ليست هذه هي المرة الاولى التي يفتح فيها دغان فمه منذ أنهى ولايته. ولكن أمس، في جامعة تل ابيب بسط دغان رؤيته مثلما لم تسمع ابدا. وهذا أهم ما جاء في كلمته من نقاط.
ملف خاص تصريحات مئير داغان
صحيفة يديعوت
الجميع يعرف ماذا سيحصل في اليوم الذي ستكون فيه ايران مسلحة بقدرة نووية. مهم لي أن اعرب عن ارائي. لست مستعدا لان يكون على ضميري ما حصل في الـ 1973. الجدال هو حول سبل معالجة التهديد الايراني. يجب فحص كل بديل ووسيلة اخرى غير الحرب. على دولة اسرائيل أن تنتهج عنف الدولة، أي الحرب، في ظرفين:
• اذا كنت تتعرض للهجوم فانت ملزم بالدفاع عن نفسك.
• أن تكون الحربة موضوعة على رقبتك حقا، أي أن المواجهة محتمة، والسبيل الوحيد لتقليص التهديد هو اتخاذ خطوات عنيفة. وحتى في حينه يجب النظر في الامر بكل عناية.
"من المهم أن نعرف ما هي نتائج الهجوم على ايران، ماذا سيحصل في اليوم التالي وأي واقع دولي ستجد اسرائيل نفسها فيه. أثر الهجوم هو الدخول في حرب اقليمية، وعندها فانك بكلتي يديك توفر الذريعة الافضل لمواصلة البرنامج النووي. ولما كان الايرانيون سيدعون: نحن تعرضنا لهجوم من دولة حسب الصحف الاجنبية لديها قدرة نووية حربية، وفي هذه اللحظة لا يوجد عندي مفر وأنا ملزم بان ادافع عن نفسي ضد دولة لديها قدرة استراتيجية – ذريعة قاطعة بالنسبة لهم للانتقال الى برنامج نووي كبير. ينبغي أن نعرف بان الحرب لن تكون مع ايران وحدها، بل حرب اقليمية بمشاركة سوريا – اذا احتجنا الى ان نهاجم اهداف حزب الله في اراضيهم. التحدي الاقليمي الذي ستقف امامه اسرائيل سيكون لا يطاق.
"ليس لنا قدرة على وقف البرنامج النووي الايراني – وفي افضل الاحوال فقط تأخيره. ولكن توجد أدوات أخرى، غير الهجوم، يمكنها أن تعيق البرنامج النووي الايراني، بدءا بمنع المعدات والعقوبات والضغط الدولي وانتهاءا بادوات اخرى. أوصي رئيس الوزراء الا يأخذ القرار بالهجوم. من المهم فحص كل البدائل المحتملة، وليس مباشرة اختيار الحرب. لا يوجد في هذه اللحظة قرار بمهاجمة ايران، وأنا لا اعرف خطة للهجوم في 2011 أو 2012".
قضية عائلة عوفر
"ليس الجميع يعرفون كل التفاصيل. الاخوان عوفر لم يخرقا أي قانون، كان هناك حظر تجاري فقط في مجالات معينة وعقوبات، ونقل بضاعة الى موانىء ايرانية ليس خرقا للقانون. يجب الاخذ بالحسبان في هذه اللحظات بان عائلة عوفر
تعيل غير قليل من العائلات الاسرائيلية. ما كنت اريد الا تكون لهم امكانية لان يجلبوا الطعام الى بيوتهم. ليس دوما الحق المطلق هو الصحيح".
مواجهة مع حزب الله
قدرات حزب الله النارية هي في مستوى قدرة دولة، بل وأكثر من قدرة بضع دول في المنطقة. من ناحية قدرة النار لديهم، فهم يغطون كل اراضي اسرائيل، ولن يكون هناك تمييز بين اهداف مدنية وعسكرية. اذا دخلت الحرب، فانك لن تعرف كيف ستخرج منها".
الزعامة الاسرائيلية
"تحدث الزعامة هو اشكالي ومعقد جدا. جيلي تصدي لتحديات حرب يوم الغفران. كانت لحظات اعتقدت فيها أني سأفقد الوطن. أعترف بان هذا احساس ذاتي. في اللحظات الصعبة في منصبي كرئيس للموساد كنت أجري اختبارا اسميه "اختبار دان" – على اسم ابني – وأسأل نفسي اذا كنت ارسل ابني الى المهمة.
"اليوم الزعامة لا ترتبط بالمسؤولية. للزعامة علاقة عميقة بالمسؤولية. في الاونة الاخيرة الزعامة لا تنجح في عرض رؤيا، وأنا لا اتحدث عن الحكومة الحالية. مهم أن يحدد الزعماء الاهداف. العقل والقرار الجيد لا يرتبطان بالعمل المختار".
المفاوضات مع الفلسطينيين
"يجب أن تكون مبادرة اسرائيلية حيال الفلسطينيين. ليس لدينا سبيل آخر، وليس بسبب أنهم يوجدون على رأس اهتمامي، بل بسبب مصلحة دولة اسرائيل ورغبتي في أن اضمن وجودها. اذا لم نعرض امورا ولا تكون المبادرة في ايدينا، فنحن كفيلون بان نصل الى اوضاع زاوية.
"ينبغي القاء الكرة الى ملعب الجار، وان تكون المعضلة موجهة تجاهه. في كل الخطوات منذ 1994 (بعد اتفاقات اوسلو بقليل) اللحظات التي بادرت فيها دولة اسرائيل خلقت وضعا جيدا لنا".
ويتناول دغان "المبادرة السعودية" التي ستحصل بموجبها اسرائيل على التطبيع الكامل مع كل الدول العربية وبالمقابل سيتعين عليها الانسحاب بشكل كامل الى خطوط 67 بما في ذلك شرقي القدس. حسب المبادرة، تقوم دولة فلسطينية مستقلة و "يتوفر حل عادل" لمشكلة اللاجئين. "يجب تبني المبادرة السعودية".
اتفاق المصالحة
كما تطرق دغان ايضا الى اتفاق المصالحة بين حماس وفتح، والذي وقع مؤخرا بين المنظمات الفلسطينية وفاجأ اسرائيل. "علاقة حماس وفتح هي اشكالية وتعرض معاضل جد عسيرة لدولة اسرائيل لان حماس لا تعترف بدولة اسرائيل، ولست واثقا من أن عرض اقتراح فوري في هذه النقطة الزمنية سيكون التوقيت الافضل.
"يتعين علينا الانتظار ومتابعة منظومة العلاقات هذه، والتي لا تشكل برأيي حلفا تاريخيا. حتى اليوم حماس لا تسمح لابو مازن بالوصول الى غزة".
"القول باعادة جندي أسير بكل ثمن هو قضاء لا يمكن للدولة أن تصمد امامه. أنا اعارض الصفقة الحالية. توجد هنا معضلة جد عسيرة. تصور ان اولئك المحررين سيضربون مرة اخرى وسيقتلون مدنيين، فكيف سيكون ممكنا التصدي لهذا الوضع؟ اذا كان ممكنا اخراجهم جميعا من حدود اسرائيل، أي غزة، عندها سيكون الوضع مختلفا.
"ثمن هذا القرار هو ثمن دموي غير بسيط. في أعقاب صفقة تننباوم معظم المخربين الذين حررناهم عادوا للقتل أو شغلوا شبكات، وكان لهم دم على الايدي معظمهم إن لم يكن كلهم. أحصينا 231 قتيلا اسرائيليا يمكن ربطهم باولئك المحررين من صفقة تننباوم. فهل ينبغي عمل كل ما ينبغي للدولية أن تعمله؟ نعم. ولكن هي ينبغي للدولة أن تعطي كل شيء؟ لست واثقا. أنا اعارض الصفقة كما طرحت، ولكني لا اعارض الصفقة".


رد مع اقتباس