التفاهمات السرية: مغادره حماس للقاهرة، تقارب الولايات المتحدة الأمريكية مع الإخوان المسلمين

موقع ديبكافايل الاستخباراتي

التاريخ: ‏11‏/10‏/2011

هل سيفرج عن إلف أسير فلسطيني، بينهم 60 أسير من القتلة الكبار، هل سيعودون للضفة الغربية وغزة؟

هذا الموضوع المركزي الذي يدور الحديث حوله، وهو هذه الصفقة بين إسرائيل وحماس لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، والبنود السرية للاتفاق بين الولايات المتحدة، ومصر، وإسرائيل وحماس خلال العشرة أيام الأخيرة، والتي قام خلالها وزير الدفاع الأمريكي بزيارة لإسرائيل ومصر.

المصادر الاستخبارية في واشنطن تتحدث عن صفقة إطلاق سراح جلعاد شاليط كجزء من خطوات استراتيجية كبيرة تعمل عليها الحكومة الأمريكية برئاسة أوباما من أجل إخراج حماس وقياداتها من دمشق، ومن شأن مثل هكذا خطوة أن تشكل ضربة قاسية للرئيس بشار الأسد ولإيران ولحزب الله ولعلاقاتهم بالفلسطينيين، وبكلمات أخرى، تمت هذه اللقاءات السرية لإطلاق سراح شاليط بين خالد مشعل ووزير الدفاع الأمريكي (فانيتا)، هذا قبل استلامه منصبه كوزير للدفاع في 1 يوليو/تموز، حيث كان من قبل رئيسا لوكالة المخابرات المركزية السي آي إيه.

بدأت الاتصالات بين مشعل والوزير الأمريكي من أشهر الشتاء من هذا العام، واتضح للأمريكان بأن خالد مشعل أكثر شخص من بين قادة حماس يرغب في مغادرة دمشق، فحماس لا تريد أن تكون جزءا من التمرد ضد عائلة الأسد، كان خالد مشعل قبل أسبوع في طهران، والقيادة الإيرانية لا تعلم بما يجري، وهذا من شأنه أن يفضي لتأييد أمريكي لحماس، ويؤدي بشكل تدريجي لإضعاف علاقات حماس بإيران.

وتفيد المصادر العسكرية لـ (الديبكا) بأن هناك تغييرا استراتيجيا لموازين القوى في منطقة الشرق الأوسط، أصبح ممكنا، ليس لرغبة خالد مشعل ولا لرضوخ رئيس الحكومة نتنياهو للذهاب لتحرير شاليط، وإنما بسبب الفجوة القائمة هذه الأيام بين قادة الإخوان المسلمين في مصر وإيران.

علقت القيادة الإيرانية آمالا كبيرة على الثورة المصرية، وبذلت جهودا ورصدت مبالغ طائلة من أجل التأثير على الإخوان المسلمين في مصر خلال الأشهر الأخيرة.

في الأسابيع الأخيرة تحديدا بدأ يتضح بأن الانتخابات البرلمانية المصرية التي ستجري في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ستكون للإخوان المسلمين فيها الكفة السياسية الراجحة، هكذا حرصت قيادة الإخوان المسلمين على أن تنأى بنفسها عن طهران، وتتقرب أكثر للمجلس العسكري المصري، لأنه قبل يوم واحد من وصول وزير الدفاع الأمريكي (فانيتا) للشرق الأوسط يوم الأحد، الثاني من أكتوبر/تشرين أول، عقد اجتماع أولي بين البعثة الدبلوماسية الأمريكية والإخوان المسلمين في مصر، لم ينتبه أحد لذلك، لأن رئيس البعثة الأمريكية (أبريم جيك مور) هو الرأس الذي يشرف على الملف الإسرائيلي الفلسطيني في المؤسسة الأمنية الوطنية في الولايات المتحدة. وفي الحقيقة أن البيت الأبيض بعث للاجتماع الأولي الرسمي ممثلين عن أمريكا للاجتماع مع الإخوان المسلمين في مصر، وهم خبراء في القضايا الإسرائيلية الفلسطينية، وفي هذه الاجتماعات لم يتم الحديث حول قضايا تتعلق بالدين والديمقراطية، وإنما حول الصفقة الأمريكية المصرية – والإخوان المسلمين-حماس. وأحد بنودها هو إطلاق سراح جلعاد شاليط. في الوقت الذي كانت هناك شخصيات من المؤسسة الوطنية الأمريكية تدير مفاوضات، كان وزير الدفاع الأمريكي هو الآخر، في 4 أكتوبر/تشرين أول

يجري مباحثات في مكان آخر في القاهرة، حيث أن مبعوث رئيس الحكومة (ديفيد ميدن) ورئيس كتائب عز الدين القسام في غزة محمد الجعبري، كانا يجريان نقاشات تفصيلية وقاسية لإنهاء صفقة شاليط. تعتبر المصادر العسكرية والاستخبارية لـ (لدفكا) بأن إسرائيل دفعت ثمنا باهظا، لأنها ستطلق سراح مخربين وإرهابيين فلسطينيين من سجونها، والثمن الباهظ أن حكومة نتنياهو تكون قد دفعت ثمنا سياسيا كبيرا بموافقتها على الصفقة الأمريكية – المصرية – الحمساوية، وبهذا تكون أيضا قد قدمت إذنا إسرائيليا للتقارب ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والإخوان المسلمين، وسيكون بمثابة اعتراف أمريكي بالإخوان المسلمين كقوة سياسيه في المستقبل، وربما سيصبح الإخوان المسلمون في بداية عام 2012 أصحاب السلطة في مصر، وهذا هو الثمن الذي دفعه بنيامين نتنياهو للرئيس باراك أوباما مقابل الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن، وذلك بالتعطيل الأمريكي للطلب الفلسطيني في الأمم المتحدة.

في الحقيقة، إن إطلاق جلعاد شاليط مقابل 1000 أسير فلسطيني هو ضربة قاسية للرئيس الفلسطيني أبو مازن، لأنه لغاية الآن لم ينجح في إطلاق سراح حتى عدد قليل من الأسرى، وهذا من شأنه أن يعزز نفوذ حماس في غزة والقاهرة، ويضعف مسعى الفلسطينيين وفتح في رام الله، وسوف يكون إطلاق سراح قادة فلسطينيين إرهابيين في الضفة الغربية هو مجرد خطوة أمريكية إسرائيلية هدفها بناء قيادة فلسطينية في الضفة بديلة لأبي مازن.