معنى المقاطعة الفلسطينية
عدم تحويل الأموال للفلسطينيين واستمرار مشروع المستوطنات يهدد إسرائيل وجوديا
بقلم:عيران سيسون،عن هآرتس
المضمونيتحدث الكاتب عن حركة المقاطعة bds ،ويزعم الكاتب ان هذه الحركة يمكن ان تعود بالسلب على المجتمع الفلسطيني،وذلك لان العاملين من الفلسطينيين في مصانع اسرائيلية سيصبحون بلا عمل،كما يشير الكاتب الى تنامي فكرة رفض حل الدولة الواحدة من قبل الفلسطينيين وذلك لان الدولة الفلسطينية في الضفة غير قابلة للحياة بسبب الاستيطان)
في أعقاب تصريحات رئيس الوزراء عن تنكره لتأييد اقامة دولة فلسطينية، أعلن البيت الابيض بانه سيراجع موقفه من المسيرة السياسية والفلسطينيين يهددون مرة اخرى بقطع التنسيق الامني مع إسرائيل. ومنذ ما قبل الانتخابات، بعد توجه محمود عباس (ابو مازن) إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، قررت إسرائيل تجميد تحويل أموال الضرائب إلى السلطة الفلسطينية رغم الخوف من أن يمس الامر باستقرار السلطة. وردا على ذلك قرر الفلسطينيون مقاطعة ست شركات غذاء إسرائيلية.
ظاهرا، لا ينبغي أن نعزو اهمية خاصة لهذا القرار. فقد تبنت السلطة الفلسطينية قرارا بمقاطعة المنتجات والخدمات من الموردين الإسرائيليين من المناطق منذ العام 2008. ولكن خليط سلسلة الاحداث هذه مع التصريحات الاخيرة لبنيامين نتنياهو بالنسبة لاقامة دولة فلسطينية من شأنه أن يؤدي بنا إلى نقطة لا عودة تاريخية في كل ما يتعلق بقدرة إسرائيل على ابقاء نموذج الدولة اليهودية والديمقراطية.
لقد تبنى زعماء حركة bds، التي تقود الحملة الداعية إلى فرض مقاطعة دولية على إسرائيل، تبنت بسرور القرار الفلسطيني بمقاطعة الشركات الإسرائيلية العامة في حدود الخط الاخضر ايضا. بل ان بعضهم اعرب عن رضاه من اعادة انتخاب نتنياهو بدعوى أن هكذا «انكشف الوجه الحقيقي» لإسرائيل.
وتشكل bds مظلة تتجمع تحتها هيئات ومنظمات متطرفة مناهضة لإسرائيل تعمل في الغرب، وتتطلع إلى تصوير إسرائيل كدولة ابرتهايد. وقد تبنت الحركة لغة ليبرالية من اجل الدفع إلى الامام بالمقاطعة الاقتصادية، الاكاديمية والثقافية على إسرائيل. واحد اهدافها المعلنة هو تحقيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهو الرمز السري لالغاء إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. يتباهى زعماء bds في أنهم يوفرون أرضية واسعة للغاية للاحتجاج الاجتماعي في الضفة وفي قطاع غزة. غير أن الاغلبية الساحقة من الفلسطينيين في الضفة لم يؤيدوا حتى الان هذه الحركة أو فكرة المقاطعة الشاملة. وعملت الحركة بدون اسناد بل واحيانا بخلاف ارادة السلطة. عمر البرغوثي، الذي يعتبر مؤسسا للحركة، وان كان فلسطينيا في أصله، إلا ان في bds لا يوجد سوى كمية قليلة من الزعماء والنشطاء الفلسطينيين. معظم المنظمات الفلسطينية التي تعرض نفسها كمؤيدة للحركة في موقعها على الانترنت، هي محافل وهمية لا تعمل الا «في فقاعة رام الله». ولهذا فلم تنجح bds في تنظيم أي مظاهرة علنية بمشاركة أكثر من بضع مئات في الضفة وفي القطاع. وكان معظم المشاركين في هذه الاحداث هم نشطاء اوروبيون.
عندما قاد رئيس الوزراء الفلسطيني في 2008، سلام فياض، المقاطعة للمنتجات الإسرائيلية، ميز بين المقاطعة العامة ـ كتلك التي تدعو bdsالى فرضها، وبين مقاطعة المنتجات من المناطق. كما أن رئيس السلطة الفلسطينية عباس، رد في السنة الماضية في مناسبتين على الاقل الدعوة للمقاطعة العامة لإسرائيل. ويعود أحد اسباب نقص شعبية الدعوة للمقاطعة إلى أن الكثيرين في الضفة يفهمون بأن الامر من شأنه ان يلحق ضررا بالاقتصاد الفلسطيني. يعمل 12 ألف فلسطيني في شركات إسرائيلية في الضفة ويعيلون اكثر من 70 ألف فلسطيني. وفي حالة واحدة على الاقل هذه السنة أدى نقل مصنع إسرائيلي من الضفة إلى الاراضي الإسرائيلية في أعقاب حملة دولية إلى اقالة مئات الفلسطينيين. ولا تأبه bdsبمصير هؤلاء العمال الفلسطينيين، الذين يتلقون أجرا عاليا وشروطا اجتماعية محسنة مقارنة بما هو دارج في المشاريع الفلسطينية.
وكما قال اسحق رابين في حينه عن غزة، فان معظم الفلسطينيين كان يسرهم لو أن إسرائيل «غرقت في البحر». ومع ذلك، حتى الان قبل معظمهم إسرائيل كحقيقة قائمة وهم مستعدون لان يقبلوا فكرة الدولتين. بعض من زعماء الحركة، مثل عمر البرغوثي، يرفضون تماما فكرة الدولتين بل وأعربوا عن معارضة علنية لمبادرة عباس الحصول على اعتراف بدولة فلسطينية في الامم المتحدة.
تتعاظم في الفترة الاخيرة الدعوات، حتى في محيط عباس القريب، لحل السلطة. وهذه الدعوات، التي من شأنها أن تتعاظم في اعقاب الانتخابات وتصريحات نتنياهو، هي نتيجة فهم ينتشر في اوساط الفلسطينيين بان دولة فلسطينية في مناطق الضفة لن تكون قابلة للعيش، بسبب التوزيع الجغرافي للمستوطنات والسيطرة الإسرائيلية في غلاف الضفة. ويساهم في هذا الميل ايضا الاختناق الاقتصادي الذي يعود أصله إلى القرار الإسرائيلي بعدم تحويل الاموال إلى السلطة، وعدم رغبة نتنياهو السماح باقامة دولة فلسطينية. ولهذا فان العديد من الفلسطينيين يدعون إلى وقف الخطوات لانهاء الاحتلال وقيادة مقاطعة عامة على إسرائيل إلى أن ينبذها العالم.
ان كيانا سياسيا فلسطينيا قابلا للعيش هو كيان حيوي لمواصلة وجود دولة يهودية وديمقراطية. وتصريحات نتنياهو، وعدم تحويل الاموال للفلسطينيين، واستمرار مشروع المستوطنات يهدد إسرائيل وجوديا. ان القرار المبدئي الذي اتخذه م.ت.ف في شهر آذار، لوقف التنسيق الامني مع إسرائيل، والتبني الرسمي للمقاطعة العامة عليها من شأنه ان يبشر بتغيير في الموقف الفلسطيني من مبدأ الدولتين والانتقال إلى المطلب لاقامة دولة واحدة في كل اراضي «فلسطين التاريخية». قد تكون تصريحات نتنياهو أدت بنا إلى الانتقال إلى نقطة اللاعودة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
معضلة نتنياهو
قرار بيبي في اختيار هرتسوغ أم بينيت سيوضح طبيعة حكمه في الولاية التالية
بقلم:الوف بن،عن هآرتس
المضمونيحاول الكاتب أن يقارن بين توجه نتنياهو لحكومة يمين واصوليين بمشاركة البيت اليهودي، او حكومة وسط واصوليين بمشاركة المعسكر الصهيوني ، ويحاول ان يطرح تبعات تشكيل أي من هذه الحكومات)
يلمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بانه لا يزال لم يقرر كيف سيشكل حكومته الرابعة. امامه خياران: حكومة يمين واصوليين بمشاركة البيت اليهودي، او حكومة وسط واصوليين بمشاركة المعسكر الصهيوني. حكومة مع نفتالي بينيت أو مع اسحق هرتسوغ.
«حكومة بينيت» يمكنها أن تجسد حلم نتنياهو القديم، تحطيم «النخب القديمة» وتخليد حكم اليمين. «قانون القومية» سيجاز بسرعة. المحكمة العليا تصبح فرعا لمركز الليكود، بروح اقتراحات النائب يريف لفين لتغيير طريقة تعيين القضاة، ومطالب البيت اليهودي لاضعاف قوة المحكمة وقدرتها على التدخل في تشريعات الكنيست.
جمعيات اليسار ومنظمات حقوق الانسان ستواجه مصاعب متزايد في تجنيد الاموال إن لم يكن في العمل بشكل عام. التقدم في الاكاديمية، الدعم للثقافة ومنح جواز إسرائيل سيشترط باعلان الولاء للصهيونية. القناة 10 ستسود او تطهر. والصحفيون النقديون تجاه الحكم سيطردون من القناة 2 ومن القناة 1 ومن صوت الجيش الإسرائيلي. الانتقاد على الجيش والادعاءات بان الجنود انتهكوا قوانين الحرب ستمنع بالقانون وتعرف كتشهير. ومع قليل من الجهد، سيكون ممكنا تغيير طريقة الحكم وانتهاج النظام الرئاسي برئاسة نتنياهو.
اذا ما ارتبط ببينيت، سيعود نتنياهو إلى موقف الثوري، الذي جاء لتغيير المجتمع الإسرائيلي من الاساس وليخلف وراءه إرثا ذا مغزى. وحكومة اليمين ستلقى الانتقاد الدولي الشديد والتهديدات بالمقاطعة اذا ما سرعت توسيع المستوطنات، ولكن «العالم» لن يتدخل اذا ما صارت إسرائيل تشبه أكثر فأكثر تركيا بقيادة رجب طيب اردوغان، وقيدت حرية التعبير واستقلالية جهاز القضاء.
اذا ما أبدى نتنياهو ضبطا للنفس نسبيا خارج الخط الاخضر، فانه سيتمتع بحرية عمل واسعة داخلية. وستترسخ حكومة بينيت على مدى سنة ونصف، حتى الانتخابات للرئاسة الامريكية، وبعدها سيتم استبدال براك اوباما برئيس جمهوري يتبنى مواقف الليكود، او هيلاري كلينتون التي ستكون اكثر راحة لنتنياهو من الرئيس الحالي.
اذا ما تخلى نتنياهو عن بينيت وارتبط بهرتسوغ فانه سيبث سياسة محافظة، اساسها هو الحفاظ على «الاستقرار» في الداخل وصد الضغوط من الخارج. وستجد حكومة وحدة كهذه صعوبة في تحقيق الثورات لان قسما منها سيعطل القسم الاخر. حزب العمل سيمنع تغييرات دستورية بروح قانون القومية ومشاريع لفين، ويلطف حدة الاصلاحات الاقتصادية التي يخطط لها وزير المالية المرشح موشيه كحلون.
وهو لن يتمكن من تحقيق سلام مع الفلسطينيين بغياب اغلبية لمثل هذه التسويات، ولكنه سيعمل على ترميم العلاقات مع الادارة الامريكية، الحصول على تعويض أمني عن الاتفاق النووي بين القوى العظمى وإيران، وصد المبادرات الفلسطينية في الامم المتحدة مقابل بعض التجميد للبناء في المستوطنات. وستتمكن إسرائيل من مواصلة الاحتلال بثمن دولي معقول، اذا لم تعربد.
ان علاقات نتنياهو الشخصية مع شركائه المحتملين في الائتلاف اقل اهمية من الاهداف التي يريد أن يحققها. نتنياهو لا يحتمل ولا يقدر زعماء المعسكر الصهيوني، كلنا، إسرائيل بيتنا والبيت اليهودي، بحجم متغير من الخوف، المقت والاستخفاف. وهو يعرف ان كلهم كان سيسرهم ان يروه في التقاعد وليس في ولاية اخرى كرئيس للوزراء. ولكن هذه هي السياسة الائتلافية، ما يسميه الامريكيون «مجموعة الخصوم». ونتنياهو الخبير يعرف كيف سيتدبر أمره في كل الاحوال. وعليه، فان قرار نتنياهو في من سيختار، هرتسوغ أم بينيت، سيوضح بالاساس كيف يرغب في أن يحكم في الولاية التالية ـ كثوري أم كمحافظ. هذه هي معضلته.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
خامنئي ـ ممَ يخاف؟
يجب أن نصدق خامنئي في أنه يفضل مواصلة العقوبات على أن يقدم التنازلات
بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت
المضمونيتساءل الكاتب على العالم تصديق من؟ اوباما الذي يعد ان ايران لن تحصل على سلاحها النووي في عهده؟ ام خامنئي الذي يقول انه لن يكون هناك اتفاق ما لم يتم رفع العقوبات عن ايران،ولن يسمح للمراقبين الدوليين بتفتيش المفاعلات النووية الايرلانية؟)
من نصدق؟ الرئيس اوباما الذي يعد «نيويورك تايمز» بأن «في ولايتي لن يكون لإيران سلاح نووي»؟ أم آية الله خامنئي في طهران الذي يعلن: أولا، بدون رفع تام للعقوبات لن يكون اتفاق؛ وثانيا، إيران لن تسمح للمراقبين الاجانب بان يتجولوا عندها على نحو حر بين الاقدام؟
حتى 30 حزيران سنقرأ ونسمع المزيد من التفاصيل المقلقة. اوباما سيتحدث إلى جمهوره، خامنئي وروحاني سيلعبان دوري «الشرير» و «الطيب» أمام العالم. الاول سيهدد، والثاني سيطلق الوعود. لا يحتاج هذان الرجلان إلى اقناع المواطن الصغير. فهو شفاف في نظر الحكم، يحلم الاحلام، ولا يعيق. خامنئي غير معني باتفاق يخدم روحاني، الذي يسعى إلى أن يضمن لنفسه منذ الان، بفضل الاتفاق، ولاية رئاسية ثانية. الجمهور المستهدف من الحاكم والرئيس يتركز في آيات الله، مركز القوة الديني، وقادة الحرس الثوري الذين يمسكون بالحكم ويقومون عنه بالاعمال السوداء في سوريا، في لبنان، في العراق وفي اليمن.
مع أو بدون اتفاق، فان السباق الاقتصادي انطلق على الدرب منذ الان. سجلوا أمامكم اسم الوزير الاكثر طلبا في طهران، بيجان نمدار، الذي يسيطر على حقول النفط. المفاتيح عنده، القرارات في مكتب خامنئي. وتبلغ مكاتب السفر بعدم وجود اماكن شاغرة في الرحلات الجوية من دبي إلى طهران. ورجال الاعمال واصحاب الشركات الكبرى في اوروبا يبحثون عن رجال ارتباط في امارات الخليج، ليدخلوهم إلى السوق الإيرانية قبل الهجوم الكبير. من ينجح في التسلل، سيجمع المليارات. بسبب العقوبات، انخفض تصدير النفط إلى 700 الف برميل في اليوم. وتغمز إيران لشركات النفط بانها قادرة على انتاج 3 مليون برميل. وبسبب العقوبات يحتاجون إلى الاجهزة الكهربائية، السيارات والشاحنات، وقطع الغيار للطائرات. على أن يأتي فقط المستثمرون ليطوروا السياحة: طرق، فنادق جديدة، مطاعم ومكاتب سفر. ويعترف اوباما نفسه بانه «سيكون صعبا ابقاء العقوبات، حتى لو لم يتحقق اتفاق». وفي خيال غير منفلت العقال، أرى ايضا رجال أعمال إسرائيليين يرزمون الحقائب. وهم غير ملزمين بان يدخلوا، فهم لا يحتاجون الا إلى ان يزقوا لهم القدم في مدخل الباب الذي فتح.
منتج كبير من العالم العربي له مكاتب فاخرة في مدينة كبيرة في اوروبا حرص على ابقاء على علاقات تجارية في طهران حتى عندما اغلقت الولايات المتحدة النشاطات البنكية، ويحلم هذا المنتج وشريكه الإسرائيلي الان بقطف الثمار. بعد لحظة من بروز الالغاء التدريجي أو الكامل للعقوبات فانهما سيوقظان شركاءهما في الخليج ويبعثا بهم إلى طهران. هذا لن يكون بسيطا، فينبغي معرفة كيف تعقد الصفقات في البازار الفارسي. كما ينبغي أيضا معرفة من ينبغي رشوته وماذا سيكون عليه نصيب الحرس الثوري. وتوجد للحرس مكاتب «مصالح» في امارات الخليج، ليجني أرباحا من كل صفقة.
وأنا اصدق خامنئي بالتأكيد في أنه يفضل مواصلة العقوبات بلا اتفاق على أن يقدم التنازلات. وأنا لا الاحظ لديه حتى أقل بوادر الحماسة. وبالعكس، تطالب إيران بالانهاء التام للعقوبات، وفي نفس الوقت لا تستعد لتغيير حقيقي. ومن شأن وجهها أن يتغير مثل عملية جراحية لدى جراح تجميلي هاوٍ. ففتح البوابات بشكل غير مراقب واغراق السوق بالمستثمرين وبالمليارات من شأنه ان يكلف آيات الله هزة سلطوية.
إيران تلقي في كل سنة إلى سوق العاطلين عن العمل بالاف الخريجين إلى الجامعات. وفجأة سيكون لهم عمل. فجأة سيكون لهم مال نقدي. جيل جديد سيسعى إلى محاسبة من قمعوه وخطفوه إلى السجون، حققوا معه بتعذيب عنيف واعدموه في الساحات. شيء لا يشتعل ولا يلح على خامنئي. من ناحيته، فليركضوا وراءه وليتصببوا عرقا. لديه ما يخسره في ورديته. اذا ما سيخرج الهجوم الاقتصادي على إيران عن السيطرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
كيسنجر وشولتس: اوباما أضرَ بالمصلحة الأمريكية
أكدا أن الاتفاق لن يمنع وصول إيران إلى القنبلة النووية
بقلم:شلومو تسزنا وآخرون،عن إسرائيل اليوم
المضمونيتحدث الكاتب عن اضرار الاتفاق بين ايران والدول العظمى حول برنامجها النووي،ويسشتهد الكاتب بآراء وزراء الخارجية الامريكية السابقين جورج شولتس وهنري كيسنجر،حيث اشارا أن الاتفاق يتنازل عن الهدف الاساسي للولايات المتحدة بمنع ايران من امتلاك سلاح نووي)
الخلاف ما بين الولايات المتحدة والعالم بخصوص الاتفاق الاطاري ما بين إيران والدول العظمى يتواصل.
وزراء الخارجية الامريكية السابقين جورج شولتس وهنري كيسنجر، أشارا في مقالة مشتركة نشرت في الصحيفة الامريكية «وول ستريت جورنال» انه في العشرين سنة الماضية أعلن ثلاثة رؤساء، بأن قنبلة نووية إيرانية تتناقض مع المصالح الامريكية والعالمية وأنهم مستعدون لإستخدام القوة العسكرية لمنع الجمهورية الإيرانية من تحقيق تطلعاتها النووية »ومع هذا ،فان المفاوضات التي بدأت قبل 12 عاماً كجزء من الجهود الدولية لمنع إيران من القدرة على انتاج سلاح نووي انتهت بإتفاق يتنازل عن هذا الهدف، حتى لو ان هذه القدرة سيتم تقييدها في العشر سنوات القادمة «.
إيران، حسب ادعاء كاتبا المقال، نجحت في قلب المفاوضات رأسا على عقب، بواسطة نشاط دبلوماسي ذكي ومعارضة واضحة لقرارات الامم المتحدة». ويتمثل ذلك في حقيقة انه في بداية المفاوضات كان لدى الإيرانيين 100 جهاز طرد مركزي، في حين ان لديهم الان 20.000 جهازاً.» التهديد العسكري بشن حرب يقيد الغرب اكثر مما يقيد إيران».وأضافا بانه» اذا تم تطبيق الاتفاق، سيكون من الصعب جداً اكتشاف الخروقات من قبل إيران.كما اشارا إلى انه سيكون من الصعب ارجاع العقوبات الاقتصادية التي تم رفعها».
في هذه الاثناء، قرر رئيس الحكومة نتنياهو ان تاثير الدول العظمى بريطانيا،فرنسا،المانيا،روسيا، الصين هو تأثير معدوم لأن الذي يقود الاتفاق هو رئيس الولايات المتحدة براك اوباما، لهذا يجب التركيز عليه.
في تناوله لتصريح الرئيس مثار الاختلاف حول ان إيران تستطيع التوصل إلى قنبلة نووية بعد وقت قليل من انتهاء فترة سريان الاتفاق، قال نتنياهو بأن «إسرائيل تتفق مع الرأي القائل انه مع انتهاء سريان الاتفاق النووي مع إيران فإن فترة الانطلاق اللازمة لإيران للحصول على قنبلة نووية ستكون صفراً.وهذه ستكون نتيجة لا يمكن منعها للرفع الاوتوماتيكي للقيود على البرنامج النووي،الأمر الذي سيمكِّن إيران من الحصول على القدرة لانتاج صناعي لقنابل نووية.
حذَّر وزير الدفاع موشيه يعلون في مقال له في «الواشنطن بوست»بانه من غير الممكن التاكد بان تتمكن اجهزة المخابرات في إسرائيل او في الغرب من ان تعرف في الوقت المناسب عن الخروقات الإيرانية من اجل ان يكون بالامكان وقف التقدم الإيراني نحو القنبلة النووية. وقد اوضح يعلون ان» الاطار الذي من شانه ان يمنع او يكشف انكارا إيرانيا وتضليلا بخصوص برنامجهم النووي هو المراقبة والاستخبارات. لسوء الحظ فإن سجل النجاحات الخاص بالمراقبة والاستخبارات لا يسمح بالاعتماد عليهما.
رئيس البيت اليهودي الوزير نفتالي بينيت، وفي مقابلة اجرتها معه شبكة الـ cnn قال ان» هذه الصفقة السيئة تفتح طريق الإيرانيين للحصول على قنبلة نووية.وما زال بالامكان التوصل إلى صفقة جيدة- عن طريق تشديد العقوبات وليس رفعها».
وزير الدفاع السابق، ايهود براك، قال في مقابلة مع شبكة cnbc انه يجب ان يوضع انذار امام الإيرانيين :»يجب على الولايات المتحدة ان تقدم للإيرانيين خيارا واضحا ـ عليكم التخلي عن برنامجكم النووي ،وإلا…»مع ذلك قال براك بانه يفضل حل المسألة الإيرانية بالطرق الدبلوماسية.
رئيس الـ cia جون بيرنر ادعى بان من ينتقد الصفقة مع إيران «لا يتصرف بنزاهة».وقال بيرنر:»من وجهة نظري،كل من يقول ان الاتفاق يفتح الطريق لإيران للوصول إلى سلاح نووي فانه يعرض الوضع بطريقة استغلالية متحايلة». إلى جانب ذلك اكد بيرنر انه يتفهم التخوّف من ان الاتفاق سيمكن إيران من»التسبب بمشاكل اكثر في الشرق الأوسط».
لقد نشرت اـ «نيو يورك تايمز» امس مقالا لهيئة التحرير يهاجم مطالبات نتنياهو بشأن الاتفاق النووي وسماها «غير واقعية». وفي مقال بعنوان «مطالب غير معقولة لإسرائيل بخصوص إيران» ورد ان» نتنياهو لا يطرح بدائل عملية».
خلال ذلك، فقد تم قبول إيران في بنك الاستثمار المنبثق عن البنك الصيني aiibk بدعم من الصين، بريطانيا، فرنسا، الهند، ايطاليا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
أوباما فشل في تسويق الاتفاق
بقلم:شلومو شمير،عن معاريف
المضمونيتحدث الكاتب عن فشل باراك اوباما في تسويق الاتفاق الذي تم توقيعه مع ايران، حيث أن الصحفيون والخبراء لم يفهموا التفاصيل الموجودة في الاتفاق)
الرئيس براك اوباما متورط. جهوده لشرح المنطق والحكمة لاتفاق الاطار الذي تم التوصل اليه مع طهران فيما يتعلق ببرنامجها النووي لا تنجح. محاولته لاقناع الجمهور بصحة العملية الجريئة التي قادتها الولايات المتحدة والتي أثمرت ما وصفه بـ «الانجاز التاريخي» وأنه حقق «فرصة تاريخية» لم تحقق هدفها.
ليس فقط صحفيون ومحللون ومنهم اولئك الذين يعتبرون خبراء، لا ينجحون في التوصل إلى كهن الاتفاق ويتصعبون التعامل مع الشيطان الموجود في التفاصيل. واوباما نفسه لم ينجح بالضبط في تفسير وتوضيح تفاصيل الاتفاق الذي يعتقد أنه سيسجل في التاريخ السياسي للولايات المتحدة ويتم ذكره كانجاز كبير وكارث مركزي لفترة ولايته في البيت الابيض.
ليس صدفة أن اوباما اختار «نيويورك تايمز» كنقطة انطلاق لسلسلة من المقابلات والتصريحات، وأعطى لصاحب العمود الهام، توماس فريدمان، مقابلة مطولة نشرت في النسخة المطبوعة، كما تم بثها في التلفاز. إن تأييد الصحيفة المحترمة لاوباما يصل إلى حد التبجيل. توماس فريدمان صاحب العمود المحترم يعبر بصدق عن خط هيئة تحرير الصحيفة الداعم لاوباما بدون تحفظ، ولكنه في مقابلته مع المضافة البيتية والصديقة على شاكلة «نيويورك تايمز» وكذلك في مقابلات اخرى نشرت في الولايات المتحدة منذ التوقيع على وثيقة الاطار لم يظهر اوباما في أحسن حالاته. التوضيحات التي قدمها حول موافقة الولايات المتحدة التوصل إلى تفاهم مع إيران، والدوافع التي ذكر بأنها وقف من وراء النتائج النهائية للمفاوضات المطولة والمضنية، والتثمينات التي نشرها حول التأثيرات الايجابية المتوقعة من الرؤية الدبلوماسية التي تبناها البيت الابيض ازاء إيران أقنعت في أحسن الاحوال المقتنعين. ومن المشكوك فيه اذا ما اكتسبت مؤيدين جدد.
الجزء الخاص بإسرائيل ايضا الذي أخذ حيزا لا بأس فيه في المقابلة، والذي حاول فيه الرئيس تفنيد التقارير حول كراهية إسرائيل وأشار إلى وفاء الولايات المتحدة بتعهدها بأمن إسرائيل، بدا كاسماع لنص معروف أكثر منه تصريح لزعيم دولة عظمى يريد تهدئة حليفة له. تماما في مفترق طرق سياسي ـ تاريخي بالنسبة اليه ولبلاده، لم يكن اوباما ذلك الخطيب المفوه، ولم يبدُ مثل ذلك الذي يتمتع باظهار قدرته على الاقناع. لقد بدا بعيدا عن الصورة المفضلة لديه، صورة زعيم الدولة العظمى الواثق بنفسه والمتعالي الذي لا يفوت فرصة لاثبات حكمة خطواته وصحة قراراته. الحقيقة أنه بعد سلسلة المقابلات التي أجراها بسخاء بقيت اسئلة اكثر من الاجوبة فيما يتعلق باتفاق الاطار.
فشل اوباما في تسويق الاتفاق مع إيران أكثر من ذلك، اذا أخذنا في الحسبان الدافع الحقيقي من خلف الرغبة التي أظهرها للتوصل إلى اختراق دبلوماسي مع إيران آيات الله، العدو الأكبر والأقدم للولايات المتحدة. «لا أفهم لماذا امتنع الرئيس عن التوسع في حديثه حول تطلعه لوضع نهاية لعهد الحروب، وخاصة التركيز على اعتقاده حول الغاء كل امكانية مستقبلية للتدخل العسكري الامريكي المباشر في الحروب والنزاعات الاقليمية»، تساءل سفير غربي في الامم المتحدة، «هذا الادعاء كان يمكن استيعابه بشكل أفضل وأسرع من الرأي العام الامريكي والغربي أكثر من محاولات شرح التفاصيل الفنية الموجودة في الاتفاق».
منذ الهزيمة النكراء التي أنهت حرب فيتنام، وتركت جرحا عميقا لم يلتئم بعد تماما في التاريخ العسكري الامريكي، لم تنجح الولايات المتحدة في الحروب التي أدارتها ولم تجبِ أي ربح سياسي من تدخلها العسكري المباشر وغير المباشر في النزاعات.
الحرب في العراق كلفت الخزينة الامريكية مبلغا باهظا يصل إلى نحو 2 تريليون دولار (2000 مليار دولار) وأكثر من 4 آلاف جندي امريكي قتلوا و30 ألف جريح. العراق اليوم هو دولة مقسمة تقع تحت تأثير قوي ومتزايد لإيران.
لا يوجد للولايات المتحدة تقريبا موطيء قدم لدى الاوساط الحاكمة في بغداد. بعد كل ذلك العدد الكبير من الضحايا والخسائر الاقتصادية فان الولايات المتحدة مكروهة من العراقيين ومتهمة بأنها بعد انسحابها من العراق نشأت فوضى تم استخدامها كقاعدة لاندلاع الحرب الحالية لداعش.
إن تواجد القوات الامريكية في افغانستان استمر فترة اطول من مشاركة الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية. التدخل في افغانستان كلف الولايات المتحدة أكثر من تريليون دولار ونحو 2000 جندي امريكي قتلى في المعارك مع طالبان وفي العمليات الارهابية في افغانستان. هذا التدخل العسكري لم يثمر أي نتائج سياسية هامة للولايات المتحدة أو لأي واحدة من دول التحالف التي شاركت في الجهود العسكرية هناك.
العدد الكبير من الضحايا التي ضحت بها الولايات المتحدة في الحربين ـ في العراق وافغانستان ـ وانعدام ثمارها بالنسبة للامريكيين والتدخل في هاتين الدولتين شكلتا بداية فترة اوباما ووضعتا الخطوط لما سماه المحللون في واشنطن وفي الامم المتحدة في نيويورك «نظرية التخلي عن التدخل العسكري ووضع الدبلوماسية كعنصر مركزي في الجهود للتوصل إلى حل النزاعات الاقليمية». لقد سحب اوباما القوات الامريكية من العراق وبدأ في تحديد حجم الجيش الامريكي في افغانستان. كما أنه جدد ما سُمي بالقيادة من الخلف، أي التدخل العسكري غير المباشر بدون التدخل البري كما قام الامريكيون بذلك في ليبيا. هذا ايضا هو نوع التدخل الذي تتبعه الولايات المتحدة في جهودها العسكرية ضد قوات تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا التي تنفذها بواسطة قصف الطائرات الامريكية لاهداف داعش.
في المحادثات مع دبلوماسيين في نيويورك سُمع الادعاء القائل إن نظرية استخدام الدبلوماسية كرافعة مركزية لحل الصراعات والتوترات والعداوات بين الدول هي ما سموه بـ «مقامرة غير بسيطة وخطرة».
الدبلوماسية هي وسيلة ناجعة فقط اذا عملت في اطار الاجماع بين العناصر المشاركة، هكذا أوضحوا في تلك المحادثات. «الدليل المؤسف على هذا هو حقيقة أن المجتمع الدولي وخاصة مجلس الامن لم ينجح في وضع حد للحرب الاهلية في سوريا، التي دخلت عامها الخامس»، أوضح السفير الغربي في نيويورك.
ما يُحرك اوباما في سياسته هو سعيه إلى التوصل إلى اتفاق مع إيران من خلال الارتكاز على ايمانه بنهاية عهد الحروب وعلى اقتناع شخصي كبير بأن الدبلوماسية هي البديل والمخرج لوقف فظائع الحرب وتحقيق السلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ


يتحدث الكاتب عن حركة المقاطعة bds ،ويزعم الكاتب ان هذه الحركة يمكن ان تعود بالسلب على المجتمع الفلسطيني،وذلك لان العاملين من الفلسطينيين في مصانع اسرائيلية سيصبحون بلا عمل،كما يشير الكاتب الى تنامي فكرة رفض حل الدولة الواحدة من قبل الفلسطينيين وذلك لان الدولة الفلسطينية في الضفة غير قابلة للحياة بسبب الاستيطان)
رد مع اقتباس