في هــــــــــــذا الملف:
الميليشيات.. وجهان لعملة واحدة
بقلم: وليد أبي مرشد عن الشرق الأوسط
هل انتهى “دهر” العسل؟
بقلم: هاشم عبدالعزيز عن الخليج الاماراتية
إبداعات الأسرى الفلسطينيين
بقلم: فايز رشيد عن الوطن العمانية
في يوم الأرض الفلسطينية
بقلم: علي بدوان عن الوطن القطرية
الميليشيات.. وجهان لعملة واحدة
بقلم: وليد أبي مرشد عن الشرق الأوسط
[IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image005.gif[/IMG]
ما كاد زعيم الليكود الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يستمتع بنصره الانتخابي في 17 مارس (آذار) الحالي حتى تلقى صفعتين دبلوماسيتين من واشنطن؛ كانت أولاهما كشف الرئيس الأميركي، باراك أوباما، عن نيته «إعادة تقويم» علاقات الولايات المتحدة بإسرائيل، وثانيتهما تسريب مصادر أميركية رسمية أنباء عن «تجسس» الإسرائيليين على مجريات مفاوضات جنيف حول ملف طهران النووي.
تاريخيا، لم يسبق للعلاقات الأميركية - الإسرائيلية أن مرت بحالة فتور، تشبه حالتها اليوم، منذ أن جمّد الرئيس جورج بوش (الأب) ضمانة القروض المالية لإسرائيل عام 1990، وربما منذ أن أجبر الرئيس دوايت أيزنهاور ديفيد بن غوريون على سحب قواته من سيناء عام 1956.
من حيث المبدأ، أي تدهور في العلاقات الأميركية - الإسرائيلية قد يصب في خانة المصلحة الفلسطينية وبشكل أوسع النزاع العربي – الإسرائيلي، إلا أن خلفية التدهور الراهن في علاقات واشنطن بتل أبيب، وتحديدا دوافعه، ليسا مدعاة ابتهاج للعواصم العربية بقدر ما هما مدعاة أسف.
لافت أن الإدارة الأميركية لا تجد حرجا من إغضاب حليفها التقليدي، إسرائيل، في سياق سعيها للاحتفاظ بعلاقة ثنائية خاصة مع إيران، حتى إن اقتضى الأمر التلويح باحتمال «إعادة تقويم» هذه العلاقة الوثيقة، وهو تهديد لم يسبق أن أقدمت عليه أي إدارة أميركية سابقة في سياق أي نزاع عربي - إسرائيلي.
أما على صعيد «إقناع» إسرائيل بالحل الأميركي للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، فالإدارة الأميركية لا تجد مبررا للتلويح بأي ورقة من أوراق الضغط التي تملكها رغم أن اللجوء إلى هذه الضغوط من شأنه «إرضاء» عالم عربي واسع شاسع، ناهيك بمساعدة المجتمع الدولي على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة «المجمدة» منذ عقود.
يقول المثل: عش رجبا ترَ عجبا... وأعجب هذا العجب أن تعتبر إدارة الرئيس أوباما أن تهديد إيران للأمن الإقليمي في الشرق الأوسط ينحصر بمشروع تطوير قدراتها النووية فقط لا غير، وتتغاضى بالتالي عن خطر إيران الداهم على المنطقة كلها، أي ميليشياتها المسلحة الجاهدة على ساحة تصدير «الثورة الإسلامية» بمفهومها الخميني الضيق.
بأي منظور استراتيجي، تعتبر إيران النووية، مثلها مثل إسرائيل النووية، تهديدا قائما لاستقرار الشرق الأوسط وأمنه، خصوصا أنها تصنف نفسها (على غرار أنظمة البعث البائدة) دولة آيديولوجية «ذات رسالة خالدة» تسطرها في المنطقة بقوة السلاح ومنطقه.
إيران «الميليشيوية» قد تكون اليوم أشد خطرا على استقرار الشرق الأوسط من إيران «النووية» غدا. وليس من المبالغة في شيء مقارنة «رسالة» ميليشياتها الشيعية في العراق وسوريا واليمن «برسالة» مثيلاتها من الميليشيات السنية المتشددة، مثل «داعش» و«النصرة»، كلاهما، في نهاية المطاف، وجهان لعملة واحدة رغم الفارق في نظرة عواصم الغرب إليهما.
على هذا الصعيد، ربما تعتبر العواصم الغربية مبررة بعض الشيء، فخلافا لما ارتكبته الميليشيات المحسوبة على التيارات السنية المتشددة من فظائع في سوريا والعراق وحتى لبنان، لم تعتدِ ميليشيات إيران الشيعية على مواطنين غربيين - لا خطفا ولا تعذيبا ولا تقتيلا - رغم أن هذا التصرف يندرج في إطار دبلوماسية تحاشي تأليب الرأي العام الغربي على إيران، فيما هي تفاوض الغرب على برنامجها النووي. ولكن عواصم الغرب تخطئ إن هي تصورت أن ميليشيات إيران تحارب «داعش» في العراق وسوريا خدمة «للشرعية» في البلدين.
عمليات ميليشيات إيران المسلحة ليست مجرد رد فعل على توغلات «داعش» وفظائعها، بل جزء من مشروع آيديولوجي في الظاهر، وسياسي في الباطن، يتوخى تقويض عروبة الشيعة - السابقة تاريخيا لشيعية بلاد فارس - واستبدالها بولاء سياسي لدويلات تدور في فلك النظام الإيراني وتجذر نفوذه في المنطقة.
قد يأتي يوم يكتشف فيه الغرب أنه انتهى من حرب باردة مع «الشيوعية الدولية» ليواجه حربا أكثر سخونة مع «الفارسية الإقليمية» في الشرق الأوسط. وقد لا يكون هذا اليوم بعيدا بعد أن كشفت عملية «الحزم» العربية أبعاد المخطط الاستراتيجي الإيراني للهيمنة على الشرق الأوسط بأكمله - وهذا قبل تطوير طهران قدراتها النووية... فكيف بعدها؟
هل انتهى “دهر” العسل؟
بقلم: هاشم عبدالعزيز عن الخليج الاماراتية
[IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image006.gif[/IMG]
هل انتهى "دهر" العسل في العلاقات الأمريكية ال"إسرائيلية"؟ هذا ما تطرحه ال"مفاجآت" المتتالية التي أطلقتها الإدارة الأمريكية في غضون أيام قليلة .
بعد إعلان البيت الأبيض بأنه يعتزم إعادة تقييم دعمه الدبلوماسي ل"إسرائيل" في الأمم المتحدة أثر تعهد رئيس وزرائها نتنياهو في حملته الانتخابية بعدم قبوله بحل الدولتين الذي يشكل إحدى ركائز السياسة الأمريكية المعلنة لحل الصراع في الشرق الأوسط .
جاء الإعلان الأمريكي من أن "إسرائيل" كانت تتجسس وخلال قرابة عام على المفاوضات في شأن البرنامج النووي الإيراني التي كانت جولاتها الأمريكية الإيرانية غير قليلة .
التطورات على هذا النحو كانت مفاجئة وقراءتها كانت أقرب إلى ردود أفعال عديدة .
هناك من رأى إعلان البيت الأبيض بمثابة مؤشر على تحول سياسي أمريكي لا يقتصر على ما كانت عليه تلك السياسة القائمة على حماية "إسرائيل" من العقوبات الدولية ودعم سياستها الاستيطانية والتهويدية وحروبها وجرائمها ضد الإنسانية، بل والعلاقة الأمريكية "الاسرائيلية" بدليل هذا الخروج الذي يمكن القول إنه وضع نهاية للسرية وأسقط ما يعرف بالخصوصية .
بعض آخر يرى أن إعلان البيت الأبيض يفتح الأبواب أمام الانتقادات الأمريكية التي كانت شبه محرمة ل"إسرائيل" ولا يحتمل الذهاب أبعد من ذلك وعلى الأقل في المدى المنظور وهؤلاء لا يشيرون إلى أنه إذا ما كانت "إسرائيل" لم تعد تلك الركيزة المتقدمة لاستراتيجية الولايات المتحدة نظراً للتواجد العسكري الأمريكي في المنطقة بالإضافة إلى الضربة التي وجهها نتنياهو للوبي الصهيوني في الداخل الأمريكي بوضعه في مأزق الولاء بعد تحديه الإدارة الأمريكية عدم إلقاء خطابه في الكونغرس الأمريكي، لكن هذا ليس مدعاة للاعتقاد بأن الولايات المتحدة ستتخلى عن ركيزة استراتيجيتها الأساسية لأن الخلافات على الدور لا تذهب إلى حد القطيعة .
بين هذا وذلك هناك من يرى لزوم عدم الذهاب إلى قراءة ما يجري بالأماني السياسية وأن الوقت ما زال مبكراً للوقوف على هذه التطورات في العلاقات الأمريكية "الاسرائيلية" .
السؤال الآن: ما الذي أدى إلى هذه السوابق في العلاقات الأمريكية ال"إسرائيلية"؟
بداية يمكن القول إن رئيس الوزراء ال"إسرائيلي" نتنياهو قدم للرئيس الأمريكي أوراقاً ثمينة جراء تحديه طلبه عدم إلقاء خطابه في الكونغرس والتعرض للمفاوضات الأمريكية الإيرانية في شأن البرنامج النووي الإيراني ونتنياهو لم يكن يتدخل في الشؤون السياسية الأمريكية الداخلية بل كان قد تمادى في شأن هذه السياسة تجاه المصالح والعلاقات الأمريكية الخارجية .
بين الرجلين خلافات لكنها بقيت تحسب على أنها شخصية لكن غرور نتنياهو أوقعه في تجاهل طلب الإدارة الأمريكية باعتباره يمثل رئاسة وسيادة الولايات المتحدة .
من هذه النقطة بدأت ال"شقلبة" التي ترتد على "إسرائيل" ورئيس وزرائها الذي لم تنفعه محاولات تلطيف الأمور ومن ذلك إطراؤه على العلاقات الأمريكية "الاسرائيلية" .
ميزت سنوات أوباما في الرئاسة الأمريكية عدم تعاون نتنياهو مع الجهود الأمريكية في شأن التسوية وهي حفلت بتطاول نتنياهو ما أدى إلى تراجع أوباما عن قراراته مرات عديدة .
كما يطرح إعلان البيت الأبيض في شأن تقييم العلاقة مع "إسرائيل" أن الأمور مفتوحة على مواجهة الأعباء التي تتحملها أمريكا جراء السياسة التي يتبعها اليمين ال"إسرائيلي" في شأن التسوية السلمية وهي أعباء ليست قاصرة على ما يقدم من دعم مادي وعسكري بل ومواقف سياسية لها تبعات سلبية على الولايات المتحدة ومصالحها في هذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية .
يجد أوباما في هذا الوضع فرصة ثمينة لرد الفعل تجاه تحدي وتطاول وغرور نتنياهو ومن غير المستبعد الدفع بالاتجاه الذي أعلنته تسيبي ليفني من أن نتنياهو ليس عدواً ل"إسرائيل" ولكنه يعرضها للدمار بسياسته الانقسامية الداخلية وبعزلتها الدولية وسيكون أوباما إذا ما دفع بتسوية من ينقذ "إسرائيل" من مجهول نتنياهو .
أمام أوباما فرصة لتحقيق إنجاز تاريخي إذا ما استغل الوقت المتبقي من رئاسته في شأن تحقيق تسوية تقوم على الحق والعدل وقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، وهي من بين ما تقوم إلى جانب عودة المشردين إلى أرضهم وبيوتهم إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية المستمر منذ ما يزيد على ستين عاماً كما طالبت بذلك الإدارة الأمريكية "إسرائيل" منذ أيام قليلة .
والأمر هنا يتوقف بدءاً على جدية الولايات المتحدة حل هذه الأزمة لا إدارتها في لعبة ابتزازية بتداعيات مدمرة .
إبداعات الأسرى الفلسطينيين
بقلم: فايز رشيد عن الوطن العمانية
[IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image007.gif[/IMG]
أثناء تواجدي في دبي مؤخرا, جمعتني منذ أيام سهرة في بيت الصديق العزيز نبيل صلاح, بالمبدع الفلسطيني الصديق أمجد عرار عازف العود والمغنّي الفلسطيني المعروف. حضرالأمسية أيضا كثيرون من الاصدقاء والمعارف. عزف أمجد وغنّى الكثير من التراث والأغاني الوطنية الفلسطينية والعربية. السهرة كانت فلسطينية عربية بامتياز. حدّثنا أمجد عن اختراعه طريقة لصنع العود حتى في السجن!. أدهشنا ببساطة المواد التي استعملها لتركيبه. صادرت سلطات السجن الاسرائيلية العود منه أكثر من مرة!. تحدّاه مدير السجن أن يحكي طريقة صنعه للعود مقابل إبقائه معه. اغتنم أمجد الفرصة ليُبقي العود معه. كان بعوده يجمع كل السجناء في غرفهم حين يغني لفلسطين. حدثنا أيضا عن طرق عديدة لتواصل المسجونين في زنازين السجن مع بعضهم ومع المعتقلين الآخرين في غرف السجن.
الحديث أعادني إلى مطلع شبابي حيث اعتُقلت عامين قبل إبعادي مع آخرين إلى الأردن عن طريق وادي عربة. أذكر يومها: أساليب السجناء البسيطة في إبداع العديد من مواد التسلية, وقد كان صنعها محدودا بالمواد القليلة جدا المسموح بإدخالها للسجناء من قبل الأهل. بعد إضرابات ومظاهر احتجاج كثيرة وانتفاضات عديدة.. فرض معتقلونا على العدو تحسينا نسبيا في ظروفهم. بالطبع مطالبهم لم تتحقق بعد بالشكل الذي يريدون .. لكنهم بنضالاتهم يحققون دوما مطالب أكثر.
نعم, يتفوق العدو الصهيوني على البرابرة وهولاكو، وهو أكثر بشاعةً من النازيين والفاشيين وكل المجرمين في التاريخين القديم والحديث على حدّ ٍ سواء، يتفوق ليس في اقتراف المجازر فحسب، ولا في ضرب عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وبخاصة الأسرى في سجونه، وإنما أيضاً في العنصرية والاستعلاء، وهذه الدرجة العالية من الحقد والكره ليس للفلسطينيين والعرب والمسلمين وكثيرين من المسيحيين(باستثناء التيار الصهيو-مسيحي) وإنما لكل ما هو إنساني، فالمعادلة القائلة بأن من يمارس عملية القتل البشع لابد وأن يتحلى بدرجة عالية من الكره والحقد لمن يقتل، فكيف إذا تمثلّت طريقة الإجرام في أسلوب القتل البشع والبطئ لأسرى معتقلين في سجونه, ولمحكومين مئات السنوات(تصوروا!): يمنع عنهم العدو أدنى مستويات العلاج، بل يقوم بمساومتهم كي يصيروا عملاء لأجهزته ومخابراته مقابل حبّات قليلة من الأسبرين تُستعمل دوءاً عاماً لكل أمراض الجسم , وأنا أعني ما أقول وكنت شاهد عيان على ما يحدث، وعلى هذه وتلك من الأساليب القذرة والمنحطّة, انحطاط هذا العدو الذي يستعملها.
لا يكتف الإسرائيليون بهذه الطريقة النتنة المثيرة للقشعريرة والتقزز, بل يقومون عن قصد وسابق إصرار بتجربة الأدوية الخطيرة عليهم( دون علمهم بالطبع), يوهمونهم أنهم يعالجونهم مما يشتكون منه، ولذلك فإن أكبر نسبة من الإصابة بالأمراض الخطيرة: كالسرطان، والجلطات الدماغية، والإعاقات هي بين السجناء الفلسطينيين في معتقلات العدو. ما يقارب الستة آلاف معتقل فلسطيني من بينهم النساء والشيوخ والأطفال، يقاسون أمرّ العذابات في المعتقلات الإسرائيلية، كثيرون منهم محكومون بالسجن المؤبد مدى الحياة،وبعضهم مسجونون منذ ما يزيد على الثلاثين عاماً.
معارك الأسرى الفلسطينيين تنصّب أساساً على تحسين ظروف اعتقالهم، وهي القاسية, والتي تهدف إلى قتل الأسرى بطريقة الموت البطيء, يعيشون الاكتظاظ والظروف الحياتية الصعبة في مجالات الحريات، والتغذية، وقلة العلاج ورداءته, ومنع إدخال الكتب ومنع سماع البرامج في الإذاعات, ورؤيتها في الفضائيات وصعوبة زياراتهم من قبل ذويهم، فسلطات السجون الصهيونية تضع حاجزين من الأسلاك المشبكة, بينهما مسافة مترين وما يزيد، الأمر الذي لا يسمح للطرفين بالتحقق السليم للسجين من وجوه زواره.
ولعل من أخطر الطرق التي تتبعها إسرائيل مع المعتقلين الفلسطينيين هي: محاربتهم نفسياً من خلال الحجز لسنوات طويلة في الزنازين الانفرادية, ومنع الزيارات عنهم، واستعمال وسائل التعذيب النفسي بحقهم, الأمر الذي يؤدي إلى اصابة عديدين منهم بأمراض نفسية مزمنة.
لقد أظهرت الإحصائيات المتعلقة بشؤون الأسرى مؤخراً أن: ما يزيد على المليون من الفلسطينيين في الأراضي المحتلة, تم اعتقالهم في السجون الإسرائيلية، الأمر الذي يعني أن كل عائلة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة, منها فرد, تم سجنه, ومرّ في تجربة الاعتقال والحبل على الجرار!.
منذ عام 1967 فإن المئات من المعتقلين استشهدوا في المعتقلات الصهيونية التي تذكّر بمعسكرات الاعتقال النازية والفاشية. من السجينات أيضاً من جرى اعتقالهن في فترات الحمل، ولادتهن تتم في ظروف قاسية في غرفة(يطلق عليها زورا اسم:مستشفى) في السجن، يشرف عليها ممرض, والمولود يبقى مع أمه في السجن.
هذه هي ظروف حياة أسرانا في المعتقلات الإسرائيلية. إسرائيل تقترف وسائل العقاب الجماعي بحق المعتقلين, فكم من مرّة أحضرت سلطات السجون, قوات حرس الحدود،التي يهجم أفرادها على المعتقلين بالأسلحة الرشاشة والقنابل المسيلة للدموع وغيرها من الوسائل, لا لشيء, فقط إلا لأن المسجونين يطالبون بتحسين ظروف اعتقالهم.
آلاف من المعتقلين الفلسطينيين موقوفون بموجب القوانين الإدارية،هذه القوانين تعتبر من مخلفات الاحتلال البريطاني. الغريب أن إسرائيل تروّج: بأنها دولة ديموقراطية, والأغرب: أن العالم يصدّقها! وهو يعمي عينيه عن قضية الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الصهيونية, وسبق وأن ركّز على أسر جندي إسرائيلي واحد جاء غازياً, فأسره الفلسطينيون.
مسؤولون كثيرون على الصعيد العالمي طالبو حينها بإطلاق سراحه واستغلت الدولة الصهيونية دموع والديه للترويج لقضيته بينما لا ينطق الآخرون بكلمة واحدة عن الأسرى الفلسطينيين, وكأنهم ليسوا أبناء عائلات, وكأن ليس لهم أمهات يشتقن إليهم أبنائهن!. رغم الانقسام الفلسطيني, فإن المعتقلين الفلسطينيين موحدون, إن في حرصهم على تحقيق الوحدة الوطنية بين المنتمين لكافة التنظيمات الفلسطينية أو في مجابهتهم لمخططات العدو الصهيوني, الذي يستهدف كسر إرادتهم أولاً وأخيراً
رغماً عن العدو وقمعه ومخططاته وأساليبه الفاشية وهجوماته المتعددة عليهم،استطاع أسرانا تحويل معتقلاتهم إلى مدارس نضالية وطنية تساهم في رفع وتيرة انتمائهم وإخلاصهم لشعبهم وقضيته الوطنية, فيزداد المعتقل إيماناً بعدالتها،وإصراراً على تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والكرامة والعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة. رغم كل ظروف السجن : المعتقلون الفلسطينيون قادرون على الإبداع الذي ينمّي صبرهم ويساعدهم في الأنتصار على الوقت وعلى كل ظروف السجن.. التحية لهم.
في يوم الأرض الفلسطينية
بقلم: علي بدوان عن الوطن القطرية
[IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image008.gif[/IMG]
تَمُرَ الذكرى التاسعة والثلاثين ليوم الأرض في فلسطين، وعلائم الثبات والبقاء راسخة في صفوف عامة مواطني الداخل الفلسطيني المُحتل عام 1948. فالترانسفير أصبح من الماضي وخلف التاريخ، وممارسات الحكومات «الإسرائيلية» المُتعاقبة فَشِلت ولن تفضي لنتائج مُحددة على صعيد «أسرلة» من تبقى من أبناء فلسطين فوق أرضهم وطنهم التاريخي داخل حدود العام 1948.
نَجَحَ فلسطينيو الداخل في عبور الامتحان الصَعب والقاسي طوال العقود التي تلت النكبة، فكسروا إرادة الاحتلال وصنعوا إرادة جديدة، باتت اليوم أكثر تماسكاً من أي وقتٍ مضى في الدفاع عن الأرض وعن الوجود وعن التاريخ والهوية الوطنية والقومية، وفي الثبات والبقاء على أرض الوطن في حيفا، ويافا، واللد، وعكا، وسخنين، وعربة البطوف، ودير الأسد، ودير حنا، وعيلبون، وأم الفحم، وكفر مندا، وكفر كنّا، وراهط، وفي عموم النقب.
إن مواطني الداخل من أبناء فلسطين، المُتجذرين فوق تراب وطنهم التاريخي داخل ما يسمى بـ «إسرائيل» وبصمودهم وتفانيهم وإصرارهم على البقاء فوق أرضهم، تركوا بصماتهم على اتجاهات التغيير، حيث تزايد التأثير العربي كقوة سياسية وديمغرافية مهمة، لهم مكانتهم في الصراع في المرحلة المُقبلة، فتعاظم الصعود في الانتماء الوطني جزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني الواحد الموحد في الداخل والشتات، وفي الصراع ضد نهب الأرض وتدمير القرى العربية، ومن اجل إزاحة كابوس التمييز العنصري والسير نحو الكينونة الوطنية الموحدة للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات.
ومما لا شك فيه بأن إعادة بلورة الهوية الوطنية لفلسطينيي الداخل المحتل عام 1948 لم تكن وليدة لحظاتها، كما لم تكن «صاعقة في سماءٍ صافية»، بل جاءت في سياقٍ مُستمر من التحوّل على أنقاض نكبة عام 1948، وبرز هذا التحوّل بشكلٍ مُميز أثناء هبة يوم الأرض في (30 مارس 1976) في مناطق الجليل والمثلث والنقب.
إن عملية إعادة بلورة الهوية الوطنية والقومية لفلسطينيي الداخل عام 1948، تتغذى في جانبٍ كبير منها من سلوك سياسي واجتماعي بمضمون طبقي عند الأغلبية اليهودية الصهيونية الرسمية الحكومية والحزبية التي تَدفَع بفلسطينيي الداخل دون أن تدري نحو مواقع العملية الوطنية والقومية العربية، فهناك اتجاه عام يتوالد وتَدفع به الحالة المُجتمعية اليهودية التي تَتصرف مع العرب الفلسطينيين داخل حدود العام 1948 بمنطق اللامساواة في أي من مجالات الحياة، منطق «أولاد الجارية» والتمييز العنصري والطبقي.


رد مع اقتباس