في هــــــــــــذا الملف:
من غولدستون إلى شاباس !
بقلم: عادل محمد عايش الأسطل عن رأي اليوم
لماذا اعتذرت إسرائيل عن مقتل دادي؟
بقلم: فهد محمد السلمان عن الرياض السعودية
أبعد ما يكونون عن القدس
بقلم: عصام قضماني عن الرأي الأردنية
حفاة دون قضية
بقلم: جنى نخال عن الأخبار اللبنانية
الإرهاب في سيناء .. إلى أين ؟!
بقلم: سامي حامد عن الوطن العمانية
[IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image005.gif[/IMG][IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image006.gif[/IMG][IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image007.gif[/IMG][IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image008.gif[/IMG][IMG]file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image009.gif[/IMG]
من غولدستون إلى شاباس !
بقلم: عادل محمد عايش الأسطل عن رأي اليوم
قبيل اضطراره إلى الاستقالة “ويليام شاباس″– كندي الجنسيّة- رئيس لجنة التحقيق الأممية التي تم تأليفها في أغسطس/آب الماضي، لتقصي حقائق أحداث العدوان الإسرائيلي-الجرف الصامد- ضد حركات المقاومة في قطاع غزة، نتيجة تحريك إسرائيل لجزءٍ كبيرٍ من دبلوماسيتها ضد بقائه في منصبه، أعلن عن عثوره على حجة قويةً، من أن عمله دفاعاً عن حقوق الإنسان حوّله لهدفٍ كبيرٍ لهجمات إسرائيلية خبيثة، تسعى إلى تلطيخ سمعة اللجنة، ومن ثم بادر إلى تعزية نفسه بأن نتائج تقرير لجنته ستظهر قريباً، وإن كانت مُتعثرة ومضطربة وتذكّر بالنكتة، التي تقول: موت المريض لا يُقلل من نجاح العملية، ويمكن تبادل كلمات التهاني عند رأس الميت، فالمريض غادر إلى الدار الثانية، بينما بقي وارثوه، يُعددون مناقبه وينمّون بسيئات أعماله.
حكاية لطيفة أخرى، يتوجب علينا التذكير بها، وهي (لجنة غولدستون) التي بُنيت في أعقاب عملية الرصاص المصبوب عام 2008- 2009، والتي شاهدنا فصولها الدرامية التي انطوت على الضحك والبكاء في آنٍ واحدٍ، حيث أنتجت تقريراً مفعماً بالقوة والحيوية، ثم تهالكت نتائجه مرّة بعد مرّة وكلما تقدّم عليها الزمن، عندما اضطر القاضي “ريتشارد غولدستون” نفسه إلى التراجع عن أقسام هامّة من التقرير، بحجة اكتشافه معلومات لم يكن يعرفها وقت كتابته، وكلّنا رأينا بأي المسارات سلك؟ وكيف كان ختامه؟ وأين مستقره الآن ومستودعه؟ الله تعالى أعلم.
علاوة على أنها اغتاظت بجِدّها، من ترشيح “شاباس″ لترؤس اللجنة، لم تسمح بالتعاون معه، أو بالعبور إليها، أو المرور من داخلها أو حتى من مجالاتها البرية والجوية والبحرية، بالرغم من سعيها إلى ضرورة تحصيل شهادات إسرائيلية، فإن (إسرائيل)، وعلى مدار المدة الفائتة، لم تهدأ ولا لدقيقة واحدة وسائل اتصالاتها المختلفة (الجولات، التليفونات، الفاكسات، وحتى أجهزة الراديو والتلفزيون) باتجاه أصدقائها وحلفائها، بسبب إرسالها أطناناً من أشكال الدبلوماسية، احتجاجاً واتهاماً وحثّاً وتهديداً وترغيباً، في شأن ضرورة القيام بنزع “شاباس″ من ذيله، في حال تباطؤه عن اقتلاع نفسه بنفسه، بسبب ما رشح عن تقرير لجنته بأنه يُآوي ناحية الجانب الفلسطيني.
نجاح الدبلوماسية الإسرائيلية لم يكن مستنداً إلى العيون الإسرائيلية فقط، بل عن رضىً واقتناعٍ فائقين، بأن عوارض ظاهرة غمرت “شاباس″ كشفت تحيّزه لصالح الفلسطينيين، وعداءً آخر باتجاه إسرائيل، فلطالما أفاد الفلسطينيين، بشأن استشارات قانونية وقبض ثمناً في مقابلها، والتي كان آخرها في عام 2012، عندما كتب رأياً قانونياً لحساب منظمة التحرير الفلسطينية، وفي نفس الوقت طالب صراحةً عام 2013، أمام لجنة في نيويورك في شأن القضية الفلسطينية، بمحاكمة زعماء إسرائيليين ومنهم رئيس الدولة السابق “شمعون بيريس″ ورئيس الوزراء “نتانياهو” بسبب ارتكابهم جرائم حرب، إضافةً إلى أن الادعاء الإسرائيلي كان قوياً أمام أصدقاء إسرائيل وحلفائها، من أن اللجنة غير عادلة ولا نزيهة، حيث تجاهلت بشكلٍ متعمد كافة الاعتبارات الأمنية لدولة إسرائيل، وبأن مجلس حقوق الإنسان الذي أنتج هذه اللجنة، قد قام خلال العام المنصرم 2014، بتمرير قرارات ضد إسرائيل، فاق عددها جميع القرارات التي مررها ضد كلٌ من إيران وسوريا وكوريا الشمالية.
في الحاصل العام، فإن “شاباس″ قد استقال واللجنة باتت جسداً بلا رأس، والتي ربما ستضطر من أجل النمو، وفي نور هذه الاستقالة، إلى إعادة النظر في صياغة جديدة وجيدة لتقريرها المنتظر بالنسبة إلى إسرائيل، وخاصةً بتليين نبرته فيما يتعلق بإلحاق تهمة أقل صخباً باتجاه الجيش الإسرائيلي، وإلى إغماس حركات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، بشأن إثبات اقترافها جرائم حرب بصورة أكثر وضوحاً، قبل أن يلقَ مصيره المحتوم.
اعتراض (إسرائيل) على اللجنة ونجاح دبلوماسيتها، يشيران بلا شك إلى اختلالات جوهرية في الموقف العربي والفلسطيني من حيث الهزال العام الذي يكشف عورة دبلوماسيتهما، وفي درجة الثقة العالية التي يُوليانها مع تكرار الخطأ، باتجاه الأمم المتحدة وخاصة بشأن اللجان المنبثقة عنها في هذا الصدد، في ضوء علم الكل بأنها ومنذ خروجها إلى النور، فإنها لن تلقَ سلاماً وتحيّة، بل ستعاني المزيد من الأمراض والعيش الضنك، تم توارى إلى الظلمة وهكذا، مع عدم نسياننا ذِكر أن هناك أخطاء عربية – فلسطينية غير مقصودة.
ربما لا يتحتم على المؤمنين من العرب والفلسطينيين، بدور الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة، بما فيها هذا المجلس، الخشية بشأن استقالة “شاباس″ ولا بشأن استقالات أخرى تابعة، تأتي من قِبل بعض أعضاء اللجنة الرئيسيين، وأهمهم “دودو ديين” من السنغال، الذي كان مراقب الأمم المتحدة للعنصرية في ساحل العاج و”ميري مكغوان” قاضية المحكمة العليا السابقة في نيويورك، ولكن يتحتم عليهم الخوف أكثر، بشأن إمكانية أن تستطيع إسرائيل من تسجيل نجاحاً آخر باتجاه إلغاء التقرير ككل، سيما وأن “نتانياهو” يجِدّ بتفعيل دبلوماسية أعلى في ذلك الاتجاه، والتي من شأنها أن تُوصل إلى الخوف الأكبر، بشأن انطباقها، ضد رؤساء وأعضاء محكمة الجنايات الدولية في المستقبل، فيما لو تم استقبال قضايا فلسطينية ضد (إسرائيل)، ولماذا لا تنطبق؟
لماذا اعتذرت إسرائيل عن مقتل دادي؟
بقلم: فهد محمد السلمان عن الرياض السعودية
نجحت إيران في أن تدس أنفها في الشأن العربي إلى أبعد مدى تستطيعه، بعد أن استثمرتْ في قضية فلسطين إعلامياً حتى الثمالة، واستخدمتها كقميص عثمان للعبور إلى جسد النظام العربي وتمزيقه والعبث به، من خلال أزلامها والمنتفعين من أموالها "النظيفة" حسب تعبير الملا حسن نصر الله. والقيادات الإيرانية تقف اليوم على سفوح الجولان في سورية، وأمام بوابة فاطمة في لبنان، لكنهم لا يؤذون إسرائيل حتى ولو برمية حجر، رغم كل الضجيج المدوي من طهران، والذي يوحي بأن فيلق القدس لن تُشرق عليه شمس اليوم التالي إلا وهو هناك، وإذا ما سلمنا جدلاً بأن العراق وسورية جغرافيا يُمكن قبول الوجود الإيراني فيهما كممر للأراضي المحتلة، فكيف نفسر انشغال إيران في البحرين وفي اليمن والسودان، وغيرها من المواقع التي لا تزال تعمل طهران على الذهاب إليها بكل السبل؟
هنا ينتزع لباس الغايات المبيتة، والذي أفصح عنه صادق الحسيني لقناة الميادين قبل أيام قليلة، عندما توج عبدالملك الحوثي زعيماً فرداً للجزيرة العربية، طبعاً إلى جانب زعامة السيد حسن في شرق المتوسط، والذي فرّخ حزبه الإلهي فرعاً جديداً له في شام بني أمية، وبتسليم مطلق من الرئيس العروبي جداً الدكتور بشار الأسد، الذي سمح بأن تتحوّل ساحة الأمويين في دمشق إلى ساحة للصفويين الذين أصبحوا هم سادة البلاد، وأصحاب القرار فيها.
حكومة نتنياهو وليبرمان العدو اللدود للإيرانيين وفق أساطير ألف ليلة وليلة، وما إن نفذتْ عمليتها في القنيطرة والتي استهدفت عدداً من قيادات حزب الله، سرعان ما قدمتْ اعتذارها لإيران عن مقتل الجنرال من الحرس الثوري الإيراني محمد علي الله دادي ضمن تلك العملية إلى جانب محمد عيسى ونجل عماد مغنية وغيرهم متذرعة بأنها لم تكن على علم بوجوده في هذا الموقع المتقدم في الجبهة على طريقة (آسفين.. ما درينا).
وهذا الاعتذار يؤكد حقيقتين أنه لا توجد أي عداوة بين النظامين في طهران وتل أبيب مما يستلزم الاعتذار عن الاستهداف غير المقصود.. هذا أولاً، ثم ان المخابرات الصهيونية لا تضع في حساباتها من الأساس احتمالية تواجد قائد عسكري إيراني في هذا الموقع المتقدم من الجبهة الباردة برودة ثلوج جبل الشيخ، لأنها تؤمن ببساطة أنه لا يوجد لا عمل ولا حتى نوايا لإيران تجاه إسرائيل يستدعي حضور هذا القائد العسكري الكبير إلى ذلك المكان، وفات عليها أن الجنرال دادي جاء لمهمة تتعلق بمحاربة جبهة النصرة وثوار الجيش الحر في هذه المنطقة، أي خطأ تقديري فقط.
وحتى يتم دفن هذه الفضيحة المدوية، يبدو أنه تمّ الاتفاق بين الطرفين على أن يقوم حزب الله بعملية صغيرة ومحدودة في مزارع شبعا كرد على اغتيال الجنرال دادي ورفاقه، على أن تلتزم إسرائيل ضبط النفس، وإلا فماذا يعني هذا الصمت الإسرائيلي المريب تجاه عملية الحزب وتمرير الأمر كما لو أنهم تلقوا ضربة مزاح بكرة من الثلج المتراكم على هذه الجبهة الباردة؟، وهي التي تتحين الفرص، وتختلق الذرائع، ثم لماذا لم يكن الرد من الجولان نفسه وجحافل إيران تسرح وتمرح في الأراضي السورية، وتدير معارك النظام؟.
الحسيني قال للميادين الناطقة باسم الحزب أيضاً: إن إيران باتت اليوم تحكم أربع عواصم عربية بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، وهنا قد يتعين على الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية اختراع وكالة خاصة تهتم بشؤون (الدول العربية الفارسية)، إلى أن يستجيب المستحيل وتدرك هذه الأمة المثقلة بقشور أوزارها عن لب الأوزار حجم ذلك العناق الحميمي بين تل أبيب وطهران، والتي ليستْ هذه الفضيحة لا أول ولا آخر طلائعه، والذي قسّم العواصم الخمس بين الاحتلالين، القدس بيد الصهاينة والعواصم الأربع بيد الصفويين.
أبعد ما يكونون عن القدس
بقلم: عصام قضماني عن الرأي الأردنية
أخيرا زج « داعش» بفلسطين والقدس والأقصى في شريط أراد به تبرير جريمته البشعة , ألا يثير هذا مئات علامات الاستفهام , فأين كانت فلسطين من أدبيات داعش « فيما مضى , وهل حقا هم يكترثون بالأقصى وبأرض فلسطين وشعبها, هو ذر للرماد في العيون , على أن اليقظة التي يجب أن يتحلى بها الناس لفهم مثل هذا الاسقاط وغاياته هي الكفيلة لدرء فتنة هذه الفئة الباغية .
سمعنا فيما مضى أن الطريق الى فلسطين يمر عبر كابول , وسمعنا أن الطريق اليها يمر عبر الصومال وأريتريا ونيويورك وباريس ومدريد وبغداد وأخيرا دمشق, لكننا نقول إن الطريق الى فلسطين هو فلسطين فقط , لقد سئمنا كل هذه الهرطقة ومللنا كل هذا الاسفاف , والكلام الفارغ , الذي تلوك به كل فئة تمتطي فلسطين لتحقيق مآرب هي أبعد ما تكون عنها .
هؤلاء ليسوا أولي البأس الذين سيكسرون ظهر إسرائيل , بحسب الموروث الديني وعدد لا يحصى من النبوءات , بيد أن القرآن الكريم قد حسم سلفا صفات هذه الفئة المنصورة وخصهم ببني إسرائيل كأعداء لهم , فهل هذا ما تفعله داعش ؟.
ربما يكون هذا الخلط بين خيط الدين الحق الأبيض وخيط الضلالة الأسود قد أدخل الناس في تيه , وليس عامة الناس فحسب بل في المقدمة منهم علماء أجلاء وتيارات إسلامية عريقة وعاقلة , فارتبك الخطاب وأصبحت معه مخرجاتهم في حسم المواقف تائهة ومعومة , فأين علماء الأمة من حسم هذه الخرافة التي بدأت تنزل على عقول الناس بأن داعش هي الفئة المنصورة .
أدبيات « داعش « إن كان لها من أدبيات لم تأت على ذكر إسرائيل بحرف , بل إن أعداءها هم نحن المسلمون والعرب من قبل , وهم فعلا يجوسون الديار قتلا وذبحا بالمسلمين في العراق والشام بلا سبب فهل من صفات المسلم الحق قتل أخيه المسلم دون حق , وهل من صفات المسلم الصحيح قتل الأسير وذبحه .
هؤلاء ليسوا هم الفئة المنصورة ولن تكون , وإن كان من سبب يسقط عنهم هذه الصفة فهي القتل لمجرد دب الرعب في صفوف الناس في إسقاط ليس هذا مكانه ولا زمانه من عصر مضى, اليس من يقتل مسلما أو مؤمنا دون حق في جهنم كما في صحيح الدين , فما رأي علماء الأمة الأجلاء في شأن هؤلاء ؟
الفئة المنصورة لا تذبح الناس في الشوارع وهي لا تشرع للزنا فيما يسمى بجهاد النكاح ولا تحلل سبي نساء المسلمين ولا حتى تزويجهن بحد السيف , ولا تحرق الشجر ولا تهدم البيوت الآمنة هي لها هدف محدد وواضح , بيت المقدس فأين بيت المقدس في عقيدة هذه الدولة المزعومة وهذه الفئة الباغية .
أين كانت فتاوى هذا التنظيم وأناشيده عندما كانت إسرائيل تحرق غزة وتقتل رجالها ونساءها شيوخا وشبابا وأطفالا , وتهدم بيوتها وتهلك الزرع فيها وهي لا تفرق بين مسلم ولا مسيحي فبماذا تختلف في ذلك عن « داعش» الا في إلتقاء الأهداف.
علماء الأمة عليهم واجب حتمي لا يجب أن يتأخر ولا يتوارى ولا يظهر على استحياء كي يظهروا الحق من الباطل , فمنهم كما عامة الناس من يصدق بأن الفئة الباغية هي الفئة المنصورة وقبل أن يختلط على الناس الحابل بالنابل , هذه هي مسؤوليتكم في الدين والدنيا , وفي هذه فإن الخيط الأبيض بائن والخيط الأسود بائن كذلك .
حفاة دون قضية
بقلم: جنى نخال عن الأخبار اللبنانية
في المخيمات الفلسطينية في لبنان، يُطبَعُ علم فلسطين على الجدران، تنادى أم الشهيد اماً للشهيد، يُقسِم الرجال بيوم العودة، ويتكلّمون عن أرض واحدة يعرفها الجميع. في لجوء السوريين، مستويات من المعاناة لم نفهمها بعد. في هجرتهم غصّة وألف حكاية. هنا، تغيب القضية. وتصبح الحرب بين الأخ والأخ، وبين منطقة وأخرى. لا اتفاق على اي من الأمور الاساسية، لا على تعريف الوضع السياسي، ولا على تسمية الامور والجهات المتناحرة ولا على أساس المشكلة. بينما اللاجئون الفلسطينيون اتّفقوا على قضية موحّدة وعدو واحد وسردية عامة لما يحصل، فانقسم من حولهم الى مؤيّدين للقضية ومناوئين لها.
في ما يجري اليوم، لا مواقف واضحة، بل مراوح من المواقف وتعدّد للسرديات بتعدّد الإمكانات المنطقية (او اللا منطقية احياناً) للأحداث: من يسمّيها ثورة يخوّن من يسمّيها مؤامرة، وبين هذا وذاك، مئات المواقف والتسميات... الفارق الأساسي بين ما مرّ به اللاجئون الفلسطينيون، وما يمرّ به السوريون، هو غياب «القضية»، غياب الوحدة حول الموقف السياسي، وغياب مضمون ما يمكن أن يسمى قضية، وانحلال حالة ثورية ما في لحظة تاريخية، نحو تناحر وحرب اهلية واعتداءات جيوش غربية. لم نفهم بعد ما يمرّ به السوريون في قيظ اللجوء بعد. لم نع كيف حطّمت هذه الرحلة القصيرة ما بداخلهم، ولم نفهم كيف يتعاملون مع هذه الغربة بعد. حتى «الوطن» الذي يحكون عنه مختلف.
لم تبدأ رحلة غربتهم هنا، بل بدأت في قراهم ومدنهم، بدأت حين ابتعدت الدولة عنهم. لا نعرف ان كانوا يفكّرون بالعودة بعد، ام ان ما رأيناه ورأوه هناك، وفي الطريق وعندما وصلوا، أبقى لديهم أي رغبة بالعودة. العودة؟ إلام؟ ولمَ؟ ليس لأن ما عاشوه هنا افضل بأية طريقة، ولكن الأرض احياناً تصبح أقسى علينا من فقدانها. لم يأتِ بعد من يكتب شعر درويش في سوريا ويغنّي الشوق للأرض. ربّما لم نعِ بعد، نحن سكان هذا الجزء من الأرض، معنى هذا التهجير وعمق تأثيره.
اللاجئات واللاجئون يعيشون الآن اليومي من اللجوء، في البحث عن عمل ومأوى وبطاقات الإعاشة البيضاء او الزرقاء، وفي القبض على ما يمكن الحصول عليه من تقديمات ومساعدات وحصص غذائية وبرامج تعليمية و»توعية» من منظمات ومؤسسات هم انفسهم لا يعرفون لم تعمل... ولم يستطيعوا حتى الآن، الجلوس بصمت، ارتشاف فنجان قهوة، أخذ نفس عميق...واستيعاب ما جرى.
الإرهاب في سيناء .. إلى أين ؟!
بقلم: سامي حامد عن الوطن العمانية
مصرعلى قلب رجل واحد لمواجهة الإرهاب .. هذا ما بدا في الشارع المصري عقب العملية الإرهابية الكبيرة التي استهدفت منشأت عسكرية وأمنية ومدنية في محافظة شمال سيناء مساء الخميس قبل الماضي والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من العسكريين والمدنيين وتسببت في قيام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقطع زيارته لاثيوبيا حيث كان يشارك في القمة الإفريقية .. اهتزت مصر من أقصاها إلى أقصاها .. اتشحت بالسواد .. غضب وحزن في كل شارع .. ولأول مرة تبدو على الرئيس المصري علامات الغضب والانفعال وهو يتحدث للشعب عقب اجتماعه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة فكان حادا صارما حازما في كلامه .. مستعدا للموت حين قال ” أنا مستعد أتقتل وأقابل ربنا باختياري .. أنا لا تهمني سوى مصر والمصريين لن أقاوم إلا بكم ” وكان صريحا واضحا حين أكد أن ” مصر تواجه أقوى تنظيم سري في العالم .. هناك دول تقاد اليوم بقيادات من هذا التنظيم وأن هذه الدول لاتريد لمصر الاستقرار”.. وأوضح أن الجيش والشرطة مستعدان لدفع الثمن من أجل مصر والمنطقة بالكامل مشيرا الى ان مصر لن تترك المجال للإرهاب كما حدث في دول أخرى مثل افغانستان والعراق .. وكان حازما حين اكد ” لن نترك سيناء لأحد إما أن تبقى سيناء للمصريين وإما نموت ” .
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان صريحا أيضا حين قال أن المواجهة مع الإرهاب صعبة وشريرة وقوية وسوف تستغرق وقتا طويلا يدفع ثمنه المواطنون .. وقال في لهجة قوية موجها حديثه لمنفذي العملية الإرهابية الأخيرة ” إن من ساعدكم ومن أعطاكم نحن نعرفه ونراه ولن نتركه ” واستعرض السيسي كواليس لقائه مع أكبر قيادة في تنظيم جماعة الإخوان المسلمين ويقصد هنا لقاءه مع خيرت الشاطر نائب مرشد الجماعة يوم 21 يونيو قبل تسعة أيام من اندلاع ثورة 30 يونيو وحضر اللقاء قيادي إخواني آخر يقصد سعد الكتاتني بناء على طلبهما حيث هدده القيادي الكبير ” الشاطر” بقوله سنأتي إليكم بمسلحين من أفغانستان وباكستان وسوريا والعراق وفلسطين وليبيا لقتالكم” وظل خيرت الشاطر خلال اللقاء الذي دام 45 دقيقة يتوعد بأعمال إرهابية وأعمال عنف من جانب جماعات إسلامية موجودة في سيناء وفي الوادي وبعضها جاء من دول عربية !!
شمال سيناء لم تهدأ عقب العملية الإرهابية الأخيرة التي يبدو أنها أوقعت عددا كبيرا من الضحايا حيث يسمع دوي الانفجارات بشكل متكرر طوال الليل والنهار وكأنها تحولت إلى ساحة حرب خاصة بعد أن أصدر الرئيس المصري قرارا جمهوريا بتشكيل قيادة موحدة لمنطقة شرق قناة السويس ومكافحة الإرهاب بقيادة اللواء أركان حرب أسامة عسكر قائد الجيش الثالث الميداني وترقيته إلى رتبة فريق .. فالعمليات العسكرية في شمال سيناء عقب العملية الإرهابية الأخيرة لم تتوقف حيث تتم بشكل يومي تصفية عدد من العناصر الإرهابية والقبض على عدد آخر .. وبموازاة العمليات العسكرية تحركت مصر دوليا حيث طالبت دول الاتحاد الاوروبي بوقف بث المواقع الالكترونية والقنوات الفضائية التابعة لجماعة الإخوان والتي تحرض على العنف وقدمت لسفراء دول أوروبا فيلما لتهديدات القنوات الإخوانية للبعثات والشركات الاجنبية العاملة في القاهرة !!
كما انتقدت مصر الولايات المتحدة بشكل غير مباشر وذلك بعد استقبال الكونجرس الاميركي مؤخرا لعدد من قيادات تنظيم الاخوان واعتبرت الخارجية المصرية في بيان رسمي استقبال أي دولة لكيانات إخوانية هو ترويج للإرهاب ودعم للتطرف .. وحذرت الخارجية من التعامل مع مايسمى ” المجلس الثوري المصري ” و” برلمان الثورة ” التابعين لجماعة الإخوان لترويجها الفكر المتطرف والاكاذيب وإصدار بيانات تحض على العنف والإرهاب .. وجددت الخارجية المصرية تأكيدها أن هذه الكيانات غير الشرعية التي يعلن تنظيم الإخوان عن تشكيلها هى كيانات لاتعبر على الإطلاق عن جموع الشعب المصري مشيرة إلى أن التعامل معها يعد استهتارا بإرادة المصريين فضلا عن أنها تعمل على تنفيذ أهداف خبيثة لهدم الدولة وشددت على أن تعامل بعض الدول مع تلك الكيانات الإرهابية يفسح المجال للترويج لأفكارها التي تحرض على العنف ويتناقض مع ماتدعيه هذ الدول من الالتزام بمحاربة الإرهاب والتطرف !!
ومرة أخرى تعود الحرب الكلامية بين مصر وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بعد ورود أنباء عن تسلل منفذي العملية الإرهابية الأخيرة عبر الانفاق السرية التي تربط القطاع بالأراضي المصرية والتي يقوم الجيش المصري بتدميرها بشكل دوري.. وظهرت أشرطة فيديو لعناصر من كتائب القسام وهم يسيرون في مسيرة حاملين أسلحتهم رافعين علامة “رابعة” بشكل أثار اشمئزاز المصريين .. وفي تصعيد جديد اتهمت حماس الحكومة المصرية الثلاثاء الماضي بإطلاق النار على دورية أمنية تابعة للحركة وهو ما ينذر بتدهور في العلاقات بين القاهرة وحماس خاصة في ظل ما تشهده محافظة شمال سيناء من عمليات إرهابية مستمرة تهدأ قليلا ثم سرعان ما تعود مجددا ليبقى السؤال : متى ينتهي الإرهاب في سيناء ؟!


رد مع اقتباس