النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 20/07/2014

  1. #1

    اقلام واراء عربي 20/07/2014

    في هــــــــــــذا الملف:
    من أفشل المبادرة المصرية؟
    د. فهد الفانك- الرأي الأردنية
    حرب غزة.. مصر الهدف الأهم!
    طارق الحميد-الشرق الأوسط
    حرب غزة الموازية
    سميح المعايطة-الرأي الأردنية
    حرب استباقية أخرى
    د .أمينة أبوشهاب- الخليج الإماراتية
    لماذا لا تدير «حماس» خدها للصفعات الإسرائيلية... وتريحنا؟
    خالد الحروب- الحياة اللندنية
    ماذا لو «غرقت» حماس في بحر غزة ؟
    احمد ذيبان-الرأي الأردنية
    "إسرائيل" كما هي
    إفتتاحية الخليج الإماراتية

    يهودية "إسرائيل" ومحنة الشعب الفلسطيني
    محمد خليفة- الخليج الإمارتية
    فلسطين العابرة لخطوط المذاهب والمحاور والأقوام
    عريب الرنتاوي- الدستور الأردنية
    فضائح وفظائع بمباركة أميركية
    فايز الفايز- الرأي الأردنية
    الغرب يرفع شعار حقوق الإنسان ويكذب أمام مجازر غزة
    د. ربيعة بن صباح الكواري- الشرق القطرية















    من أفشل المبادرة المصرية؟
    د. فهد الفانك- الرأي الأردنية
    أصيب كثيرون بالذهول عندما أعلنت حماس رفض المبادرة المصرية بوقف إطلاق النار والبدء بحوار حول المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في القطاع، علمأً بأنها نسخة طبق الأصل عن المبادرة المصرية لسنة 2012 التي صدرت في عهد الإخوان المسلمين وقبلتها حماس في حينه.
    كنا نتمنى لو أن كتائب القسام تستطيع أن تهزم إسرائيل عسكرياً وُتملي عليها الشروط. وأن يملك حلفاؤها هذه القدرة، فالصراع وحيد الجانب ولا يتوفر فيه أي قدر من التكافؤ، وقد وصف بأنه مجزرة. ويبقى من مصلحة إسرائيل الاحتكام إلى القوة بدلاً من المواجهة مع الحق والعدل والقانون الدولي.
    حماس كانت قد وافقت على التراجع عن انقلابها والعودة إلى الوحدة الوطنية، وتشكيل حكومة الوحدة التي يفترض أن تكون مسؤولة عن الضفة والقطاع، فهل تريد أن تلعب في غزة دور حزب الله في لبنان، أي دولة داخل الدولة، مع أن الدعم الشامل المتوفر لحزب الله لا يتوفر لحماس أو كتائب القسام.
    السلطة الفلسطينية الشرعية والموحدة برئاسة محمود عباس قبلت المبادرة المصرية، مما يعني أن حماس لا تأخذ الوحدة الفلسطينية مأخذ الجد.
    رفض حماس للمبادرة المصرية قرار.. ليس ضد إسرائيل، فهذا ما تتمناه إسرائيل، بل ضد مصر صاحبة المبادرة، وعلى حساب دماء شعب غزة.
    موافقة حماس على المبادرة المصرية كانت أمراً مفروغاً منه لولا إيعازات، التي لا مانع لديها من قتل مئات أخرى من الفلسطينيين وتدمير القطاع إذا كان هذا يخدم أجندتهم ضد النظام المصري، وهو الوحيد القادر على التدخل وإيقاف المجزرة.
    النظام المصري الجديد لديه مشكلة مع حماس باعتبارها فرعاً من الإخوان المسلمين، ويتهمها بدعم الإرهاب في شمال سيناء وتبني عصابة بيت المقدس الإرهابية.ومع ذلك فقد تسامت مصر فوق اعتبارات الخصومة وقامت بواجبها باعتبارها القوة العربية الوازنة.
    إسرائيل لم تتردد في قبول المبادرة لتظهر للعالم أنها تجنح إلى السلم وأن الحرب مفروضة عليها.
    أبو مازن يعرف أين تكمن المشـكلة، ولذا طار إلى هناك، وحجز من هناك إلى عاصمة اخرى، في مسعى لوقف هدر الدم الفلسطيني خدمة لأجندات إقليمية.
    حرب غزة.. مصر الهدف الأهم!
    طارق الحميد-الشرق الأوسط
    على الرغم من اعتراف زعيم حركة حماس خالد مشعل، في مقابلة له مع صحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية، ومن مقر إقامته في قطر، أن لا توازن في القوى بين حماس وإسرائيل، وإدراكه بعدم جدوى الصواريخ المطلقة من غزة، نجد أن هناك هجوما وتصعيدا إعلاميا، وسياسيا، ضد مصر ورئيسها، وليس حماس!
    الجميع يدرك، ويقر، حجم وحشية العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو أمر مفروغ منه، لكن لماذا يتركز الانتقاد والتطاول على مصر، وليس على حماس التي لم تراع سكان غزة، ولم ترفق بهم، وهي، أي حماس، ترمي بهم في أتون حرب غير متكافئة من أجل تحقيق أهداف سياسية ضيقة، وليس الوصول، مثلا، إلى حل الدولة الفلسطينية، وهو ما يعترف به مشعل في مقابلة «التلغراف»؛ حيث يقول إن هناك أهدافا سياسية يجب أن تتحقق، وليس منها بالطبع مشروع الدولة الفلسطينية، وتلك الأهداف التي يطالب بها مشعل هي ما تضمنته المبادرة المصرية التي رفضتها حماس، وكان من شأنها حقن الدماء الغزاوية، وتجنب العمليات الحربية البرية هناك من قبل إسرائيل.
    اليوم، وبدلا من انتقاد حماس على مغامراتها، والتي هي تكرار لمأساة حرب غزة 2009 والتي وصفها خالد مشعل من الدوحة حينها بـ«الألم العابر» رغم وقوع أكثر من ألف قتيل وما يزيد على خمسة آلاف جريح فلسطيني، نجد أن هناك حملة تشويه متعمدة وكاذبة بحق مصر تبدأ من سخافات تتحدث عن معونات «فاسدة» من قبل الجيش المصري لغزة، وتنتهي بالقول إن مصر تتآمر على غزة، ويقال ذلك في الوقت الذي يستهدف فيه الجيش المصري يوميا! والأدهى من كل هذا أن الهجوم على مصر يأتي بعد إفساد المبادرة المصرية، ووسط الحديث عن مبادرة قطرية لوقف الحرب في غزة، وهذا يكشف أن دماء غزة ما هي إلا للتجارة، وأحد أهدافها النيل من مصر، وأن المستفيدين من حرب غزة ليست إيران وحلفاؤها وحدهم، بل وآخرون باحثون عن دور!
    وبحسب ما نقلته وكالة «رويترز»، فإن مصدرا قريبا من الحكومة القطرية يقول: «لدينا علاقات جيدة مع حماس والغرب، وسجل قوي كوسطاء دوليين». ومضيفا أن قطر سجلت مطالب حماس وتنتظر من أميركا تقديم شروط إسرائيل قبل بدء وساطة، والسؤال هنا هو: إذا كانت قطر تستطيع إملاء شروطها على حماس، فهل تستطيع أيضا فرض شروطها على مصر والمصريين؟ أم أن قطر تريد إدخال الإخوان المسلمين إلى مصر من خلال معبر رفح بعد أن تم إخراجهم من الأبواب السياسية في مصر؟ أم أن القصة كلها هي البحث عن نفوذ في المنطقة؟
    الأولى، ومن باب المصلحة العامة والإنسانية، هو قبول حماس بالمبادرة المصرية، وحقن الدماء، وليس إغراق مصر بالأزمات والإساءة إليها، وكما كان يتم في عهد مبارك، وهدر الدماء الفلسطينية في غزة فقط بحثا عن دور، أو وساطة.. اتقوا الله بدماء الأبرياء.
    حرب غزة الموازية
    سميح المعايطة-الرأي الأردنية
    ما يجري على أرض غزة حرب اولى عنوانها العدوان الصهيوني الذي يجتاح اﻻرض واﻻنسان ويمارس القتل واﻻجرام. وهي حرب ليست اﻻولى ولن تكون اﻻخيرة.
    وعلى الأرض السياسية وفي اﻻقليم حرب موازية تستعمل مايجري على ارض غزة من احداث ودماء وقصف في صراع المحاور في اﻻقليم طرفها اﻻول مصر وقيادتها من جهة ومحور اﻻخوان وحماس وقطر وتركيا من جهة اخرى، وهذه الحرب كانت ساحتها اﻻساسية المبادرة المصرية التي نسمع من انصار اﻻخوان وحماس وصفا لها بانها تخاذل وخنوع للاحتلال، ونسمع من المؤيدين لها وصفا بانها ﻻتختلف في جوهرها عن المبادرة المصرية التي كانت زمن محمد مرسي الذي قدم تلك المبادرة وكان وسيطا بين حماس واسرائيل ﻻنهاء عدوان سابق.
    لكن العدوان اﻻخير جاء في توقيت مازالت فيه الحرب بين الدولة المصرية واﻻخوان المسلمين مشتعله، واحكام القضاء المصري بحق قيادات الجماعه تتوالى، كما ان عمليات اﻻرهاب والتفجيرات مازالت على اﻻرض المصرية ، وحماس وفق الدولة المصرية تنظيم ارهابي ومتهمة من مصر بانها تعبث باﻻرض المصرية، ووفق هذه المعطيات لم يكن ممكنا ان تعمل مثلا لخدمة حماس كما ان حماس واﻻخوان لم يكن متوقعا منهم ان يعطوا الرئيس المصري ليقود مبادرة سياسية تنهي العدوان وتعيد لمصر دورها وحضورها، وهذا ايضا لم يكن متوقعا من دول مازالت تخوض حربا ضد مصر سياسيا واعلاميا مثل قطر وتركيا، ولهذا كان ما شهدناه جميعا من اتهامات للمبادرة المصرية من جهة ، وما تعلنه الحكومة المصرية من اتهامات وغضب من حماس.
    انها بقايا معركة اﻻخوان مع محور عربي وقف الى جانب الجيش والقوى المصرية المناهضة لحكم اﻻخوان قبل عام تقريبا، لكن من سيدفع ثمنها دم الشعب الفلسطيني، وساحته غزة التي يتصاعد العدوان فيها ويستمر الى حين الوصول الى تهدئة توقف العدوان، لكن اﻻتفاق قبل ان يستقر بين حماس واسرائيل ﻻبد ان تسبقه تهدئة بين اﻻخوان وحماس والدول التي خلفهم من جهة ومصر من جهة اخرى.
    ليس متوقعا من حماس واﻻخوان ودول محورهم ان يسمحوا للقيادة المصرية التي عزلت اﻻخوان وصنفت اﻻخوان وحماس بان تظهر في الصف اﻻول وتستعيد دور مصر العربي، ولم يكن متوقعا من القيادة المصرية ان تكون السلم الذي يستعيد فيه اﻻخوان عبر معركة غزة حضورهم، لهذا فالمعركة خارج غزة مشتعله لكن على حساب دماء اﻻبرياء من اهل غزة، وعلى حساب الدمار الذي نشاهده جميعا.
    مانقوله ﻻيعني ان المبادرة المصرية كاملة اﻻوصاف لكن ماهو مؤكد ان كثيرا من الراي العام الذي يرفض المبادرة لم يطلع عليها، وحتى حماس في موقفها السياسي كانت تقول ان المبادرة تحتاج الى تعديل، وجزء من رايها كان مطالبة بمطالب وشروط مثل افراج عن معتقلين وفتح المعبر المصري ووضعه تحت اشراف دولي واقامة مطار....وغيرها من الشروط.اي ان المبادرة كان يمكن قبولها مع تعديلات.
    لكن المشكلة ليست فقط بمضمون المبادرة بل في الحالة السياسية للإقليم والخلاف بل الحرب بين اﻻخوان ومصر، وسرعة اطلاق المبادرة المصرية جعل خصوم مصر مضطرين لتعطيلها،لكن نتنياهو ظهر امام الراي العام العالمي وكانه من يقبل المبادرة وحماس ترفضها ثم بادر للهجوم البري.
    ليس القصد الدفاع او الهجوم على المبادرة او موقف حماس، لكن اﻻشارة الى ان غزة اليوم ستدفع ثمنا لحرب تحالفات المنطقة، وثمنا للحرب بين مصر واﻻخوان وحماس، فليس مسموحا من البعض ان يسجل الرئيس المصري انجازا اقليميا وعربيا ، وربما ﻻيمر وقت طويل قبل ان تظهر مبادرة ﻻتختلف في جوهرها هما هو موجود لكنها تحمل هوية محور او دولة اخرى، لكن العدو سيستغل كل لحظة لمصلحته والدم الفلسطيني واعداد الضحايا ستزداد.

    حرب استباقية أخرى
    د . أمينة أبوشهاب- الخليج الإماراتية
    حروب "إسرائيل" على الفلسطينيين والعرب هي حروب استباقية في طبيعتها، وهي تتجه إلى اجتثاث كل الإمكانيات في المستقبل العربي بشرياً وتكنولوجياً واقتصادياً . ترمي استراتيجية الحروب الاستباقية "الإسرائيلية" إلى تحويل المحيط العربي إلى ساحات من التصدع الداخلي والخراب والدمار والتخلف والإفقار التام .
    ولم تكن الحرب على العراق حرباً من أجل النفط بل حرباً لأجل "إسرائيل" بدمار هذا البلد العربي وتنحيته استراتيجياً في الصراع مع الدولة الصهيونية .
    لقد أعادت الحرب "الإسرائيلية" على غزة القضية الفلسطينية إلى الواجهة والمركز من جديد بعد زمن من تصدر حروب الربيع العربي الأهلية . هذا صحيح، لكن هذه الحرب على غزة تعيد ربط الحروب الداخلية العربية بالسياق العام الاستباقي للحروب الصهيونية على العرب حيث الحرب الحالية على غزة هي الذروة الآن في هذه الحروب الاستباقية على العرب .
    غزة هي صورة من المشهد التدميري للمستقبل العربي الذي أخذ مساراً إجرائياً خطيراً منذ غزو العراق واحتلاله حيث لم يكن الربيع العربي وما فجره من انقسامات أهلية وحروب بينية في المحيط العربي المحاذي للدولة الصهيونية إلا المرحلة التالية لتلك الحرب .
    هل كانت "إسرائيل" تحتاج سبباً أقوى للحرب على الأطفال الفلسطينيين من قتل الفتية الثلاثة من أبناء المستوطنين؛ في رد فعل أولي تم قتل العديد من الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس على يد الجيش "الإسرائيلي" . ولقد اختطف وقتل محمد خضير بحرقه حياً على يد مجموعة من المستوطنين . ولكن ذلك لن يكون كافياً بالطبع ل "إسرائيل" القائمة على العقيدة العنصرية والتي لا تتساوى عندها حياة العربي مع "الإسرائيلي"، بل يجب أن يذهب الآلاف من العرب قتلى في مقابل موت "إسرائيلي" .
    لقد شرعت "إسرائيل" وكرد فعل لقتل الشباب الثلاثة في شن حرب انتقام جماعية ومعركة استباقية أخرى موجهة ضد إمكانيات المستقبل الفلسطيني والأجيال الفتية التي تشكل أعدادها نسبة كبيرة في القتلى بواسطة آلة الإجرام والوحشية الصهيونية، بمعنى أن هذه الأجيال هي محل استهداف مقصود ممن يديرون هذه الحرب .
    أن تكون حرب غزة موجهة ضد الأطفال الفلسطينيين كفعل انتقام رمزي وفعلي ليس أمراً خافياً علينا نحن فحسب، بل كذلك على الإعلام الغربي الذي ينقل الأحداث وشن الحرب على غزة كرد فعل دموي ممتد وكمباراة انتقامية بشعة من طرف واحد ودون أن يتوقف هذا الإعلام "الموضوعي" ليتحدث عن هذه الخلاصة المرعبة .
    لقد شنت "إسرائيل" كل حروبها على العرب باسم حق الدفاع عن نفسها وهذا الحق غير المحدد والمعرَّف قد أثبت في العقد الأخير أنه يستهدف "إسرائيلياً" وأمريكياً اجتثاث الواقع البشري والمجتمعي العربي بحضاريته وأمنه وقوته وكرامته الإنسانية واستبداله بملايين من المتشردين واللاجئين ومجتمعات من الخوف والرجوع إلى الخلف حضارياً، وهذا ما يحدث في بلدان الربيع العربي .
    ها هي غزة التي دمرت الدولة الصهيونية كل المقومات الطبيعية لحياة سكانها، وأغلقت عليها كل إمكانيات التطور والنمو البشري والاقتصادي وشنت عليها الحروب المتتالية، ها هي لاتزال تشكل "تهديداً" ل "إسرائيل" في المفهوم "الإسرائيلي" والأمريكي ولذلك يبرر أوباما الحرب عليها كحق "إسرائيلي" في الدفاع عن النفس .
    المعنى أن هذه الحرب هي حرب وجود "إسرائيلية"، وبالتالي فهي جزء من الحرب الاستباقية اللانهائية على الفلسطينيين والعرب . ومن هنا، فإن حرب غزة التي تقتل أطفال فلسطين وتضرب في لحم الشعب الغزاوي هي جزء من منظومة حروب الربيع العربي في أهدافها وتفسيرها وسياقها الكلي .
    وها هي حرب غزة تستغل من الأطراف الراعية والداعمة للربيع الدموي، تركيا وقطر، وبكل نفعية واستغلالية لإشعال مزيد من الانقسامات والصراعات الداخلية ومحاولة إسقاط دول لم تسقط .
    لماذا لا تدير «حماس» خدها للصفعات الإسرائيلية... وتريحنا؟
    خالد الحروب- الحياة اللندنية
    قبل قيام إسرائيل بنصف قرن كتب فلاديمير جابوتنسكي، أحد أهم منظّري التطرف الصهيوني والأوكراني الذي لا علاقة له بفلسطين، أن السبيل الوحيد الذي يجب أن يقوم به كيان لليهود في الأرض العربية هو القوة الكاسحة، ولا سبيل غيرها. قال إن على اليهود أن يمتلكوا قوة تهزم أهل البلاد الأصليين وتقيم «جداراً حديدياً» يحميهم من مقاومة «شعب فلسطين» (كما كتب آنذاك)، لأنه من الطبيعي والمتوقع أن «... كل شعب أصيل سوف يقاوم أغراباً طالما يرى فسحة أمل في إنهاء الخطر القادم مع الاستيطان الأجنبي، وهذا ما يفعله عرب فلسطين، وما سوف يواصلون فعله طالما بقي لهم أي بصيص أمل في الحيلولة دون تحويل «فلسطين» إلى «أرض إسرائيل». وبسبب تلك المقاومة المتوقعة، فإن جابوتنسكي ومَن خلفه من عتاة القادة الصهاينة، تبنوا فكرة «الجدار الحديدي»، والتي تقول أيضاً إنه في نهاية المطاف سوف يستسلم الفلسطينيون والعرب بسبب قوة إسرائيل ويخضعون لها، وبحسب شروطها. وعندما يوقن الفلسطينيون والعرب أنهم ضعفاء ولا يمكنهم مقاومة إسرائيل، سوف يقبلون بالسلام الذي تفرضه عليهم.
    اليوم من المفيد استرجاع تلك المقولة وما ولدته من استراتيجيات إسرائيلية تقوم حول امتلاك القوة الباطشة، وقراءة الحرب العدوانية الجديدة من منظارها. مقاومة غزة وتحديها لـ «الجدار الحديدي» هو ما يغيظ إسرائيل وقادتها بالدرجة الأولى، فـ «الجدار الحديدي» الذي من المفروض أن يصد عدوان الأغيار ويمنح الإسرائيليين في داخله عيشاً هنيئاً راغداً في الداخل بينما يحتلون ويبطشون في الخارج، ثبت على مدار كل العقود الماضية بأنه غير فعال، وأن إرادة الفلسطينيين لم تنكسر، ونضالاتهم لتحقيق حقوقهم لم تتوقف. من لا يرى الحرب القائمة الآن من زاوية الحنق الإسرائيلي المتعاظم على فكرة ديمومة الإرادة عند الفلسطينيين، فإنه يحتاج لقراءة جديدة في تاريخ الصراع. والذين يوجهون غلهم وغيظهم ضد قطاع غزة ومقاوميه بلومهم وتحميلهم المسؤولية، وكأن الصراع مع إسرائيل بدأ هذا الأسبوع، وكأن إسرائيل الوادعة و «المتحضرة» لم تكن هي التي تحاصر وتخنق وتقتل الفلسطينيين من دون انقطاع، حتى في الضفة الغربية حيث لا مقاومة ولا ما يحزنون. وكأن ما يريده هؤلاء قوله، أن «جدار إسرائيل الحديد» قد نجح وعلينا أن نصطف جميعاً راكعين أمام الانتصار الإسرائيلي التاريخي ونلعق هزيمتنا ولا نقوم منها.
    بعد الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة سنة 2009، ثم بعد الحرب الثانية عام 2012، كان التزام «حماس» تحديداً وفصائل المقاومة عموماً بالاتفاقات التي كانت تشرف عليها مصر مثار نقد كثير ومماحكات من خصومها. كانت المماحكة الأكبر تقول إن «حماس» تقوم بـ «قمع» المقاومة وحظر إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وهو ما كانت تقوم به السلطة الفلسطينية عندما كانت تسيطر على قطاع غزة، وما تقوم به في الضفة الغربية الآن. عندما ترد المقاومة على العنجهية الإسرائيلية التي تريد إخضاع الفلسطينيين وإذلالهم سياسياً وعسكرياً وأخلاقياً واقتصادياً وثقافياً، فإن تلك المقاومة تصبح صبيانية ولا تقدر موازين القوى. وعندما تلتزم بالاتفاقات، على إجحافها، وعلى رغم عدم وجود غطاء عربي لها، فإنها ليست سوى نسخة من السلطة الفلسطينية. يبقى وكأن الخيار الوحيد الذي يقبله التيار العربي الراهن الذي يكاد يقف في الصف الإسرائيلي لجهة صب جام غضبه على مقاومي غزة وشعبها، هو قبول الصفعات الإسرائيلية واحدة تلو الأخرى، وإدارة الخد الفلسطيني واستقبالها وتقديم الشكر للإجرام الإسرائيلي. نخجل كثيراً مما يكتبه كتاب عرب عديدون هذه الأيام عندما نقارنه بمواقف وكتابات غربية وأميركية ترى الأمور كما هي حقيقة، ولا تخلط بين الجلاد المستعمر والغاصب ومالك الآلة العسكرية الجبروتية والشعب الذي يقع تحت الاحتلال ومن حقه أن يدافع عن نفسه، وأن يرفض الاحتلال والإذلال بكل الطرق.
    حملة المؤازرة العربية المبطنة والمخجلة للعدوان الإسرائيلي الجديد لا تقول للفلسطينيين ما هو البديل. يدير العرب ظهورهم للقضية الفلسطينية ويتخلون عن أبسط أدوارهم، حتى في تنظيم حملة ديبلوماسية تجمع الأصوات في الأمم المتحدة كي لا تفوز إسرائيل بنائب الرئيس في اللجنة الخاصة بتصفية الاستعمار، وهي الدولة الاستعمارية الأبرز في عالم اليوم. وبعد ذلك يشبعون الفلسطينيين نقداً وشتماً. ما هو البديل بعد أن استنزف الفلسطينيون أنفسهم ورأسمالهم النضالي والحقوقي في عملية سلام بائسة على مدار أكثر من عشرين سنة لم تؤدّ إلا إلى تكريس الاحتلال ومضاعفة الاستيطان وتهويد القدس أكثر وأكثر وخنق الفلسطينيين في كانتونات تمارس عليها كل أنواع العنصرية. منذ التوقيع على اتفاق أوسلو سنة 1993 وحتى الآن تضاعف الاستيطان وعدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس إلى ثلاثة أضعاف. تآكل الوجود الفلسطيني والعربي في القدس، وتلاعبت إسرائيل بكل فكرة المفاوضات عبر توليد شروط تعجيزية لم يستطع أكثر القادة الفلسطينيين اعتدالاً أن يقبلها. الشيء الوحيد الذي حرصت عليه إسرائيل وأنجحته مع الفلسطينيين هو التنسيق الأمني، وهو الاسم المهذب لوظيفة القيام بالمهمات القذرة للاحتلال، وهي قمع الفلسطينيين بأيديهم أية مقاومة يمكن أن يبديها أي طرف منهم تجاه إسرائيل.
    في أكثر من محفل سياسي وأمني يتبجح قادة إسرائيليون بأنه بعد سنوات من التنسيق الأمني الفعال مع أجهزة الأمن الفلسطينية التي لا تتحرك، لم يتبقّ هناك أي مطلوب أمني على القوائم الإسرائيلية بعد أن كانت تلك القوائم تضم المئات، إن لم يكن الألوف. خضع الفلسطينيون وسلطتهم للشروط والمطالب الإسرائيلية وطاردوا كل من تخول له نفسه التفكير بالمقاومة، ومع ذلك لم ترض إسرائيل. انقسموا وانشقوا على أنفسهم بسبب الإملاءات الإسرائيلية، وتحقق حلم إسرائيلي كبير بفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، ومع ذلك لم ترض إسرائيل. قبلت القيادات الفلسطينية المفاوضة، ضمنياً وعملياً، شطب حق العودة للاجئين، ومع ذلك لم ترض إسرائيل. قبل الفلسطينيون، ضمنياً وعملياً، بأي شكل من أشكال الدولة يكون منزوع السلاح وفاقداً لجزء كبير من السيادة، ومع ذلك لم ترض إسرائيل. وفي كل تلك المسيرة المريرة كان الظهر الفلسطيني مكشوفاً، ولم يخرج الموقف العربي من دائرة التصريحات الجوفاء التي تعودت عليها إسرائيل.
    الآن انتقلنا إلى مرحلة جديدة، صارت حتى تلك التصريحات الجوفاء شحيحة وخجولة، بل موجهة إلى الفلسطينيين ومقاومتهم، وصارت المقالات النارية التي يكتبها عرب ضد المقاومة والفلسطينيين تعج بها المواقع الإلكترونية لوزارة الخارجية الإسرائيلية، وبقية مواقع الدعاية الصهيونية. الخيط المشترك لجحافل الناقدين هو القول إن «حماس» والمقاومة هي التي استفزت إسرائيل للقيام بحربها الحالية، وهو ترداد للدعاية الإسرائيلية وبعيد من الواقع. إسرائيل استفزتها المصالحة الإسرائيلية وتشكيل حكومة فلسطينية توافقية، وهي هددت الرئيس عباس بأنه سوف يدفع ثمناً باهظاً بسببها، وبدأت بسلسلة سياسات ضد السلطة. واستفزت إسرائيل أكثر بسبب الاعتراف الضمني من قبل دول العالم، بما فيها دول الاتحاد الأوروبي، وحتى الولايات المتحدة بتلك الحكومة. لا يعني ذلك أن الحكومة التوافقية كانت ستنجز الحقوق الفلسطينية وتقوم بالمعجزات، لكنها كانت بداية لإنهاء الانقسام الذي اعتاشت عليه إسرائيل في السنوات السبع الماضية. ارتاحت إسرائيل إلى وضعية التشرذم الفلسطيني وكان سياسيوها يرددون أنهم لا يستطيعون الوصول إلى سلام مع السلطة في الضفة الغربية لأنها لا تسيطر على قطاع غزة، فلما أرادت هذه السلطة المصالحة مع قطاع غزة، جن جنون إسرائيل.
    في ذروة السعار الإسرائيلي على حكومة التوافق الفلسطيني وقع حادث اختطاف المستوطنين الثلاثة ثم قتلهم، وهو ما استثمرته إسرائيل إلى أقصى ما تستطيع. ومن تلك النقطة اشتغلت الاستراتيجية الإسرائيلية لإعادة الانقسام بالقوة إن لزم الأمر، وردد نتانياهو مراراً وتكراراً أنه لن يقبل من محمود عباس، عقب عملية الاختطاف، أي اعتذار سوى إلغاء المصالحة مع «حماس» (وهي التي لم تعلن مسؤوليتها عن الاختطاف، وليس هناك من دليل حتى الآن على أنها هي التي قامت به). لم تنتظر إسرائيل أحداً إذ شنت عمليات قصف جوي على قطاع غزة واغتالت قيادات وقتلت مدنيين، ووضعت «حماس» وكل الفصائل هناك في الموقف التالي: إما أن تديروا الخد للصفعات القادمة وتتقبلوها بكل رضى وخنوع، وإما أن تردوا فتتحملوا مسؤولية ردنا الواسع بعد ذلك. في كلا الحالتين الصفعات قادمة، وإسرائيل سوف تجد في سجلات المواليد الجدد في مستشفيات غزة عذراً كافيا لقصف جوي جديد، وعملية اغتيال مفاجئة. المهم في كل ذلك إسرائيلياً هو الحفاظ على الجدار الحديدي وترميمه وتجديده.
    ماذا لو «غرقت» حماس في بحر غزة ؟
    احمد ذيبان-الرأي الأردنية
    يستدعي العدوان المتواصل على قطاع غزة ، الى الذاكرة مقولة رئيس وزراء اسرائيل الاسبق اسحق رابين ، خلال الانتفاضة الأولى « أتمنى أن أصحو وأجد البحر قد ابتلع غزة» وهي مقولة عكست حجم الاحباط الاسرائيلي من احتلال القطاع ، جراء الصمود والمقاومة ، وفشل الاحتلال في تركيع سكان القطاع وكسر ارادتهم، وهو صمود أجبر ارئيل شارون، أحد غلاة اليمين الاسرائيلي ، على الانسحاب من جانب واحد عام 2005، وتفكيك المستوطنات بما يشبه الهروب.
    لكن ذلك الانسحاب اقترن بعقوبات جماعية انتقامية ، تمثلت بفرض حصار شامل وظالم على سكان القطاع حوله الى سجن كبير، وسط تواطؤ دولي وصمت عربي ، بل ومشاركة من بعض الأطراف العربية ! والهدف الجوهري لهذه السياسية العنصرية ، هو فصل القطاع عن الضفة الغربية وتحطيم عنصر أساس لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، بالتزامن مع تحويل الضفة الى كانتونات مقطعة الاوصال، وهو ما يتم عمليا على الأرض،رغم لعبة المفاوضات التي تمارسها تل ابيب مع السلطة الفلسطينية، منذ اتفاق اوسلو قبل عشرين عاما !
    ولم تقتصر العقوبات على سكان القطاع على الحصار،بل تعرض منذ عام 2008 الى ثلاثة حروب همجية من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي، بالاضافة الى عمليات قصف جوي واغتيالات وتوغلات برية متقطعة بين فترة وأخرى، بحيث أصبحت أجواء الحرب هو الوضع الطبيعي لسكان القطاع والهدوء حالة استثنائية.لكن غزة صامدة وتقاوم بالارادة وبامكانات بسيطة آلة حرب جبارة وهمجية، ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد انسانية وحرب إبادة شاملة، لا تفرق بين صغير وكبير، أوبين مدني ومقاتل .. بين رجل وامرأة ..بين مريض ومعافى ، ورغم ذلك لم يبتلع البحرغزة!
    حكومة نتنياهو وما سبقها من حكومات، تزعم أن سبب استهداف قطاع غزة ومحاصرته، هو سيطرة حركة حماس عليه ، واطلاق الصواريخ على المستوطنات والبلدات القريبة من القطاع ، لكن على غرار مقولة رابين» التي تمنى فيها غرق غزة لنفترض جدلا أن بحر غزة « ابتلع حركة حماس»!، فهل ستتوقف مقاومة أهل القطاع والاهم من ذلك هل ستوافق اسرائيل على اقامة الدولة الفلسطينية المتصلة جغرافيا في الضفة والقطاع ؟ هذا هراء ومحاولة مكشوفة لخداع الرأي العام، ودق أسافين في جدار الوحدة الوطنية الفلسطنية، وكان العدوان الأخير يندرج في هذا الجهد الخبيث ، ولنتذكر أن المفاوضات الاخيرة بين السلطة واسرائيل التي جرت قبل اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، فشلت بسبب اصرار اسرائيل على فرض شروطها!
    وقد أعلن نتنياهو منذ تم توقيع اتفاق المصالحة رفضه له، وطالب الرئيس محمود عباس بالتراجع عنه وبالفعل تسبب العدوان الاخير بزيادة مساحة الشكوك وهز الثقة بين الطرفين وتجلى بالخلاف حول قبول «المبادرة المصرية» لوقف اطلاق النار !
    بغض النظر عن الفترة الزمنية، التي سيتواصل خلالها العدوان، فان غزة لن تغرق في البحر، ولن تركع وليس لديها ما تخسره، وإرادتها في الصمود والمقاومة أقوى من إرادة الاحتلال، وفي خضم هذا الصمود الأسطوري وشجاعة المقاومة والسكان المدنيين ، لا بد من توجيه التحية للطواقم الطبية والدفاع المدني العاملن في القطاع ، بمن فيهم كوادر المستشفى الاردني الميداني والمتطوعون الأجانب، التي تستبسل بصورة استثنائية في انتشال الضحايا من تحت الانقاض، ومساعدة المنكوبين، واسعاف المصابين ومعالجة الجرحى، في مرافق صحية متواضعة تتعرض هي أيضا للقصف ، وامكانات طبية بسيطة ونقص في الأدوية بسبب الحصار، هؤلاء مقاومون أيضا وشجعان .
    "إسرائيل" كما هي
    إفتتاحية الخليج الإماراتية
    هذه الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة، والفظاعات الإجرامية بحق المدنيين من أطفال ونساء وعجزة التي تصل إلى حدود المجازر الجماعية، هي في الواقع جزء من معتقد ديني يشكل قاعدة أساسية وصلبة في الفكر الصهيوني الذي يقود الكيان.
    ولعل مواقف قادة الكيان من سياسيين وعسكريين إزاء العدوان على قطاع غزة، ودعواتهم للمضي قدماً في عمليات القتل والتدمير والإرهاب، إضافة إلى استطلاعات الرأي التي تشير إلى تأييد أكثر من سبعين في المئة من المستوطنين الصهاينة لمواصلة عمليات القتل، إنما هي تأكيد لمدى تجذر الفكر الصهيوني العنصري والتحامه العميق مع المعتقد الديني الذي ينطلق من مفهوم التفوق والتعصب واحتقار الآخر غير اليهودي واستباحة دمه وماله وممتلكاته وأرضه .
    ثم إن اعتقادهم بأنهم "شعب الله المختار"، وأنهم "شعب مقدس" و"شعب الرب" شحنهم بكراهية الآخر والحقد عليه، لذا رفضوا الاندماج مع الشعوب الأخرى أو التعايش معها، وظلوا يقيمون في "غيتوهات" مغلقة، إذ وقف معتقدهم الديني حائلاً دون انسجامهم مع الأمم والشعوب الأخرى .
    لقد انفصل اليهود عن الواقع، وظلوا يعيشون تحت وطأة بناء ديني فوقي عزز لديهم النزعة الانعزالية، لذا حولوا "إسرائيل" إلى حصن مدجج بأحدث الأسلحة وأكثرها تطوراً، وبأسنان نووية، كي يوفر لهم الأمان، واستخدام هذا الحصن كأداة ردع وإبادة ضد كل من يهدده .
    "إسرائيل" ظاهرة غريبة لم يعرف التاريخ مثيلاً لها . . تمارس التدمير والقتل والإبادة وذبح شعب آخر وتشريده لإقامة قلعة عسكرية تشكل قاعدة عنصرية يتناقض وجودها مع كل القوانين والقيم الإنسانية، ومع ذلك تحظى بالدعم والتأييد من جانب دول غربية ترى فيها "واحة للديمقراطية" في المشرق العربي .
    تعتقد "إسرائيل" أنها بالقوة المسلحة واستخدامها المفرط والوحشي تخلق أمراً واقعاً وتفرضه . . لكن إلى متى تستطيع الصمود في حروب متكررة لا تتوقف، وفي البقاء وراء جدران الحديد والنار؟
    يهودية "إسرائيل" ومحنة الشعب الفلسطيني
    محمد خليفة- الخليج الإمارتية
    يستمر المشروع الصهيوني على أرض فلسطين دون توقف، فلا زالت المشاريع الاستيطانية الجديدة تُقام على أراضي الضفة، والقدس المحتلة، وبما يمنع بشكل نهائي حلم إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتتحدى "إسرائيل" إرادة المجتمع الدولي، الذي أجمع على الاعتراف بدولة مستقلة للشعب الفلسطيني، وقبول عضويتها كعضو مراقب في الأمم المتحدة . وتعتمد "إسرائيل" على تأييد حلفائها الغربيين، ودعمهم لها في مواقفها المتطرفة، حيث لا تخضع للعقاب، ولا حتى المساءلة، كما حدث ويحدث للعديد من الدول، وخاصة في العالم العربي . ولعل ما يدعو إلى الأسى هو أن هذه الدولة التي قامت على أساس العدوان والاحتلال والاستيطان، أصبحت، بنظر الغرب وحلفائه في العالم، واحة للديمقراطية، يُضرب بها المثل أحيانا كدولة وحيدة في الشرق الأوسط، وكذلك احترام حقوق الإنسان في الشرق الأوسط . فكيف يستقيم هذا الأمر مع حقيقة ما يجري على أرض الواقع؟
    إن هذه الدولة التي قامت على جماجم ملايين الفلسطينيين والعرب، ولا تزال توغل في عدوانها ضد من بقي من هذا الشعب على ما تبقى من أرضه، فقد أعلن رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، في الشهر الماضي، نيته طرح قانون على ما يسمى "الكنيست" - البرلمان "الإسرائيلي" - يعتبر "إسرائيل" الدولة القومية للشعب اليهودي . لكن هذه الدولة ليس لها حدود معترف بها دولياً حتى الآن، وكل ما يسيطر عليه جيش "إسرائيل" الآن هو أرض "إسرائيلية"، وسوف يطبق عليها هذا القانون، ولاسيما في الضفة الغربية التي احتلتها "إسرائيل" عام ،1967 ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف عن مصادرة الأراضي، وطرد أصحابها الفلسطينيين منها، وإقامة المستعمرات على أراضيهم، فوق البيوت المدمرة، والأشلاء الممزقة، حتى تكاد الأغلبية اليهودية تطغى على سكان الضفة الغربية اليوم .
    إن تطبيق قانون يهودية "إسرائيل" سيجعل الثقافة واللغة العبرية تجبان ما سواهما، وسيتم إلغاء الثقافة واللغة العربية عبر تهميشهما تدريجياً، وسوف يُجبر الفلسطينيون، إما على قبول وضعهم كجالية تعيش في دولة يهودية تمتد من البحر المتوسط إلى نهر الأردن، وإما مغادرتها إلى أية جهة في العالم يشاؤون، على أن تكون رحلة خروج بلا عودة .
    العدوان "الإسرائيلي" الواقع اليوم في الضفة وغزة لم يكن سوى استمرار لسلسلة الاعتداءات "الإسرائيلية" المتواصلة على هذا الشعب منذ أن بدأ المشروع الصهيوني على أرض فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر . فقد أراد المستوطنون اليهود إلغاء الوجود الفلسطيني مما يعتبرونه "أرض "إسرائيل" القديمة" ونجحوا في تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين وبناء دولة ذات أغلبية يهودية ممتدة من البحر المتوسط حتى نهر الأردن، أما الفلسطينيون فقد تحولوا إلى أقلية . وكان لمنطقة غزة خصوصية فهي في أقصى جنوب غرب فلسطين، وقد نزح إليها عشرات الآلاف من الفلسطينيين من النقب والمثلث وأقاموا هناك في مخيمات، ورغم احتلال "إسرائيل" لهذه المنطقة منذ عدوان عام ،1967 لكنها لم تكن قادرة على تثبيت نقاط استيطانية فيها بسبب الكتلة الفلسطينية الكبيرة فيها، وبسبب انفتاحها على البحر من الغرب وعلى مصر من الجنوب، لذلك اضطرت "إسرائيل" إلى الانسحاب منها وتدمير المستوطنات القليلة التي أقيمت على أرضها، وأصبحت غزة بؤرة للمقاومة . وقد استغلت "إسرائيل" الفوضى المستحكمة في بعض الدول العربية، فأقدمت على حربها العدوانية التي بدأتها في مدن ومخيمات وقرى الضفة على شكل تمشيط وتفتيش للبيوت والمنازل، وعندما أنهت خطتها هناك اتجهت نحو غزة، فبدأت الغارات الجوية كمقدمة لعدوان شامل بهدف تصفية الحساب النهائي مع المقاومين هناك . ويبدو أن "إسرائيل" ستمضي في مخطط إعادة احتلال غزة خوفاً من تنامي قوة المقاومة هناك وامتلاكها لأسلحة فتاكة مع مرور الوقت ما يهدد أمنها ووجودها بشكل مباشر، وإذا نجحت "إسرائيل" في ذلك، فإن الحديث عن دولة فلسطينية مستقلة سوف ينتهي تماماً، لأن الضفة باتت في حكم المنتهية بسبب تنامي النشاط الاستيطاني فيها . وتلقى "إسرائيل" تأييداً كاملاً من قبل حلفائها الغربيين الذين أبدوا وقوفهم إلى جانبها ضد الشعب الفلسطيني .
    إن قضية فلسطين باتت اليوم في خطر شديد، فبعد أن نجح الفلسطينيون في إيصال صوتهم إلى العالم، وبعد أن اعترفت الأمم المتحدة بفلسطين كعضو مراقب فيها، جاء هذا العدوان ليهدم كل ما حققه الشعب الفلسطيني من خطوات في سبيل تحرره واستقلاله وبناء دولته الخاصة به . ولكن ورغم كل المحن والصعوبات التي تعترض الشعب الفلسطيني في تحقيق حلمه بالعودة إلى أرضه وقراه ومدنه، فإن هذا الشعب سيحقق هدفه، طالما ظل هناك رجال منه يؤمنون بقضية وطنهم ويموتون في سبيلها .
    فلسطين العابرة لخطوط المذاهب والمحاور والأقوام
    عريب الرنتاوي- الدستور الأردنية

    وحدها القضية الفلسطينية، ما زالت تمتلك القدرة على استثارة الرأي العام العربي والدولي وتحريك مشاعر التضامن وتسيير مظاهرات الغضب والتنديد ... بعد سنوات أربع عجاف من إراقة الدم بغزارة في كل من سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها، كدنا نخشى إمّحاء هذا التأثير المتميز للقضية الفلسطينية، كدنا نخشى أن تضيع قضية العرب المركزية الأولى في خضم صراعات العرب البينية وحروب “داعش” و”الغبراء”.
    في حروبها الأهلية، وحروب الآخرين عليها، اختبرت الشعوب العربية في الأقطار المذكورة الموت بالجملة والمفرق، بتقطيع الرؤوس والبراميل المتفجرة والشاحنات المفخخة والتطهير المذهبي والعرقي والطائفي ... أتت أيام سوداء، كان يسقط في أحدها ما يعادل أعداد شهداء الحرب الإسرائيلية على غزة، في أول أحد عشر يوماً من اندلاعها ... بيد أننا لم نر المسيرات والغضب والحراك الدبلوماسي الكثيف الذي رافق حرب “الجرف الصامد” على غزة.
    ملايين اللاجئين الجدد الذي تضيق بهم مدن المنطقة ومخيماتها، ثلثاهم من سوريا والثلث الباقي موزّع على العراق وجنوب السودان .... خشينا في زمن اللجوء الكثيف، والنزوح الأشد كثافة، أن تعمد إسرائيل إلى استئناف سياسات التهجير القسري التي اشتهرت بها وأسست لها في هذه المنطقة، وتأسست هي بفعل نتائجها المرة ... لكننا نكتشف، العدوان تلو الآخر، أن لفلسطين وقعاً مغايراً، وأن ما يمكن السكوت عليه في حروب العرب البينية، عصي على الطمس والقبول في حروب إسرائيل على الفلسطينيين.
    في حروبنا البينية، ينقسم الرأي العام العربي شيعاً وقبائل ... من رأى فيما يجري في سوريا “ثورة” انتصر لها وللمعارضة، يقابلهم من لم ير في الحدث السوري سوى “المؤامرة”، فانتصر للنظام وحلفائه ... وبين هؤلاء وأولئك، وقفت فئة ثالثة، لا تجد من يحمل رايتها سوى “المغلوبين على أمرهم” من شرفاء سوريا ووطنييها ... مثل هذا الانقسام، انسحب كذلك على الأزمة المحتدمة في العراق، وفي ليبيا ما بعد القذافي ... حروب عبثية تثير الوجع في قلوب المواطنين العرب، ولا تفتح شهية أياً منهم للخروج إلى الشارع منتصراً أو متضامناً، ولسان الحال في غالب الأحوال يقول: القاتل والقتيل إلى النار.
    أما حين يتصل الأمر بفلسطين، فإن الصورة تبدو مغايرة تماماً ... لا خلاف هنا على تعريف “العدو”، أقله لدى الرأي العام، ربما هناك خلاف على مستوى الأنظمة والحكومات، لكن إجماعاً شعبياً عربياً تحقق منذ مائة عام، على أن إسرائيل هي العدو حتى ترحل عن أرض الفلسطينيين وتعيد لأصحاب الحقوق، حقوقهم.
    ليس المهم هنا، من بدأ بإطلاق النار ... العدوان الإسرائيلي على شعب فلسطين مستمر منذ مؤتمر بال ووعد بلفور، فما همّ أن تكون حماس او الجهاد، ومن قبلها فتح أو الجبهة الشعبية، هي من بادر في هذه الجولة إلى إطلاق النار ... ليس المهم هنا، أن تلتزم الفصائل الفلسطينية قواعد الحرب المعروفة، فإسرائيل “بحد وجودها” هي عدوان على القانون والحق والمنطق والأخلاق والقيم، وهي مذ أن تحوّلت من عصابات إرهابية إلى دولة إرهاب رسمي منظم، تمارس أبشع ألوان الانتهاكات لحقوق شعب فلسطين وتعتدي على أطفاله ونسائه وزيتونه وتراثه وذاكرته.
    هنا لا يتجادل اثنان حول هوية المعتدي والمُعتدى عليه ... هنا يستثير المضمون الأخلاقي والقيمي لنضال شعب فلسطين، كل طاقات التضامن معه والغضب على أعدائه من بنغلاديش إلى الإكوادور، مروراً بعشرات المدن التي خرجت ترفع رايات فلسطين وتنتصر لشعبها.
    هو “عنصر القوة” الحاسم، الذي لا يجوز للفلسطينيين أن يفرطوا به، تحت أي ظرف وأية ذريعة ... ومن هنا تأتي شعارات النأي بالنفس عن “حروب الأخوة الأعداء” ... والنأي بالنفس هنا، لا يعني الانفصال عن حركة الشعوب العربية وتطلعاتها، فشعب فلسطين، نصير موضوعي ودائم لهذه الشعوب ... ولكن حين تحترب الشعوب طائفياً ومذهبياً وقومياً وعرقياً، ينأى بنفسه ... وحين تملي الجغرافيا أحكامها وديكتاتوريتها، خصوصاً في دول الطوق، يصبح النأي بالنفس، حكمة ومصلحة، يقبلها الأصدقاء والأشقاء ويتقبلون تبعاتها ومبرراتها، بصدر رحب
    لقد تورطت الحركة الوطنية الفلسطينية بالعديد من الأزمات العربية، بعضها كرهاً وبعضها الآخر طواعية، وكانت النتيجة دائماً، وبالاً على شعب فلسطين ولاجئيه وقضيته الوطنية ... وجاءت حماس بخطاب مغاير، يدّعي البعد عن المحاور والترفع عن التورط في صراعات الأمة البينية، إلى أن عصفت بها رياح الربيع العربي وعواصفه، فغاصت في رمال الأزمتين السورية والمصرية كما لم تفعل الحركة الوطنية الفلسطينية من قبل، ودخلت في لعبة المحاور والمعسكرات العربية والإقليمية المتناحرة، كما لم تفعل منظمة التحرير من قبل، وقد دفعت الحركة، ودفع معها شعبها، الأثمان الباهظة لهكذاانحيازات وتدخلات، محكومة بتغليب “الفئوي” على الوطني، والانحياز لجماعة على حساب الانحياز للشعوب بمختلف مكوناتها.
    القضية الفلسطينية، بقدرتها على استثارة الدعم والتأييد والتحشيد، وبعبورها الدائم لخطوط التماس المذهبي والقومي والعرقي والطائفي، تملي على الفلسطينيين أن يكونوا أكثر حذراً في التعامل مع لعبة الاستقطابات والمحاور، والأهم الحذر من التدخل في الشؤون الداخلية والتورط في الصراعات العبثية، التي لا طائل من فوقها أو تحتها، لتبقى فلسطين “القاسم المشترك” الأعظم لشعوب الأمة ومختلف مكوناتها، بدل أن تكون كرة تتقاذفها المحاور والعواصم في لعبة صراع الأدوار والنفوذ.
    فضائح وفظائع بمباركة أميركية
    فايز الفايز- الرأي الأردنية
    أعترفت الأمم المتحدة أن الجيش الإسرائيلي يقتل أربعة أطفال على الأقل في غزة كل يوم ، ورغم ذلك لا يرّف جفن لأي مسؤول أممي أوحكومي غربي أو شرقي ، فالقلوب تحجّرت والإنسانية لا تتحرك وكل ما يتحرك مدفعية نازية وطائرات تطلق صواريخا مدمرة يتحكم بها ضابط إسرائيلي ورفاقه برتبة لا تناسب أخلاقه يجلس في غرفة العمليات ويقرر حماية أبنائه بقتل أبناء العرب بينما يحتسي وزير دفاعه ورئيسهم قهوتهم بنكهة الدم ، فيقتل جيشهم السفاح حتى صباح السبت اليهودي 318 عربيا بينهم 75 طفلا و30 إمرأة ويخلف 2335 جريحا بينهم 400 طفل و300 إمرأة فيما وصل عدد اللاجئين في العراء الى 40 الف مدني .
    إسرائيل تحولت الى مملكة شياطين ودعمها عار أخلاقي وقانوني تكلفته عالية في حسابات الدم والأمن القومي العالمي والأمريكي خصوصا ، فإسرائيل تصرّعلى قتل و إبادة المدنيين والأطفال والنساء دون ذنب ، فقط لأنها تثأر من كابوس حماس الذي يقلق نومهم ، فهم يحاصرون الضفة الغربية ويجعلون منها ساحة عمليات للجيش وقوات الشاباك و وحدة المستعربين ، وتصادر أراضي الفلسطينيين وأموالهم ، و تدرب أطفالها على الشوفينية اليهودية وتقنعهم بأنهم طرائد للعرب، وهاهي تعود لتجتاح غزة وترفض النزول من ذلك البرج العاجي الذي تسكنه وهو المبني على جماجم الفلسطينيين ، إنهم غير صادقين في الوصول الى سلام حقيقي وتعايش إنساني كما يدعون
    إن العيش بالقرب أو مع مملكة الشيطان في تل أبيب التي تغذيها ينابيع الدم لا تعطي الإنسان ميزة إنسانية إن لم يكن متعنصّرا لعقيدة القتل بلا رأفة، فأنت دوما على خط النار مع عدو يستمتع في قتلك الذي هو أسهل من قتل ذبابة ، أنت في مرمى نيران المجانين ،إنهم قادة «جيش الرّب»الذين استمرأوا القتل عبر التاريخ ، وتدربوا عليه باعصاب باردة وباتوا مثل جرّاح بوليسي يتناول وجبته أثناء تشريح جثة طفل.
    الجيش الإسرائيلي بات خط إسناد لإرهاب الدولة عندما لا يفرق بين طفلة صغيرة و دبابة كبيرة ، بين امرأة بريئة ومستشفى ومدرسة أطفال ، وعندما لاتسمح حكومتهم المضطربة للمعتدلين الإسرائيلين أو المعارضين لسياسات نتنياهو أن يعملوا للتغيير ويعلنوا أنهم تعبوا هذه الحياة الزائفة التي تحرسها طائرات إف 16 و دبابات الميركافا المدمرة ، وأنهم ملّوا من أكاذيب و خرافات زعماء الدولة الذين لا يملكون غير القتل أو الحرب حلا لمشاكلهم فيما لا فرق بين من يقتل ، عربي كان أم ناشط حقوقي أجنبي أوصحفي أوروبي فليس لأحد حصانة أو حق ما دام على أرض مملكة صهيون التي يظنون .
    نشر الكاتب الإسرائيلي «ناحوم برنياع» نصا تاريخيا لموشيه ديان،رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ألقاه في تأبين الجندي الإسرائيلي»روعي» الذي قتل على يد عربي من غزة عام 1956 يشرح فيه ديان فيه العقلية الإسرائيلية ويدينها مذاك التاريخ حتى اليوم، حيث يقول:
    «لا ينبغي لنا أن نوجه الإتهامات»للقتلة» فما لنا نشكو من كراهيتهم الشديدة لنا، لسنوات وهم يجلسون في مخيمات اللاجئين وأمام ناظريهم نحن نستحوذ على الأرض والقرى التي كانوا يعيشون فيها هم وآباؤهم ...ليس من العرب في غزة بل من أنفسنا نطلب دماء «روعي»، فكيف أغمضنا عيوننا عن أن نرى على نحو سليم مصيرنا وهدف جيلنا بكل وحشيته ، جيل استيطان نحن، وبدون قبعة فولاذية ومدفع لا يمكننا أن نغرس شجرة ونبني بيتا « ..إنتهى الإقتباس .
    إذا ماذا سيقول ديان اليوم لو كان على قيد حياة الوحشية والإرهاب والإستيطان وقتل الأطفال الذي لا تزال أجيال الجيش الإسرائيلي تتدرب عليه يوميا وتقوم به كلما ضاقت حكومتهم ذرعا بحل مشاكل المهجرين والمحاصرين والجياع والسجناء الفلسطينيين ، ماذا سيقول السيد باراك أوباما لو كانت طفلته تمرح في لحظة فرح على رمال بحر غزة حين انطلق صاروخ «بوب آي أو كروز» ليقتل أربعة أطفال لا ذنب لهم سوى أن العالم أصيب بانعدام الأخلاق الإنسانية وامتلأ قلب الأسد الأمريكي رعبا من نظرات ذئب مملكة الشيطان الذي يسيل لعابه دما .
    غزة فضيحة عالمية وجريمة تطارد كذبة السلام العالمي وإعلان حقوق الإنسان وهرطقات إسرائيل والدعم الأمريكي الأعمى لها ..غزة لها الله ، والبيت الأبيض لهم !
    الغرب يرفع شعار حقوق الإنسان ويكذب أمام مجازر غزة
    د. ربيعة بن صباح الكواري- الشرق القطرية
    الإعلام الغربي يمتدح إسرائيل بحكم المصالح المشتركة بينهما ويفرض الرقابة على إعلامه لأن ملاك مؤسساته الإعلامية هم من التجار اليهود
    مقولة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر تحولت إلى رماد خلال الحروب الأخيرة التي خاضها وثبت فيها انكساره الذريع في حفظ أمن دولته وشعبه
    غريب أمر الدول الغربية بشكل عام والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص ، إذ إن هذه الدول دائما ما تتحدث عن حقوق الإنسان، وضرورة تمتع الشعوب بالديمقراطية وكافة أنواع الحرية ، بينما نجدها اليوم تتناقض وتكذب أمام العالم بأسره، عندما تشاهد مجازر الصهاينة التي تزداد وتكبر في غزة بلا رأفة أو إنسانية فلا تحرك ساكنا أمام حرب الإبادة هذه ، وكلنا يعلم أن الجيش الإسرائيلي هو أضعف جيوش العالم على الإطلاق ، وقوته دائما ما يستمدها من قوة وسائل الإعلام الغربية من خلال تخويف العرب عبر رفع شعار " الجيش الذي لا يقهر " وهو من الشعارات الكاذبة التي دخلت في النفوس العربية، عن طريق تضخيم هذا الشعار الذي لم يعد يساوي شيئا في نظر كل المحللين والإعلاميين في شتى دول العالم .
    الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي على إخواننا الفلسطينيين عبر عدوانه السافر على شعب قطاع غزة ستظل وصمة عار في جبين الصهاينة الذين عودونا على استمرار عنجهيتهم في كل الحروب التي خاضوها مع الفلسطينيين والعرب في ذبح الأطفال والشيوخ والشباب ، وهذا ليس بمستغرب على شعب مشتت في كل دول العالم ، اغتصبوا أرضنا العربية وأقاموا فيها دولتهم التي تكونت من شعب ليس له أصل ولا جذور، بعد أن طردوا شعب الأرض الأصلي ، وهم يريدون اليوم من خلال حرب الإبادة والتطهير زواله ومسحه من الوجود نهائيا .
    تاريخ أسود في مذابح الفلسطينيين :
    المتابع لتاريخ الصهيونية في لمذابح والمجازر التي ارتكبوها في حق الشعب الفلسطيني يجد أنه حافل بتاريخه الأسود الذي ينم عن حقد اليهود على هذا الشعب وعلى أبنائه من أجل تصفيته ، ولذلك نجدهم قد عودونا منذ زمن طويل على نشر مقولة " الجيش الذي لا يقهر " وسربوا تلك المقولة عبر وسائل إعلامنا العربية ولا يعلم الصهاينة أن جيشهم هو أضعف الجيوش في العالم واجبنها على الإطلاق وهذا ليس كلامنا بل كلام المحللين في العالم ، والحقيقة التي تؤكد صحة هذه المعلومة تستند على عدة رؤى وقراءات منها :
    أولا : سيطرة اليهود على أغلب وسائل الإعلام الغربية هو السبب في تخويف العالم بقوة وعظمة إسرائيل رغم ضعفها
    ثتنيا : امتلاكهم للمليارت من الدولارات هي التي سوقت لإسرائيل ولجيشها البطل (كما يدعون ويزعمون)
    ثالثا : امتناع الشباب الإسرائيلي عن التجنيد والالتحاق بالعمل في الجيش يؤكد على هروبهم من الخدمة العسكرية وعدم رغبتهم في هذا المجال ، ولذلك فلا نستغرب إذا شارك في قيادة هذا الجيش بعض المرتزقة والمجنسين من حلفاء إسرائيل لأن الإسرائيلين يعرفون بجبنهم عبر التاريخ ، وهناك بعض الحوادث التاريخية التي تثبت ذلك إذا قرأنا التاريخ بشكل صحيح .
    الغرب يكذب على العالم :
    عودتنا الدول الغربية دائما أن تتشدق برفع شعارات الديمقراطية وحريات الشعوب والعدالة الاجتماعية ، وهي بذلك ترفع تلك الشعارات محاولة منها لنشر الكذب على العالم لأنه عند وقت المصالح تسقط كل الشعارات المرفوعة ، وهذا ما يحدث معهم اليوم في حرب الإبادة التي يشنها الصهاينة على شعب غزة الأعزل بلا هوادة ، والمتابع لتصريحات الحكومات الغربية قبل أيام سيجدها هزيلة ولا تعبر عن حقيقة الأحداث وما يمر به شعب غزة من أفعال تقوم على العمل الإجرامي والتصرف اللا مسئول امام مرأى ومسمع كل العالم دون تحريك أي ساكن تجاه هذا العدوان .
    وعلى النقيض نجد أن رئيس الوزراء التركي " رجب طيب أردوغان " كان أول من تحدث عن الطاغية نتنياهو وضرب الفلسطينيين بكافة أنواع الأسلحة الجوية دون وجه حق ، وكانت كلمته بحق معبرة عن موقف رئيس دولة يعي المسئولية الكبرى التي تقع على عاتقه كرجل دولة لا يخاف إلا من الله- سبحانه وتعالى- .
    مالالا يوسفزاي واستغلالها من قبل الغرب :
    ومن المتناقضات أيضا أن الغرب قام بالتطبيل للباكستانية (مالالا يوسفزاي) -عن طريق رفع شعارات الحرية وحقوق الإنسان لأنها مسلمة وتمثل المسلمين- المحرومة من حقوقها كما يقولون - في وسائلهم الإعلامية الكاذبة ، فيسمونها بالمرأة الحديدية بسبب رفعها لسلاح العلم والكلمة المكتوبة وقوة الحجة من أجل تغيير المستقبل والحياة ، وإن فعلها خرج من لسان طفلة صغيرة لم تتجاوز ربيعها السادس عشر، حتى صفتها مجلة التايمز الأمريكية ضمن أكثر100 شخصية مؤثرة في العالم لعام2013 م وهي مرشحة لنيل جائزة نوبل للسلام كأصغر مرشحة في تاريخ الجائزة، والسبب في ذلك أنها مدعومة من الغرب بكل قوة لأنها ثارت على مجتمعها ، وإذا تحركت للدفاع عن أطفال ونساء في مذابح غزة سيتبرأ منها كـ ( براءة الذئب من دم يوسف ) ! ،هذا أحد الأمثلة البسيطة التي نسوقها في هذا المقام لنثبت للعالم أجمع أن الدول الغربية ترفع شعارات المصالح والأكاذيب والدجل وقت الأزمات ، حتى غدت هذه الشعارات مكشوفة ومفضوحة للعالم أجمع ودون شك في ذلك ، ما نطالب به الآن أن تذهب المسماة (مالالا يوسفزاي) إلى (نتنياهو) أو إلى منصة (الأمم المتحدة) وترفع شعار : أوقفوا ذبح الأطفال والنساء في غزة فقد طفح الكيل ولابد من محاسبة الصهاينة على هذه الأعمال الهمجية والبربرية التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره ، أسوة بما قامت به من قبل من خلال زيارتها لنيجيريا لتخليص النساء هناك من عملية اختطافهن .
    سيهزم القوم ويولّون الدبر :
    ولكن رغم تلك المجازر والحرب غير العادلة من قبل الأعداء .. لدينا الإيمان الكامل بأن الله لا ينسى عباده ، وسيأتي اليوم الذي سيهزم فيه أعداء الأمة ومن حالفهم وتامر معهم على ذبح الشعب الفلسطيني في هذا الشهر الفضيل .
    قال تعالى :
    " سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ" - القمر 45 .
    كلمة أخيرة :
    سيهزم الصهاينة ويسحقون، وهذا وعد الله ، اللهم انصر عبادك في غزة ، واهزم أعداءهم ، إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، اللهم آمين .

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 25/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-06-03, 01:08 PM
  2. اقلام واراء عربي 12/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-06-03, 01:01 PM
  3. اقلام واراء عربي 11/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-06-03, 01:00 PM
  4. اقلام واراء عربي 10/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-06-03, 12:59 PM
  5. اقلام واراء عربي 08/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-06-03, 12:58 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •