بالغت يا صديقي عودة
بقلم: تسفي بارئيل،عن هآرتس
المضمونيوجة الكاتب خطابة الى رئيس القائمة المشتركة ايمن عودة طالباً منه ان ينسى الفلسطينيون حلم العودة الى فلسطين فلا مجال لضحيتين في ارض واحدة )
يا زميلي عودة بشارات، ليس هكذا يجري الحديث مع اليهود. ولا سيما أنت. فأنت كاتب تنال التقدير، تكتب بالعبرية بنبرة صهيونية. وانت تعتبر في نظرنا مثالا على اللاجيء الذي تدبر أمره في الحياة. بفضلنا بالطبع. إذ انظر ماذا كان سيحصل لك لو انك فررت إلى اليرموك.
إذن لماذا لا تتعلم منا، عليك منذ الان أن تعرف بانه في دولة اللاجئين اليهود توجد مراتبية. اللاجئون اليهود يفوقون اللاجئين العرب. بين اللاجئين اليهود يفضل لاجئو اوروبا على لاجئي الدول العربية، «الشرقيين». وفي ترتيب اللاجئين «الشرقيين» يوجد فارق كبير بين لاجئي العراق ولاجئي مراكش. الاوائل جلبوا معهم «ثقافة»، تعلموا في إيلياس في بغداد وأصبحوا مدققي حسابات ومصرفيين. اما الاخيرون فملأوا السجون. في اوساط لاجئين اوروبا يوجد خط فصل بين لاجئين جدد من روسيا ولاجئين قدامى من بولندا، وبينهم وبين لاجئي رومانيا. في اسفل القائمة، قائمة الانتظار كما ينبغي أن تسمى، يوجد لاجئو أثيوبيا. هكذا هو الحال في مملكة اللاجئين. وفجأة تأتي انت لتهدد بضعضعة هذه المراتبية. فجأة يصبح لاجئو اليرموك نبلاء اللاجئين. الاوائل في الطابور. فهل حللت مشكلة لاجئي اقرث وبرعم؟ وهل نجحت في أن تعود إلى قرية مولدك معلول؟
مشكلتكم، يا عودة، هي انه من بين كل اللاجئين انتم فقط تريدون العودة إلى الوطن. انتم فقط تتجولون مع المفاتيح الكبيرة لبيوتكم، تحلمون بالايام البعيدة التي كان فيها اليهود والعرب يعيشون بسكينة وطمأنينة. بسببكم لا يوجد سلام. إذ في خيالنا نحن نرى «جموع اللاجئين يتدفقون بالباصات. نحن نريد ان تتعهدوا بان تنسوا هذا الحلم، ان تمحوا «النكبة» من القاموس، وان يبدأ تاريخكم في 1949، والاهم، ان تستوعبوا ان لسنا نحن المذنبين بمشاكلكم.
وبالفعل، في توجهك المرير، فانك تكتفي بالقليل. انت لا تقترح على إسرائيل أن تحل مشكلة اللاجئين. فحتى لهذه الهذيانات توجد حدود. انت تكتفي بالتوجه إلى الجانب الانساني في اللاجئين اليهود، تحاول ان تعزف على وتر اخوة اللاجئين، كي تنقذ لاجئي اليرموك. خطأ. اللجوء اليهودي لا يجد أي شيء مشترك مع اللجوء الفلسطيني.
والاسوأ من ذلك. بين فئتي اللاجئين تدور لعبة مبلغها الصفر. من يرأف باللاجئين الفلسطينيين ينزع من نصيب ولائه للصهيونية. من يوافق على الاعتراف بان لإسرائيل ايضا نصيبا في مأساتهم، لا يمكنه ان يعتب وطنيا. انظر هي هلع زرعت في اوساط المعقبين الذين ردوا على مقالك. سور منيع من اللاجئين وابناء اللاجئين نشأ ليحمي نفسه من كل مظاهر الرأفة. ليس لانهم اناس سيئون. فلا بد أن بعضهم مستعد لان يطير فورا ليساعد البائسين الذين تضرروا في هزة أرضية في تشيلي أو في اليابان. ولعل آخرون يتبرعون لرياض اطفال طالبي اللجوء. ولكن المساعدة للاجئين الفلسطينيين ليس موضوعا للانسانية أو الرأفة. إذ في نظرهم/نظرنا خط مباشر وقصير يربط بين الاعتراف بالمعاناة الفلسطينية وبين الاعتراف بمسؤوليتنا. هذا هو المنحدر السلس الذي من شأنه أن يدمر اسس الرواية الصهيونية، عدالة الطريق واحتكار الاحساس بالضحية. في المنافسة على هذا الاحتكار محظور التنازل، إذ لا مجال لضحيتين في دولة اللاجئين. هذا هو إما أنتم أو نحن. إذن لا سمحت، يا عودة، بصفتك لاجئا فلسطينيا مسيحيا، اقلية في داخل اقلية في داخل اقلية، لا تعلمنا ما هي الرأفة ولا تبحث عنها في أزقتنا. هذه أقاويل مناسبة للفلسطينيين الذين يريدون ان يروا فناء إسرائيل. أما اللاجئون في اليرموك فتعنى بهم الامم المتحدة. هذه مشكلة دولية، ليست إسرائيلية، ليست صهيونية وبالتأكيد ليست يهودي. وبشكل عام، هم المذنبون..
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
إلى المعارضة
عملية تشكيل الحكومة تتأرجح وعلى هرتسوغ التوجه إلى المعارضة
بقلم: نوريت كنتي،عن معاريف
المضمونيتناول الكاتب ان فوز الليكود في الانتخابات خلق الانطباع وكأن الحكومة القادمة في جيب نتنياهو. حتى لو كان هذا هو الوضع فان العملية ما زالت تتخبط، ليس فقط بسبب المطالب المبالغ فيها «للشركاء الطبيعيين» ومحاولات الخروج من هذا المأزق أو ذاك. )
في الوقت الذي تتخبط فيه عملية تشكيل الحكومة فان على هرتسوغ الاعلان أنه متوجه إلى المعارضة. وهو بذلك يحرك من جديد عجلات الدولة ويقود إلى اعادة الاستعداد لحزب العمل
فوز الليكود في الانتخابات خلق الانطباع وكأن الحكومة القادمة في جيب نتنياهو. حتى لو كان هذا هو الوضع فان العملية ما زالت تتخبط، ليس فقط بسبب المطالب المبالغ فيها «للشركاء الطبيعيين» ومحاولات الخروج من هذا المأزق أو ذاك.
يبدو أن هذا التخبط جاء من اجل اعطاء اشارات لشركاء الليكود بأن هناك بدائل (أي المعسكر الصهيوني أو حتى يوجد مستقبل)، أو اعطاء اشارات للبدائل الاخرى بأنها ما زالت في الحسبان. ولكن في السياسة كما في السياسة فان أحدا لا يأخذ الجمهور في الاعتبار. منذ أشهر والدولة عالقة. موظفون في جهاز الخدمة العامة يديرون وزاراتهم على نار هادئة، الاصلاحات عالقة، الميزانية متأخرة ـ فقط اجهزة الطرد المركزي مستمرة في الدوران. لدينا وقت.
وكأن المزارعين في العربة غير منهارين ولا ينتظرون وزير زراعة يجلس في مكتبه، وكأن الطلاب في إسرائيل لا يواصلون الخروج إلى اجازاتهم الطويلة والعودة إلى صفوف مكتظة جدا، وكأنهم في الشرطة لا ينتظرون تعيين مفتش عام جديد ليصلح هذه المؤسسة المضروبة، وكأن البحر الميت لا يواصل جفافه وغيرها من المشكلات المختلفة.
الآن واضح أن مشروع القانون الاول الواجب وضعه على طاولة الكنيست عند عودتها من عطلتها (لقد عمل اعضاء الكنيست كثيرا جدا من اجل انتخابهم والآن يستحقون الراحة على حسابنا)، مشروع القانون هو تقصير الفترة المعطاة لرئيس الحكومة لتشكيل الحكومة. اذا لم يكن هناك وقت لاطالته فانهم سيقومون بلعب لعبة الوزارات حسب قواعد مختلفة تماما. يجب عدم القلق، الحكومة ستُشكل. يمكن تقصير هذا الامر إلى اسبوعين.
ولكن إلى حين عودة اعضاء الكنيست اليها يستطيع اسحق هرتسوغ انهاء الصمغ غير المسؤول هذا لتركيب الحكومة. ليس فقط من خلال تحمله مسؤولية مصير الدولة ولكن بسبب الاعتراف بحسم الناخب. عليه الخروج إلى الجمهور والقول له بصورة واضحة لا لبس فيها إنه لن تُشكل حكومة وحدة وطنية. في تقييم أولي يبدو أن اغلبية الناخبين للكنيست العشرين غير معنيين بحكومة وحدة. فماذا يوجد لحزب العمل في حكومة نتنياهو؟.
لقد ثبت مرارا وتكرارا أنه في الوقت الذي زين فيه ممثلوه اسم الحكومة في العالم فانهم لم ينجحوا في دفع عملية سياسية أو إحداث ثورات مدنية. ولم يحصلوا من الحكومة على انجازات، باستثناء الحقائب الوزارية، على شيء. ايضا من اجل الوصول إلى الحكم عن طريق الانتخاب لم ينجحوا بعد جلوسهم المطول في الحكومة. مرات قليلة جدا نجح حزب العمل في الفوز في الانتخابات منذ الانقلاب، وكان ذلك دائما من خلال وجوده في المعارضة.
اذا قام اسحق هرتسوغ بضم حزب العمل إلى الائتلاف فانه سيؤدي ثانية إلى انفصاله عن قيمه وأهدافه بدلا من القيام بالمراجعة واعادة اعداد الحزب من جديد ليكون مركز الثقل في الكتلة. حينها سيشبه حزب العمل ثانية من يزحف على ركبتيه مقابل الحقائب الوزارية، وسيتحول من نباتي إلى حيواني تحت غطاء الوحدة والحالة الطارئة، في حين أنه لا توجد طواريء في الأفق. كل ذلك بدون الحديث عن نتنياهو والليكود الذين حذروا من بوجي ومن هذا اليسار الذين سيتنازلون فورا وسريعا عن القدس ويفتحوا البوابة لداعش وباقي الأعداء اللدودين.
بشكل عام سيكون ذلك مضحكا اذا سقط اولئك من «فقط ليس هو» في أحضان «فقط ليس هم». لقد حان الوقت لأن يتمسك هؤلاء واولئك بما أعلنوا عنه في الانتخابات ويخدموا الجمهور الذي انتخبهم على أساس هذه التعهدات. بدلا من الصمت المدوي في الآونة الاخيرة من جانب زعماء المعسكر الصهيوني، وبدلا من الاجابات الضبابية التي تقول «لم يتصلوا، واذا اتصلوا سنحضر، واذا حضرنا فلن ننجح في الوصول إلى اتفاق».
على هرتسوغ الاعلان بدون تردد وبدون وضع كلمات تحفظ يستطيع على ظهرها التسحب إلى الحكومة، أن وجهته هي المعارضة، من خلال قيامه بذلك يوضح جيدا كيف ستُشكل الحكومة، سيُقرب تشكيلها وسيُسرع تحريك عجلات الدولة. وفي طريقه إلى ذلك فانه يقدم خدمة حيوية لحزب العمل الذي يحتاج إلى التفكير بمسار جديد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
فظائع الكارثة موجودة في التفاصيل
من الواجب أن تعرف الأجيال القادمة عمق المأساة وكم كان سهلاً قتل اليهودي
بقلم: سمداربات آدام،عن إسرائيل اليوم
المضمونيتناول الكاتب تفاصيل و ارقام حول محرقة الهولوكوست التي تمت من قبل النظام النزي ضد اليهود في المانيا ويطالب بتدريس تلك المعاناه للطلاب كي لا تصبح مجرد ذكرى)
اليوم لن تظهر شوشانا تصديكوف أمام طلاب المدرسة الثانوية القريبة من بيتها في رعنانا. فهي لن تقف أمام الشبان الذين كانت في جيلهم عندما رجوها وهم يصرخون «أراوس» (قردة) عندما أخرجوها من بيتها. «حملوا كل الشباب، شباب تماما في عمر 12 و16…». هكذا اعتادت أن تقص في كل سنة على التلاميذ الصامتين. هي لن تقص بعد اليوم كيف أنها حتى اليوم تسمع أمها تصرخ عليها «حافظي على سابينا»، أختها الصغيرة إبنة الـ 12 سنة. لكنها في يوم واحد تعلمت أن الحياة الجديدة تتراوح بين «أوغلنك» ـ القسم الذي حشروهم فيه ـ و»البرتست» ـ الطبقات الخشبية التي ينامون عليها باكتظاظ، «أبل» ـ ضابط العدد الذي من خلاله يرسلونك «لينكس» ـ إلى اليسار أو «ريخس» ـ إلى اليمين. وكيف نجحت في البقاء حية مع سابينا واجتيازها معسكر العمل حتى الموت، سكريزسكو كمينا، مع قطعة خبز يوميا، حيث يُقسم كل رغيف خبز على عشرة أفواه جائعة.
في مصنع لاعداد الذخيرة في سكريزسكو عاملوا الناس تقريبا كما نعامل أكياس النايلون التي ترمى لاعادة التدوير. عمل لا ينتهي بمواد قاتلة. من يضعف يُرسل إلى «وورك سي» حيث يعملون هناك بمسحوق «إكرين» الذي يقلص أيام حياتك إلى ثلاثة اشهر من المتاعب على الاكثر، التي خلالها تتحول إلى مخلوق شعره الخفيف محمر أو مخضر ووجهه واظافره صفراء والجسم يتعفن وهو حي.
سكريزسكو كمينا هو قصة اخرى للكارثة الفظيعة من بين سلسلة إبادة الشعب اليهودي، من انتاج النظام النازي وبتعاون حماسي لشعوب كثيرة مثل اوكرانيا (900 ألف)، ليطا (200 ألف)، هنغاريا (570 ألف)، رومانيا (287 ألف) وكما هو معروف بولونيا (3 ملايين).
لزاما علينا أن نعود ونقص قصته بتفاصيلها، وكذلك ايضا قصص المعسكرات الاخرى وقصص مبادرات القتل المحلية التي أدت إلى حرق مئات يهود هذه القرية أو تلك في هذا الكنيس أو في ذاك المخزن. ولزاما علينا أن نعرف نحن والاجيال القادمة بعدنا عمق الكارثة والقسوة وكذلك البساطة غير المحتملة لقتل اليهودي. ومن الواجب أن نعرف أن الذوبان في داخلهم لم يفد، وايضا لم يُفد التماهي المطلق مع الدولة، حتى الخدمة العسكرية في الجبهة بدافع الوطنية في الحرب السابقة لم ينقذ المقاتلين المعتزين.
من المهم أن نتعلم ونورث أدق التفاصيل وخاصة اليوم، حيث من جانب يوجد من يحولون المانيا إلى «ميلكي» أرخص وشفارتسفالد إلى موقع يعرض ثلاث طرق للسياحة، بدون أي كلمة عن الكارثة. ومن جانب آخر هناك من بيننا من يدافعون ويستخفون بمن ترتبط هذه القصة بروحه، وهو ينظر بتروٍ إلى العالم ويكشف وجوه اولئك الذين يريدون إبادتنا.
شوشانا تصديكوف التي عرفت كيف تنقل قصة مكونة من حقائق تاريخية وتقنية إلى جانب المشاعر والاحاسيس والافكار، لن تقف بعد أمام التلاميذ كشاهد حي على بطولة الصمود أمام الوحوش وجهاز الابادة. بطريقتها كانت مصممة على ألا تُمكن من استخدام الحديث عن الكارثة كقاعدة للنقاش في «إبادة الآخر». إن من يقوم ولو بجزء بسيط من المقارنة، قالت بغضب، يدفننا ثانية ويمنح نصرا للأعداء.
قبل حوالي شهرين توفيت. كل 45 دقيقة يموت ناجٍ من الكارثة. أكثر من ألف ناجٍ من الكارثة يموتوا في كل شهر. الصورة الكاملة تتكون من تفاصيلها الدقيقة، من واجبنا التعمق في التفاصيل والنضال ضد محاولة المقارنة. لتكن ذكراها وذكراهم مباركة.
ولكن المساعدة للاجئين الفلسطينيين ليس موضوعا للانسانية أو الرأفة. إذ في نظرهم/نظرنا خط مباشر وقصير يربط بين الاعتراف بالمعاناة الفلسطينية وبين الاعتراف بمسؤوليتنا. هذا هو المنحدر السلس الذي من شأنه أن يدمر اسس الرواية الصهيونية، عدالة الطريق واحتكار الاحساس بالضحية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
اعتراف إيران بحق إسرائيل بالوجود
من الواضح أن الادارة الأمريكية سترى محاولة إسرائيل لوضع العصا في دواليب المفاوضات النووية
بقلم: افرايم قام،عن نظرة عليا
المضمونيرى الكاتب انه من الواضح ان الادارة الامريكية سترى محاولة اضافية من جانب حكومة إسرائيل لوضع العصا في دواليب المفاوضات مع ايران ، وانه ما زال من الممكن ان يلاقي المطلب الإسرائيلي قبولا من قبل الكثيرين الذين يرونه منطقيا وعادلا )
في اعقاب بلورة اعلان المبادئ للاتفاق بخصوص البرنامج النووي الإيراني، والذي تم تحقيقه بين حكومات الدول الغربية الكبرى الست وبين إيران في بداية شهر نيسان 2015، اعلنت حكومة إسرائيل انها تطالب، ان يتضمن الاتفاق النهائي مع إيران اعترافا من جانب إيران بحق الوجود لدولة إسرائيل. سارع الرئيس اوباما لرفض المطالبة. ووفقا لاقواله فإن الشرط الذي تعرضه إسرائيل ينبع من حسابات خاطئة، وهو يشبه المطالبة بأن لا يتم التوقيع على اتفاق مع إيران، في حال عدم حدوث تغيير جوهري شامل على النظام الإيراني.
من المنطقي الافتراض، انه لو كان اوباما يعتقد ان هناك احتمال لقبول إيران لهذه المطالبة، لكان قد تبناها، وطلب من إيران الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، كجزء من الصفقة النووية. الاعتراف الإيراني بهذا الحق كان ستعني للحكومة انجاز هام لان من شأنه ان يهدئ من المخاوف الإسرائيلية من التسلح النووي الإيراني ويقلص الانتقاد الإسرائيلي للاتفاق، ويدلل على ان تغييرا حقيقيا قد حصل على الموقف الإيراني ـ ليس فقط بالنسبة للموضوع النووي، كما ويعرض ردا جزئيا على الانتقادات الداخلية في الكونغرس الأمريكي ووسائل الاعلام الأمريكية حول سلوك الادارةالأمريكية في المباحثات النووية وضد الاتفاق المتبلور.
الا ان، اوباما من جانبه لا يرى اي احتمال في ان تقبل إيران الطلب الإسرائيلي ويخشى من ان طرح هذا الموضوع على جدول الاعمال للمباحثات النووية من شأنه ان يشوشها ويلحق ضررا كبيرا في الامكانية الكبيرة التي تلوح لبلورة اتفاق نهائي. بذلك تكون الادارة الأمريكية قد وافقت مرة ثانية على الموقف الإيراني، اي ان على المباحثات النووية ان تتركز في الموضوع النووي والعقوبات المفروضة على النظام الإيراني فقط، خوفا من ان توسيع إطار المباحثات سيؤدي إلى فشلها. لهذا السبب تنازلت الادارة الأمريكية عن المطلب الاول الذي تضمن ان تشمل المفاوضات مسألة الصواريخ البالستية الموجودة لدى إيران بعد ان اصرت هذه الاخيرة على عدم الخوض بهذا الموضوع، لان من شأن ذلك ان يمس بأمنها القومي. ولهذا السبب ايضا امتنعت الادارة من التوجه إلى إيران خلال المفاوضات حول موضوع المساعدات العسكرية التي تقدمها للحوثيين في اليمن، لادعائها ان طرح المسألة سوف يضيف المزيد من المصاعب امام المحادثات النووية، والتي تعاني مما يكفي من الصعاب والتعقيدات، ولنفس السبب امتنعت الادارة الأمريكية عن طرح مسألة حقوق الانسان في إيران وكذلك موضوع تدخل إيران العميق بالارهاب في الشرق الاوسط وعلى الساحة الدولية. من الواضح ان إيران رفضت البحث بهذه المواضيع لانها كانت ستطالب بتقديم تنازلات فيها، وان اصرارها على عدم التعاطي معها نبع من تقديرها ان الادارة سوف تتراجع عن مطالبتها بها، كي لا تخلق المزيد من التوتر حول طاولة المفاوضات او تشويشها.
من المنطقي الافتراض، ان المطالبة الأمريكية بأن تعترف إيران بحق إسرائيل في الوجود في إطار المفاوضات حول الموضوع النووي كانت ستواجه برفض إيراني مطلق، وقبل كل شئ من قبل المرشد الاعلى خامينائي بشكل شخصي. النظرة السلبية والكراهية التي يكنها النظام الإيراني تجاه إسرائيل، تم تأسيسها من قبل الزعيم الروحي للثورة الإيرانية، الخميني، حتى قبل وصوله للسلطة، وتم اتخاذها كعنصر اساسي في رؤيه النظام الإسلامي الاصولي المتطرف. ومن وجهة نظر قادة النظام الإيراني، وكما تم عرضها من خلال تفوهات خامينائي والرئيس السابق احمدي نجاد، فإنه ليس لإسرائيل اي حق بالوجود ككيان سياسي، لان اليهودية ليس إطار قومي، بل ديني فقط.
ان رفض حق إسرائيل بالوجود هو مبرر برأي الزعماء الإيرانيين، لان قيامها ووجودها مرتبط بظلم ثلاثي لا يطاق من وجهة نظرهم: القمع الذي تمارسه إسرائيل ضد ملايين المسلمين تحت سيطرتها، سلب الحقوق المشروعة للفلسطينيين بإقامة دولتهم على كامل الاراضي الفلسطينية، السيطرة الإسرائيلية على الاراضي المقدسة للمسلمين وخاصة القدس. ومن هنا يأتي واجب المسلمين بالعمل على تحرير اراضي المسلمين بواسطة الحرب وليس عن طريق تسوية سياسية، المرفوضة كليا. حسب الخميني، الاعتراف بإسرائيل مرفوض ايضا لان الدولة اقيمت من قبل الامبريالية الغربية كجسم غريب في قلب العالم الإسلامي، من اجل فصله وإضعافه ولتسهيل عملية استغلال بلاد المسلمين. ومن وجهة نظره، فإنه لا يوجد مجال للتسوية او التنازلات في الصراع مع إسرائيل، لانه صراع بين قوى العدل والايمان وبين قوى البغي والكفر. لذا فإن القضاء على إسرائيل وتحرير القدس هما جزء لا ينفصل من النصر النهائي للحركة الإسلامية، وهي تنبع من المبادئ الاساسية للثورة الإيرانية وللإسلام. وان الاعتراف بإسرائيل من شأنه ان يزعزع احد الدعائم التي يقوم عليها النظام في إيران.
وحتى لو كانت مسألة رفض وجود إسرائيل، هي عنصر اساسي من وجهة نظر النظام الإيراني، وعلى الاقل الجناح المتطرف فيه، الذي يقوده، فإن تفسير الامر لا يعني بالتأكيد انه لا يمكن عمل شئ بهذا الخصوص. الا انه لا يمكن الافتراض ان القيادة الإيرانية الحالية ستوافق على حق إسرائيل بالوجود، ولكن لا يمكن ان نستبعد نهائيا إمكانية تحقيق تفاهم صامت في المستقبل بين الادارة الأمريكية وبينها، يتم بموجبه توقف القادة الإيرانيين عن الحديث عن إبادة إسرائيل ونكران المحرقة. على اية حال، فإن الرئيس الإيراني نفسه امتنع منذ انتخابه عن نكران المحرقة. من خلال فهمه ان سلفه احد نجاد قد اخطأ بقيامه بذلك. ولكن ربما تكون هذه رؤية للمستقبل وعلى اية حال فإنه من الممكن ان تكون الادارة الامريكية رفضت طرح الفكرة لحين يتم الاتفاق النهائي بخصوص ذلك. وفي نظرة اكثر بعدا، في حال ادت المفاوضات إلى اتفاق نهائي مما سيؤدي إلى اجواء مريحة اكثر بين الادارة الأمريكية وإيران، وربما ايضا حوار اوسع بينهما حول بعض المواضيع المدنية الاضافية ـ كما يأمل اوباما ـ يبدو ان الادارة الأمريكية ستجد الفرصة لطرح موضوع الاعتراف من جانب إيران بحق إسرائيل بالوجود. وبنظرة بعيدة اكثر، فإن التغيير في علاقات إيران مع إسرائيل قد يحدث عندما يحدث تغييرا في طبيعة النظام الإيراني – إمكانية ممكنة الا انها لا تلوح في الافق القريب.
على الرغم من الاستنتاج التحليلي هو، ان الظروف الحالية، قبل توقيع الاتفاق النهائي، ان الادارة الأمريكية لا تعتزم طرح مسألة المطالبة بإعتراف إيران بحق إسرائيل بالوجود، الا ان الامر لا يعني انه لن يكون هناك مكان لطرحها من قبل الحكومة الإسرائيلية. بل بالعكس، فإن التفسير السليم يقول بل يجب ان يؤكد على ان سعي النظام الاصولي المتطرف في إيران ودعوته العلنية للقضاء على إسرائيل ووجود السلاح النووي بين يديه ـ ان تحقيقه سيخلق تهديدا خطيرا لامن إسرائيل. التأكيد على هذا السعي من الممكن ان يخلق تفهما لمطلب إسرائيل والربط بين المسألة النووية والاعتراف من جانب إيران بحق إسرائيل بالوجود. حتى ولو رفض الرئيس اوباما نهائيا هذا المطلب ـ يبدو انه تخوفا من فرض ضغوطات داخلية عليه ـ فإنه يمكن قبولها من قبل عدد لا بأس به من اعضاء الكونغرس، ومن وسائل الاعلام، ومن الجمهور الأمريكي ويجعل من الصعب على الادارة ان ترفض المطلب. من الواضح ان الادارة سترى بذلك محاولة اضافية من جانب حكومة إسرائيل لوضع العصا في دواليب المفاوضات وتصعيب إمكانية التوصل إلى اتفاق، وانه ما زال من الممكن ان يلاقي المطلب الإسرائيلي قبولا من قبل الكثيرين الذين يرونه منطقيا وعادلا..
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ


يوجة الكاتب خطابة الى رئيس القائمة المشتركة ايمن عودة طالباً منه ان ينسى الفلسطينيون حلم العودة الى فلسطين فلا مجال لضحيتين في ارض واحدة )
رد مع اقتباس