ردود الفعل على احداث سوريا
تفاوتت ردود الفعل المحلية والعربية والدولية إزاء الأحداث التي تشهدها سوريا، والتي تطالب الرئيس بشار الأسد بالرحيل ورفض النظام الحالي على الرغم من تقديمه وعودا بإصلاحات دستورية ومعيشية الأمر الذي يرفضه الشعب السوري جملة وتفصيلا.وقد تشابهت تلك الردود التي دعت معظمها لضرورة احترام إرادة الشعب السوري منددة ما أسمته العنف ضد المتظاهرين داعية الرئيس السوري لإعطاء الشعب هامشا للتعبير عن رأيهم والنظر بإيجابية لمطالبهم.
وقد جاءت ردود الفعل على النحو التالي:
أولا: ردود محلية:
أكد أبناء الجولان السوري المحتل ثقتهم بقدرة الشعب السوري وقيادته الوطنية على تجاوز الصعاب مجددين انتماءهم الأبدي للوطن الأم سورية وتضامنهم مع أخوتهم في كل أرجائه لمواجهة المؤامرات والتحديات التي تسعى للنيل من أمن واستقرار سورية وإضعاف وحدتها الوطنية.
وقال "عطا فرحات" الأسير السوري المحرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي إن قرية بقعاثا تحولت إلى منصة مضيئة زينتها الأعلام الوطنية وصور الرئيس الأسد لتستقبل أبناء الجولان من جميع القرى الذين قدموا ليؤكدوا دعمهم المطلق لمسيرة الإصلاح التي يقودها الرئيس الأسد ووقوفهم بجانب أبناء الوطن الذي يتعرض لهجمة شرسة من قبل المغرضين الذين يحاولون تشويه الحقيقة.
وأوضح فرحات أن المسيرة التي نظمها أبناء الجولان المحتل التي انطلقت من أمام نصب شهداء الثورة السورية الكبرى تعتبر الأكبر من نوعها منذ ثمانينيات القرن الماضي تأكيداً على تمسك أبناء الجولان بنهج الرئيس الأسد الذي جعل سورية عصية على الأعداء الذين يتربصون بها ودولة لها دورها الفاعل في المنطقة من خلال الأسس الثابتة والصلبة المنسجمة مع متطلبات وطموحات الشعب السوري.
وقال فرحات إن المسيرة جابت شوارع القرية وصولا إلى بيت الشعب حيث أقيم مهرجان حاشد أكدت الكلمات التي ألقيت فيه أن ثقة الشعب السوري بقيادته وإيمانه بقيمه كفيلان بإحباط المؤامرة.
ووجه المشاركون برقية وفاء للوطن باسم أبناء الجولان حيوا فيها سورية أرض الخلود و أبجدية الإنسان و فخر العروبة والأحرار مؤكدين أن الخطوات الإصلاحية التي أعلن عنها الرئيس الأسد تؤكد حرصه على حماية عزة الوطن وتحقيق طموحات جميع أبنائه مجددين ثقتهم بقيادة سورية الوطنية التي تبادلهم الحب بالحب والوفاء بالوفاء وإيمانهم المطلق بأن يوم التحرير قريب.
أكدت منظمة اتحاد شبيبة الثورة أهمية دور الشباب في حماية الوحدة الوطنية باعتبارهم الشريحة الأوسع بين فئات المجتمع والأقدر على استيعاب المتغيرات ولاسيما مشروع الفتنة الداخلية الذي يستهدف الأمن والاستقرار في سورية.
وأشارت المنظمة في بيان لها إلى حساسية المرحلة التي يمر بها الوطن مؤكدة أن سورية قائدا وشعبا ثنائية متماسكة يصعب اختراقها سواء من الخارج أو من الداخل.
وأعربت منظمة الشبيبة عن عزمها على مواصلة دورها في الدفاع عن عزة وكرامة الوطن ضد جميع التحديات واستثمار طاقات الشباب كأداة أساسية في التنمية والتفاعل مع علوم العصر وتقنياته لصيانة استقلال الوطن وزيادة قوته ومنعته وتطوره.
كما أدان الاتحاد العام للطلبة العرب المحاولات الرامية للنيل من مواقف سورية الوطنية والقومية في مواجهة كل المخططات المشبوهة التي تستهدف وجود وهوية وحاضر ومستقبل الأمة العربية.
وقال الاتحاد في بيان له إن سورية ستبقى دولة قوية عزيزة منيعة على الأعداء والأنواء داعمة للمقاومة وداعية للسلام والأمن والاستقرار في المنطقة وجميع أنحاء العالم معبرا عن الثقة بأن الشعب السوري سيتجاوز كل المؤامرات ومحاولات الفتنة من خلال وعي أبنائه وصلابة وحدته الوطنية
هذا و نظم أبناء الجالية السورية في بلجيكا وهولندا والطلاب السوريون الدارسون اليوم تجمعاً حاشداً أمام السفارة السورية في العاصمة البلجيكية بروكسل مؤكدين وقوفهم صفا واحدا إلى جانب وطنهم في مواجهة الفتنة.
وأكد أبناء الجالية أهمية تعزيز الوحدة الوطنية التي تنعم بها سورية والتأييد المطلق لمسيرة التطوير والتحديث والإصلاح التي يقودها الرئيس بشار الأسد لما فيه عزة الوطن ورخاء المواطنين.
وألقى أنطوان قسيس وعبد المنعم شامان رئيسا رابطتي الجاليتين السوريتين في كل من بلجيكا وهولندا كلمتين أكدتا على التمسك بالوحدة الوطنية وبقيادة الرئيس الأسد ومواقفه الوطنية.
وعبر الدكتور محمد أيمن سوسان سفير سورية في دول البنلوكس والاتحاد الأوروبي عن الاعتزاز بالمشاعر الوطنية الفياضة للمغتربين السوريين وبأنها تأكيد على اللحمة الوطنية التي تجمع السوريين داخل الوطن الغالي وخارجه ودعمهم لنهج الإصلاح الذي يقوده الرئيس الأسد.
من جهته أكد مجلس العمد في الحزب السوري القومي الاجتماعي أن الشعب السوري أكبر من المؤامرات وأنه قادر على تجاوز الأزمات والمحن ووأد الفتنة واحتواء مخاطرها وتداعياتها كافة، معربا عن ثقته بأن سورية ستبقى داعمة للمقاومة والحصن المنيع لصد كل المؤامرات الخارجية.
ثانيا: ردود عربية:
أكد النائب اللبناني علي عسيران عضو كتلة التحرير والتنمية النيابية وقوف القوى الوطنية اللبنانية إلى جانب سورية وشعبها لإفشال المؤامرة الخارجية التي تستهدف منعتها ودورها في دعم كل القضايا العربية المحقة.
وحذر عسيران من أن ما تتعرض له سورية اليوم من مؤامرة خارجية تستهدف النيل من صلابة مواقفها القومية مؤكدا أن لبنان وشعبه وجيشه ومقاومته لا ينسى التضحيات التي قدمتها سورية لدعم وإرساء السلم الأهلي ودعم المقاومة التي حققت الانتصارات للبنان والعرب.
وشدد عسيران على أن الاستقرار في سورية هو قوة لكل الأحرار والشرفاء في لبنان والعالم وخاصة في الجنوب اللبناني الذي يتعرض للإرهاب والعدوان الإسرائيلي المنظم بدعم أميركي متواصل.
بدورها جددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة في بيان صدر عنها تأكيد وقوفها إلى جانب الشعب السوري وقيادته في مواجهة المؤامرة التي تستهدف اللحمة الوطنية وزعزعة أمنها واستقرارها والنيل من دورها الوطني والقومي.
وأشارت الجبهة إلى أن محاولات النيل من الإرادة السياسية لسورية بلغت ذروتها نتيجة للموقف السوري الداعم للمقاومة حيث عمدت قوى التآمر إلى محاولة إثارة النعرات الطائفية عبر أوسع حملة تلفيق وتزوير للحقائق على كل المستويات لضرب الأمن والاستقرار في سورية.
وجددت الجبهة تأكيد وقوف الشعب الفلسطيني إلى جانب سورية شعبا وقيادة مشددة على أن سورية أسقطت مشاريع التآمر السابقة وأصبحت الآن أكثر حصانة ومنعة وقدرة على إفشال مختلف المؤامرات.
بدوره أشار أبو عماد رامز عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة في كلمة باسم تحالف القوى الفلسطينية خلال المهرجان إلى أن سورية تتعرض لأشرس هجمة تحاول تغيير المعادلة التي تحققت بفعل المقاومة والتي كان لسورية وقيادتها الدور الأساسي في دعمها لكونها تمثل العمق الاستراتيجي للقضية الفلسطينية.
بدوره أكد النائب اللبناني علي بزي عضو كتلة التحرير والتنمية أن محاولة المشروع الأميركي الاستعماري الجديدة في استهداف سورية دولة الممانعة ودولة احتضان المقاومة ودعمها باءت بالفشل لأن القيادة السورية الحكيمة وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد على علاقة تلاحم وثيقة مع شعبها الصامد الذي أسقط محاولات الشغب بالتفافه حول قيادته وتضامنه معها لوعيه للدور السوري وللموقع السوري في المعادلة القومية المقاومة.
وأوضح بزي في كلمة له أن استهداف سورية يأتي لمعاقبتها على مواقفها القومية تجاه قضايا الأمة العربية ومقاومتها.
من جهته قال أبو حسن غازي أمين سر منظمة الصاعقة في لبنان إن مواقف سورية الوطنية والقومية بقيادة الرئيس الأسد ودعمها للمقاومة في فلسطين ولبنان ووقوفها إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه جعلها هدفا للقوى الأجنبية والعملاء مؤكدا أنها تقف اليوم قيادة وشعبا كما وقفت في الماضي في وجه التحديات.
وأضاف غازي في كلمة له خلال مهرجان إن ما تشهده سورية اليوم هو محاولة للنيل من مواقفها الوطنية والقومية والعبث بوحدتها الوطنية عبر إثارة الفتن والقلاقل خدمة للمشروع الاستعماري مشددا على أن سورية ستبقى صامدة في وجه هذه المؤامرة ومقاومة بشعبها وبوعي ووطنية أبنائها وتعلقهم بوطنهم وقائدهم السيد الرئيس بشار الأسد.
وقال حسن حدرج في كلمة حزب الله إن سورية حملت القضية الفلسطينية منذ البداية ولم تتخل عنها كما دعمت وساندت المقاومة في فلسطين ولبنان ما جعلها هدفا للحملة الشرسة التي يقودها العدو الإسرائيلي وعملاؤه مؤكدا أن سورية صامدة وقوية وستنتصر رغم كل الضغوط والتحديات. من جانبه أكد هملقارت عطايا في كلمة باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي دور سورية الوطني والقومي في دعم القضية الفلسطينية والمقاومة حيث كانت دائما في قلب المقاومة ولذلك فهي تستهدف اليوم من قبل أعداء الأمة مشددا على أنها ستنتصر بفعل تلاحم الشعب والقيادة على المؤامرة الجديدة وستهزم كل المخططات التي تستهدفها.
ثالثا: ردود إقليمية:
إعتبر المتحدث باسم الخارجيّة الإيرانية رامين مهمانبرست أن "التظاهرات المناهضة للحكومة في سوريا تأتي في إطار مؤامرة غربيّة لزعزعة بلد يؤيد المقاومة في الشرق الأوسط".
وقال مهمانبرست مؤتمر صحفي يوم 12 ابريل/نيسان أن "ما يحدث في سوريا عمل شرير ينفذه الغربيون لاسيما الولايات المتحدة واسرائيل"، مؤكدا بأنهم يحاولون بمساعدة إعلامهم خلق احتجاج مصطنع في مكان ما أو المبالغة في مطلب لجماعة صغيرة وعرضه باعتباره مطلب الأغلبية وإرادتها".
ونوه الى انه يجب ألا تنطلي على أحد "هذه اللعبة التي يلعبها الامريكيون" ، مشيرا الى أن القوى الغربية قلقة من احتمال فقدان نفوذها في الشرق الاوسط الذي يعاد تشكيله وتسعى للاضرار بطهران ودمشق.
وأضاف مهمانبرست: "انهم يريدون الانتقام من بعض الدول مثل ايران وسوريا عن طريق دعم المعارضة وتسهيل نشاط جماعات صغيرة وعرضها امام العالم وكأنها تمثل الاغلبية ، وهذه هي أكبر اكذوبة وتضليل."
واعتبرت إيران أن التظاهرات المناهضة للحكومة في سوريا تأتي في إطار مؤامرة غربية لزعزعة حكومة تؤيد المقاومة.جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الأسبوعي لوزارة الخارجية الإيرانية امس، حيث قال المتحدث باسم الوزارة رامين مهمان برست إن الاحتجاجات في سوريا على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية ليست حدثا تلقائيا بل نتاج تدخل أجنبي. وقال المتحدث للصحفيين إن «ما يحدث في سوريا عمل شرير ينفذه الغربيون والأميركيون والصهاينة خاصة»، وأضاف «يحاولون بمساعدة إعلامهم خلق احتجاج مصطنع في مكان ما أو المبالغة في مطلب لجماعة صغيرة وعرضه باعتباره مطلب الأغلبية وإرادتها». وتابع «يجب ألا تنطلي على أحد هذه اللعبة التي يلعبها الأميركيون».
أكد وزير الخارجية التركي" دعم بلاده لجملة الإصلاحات" التي بدأتها القيادة السورية معربا عن استعداد تركيا لتقديم كل مساعدة ممكنة من خبرات وإمكانيات لتسريع هذه الإصلاحات بما يساهم في ازدهار الشعب السوري وتعزيز أمنه واستقراره.
رابعا: ردود دولية:
اتهمت المنظمة الدولية لحقوق الانسان "هيومن رايتس ووتش" السلطات السورية بالحيلولة دون وصول الطواقم الطبية لمعالجة الجرحى والمصابين من المتظاهرين ومنعهم من دخول المستشفيات، وقالت ساره لي ويتسون مديرة المنظمة في الشرق الاوسط " أن منع الناس المصابين من تلقي العلاج الطبي الضروري الذي يمكن أن ينقذ حياتهم، هو أمر غير إنساني وغير شرعي".
وحثت منظمة "هيومن رايتس ووتش" السلطات السورية على "السماح للجرحى بالحصول على العلاج الطبي ووقف استخدام القوة غير المبررة ضد المتظاهرين المعارضين للحكومة"، مشيرة إلى أن "قادة سوريا يتحدثون عن الاصلاح السياسي، لكنهم يجابهون بالرصاص مطالب شعبهم المشروعة بالاصلاح".
وقالت المنظمة أنها أجرت مقابلات مع 20 شاهداً من ثلاث بلدات سورية، وهي حرستا ودوما ودرعا وبين هؤلاء 4 أطباء و4 متظاهرين جرحى ومحتجين معتقلين سابقاً وعائلات متظاهرين جرحى.
أعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون خلال محادثة هاتفية مع الرئيس السوري بشار الاسد عن "اضطرابه الشديد" ازاء المعلومات التي تفيد عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين في سوريا الجمعة.
ودعا بان كي مون الامين العام للامم المتحدة سورية يوم الجمعة الى التزام "اقصى درجات ضبط النفس" خلال اتصال هاتفي مع الرئيس السوري بشار الاسد الذي قتلت قواته عشرات من المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية.وقال بيان صادر عن مكتب بان انه ابلغ الاسد ان "الحكومات عليها التزام باحترام الحقوق الاساسية لمواطنيها وحمايتها". واضاف ان بان "حث على التزام السلطات اقصى درجات ضبط النفس واعرب عن امله في صدور استجابة ذات مغزى للتعبير عن المخاوف المشروعة".
أدانت المفوضّة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين السلميين في سوريا، منتقدة خصوصاً إستخدام "الرصاص الحي" من جانب القوى الأمنيّة.
وقالت المتحدثة باسم المفوضيّة العليا رافينا شمدساني: "نشعر بقلق كبير حيال معلومات تتحدث عن قتل كثيف للمتظاهرين من جانب قوّات الأمن في سوريا، إضافة إلى اعتقال عدد كبير من المدافعين عن حقوق الإنسان".
وأوضحت شمدساني في مؤتمر صحفي أنّه "تمّ اعتقال عدد من الصحافيين العالميين في سوريا إضافة إلى مدوّنين سوريين وجرى وقف بث قناة خاصة واحدة على الأقل"، مؤكّدة أنّه "على السلطات السوريّة الإفراج فوراً عن الصحافيين المعتقلين وأن تحترم الحق في حرية التعبير".
أدان البيت الابيض الامريكي "القمع المتصاعد من قبل الحكومة السورية للمتظاهرين السوريين"، وطالب المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني بضرورة أن "يحترم الرئيس بشار الأسد والحكومة السورية حقوق الشعب السوري، الذي يطالب بحقه في الحريات الأساسية المحروم منها".
وأعرب كارني في بيان صدرعن البيت الابيض أعرب عن "قلق بلاده البالغ من التقارير التي تفيد بأن السوريين الذين أصيبوا بجروح خلال حركة الاحتجاجات التي تشهدها سوريا يحرمون من الحصول على الرعاية الطبية".
الرئيس الامريكي باراك أوباما قال"أدين بقوة العنف البغيض الذي ارتكبته الحكومة السورية أمس وخلال الاسابيع القليلة الماضية ضد محتجين سلميين. وأدين أيضا أي استخدام للعنف من قبل المحتجين."وأضاف "أدعو السلطات السورية إلى الامتناع عن أي استخدام آخر للعنف ضد المحتجين السلميين.
قالت كريستين فاغ المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أن فرنسا تدعو السلطات السورية الى التخلي فوراً عن استخدام القوة ضد المتظاهرين والى البدء دون تأخير بتنفيذ برنامج اصلاحات يستجيب لتطلعات الشعب السوري، مشيرة الى أن الاصلاح والقمع أمران متعارضان.
وأكدت فاغ ان "فرنسا تندد بشدة باعمال العنف التي ادت ايضا مؤخرا الى سقوط اكثر من 20 قتيلاً والعديد من الجرحى في مدن سورية عدة ، خصوصا في درعا". واضافت ان "فرنسا تطالب بالافراج عن جميع سجناء الرأي ، وخاصة الاشخاص المعتقلين بسبب مشاركتهم في التظاهرات"، منتقدة استمرار الاعتقالات وترهيب الصحافيين، واعتبرت ممارسات كهذه "غير مقبولة"،
وتابعت فاغ:" ان فرنسا ترى بان الاطلاق السريع لاصلاحات سياسية فعلية خصوصاً رفع حال الطوارئ، وحده كفيل بالاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب السوري وبالمساهمة بالتالي في استقرار البلاد، ما يصب في مصلحة الجميع".
بدورها أدانت فرنسا - التي سعت لتحسين علاقاتها مع دمشق منذ عام 2008 - أكثر من مرة ما تصفه بالاستخدام المفرط للقوة هناك ودعت اليوم الخميس للحوار والتغيير.وقال وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه للصحافيين: "نحث سوريا على الاستماع إلى صوت الحوار والديمقراطية".وأضاف: "يجري تغيير كبير، وقد استهدفت سياسة فرنسا تجاه العرب لفترة طويلة الاستقرار، واليوم السياسة تجاه العرب هي الاستماع لطموحات الشعب وهذا ينطبق على سوريا التي يجب أن تقبل هذه الحركة المنتشرة على نطاق واسع".
ومن جانبه دعا وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس سوريا إلى أن تحتذي بالنموذج المصري، حيث امتنع الجيش عن إطلاق النار وساعد الشعب على الإطاحة بحكم الرئيس السابق حسني مبارك.وقال غيتس إن ما تواجهه الحكومة السورية هو في
الحقيقة نفس التحديات التي تواجه العديد من الحكومات في أنحاء المنطقة وهي مظالم شعوبها السياسية والاقتصادية التي لم تلب.واستشهد غيتس بسوريا وليبيا وإيران كأمثلة للأنظمة الاستبدادية التي قمعت شعوبها ولديها استعداد لاستخدام القوة ضدها.
قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج: "ندعو الحكومة السورية لاحترام حق شعبها في الاحتجاج السلمي واتخاذ إجراء حيال شكاواه المشروعة".وأضاف في كلمة أمام البرلمان: "ندعو أيضًا كل الأطراف بما فيها قوات الأمن السورية للتحلي بأكبر درجات ضبط النفس خلال الاحتجاجات التي تم الدعوة للقيام بها غدًا في سوريا".
وقال اليستور بورت وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا: "اشعر بالقلق الشديد ازاء استخدام العنف ضد المتظاهرين"، منددا في بيان "باعمال العنف التي ادت الى مقتل اشخاص كثر في درعا".واضاف: "يحق لجميع السوريين التعبير عن رايهم بطريقة سلمية"، داعيا دمشق الى "احترام (هذا) الحق" و"الافرقاء كافة خصوصا قوات الامن السورية الى ضبط النفس".
كندا التي اعربت عن "قلقها الشديد" من "القمع العنيف" للتظاهرات الاحتجاجية في سورية، فقد اشادت بـ"شجاعة" المتظاهرين داعية النظام السوري الى ضمان حقهم في التعبير عن رأيهم بحرية وامان.وقال وزير الخارجية الكندي لورانس كانون في بيان ان "كندا قلقلة بشدة من الانباء الواردة بشأن تعرض متظاهرين سلميين في درعا (جنوب) لاعتقالات تعسفية وقمع عنيف اسفر عن مقتل العديد من الاشخاص".واضاف الوزير الكندي "نحض السلطات السورية على اخذ كل الاجراءات اللازمة من اجل ضمان امن المتظاهرين وحماية حقوق جميع المواطنين السوريين"، وذلك بعد ان اعلن نظام الرئيس بشار الاسد عزمه "دراسة انهاء العمل بقانون الطوارئ" واخذ اجراءات اخرى لمحاربة الفساد.
إلى ذلك انضمت ألمانيا الخميس إلى البلدان الغربية التي حثت سوريا على منع العنف ضد المحتجين.وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفله في بيان: "يتعين وقف العنف على الفور. يجب على الحكومة السورية ضمان احترام حقوق الإنسان الأساسية والمدنية وأيضًا سيادة القانون".
وأضاف: "الاضطرابات في العالم العربي تظهر أن الاستقرار لا يأتي من العنف ولكن من خلال الحوار والإصلاحات فقط".


رد مع اقتباس