النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 31/03/2015

  1. #1

    اقلام واراء عربي 31/03/2015

    في هــــــــــــذا الملف:
    يوم الأرض . . . الصراع والتحدي
    بقلم: فايز رشيد عن الخليج الاماراتية
    رأي الوطن .. ذكرى يوم الأرض .. محاولة لإنعاش الذاكرة!
    بقلم: أسرة التحرير عن الوطن العمانية
    الفلسطينيون وسياسة الرقص على طبول «عاصفة الحزم»
    بقلم: عريب الرنتاوي عن الدستور الأردنية
    ترسيم في حدود الحروب العربية
    بقلم: حازم صاغية عن الحياة اللندنية
    يوم الأرض . . . الصراع والتحدي
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image005.gif[/IMG]بقلم: فايز رشيد عن الخليج الاماراتية



    الأرض هي عنوان الصراع بيننا . . بين شعبنا وأمتنا وبين العدو الصهيوني . نعم الأرض هي عنوان تحدينا للعدو الغاشم الذي حاول تزوير التاريخ والوقائع واعتبر فلسطين "أرضاً بلا شعب لشعب بلا أرض" سمّى فلسطين: "أرض الميعاد" و"أرض إسرائيل" وبغيرها من الأضاليل والأساطير الزائفة . يوم الأرض الفلسطينية هو ذكرى خالدة في تاريخ شعبنا: إنه عنوان التصاقه بأرضه الطيبة وبوطنه المحتل من قبل العدو الصهيوني .
    صادف أمس الثلاثين من مارس/آذار، الذكرى التاسعة والثلاثين ليوم الأرض، يوم تنادى الفلسطينيون في منطقة 48 في عام 1976 إلى تنظيم تظاهرات حاشدة في كل المدن والقرى الفلسطينية، احتجاجاً على مصادرة السلطات الصهيونية ل(31) ألف دونم من أراضي الجليل: في عرّابة وسخنين ودير حنا، وغيرها . قامت التظاهرات الفلسطينية وجاء الجيش والدبابات "الإسرائيلية" وحرس الحدود، لقمع هذه التظاهرات بالقوة وبالرصاص الحي، الأمر الذي أدّى إلى استشهاد 6 من أبناء شعبنا وجرح المئات .
    لم تكتف سلطات الاحتلال بذلك، بل فرضت حظراً للتجول في قرى الجليل والمثلث، وذلك في اليوم التالي، وقامت بحملة اعتقالات واسعة بين الفلسطينيين في منطقة 48 طالت المئات .
    لقد أصبح هذا اليوم منذ تلك الحادثة، يوماً للمحافظة على الأرض الفلسطينية من التهويد، ورمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، ودليلاً حياً على انتماء شعبنا إلى أمته العربية التي تشكل عمقه الاستراتيجي . فجماهير شعبنا وفي كل أماكن وجودها إضافة إلى قطاعات واسعة من أمتنا، جعلت من هذا اليوم مناسبة من أهم مناسبات التاريخين الفلسطيني والعربي، تعلن فيه تمسكها بكل الأرض والوطن الفلسطيني، مناسبة تؤكد فيها التزامها بتحرير فلسطين وأن "إسرائيل" الغازية إلى زوال، مناسبة تؤكد فيها حق العودة لكل اللاجئين من منطقة 48 الذين أجبرتهم الدولة الوليدة والعصابات الصهيونية، على الخروج من أراضيهم عبر ترحليهم، وقامت باقتراف المذابح والمجازر الجماعية لإرهاب أهل فلسطين وإجبارهم على الرحيل، وذلك في مخطط مدروس لهدم ما يزيد على 500 قرية فلسطينية فيما بعد، مسحتها بعد تدميرها في محاولة واضحة لتزييف تاريخ الأرض كي يتلاءم مع الأضاليل والأساطير الصهيونية .
    لقد استولت "إسرائيل" على 92% من أراضي فلسطين في عام 1948 بموجب قوانين أساس للسلب والنهب،سنّتها الكنيست الصهيوني . لم تكتف الدولة الصهيونية بهذا، بل أصبحت تصادر بشكل دوري المزيد من الأراضي الفلسطينية مرّة بحجة: لزوميتها للأمن والجيش الصهيوني، وتارةً لأهميتها لبناء المستوطنات والمستعمرات الجديدة للقادمين الجدد إلى دولتها المسخ, ولمحاولة تهويد الجليل بغض النظر عن الشعار الزائف الذي طلع به الكيان وهو "تطوير الجليل" وبموجبه قام بمصادرة جديدة لأراضي الشمال .
    في عام 1976 تنادى أبناء وطننا المحتل أرضهم في عام 1948 ومن خلال مؤتمر عقدوه في الناصرة، وكان من أبرز قراراته: تنظيم احتجاجات بأشكال مختلفة في 30 مارس/آذار 1976 احتجاجاً على مصادرة أراضيهم، وكان ما كان، الدولة الصهيونية تتغنى دوماً "بديمقراطيتها"، وأن العرب في أراضي 48 لهم نفس حقوق اليهود .
    جاء يوم الأرض ليكشف زيف حقيقة "الديمقراطية" الصهيونية، فالاعتداءات التي تمت على الفلسطينيين آنذاك بدت وكأنها حملة لمقاتلة جيش آخر، مسلّح بأحدث الأسلحة، وليس حملة لمقاومة أناس يتمسكون بأرضهم ووطنهم بشكل سلمي وليس لديهم من الأسلحة شيئاً غير إيمانهم بعروبتهم وحقوقهم في هذه الأرض، والحجارة فقط هي التي قذفونها على المعتدين .
    لقد تمثلت المعادلة "الإسرائيلية" في التعامل مع أهلنا في أراضي 48 ب"أرض أكثر وعرب أقل" . لذلك حرصت الدولة الصهيونية منذ إنشاء كيانها حتى اللحظة، على اتباع سياسة التضييق والخنق على أهلنا في كل المجالات، هذا عدا سياسات التمييز العنصري، الفاشي بحقهم، في محاولة واضحة لدفعهم دفعاً للخروج من وطنهم وأرضهم، بخلق واقع مادي حياتي صعب لهم، بحيث يصبح من المستحيل عليهم البقاء فيها . بالرغم من ذلك صمد أهلنا وما زالوا صامدين في وطنهم .
    لقد قامت الكنيست الصهيوني في السنوات الأخيرة بسن المزيد من القوانين العنصرية بحق أهلنا الذين يعانون مدى يقارب السبعة عقود، .كان عنوان كل الحكومات الصهيونية (بخاصة الحكومة الفاشية المنحلّة) المزيد من مصادرة الأراضي الفلسطينية سواء في المنطقة المحتلة عام 1948 أو في الضفة الغربية المحتلة عام 1967 حيث تزايد الاستيطان الصهيوني العام المنصرم 2014 بنسبة 134% عن العام الذي سبقه 2013 .
    وقد وقعت الحكومة الصهيونية المؤقتة، مخططاً لبناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية الجديدة خلال العام الحالي 2015 . الشهية الصهيونية لابتلاع الأرض الفلسطينية مفتوحة دائماً ولا تشبع، وكأنها تريد محو تاريخ الأرض الفلسطينية مثلما تاريخ الوطن الفلسطيني المنزرع عميقاً في التاريخ العربي - الإسلامي لهذه الأرض .
    لكن بئس هذه المحاولات الفاشلة التي لم ولن يكتب لها النجاح . لقد آن الأوان للسلطة الفلسطينية مغادرة مربع المفاوضات والتسوية بشكل نهائي وإعادة الاعتبار للكفاح المسلح، فهذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة . نعم أرض فلسطين لا يمكنها قسمتها على اثنين . أرض فلسطين من النهر إلى البحر كانت وستظل عربية خالصة .
    في يوم الأرض كل التحية لأبناء شعبنا الفلسطيني في أراضي 48 وحيثما يوجد، والنصر لقضيتنا وشعبنا ووطننا الفلسطيني الذي هو جزء لا يتجزأ من الوطن العربي الواحد والموحد من المحيط إلى الخليج .

    رأي الوطن .. ذكرى يوم الأرض .. محاولة لإنعاش الذاكرة!
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image006.gif[/IMG]بقلم: أسرة التحرير عن الوطن العمانية



    أحيا الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات يوم أمس الذكرى السنوية التاسعة والثلاثين ليوم الأرض، عبر مسيرات ومظاهرات وفعاليات، محاولًا النبش في الدفاتر المنسية لمنظمة الأمم المتحدة وما تحويه من قرارات خاصة بالقضية الفلسطينية، لإنعاش ذاكرة المنظمة الدولية وقوى ما يسمى المجتمع الدولي بأن هناك شعبًا في هذا التاريخ المعاصر لا يزال يقع تحت أطغى احتلال عرفته البشرية، إنه الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين الذي تفوق على جميع الاحتلالات التي عرفتها البشرية في مختلف حقب التاريخ.
    وتعود أحداث هذا اليوم، إلى التاسع والعشرين من مارس عام 1976 حيث قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي سرقة آلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة أو المشاع لفلسطينيي عام 1948، ورافق قرار السرقة إعلان حظر التجول على قرى سخنين وعرابة ودير حنا وطربان وطمرة وكابول، من الساعة الخامسة مساء يوم التاسع والعشرين من مارس، ما دفع أبناء الشعب الفلسطيني الغيورين للدفاع عن حقوقهم ومقاومة اللصوص الإسرائيليين، فعم إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب على أثر هذه السرقة، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات.
    ويبدو أن الفلسطينيين جراء ما يحدث الآن من فوضى مركبة من إرهاب وقتل وعنف وتدمير وتخريب يجري دحرجتها ككرة الثلج في المنطقة، لم يبقَ لهم من كينونتهم وحقوقهم سوى الذكريات بكل لواعجها وآلامها ومآسيها، رغم ما حدث ويحدث لهم من اغتيال وتهجير وتشريد قسرييْنِ وحصار ونهب واغتصاب متواصل لأرضهم وثرواتهم الطبيعية، والزج بهم في معتقلات الاحتلال.
    فذكرى يوم الأرض حالها حال ذكرى النكبة والنكسة الأليمة، يحييها الفلسطينيون وسط اختلاط كبير في المشاعر بين الأسى والحزن والكمد، وخشية تتملك جموع الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات من مستقبل مجهول ينتظر قضيتهم العادلة وما تبقى من أرضهم وسط محاولات مستميتة من قبل الصهاينة ليسوا المنتفعين فقط من وعد بلفور، وإنما من دجاجة “الربيع العربي” التي تبيض ذهبًا ولا تضعه إلا في سلة الاحتلال الإسرائيلي وخدمة مشروعه وحلمه بإقامة المستعمرة الكبرى المسماة “إسرائيل” المترامية الأطراف، والخالية من أي جنس عربي أو فلسطيني أو هوية عربية وإسلامية ومسيحية؛ مستعمرة خالصة وخاصة بقطعان جمعت وجلبت من مختلف أصقاع العالم؛ مستعمرة تكون الآمر الناهي في المنطقة وما عداها عبارة عن كيانات طائفية متناحرة تعمل المستعمرة الصهيونية على مواصلة بث شرور الفتن والتفرقة والكراهية الطائفية والعرقية وغيرهما.
    وعلى تخوم العجز والفشل والخيبة، وعلى ضفاف الخيانة والعمالة والمتاجرة لتحالفات “الربيع العربي”، تتحرك مختلف خيوط الحسابات والمعادلات نحو ترجمة مشروع تصفية القضية الفلسطينية من خلال مواصلة مؤامرات التفتيت والتخريب ونشر كرات لهب الإرهاب في كل اتجاه، بما يسمح ويمكِّن خدام المشروع ومنفذيه من تحقيقه.
    لكن رغم كل ما يحاك من مؤامرات ومشاريع تدميرية وتخريبية ضد القضية الفلسطينية، فإن الآمال عريضة والثقة كبيرة في قدرة الشعب الفلسطيني على مواصلة نضاله واجتراح المعجزات التي تمكِّنه من استعادة حقوقه المسلوبة، فما ضاع حق وراءه مطالب.

    الفلسطينيون وسياسة الرقص على طبول «عاصفة الحزم»
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image007.gif[/IMG]بقلم: عريب الرنتاوي عن الدستور الأردنية




    كان لافتاً، أن فريقي الانقسام الفلسطيني اتفقا في واحدة من المرات النادرة، على تأييد “عاصفة الحزم”،... رئيس السلطة محمود عباس، كان مبادراً لإشهار الدعم الكامل قبل قمة شرم الشيخ، وفي القمة عرض لإعادة انتاج السيناريو اليمني في فلسطين، وجلب حماس إلى “بيت الطاعة الشرعي”، تماما مثلما يجري العمل لإرغام الحوثيين على الخضوع لشرعية منصور عبد ربه هادي.
    حماس بدورها، وبعد فترة من التردد والتأمل، أصدرت بياناً مصاغاً بدقة، بيد أنه في جوهره يعبر عن انسجام الحركة مع الخط الإخواني العام في المنطقة، والمؤيد بقوة للتحالف السنّي بقيادة السعودية ضد الحوثيين وحلفائهم في اليمن والمنطقة ... موقف حماس، يعزز التقديرات بتنامي فرص الانفتاح السعودي على جماعات الإخوان المسلمين في اليمن وفلسطين وسوريا وغيرها، في مسعى لتصليب الجبهة السنيّة في الحرب المذهبية المندلعة في المنطقة، أو حروب المصالح والزعامة والأدوار، التي تتخذ من المذهبية ستاراً لها... وهو أمر تتوق إليه الحركة، وإن كانت حريصة على عدم تقطيع خطوطها وخيوطها مع المحور الإيراني.
    الفلسطينيون خرجوا عن ادعائهم المتكرر خلال سنوات الربيع العربي بأنهم “خارج الصراعات المحلية”، وسياستهم القائمة على “النأي بالنفس” يبدو أنها لم تصمد طويلاً أمام حدة الاستقطاب والفرز المذهبيين وارتفاع حمى الصراعات الإقليمية في المنطقة ... اليوم، يعلن جناحا الحركة الوطنية والإسلامية الفلسطينية، بأنهما يقفان مع محور إقليمي وفريق يمني محدد، ضد محور إقليمي آخر، وفريق آخر من اليمنيين... لكن لكل فريق منهما، أهدافاً وأجندات مغايرة لتلك التي يتوفر عليها الفريق الآخر.
    الرئيس عباس والسلطة الوطنية، لا يستطيع أن يغرد بعيداً عن سرب الخليج ومصر والأردن ... لديه أكثر من سبب للبقاء في صفوف هذا المحور ... السعودية ممول مهم للسلطة، والأردن رئة وحيدة تتنفس منها الضفة الغربية، ومصر هي معقد آماله للعودة إلى قطاع غزة، أو لإعادة القطاع إلى “ولايته”.
    أما حماس، فهي فضلاً عن كونها جزءاً من جماعة الإخوان المسلمين، وفي عنقها بيعة للمرشد، فإن رهانها الرئيس إنما ينعقد على “التحولات المحتملة” في التوجهات السعودية حيالها وحيال الجماعة الأم ... هي تراهن على ما يمكن أن يفضي إليه ذلك من “حلحلة” في المواقف المصرية المتشددة إزائها ... وهي تراهن على قيام المملكة السعودية بدور الوسيط مع السلطة، للوصول إلى “صفقة متوازنة” تضع حماس في صميم النظام السياسي الفلسطيني من دون أن تضطر لتفكيك منظومة “سلطة الأمر الواقع” في غزة، نظير قيام الحركة والجماعة، بتعزيز موقف الرياض وتأمين إسناد شعبي إخواني لصراع الخليج في مواجهة التمدد الإيراني.
    أهداف الطرفين تبدو متباعدة للغاية، إلى الحد الذي يدعو للاعتقاد، بأن أياً منهما لن يحقق أهدافه كما “تشتهيها سفنه” ... من الصعب إن لم نقل من المستحيل تصور سيناريو يعيد انتاج تجربة الحرب في اليمن في قطاع غزة ... ومن الصعب كذلك، رؤية المملكة كداعم رئيس لحماس، لعدة اسباب... لذلك يبدو من غير المرجح أن يحقق أي من الفريق “سقف أهدافه”، لكنهما بكل تأكيد، سيقبلان بما هو دون، أو سيُكرهان على قبول ذلك، إذ لا خيارات لديهما سوى دعم “عاصفة الحزم”، ولا أوراق بحوزتهما تمكن من تحقيق أهدافهما “الطموحة”.
    والحقيقة أن ما ينطبق على مواقف الفلسطينيين من “عاصفة الحزم”، ينطبق بدرجة أو أخرى على مواقف عربية عديدة ... تجربة التحالف الجديد، وترجمتها المصرية: إنشاء قوة عربية مشتركة، تريدها وتؤيدها أطراف عديدة، لكل منها أهداف مغايرة ... الرئيس عبد الفتاح السيسي يريدها في مصر، وقوامها وقيادتها مصرية، ويفضل توجيهها صوب ليبيا ... السعودية بدورها القيادي الصاعد، لن تتخلى عن هذا الدور حتى لحليف قوي مثل مصر، وهي تريد لليمن أن يكون وجهة هذه القوة أساساً ... أما الخرطوم الذي انطوت مواقفها واستجابتها السريعة لـ “نداء العاصفة” على استدارة كاملة، فإنها تسعى لإعادة تأهيل نظامها السياسي بعد سنوات من العزلة والضغوط والمقاطعات الاقتصادية ... المغرب يشارك في “عاصفة الصحراء” وعينه على “الصحراء” والصراع مع الجزائر التي تتخذ مواقف متحفظة وتحتفظ بمسافة عن مجلس التعاون الخليجي حيال عدد من ملفات المنطقة وأزماتها، وهذا يوفر دعماً مهماً للرباط من قبل أطراف عربية وإقليمية وازنة.
    على أية حال، كنا نظن أن طرفي المعادلة الفلسطينية سيعبران عن انزعاجهما لتآكل مكانة القضية الفلسطينية في القمة العربية والنظام العربي، الذي نشأ أساساً (قبل سبعين عاماً) للدفاع عن فلسطين في مواجهة الموجات الاستعمارية الصهيونية، لكن المؤسف أن هذين الفريقين، دخلا في لعبة “تهمش” هذه القضية، وبدل أن يحاولا إعادة النظام العربي إلى سكته، وتوجيه البوصلة العربية من جديد صوب فلسطين، رأيناهما يسعيان بصورة يائسة وبائسة، في تجنيد النظام العربي وصراعات المذاهب والمحاور الإقليمية، في لعبة الانقسام الداخلي وحروب الإخوة الأعداء الممتدة على الساحة الفلسطينية منذ سنوات طوال.




    ترسيم في حدود الحروب العربية
    [IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image008.gif[/IMG]بقلم: حازم صاغية عن الحياة اللندنية


    في 1991، حين حشدت الولايات المتحدة تحالفاً عالمياً لإخراج القوات العراقية من الكويت، عبر لبنانيون مناهضون للاحتلال السوري يومذاك عن غضبهم المشوب بالحسد والغيرة: لماذا لا يحصل رد مماثل في لبنان؟ بل أكثر من هذا، لماذا تتواطأ الولايات المتحدة وحلفاؤها مع إخضاع لبنان لسورية؟
    واليوم، مع حرب اليمن، ظهرت أصوات سورية تكرر ما سبق أن عبر عنه اللبنانيون الغاضبون: لماذا لا تشهد سورية تدخلاً كالتدخل اليمني؟ وقبلذاك، عبر سوريون كثيرون غير مرة عن مرارتهم حيال امتناع الغرب عن التدخل في بلدهم. وقد ضاعف المرارة انكشاف التباين داخل الحرب الواحدة على «داعش» بين مستويين: مستوى مكافحة الإرهاب ومستوى إسقاط النظام. وبالطبع كان دائماً هناك فلسطينيون ومناصرون أشداء للقضية الفلسطينية يرفعون اليافطة المألوفة في مواجهة كل حدث حربي في المنطقة: لماذا ليس فلسطين؟
    ومن جملة تلك التجارب يتضح (وهو، لمن يرغب، كان دوماً واضحاً) أن ثمة خطاً مرسوماً بين مرتبتين في الحروب العربية: فهناك، من وجهة نظر الدول، الحروب الإقليمية التي تنطوي على مواقع للنفوذ الاستراتيجي وللمصالح، وهناك الحروب الموضعية التي تقبل التعايش مع درجة محتملة من التهديد للنفوذ والمصالح.
    أما السوابق التي لم ننتبه إلى دلالاتها بما فيه الكفاية فلا تقول إلا هذه الحقيقة: من حرب اليمن في الستينات، التي لم يكن النزاع الإيديولوجي الجمهوري – الإمامي إلا الغطاء والذريعة لامتدادها الإقليمي تبعاً لاهتمام عبد الناصر بالنفط والمضائق، وحربا العراق مع إيران وفي الكويت. وإذا كانت الحرب الأولى لم تشهد تدخلات خارجية مباشرة، إلا أنها سجلت سوية غير مسبوقة من الدعم المتعدد الأطراف ومن العصبية في آن معاً.
    وقد يبدو من المستغرب للبعض أن يقال إن «المحافظين الجدد» في أميركا كانوا الطرف الوحيد الذي حاول تغيير هذه المعادلة «الواقعية»، فرفعوا في وجهها نظرية التلاقي بين المصالح والقيم. ولما انتهت تجربة تدخلهم في العراق إلى ما انتهت إليه، أعيد الاعتبار، وبمفعول رجعي، إلى المعادلة المذكورة.
    أما الاستثناء الظاهري الذي يؤكد القاعدة فهو الحروب مع إسرائيل التي قُدمت بوصفها مهمة إيديولوجية مقدسة، بما تعنيه القداسة من تعفف الفاعلين عن المنافع والمصالح. والحال أننا إذا راجعنا الحروب الثلاث الكبرى، بعد نزع القشرة اللفظية عنها، لم نجد إلا هذا: فحرب 1948 لا تُفهم بتاتاً بمعزل عن الصراع على الأرض والنفوذ بين المملكتين المصرية والهاشمية.
    أما حرب 1967 فهي أيضاً لا تُعقل بعيداً عن الصراع الناصري – البعثي على الزعامة الراديكالية العربية. وبدورها، كانت حرب 1973 منذ يومها الأول حرباً لإخراج الدولة العربية من الحرب. ولأن الحرب مع إسرائيل باتت حرباً موضعية، فإنها تقلصت إلى حرب مع حركة «حماس» مرةً ومع «حزب الله» مرة أخرى. والشيء نفسه يمكن أن يقال، ولو في سياق مختلف، عما آلت إليه الثورات العربية بعد انتكاساتها التي جعلتها حروباً متناسلة على بقاع ومناطق.
    على أن الحروب مع إسرائيل، بالطريقة التي وُصفت، كرست ثقافة التمويه الرائجة لحقيقة تكاد تكون بديهية، وهي أن مصالح الدول، منذ نشأة الدول، هي ما يقرر الحرب، وهي ما يفرز مستوياتها ومستويات التورط فيها، فسياسة الدول، والحروب «وجهها الآخر» بحسب العبارة الشهيرة، نادراً ما تكون موصولة بالقداسة. والسياسة، منذ نيكولا ماكيافيللي ومن بعده ثوماس هوبز، لا أكثر من شر صغير لدرء شر أكبر.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 21/03/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-24, 10:46 AM
  2. اقلام واراء عربي 23/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-04, 11:00 AM
  3. اقلام واراء عربي 22/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-04, 11:00 AM
  4. اقلام واراء عربي 21/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-04, 10:59 AM
  5. اقلام واراء عربي 19/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-04, 10:58 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •