ملف خاص
رقم (6)
اخر المستجدات على الساحة السودانية
هل تفجر ابيي حرب أهلية جديده في السودان؟
وهل هناك أيادٍ خفية تصب النار على الزيت لإشعال نار الطائفية والقبلية في الشقين السودانيين؟
السودان يعاني مجموعة عناصر تهدد وحدته "كالتباينات العرقية والثقافية والجهوية والطائفية والقبلية"، كما أن الدستور السوداني الجديد "ربما ساهم هو الآخر في إحداث مشكلات أخرى مصاحبة للمشكلات المتوقعة بعد إعلان دولة الجنوب".
في هذا الملف :
• شمال السودان وجنوبه يتفقا علي تشكيل لجنة مشتركة لحل ازمة (ابيي)
• جنوب السودان: لاعودة للحرب مع الشمال مهما كانت الأسباب
• دول شرق افريقيا تعتزم الترحيب بانضمام جنوب السودان في التكتل الاقليمي في يوليو
• الجيش السوداني يهدد باحتلال منطقتين متنازع عليهما.. بعد أبيي
• تساؤلات عن مستقبل السودان
• السودان يبلغ «يونميس» ضرورة المغادرة عند استقلال الجنوب
• السودان يعين حاكماً عسكرياً علي أبيي
• السودان يجدد التزامه بالنهج السلمي لحل النزاعات الداخلية
• تحليل إخباري: جنوب السودان هل هو إسرائيل جديدة؟
شمال السودان وجنوبه يتفقا علي تشكيل لجنة مشتركة لحل ازمة (ابيي)
المصدر: وكالة كونا
أُعلن هنا اليوم عن اتفاق شمال السودان وجنوبه على تشكيل لجنة مشتركة لحل ازمة منطقة(ابيي) المتنازع عليها بينهما بعد سيطرة الجيش السوداني عليها ورفضه مغادرتها.
وقال نائب رئيس حكومة جنوب السودان ريك مشار في مؤتمر صحافي عقب مباحثات اجراها مع الرئيس عمر البشير ونائبه علي عثمان طه "لدينا الارادة السياسية الكاملة لحل مشكلة ابيي بشكل سلمي ونؤكد لشعبنا ان الجنوب لن يعود للحرب مع الشمال بسبب هذه ازمة لاننا قادرون على تجاوزها وحلها".
وافاد بان الخرطوم ابلغتهم رفضها سحب الجيش من المنطقة دون التوصل لاتفاق شامل بشانها كما رفضت كذلك مطلبهم ببقاء قوات حفظ السلام بالشمال بعد انفصال الجنوب.
واشار الى ان المباحثات مع البشير ونائبه تطرقت الاستمرار الشراكة بين الحزبين الحاكمين في الشمال والجنوب بعد انفصال الجنوب في التاسع من يوليو المقبل فضلا عن الدور الذي يمكن ان تلعبه الحركة الشعبية قطاع الشمال في دعم العلاقات بين الدولتين.
وكان الجيش السوداني سيطر علي منطقة (ابيي) في 21 من الشهر الجاري بعد يومين من هجوم نفذه جيش الجنوب على قافلة تابعة لبعثة حفظ السلام كان تحرس جنودا شماليين اثناء تنفيذهم لعملية اعادة انتشار.
ورفضت الخرطوم دعوات دولية لسحب قواتها من المنطقة دون التوصل لاتفاق جديد بشان الترتيبات الامنية في المنطقة كما اعلن الجيش السوداني الخميس الماضي انه سينفذ عملية اجلاء بالقوة لكل القوات الجنوبية الموجودة داخل حدود الشمال.
وكان يفترض تنظيم استفتاء في ابيي الواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب للاختيار بين الانضمام الى شمال او جنوب السودان في وقت متزامن مع تنظيم الاستفتاء حول مصير الجنوب حيث اختارت غالبية ساحقة الانفصال.
الا ان الاستفتاء حول ابيي ارجىء الى اجل غير مسمى بسبب خلافات حول من يحق له التصويت.
وافادت الامم المتحدة بان تقدم القوات الشمالية نحو (ابيي) ادى الى فرار ما بين 30 و40 الف لاجىء معظمهم جنوبيون ينتمون الى قبيلة دنكا نقوك الى الجنوب.
وعقب الاحداث اعلنت حكومة الجنوب تعليق الحوار مع الخرطوم بشان قضايا (مابعد الاستفتاء) وترسيم الحدود والعملة والديون الخارجية والنفط و(ابيي).
ومن المقرر ان يدشن جنوب السودان دولته الجديدة في التاسع من يوليو المقبل والتي اختير لها اسم جمهورية جنوب السودان.
جنوب السودان: لاعودة للحرب مع الشمال مهما كانت الأسباب
المصدر: أخبار مصر
قال رياك مشار نائب رئيس حكومة جنوب السودان إنه أبلغ البشير ونائبه بأنه جاء للخرطوم بتكليف من حكومة الجنوب للتأكيد على الإلتزام بالسلام وعدم العودة للحرب مهما كانت المبررات والأسباب.
وتوصل حزبا المؤتمرالوطني السودانى الحاكم والحركة الشعبية إلى إتفاق لتشكيل لجنة مشتركة لحل أزمة منطقة (أبيي).
وأضاف مشار بعد لقائه بالرئيس السوداني عمر البشير أن قضايا الوضع في أبيي وجنوب كردفان والنيل الأزرق والحدود بين الشمال والجنوب خاصة في محوري الإقتصاد والأمن تصدرت المباحثات.
وقال مشار في مؤتمر صحفي إن الحوار مع الرئيس البشير كان صريحاً وواضحاً وأنه كان قد سبقه بلقاء مع علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني.
وأضاف أنه وجد ذات القناعة في المضي قدماً لتنفيذ ما تبقى من إتفاق السلام الشامل، وأكد أن الحوار بين الشمال والجنوب سيتواصل لحل كل الخلافات والقضايا العالقة، مجدداً رغبة الحركة الشعبية في علاقة قوية مع المؤتمر الوطني.
دول شرق افريقيا تعتزم الترحيب بانضمام جنوب السودان في التكتل الاقليمي في يوليو
المصدر: الشعب اون لاين
تستعد دول شرق افريقيا للترحيب بانضمام جنوب السودان لمجموعة شرق افريقيا بمجرد استكمال عملية الانفصال عن الشمال في يوليو، بحسب ما صرح مسئول بارز بالمجموعة هنا.
وقالت بياترس كيراسو، نائبة الامين العام لشئون الاتحاد السياسي،لمئات الحاضرين للنسخة الثامنة لسباق تيجلا لوروب للسلام في منطقة موروتو بشمال شرقي اوغندا ان جنوب السودان أعرب بالفعل عن اهتمامه بالانضمام الى التكتل الاقليمي.
وقالت أمام اطراف متحاربين سابقين على الماشية ومسئولين حكوميين من أوغندا وكينيا وجنوب السودان وأجهزة أخرى إن "جنوب السودان حصل على استقلاله الآن، ونحن بوصفنا مجموعة شرق افريقيا نتوق الى الترحيب بكم في مجموعتنا".
وكان جنوب السودان قد صوت بالاجماع على الانفصال عن الشمال في استفتاء في يناير الماضي. ومن المتوقع ان تعلن المنطقة استقلالها رسميا في يوليو.
ويعد جنوب السودان احد الشركاء التجاريين الرئيسيين لمجموعة شرق افريقيا التي تضم في تكتلها خمس دول: أوغندا وكينيا وتنزانيا ورواندا وبوروندي.
وكانت اوغندا قد تفوقت على كينيا كشريك تجاري رئيسي لجنوب السودان.وسجلت صادرات أوغندا لجنوب السودان العام الماضي 187 مليون دولار، فيما سجلت صادرات كينيا 184 مليون دولار.
وعلى الرغم من ذلك تعد كينيا مستثمرا رئيسيا في عاصمة جنوب السودان جوبا، التي يتزايد اهتمام سلطاتها بمنطقة افريقيا جنوب الصحراء، لاسيما شرق افريقيا من أجل تعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية والسياسية.
من ناحية أخرى يهدف سباق السلام الذي عقد أول من امس السبت الى جمع المجموعات المتحاربة في المناطق الحدودية لكينيا واوغندا وجنوب السودان.
وبحسب تيجلا لوروب، سفير الامم المتحدة للسلام من خلال الرياضة ومنظم السباق، فإن الاجراء يرمي الى تهيئة جو من الصداقة بين المجموعات ومناقشة تعزيز السلام في المنطقة.
جدير بالذكر ان المناطق باتت على مدى عقود تواجه صراعات مسلحة على الحدود على الماشية أسفرت عن سقوط خسائر في الارواح وسرقة الماشية وتعثر حركة التنمية الاقتصادية.
الجيش السوداني يهدد باحتلال منطقتين متنازع عليهما.. بعد أبيي
المصدر: الشرق الاوسط
يهدد الجيش السوداني الشمالي بالاستيلاء على منطقتين أخريين على امتداد الحدود الشمالية الجنوبية القابلة للاشتعال، مما يهدد بنشوب حرب قبل مجرد أسابيع على انفصال جنوب السودان ليشكل دولة جديدة، وذلك بحسب ما ذكره مسؤولون سودانيون وغربيون لصحيفة «نيويورك تايمز».
وتحدت الحكومة الشمالية بالفعل اتفاقات مع الجنوب توسطت فيها جهات دولية، حيث أرسلت جيشها ليقتحم منطقة أبيي المتنازع عليها قبل أسبوع. وفي الوقت الحالي، تهدد الحكومة بتوجيه ضربة جديدة لعملية السلام التي تهدف إلى إخراج المنطقة من نزاع طويل راح ضحيته الملايين، بعدما بدا السلام وشيكا إثر تصويت غابت عنه أعمال العنف على استفتاء أجراه الجنوبيون في يناير (كانون الثاني) من العام الحالي.
ووفقا لما أفاد به خطاب من القيادة العليا للجيش السوداني، يخطط الجيش الشمالي، خلال الأيام القليلة المقبلة، للاستيلاء على ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وهما منطقتان متنازع عليهما، شهدتا صراعا طويلا ولا يزال بهما الكثير من السلاح.
وتخشى قيادات محلية ودبلوماسيون غربيون من أنه إذا مضى الجيش الشمالي في هذا الصدد، وتخلص من آلاف المقاتلين المتحالفين مع الجنوب داخل هاتين المنطقتين أو جردهم من سلاحهم، فإن ذلك قد يثير صداما أكبر بين الجيشين الشمالي والجنوبي. وقال مالك عقار، حاكم ولاية النيل الأزرق، مساء الأحد، إن قوات شمالية تحركت أخيرا «قريبا بشكل خطير» من قواعد مقاتلين متحالفين مع الجنوب، معربا عن اعتقاده بأن القوات المتحالفة مع الجنوب لن تستسلم. وقال عقار: «يشبه الأمر وضع قطة في زاوية»، مؤكد أنهم «سيقاتلون».
ويوجد في المنطقة الحدودية داخل السودان تشكيلة متنوعة ومعقدة من المجموعات العرقية والولاءات السياسية. كما يوجد فيها الجزء الأكبر من النفط الخام داخل السودان وبعض من أخصب الأراضي داخل الدولة، مما يجعل قضية رسم حدا دقيقا عبر السودان من أكثر القضايا المثيرة للخلاف داخل الدولة أثناء استعدادها للانقسام لدولتين.
وبموجب اتفاقات سلام وقعت قبل عدة أعوام، كان من المفترض أن تقوم قوات مشتركة بدوريات عبر بعض من هذه المناطق المتنازع عليه. وكان الطرفان قد اتفقا على أن منطقة أبيي ستعقد استفتاء لتحديد ما إذا كانت ستنضم إلى الشمال أم الجنوب، وهي التسوية التي قوضت في 21 مايو (أيار) عندما تحرك آلاف الجنود السودانيين الشماليين إلى داخل أبيي. وكان يفترض أن جنوب كردفان والنيل الأزرق سيجريان «مشاورات شعبية» أقل رسمية ومبهمة نوعا ما، يقول الجنوبيون إنها لم تكتمل.
ويفصل جنوب السودان أسابيع عن حصوله على الاستقلال، وهو الهدف الذي استغرق أكثر من 50 عاما. وتحدّت المنطقة، وهي من أفضل وأقل الأماكن تطورا على ظهر الأرض؛ يعاني أربعة أخماس البالغين داخلها من الأمية، التوقعات، من خلال استفتاء منظم أجري في يناير. وخلال الأسبوع الماضي، اشتكى زعماء جنوبيون ضياع أبيي، ولكنهم قرروا عدم الرد بالقوة المسلحة، قائلين إن ذلك قد يعرض جميع ما ضحوا من أجله للخطر.
ويوم الأحد، أشار زعماء جنوبيون إلى أنهم لن يقاتلوا من أجل ولاية النيل الأزرق ولا جنوب كردفان. وقال برنابا ماريال بنيامين، وزير معلومات حكومة جنوب السودان: «ليس من أولوياتنا حاليا الدخول في حرب».
وقال إن مفاوضات على مستوى رفيع على وشك البدء في الخرطوم، عاصمة السودان، بشأن الكثير من القضايا المرتبطة بالحدود.
ولكن ما قد يتضمن مخاطر أكبر هذه المرة هو أن عدد المقاتلين المتحالفين مع الجنوب داخل النيل الأزرق وجنوب كردفان أكبر ممن كانوا في أبيي، وربما يبلغ عددهم عشرات الآلاف مقارنة مع مئات قليلة داخل أبيي تراجعوا سريعا نهاية الأسبوع الماضي عندما واجهتهم قوة سودانية شمالية كبيرة. ويقول أريك ريفز، الأستاذ بجامعة سميث وأحد الأصوات الأكاديمية المهتمة بالسودان: «التحرك نحو النوبة سيكون مدمرا، فكمية السلاح كبيرة والرجال الذين معهم سلاح كثر».
والنوبة هي منطقة جبلية في جنوب كردفان، وهي من الناحية الفنية جزء من شمال السودان ولكنها أصبحت أحد معاقل الثوار الجنوبيين خلال الحرب الأهلية في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.
ويعيش المقاتلون المتحالفون مع الجنوب في وضع أصعب بالمقارنة مع القوات الجنوبية التي كانت في أبيي، حيث لا يوجد سبيل سهل للفرار إلى الجنوب حتى لو أرادوا ذلك. وإذا ترك المقاتلون في هذه المنطقة أسلحتهم، فسيكونون تحت رحمة القوات السودانية الشمالية، التي حاربتهم لأعوام. ويقول عقار: «يا ليت كان من السهل عليهم التحرك ناحية الجنوب، ولكنهم ليسوا جنوبيين، حيث إنهم من النيل الأزرق، وليس أمامهم مكان يمكنهم الذهاب إليه».
وفي نموذج للتعقيدات داخل المنطقة، فإن عقار من مجموعة عرقية أغلبيتها سودانيون شماليون، تدعى أنغيزينا، كما بات واضحا أن ولايته النيل الأزرق جزء من شمال السودان، وفقا لحدود داخلية حددت قبل استقلال السودان في الأول من يناير 1956. ولكن عقار من الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي قادت الحرب من أجل استقلال الجنوب. وقاتل بصورة شخصية، مع آخرين لا يحصى عددهم من منطقته، مع الجنوب ضد الشمال. يقول عقار إنه جاءه أخيرا أمر مكتوب بأن تنزع القوات الجنوبية داخل منطقته سلاحها.
ووفقا لما جاء في خطاب حصلت عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، ومؤرخ بيوم 23 مايو (أيار)، وعليه كلمة «سري للغاية»، فإن الجيش السوداني الشمالي «سيعيد تعبئة قواته في كافة مناطق شمال حدود 1/1/1956 بدءا من الأول من يونيو (حزيران) 2011». وجاء الخطاب من عصمت عبد الرحمن زين العابدين، رئيس أركان الجيش السوداني. وقال مسؤولون غربيون إن الجيش الشمالي يهدد بمهاجمة أي جنود متحالفين مع الجنوب، شمال الحدود، لا ينسحبون فورا.
ولا يخفي زعماء شماليون نواياهم بضم مناطق كبيرة من الأجزاء المتنازع عليه بشكل أحادي. وقاموا بتجميع قوة كبيرة من الجنود والدبابات والمدفعية في المنطقة الحدودية، وتعهدوا علنا بأن يسيطروا على جميع المناطق المتنازع عليها شمال حدود 1956، بغض النظر عن وضعية بعض هذه المناطق التي كان من المفترض أن يقررها سكان المنطقة أنفسهم.
وقال ربيع عبد العاطي، وهو متحدث باسم الحكومة في الخرطوم، يوم الأحد، إنه كما الحال في أبيي «فإن النيل الأزرق وجبال النوبة في جنوب كردفان جزء من الشمال، ولا شيء غير ذلك». ويعتقد بعض المراقبين أن مناورة الشمال، بما في ذلك الخطاب، ربما تكون ردا على الضغوط المتزايدة على رئيس السودان، عمر البشير. ويشعر الكثير من الشماليين بالضيق والخوف من خسارة الجنوب، ولا سيما بسبب النفط الموجود داخله، وذلك مع اقتراب انفصال الجنوب، خشية أن يتراجع اقتصاد الشمال وتتراجع قيمة العملة الوطنية.
ومن خلال السيطرة على المناطق الباقية المتنازع عليها، يمكن أن يظهر البشير نفسه كرجل قوي على الرغم من أنه لا يزال محاصرا، بعد صدور اتهام محكمة الجنايات الدولية له بالضلوع في مذابح بمنطقة دارفور غرب البلاد.
ويقول مسؤول أميركي يتابع شؤون السودان عن قرب بحكم طبيعة عمله: «لدي شك في أن الجنوب سيدخل في حرب على هذه، فهذه لا تستحق بالنسبة إليه». وأضاف المسؤول، غير المخول له الحديث علنا: «ولكن يمكن أن يؤدي ذلك إلى اضطرابات داخلية، وأعني: إلى متى سيقبل الجنوب هذه الإهانة؟ وإلى متى سيتراجعون؟».
تساؤلات عن مستقبل السودان
المصدر: الجزيرة نت
باينت رؤى محللين سياسيين بشأن مستقبل السودان وما إذا كان معرضا للتمزق بسبب تركيبته الهشة وطبيعته القبلية أم أن ذلك سيكون محفزا لبناء دولة الشمال القوية.
وعلى الرغم من إشارة بعض المحللين إلى ما أسموها السياسات المدمرة، فإن بعضهم الآخر رأى أن هذه السياسات ربما أصبحت أحد محفزات العودة للمواطنة بعيدا عن القبيلة أو الجهة.
وكان زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي قال إن التغيير في السودان يحتاج إلى منظومة وقيادة للانتقال من نظام إلى آخر حتى لا تقع الفوضى. لكنه أبدى مخاوفه من أن أي تغيير غير منظم قد يفضي إلى تلك الفوضى، مشيرا إلى أن السودان بلد لا مركزي وهش "تحفظ وحدته أسس قبلية".
لكن الكاتب والمحلل السياسي محمد موسى حريكة لم يستبعد أن يواجه السودان مشكلات كبيرة "إذا ما واصلت لغة القبيلة والجهوية التطورَ".
وأشار إلى أن ظروف التغيير في بعض الدول قادت إلى ما يشبه التقسيم بظهور بعض القضايا الطائفية والجهوية "الأمر الذي لا يقارن بالسودان الذي يتكون بالأساس من عدة قبائل وإثنيات وقوميات".
مجموعة عناصر
وقال حريكة إن السودان يعاني مجموعة عناصر تهدد وحدته "كالتباينات العرقية والثقافية والجهوية والطائفية والقبلية"، مؤكدا أن الدستور السوداني الجديد "ربما ساهم هو الآخر في إحداث مشكلات أخرى مصاحبة للمشكلات المتوقعة بعد إعلان دولة الجنوب".
لكنه توقع في حديثه للجزيرة نت أن تكون الفوضى السودانية "خلاقة" تتيح الحلول الديمقراطية الممكنة لكافة المسكوت عنه بالسودان، مستبعدا في الوقت ذاته حدوث فوضى مطلقة بالبلاد.
أما عضو المحكمة الأفريقية حسن عبد الله الحسين، فقد اعتبر أن السياسات السائدة في البلاد مزقت النسيج الاجتماعي الذي كان قائما "بل أعادت البلاد إلى تاريخ سابق تحكمت فيه القبيلة"، مشيرا إلى أن هناك اتجاها يقوده بعض المتعلمين والسياسيين يؤطر لمفهوم القبيلة أكثر من الدولة.
وقال للجزيرة نت إن أي ثورة شعبية ربما تحولت إلى أزمة قبلية أو جهوية "لأن الدولة السودانية الحالية تحولت إلى مجموعة أجنحة قبلية"، معتبرا أن تخوف الترابي دليل على قراءته للواقع الحالي السوداني "بعدما كان ينادي هو بالثورة الشعبية ضد النظام القائم".
قبلية وجهوية
وعلى الرغم من تأكيده اشتراك كافة القوى السياسية السودانية في أزمة البلاد، فإنه اعتبر أن حكومة الرئيس عمر البشير ستكون هي المسؤول الأول عن تشجيع القبلية والجهوية "بسبب تنفيذ عدد من مسؤوليها بعض السياسات الخاطئة".
أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم محمد نوري الأمين فاعتبر أن عودة الديمقراطية "هي الترياق المناسب لمنع حدوث أي فوضى بالبلاد"، مشيرا لاختلاط السودان اجتماعيا واقتصاديا.
وقال للجزيرة نت إن السودان مثله مثل شعوب الأرض الأخرى "خليط من قبائل وقوميات وإثنيات مما يدحض توقعات الانفلات والفوضى مع أي ثورة شعبية".
وربط الأمين بين الأحزاب العقائدية وتمزيق وحدة المجتمع السوداني، مشيرا إلى أن سياستها أدت إلى شرخ كبير في سياسة البلاد.
واستبعد أن تتجه القوميات السودانية نحو المواجهة فيما بينها بسبب الخلافات السياسية التي صنعها بعض الساسة في محاولاتهم للسيطرة على الجهات السودانية المختلفة.
وشدد الأستاذ الجامعي على أن إدراك الحكومة لأخطائها والعمل على معالجتها سيقود حتما إلى تناسي ما هو حاصل الآن من شقاق وتربص بين الجميع.
السودان يبلغ «يونميس» ضرورة المغادرة عند استقلال الجنوب
المصدر: البيان الاماراتية
أبلغ السودان بعثة حفظ السلام الدولية بين شمال وجنوب البلاد بانتهاء مهمتها رسميا في التاسع من يوليو المقبل، موعد إعلان الجنوب دولة مستقلة بشكل تام، في حين ردت الأمم المتحدة على القرار بان قران بقاء بعثة المنظمة الدولية بعد انفصال الجنوب في يد مجلس الأمن الدولي وليس في يد الحكومة السودانية, بينما أظهرت صور جديدة التقطتها أقمار اصطناعية في منطقة أبيي أدلة على ارتكاب جيش شمال السودان جرائم حرب من بينها »حملة تطهير عرقي برعاية حكومية».
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية لوكالة الأنباء السودانية (سونا) خالد موسى الليلة قبل الماضية إن وزير الخارجية علي كرتي بعث بخطاب إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يخطره فيه رسميا بقرار حكومة السودان إنهاء وجود بعثة الأمم المتحدة في السودان (يونميس) في التاسع من يوليو نهاية الفترة الانتقالية لاتفاقية السلام الشامل. وأضاف موسى ان الخطاب عبر عن تقدير حكومة السودان للجهود التي بذلتها البعثة الأممية للمساعدة في إنفاذ اتفاقية السلام الشامل، اتساقا مع قرار مجلس الأمن رقم 1590 لعام 2005 ، وكذلك الاتفاقية الموقعة بين حكومة السودان والأمم المتحدة حول طبيعة عمل البعثة.
رد أممي
في المقابل، قالت الناطقة باسم الأمم المتحدة هوا جيانغ ان قرار ما اذا كانت بعثة المنظمة الدولية ستستمر في السودان بعد انفصال الجنوب في يد مجلس الأمن الدولي وليس في يد الحكومة السودانية. وأضافت جيانغ لوكالة «رويترز»: «موقفنا بسيط وواضح. أنها مسألة يتعامل معها مجلس الأمن الدولي... تستطيع الحكومة الشمالية التعبير عن رغباتها وفي نهاية المطاف قرار الرحيل او البقاء متروك لمجلس الأمن».
تطهير عرقي
في الاثناء، قالت مجموعة «ستلايت سنتينال بروجكت» التي حصلت على الصور وقامت بتحليلها، ان تلك الصور تظهر «تدميرا واسعا ومتعمدا واستيلاء على ممتلكات دون تبرير وجود ضرورة عسكرية لذلك». واضافت المجموعة ان ثلث المنازل «والمباني المدنية» في مدينة ابيي دمرت تماما، كما تم تفجير جسر رئيسي يصل ابيي بالجنوب. ان ذلك «سيصعب على عشرات الآلاف من المشردين العودة الى المنطقة».
وقالت المجموعة ان «حكومة السودان ارتكبت انتهاكات خطيرة لميثاق جنيف وغيرها من جرائم الحرب يمكن ان يشكل بعضها جرائم ضد الانسانية».
وأضافت ان «مجموع الادلة التي تم جمعها من الأقمار الاصطناعية والمصادر الأرضية تشير الى حملة تطهير عرقية ترعاها الحكومة في معظم منطقة ابيي».
السودان يعين حاكماً عسكرياً علي أبيي
المصدر: جريدة الرياض
كلفت الحكومة السودانية العميد عز الدين عثمان لإدارة منطقة أبيي النفطية المتنازع عليها بين الجنوب والشمال والتي دانت تحت سيطرة الجيش الشمال بعد معارك الاسبوع الماضي.
ودعا الحاكم العسكري المكلف المنظمات وموظفي الخدمة المدنية والسكان الذين خرجوا من المنطقة، بسبب الأحداث الأخيرة، للعودة وممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
وقال العميد عثمان بعد أن التقى ممثلين للمنطقة متفقداً أحوالهم، إن المنطقة الآن آمنة تماماً، ودعا الجهاز التنفيذي للعودة مجدداً للمساهمة في استقرار المنطقة.
واجتمع الحاكم العسكري مع الإدارة الأهلية لمناقشة دور المنظمات في المجتمع وتوفير الخدمات للمواطنين وتيسير عملية الزراعة.
الى ذلك أصر السودان على إنهاء وجود بعثة قوات الأمم المتحدة "يونميس" التي تراقب اتفاق السلام الموقع بكينا عام 2005 في التاسع من يوليو القادم، مؤكداً أنه صاحب القرار ولا يحق لأي جهة اتخاذ القرار نيابة عنه، وعلى البعثة احترامه وحزم أمتعتها في الموعد المضروب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية خالد موسى ردا على مسؤولي المنظمية الدولية الذين قالوا ان انهاء وجود القوة بيد مجلس الامن "نشر القوات تم في المقام الأول بناء على موافقة الحكومة السودانية ووفقاً لمبادئ سيادتها الوطنية ومصلحتها القومية العليا".
السودان يجدد التزامه بالنهج السلمي لحل النزاعات الداخلية
المصدر: وكالة كونا
جدد السودان اليوم امام مجلس حقوق الانسان التزامه بالاستمرار في النهج السلمي لحل النزاعات الداخلية مطالبا المجتمع الدولي الدعم والتشجيع في هذا المنحى.
وقال السفير السوداني حمزة عمر حسن في كلمة بلاده امام الدورة ال17 لمجلس حقوق الانسان ان حكومة الخرطوم ملتزمة باتفاقية السلام الشامل وملتزمة كذلك بالتوصل لحلول مرضية عن طريق التفاوض على كل قضايا ما بعد الانفصال وكل القضايا التي لم تكن متضمنة في اتفاقية السلام مع الجنوب.
وشدد السفير السوداني على "ضرورة تشجيع الاخوة في الجنوب على انتهاج نفس الاسلوب وعدم السعي الى خلق وقائع جديدة على الارض قبل التاسع من يوليو القادم موعد اعلان دولة الجنوب".
وفي الوقت ذاته دافع المسؤول السوداني عن موقف بلاده مما يحدث في (ابيي) مؤكدا ان السودان اضطر الى اتخاذ اجراءات في المنطقة لفرض النظام وتوفير الطمأنينة لجميع سكانها لممارسة حياتهم العادية مع الالتزام التام بمواصلة الحوار لحل القضايا العالقة.
واكد حرص السودان على عدم نشوب حرب جديدة منتقدا قيام جيش الجنوب الشعبي والمليشيات التابعة له بخروقات خطيرة بالسعي الى احتلال المنطقة بالقوة وترهيب السكان واجبارهم على النزوح شمالا ما ادى الى فقدان العديد من الارواح والممتلكات.
وكانت المفوضة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي قد اشادت في افتتاح الدورة 17 لمجلس حقوق الانسان بالاستفتاء على مصير جنوب السودان الذي افضى الى اختيار الجنوبيين الانفصال وتكوين دولتهم المستقلة.
تحليل إخباري: جنوب السودان هل هو إسرائيل جديدة؟
المصدر: جريدة الأنباء الكويتية
في حين بدت العلاقة بين الشمال والجنوب تأخذ شكلا جديدا قبيل الإعلان الرسمي عن دولة الجنوب الوليدة في التاسع من يوليو المقبل بما يوحي بفترات عصيبة ربما يعيشها الطرفان مستقبلا، لم يجد مسؤولون شماليون حرجا من التصريح بما يعتقدونه عن مستقبل الجارة الجديدة.
وفي المقابل لم يعر المسؤولون الجنوبيون اهتماما لما ظلت تذكر به الخرطوم حول العلاقة بين الإقليم وإسرائيل –العدو الأول لها- من حين لآخر، بل بدا الجنوبيون أكثر حرصا على عدم النفي أو التأكيد انتظارا ليوم قادم. وكان أمين التعبئة السياسية في المؤتمر الوطني حاج ماجد سوار لم يستبعد أن تكون دولة الجنوب الجديدة عدوا أو إسرائيل أخرى في خاصرة الوطن ومهددة للأمن القومي الشمالي، مما دفع محللين سياسيين لاستبعاد تلك الاحتمالات، بل اعتبروها محاولة لاستعداء الدولة الجديدة.
واعتبرها البعض اتهاما غير مؤسس، ورأى آخرون أنها محاولة لإيجاد مبررات لفشل الشمال في المحافظة على وحدة السودان ومنع انفصال الجنوب.
تطمينات الجنوب
فأستاذ العلوم السياسية في جامعة النيلين حسن الساعوري استبعد أن يكون الاتهام رأيا رسميا لحكومة الخرطوم، مشيرا إلى أن الجنوبيين أكدوا -في أكثر من مرة عبر اللجان المشتركة وعلى مستوى مؤسسة الرئاسة وبكل المناسبات- عدم رغبة الدولة الجديدة في بناء علاقات تضر بالشمال السوداني.
ورأى أن من المستحيل لأي طرف من الطرفين أن يحول العلاقات بين الشمال والجنوب إلى عداء دائم، مؤكدا أن الجنوب والشمال بحاجة لبعضهما البعض، «وبالتالي لن يجازفا بتخريب علاقاتهما ببناء علاقات ربما يتضرر منها الجميع».
وقال إن أي تعامل من الشمال مع فرضية عداء الدولة الجديدة «سيكون سياسة غير رشيدة»، مشيرا للجوء الجنوبيين إلى الشمال بكافة الملمات التي حلت بهم من قبل.
أما عضو مكتب قطاع الشمال في الحركة الشعبية أحمد عيسى فقد أشار إلى عدم قدرة الحكومات على تحديد علاقات الشعوب، مستبعدا قطع الجنوب لعلاقاته مع الشمال واستبدالها بعلاقات غير مأمونة مهما كانت الأسباب.
ودعا إلى عدم النظر لمستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب بصورة قاتمة، مشيرا لبغض إسرائيل من كافة الشعوب «لأنها دولة احتلال ترفضه الشعوب الحية».
وقال إن الجنوبيين «لم يتحدثوا يوما عن بناء علاقات مع إسرائيل على حساب الشمال، وإن كان لبعضهم رأي حول إستراتيجيات العمل السياسي ومصالح الدول».


رد مع اقتباس