقوى غربية عدة نتائج الانتخابات، وإعلانهم عدم اعترافهم بها. وعلمت "العربي الجديد"، أن "بريطانيا تدرس إيقاف مساعدتها للسودان، وإعلان عقوبات اقتصادية أحادية، كما أن التحرّكات داخل الاتحاد الأوروبي تمضي قدماً لاستصدار قرارات أكثر تشدداً تجاه الخرطوم، وتصبّ هذه الخطوات في إطار الضغط على الحكومة فيما يتصل بالحوار".
من جهتها، تؤكد المعارضة السودانية ضرورة انتهاج خيارات جديدة لمواجهة فترة ما بعد الانتخابات، بابتكار أساليب جديدة، لا سيما أن أحلامها في قيادة حوار يفضي إلى تفكيك الحزب الحاكم، بدا مستحيلاً وفقاً لتجربة الحوار السابقة، ما دفعها إلى وضع خطط تصعيدية في المرحلة المقبلة.
ويقول المتحدث الرسمي باسم تحالف المعارضة علي يوسف لـ "العربي الجديد"، إن "المعارضة ستواصل حملة ارحل، التي أسسناها قبل بدء الانتخابات، بعد إخضاعها للتقييم، ومن ثم السير بها عبر العمل الجماهيري المتصاعد، وصولاً للانتفاضة الشعبية التي ظلّت هدفاً للتحالف من أجل إسقاط النظام".
ويؤكد رئيس حركة "الإصلاح الآن" غازي صلاح الدين، أن "خط الحكومة بات واضحاً في تكريسه لسياسة الأمر الواقع واللجوء للتحالفات الإقليمية، بدلاً من الحرص على الحلول الوطنية لحلّ مشاكل البلاد". وأضاف "وضع هذا حدّاً فاصلاً فيما يتعلق بالحوار الوطني، والوصول لصيغة حكم أكثر ازدهاراً". ولفت إلى أن "الفترة المقبلة تتطلّب من المعارضة توحيد خطابها السياسي"، مردفاً "لأنها تبدو منقسمة الآن، والمرحلة السياسية تفرض تحديات جديدة وأسئلة لا بدّ من الإجابة عنها، وأهمها تحديد ما إذا كان الحوار الوطني حقيقياً، وتتوجّب المشاركة فيه، وتحديد الموقف من الحوار ونتائج الانتخابات الحالية والتعامل معها".
وأبدى اعتقاده بأن "الحكومة لن تسهم في حلّ أية مشكلة بل ستسهم في تعقيدها". وأوضح أن "المعارضة مُطالبة بعدم انتظار الحكومة، والمبادرة بمشروع وطني يتوافق عليه الجميع، وتدفع به من خلال عمل سياسي شعبي". وشدد أن "ذلك يُعتبر الحلّ الوحيد لمعالجة أزمات البلاد".
أما "المؤتمر الشعبي" المعارض، بقيادة حسن الترابي، فيحصر خياراته في الدفع بعجلة الحوار، وصولاً إلى تشكيل الحكومة الانتقالية، والاتفاق مع بقية القوى المعارضة على عدم الاعتراف بالانتخابات الحالية. ويقول القيادي في "المؤتمر الشعبي" أبو بكر عبد الرازق، إن "الانتخابات المنتهية لا تعني لنا شيئاً، ونعتبرها ملهاة سياسية أُهدرت فيها الأموال والطاقات لنتيجة معروفة سلفاً". في إشارة لفوز الحزب الحاكم.
وتابع "ما يعنينا هو الحوار الشامل وفقاً للرؤية التي قدمناها للحكومة، والتي تصل إلى حدّ تشكيل الحكومة الانتقالية، وهذا ما سنعكف عليه بعد الانتخابات للوصول إلى النتائج النهائية". وأضاف أنه "إذا نجحنا فسنعلن النتيجة، وفي حال فشلنا فسيكون وقتها لكل حادث حديث.
أما "المؤتمر الوطني" الحاكم، فيؤكد أن "فترة ما بعد الانتخابات ستشهد انطلاقة قوية وفاعلة للحوار الوطني، فضلاً عن المضي قدماً في عملية الإصلاح، التي أعلنها قبل ما يزيد على العام، والتي بدأت بالإطاحة برؤوس النظام الحالي، وما يُطلق عليهم محلياً بصقور النظام، من بينهم النائب الأول لرئيس الجمهورية ومساعدا الرئيس السابقان علي عثمان محمد طه ونافع علي نافع، ولو بدا الأمر إعلامياً أنه تمّ بناء على رغباتهم".
"الوطني" يشكل لجنة لتحليل نتائج الانتخابات ويصف أرقام التصويت بـ"المعقولة"
السودانيون نيوز 20-4-2015
http://www.sudantribune.net
أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، عن تشكيل لجنة فنية لدراسة وتحليل نتائج الانتخابات الاخيرة، وعد الأرقام المعلنة حتى الآن "معقولة" و "كافية" للحزب، وأرجع ضعف الاقتراع الى عدم تنقيح السجل الانتخابي.
وأجريت في السودان منتصف الأسبوع الماضي وعلى مدى أربعة أيام انتخابات عامة لإختيار رئيس جديد، ونواب للمجلس التشريعي على المستويين القومي والولائي، وسط مقاطعة قوى المعارضة السودانية، بينما أحجم غالبية السودانيين عن المشاركة فيها، وخلت العديد من مراكز الاقتراع من الناخبين برغم تمديد الاقتراع لساعة اضافية ويوم آخر.
و قال رئيس مفوضية الانتخابات، مختار الأصم، إن نسبة المصوتين، في المراكز البالغة 11 ألف بكل انحاء السودان وصلت حتى مساء السبت الى 4 ملايين و800 ألف ناخب وذلك من جملة 13 مليون و800 يحق لهم التصويت.
ولا تشمل الاحصائيات التي أوردها رئيس المفوضية أعداد الناخبين خارج السودان الذين بدأوا الانتخاب في عدد من الدول، السبت، حيث فتحت مراكز الاقتراع بسفارات السودان في الرياض والقاهرة ولندن، كما لاتشمل أرقام الناخبين في ولاية الجزيرة التي واجهت مشكلات لوجستية أدت الى تأخير عمليات الاقتراع والفرز ليومين.
وقال رئيس القطاع السياسى بحزب المؤتمر الوطني الحاكم مصطفى عثمان أسماعيل أن حزبه قرر تكوين لجنة لدراسة وتحليل نتائج العملية الانتخابية، واعتبر الأرقام الاولية عن نسب المشاركة التي قال أنها بلغت 42% معقولة وكافية لحزبه.
وأشار لوجود ملايين الأسماء التي لم يتم تنقيحها بالسجل، لموتى، وأشخاص أصبحوا يتبعون لدولة جنوب السودان، وآخرين غيروا مواقع سكنهم، وطلاب تخرجوا من الجامعات، ومعسكرات للجيش انتقلت لمناطق أخرى.
وأضاف أن عدم تنقيح السجل الانتخابي، قاد لانخفاض في نسبة الاقتراع لكنه اعتبر أنها نسبة جيدة مقارنة بالانتخابات العالمية.
وبقول المؤتمر الوطني أن تعداد أنصاره في السودان بأجمعه يصل الى 10 ملايين عضو ملتزم.
وقال اسماعيل فى تصريحات صحفية الأحد، ان الاحزاب التى خاضت العملية الانتخابية ستحصد من الخطوة تجارب مهمة تساعدها في ابراز دور ونشاط كبير مستقبلا.
وحول عدم اعتراف أمريكا والاتحاد الأوروبي بنتائج الانتخابات، قال بانهما لايقدمان اي مساعدة للسودان وانما يفرضان عقوبات وأضاف: "الذى يرغب وياتى مرحباً به والذى يرفض هذا حقه".
الى ذلك قالت بعثة الجامعة العربية لمراقبة اﻻنتخابات العامة في السودان، الأحد، إن الانتخابات "أجريت بشفافية وفقاً للمعايير الدولية".
ودعا رئيس بعثة الجامعة، علاء الزهيري، في مؤتمر صحفي بالخرطوم ، إلى "ضرورة استمرار الحوار الوطني الذي دعا له البشير في يناير2014، بمشاركة الأحزاب السياسية كافة دون إقصاء.
وأضاف الزهيري وهو يشغل منصب رئيس الأمانة العامة لشؤون الانتخابات في الجامعة العربية، أن البعثة نشرت حوالى 40 مراقباً طافت كل ولايات السودان خلال الانتخابات.
وأشار إلى أن فريق المراقبين زاروا ألف مركز كما تابعت عمليات الفرز في 31 مركزا، معتبرا أن الانتخابات "أجريت بشفافية وفقاً للمعايير الدولية".
وقال إن "البعثة لاحظت حدوث أخطاء في توزيع سجلات الناخبين ببعض مراكز الاقتراع"، وأوضح أنها "لم ترصد أي خروقات أمنية خلال أيام الاقتراع جراء الانتشار الكثيف لقوات الأمن في كافة الولايات لتأمين الانتخابات".
مستقلون يقلبون الطاولة على الحزب الحاكم في الانتخابات السودانية
السودانية نيوز 20-4-2015
http://www.sudantribune.net
شكل فوز مرشحين مستقلين علامة فارقة في الانتخابات السودانية التي ظفر فيها منسوبي المؤتمر الوطني الحاكم بأغلب الدوائر، ومن أبرز الدوائر التي اقتلعها المستقلون، الدائرة القومية "1" أبوحمد والدائرة القومية "27" دنقلا، اللتين كانتا تشكلان مركز ثقل تاريخي للإسلاميين.
واحتفل، يوم السبت، أنصار مبارك عباس المرشح المستقل في الدائرة "1" أبوحمد بولاية نهر النيل، بتفوقه الكاسح على مرشح المؤتمر الوطني محمد البرجوب، ونحرت الذبائح وسط حشود كبيرة، تشي بتضعضع شعبية الحزب الحاكم هناك.
ويقول الصحفي محمد عبد الباسط لـ"سودان تربيون" الذي كان شاهد على فصول التنافس الحامي بين عباس والبرجوب، إن فوز الأول يجعله أمام اختبار حقيقي لخدمة أهالي الدائرة في البرلمان القومي، خاصة وأن الناخبين في معقل البرجوب آثروا عباس بأصواتهم.
وشهدت الدائرة "1" أبوحمد تنافس حامي منذ بداية العملية الانتخابية على غير العادة في بقية دوائر المؤتمر الوطني.
وتشير "سودان تربيون" إلى أن هذه الدائرة مقسومة بين قبيلتي الرباطاب وهي قبيلة مبارك عباس، والمناصير قبيلة البرجوب.
ويقول عبد الباسط إن المناصير فضلوا مساندة عباس لجهة أن البرجوب ممثل الدائرة السابق في البرلمان لم يولي قضايا الخدمات المتعلقة بإعادة توطين متأثري سد مروي الاهتمام اللازم.
وكشف والي نهر النيل الفريق الهادي عبد الله، رئيس المؤتمر الوطني بالولاية، للمركز السوداني للخدمات الصحفية، عن تكوين لجنة حزبية برئاسة نائب رئيس الحزب لإدارة حوار مع المستقلين الفائزين بدائرة أبوحمد للتوصل معهم لبرنامج وفاق وطني يمكنهم من قيادة المرحلة القادمة الى جانب الحزب والدولة، قائلاً: "قطعا لن يعمل المستقلين بمفردهم".
وانضم مرشحون مستقلون، الأحد، إلى دائرة الفائزين في سباق الانتخابات العامة، وفقاً لعمليات الفرز المبدئية التي تجري في عدد من الولايات.
وجاء فوز أحد المرشحين المستقلين بالدائرة القومية بمحلية الفشقة بولاية القضارف مفاجئاً، بعدما شهدت الدائرة تنافساً محموماً بينه ومرشح المؤتمر الوطني.
واعتبر مراسل "الشروق" في الولاية، فوز المستقل مبارك النور يعد تحولاً في مفهوم حظوظ المستقلين التي تعتبر ليست كبيرة، وقال "هذا مؤشر له ما بعده".
وفي أبوكرشولا بولاية جنوب كردفان، نقل المركز السوداني للخدمات الصحفية أن مستقلا فاز بالدائرة القومية هناك.
وفي دنقلا بالولاية الشمالية تمكن أيضا المرشح المستقل أبوالقاسم برطم من انتزاع الدائرة القومية "27" من مرشح المؤتمر الوطني بلال عثمان، بعد حملات لافتة نظمت في المنطقة بين المرشحين.
وشهدت مدينة دنقلا، السبت، احتفالات حاشدة لأنصار برطم، الذي عمد إلى مخاطبة بمكبر صوت، حيث وعد المرشح المستقل أنصاره بأن يعمل لصالح جميع أهالي الدائرة.
ويعتبر الصحفي رحاب طه رئيس تحرير صحيفة "الوفاق" أن فوز برطم في هذه الدائرة دليلا على نزاهة وحيدة الانتخابات، فضلا عن أن فوزه أيضا يؤكد مدى التنافس الحقيقي الذي شهدته العملية برمتها.
ويقول طه، إن الدائرة "1" دنقلا، اشتهرت تاريخيا بأنها من حظ الاسلاميين، حيث فاز فيها القيادي الراحل في الجبهة الإسلامية ـ حينها ـ أحمد علي الإمام، في انتخابات العام 1986.
وفي ولاية جنوب دارفور، فقد حزب المؤتمر الوطني ثلاث دوائر برلمانية كانت من نصيب المستقلين، وأعلن رئيس اللجنة العليا العميد "م" سليمان عبد الرحيم، أن عدد الذين أدلوا بأصواتهم في الحصر الأولي بالولاية 336 ألف ناخب من جملة مليون ناخب.
ولم تصل نتائج ثمانية من المراكز والدوائر بسبب رداءة الاتصالات خاصة المناطق الجنوبية للولاية.
وبحسب الرصد الأولي، فإن محلية كتيلا، أضافت فائزين من غير مرشحي المؤتمر الوطني، بعد فوز أبكر التوم آدم عن حزب الاتحادي الديمقراطي في الدائرة الولائية رقم "6"، التي انسحب منها المؤتمر الوطني، بينما فاز مرشح الدائرة القومية رقم "10" محلية برام الهادي حامد بيتو، عن حزب الأمة القيادة الجماعية، وهي الدائرة التي تنازل عنها المؤتمر الوطني.
أما في مدينة نيالا، فقد انتزع مرشح حزب الأمة الفدرالي عمر سليمان آدم، الفوز من منافسيه: مرشح تحرير السودان القومي علي حسين دوسة، ومرشح التحرير والعدالة القومي أحمد بريمة، بعد منافسة شرسة جرت فصولها في محليتي شمال نيالا وبلدية نيالا.
يشار إلى أن الدائرة القومية المتنافس عليها أفرغها حزب المؤتمر الوطني.
وعلى هذا المنوال، فاز أسامة عطا المنان مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل أمين مال اتحاد كرة القدم السوداني، في دائرة وسط نيالا التي تخلى عنها المؤتمر الوطني.
وفي محلية كاس، فاز المرشح المستقل حامد شريف، الذي انتزع الدائرة القومية من مرشح التحرير والعدالة أحمد فضل الوزير بمجلس الوزراء، في حين فاز في دائرة نيالا شرق الولائية إسماعيل عبد الله "أمير الحركة الإسلامية" هناك.
وانتزع المرشح المستقل محمد الطاهر عسيل، الدائرة القومية رقم "7" محلية عد الفرسان، بعد منافسة شرسة مع مرشحي حزب الأمة المتحد، وشباب الحزب الاتحادي الديمقراطي.
وتوالى فوز المستقلين في محلية تلس، حين فاز المرشح المستقل حرازم أحمد المحبوب في الدائرة القومية التي نافسه فيها مرشح الاتحادي الديمقراطي.
أما الولائية، فقد ذهبت إلى فتحي محمد عيسى بويا، عن التحرير والعدالة القومي، ورافقه في دائرة سرقيلا الولائية موسى محمد آدم بحشين، كفائز عن حزب الاتحادي الديمقراطي الأصل.
وشهدت محلية رهيد البردي أول فوز بالتزكية ناله علي محمود محمد وزير المالية السابق عن دائرتها القومية، وكان ذلك قبيل خوض العملية الانتخابية، وفاز بدائرتها الولائية أحمد برشم محمد عن حزب الأمة القيادة الجماعية.
وفي سنجة، احتفل علي يوسف دفع الله، بفوزه على مرشح الاتحادي الديمقراطي المسجل، كمرشح مستقل بالدائرة "21" سنجة الوسطى، كما احتفل المرشح المستقل صلاح أحمد النور بدائرة سنجة القومية المجلس الوطني بفوزه على مرشح حزب الأمة الإصلاح والتنمية.
وأيضاً حصل المرشح المستقل الطيب أحمد على الفوز في مركز حنتوب التكيلات بالجزيرة عن الدوائر الولائية.
تقدم البشير
وأظهرت نتائج أولية غير رسمية، في مراكز انتخابية بأنحاء متفرقة من السودان، اكتساح الرئيس عمر البشير لمنافسيه على مقعد الرئاسة بنسب تقارب أو تزيد عن 90% في بعض المراكز.
وبحسب 10 مراكز أطلع على نتيجتها (غير رسمية لم تعلن بعد) مراسلو الأناضول في الخرطوم، أظهر البشير تقدما على بقية منافسيه، كما سجل مرشحو حزبه (المؤتمر الوطني الحاكم) على مقاعد البرلمان، تقدما على منافسيهم.
وتناوبت كل من فاطمة عبد المحمود رئيس حزب الاتحاد الاشتراكي، وفضل السيد شعيب رئيس حزب الحقيقة الفيدرالي، على المرتبة الثانية في غالبية هذه المراكز ضمن 15 مرشحا آخرين ينافسون البشير.
وفي ولاية جنوب دارفور أفاد مراسل الأناضول أن نسبة التصويت للبشير تخطت 90 % في 5 مراكز أطلع عليها لكن مرشحين مستقلين شكلوا منافسة لمرشحي حزبه لمقاعد البرلمان.
ففي 3 دوائر جغرافية بالولاية هي كاس، وعد الفرسان، وتلس، تقاربت الأصوات بين مرشحين مستقلين ومرشحي الحزب الحاكم لمقاعد البرلمان لكن البشير لم يواجه منافسة تذكر.
ورغم تدني التصويت في ولاية الجزيرة، وسط السودان، إلا أن الرئيس البشير أحرز تقدما كبيرا يزيد أو يقارب 90% من جملة 10 مراكز أطلع على نتيجتها مراسل الأناضول في مدينة مدني عاصمة الولاية.
إلى ذلك أعربت بعثة جامعة الدول العربية لمراقبة الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالسودان عن أملها في انتخاب رئيس جمهورية وفقا لإرادة الشعب وتشكيل برلمان قوي قادر على تحقيق تطلعات الشعب وترسيخ الأمن والاستقرار في ربوع البلاد.
وقال رئيس البعثة السفير علاء الزهيري في بيان قدمه، الأحد، بالمركز الصحفي لمراقبة الانتخابات بقاعة الصداقة، إن الانتخابات السودانية تشكل خطوة مهمة وايجابية في اطار تعزيز المسار الديمقراطي بالسودان.
وأكد الزهيري حرص الجامعة على دعم السودان لتحقيق آمالة وطموحاته في شيوع السلام بالبلاد ودفع عملية التنمية الاقتصادية الى الأمام.
وأشار البيان الى أهمية تواصل الحوار الوطني الشامل في مرحلة لاحقة بعد الانتخابات في اطار يضم كافة القوى والأحزاب السياسية دون إقصاء لأحد وتناول كافة القضايا السودانية بلا استثناء.
المعارضة السودانية: الانتخابات مزورة ولا اعتراف بنتائجها
الجزيرة نت 20-4-2015
http://www.aljazeera.net
أكدت قوى سودانية معارضة، اليوم الأحد، عدم اعترافها بنتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في البلاد الأسبوع الماضي، واصفة إياها بالمزورة.
وقال ممثلون لأحزاب المعارضة، في مؤتمر صحفي بالخرطوم، اليوم، إن الانتخابات "لم تكن إلا محاولة لشرعنة نظام فاقد للشرعية" مشيرين إلى مقاطعة شعبية واسعة واجهت "العملية المزورة برمتها".
وكشفوا عن اعتقال أجهزة الأمن أكثر من ثلاثين ناشطا سياسيا خلال الأسبوع الماضي، مع مضايقات يومية لقادة أحزاب المعارضة "في منازلهم ومقار عملهم".
وقال عضو هيئة قيادة تحالف نداء السودان صديق يوسف إن المعارضة لم تعترف بالانتخابات، ولن تعترف بنتائجها. وأكد أن إصرار النظام (الحكومة) على مسرحية الانتخابات "جعلها معزولة شعبيا".
وأعلن يوسف عن برنامج يتكون من مجموعة نقاط لإسقاط النظام كشف عن بعضها، وتتمثل في مواصلة حملة "ارحل" وقيادة حملة إقليمية ودولية لفضح ممارسات النظام.
حظر جوي
من جهتها، أعلنت عضو هيئة قيادة نداء السودان مريم الصادق المهدي أن المعارضة ستطلب من مجلس الأمن الدولي فرض حظر جوي على بعض الولايات بسبب قصف الطيران الحكومي للمدنيين.
وكشفت المهدي عن موافقة سابقة للجبهة الثورية بوقف الحرب لأجل إغاثة المتضررين بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان "لكن الحكومة تمسكت بمواصلة الحرب".
وحمّلت عضو هيئة قيادة نداء السودان الحكومة نتائج إصرارها على المضي قدما بالحرب والانتخابات معا، وقالت إن على حزب المؤتمر الوطني الحاكم "تحمل مسؤولية عناده كاملة".
وشهد السودان -خلال الأسبوع الماضي- إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية قاطعتها أبرز القوى السياسية وهي حزب الأمة القومي برئاسة الصادق المهدي والمؤتمر الشعبي برئاسة حسن الترابي والحزب الشيوعي السوداني والمؤتمر السوداني، وأحزاب أخرى يمينية ويسارية.
ولم تشهد الانتخابات -وفق مراقبين- إقبالا حيث سجلت بعض مراكز الاقتراع عزوفا كبيرا دفع الحزب الحاكم للتصريح بأن النتيجة لم تكن متوقعة.
ووفق عبد السخي عباس نائب رئيس القطاع السياسي للحزب الحاكم في الخرطوم، فإن الأمر لم يكن متوقعا على الإطلاق.
وأعلن عباس، في تصريحات صحفية أمس السبت، عن توجيه أصدره الحزب لكافة أعضائه لتقييم نتيجة الانتخابات وإخضاعها للتحليل لمعرفة حقيقة ما حدث "وما إذا كان نتيجة لشعور عام من المواطنين أم نتيجة لإخفاق حزبي".


رد مع اقتباس