بكلية واحدة... اربعة افراد من عائلة واحدة في سلفيت
سلفيت
تتعدد مصائب ومشاكل الناس، الا ان الصحة تبقى تاج على رؤوس الاصحاء كما يقول المثل ، حيث تعاني عائلة ابراهيم مروح التلول من سلفيت معاناة لا توصف جراء وجود اربعة افراد من العائلة بكلية واحدة.
وقد قام رب الاسرة ابراهيم بالتبرع باحدى كليتيه لابنه الصغير قبل ايام حيث جرى نقل الكلية في احدى مستشفيات الداخل، وبذلك تكون الزوجة والزوج وطفلين بكلية واحدة لكل واحد منهما في معاناة لا توصف.
وقال رب الاسرة ان عملية نقل الكلية كانت ناجحة الا ان الطبيب منعني من العمل بعد العملية ، وان الفحوصات حتى الان لم تعرف سبب عدم وجود كلية لدى الطفل الصغير ، وان السبب قد يكون وراثي.
ومن مصيبة الى مصيبة اخرى حيث ان رب الاسرة كونه المعيل الوحيد للعائلة المنكوبة يمنع من العمل في البناء بسبب وضعه الصحي لتبقى الاسرى تعاني من عدة اوجه ، حيث الادوية والمواصلات ....
وكانت الصحفية عهود الخفش قد زارت في وقت سابق العائلة وكتبت: تتنوع المصائب التي تصيب الإنسان خلال رحلة حياته ، ولكن أن يصاب المرء بمصيبه لا يقدر عليها تجعله تحت خط الفقر بآلاف المرات ، ويعيش الألم لحظة بلحظة فهذا ما لا يطيقه بشر على وجه الأرض.
عائلة إبراهيم مروح يوسف رمال من مدينة سلفيت هي الحكاية التي لم تشبهها حكاية أخرى في الوطن من الوجع والألم، فالطفل عبد الله لا توجد لديه كلى وبحاجة للغسيل يوما بعد يوم دون توقف.
الطفلة رهف 12 عاما بحاجة لمراجعة الأطباء والمختبرات لمتابعة كليتها المزروعة في جسمها من قبل والدتها.
والد الطفل بين ان طفله عبد الله بحاجة لزرع كلية تكلف 40 الف دولار في مستشفيات الداخل لان وزن الطفل اقل من 14 كيلو غرام بحيث ان الاردن لا تستقبل اقل من 14 كيلو غرام لزراعة كلية .
قبل ايام ذهب ابراهيم مع طفلته رهف للكشوفات الدورية فدفع قرابة 1200 شيكل وعاد صفر اليدين ، ويوم العيد ذهب الى القدس لعمل غسيل كلى لطفله عبد الله فدفع 360 شيكل مواصلات ، وفي الايام العادية يدفع 160 شيكل يوما بعد يوم .
رب العائلة يعمل في البناء ، وربة العائلة لا تعمل ، بحيث تستنزف المواصلات اجرة ابراهيم طوال الشهر وهو ما يجبره بالاستدانه من الناس ، واصبحت حياته لا تطاق منذ اكثر من سنتين ، حيث عجز الاطباء عن معرفة سبب تلف الكلى لدى طفله عبد الله والذي فاجئهم ما حصل له.
دخلنا منزل ابراهيم واذا بالطفل عبد الله طليق اللسان ويلعب ولكن بدت عليه آثار الغسيل والتعب والارهاق ، فخمس ساعات يجب عليه ان يبقاها تحت ماكنة الغسل “البرابيش ” لغسيل الكلى في مستشفى “شعاري تصيديق” في مدينة القدس، وتخيل ما يصاحب كل ذلك من ألم ووجع وحسرة للوالدين.
وتقول العائلة ان حياة الطفل باتت في خطر لان من يغسل كلى لا ينمو بشكل صحيح وبحاجة لأدوية ومصاريف كل يوم ، والحل الوحيد هو التبرع بكلية له من قبل الوالد ولكن تبقى المشكلة ان توافق وزارة الصحة ان تجرى العملية في الداخل .
واوضحت العائلة ان غسيل الكلى والادوية تكفلت به السلطة مشكورة ولكن تكاليف السفر والحليب الخاص وبعض الادوية الاخرى على حساب عائلة لا يوجد معها من المال ما يكفي مما جعل العائلة تحت خط الفقر بدرجات قياسية غير معقولة ولا يستطيعون العيش معها كبقية البشر.
وقد ناشدت العائلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لانقاذ حياة طفلها عبد الله والذي بات بامس الحاجة لزرع كلية له.
وهكذا باتت العائلة رهينة سرعة معالجة طفلها والتخفيف عنها في مصابها الذي تنوء منه الجبال ، حيث لا يوجد تغطية لتكاليف السفر والحليب وباتت لا تستطيع مواصلة الحياة كبقية الناس العاديين.


رد مع اقتباس