الملف اللبناني

رقم (55)

سليمان يحذر من الفتنة وعنف بطرابلس

الاحتقان السياسي بلبنان وراء أحداث صيدا

قاطيشا: نصرالله اراد ان يخلص من جريمة صيدا ويرميها على مسحيي 14 اذار

حدادة دعا الى حوار علني بين جميع فصائل المقاومة ولبناء نظام مقاوم

"المرابطون" و"الجبهة الشعبية": صيدا هي بوابة العبور إلى فلسطين

لبنان: مسلحون يهاجمون منزل قيادي سني في طرابلس

صيدا في "غرفة العناية السياسية والأمنية" تجنّباً للنزف الدائم

صيدا تترقّب ما بعد "الوداع".. والأسير: دمنا سيرفع رأس الأمة

نصرالله: لولا المقاومة لأنشأت إسرائيل مستعمرات في جبل لبنان مـيـقـاتي وقـهــوجي لـ«السـفيـر»: لا مظـاهـر مسـلحة .. ولا فـتـنـة أو انـفـجـار فـي صـيـدا

سليمان يحذر من الفتنة وعنف بطرابلس

المصدر: الجزيرة

دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى التنبه من خطر انزلاق البلاد إلى الفتنة، محذرا من انعكاساتها على الاستقرار في لبنان. وفي مدينة طرابلس شمال البلاد، أطلق مسلحون النار على منزل زعيم سني مؤيد للنظام السوري، بينما عاشت مدينة صيدا بالجنوب حالة حداد عام بعد يوم من مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة آخرين في اشتباكات على خلفية طائفية.

فقد حذر سليمان في بيان خاص اليوم من خطر الانزلاق إلى الفتنة بالداخل، مؤكدا أن انعكاساتها ونتائجها ستكون خطيرة على مسيرة الاستقرار والسلم الأهلي، في وقت توافق فيه الفرقاء عبر إعلان بعبدا على تحييد لبنان عن صراعات الآخرين، وعلى تخفيف لهجة التخاطب السياسي بينهم من أجل المحافظة على مناخات التهدئة التي تشكل المعبر اللازم والضروري لاجتياز هذه المرحلة الدقيقة.

وأشار الرئيس اللبناني إلى أنه طلب من المسؤولين الأمنيين والقضائيين اتخاذ التدابير اللازمة لضبط الوضع والتحري عن مسببي حوادث العنف الأخيرة في صيدا، واعتقالهم وإحالتهم إلى القضاء المختص.

عنف بطرابلس

من جهتها شهدت مدينة طرابلس شمال البلاد اليوم حادث عنف بعدما أطلق مسلحون النار على منزل الشيخ السني بلال شعبان زعيم حركة التوحيد الإسلامي المتحالف مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله في لبنان.

وقال أقارب لشعبان إنه لم تقع خسائر في الأرواح جراء الهجوم الذي وقع نحو الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي.

يذكر أن التوتر الذي تشهده سوريا منذ نحو 20 شهرا، أحيا عداوة قديمة في المدينة اللبنانية الشمالية بين الأقلية العلوية المؤيدة للرئيس الأسد، والأغلبية السنية التي تؤيد الثورة السورية. لكن الهجوم الذي تعرض له منزل الشيخ شعبان يكشف عن خلافات داخل المجتمع السني نفسه.

حداد بصيدا

في هذه الأثناء عاشت مدينة صيدا اليوم حالة حداد عام وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث أغلقت المدارس والجامعة الرسمية والخاصة والمؤسسات التجارية أبوابها، وبدت الشوارع كأنها مهجورة.

وشيع أنصار الشيخ أحمد الأسير اليوم اثنين من أنصارهم قتلا في اشتباكات أمس -وهما لبنان العزي وعلي سمهون- إلى مثواهما الأخير.

وشهدت المدينة إجراءات أمنية مشددة، وسيرت قوات من الجيش دوريات مؤللة وراجلة وثابتة في صيدا وضواحيها، منعا "لوقوع أحداث أمنية مشابهة وحفاظا على سلامة المواطنين".

وكان وزير الداخلية والبلديات مروان شربل قد أكد أمس في صيدا أنه "لا حصانة لأحد، ولا وجود للأمن بالتراضي بعد الآن"، مشيرا إلى أن "الجيش تبلّغ بتعليمات واضحة بإطلاق النار على كل من يحمل السلاح".

وترأس شربل اجتماعا لمجلس الأمن الفرعي في الجنوب بتكليف من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي دعا كل الأطراف إلى "ضبط النفس".

من جهتها، أكدت قيادة الجيش في بيان تنفيذَ عمليات دهم بحثا عن مطلقي النار، محذرة من أنها "لن تتهاون مع أي محاولة للإخلال بالأمن وإثارة الفتنة، وستتعامل بكل حزم وقوة مع المظاهر المسلحة لأي جهة انتمت".

وجاءت هذه التطورات بعد مقتل ثلاثة أشخاص -بينهم مواطن مصري- وجرح سبعة آخرين على الأقل، جراء إطلاق نار بين مناصرين لإمام مسجد بلال بن رباح في صيدا الشيخ أحمد الأسير ومؤيدين لحزب الله، وقع في منطقة التعمير عند مدخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا.

وقال مصدر أمني إن أحد الجرحى هو "مسؤول حزب الله في المنطقة".

وبدأ الحادث على خلفية قيام الشيخ الأسير ومناصريه بالنزول إلى مدخل منطقة التعمير في المدينة اعتراضا على رفع أنصار حركة أمل وحزب الله لافتات حزبية ودينية كان الأسير قد طالب بإزالتها من المدينة.

الاحتقان السياسي بلبنان وراء أحداث صيدا

المصدر: الجزيرة

أرجع محللون وسياسيون حادثة التوتر الأمني، التي وصفوها بالخطيرة في مدينة صيدا جنوب لبنان والتي أودت بحياة ثلاثة أشخاص، لحالة الاحتقان والانغلاق السياسي التي أفرزتها تداعيات الانقسام والموقف من الأزمة السورية.

وقُتل ثلاثة أشخاص -بينهم مواطن مصري- وجرح سبعة آخرون على الأقل -منهم مسؤول حزب الله في مدينة صيدا- جراء إطلاق نار بين مناصرين لإمام مسجد بلال بن رباح في صيدا الشيخ أحمد الأسير ومؤيدين لحزب الله، على خلفية إزالة لافتات لحزب الله في منطقة التعمير القريبة من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.

ويعيش لبنان منذ حادث اغتيال مدير فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن جمودا واحتقانا سياسيا كبيرا، وصل حد مقاطعة قوى 14 آذار جلسات البرلمان ومختلف اللجان المنضوية فيها، واشتراط العودة بسقوط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.

ووجهت بعض القوى السياسية المناوئة للنظام السوري أصابع الاتهام المباشر في اغتيال الحسن للنظام وحلفائه في لبنان، وهو ما نفاه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطابه أمس مطالبا بتقديم الأدلة للقضاء.

استبعاد الحرب

واعتبر مراقبون تطور الاشتباك السياسي والتراشق الإعلامي بين حزب الله وجماعة الأسير إلى اشتباك مسلح "أمرا في غاية الخطورة وينم عن أولى مظاهر تنفيس الاحتقان خارج إطار طاولة الحل السياسي".

ورغم الخشية الكبيرة التي عبر عنها سياسيون ومحللون من وقوع لبنان في مصيدة الفتنة المذهبية مجددا بعد حادثة صيدا، فإن النخبة السياسية تستبعد بشكل عام تدحرج الأوضاع ووصولها إلى بوادر فعلية لحرب واشتباك مذهبي مسلح.

وتذهب غالبية الآراء للقول إن الحرب الأهلية -مذهبية كانت أم طائفية- لا يمكن أن يتحملها طرف وحده داخل البلاد، فهي تحتاج لمعادلة من طرفين لدى كل منهما الرغبة في إشعالها، إلى جانب توفر الغطاء والقرار الإقليمي والدولي.

نائب الجماعة الإسلامية في البرلمان عماد الحوت لفت إلى أن ما جرى يؤشر لأمرين، الأول "الانتشار الفوضوي للسلاح" في مختلف المناطق الذي مهد لمثل ما جرى، والثاني حجم التوتر والاحتقان الموجود في الشارع بسبب الانقسام السياسي والذي يكمن حله بتغيير الحكومة كإحدى أدوات الاستيعاب والتهدئة السريعة للأحداث.

وقال للجزيرة نت إن على الجميع استيعاب ومنع مخطط تصدير الفتنة إلى لبنان ومنع الانجرار إلى ما يريده النظام السوري وأعوانه من خلق فتنة تحت عناوين طائفية ومذهبية مرفوضة.

عقول مغلقة

من جهته اعتبر الأكاديمي والمحلل السياسي عماد شمعون أن حادث صيدا مرتبط ارتباطا وثيقا بالاحتقان السياسي الذي تعيشه البلاد والذي ازداد سخونة منذ اغتيال الحسن.

وقال للجزيرة نت إن المشكلة في صيدا يمكن أن تتكرر في كافة المناطق اللبنانية بسبب غياب مبدأ المساواة والمحاسبة من طرف الدولة، وأضاف أن "العدالة غائبة وهناك تفضيل لطرف على حساب آخر، فضلا عن تملك طرف لترسانة سلاح خارج سلطة الدولة وغيابها عن الآخر".

وختم بالقول إنه طالما هناك سلاح وسطوة وقوة بيد طرف دون باقي الأطراف، فهذا يعني موضوعيا أن يبقى الاحتقان والتوتر وفرص اشتعال الفتن بين الفينة والأخرى.

في المقابل أشار إمام مسجد القدس في صيدا المقرب من حزب الله الشيخ ماهر حمود إلى عدم اطمئنانه لما سماها "العقول التي اخترعت الاشتباك في صيدا"، معتبراً في تصريح إذاعي أن "هذه العقول يقف على رأسها الشيخ الأسير".

وعن المستفيد من تحقيق الفتنة في صيدا، قال الشيخ حمود "للأسف هناك عقل مغلق لا يستطيع إدراك حقائق الأمور ويضخمها على حساب أمور أخرى، وذلك يؤدي إلى التحريض وخلق الفتنة"، مضيفا أن هناك من يحرض أو يأمر، أما المستفيد فهو "طبعاً إسرائيل وكل من يريد إشعال فتنة سنية شيعية". ولفت إلى أنه إذا كان حزب الله على خطأ، "فما هكذا تعالج الأمور"، معتبرا الترويج بأن وجود سلاح حزب الله هو سبب "الفتنة" في صيدا وغيرها "تضليل للرأي العام".

قاطيشا: نصرالله اراد ان يخلص من جريمة صيدا ويرميها على مسحيي 14 اذار

المصدر: النشرة

اعتبر مستشار حزب "القوات اللبنانية" وهبة قاطيشا، ان "الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله اراد في خطابه ان يخلص من الجريمة التي وقعت في احداث صيدا ويرميها على مسحيي 14 اذار"، لافتاً في حديث تلفزيوني الى ان "الحزب هو الذي يستهدف الجميع بسلاحه"، مشيراً الى "انهم يريدون اسقاط الحكومة من خلال العمل السلمي".

وشدد قاطيشا على ان "العمالة ضاربة الى رؤوس فريق 8 اذار"، مستغرباً كلام 8اذار بالمزايدة في الوطنية"، داعياً الحزب الى "مواجهة القوات اذا ارادوا ان يثبتوا من العميل في لبنان للخارج".

حدادة دعا الى حوار علني بين جميع فصائل المقاومة ولبناء نظام مقاوم

المصدر: النشرة

دعا امين عام "الحزب الشيوعي" خالد حدادة في حديث تلفزيوني الى "حوار علني بين "حزب الله" والحزب الشيوعي وجميع فصائل المقاومة"، مؤكدا ان "الاساس هو بناء الوطن في اي حوار وبناء نظام يحمي المقاومة ولا يتامر عليها"، مشيرا الى النظام الطائفي يفتح المجال امام التامر عليها".

كما طالب رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى جعل "حماية المقاومة واسياسة الدفاعية لها من اول اهتماماته للدفاع عن لبنان"، مؤكدا ان خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "ملاقاة جيدة لما طرحناه سابقا ومنها الجانب المتعلق بالحوار وهناك قضايا لا تحتمل المساومة كالمواجهة ومقاومة اسرائيل"، مشددا على "دور المقاومة بكل الفصائل والحركات التي تؤسس لتعميم نموذج التلاحم بين المقاومة والجيش".

كما حيا "المقاومة وكل من سقط ويسقط في ظل مواجهة التهديد الاسرائيلي للمحافطة على امننا وسلامتنا".

"المرابطون" و"الجبهة الشعبية": صيدا هي بوابة العبور إلى فلسطين

المصدر: النشرة

ثمن أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدان ووفد من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدور النضالي الذي يقوم به رجال الجبهة الشعبية – كتائب أبو علي مصطفى واستخدامهم أسلحة متطورة في مواجهة الصهاينة على أرض غزة الشامخة.

كما توجهوا بالتحية والتقدير إلى كل الفصائل المرابطة على أرض غزة وصمودها بوجه آلة الاجرام الصهيونية. كما شددوا على ضرورة اللحمة بين كل أطياف المقاومين والمجاهدين الفلسطينيين والاستمرار بالكفاح المسلح أسلوباً وحيداً لتحرير فلسطين كل فلسطين وقدسنا الشريف.

وأكد المجتمعون على تقدير الدور البنّاء والحازم للقيادات الفلسطينية في منع استغلال أهلنا الفلسطينيين في الشتات في أي أحداث داخلية في الوطن اللبناني، مشددين على الأداء الايجابي لأهلنا الفلسطينيين في الأحداث الأخيرة في صيدا حيث كانت كل القوى الفلسيطينية واسطة خير لتجنب تداعيات وارتدادات مذهبية وذلك حرصاً على إبقاء صيدا العربية بوابة ليست للجنوب فقط وإنما كما كانت دائماً بوابة العبور إلى فلسطين.

لبنان: مسلحون يهاجمون منزل قيادي سني في طرابلس

المصدر: الغد

فتح مسلحون النار على منزل زعيم سني في مدينة طرابلس اللبنانية امس في أحدث أعمال عنف تشهدها المدينة التي تأثرت الصدوع السياسية والطائفية فيها بالحرب الأهلية الجارية في سورية.

وأحيا الصراع السوري عداوة قديمة في المدينة الشمالية بين الأقلية العلوية المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد والأغلبية السنية التي تؤيد الانتفاضة المندلعة ضده منذ 19 شهرا.

لكن الهجوم الذي تعرض له منزل الشيخ بلال شعبان زعيم حزب اسلامي متحالف سياسيا مع الحكومة السورية وحزب الله اللبناني الشيعي يكشف عن خلافات داخل المجتمع السني اللبناني نفسه.

وقال أقارب لشعبان الذي يرأس حركة التوحيد الاسلامية إنه لم تقع خسائر في الأرواح من جراء الهجوم الذي وقع نحو الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي.

وجاء هجوم طرابلس بعد يوم من اندلاع اشتباكات في مدينة صيدا الساحلية بجنوب لبنان بين أتباع شيخ سني سلفي وأنصار حزب الله الشيعي المتحالف مع الأسد أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص.

ووقع الاشتباك في منطقة التعمير عند مدخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا التي تقطنها غالبية سنية عندما بدأ اتباع الشيخ أحمد الأسير بإزالة لافتات ورايات وأعلام لحزب الله بالتزامن مع بدء المسلمين الشيعة احياء ذكرى عاشوراء التي تحل الخميس المقبل.

صيدا في "غرفة العناية السياسية والأمنية" تجنّباً للنزف الدائم

المصدر: المستقبل

جرح صيدا الذي تسببت به حادثة تعمير عين الحلوة أول من أمس، أدخل المدينة غرفة العناية الفائقة سياسياً وأمنياً حتى لا يتحوّل الجرح الى نزف دائم لها وللوطن.

صيدا التي كانت أشبه أمس، بثكنة عسكرية بفعل الانتشار الأمني غير المسبوق فيها للجيش وقوى الأمن الداخلي، انشغلت بلملمة جراحها في التعمير وبلسمة جراح قلوب عائلات القتلى، ترتسم على وجوه أبنائها أكثر من علامة استفهام حول ما هو مقبل إلى المدينة، وهل أن ما حصل كان حادثاً وانتهى، أم أنه كان مجرد بداية لما هو مخطط لمدينة لطالما فاجأت الوطن كله بهدوئها واستقرارها في وقت كانت مناطق أخرى تشتعل بأحداث وتوترات ومشاكل استطاعت عاصمة الجنوب حتى الأمس القريب تجنب شراراتها وتداعياتها؟ ولكن هذه المرة لن يكون سهلاً عليها تجاوز ما جرى في التعمير ولكنها تحاول، لأن إرادة أهلها هي العض على الجراح بمسؤولية عالية تجاه استقرار مدينتهم من دون التنازل عن كرامتهم وحقهم في العدالة والاقتصاص ممن أطلق النار وقتل علي سمهون ولبنان العزي، مرافقَي الشيخ أحمد الأسير في تعمير عين الحلوة .

وأوضحت أوساط متابعة لمسار التطورات في صيدا لـ"المستقبل" أن "الوضع في المدينة اليوم يتأرجح بين مدينة تصارع من أجل الاستقرار والحياة وترفض الدخول في نفق الأمن المفقود، معولة في ذلك على ما تبقى من هيبة دولة ومؤسسات أمنية أفقدتها سطوة السلاح اللاشرعي على اختلافه قدرتها على فرض الأمن والاستقرار، وبين مدينة مقدمة على تطورات أمنية لن تكون أقل مما شهدته منطقة التعمير، إذا لم يبادر العقلاء في صيدا وخارجها الى تدارك الأمور وإهماد فتيل الأزمة الذي أشعلته حادثة التعمير، قبل أن يكمل اشتعاله لا سيما وأن تفاعلات هذه الحادثة بدأت فعلاً بتشييع مرافقي الشيخ أحمد الأسير الذي فاجأ الجميع بدفنهما في المكان الذي أقام فيه قبل بضعة أشهر اعتصامه الذي استمر لأكثر من شهر عند مستديرة مكسر العبد شمال المدينة والتي أطلق عليها حينها اسم "دوار الكرامة".

وفي ذلك بحسب المراقبين دلالة على أن "ما جرى في التعمير لم ولن ينتهي بتشييع الضحايا، وأن لهذه الخطوة التي أقدم عليها الأسير ما بعدها من خطوات توقعت بعض الأوساط القريبة منه أن "تفاجىء الجميع كما اعتاد الأسير في تحركاته على اعتماد عنصر المفاجأة".

وبحسب هذه المصادر فإن "الأسير قد يقدم بعد انتهاء التعزية بمرافقيه على خطوة سيكون لها وقع مدوي في مختلف الأوساط، وهي تأسيس إطار أو تنظيم مسلح له صفة "المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي" على أساس أن الأسير يعتبر أن المقاومة ليست حكراً على "حزب الله" وحده، وأنه إذا كان سيتهم بامتلاك سلاح غير شرعي على غرار سلاح الحزب فإن رده سيكون أن سلاحه هو سلاح مقاوم وقد تعزز هذا التوجه بعدما ظهر السلاح فعلاً وبشكل علني بأيدي عناصر تابعة للأسير عشية التشييع وخلاله". ولم تستبعد هذه المصادر أن "يقدم الأسير أيضاً على إعادة تجربة الاعتصام عند مدخل صيدا الشمالي وإن بشكل متكرر بين الحين والآخر لا سيما وأنه أصبح له في تلك المنطقة ضريحان لاثنين من مرافقيه".

وأمام هذا الواقع، فإن الوضع في صيدا يبدو متجهاً نحو المزيد من تعزيز الانتشار الأمني لا سيما للجيش اللبناني الذي استقدم أمس تعزيزات إضافية له إليها، فضلاً على تعزيزات لقوى الأمن الداخلي ترجمة للخطة التي أشرف على وضعها وزير الداخلية والبلديات مروان شربل أول أمس خلال ترؤسه مجلس الأمن الفرعي في سرايا صيدا والتي تم البدء بتنفيذها على مراحل، كانت أولاها ليل الأحد - الاثنين من خلال إقامة عشرات الحواجز الثابتة والمتنقلة في مختلف شوارع وأحياء صيدا وضواحيها، والمرحلة الثانية قبل وخلال مراسم التشييع، والثالثة بدأت مساء الاثنين وتمتد حتى إشعار آخر، في وقت كثر الحديث في الأوساط السياسية والأمنية الصيداوية عن إمكانية أن يتخذ مجلس الوزراء قراراً باعتبار صيدا "منطقة عسكرية" لحين التأكد من زوال جميع الأسباب التي تستدعي ذلك .

وقائع التشييع

وسط أجواء من الحزن لفت المدينة التي اقفلت حداداً، شيعت عاصمة الجنوب صيدا ولديها علي سمهون ولبنان العزي في مأتم مهيب انطلق من مسجد الشهداء بعدما صلي على الجثمانين بمشاركة امام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير الذي وصل الى المسجد محاطاً بحراسة مشددة ووسط انتشار أمني كثيف للجيش وقوى الأمن الداخلي حول المسجد وعلى طول المنافذ المؤدية اليه .

مكشوفو الوجه ومحمولون على الأكف، شُيِّع العزي وسمهون وسط اطلاق المشيعين هتافات غاضبة وشعارات مناهضة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله واصفين إياه بـ"صاحب الروح الملعونة والشريرة".

ولاحظت "المستقبل" أن الأسير حاول تهدئة مناصريه فطلب منهم الهدوء والسكينة، لأن اليوم هو يوم وداع "الشهيدين الحبيبين علي ولبنان"، كما طلب من مسلحين تابعين له أحاطوا به وبالجثمانين عدم تغطية وجوههم وعدم إطلاق النار لأي سبب كان. وبينما كان مقرراً أن يشيع العزي وسمهون في مقبرة صيدا الجديدة في سيروب شرق المدينة، فاجأ الأسير المشيعين والقوى الأمنية عندما طلب من حاملي الجثمانين التوجه بالاتجاه المعاكس نحو وسط المدينة سيراً على الأقدام، ما أربك القوى الأمنية والعسكرية التي كانت قد أمّنت خط سير الجنازة المفترض باتجاه سيروب، أما مفاجأة الأسير الثانية فكانت التوجه مع المشيعين بالجثمانين الى مدخل صيدا الشمالي ودفنهما في مستديرة مكسر العبد أمام مسجد الحاج بهاء الدين الحريري والتي أطلق عليها الأسير في اعتصامه المفتوح قبل أشهر اسم "دوار الكرامة" وهو ذكر بأنه قال حينها إن أول شهيد سيسقط من مناصريه سيُدفن في هذا المكان، حيث قامت جرافة "بوكلين" بحفر قبرين وسط المستديرة. وحضر مراسم التشييع المسؤول السياسي لـ"الجماعة الاسلامية" في الجنوب بسام حمود، عضو المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل" في لبنان يوسف النقيب وممثلون عن منسقية التيار في الجنوب وعدد من علماء الدين. وتقدمت موكب التشييع أكاليل من الزهر باسم النائب بهية الحريري و"تيار المستقبل". وبعد انتهاء مراسم التشييع ألقى الأسير كلمة وجدانية مؤثرة رثى فيها العزي وسمهون وطلب فيها من مناصريه الهدوء.

وسبق التشييع نقل جثماني العزي وسمهون الى منزلي عائلتيهما لإلقاء النظرة الأخيرة عليهما، ومن ثم نقل الجثمانان الى مسجد الشهداء بمواكبة امنية .

التحقيقات

وعلى صعيد التحقيقات في حادثة التعمير، لم يسجل أي جديد متعلق بتوقيف أي من المشتبه بهم في هذه الحادثة، وعُلم في هذا السياق أن الجهات الأمنية المختصة تبلغت من بعض فاعليات صيدا استياءها من عدم توقيف الاشخاص الذين بادروا بإطلاق النار على موكب الشيخ أحمد الاسير في تعمير عين الحلوة والذين ما زالوا موجودين في التعمير وهم معروفون بالأسماء وجميعهم عناصر في "حزب الله".

وكان قائد الدرك العميد جوزيف دويهي انتقل قبل ظهر أمس، إلى صيدا حيث شارك في اجتماع أمني مشترك لقوى الأمن الداخلي مع الجيش اللبناني عقد في ثكنة زغيب العسكرية لتنسيق خطة مواكبة تشييع ضحايا حادثة التعمير ومرحلة ما بعد التشييع منعاً لاية اشكالات وللإبقاء على الوضع في المدينة تحت السيطرة .أما القتيل الثالث المصري علي شربيني فقد تم تأجيل تشييعه الى الغد لحين انتهاء الاجراءات الرسمية كونه مواطناً غير لبناني وتردد أنه سيدفن في مخيم عين الحلوة .

لقاءات مجدليون

ثم زار قائد الدرك العميد جوزيف الدويهي النائب بهية الحريري في مجدليون حيث عقد اجتماع ضمهما الى محافظ الجنوب نقولا بو ضاهر وقائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد طارق عبد الله ومنسق عام تيار المستقبل في الجنوب. وجرى خلال اللقاء البحث في تداعيات الأحداث التي شهدتها صيدا امس حيث وضع العميد دويهي النائب الحريري في أجواء التدابير والاجراءات الامنية المتخذة في صيدا ترجمة لمقررات مجلس الامن الفرعي الذي ترأسه وزير الداخلية بالأمس.

وتمنت الحريري على "المسؤولين الأمنيين التسريع بالتحقيقات في ملابسات حادثة التعمير لتحديد المسؤولين عنها وتقديمهم الى القضاء وأكدت أن صيدا لا تريد الا سلاح الشرعية ولا تريد الا العدالة والاستقرار، وأنه لا يمكن ان يتحقق الاستقرار اذا لم تتحقق العدالة".

وكانت الحريري زارت عائلتي سمهون والعزي وقدمت التعازي بولديهما. كما أجرت اتصالاً هاتفياً بوزير الداخلية مروان شربل وتشاورت معه في الوضع في مدينة صيدا في أعقاب ما جرى.

"تيار المستقبل" ـ الجنوب

وأصدرت منسقية "تيار المستقبل" في صيدا والجنوب بياناً رأت فيه ان "ما حدث في التعمير كشف بما لا يدع مجالاً للشك استفحال ظاهرة انتشار السلاح غير الشرعي بشكل بات يهدد السلم الأهلي في المدينة، في وقت لا تزال الدولة تغض النظر عن هذا الواقع الأمر الذي يعزز قلق المواطن من هذا السلاح واستخداماته. خاصة وان انتشار السلاح بات ايضاً يشكل مصدراً للشعور بفائض القوة لدى بعض الأطراف السياسية في صيدا الذين يسعون الى تحقيق مآربهم ومصالحهم الحزبية الضيقة المعروفة المصدر والاهداف على حساب المصلحة الوطنية العليا. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يُترك من تسبب في إشكال التعمير ومن بادر لإطلاق النار طليقاً ويمضي ليلته آمناً في بيته في التعمير من دون أن تتم ملاحقته وتوقيفه ويقولون ان لا امن بالتراضي".

واعتبرت أن "الاحداث المؤلمة والمؤسفة التي جرت في صيدا هي نتيجة الممارسات الفوقية وغير المسؤولة والخطابات والتصريحات المحشوة بالمزاعم والافتراءات لبعض الأحزاب السياسية والتي لا تأخذ في الاعتبار مشاعر الصيداويين وتعلقهم بالدولة اللبنانية وبمؤسساتها الدستورية والعسكرية والامنية".

وطالبت بأن "تكون صيدا مدينة خالية من السلاح والضرب بيد من حديد على كل من يحمل السلاح ويستخدمه خارج اطار سلاح الدولة والشرعية", مستنكرة "ما حدث في التعمير". وطالبت "مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية والقضائية باجراء تحقيق سريع وشفاف لكشف الجناة وإحالتهم الى القضاء لمعاقبتهم على جريمتهم النكراء".

وأكدت ان "صيدا كانت وما زالت وستبقى مدينة الانفتاح والتعددية الفكرية والعيش المشترك وهي تحترم حرية المعتقد والشعائر الدينية لكنها في الوقت نفسه هي حريصة على احترام تاريخها الوطني والنضالي وتنوعها الديني ونسيجها الاجتماعي". وتقدمت "بأحر التعازي الى ذوي الضحايا الأبرياء ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى ونأمل بان تكون هذه الاحداث المؤلمة مناسبة للجميع من اجل تحكيم العقل في اقوالهم وافعالهم بهدف الحفاظ على صيدا وتاريخها اللبناني العربي كرائدة في الحفاظ على العيش المشترك والأخوة بين مكونات نسيجها الاجتماعي".

"نقابات عمال الجنوب"

واعتبر رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في صيدا والجنوب عبد اللطيف الترياقي، في بيان ان "ما حصل يوم الأحد يتطلب جهداً جامعاً من الجميع لرفض منطق السلاح والصراع". وقال: "إننا نرفض أن تكون المدينة ضحية مشروع فتنة أو بوابة صراع لا يقبله أهالي المدينة وجوارها ونؤكد على العيش المشترك بين أطياف المجتمع الصيداوي".

وطالب "أجهزة الدولة العسكرية والأمنية بأخذ دورها في حماية السلم الأهلي وإعادة الهدوء إلى المنطقة"، داعياً الجميع إلى "الاحتكام إلى العقل وتغليب المصلحة العامة على أية مصلحة فئوية أو مناطقية".

اتصالات ولقاءات

في هذا السياق، استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان على رأس وفد من المشايخ، حيث جرى عرض الوضع في مدينة طرابلس والشمال، وأثنى المجتمعون على "الجهود التي يبذلها الجيش لضبط الأمن والاستقرار وطمأنة المواطنين.

والتقى الامين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" أسامة سعد في مكتبه في صيدا بمحمود الشربيني والد الشاب علي الشربيني الذي قضى في الأحداث في حي التعمير في عين الحلوة. وقد طالب الوالد المفجوع بـ"الاقتصاص من قتلة ابنه".

وتلقى سعد سلسلة اتصالات من عدة جهات سياسية ومراجع دينية أثنت جميعها على "حكمته بمعالجة الأحداث الأمنية التي تمر بها مدينة صيدا". ومن أبرز المتصلين الرئيس سليم الحص، الرئيس عمر كرامي، وقيادات سياسية.

وعقدت أم علي الشربيني، والدة علي الشربيني مؤتمراً صحافياً في مكتب سعد. وقالت: "إبني علي كان يقف على باب محله عندما دخلت جماعة (الشيخ أحمد) الأسير لتمزيق صور الشهداء". أضافت: "ابني لا ينحاز الى أحد، وقد قتل على باب محله".

مواقف

وتوالت ردود الفعل المندّدة بحادثة صيدا، فحذر وزير الدفاع الوطني فايز غصن، في تصريح، من "خطورة تفاقم الأمور ووصولها الى مرحلة بصعب تداركها"، معتبراً ان "ما حصل هو نتيجة للتحريض الطائفي والمذهبي، ولغياب الحوار بين أبناء الوطن الواحد".

وإذ جدد التأكيد ان "الجيش لن يتهاون مع أي مخل بالأمن، وانه سيتعامل مع أي مسلح بالطريقة المناسبة". قال: "ان الفتنة التي عادت لتطل برأسها من جديد لا يمكن أن تجد لها مكاناً في لبنان إذا ما عزز اللبنانيون وحدتهم، وابتعدوا عن لغة الشارع والنار واعتمدوا الحوار وسيلة وحيدة لحل الخلافات "، مشدداً على ان "وأد الفتنة هو مسؤولية اللبنانيين جميعاً"، معولاً على "حكمة العقلاء في المساعدة على تجنيب هذا البلد مخاطر أي انزلاق أمني تبدو الساحة الداخلية اليوم مستعدة له أكثر من أي وقت مضى".

ولفت وزير الاتصالات نقولا صحناوي، في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، الى ان "هناك مَن يريد الأمن بالتراضي والفلتان". وقال: "لكن نحن لن نرضى بذلك على الإطلاق. اننا ندفع في كل الاتجاهات لكي يبسط الجيش والدولة سلطتهما والقضاء يأخذ مجراه". وشدد على أن "الطريق الفضلى لتحصين لبنان وتحييده عما يحصل في المنطقة، هي بأن يكون الجميع وراء المؤسسات الرسمية والقضاء".

وشدد وزير الثقافة غابي ليون في حديث الى اذاعة "صوت لبنان ـ ضبيه"، على "ضرورة ضبط الجيش والقوى الامنية الامن". وقال: "لا امن بالتراضي كما أنه لا أمن أيضاً بالاسترضاء"، معتبراً أن "حادثة صيدا مرتبطة بعملية التوتير والتحريض في السياسة". ودعا المعارضة الى "انتظام العمل السياسي في لبنان، لأن عمليات التحريض والاتهامات تترجم على الارض لدى بعض الأطراف الموتورين الذين لا يتمتمعون بضوابط أخلاقية"، لافتاً إلى أن "هذه المجموعات هي واجهة لأمور أخرى تحركها المعارضة". وشدد على أن "مطلب محاسبة الفاعلين في هكذا حوادث، هو مطلب مستمر".

وأسف عضو "الجماعة الإسلامية" النائب عماد الحوت، في حديث الى إذاعة "الشرق"، "للحادث الأمني الذي وقع في مدينة صيدا"، معتبراً أنه "يؤشر الى أمرين الأول هو ما كنا دائماً نحذر منه أي انتشار السلاح بشكل فوضوي في مختلف المناطق والذي يمهد لأحداث مثل الحدث الذي حصل في صيدا. أما الأمر الثاني فيؤشر الى حجم التوتر الموجود في الشارع والذي يمكن أن يهدد في أي لحظة بالإنفلات وضرورة معالجة هذا التوتر.

ورأى عضو كتلة "لبنان الحر الموحد" النائب اميل رحمة، في حديث لمحطة "او.تي.في."، انه "لا يمكن تحميل "حزب الله" مسؤولية ما حصل في صيدا".

ونفى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم، في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، ان "يكون الإشكال المسلّح الذي وقع في صيدا بداية فتنة لكنه مؤشر خطير وليس أمراً عادياً وبالتالي يجب التوقف عنده ومعالجته بدقة كي لا تتكرر مثل هذه الحوادث الخطيرة نظراً لتداعياتها السلبية وآثارها التي قد لا يستطيع أحد التكهن بما قد تجرّه ليس على صيدا فقط بل على كل لبنان في ظل ما يجري في المنطقة".

واعتبر رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري، في بيان، ان "ما حدث يعود لأسباب عدة أهمها الشحن المذهبي والطائفي وغياب الخطاب الوطني الجامع على المستويين السياسي والاقتصادي - الاجتماعي"، محملاً "الحكومة بشخص وزير الداخلية مروان شربل المسؤولية المعنوية"، داعياً اياه الى "الاستقالة ".

ودعا رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، في بيان، الى "تفادي الانزلاق إلى فتنة جنونية من أجل رفع لافتات في يوم الشهيد باعتبارها مناسبة وطنية ".

ودعا حزب "التوحيد العربي" في بيان، "مدعي عام التمييز والقضاء المختص الى التحرك السريع لتوقيف المدعو أحمد الأسير الذي يستجدي الفتنة".

واعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في تصريح أن "ما عاشته صيدا وجوارها بالأمس مؤشر خطير وله دلالات يجب علينا جميعا أن نفهمها ونقرأ جيدا مضمون الرسالة وما تستبطنه من خفايا تهدف إلى إشعال نار الفتنة".

وأكدت "هيئة علماء المسلمين" في بيان، رفضها "لاستعمال السلاح في الداخل اللبناني ضد أي مواطن"، داعية "الدولة اللبنانية الى ضبط سلاح الفتنة". كما طالبت "بضبط الأمن على الأراضي اللبنانية وحماية المواطن وحقوقه وأن تتعامل مع جميع اللبنانيين بشفافية واضحة لا تمييز فيها".

وشدد حزب "اللبنانيون الجدد"، في بيان، على "وحدة الصف مطالباً كافة الهيئات المدنية والاجتماعية بالعمل على ضبط الشارع والتدخل بما فيه الخير للمحافظة على السلم الأهلي والعيش المشترك التي طالما تمتعت بهم مدينة صيدا وأهلها"، مثنياً على "موقف النائب بهية الحريري ودعاها للعب دور أكبر في وأد الفتنة والعمل في الاتجاهين لإعادة الحياة الطبيعة للمدينة".

وحمل "تيار الفجر"، في بيان، المسؤولية "لمن يعتمدون نهج الاستفزاز والتحريض والشحن المذهبي الذين عملوا جاهدين طيلة الفترة الماضية على دفع مكونات المدينة باتجاه الفرقة والتناحر والاقتتال".

وطالب حزب "النجادة"، في بيان، الدولة بـ"الضرب كل من تسول له نفسه الإضرار بمصالح المواطنين بيد من حديد"، مشدداً على ضرورة أن "تتحرك كافة أجهزة الدولة الأمنية والقضائية بأقصى سرعة، للكشف عن مسببي أحداث صيدا، وتقديمهم إلى القضاء المختص لينال جزاءه".

واستنكر ممثلو ملتقى الاسعاف والإنقاذ في صيدا في مركز فوج الانقاذ الشعبي في بيان، "الاعتداء على سيارة تابعة للفوج". وتمنوا "عدم التعرض لسيارات الإسعاف ولطواقمها وللأجهزة الطبية التي تقوم بعملها، وبخاصة أنها حيادية وهي على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء ".

صيدا تترقّب ما بعد "الوداع".. والأسير: دمنا سيرفع رأس الأمة

المصدر: لبنان الان

"نزلنا سلمياً فبادرونا بإطلاق الرصاص"، هكذا يستهل مصدر في المكتب الإعلامي للشيخ أحمد الأسير روايته للأحداث التي عاشتها مدينة صيدا الأحد الماضي، إثر الاشتباك الدامي بين أنصاره وعناصر من "حزب الله" في حي التعمير المحاذي لمخيم عين الحلوة. يؤكد المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، أنّ الشيخ الأسير "لطالما حذّر ورفع الصوت وأشار إلى الممارسات التي تمارس ضدنا وتهيننا وتهين كراماتنا، ووصل الأمر إلى التعدي علينا، وآخرها حادثة الأحد".

يتحدث المصدر عن "لافتات تحمل شعارات استفزازية" وعن أعلام لـ"حزب الله" رُفعت في صيدا و"خصوصاً بعد الأحداث التي تجري في سوريا وبعد اغتيال (رئيس فرع المعلومات) اللواء وسام الحسن"، ويضيف: "رفعوها رغم تورّطهم بالدم السوري وبالدم الداخلي". هذه الشعارات والأعلام كانت السبب المباشر لاندلاع إشكال صيدا، يؤكد المصدر عينه أن "الشيخ (الأسير) رفع الصوت وقال إن هذه الشعارات ستُزال، فجاءت بعض الجهات وأزالتها، لكن تفاجأنا يوم الأحد برفع لافتات جديدة في مناطق أخرى، فنزل الشيخ مع الشباب، سلمياً طبعاً، لنزعها فواجهَنا "شبّيحة (أمين عام "حزب الله" السيد حسن) نصرالله" بالرصاص".

وإذ يشير المصدر إلى أن الضحيتين اللتين سقطتا في إشكال الأمس "هما لبنان العزّي، من خارج صيدا لكنه يقيم فيها، وعلي سمهون من ابناء المدينة"، يوضح أنَّ "شاباً ثالثاً من خارج المنطقة سقط أثناء مروره في المكان"، وبحسب المعلومات التي ترددت انه مصري الجنسية. ويشدد المصدر على أنَّ "هؤلاء سقطوا جراء رصاص القنص وغير القنص الذي أُطلق مباشرة نحونا"، متّهماً بشكل مباشر "حزب الله" بإطلاق الرصاص، لأن "القوة الفلسطينية (المسلّحة) تتواجد داخل مخيم عين الحلوة، وخارجه هناك حاجز للجيش اللبناني، ومكتب لهم (لحزب الله)، هو في الأساس منزل حوّلوه إلى مكتب، والرصاص انطلق منه".

يصرّ المصدر على أن مسجد بلال بن رباح، الذي يؤمّ فيه الأسير، غير مطوّق من الجيش اللبناني، ولا يرى سوى انتشار "عادي" للقوى الأمنية في المدينة. إلا أن القوى الأمنية وقادتها في الجنوب، وعبر وزير الداخلية مروان شربل، رفعوا طلباً إلى مجلس الوزراء لاستصدار قرار بجعل صيدا منطقة عسكرية، تنصب فيها حواجز التفتيش وتفرض الدوريات الأمنية لإعادة الاستقرار والهدوء وإلقاء القبض على من يحمل سلاحاً، علماً بأن الإجراءات العملية بدأت منذ ليل الأحد، وتعززت بعد ظهر اليوم الاثنين، بالتزامن مع موكب تشييع مناصرَي الشيخ الأسير الذي انطلق اليوم بعد صلاة العصر من مسجد الشهداء في ساحة الشهداء في صيدا.

التشييع الذي كان مقرراً أن ينتهي عند مقبرة الشهداء في صيدا، انتهى عوض ذلك عند "دوار الكرامة"، ولم يظهر فيه السلاح إلاّ عند وصول الشيخ الأسير الذي دخل إلى "مسجد الشهداء"، حيث أقيمت الصلاة، محاطاً بحوالى 9 مرافقين مدجّجين بالسلاح. وفي خطبته، قال الأسير إن "دم الشهداء سيرفع رأس الأمة، ودوار الكرامة في صيدا سيكون بداية كرامة كل الأمة، والكلام سيكون فيما بعد، أما الآن فسنلتزم بالسكينة حتى الإنتهاء من وداع الأحبة". كلام الأسير الذي حبسه إلى ما بعد انتهاء الوداع، سيكون موضع ترقّب كثير من اللبنانيين، فعليه تتحدّد أمور كثيرة، ليس أقلّها السلم الأهلي.

نصرالله: لولا المقاومة لأنشأت إسرائيل مستعمرات في جبل لبنان مـيـقـاتي وقـهــوجي لـ«السـفيـر»: لا مظـاهـر مسـلحة .. ولا فـتـنـة أو انـفـجـار فـي صـيـدا

المصدر: السفير

مع تجاوز مدينة صيدا، أمس، مشروع الفتنة المدمرة، وسلوك المعالجات الرسمية مسارين، سياسيا وأمنيا، اعتبر الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله ان منع الانزلاق الى الفتنة في عاصمة الجنوب وتفكيك ألغامها مسؤولية سنية ـ شيعية بالدرجة الأولى، فيما رفع الجيش اللبناني مستوى جهوزيته لضبط امن المدينة وتجلى ذلك في الحضور اللافت للانتباه للوحدات العسكرية في شوارع صيدا بالتزامن مع انطلاق التحقيقات الأمنية والقضائية من أجل معرفة أسباب وقوع إشكال أمس الأول، وهوية مطلقي النيران التي أدت الى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح ستة آخرين.

وقد كان هذا الامر محل متابعة من قبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي اكد على اولوية الوضع الصيداوي ومسؤولية الحكومة في التصدي للخلل الامني، وقال لـ«السفير»: نحن مهتمون بوضع مدينة صيدا الى أقصى الحدود، ومسؤوليتنا الدائمة هي حفظ أمن أهلنا في كل المناطق اللبنانية، وتحديدا في مدينة صيدا، وما استطيع قوله ان هناك قرارا حازما بضبط الوضع ومنع المظاهر المسلحة في مدينة صيدا، والحؤول دون انزلاق الموقف الى التوتر، وسنعمل بكل ما أوتينا على تنفيذ هذا القرار بشكل فوري.

وردا على سؤال قال ميقاتي ان «الاستقرار هو الاولوية الدائمة، وهمنا توفير الامن والامان لكل اللبنانيين، وبالتالي ليس هناك لا خوف من فتنة أو انفجار الوضع في صيدا».

وقال قائد الجيش العماد جان قهوجي لـ«السفير» ان الوضع في صيدا يحتل رأس أولوية المتابعة من قبل المؤسسة العسكرية، واضاف ان الجيش، وانطلاقا من ان الامن خط أحمر، يقوم بدوره وواجباته لفرض الهدوء، ليس في صيدا فحسب، بل في كل المناطق اللبنانية، وبالتالي لن يسمح بالفتنة، وسيتصدى لها ويمنعها مهما كلف الامر من تضحيات.

واحتل الوضع المستجد في صيدا جانبا من إطلالة الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله امس، لمناسبة يوم الشهيد المقاوم، حيث انطلق من «اشكال التعمير» للتركيز على ما تمثله مدينة صيدا من اختصار لمعاني الوحدة وتاريخها النضالي، مؤكدا على انها ستبقى عاصمة المقاومة والجنوب ومدينة العيش الواحد بين المسلمين والمسيحيين.

وإذ اتهم نصرالله البعض بأنه يريد ان يأخذ المدينة الى الفتنة، سأل «لمصلحة من»، وتوجه الى السنة والشيعة منبها الى ان «هذه المرحلة تحتاج إلى التبصر والتعقل، فلا تسمحوا لأحد بأن يأخذكم بالأكاذيب والشعارات»، ومشدّداً في الوقت ذاته على ضرورة «أن نتواصل مع بعضنا البعض، وأن نعالج المشاكل ونفكك الألغام ونحاصر الكمائن»، آخذا على الدولة تخليها عن مسؤوليتها في هذا المجال، وقال «على الدولة أن تتحمّل مسؤولياتها».

على ان الجانب الآخر، من خطاب نصرالله الذي ألقاه خلال الاحتفال الذي اقامه «حزب الله»، مساء امس في «مجمع سيد الشهداء» في الرويس، جاء في سياق عالي النبرة تجاه «قوى 14 آذار»، في ضوء مقاربات بعض مكوناتها لعملية الطائرة «ايوب»، أو محاولة إلصاق جريمة اغتيال اللواء وسام الحسن بـ«حزب الله»، ملمحا في هذا السياق الى رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع من دون ان يسميه.

وفيما اكد نصرالله على البعد الرادع للمقاومة وحضورها بإمكاناتها التي تعزز هذا الردع في وجه العدو الاسرائيلي، سواء عبر الطائرة «ايوب» او اخواتها او اخوانها كما قال، او المنظومة الصاروخية التي تملكها المقاومة، بصرف النظر عن أي هذيان داخلي، اعرب عن استغرابه وريبته من رد فعل من سماها «جماعة 14 آذار»، التي بدأت بالندب واللطم والبكاء حول الطائرة «ايوب»، وقال: بدل ان يكون هذا التطور لدى المقاومة موضع افتخار كان موضع حزن لدى فريق «14 آذار»، فكيف نفسر هذا الموقف. على ذمتي كان بعضهم يتمنى ان يضرب الاسرائيلي لبنان، علما ان هؤلاء يجب ان يعرفوا ان الاسرائيلي يشتغل لمشروعه ولمصلحته وليس «خزمتشيا» عند «14 آذار».

وقدم نصرالله مقاربة لقواعد اللعبة الحوارية، اسقط بموجبها عن بعض اطراف طاولة الحوار، التي يرأسها رئيس الجمهورية، اهلية ان يكونوا شركاء في وضع استراتيجية وطنية للحماية والدفاع في وجه العدو الاسرائيلي، خاصا بالذكر من له تاريخ مع اسرائيل ومن كان حليفا لها، وقاتل الى جانبها واقتحم القرى اللبنانية معها واشتغل جاسوسا لها.

وسأل نصرالله «هل من العدل والانصاف ان يجلس هؤلاء على طاولة حوار لمناقشة استراتيجية مقاومة ودفاع، وبينما فصائل اخرى خارج الحوار برغم انها قاومت لثلاثين سنة كالحزب الشيوعي اللبناني وحركة التوحيد والجماعة الاسلامية والتنظيم الشعبي الناصري والناصريين والبعثيين وغيرهم»؟

وتوجه الى الذين يقاطعون الحوار ويضعون الشروط للعودة الى الطاولة وقال: من كرم اخلاقنا اننا قبلنا ان نجلس معكم على طاولة الحوار، فاذا احببتم ان ترجعوا الى الطاولة يا هلا، واذا لم ترجعوا فالله معكم، فكما الاخرون يحق لهم ان يضعوا شروطا للعودة الى الحوار، فمن حقنا ايضا ان نضع شروطا.

وحول الوضع الحكومي، دعا نصرالله اللبنانيين الى الاختيار بين عقل الشراكة الذي تمثله الحكومة الحالية ورئيسها، وبين العقل الإلغائي الذي لا يؤتمن على البلد الذي يمثله الفريق الآخر، مشددا على ان الحكومة قائمة قانونيا ودستوريا ولا غبار عليها ومستمرة في العمل، والكلام عن حكومة حيادية او تكنوقراط لا معنى له، فهذا بلد سياسي بامتياز، لا يصح فيه الا حكومة سياسية.

وتوجه نصرالله الى اللبنانيين داعيا الى الاستفادة من تجربة المقاومة وما قامت به في السنوات الثلاثين الماضية في مواجهة العدو الاسرائيلي، وقال: هذه غزة تقصف كل يوم، والعدو قام بالعدوان على السودان، فأين المجتمع الدولي؟ أين منظمة التعاون الاسلامي؟ أين جامعة الدول العربية؟، والآن يعودون ويقولون لنا: الاستراتيجية العربية الموحدة، نفس الكلام الذي قيل سنة 1982. لو انتظرنا جامعة الدول العربية لكان اليوم يوجد مستعمرات ليس فقط في الشريط الحدودي بل في جبل لبنان أيضا.. (ص3).

وكان اللافت للانتباه في احتفال «حزب الله»، أمس، مشاركة وفد من السفارة المصرية ضم ديبلوماسيين اساسيين من طاقم السفارة في بيروت، وهي المشاركة الأولى من نوعها للمصريين في احتفال من هذا النوع، قبل الثورة المصرية وبعدها.

وعلمت «السفير» أن اتصالات سبقت هذه المشاركة من جانب المصريين الذين سعوا الى تبديد التباسات زيارة وزير خارجيتهم محمد كامل عمرو الى بيروت، وتعمده اقصاء «حزب الله» عن برنامج لقاءاته من جهة وتدشين برنامج مواعيده من معراب مقر سمير جعجع.

وعلم أن السفير المصري في بيروت أشرف حمدي سيزور عند الثانية عشرة ظهر اليوم، مسؤول العلاقات العربية في «حزب الله» الشيخ حسن عز الدين في مقره في الضاحية الجنوبية.


إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً