النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 25/03/2015

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 25/03/2015

    الفخ اليمني


    بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
    المضمون يتناول الكاتب الاوضاع اليمنية ويطرح سيناريوهات و تصورات للصراع الدائر في اليمن والاطراف الدولية و الاقليمية المشاركة في هذا الصراع )

    على سفوح الجبال التي تحيط بمدينة تعز في جنوب اليمن تنمو احدى اشهر انواع نباتات القهوة الافضل في العالم. ويسكن في المنطقة اكثر من نصف مليون نسمة، حيث يربون فيها نبتة القات الاكثر مديحا في البلاد. في الماضي كانت المدينة بيتا للطائفة اليهودية الكبرى، التي كانت تعد حوالي عشرين الف نسمة، ومن بينهم ايضا سلالة الشرعابيم. وعرف المكان ليس فقط في حكمائه، بل ايضا في اعمال صك الذهب والفضة فيه، ولحين وقوع الثورة كان يزور اماكنه الجميلة العديد من السياح. بالامس سقطت المدينة بأيدي الحوثيين، الاقلية الدينية من الطائفة الزيدية التابعة للشيعة، والتي تعادل حوالي 40 بالمئة من مجموع سكان اليمن. وتقع تعز على مفرق طرق استراتيجي، تؤدي احداها إلى ميناء عدن. حيث اليها يعتزم الحوثيون التوجه من اجل استكمال احتلال البلاد.
    تنضم اليمن إلى سوريا وليبيا، التي تسيطر عليها المليشيات الدينية او المدنية، وللعراق، التي تسيطر فيها السلطة المركزية على جزء من الدولة. وكما هو الحال في العراق وسوريا، ففي اليمن ايضا فإن الحرب هناك ليس فقط بين الحوثيون والنظام، الذي يعمل الآن من مدينة عدن. وذلك بعد ان تمكن الرئيس منصور هادي من الفرار من مكان إقامته الجبرية التي كانت مفروضة عليه في مدينة صنعاء.
    ان خارطة القوات التي تعمل في اليمن معقدة بشكل لا يقل عن تلك التي تتميز بها سوريا. ففي جنوب البلاد يعمل إلى جانب جزء من قوات النظام، مجموعات كبيرة من نشطاء القاعدة، المدعومين من قبل جزء من القبائل السنية. وفي نفس المنطقة تعمل ايضا قوات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والذي يتكون جزء منهم من نشطاء القاعدة الذين فروا من التنظيم واعلنوا ولائهم لزعيم الدولة الإسلامية ابو بكر البغدادي. في معاقل الجنوبيين تنشط ايضا مليشيات سنية، تطالب مجددا بإعادة تقسيم اليمن إلى جنوبية وشمالية، وكذلك قبائل مسلحة تطالب بتقسيم عادل لموارد النفط في البلاد، الذي يتواجد معظمها في الجنوب. ويدير الحوثيون، الذين تتركز معاقلهم في منطقة صعدة في الشمال، منذ نحو عقد من الزمن القتال العنيف ضد السلطة مطالبين بالمساواة في الحقوق. وانضم اليهم ايضا كتائب من الجيش اليمني، والتي ظلت موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح. الذي اطيح به بعد الثورة في العام 2011.
    خليط هذه القوات لم يتشكل في الاسابيع الاخيرة، ولكن على ما يبدو انها كانت تنتظر الفرصة للانقضاض من «المفرخة» التي كانت تتحصن فيها في محاولة للسيطرة على السلطة وعلى الثورة في اليمن ـ التي جاءت استمرارا للثورات في تونس، ومصر وليبيا ـ بعد ان فهمت ان هذه التطورات ايجابية (ومن بينها جهد للتوصل إلى مصالحة وطنية ولتطبيق القانون)، وازاحت ايضا بواسطتها خصمها القوي وغير المرغوب فيه، الرئيس علي عبد الله صالح. وعلى الرغم من إصابته الخطيرة وإبعاده عن مركز القوة، فهو لم يتنازل ابدا عن التطلع إلى تفكيك السلطة الجديدة والعودة إلى حكم البلاد. وصالح، الذي ادار بنفسه العديد من المعارك الصعبة ضد الحوثيين في شمال البلاد في السنوات التي سبقت الثورة، امتطى عليهم، وسوية مع القبائل السنية التي بقيت موالية له بدأ السعي مجددا للعودة إلى السلطة.
    وفي المقابل، تنظيم القاعدة ـ الذي جعل من اليمن القاعدة الاقوى له ولنشاطاته في شبه الجزيرة العربية، بعد ان طرد من السعودية- حول حكومات اليمن، سواء حكومة صالح، او تلك التي اقيمت بعد الثورة، لحلفاء مع الولايات المتحدة والسعودية. هذا التحالف زود البلاد التي هي من بين الافقر في العالم، بالمساعدت العسكرية والاقتصادية. ولكن هذا التعاون، الذي مكن القوات الأمريكية من العمل في اليمن برغبة منه، يقف الآن على حافة الانهيار. ففي الايام الاخيرة اخرجت الولايات المتحدة جميع جنودها من القاعدة الجوية في عوند، واغلقت سفارتها في صنعاء، وتم تعليق الهجمات على مواقع القاعدة. في اليمن نفسها لم يتبق قوات من قبل النظام الذي من الممكن التنسيق معها بشأن العمليات العسكرية ضد القاعدة، كما كان عليه الوضع مؤخرا.
    ولكن القتال ضد القاعدة، الذي يتطور ايضا إلى حرب ضد الدولة الإسلامية (الذي تم التعرف على نشاط قواتها في آب من العام 2014، عندما قامت قواتها بذبح 14 من الجنود والضباط اليمنيين في منطقة حضرموت جنوب البلاد) من شانه ان يتضح كحرب ثانوية في إطار خطة استراتيجية اخرى. إنقضاض الحوثيون تحول إلى رافعة سياسية لصالح إيران، والتي كما هو الحال في لبنان والعراق وفلسطينالتي قبل الازمة في سوريا، نجحت في ان تختار لنفسها حلفاء من بين المنظات، مثل حماس، او ان تشكل لنفسها منظمات مثل جزب الله، من اجل ان تفرض عليهم تأثيرها.
    التيار الزيدي الذين يحسب عليهم الحوثيون على الرغم من انهم مقربون من الشيعة، ولكن هذه ليست شيعة إيران، وهو يعتبر حتى مارقا وليس ارثوذوكسيا. ولكن إيران، التي لا تقوم بشكل عام بفحص الاصول الدينية للموالين لها، جعلت من الحوثيين رعاياها، الذين تمولهم، وتسلحهم وتدربهم. وعمليا، في هذه الايام تتواجد في إيران بعثد من 600 مقاتل حوثي، يتلقون تدريبات عسكرية متقدمة.
    مقابل إيران تندرج السعودية، التي تدير معارك ضد شد حبل لكبح تأثيرها في جميع مناطق الشرق الاوسط. في ايام ولاية على عبد الله صالح ساعدت السعودية الجيش اليمني في حربه ضد الحوثيين، كما انها استخدمت سلاحها الجوي لشن غارات على معاقلهم في صعدة التي تقع على حدود المملكة. وتعهدت السعودية بدعم النظام اليمني الذي اقيم في اعقاب الثورة، وحولت له مخصصات سنوية تزيد عن المليار دولار. ولكن بعد ان سيطر الحوثيون على العاصمة وطردوا النظام، تم تجميد المساعدة وبدأت إيران في إعاشة سلطة الحوثيين.
    حاليا فإن السعودية واقعة امام معضلة صعبة: فمن اجل محاربة الحوثيين ولكبح إيران، عليها دعم القوات السنية. ولكن من بين السنة التي يتوجب عليها دعمهم يوجد القاعدة والدولة الإسلامية ـ بالاضافة إلى جزء من قوات الجيش الذين يدعمون الرئيس السابق صالح وجزء من القبائل التي تدعم القاعدة ـ هم من السنة؟ المعضلة السعودية هي ايضا ذاتها المعضلة الأمريكية، حيث ان الولايات المتحدة لا يمكنها الاكتفاء بالحرب ضد القاعدة في اليمن وان تجند السعودية إلى جانبها، عندما تدير هي بنفسها مفاوضات متقدمة مع إيران حول الموضوع النووي، وبذلك فهي تعزز من مكانة إيران الاقليمية.
    والسعودية متخوفة ايضا من ان نصر الحوثيين مع إيران في اليمن يوقع تمردا مدنيا في المملكة ايضا التي تقيم فيها اقلية شيعية فاعلة، وكذلك في جارتها البحرين التي تقيم فيها اغلبية شيعية. «امن اليمن هو امن الخليج العربي»، هكذا قيل في المؤتمر الطارئ الذي عقد في الرياض، وشارك فيه ممثلون على مستوى عالي من جميع الدول الخليجية. ولكن كيف يمكن تحقيق هذا الامن؟ بصورة نظرية، فبإمكان دول الخليج ان ترسل قوات إلى اليمن من اجل اخضاع الحوثيين. ومن الممكن ايضا ان تقوم مصر، التي تدير نقاشات لاقامة قوة تدخل عربية، ان تساهم بقواتها في اليمن. ولكن تدخل الجيوش العربية من شأنه ان يجر تدخلا إيرانيا مباشرا في اليمن، وتحويل البلاد إلى ساحة قتال دولية لا احد معني بها.
    المسار الدبلوماسي هو المخرج المنطقي الوحيد الذي من شأنه تهدئة الاوضاع. ولكن مبعوث الامم المتحدة في اليمن، جمال بنعمر، استسلم وترك البلاد بعد ان اتضح له انه لا يوجد حاليا شركاء للتصالح. الرئيس المعزول، هادي، يصر على ان يترك الحوثيون العاصمة مع سلاحهم، وان يعيدوا للجيش السلاح الثقيل والذخيرة التي سلبوها قبل بدء المفاوضات. هذه الشروط بالطبع غير مقبولة من قبل الحوثيين، الذين هم جاهزون للعودة إلى الصيغة السابقة التي اقترحوها، والتي بموجبها اقامة حكومة مؤقتة يتم تعيين اعضائها من قبل مجلس محلي يتم انتخابه من قبلهم. امكانية اخرى تتمثل في ان تعترف الولايات المتحدة والامم المتحدة بسلطة الحوثيين في اليمن وبذلك يضمنوا في ان يكون في البلاد سلطة مركزية بإمكانها ان تكون حليفا في الحرب ضد القاعدة والدولة الإسلامية. ولكنهم بذلك يمنحون المشروعية للرعاية الإيرانية على اليمن ولسحب اقدام السعودية من دولة اخرى في المنطقة.
    الامكانية الثالثة هي الانتظار لحين التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران وفي اعقابه تنضم إيران إلى منظومة دولية تحاول حل الازمة في سوريا وفي العراق والآن في اليمن. حاليا تبدو هذه الامكانية كرؤية مروعة، ولكن الحركات التي تدور في المنطقة من شأنها تحويل الرؤى المروعة إلى اكثر واقعية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    إنهم يخيفون
    هناك تحريض ضد العرب في إسرائيل بأنهم يزحفون بشكل متزايد نحو الصناديق


    بقلم: نوريت كنتي،عن معاريف
    المضمون يحلل الكاتب نتائج الانتخابات الاسرائيلية وكيف نجح اليمين الاسرائيلي بالانتخابات من خلال حملة تخويف قادها نتنياهو ضد العرب و اليسارالاسرائيلي )

    الطلب من وسائل الإعلام بمحاسبة النفس تحول في الايام الاخيرة إلى موضة. سأقترح هنا عددا من الجهات التي عليها أن تقوم بمحاسبة النفس ولكن بطريقة مختلفة. شخص من المحللين واصحاب الرأي الذين هاجموا وسائل الإعلام واليسار والتل ابيبيين والمنعزلين، لم يقم بشملهم في دعوته. اذا نجح نتنياهو بفضل غربوز أو بسبب تعالي اليسار أو وسائل الإعلام أو حملة التخويف فان ذلك ليس له علاقة لأنه كانت هناك حملة تخويف.
    رئيس الحكومة استغل عدم رفض أحد اجراء مقابلة معه، واستغل دقائق البث الكثيرة ليس لطرح حلول للمشاكل ولكن من اجل التخويف من اليسار والعرب. ليس الهدف هو الجملة المعروفة «داعش، حماس وإيران» حيث أن هذه مشاكل موضوعية قائمة ومن المشروع التحذير منها، وحتى التعهد بمعالجتها بصورة أفضل من الآخرين.
    ومن المشروع ايضا التوجه باستخفاف إلى «تسيبي وبوجي». إن ذلك يتضمن داخله الكثير من التعالي وحتى الشوفينية، لكنه أمر مشروع طالما أن الاثنين يُعدان أنفسهما لرئاسة الحكومة. من المنطقي والمسموح مهاجمة المرشح، وفي هذه الحالة ليس هناك شك أن المرشح المهاجم أكثر كان بالتحديد رئيس الحكومة وليس واحدا من معارضيه.
    ايضا لجان عمال وليكوديين متحمسين وليكوديين سابقين قاموا بذلك.
    لكن ليس من المشروع سلب الشرعية من جمهور كامل، ليس من المشروع تحويل نحو مليون مصوت يصوتون لغير صهيونيين (المعسكر الصهيوني وميرتس)، والتحريض ضد مليون ونصف مصوت (المعسكر الصهيوني وميرتس والقائمة المشتركة). ليس من المشروع الكذب على من نريد صوته والقول له إن هناك خطر على حياته لأن «العرب على الجدران». هذا ليس فقط الفيلم القصير الذي يسير فيه العرب إلى الصناديق بجموعهم كدبابات سورية في حرب يوم الغفران، تلك سيارات سارت في معاقل الليكود ودعت المصوتين للخروج لانقاذ الدولة من أيدي العرب.
    ليس داعش وحماس وإيران بل مواطني الدولة. فعليا 20 بالمئة منهم. منهم الصيدلي والطبيب والممرضة والمقاول وعامل التنظيف.
    هم الخطر، وهم اولئك الذين أدت الحكومة السابقة إلى توحيدهم وتعزيز قوتهم السياسية، واليسار، رغم أنه قال إن حكومات اليمين فقط تخلت عن مناطق، وصف بأنه معادٍ للصهيونية. واضح للجميع أن كل ما يريده المعسكر الصهيوني هو الصعود إلى الحكم من اجل تسليم ارض اسرائيل للعرب.
    من الغريب أن أحدا لم يطلب من الحزب الحاكم بأن يقوم باجراء محاسبة للنفس على التنديد الخفيف، اذا حصل بالفعل، بالظواهر العنصرية العنيفة ضد العرب ونشطاء اليسار. من المثير أن شخصا لم يدعُ الحزب الحاكم لاجراء حساب للنفس على التنديد باليسار الذي هو حزب ديمقراطي عالمي كفكرة غير شرعية. من المثير أنه حتى اشخاص يعتبرون أنفسهم يمين ويؤمنون بحل الدولة الواحدة، فيها العرب والفلسطينيون خلف الخط الاخضر يكونون متساوي الحقوق – حتى هؤلاء لم يدعوا إلى اجراء محاسبة للنفس. ومثير في الأساس أن شخصا لم يدع لمحاسبة النفس أو اعطاء اجابة للناخبين حول ماذا سيحدث في اليوم التالي.
    بعد نجاحهم في اخراج الجماهير إلى الصناديق للدفاع عن القدس من عرب اسرائيل، ماذا سيحدث بعد عشرين، ثلاثين أو اربعين سنة، بعد أن ألغي خلال الحملة حل الدولتين، وبقي احتمال الدولة الواحدة ـ عندما يتحرك العرب بجموعهم إلى الصناديق ويحصلون ليس على 13 بل على 20، 30 أو 40 مقعدا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    «يديعوت» تكتشف نتنياهو
    الواقع الاقتصادي لم يكن سيئا والجمهور كان يدرك ذلك عندما صوت لليكود



    بقلم: حازي شترنلخت،عن اسرائيل اليوم
    المضمون يهاجم الكاتب الحملات التي قادها اليسار وصحيفة يديعوت ضد اليمين الاسرائيلي خصوصا في المجال الاقتصادي ،موضحا ان الجمهور اختار اسلوب اليمين في ادارة الاقتصاد )

    وصلنا إلى اللحظة التي يمكننا فيها الحديث عن الحقائق. الحديث عما يحدث في الواقع الاسرائيلي بدلا من خدمة الدعاية الرخيصة الانفعالية والمشوشة. طوال اشهر الحملة الانتخابية حاولوا في «يديعوت احرونوت» في شتى أذرعها الإعلامية غسل أدمغة الجمهور. في كل لحظة كان يُعرض علينا ملايين الاطفال الذين يذهبون إلى النوم وهم جياع، وجنوب يعاني من حكم نتنياهو، وضواحي تتصرف كـ «امرأة مضروبة» من قبل الليكود، ومشاريع منهارة، يحاولون أن يصوروا أنه بعد لحظة سينهار الاقتصاد.
    كل تقرير صدر عن معهد ابحاث أي كان، الذي يكون احيانا ممولا من حكومات اجنبية لديها أجندات سياسية محددة، حظي بابراز كبير. اعتقادات جوفاء، ادعاءات وتقديرات تحولت إلى حقائق والى عناوين صارخة تشير إلى أن كل شيء هنا أسودا حالكا. بالاحرى في المجال الاقتصادي. في النهاية شرحوا لنا بلغة واضحة: الانتخابات يجب أن تكون حول الموضوع الاقتصادي وليس الموضوع الامني. ما العمل حيث اتضح اليوم أنه في الموضوع الاقتصادي فان السياسة التي انتهجها الليكود كانت لصالح المواطنين ولصالح الطبقات الضعيفة.
    وهكذا حدث أنه بالأمس استيقظ المحلل الاقتصادي الكبير، سيفر بلوتسكر، واعترف بأن «الاسرائيليين صوتوا لاستمرار ولاية حكومة برئاسة نتنياهو لاسباب اقتصادية». في الوقت الذي كتبت فيه «اسرائيل اليوم» امورا بروحية مشابهة طوال اشهر الحملة الانتخابية غمرتنا موجة من الردود تراوحت بين العداء والتهكم وبشكل عام التجاهل. «يديعوت» بشتى وسائلها حاولت اقناعكم بأنه بعد لحظة سينهار الاقتصاد. إن الاشخاص في الضواحي الذين يصوتون لليكود هم نوع مهجن من انسان العصر الحجري وأناس خائفين يجب عليهم التصويت لنفس الحزب.
    فقط سيناريو واحد لم يؤخذ في الحسبان في الاشهر الاخيرة. سيناريو غير معقول تماما. هل يمكن أنه بين 2009 و2015 قد تحسن الوضع الاقتصادي لسكان الضواحي بشكل خاص ومواطني اسرائيل بشكل عام؟ وهل يمكن أن تكون الفجوات في المجتمع الاسرائيلي قد تقلصت حيث يوجد فقراء أقل مما أظهرته المعطيات الاخيرة؟ هل يمكن أن يكون الجمهور يشتري مواد استهلاكية ثابتة أكثر، التضخم تحت السيطرة، النمو يسري في مختلف الطبقات، البطالة في مستوى منخفض لم يسبق له مثيل وأن هناك عمل؟.
    صحيح. من الصعب شراء شقة. اسعار الشقق ارتفعت كثيرا رغم العديد من برامج وقف ارتفاعها، كما يوجد الكثير من العمل من اجل تفكيك قنبلة الاسعار المضخمة. لكن في مجالات اقتصادية اخرى هناك تقدم ليس سيئا تماما. صحيح أنه ما زال يوجد العديد من الاشخاص الذين ساء وضعهم ويجب مساعدتهم، لكن ربما أن الشعب في النهاية لا يريد اسلوب التدمير المبرمج والمنظم لليسار الاقتصادي؟ ربما أن الشعب يفهم ايضا في هذا الشأن.
    ربما أنه في السيناريو غير المعقول تماما أن برامج القائمة النصف شيوعية لحزب العمل كان من شأنها تدمير الاقتصاد وأن الجمهور قد تأثر بذلك؟ اذا من هو بالفعل الأعمى الذي يصوت بصورة تلقائية لمعسكره؟ ربما أن الجمهور يعتقد أن زيادة المنافسة الاقتصادية هي تلك التي ستؤدي إلى العدالة الاقتصادية الأصح في تجسدها.
    جيد أن سيفر بلوتسكر في عموده في «يديعوت» قد استيقظ. كم هو غير مفاجيء أن ذلك قد حدث بعد الانتخابات. لو أن المعسكر الصهيوني قد نجح لكان قد واصل سباته. الآن الامر غير متأخر على البدء في الكتابة عن الحقائق، وفي الاساس التوقف عن محاولة غسل أدمغة الناس وادخالهم في كآبة شديدة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    ماذا يريدون من نتنياهو؟
    ما الذي كان يتوقع العرب من بيبي أكثر من الاعتذار

    بقلم: بوعز بسموت، عن اسرائيل اليوم
    المضمونيحلل الكاتب خلفيات واسباب اعتذار نتنياهو عن التصريحات العنصرية التي تحدث بها ضد المواطنين العرب في اسرائيل عشية الانتخابات)

    بنيامين نتنياهو اعتذر أمس أمام عرب اسرائيل، وحسنا أنه فعل ذلك. منذ فوز الليكود في الانتخابات يبدو أننا توقفنا عن الانشغال في المواضيع الملتهبة، مثل تخفيض اسعار الشقق والصفقة النووية السيئة التي تتبلور بين إيران والدول العظمى. بدلا من ذلك وبتشجيع من وسائل الإعلام انتقلنا إلى الانشغال في جبهات مشتعلة بين اليسار واليمين، بين العرب واليهود، بين الاشكناز والسفارديم. حتى أننا نشهد في الشبكة حروبا بين صحافيين كبار. ماذا نفعل في وضع كهذا؟ في البداية نقوم بالتهدئة. اعتذار نتنياهو بالضبط جاء على هذه الخلفية.
    نتنياهو يعرف جيدا أنه يوجد لرئيس الحكومة حقوق ولكن في الأساس عليه واجبات. عليه واجب الاهتمام بالأمن والرفاه، وايضا وبقدر ما يستطيع الاهتمام بالهدوء المصطنع.
    بالأحرى عليه واجب التدخل، في الاساس بعد الجملة التي قالها في يوم الانتخابات، «المصوتون العرب يتوجهون بأعداد كبيرة نحو صناديق الاقتراع وجمعيات يسارية تقوم باحضارهم في الحافلات»، التي تم تفسيرها من قبل عرب اسرائيل كجملة تمس بهم. ما حدث من وجهة نظر نتنياهو لم يكن عنصريا، لقد كان سياسيا. يصعب القول إنه كان مهذبا.

    تقدير سياسي مشروع
    ليس سرا أن القائمة المشتركة تضم الكثير من الاشخاص الجيدين الذين، كيف نقول ذلك بصورة مهذبة، ليسوا صهيونيين. يمكن الافتراض أن الناخبين الذين يصوتون لقائمة تضم عضوة الكنيست حنين الزعبي لم يذهبوا إلى صندوق الانتخابات لانتخاب الليكود. هذا حقهم.
    نتنياهو في وضعنا الحساس، كان يستطيع اظهار المزيد من الحساسية وأن يصوغ كلماته بصورة اخرى، حتى لو لم يكن عندي شك أنه خلف مقولته تلك كان هناك تقدير سياسي مشروع وليس تفكيرا عنصريا ظلاميا. لكن منذ اللحظة التي شعر فيها المواطنون الاسرائيليون العرب أنه تم المس بهم كان على نتنياهو التدخل. حروب داخلية تناسب أكثر سوريا والعراق واليمن وليبيا ولبنان وليس عندنا في اسرائيل. في الديمقراطية يتضرر الناس، الحمد لله، من الكلمات. في الديمقراطية ايضا يعتذر القادة أمام المواطنين.

    الخروج في جو هادئ
    كانت الردود على الاعتذار مستغربة في نظري. أمس دُعيت إلى قناة «الشرق الاوسط» في يافا. جلس أمامي عضو كنيست سابق من حزب العمل ـ عفوا المعسكر الصهيوني ـ الذي لم يقبل الاعتذار ولم يفهم ايضا لماذا اعتذر رئيس الحكومة أمام منتدى كهذا، ليس مهما بصورة خاصة (شخصيات محترمة عربية)، ولم يختر الاعتذار أمام الحزب العربي… عفوا؟.
    زعيم القائمة العربية المشتركة، أيمن عودة ـ المعتدل، هكذا يقولون ـ سارع في رفض الاعتذار. ماذا كان يتوقع من نتنياهو بالضبط؟ أن يرفض ربما تصويت الناخب؟ أو ينقل إلى قائمته الثلاثين مقعدا؟ أو ربما ينضم الليكود نفسه إلى الاتحاد المشترك بقيادة عودة؟.
    لكن لم تنته القصة بهذا. في اليوم الذي اتضح فيه نهائيا أن هناك تحالف لنتنياهو، بعد أن أظهر كحلون وليبرمان أمام الرئيس دعمهما لنتنياهو، قالت المتحدثة باسم القسم السياسي في واشنطن، لا نعرف الآن أي نتنياهو سنصدق. الكلمات حسب ادعائها لا تكفي «نحن ننتظر الافعال».
    افعال؟ ربما على نتنياهو ضم القائمة العربية المشتركة للائتلاف وأن يعرض عليهم وزارة الخارجية والمالية، ولماذا ايضا ليس الأمن؟.
    ربما أن البيت الابيض تجاوز كل الحدود. رئيس الطاقم في البيت الابيض، دنيس مكدونو، لم يُخف أمس في خطابه أمام المؤتمر السنوي للوبي اليهودي الامريكي «جي ستريت» الاتجاه الذي تقود اليه الادارة في اختلاف الرأي بينها وبين القدس. البيت الابيض يريد دولة فلسطينية الآن، الحكومة الجديدة المنتخبة في القدس لا تريد. لا بأس إن مشكلة البيت الابيض هي مع نتنياهو ـ لكنهم يريدون اعطاء احترام للناخب في اسرائيل. ديمقراطية، أليس كذلك؟
    اعتذار رئيس الحكومة أمس يجب أن يُمكن الحكومة الـ 34 من أن تمضي في طريقها في جو هاديء. لكن هذه بالضبط هي مشكلة الذين لا يقبلون النتائج ومنهم كما يبدو الرئيس اوباما، الذي حسب خطته كان يتوقع هذا الاسبوع أن تبدأ حكومة اسرائيلية طريقها بالرجل اليسرى. لكن الناخب الاسرائيلي فضل الرجل اليمنى.
    صحيح نحن صغار ويجب علينا أن نتدبر امورنا مع حليفتنا الكبرى، لكن عليهم هناك ايضا في واشنطن أن يعتادوا التعايش معنا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 13/03/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-24, 10:19 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 12/03/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-24, 10:18 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 11/03/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-24, 10:18 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 10/03/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-24, 10:17 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 21/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-03-03, 11:54 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •