الملف الليبي
رقم (161)
ـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
«الليبراليون» يتصدرون نتائج انتخابات ليبيا دون ضمان حصولهم على«الأكثرية»
البيان: انتخابات ليبيا نجحت بعيدا عن القبلية
قطر تدعم العملية السياسية في ليبيا بكل مخرجاتها ونتائجها
ليبيا وبريطانيا تبحثان التعاون الوثيق بين البلدين
نائب وزيرة الخارجية الأمريكية يعلن دعم بلاده لحكومة وفاق وطني في ليبيا
هل تدهورت حقوق الإنسان في ليبيا "المحررة"؟
شرطة لندن تعود مجددا الى ليبيا للتحقيق في مقتل شرطية
جماهير ليبيا تؤسس جمهوريتها الأولى
«الليبراليون» يتصدرون نتائج انتخابات ليبيا دون ضمان حصولهم على«الأكثرية»
المصري اليوم
أظهرت النتائج التي أعلنت الثلاثاء في ليبيا فوز الليبراليين على الإسلاميين في أول انتخابات تجري في البلاد منذ الإطاحة بنظام القذافي لكن دون أن يتضح بعد ما إذا كانوا ضمنوا بذلك الأكثرية في الجمعية التأسيسية المقبلة.
ونال تحالف القوى الوطنية بقيادة رئيس الوزراء السابق في المجلس الوطني الانتقالي الحاكم محمود جبريل، 39 مقعدا من أصل 80 في الجمعية التأسيسية وهي الأولى التي تم انتخابها بعد أكثر من أربعة عقود من الحكم المنفرد.
وحصل حزب العدالة والبناء، المنبثق عن الإخوان المسلمين، على 17 مقعدا فقط. أما باقي المقاعد فتقاسمتها مجموعة من الأحزاب الصغيرة، بحسب النتائج الأولية الكاملة التي أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات.
إلا أن هذه الأرقام لا تعطي صورة دقيقة عمن سيحظى بالغالبية في الجمعية التأسيسية حيث غالبية المقاعد أي 120 من أصل 200 سيتم ملؤها عبر الانتخاب الفردي.
ويسعى الحزبان الأساسيان إلى استمالة المرشحين المستقلين والأحزاب الصغيرة في محاولة لتشكيل تكتل مهيمن داخل الجمعية التأسيسية حيث معظم القرارات والتشريعات بحاجة إلى غالبية الثلثين لتمريرها.
وإذا تمكن الليبراليون من السيطرة على أغلبية مقاعد الجمعية، فإن ليبيا ستخرج بذلك عن النمط الساري الذي شهدته تونس ومصر المجاورتين حيث فاز الإسلاميون في الانتخابات التي تلت ثورتي الربيع العربي.
ويضم تحالف الليبراليين قرابة 60 حزبا وشخصيات مستقلة بزعامة تكنوقراط من المسلمين المعتدلين الذين عاشوا في الخارج ويدعون إلى تحرير السوق والانفتاح على الغرب.
ودعا محمود جبريل الذي لعب دورا كبيرا في كسب التأييد الدولي خلال ثورة العام 2011 التي أطاحت بنظام القذافي، جميع الأحزاب إلى حوار وطني من أجل تشكيل تحالف أكبر.
في المقابل، أعرب زعيم «حزب العدالة والبناء» محمد صوان عن ثقته بأن عددا كبيرا من الأعضاء المستقلين في الجمعية التأسيسية سينضمون إلى الإسلاميين.
وحصلت 30 امراة على الأقل على مقاعد في الجمعية بفضل النظام المتبع والذي يفرض على الأحزاب أن تشتمل قوائمها على مرشحين من الرجال والنساء.
وفازت امراة واحدة من المرشحين المستقلين بمقعد في الجمعية.
وفي الأجمال، باتت النساء يشكلن 16.5% من أعضاء الجمعية التأسيسية.وتأتي النتائج بعد 10 أيام على إجراء الانتخابات التي أشادت بها الأسرة الدولية.
وتم الإعلان عن النتائج خلال مراسم ضخمة حضرها مسؤولون ليبيون من بينهم مصطفى عبد الجليل زعيم المجلس الانتقالي الوطني، ورئيس الوزراء بـ«الوكالة» عبد الرحيم الكيب، بالأضافة إلى دبلوماسيين أجانب.
ويتعين على الجمعية التأسيسية في ليبيا تشكيل حكومة أنتقالية جديدة والإشراف على مرحلة انتقالية تستمر عاما، حتى موعد انتخابات جديدة على أساس دستور جديد.
وأعلنت المفوضية الانتخابية أن نسبة المشاركة بلغت 62% من الناخبين المسجلة أسماؤهم.وأمام المرشحين مهلة أسبوعين لمراجعة النتائج والاعتراض عليها في حال الضرورة.
البيان: انتخابات ليبيا نجحت بعيدا عن القبلية
أكدت صحيفة "البيان" نجاح الانتخابات الليبية تجسد في القبول الجماعي بنتائجها والإتفاق على شرعيتها والسعي المشترك من لدن كل الأطراف لتقوية الأمن والاستقرار في البلاد و بناء مؤسسات الدولة وتفعيلها و بذلك ستكون البلاد قد طوت فعلاً صفحة عهد القذافي و دشنت مرحلة جديدة في تاريخها مبنية على الديمقراطية وترسيخ دولة القانون.
وتحت عنوان "ليبيا والمرحلة الجديدة"أوضحت أن المعطى البارز على هامش انتخابات ليبيا و هو يشكل في الوقت ذاته تحديا مركزيا للسلطات يتعلق بعقلية المحاصصة المناطقية في المؤتمر الوطني العام خصوصا بين المناطق الكبرى ذات الثقل القبلي و الاقتصادي والتاريخي .. كما أن انتشار الأسلحة واستمرار الميليشيات يجعلان التحدي الأمني بدوره مطروحا و يمثل الامتحان الأكبر للسلطات الليبية الجديدة حيث إن
إقامة المؤسسات السياسية و هياكل الدولة تستوجب أولا فرض الأمن والاستقرار في البلاد و بالتالي جعل أجهزة الدولة هي المتحكمة في الأمن وفي السلاح وفي السهر على إعمال القانون.
وأشارت إلى أن الشعب الليبي الذي فاجأ العالم كله بثورته أبى إلا أن يدهشه مرة أخرى بنجاح أول انتخابات للبلاد منذ نصف قرن حيث كانت المفاجأة الكبرى في سقوط الخيار الجهوي والقبلي للانتخابات . فصوت الشعب الليبي سواء لمرشحي القوائم أو المستقلين بعيدا عن الخيار القبلي رغم محاولات محمومة من البعض سواء بالتخويف من قبلية الليبيين أو باستمالة شرائح الشعب الليبي من خلال الانتماءات القبلية والجهوية.
ونوهت إلى أن النتائج المعلنة حتى الآن أظهرت صعود حزب تحالف القوى الوطنية على حساب باقي الأحزاب في المناطق الشرقية وهو يعتبر مؤشرا جيدا لخروج البلاد من دوامة القبلية والجهوية.
وقالت " البيان " في ختام إفتتاحيتها ، ديمقراطيا يحق لمن فاز بالأغلبية أو الأكثرية أن يشكل أو يقود الفريق الحكومي بصدر رحب بعيدا عن ثقافة الإقصاء والتهميش التي كانت سمة النظام السابق ، لكن التحدي السياسي الكبير هو أن تنجح كل الأطراف في الاتفاق على قواعد مشتركة للعمل السياسي المدني و على محددات المرحلة القادمة .
فضلا عن قدرة القوى والكيانات السياسية الديمقراطية والمدنية على التنظيم الذاتي و على توحيد الصفوف و بلورة بديل ديمقراطي مدني راسخ وسط الشعب،كما أن تحديد تلك الملفات الأساسية يجب أن يتم من خلال التشاور الواسع مع مكونات الشعب الليبي.
قطر تدعم العملية السياسية في ليبيا بكل مخرجاتها ونتائجها
قنا
استقبل سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد بفندق ريكسوس بالعاصمة الليبية طرابلس عصر أمس عدداً من قادة الأحزاب السياسية الليبية، وذلك بمناسبة الزيارة التي يقوم بها سموه لليبيا حالياً.
في بداية المقابلة هنأ سموه قادة الأحزاب على نجاح الانتخابات التشريعية.. مؤكداً أنها تمثل محطة مهمة على طريق تحقيق تطلعات الشعب الليبي.. مشدداً سموه على أن قطر تدعم نتائج الانتخابات التي تمثل خيار وإرادة الشعب الليبي.
وأكد سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد لقادة الأحزاب السياسية وقوف قطر إلى جانب الشعب الليبي وقواه السياسية التي تعبر عن أهدافه.. موضحاً أن قطر تقف على مسافة واحدة من جميع القوى بكل تجرد، انطلاقاً من أواصر الأخوة.
وجدد سموه دعم دولة قطر للعملية السياسية في ليبيا بكل مخرجاتها ونتائجها.. وشدد على أن قطر ستظل وفية لمنطلقاتها في مساندة الأشقاء في ليبيا، والتي تقوم على قيم الأخوة والتضامن وبعيداً عن أي تدخل.
كما جدد سموه خلال المقابلة موقف دولة قطر الداعم للشعب الليبي والوقوف معه ومساندته في إقامة دولة المؤسسات والقانون التي هي بلا شك ستضمن الأمن والأمان وتكفل العيش الكريم لجميع الليبيين.. متمنياً لهم وللشعب الليبي كل التوفيق، وللعلاقات بين البلدين والشعبين المزيد من التقدم والرقي.
وغادر سمو ولي العهد، طرابلس مساء أمس بعد زيارة رسمية لليبيا الشقيقة استغرقت يوماً واحداً.
وكان في مقدمة مودعي سموه لدى مغادرته والوفد المرافق بمطار طرابلس الدولي عدد من كبار المسؤولين الليبيين، وسعادة الشيخ محمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني سفير دولة قطر لدى ليبيا، وأعضاء السفارة.
وقد بعث سمو ولي العهد برقيتي شكر إلى معالي السيد مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي، وإلى دولة الدكتور عبدالرحيم الكيب رئيس الحكومة الانتقالية، عبر فيهما عن شكره وتقديره للحفاوة التي قوبل بها والوفد المرافق خلال الزيارة، متمنياً للعلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين مزيداً من التطور والنماء.
وكان سمو ولي العهد وصل بعد ظهر أمس إلى طرابلس .
وكان في مقدمة مستقبلي سموه لدى وصوله والوفد المرافق بمطار طرابلس الدولي معالي السيد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي.
كما كان في الاستقبال عدد من أصحاب السعادة الوزراء، وسعادة الشيخ محمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني السفير القطري لدى ليبيا، وأصحاب السعادة السفراء العرب المعتمدين لدى ليبيا، والسادة أعضاء السفارة القطرية.
وقد أدلى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد لدى وصوله إلى ليبيا بالبيان التالي:
أود لدى وصولي إلى ليبيا الشقيقة أن أعرب عن بالغ سعادتي، وأن أنقل أطيب تحيات حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى والشعب القطري إلى أخيه معالي المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي، وإلى الشعب الليبي الشقيق مقرونة بخالص التمنيات لبلدهم العزيز بالمزيد من الرفعة والتقدم.
كما أود أن أهنئ الشعب الليبي الشقيق بنجاح الانتخابات التشريعية التي جرت في جو من الحرية والنزاهة والشفافية، وأن أؤكد مجدداً
وقوف دولة قطر إلى جانب الشعب الليبي في بناء دولته الحديثة، وحرصها على دعم وتعزيز العلاقات الأخوية الوثيقة بين بلدينا الشقيقين في مختلف المجالات.
أسأل الله عز وجل أن يسدد خطانا جميعا ويوفقنا لما فيه خير بلدينا وأمتينا العربية والإسلامية
ليبيا وبريطانيا تبحثان التعاون الوثيق بين البلدين
الخليج
بحث رئيس الحكومة الانتقالية الليبية عبد الرحيم الكيب مع وزير الخارجية البريطاني وليم هيج، أمس الاثنين في طرابلس، تعزيز علاقات التعاون بين البلدين . وأشاد هيغ بالتزام السلطات الليبية “الحرية” وبحث معها في تحقيق قائم حول قتل شرطية بريطانية عام 1984 .
أكد الكيب أهمية أن يكون هناك تعاون وثيق بين ليبيا وبريطانيا في ما يتعلق بالتعاون القضائي وتسليم فلول النظام السابق الموجودين في الدول المجاورة بحيث يكون هناك تنسيق سياسي واتصالات سياسية للضغط على بعض القيادات السياسية في الدول التي يوجد بها فلول النظام السابق من أجل تسليمهم إلى ليبيا لمحاكمتهم أمام محاكم عادلة .
من جهة أخرى أعلنت وزارة الخارجية الليبية عن بدء السلطات في ليبيا وبريطانيا بالتنسيق بشكل وثيق ومتواصل لإحراز تقدم في التحقيق في قضية مقتل الشرطية “ايفون فلتشر”، إلى جانب تحقيقات أخرى في ممارسات النظام السابق .
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الليبية، أن الحكومة الانتقالية الليبية تدرك “حجم الأهمية التي يوليها كل من الحكومة والشعب في بريطانيا للوصول لحل هذه القضايا، وهي تعمل بشكل وثيق مع السلطات البريطانية المختصة لإحراز تقدم بخصوصها” .
نائب وزيرة الخارجية الأمريكية يعلن دعم بلاده لحكومة وفاق وطني في ليبيا
وكالة أنباء التضامن
أعلن نائب وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز -خلال لقائه يوم أمس الإثنين- مع رئيس تحالف القوى الوطنية الليبية محمود جبريل عن دعم بلاده لحكومة وفاق وطني في ليبيا بين الإسلاميين والعلمانيين.
وقال بيرنز خلال لقائه مع جبريل -بحسب مصادر إعلامية- أن بلاده تدعم حكومة وفاق وطني في ليبيا تتشكل ما بين الإخوان المسلمين والليبراليين وأنها سوف تدفع باتجاه الديمقراطية في ليبيا.
وذكرت مصادر سياسية ليبية مطلعة أن بيرنز نقل رسالة من البيت الأبيض إلى جبريل مفادها دعم الولايات المتحدة لحكومة وفاق وطني في ليبيا تتشكل ما بين الإخوان والليبراليين، وأن أمريكا سوف تدفع باتجاه الديمقراطية في ليبيا مركزة على مكافحة التطرف الإسلامي ووضع حل للأسلحة الليبية المنتشرة في أيدي الجماعات، وأصبحت مصدر قلق لكافة دول الجوار.
والتقى بيرنز بأعضاء من حزب العدالة والبناء، وهو حزب إسلامي ومندوبين عن تحالف القوى الوطنية المرجح أن يفوز في الانتخابات التي تصدر نتائجها الجزئية حتى الآن.
هل تدهورت حقوق الإنسان في ليبيا "المحررة"؟
أي بي سي
حالة حقوق الإنسان في ليبيا هي أسوأ بكثير الآن مما كانت عليه في ظل الديكتاتور معمر القذافي".
هذا ما قاله ناصر الهواري، الباحث في المرصد الليبي لحقوق الإنسان، لوكالة إنتر بريس سيرفس. وأطلع الوكالة على شهادات لعائلات تعرض أفرادها للضرب حتى الموت على يد الكثير من الميليشيات التي تستمر في السيطرة على مساحات شاسعة من ليبيا.
ويقول الهواري، مشيراً إلى صور للجثث الملطخة بالدماء والمصاحبة للشهادات، "لقد تعرض ما لا يقل عن 20 شخصاً للضرب حتى الموت وهم محتجزون من قبل الميليشيات منذ قيام الثورة، وهذا رقم متحفظ، فالرقم الحقيقي ربما يكون أعلى من ذلك بكثير".
الهواري لا يوالي نظام القذافي. وهو معروف بأنه، كسلفي، كان معارضاً سياسياً للقذافي وسجنته الشرطة السرية في السابق مرات عديدة. لكنه لم ينكسر. وحدث ما هو أسوأ من السجن لأصدقائه الاسلاميين في ظل نظام القذافي الذي كان يعارض بشدة الأصولية الإسلامية.
وفي النهاية هرب الهواري إلى مصر حيث بقي حتى ثورة 17 فبراير في ليبيا عام 2011، وهي التي مكنته وغيره من الإسلاميين من العودة لبلادهم.
وحتى بعد "تحرير" البلاد، تستمر الهجمات الإنتقامية وعمليات القتل والخطف ضد أنصار القذافي السابقين وضد الرجال السود، الذين يرى الثوار أنهم عملوا كمرتزقة للقذافي خلال الحرب.
وقبل عدة أشهر أختطف محمد دوسه، 28 عاماً، من قبل رجال من الميليشيات المسلحة في نقطة تفتيش بمدينة مصراتة الشمالية بينما كان يقود سيارة رب عمله، وهي شركة فوررستر للنفط، من مدينة راس العامود إلى العاصمة طرابلس.
ويقول شقيقه حسام، 25 عاماً، لوكالة إنتر بريس سيرفس، "لا نعرف ما إذا كان حياً أو ميتاً. فلم نسمع عنه شيئاً منذ إختفائه من حاجز الميليشيا والشرطة التي تحقق في إختفائه تقول أنه لا توجد أدلة كافية".
وكانت الشرطة قد تمكنت من تعقب السيارة عبر العديد من المدن في الجانب الشرقي من ليبيا لكنها توقفت عند ذلك. ولم تتم رؤية محمد منذ ذلك الحين، وعائلته ليست لديها أي فكرة عما حدث له.
ويضيف حسام، "يقال أنه أختطف لأنه أسود أو لأن المسلحين كانوا يريدون السيارة التي كان يقودها. نحن ليبيين ولكن والدي من تشاد".
قصة محمد هي واحدة من العديد من عمليات الإختطاف، والقتل العشوائي، والتعذيب، والسرقة التي يواصل رجال الميليشيات من خلالها تطبيق القانون بأيديهم.
وعلى الرغم من تعهد المجلس الوطني الانتقالي المؤقت بوضع أكثر من 6000 شخصاً رهن الاعتقال امام المحاكم أو إطلاق سراحهم، فقد أطلق سراح مجرد البعض منهم في حين تم التغاضي عن الفظائع التي أرتكبت من قبل المتمردين الموالين للثورة.
فالميليشيات المسلحة تسيطر على الشوارع وتفرض مفهومها للقانون، والأمن يمثل مشكلة حتى في المدن الكبرى حيث من المفترض أن يكون المجلس الوطني الانتقالي المؤقت قد إستعاد السيطرة.
وتسمع أصوات العيارات النارية ليلاً بانتظام في طرابلس، وأحيانا خلال النهار.
وقال المقاتل الثوري السابق، سهيل بن لاجي، لوكالة إنتر بريس سيرفس، "كل الشباب لديهم أسلحة ... أو يسرقون الناس الذين يستخدمون الأسلحة... وقد إعتادوا على حل الخلافات السياسية والنزاعات التافهة على هذا النحو. ويؤدي إرتفاع معدلات البطالة والمصاعب المالية إلى تفاقم الوضع".
وحذر اللاجي، "هذه ليست هي ليبيا الجديدة التي قاتلنا من أجلها، وقد نضطر إلى حمل السلاح مرة أخرى إذا إستمر الفساد والجشع. لكننا سنحمل السلاح هذه المرة ضد الحكومة الجديدة".
وفي حين يمثل الأمن مشكلة في طرابلس، إلا أن الوضع في المحافظات هو أسوأ. فهناك ترى الميليشيات المتشرذمة، حيث يرتدي الرجال أزياء عسكرية غير متطابقة، ويقومون بإبتزاز الأموال من المسافرين من خلال نقاط التفتيش التابعة لهم، ولا سيما إذا كانوا من الأجانب أو السود.
وينطوي السفر من حدود السلوم والعبور من مصر الى طرابلس على عبور عشرات من نقاط التفتيش التي تحرسها الميليشيات المتعددة، والتي تتألف من العشائر المحلية ذات الولاءات المنقسمة.
وعند نقطة تفتيش مصراتة التي عبرها مراسل وكالة إنتر بريس سيرفس، قرر رجل ميليشيا ملتحي أنه يتوجب على الأجانب الخضوع لفحص الإيدز قبل أن يتمكنوا من إسترجاع وثائق السفر الخاصة بهم. ومنع تدخل الآخرين من حدوث ذلك.
وفي عدد من نقاط التفتيش في منطقة طبرق، إضطر العمال المهاجرين المصريين لدفع رشاوى للميليشيات تصل الى 30 دولاراً لكل منهم قبل أن يتمكنوا من إسترجاع جوازات سفرهم.
ويقول حسن عيسى، وهو عضو بالمجلس الوطني الإنتقالي المؤقت في أجدابيا، "نحن على بينة بالمشاكل التي تواجه بلادنا، ونحاول حل القضايا"، في حين يقول عضو المجلس الوطني الإنتقالي المؤقت، عبد الكريم الصبيحي، لوكالة إنتر بريس سيرفس، "ليس من السهل بالنسبة لنا وضع كل المليشيات تحت السيطرة في هذه المرحلة".
شرطة لندن تعود مجددا الى ليبيا للتحقيق في مقتل شرطية
رويترز
قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج يوم الاثنين إن وفدا من شرطة لندن سيسافر إلى ليبيا مرة اخرى هذا الاسبوع في اطار التحقيقات في مقتل الشرطية ايفون فليتشر رميا بالرصاص أمام السفارة الليبية في لندن عام 1984.
واصيبت فليتشر (25 عاما) بعيار ناري أطلق من السفارة الليبية خلال مظاهرة مناهضة للزعيم الليبي السابق معمر القذافي. وبعد حصار استمر 11 يوما تم ترحيل 30 ليبيا كانوا داخل السفارة ولم توجه اتهامات لأحد بشأن مقتلها. وتجدد الأمل في العثور على القاتل في اعقاب الانتفاضة التي أطاحت بالقذافي العام الماضي.
وقال هيج للصحفيين في طرابلس "ارى بكل وضوح ان هذه المسألة تحظى باهتمام شديد في كل من المملكة المتحدة وليبيا... الخطوات القادمة هي إلى حد بعيد لمواصلة العمل المستمر الذي انجز على مدى الاسابيع الاخيرة."
وأضاف ان فريقا من الشرطة البريطانية سافر إلى ليبيا في يونيو حزيران للتحقيق في حادث قتل الشرطية "وسعدوا كثيرا بالتعاون الذي لاقوه من النائب العام الذي تعهد بتعيين مدع وفريق تحقيق."
وجاء ذلك بعد احباط خطط سابقة لارسال فريق بسبب عدم الحصول على موافقة السلطات المحلية. وزار رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب بريطانيا في مايو ايار ووضع اكليلا من الزهور على نصب تذكاري اقيم احياء لذكرى فليتشر.
وسئل هيج عن المكان الذي قد تجرى فيه المحاكمات اذا أحيل أشخاص مشتبه بهم إلى المحاكمة فقال "قبل كل شيء يجب ان يتوصل التحقيق إلى نتيجة ومن المهم متابعة ذلك بدأب والاجتماعات التي تعقد هذا الاسبوع جزء مهما للغاية من ذلك.
"القرارات بشأن طريقة المضي قدما بعد ذلك تخص المرحلة التالية."
واجتمع هيج خلال زيارته لليبيا مع الكيب ومسؤولين اخرين من المجلس الوطني الانتقالي بعد اسبوع من انتخابات المؤتمر الوطني الليبي.
وقال هيج "اعتقد ان هناك دلائل مبشرة للغاية بشأن العلاقات بين المملكة المتحدة وليبيا" مضيفا انه سيجتمع ايضا مع اعضاء من الكيانات السياسية الاربعة البارزة.
واستطرد "نأمل ان يتحقق الان نجاح كامل في دمج الميليشيات في اطار سلطة الدولة الليبية وان يتم التصدي بشكل كامل لانتهاكات حقوق الانسان التي يتعرض لها المعتقلون وقد تلقيت تأكيدات فيما يخص هذه الامور اليوم."
وتجد الحكومة الانتقالية صعوبة كبيرة في بسط سلطتها على الجماعات المسلحة الكثيرة التي ترفض القاء السلاح وتنفذ أحيانا القانون بأيديها.
وتقول منظمات حقوق الانسان انها تشعر بالقلق ايضا على مصير الاف الاشخاص الذين احتجزتهم السلطات والميليشيات خلال الانتفاضة وبعدها مباشرة.
جماهير ليبيا تؤسس جمهوريتها الأولى
القدس العربي
بعدما شذت ليبيا قرابة الأربعين سنة عن العالم وتوجهاته السياسية التقليدية، بجماهيريتها الغريبة، ونظام حكمها البهلواني، نجد ليبيا الحرة تشذ مرة أخرى بمخالفتها لكل القراءات السياسية والدراسات المستقبلية والاستطلاعات الإعلامية، بعدما تصدر الإسلاميون مشهد الأحداث طوال الفترة السابقة، واختفى الليبراليون من الصورة، نستيقظ مع الليبيين على سيناريو جديد، ومشهد آخر، واستثناء في مآل الأمور في بلدان الربيع العربي، وهذا السيناريو أو الحدث صنعه تقدم الليبراليين الذي لم يكون متوقعا.
على كل حال، المؤكد أن الإسلاميين في ليبيا على اختلاف أحزابهم أصبحوا أمام حالتين : إما أن يخسروا الانتخابات ولن يحصلوا على أغلبية، وإما أن يفوزوا بنسبة ضئيلة ستشكل في حد ذاتها انتكاسة سياسية، بعدما كان الشك يحوم في الماضي القريب على إن المشهد الليبي يقول أن الإسلاميين قد يكتسحون الساحة أو على الأقل تكون لهم غالبية مريحة في الهيئة التأسيسية الليبية.
لكن مع الذي يجري الآن بعد هذه النتائج التي كذبت كل التكهنات نسأل، ما الذي خفي عن المحللين وظللهم عن هذه النتائج ؟ ما الذي عاكس الليبيين حتى يخالفوا 'الإجماع'؟ ما الذي وقع وجرى وقلب ترتيب الرتب؟ أسئلة مطروحة بإلحاح على مستوى الساحة السياسية، ومحاولات كثيرة لفك طلاسم الواقع الليبي، وفك القفل الحديدي الصلب، الذي يحول دون فتح باب معرفة المستقبل السياسي لليبيا الجديدة، ورحلتها من المملكة إلى الجماهيرية إلى الجمهورية الأولى.
المجتمع الليبي مجتمع قبلي محافظ، ومتدين بالفطرة، لا يمكن لأي سياسي أن ينكر هذا الواقع البديهي ، وأي محاولة لإقصاء الثقل القبلي، أو إنكار الانتماء الديني 'المعتدل' للشعب الليبي، يعد انفصاما للشخصية وسكيزوفرينية سياسية قاصمة، وإذا كان تحالف القوى الوطنية بقيادة الدكتور محمود جبريل، قد استوعب الأمر والحقيقة حين قال : 'إن الإسلام الدين الرسمي للمجتمع، ومبادئ الشريعة الإسلامية هي مصدر رئيسي للتشريع، وننادي بإسلام وسطي لبلدنا'، يبدو أن التيار الإسلامي بمختلف أطيافه قد أساء القراءة أو التطبيق، لما لم يبدل الجهد الكافي لدحض مشروع 'شيطنة الإسلاميين'، وإزالة مخاوف المواطنين من تهم التطرف والعنف، التي رافقت 'الأعمال الطالبانية' من هدم للمساجد، وتحطيم للمزارات، وتسوية للقبور، وفرض للقناعات، وتضييق على الناس.
والمجتمع الليبي حساس في ما يتعلق بالارتباط بالخارج، فرغم أنه رحب بمساعدة العالم في التخلص من نظام القذافي وجبروته، ما زال يفرق بين الإعانة بدون مقابل والإعانة المشروطة، بين شكر المعين والتبعية له، ولعل الميل الفاضح، المغامر للإسلاميين الليبيين لخط الدوحةـ إسطنبول، جعل منهم أكثر صورة لأداة منهم لشريك، على عكس اتحاد القوى الوطني، التي يقال أن قطر ساهمت بقوة لإزاحة جبريل من رئاسة المجلس التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي.
والمجتمع الليبي ذو ذاكرة واسعة للماضي وأسراره، يعلم أن 'ثوارا جددا'، ما كانوا إلا 'شركاء قدماء' لسياسات النظام البائد الإصلاحية، ولما بقي فرقاء كثر على مواقعهم في مقابلة التزيينات التي كان يطرحها سيف الإسلام القذافي، سارع الكثير من الإسلاميين إلى التساقط فيها عن قناعة أو سياسة. والمجتمع الليبي يعلم أن ليبيا البلد الوحيد من بلدان الربيع العربي، الذي يزخر بمقومات اقتصادية هامة وموارد مالية هائلة تساعد الانتقال السلس إلى تأسيس الجمهورية الأولى وتحقيق الرفاهية والرخاء للمواطن الليبي، وأنه كل هذا ما يكون ليتحقق مع حكومة لا تحقق استقرارا استراتيجيا، وهدوءا سياسيا، بالدخول في مهاترات مع هذه الجهة، وخزعبلات مع جهة أخرى، وتعقد تحالفات وتتفق على تساهلات قد تجعل من ساحة ليبيا، ساحة اعتداء أو إيواء معتدين، ليبيا في غنى عنها.
جماهير الشعب الليبي، على بدائية معيشتهم، يفقهون كل هذا بعفوية، ما زالوا يعرفون أهمية إبقاء المسايسة للواقع الداخلي والخارجي، مع الأصالة المتجذرة، لبلوغ شاطئ الأمان. جماهير الشعب الليبي 'قوة هادئة'، في صمت حكيم، وحركية محسوبة، لا نشك لحظة أنهم سيعرفون مستقبلا من أين تأكل الكتف ، وكيف يحدثون التوازنات اللازمة الضرورية، وكيف سيكتبون دستورهم الجديد، وكيف سيجهضون أي مشروع تأله، أو تربب، أو تزعم جديد، وكيف سيؤسسون جمهوريتهم الأولى في هذه الأجواء العالمية المتقلبة. يبقى أن نتمنى من أعماقنا، كل الخير والاستقرار لليبيا العزيزة الحبيبة، وأن يهديها سبل السلام.
إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً


رد مع اقتباس