اقلام واراء

52

 فيتوريو أريغوني والإنتماء لفلسطين

 وداعا فيتوريو رحلت جسدا وبقيت فكرا

 لغز ايتمار - والرواية الإسرائيلية الفاشلة

 ردّاً على كلمة بشار الأسد في 16-4-2011

 ساحة الفداء و معرض الهامش

 أسرانــا البواسـل... نحـن صغـار أمـام تضحياتكـم

 حماس الوفية ( تتظاهر ) ضد سوريا المما نعة !!!

 حسن نصر الله ومواقفه من ثورتي البحرين وسورية

فيتوريو أريغوني والإنتماء لفلسطين

بقلم: صلاح أبو صلاح

التقيت بالمتضامن والصحفي الايطالي اريغوني خلال المسيرات المنددة بإنشاء الاحتلال لمنطقة عازلة شرق وشمال القطاع ، حيث كانت الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني تنظم مسيرات أسبوعية منددة بإنشاء الاحتلال لمنطقة عازلة تصادر آلاف الدونمات من الأراضي والممتلكات، وكان اريغوني ومجموعة من المتضامنين الأجانب يشاركون بشكل دوري في هذه المسيرات ويتقدمون الصفوف الأولى للمتظاهرين المنددين بجرائم الاحتلال والتي كانت تتجه إلى الخط الفاصل وكان اريغوني يمتشق كاميراته بيده ليلتقط صور جنود الاحتلال وهم يطلقون النار على المواطنين المسالمين ويوثق الجرائم الإسرائيلية لينقلها للرأي العام الدولي .

مرات عديدة كادت رصاصات الاحتلال الإسرائيلي تفتك باريغوني وزملائه من المتضامنين الأجانب خلال مسيرات الحزام أثناء قيامهم بإنقاذ الجرحى المدرجين بدمائهم من المشاركين في المسيرات السلمية بالقرب من الخط الفاصل وسط معترك النيران وعدم قدرة رجال الإسعاف من إنقاذهم أو الوصول إليهم في ظل إطلاق النيران .

ما من مسيرة او فعالية لحملة مقاومة الحزام الأمني الإسرائيلي إلا وأشاهد اريغوني ورفاقه من ضمن المشاركين في هذه المسيرات سواء برفح أو خان يونس أو الوسطى أو الشمال .

قمة الدهشة والاستغراب أن يتعرض المتضامنين الأجانب للاعتداء من قبل الاحتلال خلال مسيرات الحزام الأمني حيث تم إصابة المتضامنة الدولية بيانكا زامت " 28عاماً" من جزيرة مالطا أثناء مشاركتها لمسيرة مناهضة للحزام الأمني شرق غزة ، وان يقتل زميلها اريغوني بأيدي من يدعون أنهم فلسطين والشعب الفلسطيني منهم براء .

صدمة كبيرها عاشها أبناء الشعب الفلسطيني حينما قامت مجموعات لا تمت للشعب الفلسطيني بخطف وقتل هذا المتضامن الذي لم يكن إلا الحب والانتماء للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وقطع آلاف الأميال تاركا بلده من اجل فلسطين.

هذا المتضامن الذي كان يردد دوما تحيا فلسطين لا للاحتلال لا للجدار العازل بلغة الشعب الفلسطيني والذي لم ينزع عن رقبته الكوفية الفلسطينية خلال مشاركته في الفعاليات المنددة بجرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني .

حين تم تكريم المتضامنين الأجانب من قبل الحملة الشعبية خلال شهر أيار من العام الماضي عرفانا من فلسطين بالجميل تجاه هؤلاء المتضامنين الذين تركوا بلدانهم واثروا الحياة مع أبناء الشعب الفلسطيني ومعايشة همومهم وويلاتهم التي يتعرضون لها من قبل الاحتلال الإسرائيلي ، دار حوار مقتضب بيني وبعض المتضامنين الأجانب وكان بينهم اريغوني سألتهم عن وجهة نظرهم في جرائم الاحتلال الإسرائيلي وحق الشعب الفلسطيني في حريته لمست من أجوبتهم اقتناعا كاملا بحق الشعب الفلسطيني بحريته ورفض تام لجرائم الاحتلال الإسرائيلي ،وكان لسان حال هؤلاء المتضامنين تجاه الشعب الفلسطيني " لو لم أكن فلسطينيا لوددت أن أكون فلسطينيا ".

من الواجب أن يمنح اريغوني وزملائه الجنسية الفلسطينية كما منحت سابقا منظمة التحرير جنسيات لمناضلين من دول عدة شاركوا الثورة الفلسطينية في نضالها ومراحل تحررها الوطني ، اريغوني وزملائهم ناضلوا وضحوا بدمائهم من اجل فلسطين و كانوا ينتمون لفلسطين بحق فهم فلسطينيين بالقلب والعقل ، لقد أزال اريغوني وزملائه كافة الحواجز بين فلسطين وبلدانهم .

وداعا فيتوريو رحلت جسدا وبقيت فكرا

بقلم الكاتب // عزام الحملاوى

كان يوم ألجمعه 15 / 4 /2011 يوما اسود وكئيب فى تاريخ الشعب الفلسطينى , فقد استيقظت غزة على جريمة هزت مشاعر الناس جميعا وهى اغتيال المتضامن الايطالي فيتوريو اريجونى, لقد نزل خبر اغتياله على ابناء الشعب الفلسطينى كالصاعقة لأنها شكلت سابقة خطيرة في تقاليد وعادات وأخلاق الشعب الفلسطيني, وتعتبر هذه الجريمة فاجعة لأنه جاء برغبته وإنسانيته وقيمه, وفكره لخدمة الشعب الفلسطينى وقضيته, والتضامن معه لكسر الحصار عن غزة, إنها جريمة غير مسبوقة في تاريخ شعب فلسطين عموما وأهل غزة خصوصا, وهذا ماجعلهم يستغربون هذه الجريمة المرعبة التى لم تقم وزناً للقيم ولا للعادات ولا للتقاليد, ولا للانسانيه,ولا لحماية الضيف وحسن استضافته. لقد كان أريجوني ناشطا في الدفاع عن القضية الفلسطينية وكسر الحصار عن غزة ,ووصل إليها عام 2008 مع

سفن كسر الحصار ، وله الكثير من المقالات والصور حول الحرب على غزة حاول من خلالها فضح جرائم العدو الاسرائيلى أمام العالم، وأصيب خلال العدوان الإسرائيلي على غزة بشظية بيده ,وأصرت إسرائيل على ترحيله ولكنه رفض وأصر على البقاء في قطاع غزة, ورفض ان يكون واحدا من الذين صمتوا وغيبوا ضمائرهم , وأصر على ان يشارك أهل غزة الجوع والآلام, والحرمان والحصار تحت القصف والقتل من قبل العدو الاسرائيلى. 0ما حدث فى غزة هو جريمة لا تعبرعن قيمنا وأخلاقنا الاسلاميه, ولا تفيد الشعب الفلسطينى وقضيته, بل تصب في مستنقع الضياع بالشعب والقضية , وتحطيم لمعنويات المتضامنين الموجودين في غزة , أو من يرغب في المجيء إليها في أسطول الحرية02 إنها جريمة نتيجة فكر متطرف يتحكم بتلك العقول المتطرفة والمجرمة, لترتكب هذه الجريمة اللاإنسانية التي تنعكس على أهل غزة وتصورهم كالمجرمين أمام العالم في الوقت الذي هم بحاجه إلى كل متضامن أو داعم أو متعاطف معهم وينادي بحرية فلسطين .لقد كان اريجونى ضحية الجهل والتكفير الذي أصبح سمة من سمات العقول المظلمة والمكفرة ، جعلوه سلعة لتبادل الصفقات بينهم وبين حماس وجميعهم يعرفون من هم هؤلاء الناس, وماحجم فائدتهم للقضية الفلسطينية, وكان من المفترض ألا نقترب من هؤلاء المتضامنين الذين يشاركوننا دائما فعالياتنا النضالية والوطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي, ويعرضوا أنفسهم للمخاطر والاعتقال 0ان قتل أريغوني جريمة إرهابية وخيانة تخدم أعداء شعبنا وقضيته العادلة، وتمس بسمعة شعبنا كشعب مناضل وبقضيته ألوطنيه وبرنامجه الوطني ، الذي يسعى جاهدا لنيل حريته,وبناء دولة مؤسسات ديمقراطيه تعمل على احترام الإنسان وكرامته. إنها جريمة تتماشى مع جرائم الاحتلال الاسرائيلى المتكررة فى قتل المتضامنين مع الشعب الفلسطينى, والتي تتطابق مع خطط نتنياهو وحكومته المتطرفة وسياساتهم العدوانية, لمنع انتشار التعاطف مع الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة فى محاولة لمنع إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف 0ان من قام بهذه الجريمة البشعة لايهمه الشعب الفلسطينى ولاقضيته, ولا مايعانيه من عذاب وحصار وعدوان من قبل العدو الاسرائيلى, وربما يكون دمية فى ايادى خارجية راعيه لعملية الاغتيال لأنه لايوجد سبب واحد لفلسطيني ان يقتل متضامن يضحى بنفسه من اجل شعبه وقضيته, وإنهاء الحصار المفروض عليه, وإذا كان السبب لخطفه هو مساومة حماس للإفراج عن معتقلين الجماعة السلفية فى سجونها, فلماذا لم يتم اختطاف عناصر من ميلشيات حماس؟؟ لذلك ليس من المستبعد ان تكون إسرائيل وراء هذه العملية الجبانة لأنها المستفيد الوحيد, وقامت بتنفيذ هذه العملية القذرة على يد عملائها الجبناء, لتكون من ضمن إطار محاولاتها لوقف التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني،وخصوصا المحاصرين في غزة، وللتأثير على المتضامنين وعلى أسطول الحريه2 المتوقع قدومه الشهر القادم 0 ان هذه الاغتيالات ليست بجديدة على إسرائيل لتشويه صورة الإنسان الفلسطينى, وتصويره بأنه همجي لايستحق دوله ولاحياه كباقي الشعوب ليبتعد العالم عنه وعن التعاطف معه ومع قضيته الوطنية العادلة 0اليوم, يشعر الشعب الفلسطينى وخصوصا فى غزة بألم ومرارة, ولن تهدا له بال حتى يقدم ألقتله للقضاء لينالوا عقابهم جراء جريمتهم البشعة, أما انت يافيتوريو فلا تصدق ان أهل غزة قد قتلوك لان أهل غزة الذين أبيت ألا ان تكون واحدا منهم أحبوك, لقد ماتت فيهم منذ رحيلك كل المعاني الحلوة والسامية والوطنية الشريفة التى تعلموها منك, ولعلك كنت احد ضحايا الإرهاب أو العملاء والخونة, وهذا هو قدر الأبطال ان يستشهدوا على يد الجبناء, ورغم كل ماحدث لك من غدر وخيانة إلا انك ستبقى نبراسا يضئ الطريق لأهل فلسطين حتى كنس الاحتلال ,وكسر الحصار, وإقامة ألدوله المستقلة وعاصمتها القدس الشريف,وحتى تحقيق ذلك ستبقى غزة وفية لك بدموعها وآلامها, وقيمك وأفكارك ووطنيتك التى تركتها لشعبها, وستظل تهديك أجمل الشموع وباقات الورود

لغز ايتمار - والرواية الإسرائيلية الفاشلة

بيت لحم معا - كتب رئيس التحرير

- من تابع الرواية الاسرائيلية حول عملية قتل عائلة المستوطنين اليهود في ايتمار كان يشتم رائحة العنصرية الاعلامية والبغضاء ، فيما اعلنت السلطة الوطنية والفصائل الفلسطينية المقاومة كلها انها تشجب هذه العملية وتدينها .

ولاننا نثق بفصائل المقاومة ، فاننا نصدق ان اي فصيل فلسطيني لم يرتكب هذه العملية ، ونحن متأكدون ان التنظيمات الفلسطينية وعلى رأسها حماس والجبهة الشعبية وفتح كانت صادقة حين اعلنت انها لم تنفذ هذه العملية . وان فصائل المقاومة لا ترتعد خوفا من اسرائيل ، ولو كانت نفذت العملية لاعلنت انها نفذتها .

وبغض النظر عن هوية المنفذين ، اذا كانوا عمالا تايلنديين او كانوا شبانا منفعلين فانها تأتي في اطار الحوادث التي تقع ، مثل حادثة قيام طبيب نفسي بقتل مريضته يوم امس في اسرائيل ، او قيام اسرائيلي بقتل اولاده وعائلته في مدينة ساحلية او قيام زوجة بقتل زوجها في نيويورك او اية مدينة اخرى من مدن العالم .

ان ايتمار ليست عملية نفذتها الفصائل الفلسطينية ، والسلطة والتنظيمات الفلسطينية مقتنعة بذلك ، ولا داعي للعبة الاعصاب التي يلعبها الامن الاسرائيلي حول هذا الموضوع ، والايام ستثبت ذلك .

وستثبت ان الرواية الوطنية الفلسطينية ليست كاذبة ،سواء بشان ايتمار او قتل المخرج الفلسطيني في جنين او خطف وقتل المتضامن الايطالي في غزة ، فهناك من يريد ان يعبث بالراوية الفلسطينية والامن الداخلي الفلسطيني والنيل من هامة وكرامة الثائر وتشويه صورة فلسطين لمنع قرار الاستقلال في شهر سبتمبر على يد الامم المتحدة ، وان روايتنا هي الصحيحة ، فنحن اصحاب قضية ، ونحمل مشاعل الانسانية والثورة التي تحقق كرامة الانسان ولسنا مثل المستوطنين الذين يعتدون يوميا على ممتلكات وارواح العرب في فلسطين .... وبغض النظر عن النتائج التي سيكشفها الاحتلال ، فان الحقيقة ان عملية ايتمار قضية جنائية لا تعيب الثورة الفلسطينية ولن تعيبنا ، بل ان ما يعيب هو الاحتلال والاستيطان .

ردّاً على كلمة بشار الأسد في 16-4-2011

بقلم مرح البقاعي

في ظرف استثنائي، دقيق ودامٍ، تمر به سوريا اليوم، يقوم الرئيس بشار الأسد بتشكيل وزارة جديدة اعتقادا منه أنها خطوة في طريق الإصلاح بإمكانها أن تخمد صوت الشباب الذي خرج مطالبا بحقه الإنساني المشروع في الكرامة والحرية. وفي خطابه رقم 2 فشل مجددا في توصيل صوته إلى الشارع لأنه، على ما يبدو، لم "يفهم" بعد صوت الشارع!

وإثر متابعتي لكلمته التوجيهية أردت أن أخاطب ما طرحه في النقاط التالية:

1- تتحدّثُ أيها السيد الرئيس عن الأتمتة والحكومة الالكترونية والأطر الزمنية والرجل المناسب في المكان المناسب ومكتب متابعات في رئاسة مجلس الوزراء....... الخ، وكأن بك تشكّل حكومة جديدة في ظروف اعتيادية من حياة سوريا السياسية، رافضا أن تواجه الموقف كما يرسمه الواقع على الأرض، بأن هناك ثورة وثوار وقتلى سقطوا بدم بارد من أوامر يفترض أنها صدرت من رأس الدولة: أنت.

2- تتحدث عن وفود شعبية، ومن كافة المدن، تلتقي بها كل يوم، وستستمر باللقاء بها لاحقا. من حق الجميع أن يعرف من هي هذه الوفود، ومنْ تمثل من المدن؟ إن كان هناك من وفود أو لقاءات جرت أصلاً!

3- تتحدث عن "ضخ دماء جديدة في الدولة"، ولكن ماذا عن الدم الأسدي الذي لم يتجدد منذ أربعين عاما؟! هل تقصد أن تجديد الدماء سيطال رأس الحكم من عائلة الأسد استجابة لمطالب الثوار الذين يواصلون حرق وتمزيق صوره في المدن والقرى كل يوم؟ أم أن هذه الدماء الجديدة تقتصر على تغيير "الطرابيش" بين من هم من أبناء البعث المخلصين في وزارة لن تحلّ ولن تربط.

4- تريد أن تسير بالدولة "بسرعة العالم الذي يتطور كل يوم" ! كيف سيكون لك ذلك وأنت تخفي سوريا في علبة سحرية لا يقدر على فك طلاسم مفاتيحها سواك، فسوريا خضعت في الأسابيع الأربع الأخيرة لأبشع حملة تعتيم وتغييب عن العالم الخارجي عن طريق حجب التغطية الإعلامية، العربية والدولية، لأهم تحرك ثوري تحرري تشهده البلاد منذ نصف قرن.

5- لاحظتَ أيها السيد الرئيس، والأسبوع الماضي فقط، بعد 11 عاما في حكمك العتيد، أن هناك "فجوة بدأت تظهر بين مؤسسات الدولة وبين المواطنين"، حسب تعبيرك. فعن أي مؤسسات تتحدث وسوريا تعاني من فراغ مؤسسي لا تسدّ فجوته إلا غطرسة تلك المؤسسة الأمنية القابضة على خنّاق البلاد والعباد منذ استلام حزب البعث للسلطة واستفراده بها عام 1963 إثر انقلاب عسكري. وكذا لا وجود لـ " مواطن" سوري كما تقتضي المواطنة حقا وواجبا. وهذا ما أثبتته الأحداث الأخيرة من خلال أفلام مصورة عرضت كيف تتعامل المؤسسات الأمنية مع الأفراد العزل قتلا واعتقالا وتنكيلا.

6- تدعو إلى حوار موسع مع الشعب فهل فعلا تعني ما تتحدث عنه؟ إذا كان الأمر كذلك فكان من الأحرى بك أن تدعو إلى حوار وطني شامل تشارك به كل أطياف المعارضة بمختلف مشاربها، في الداخل ومن الخارج، وذلك من أجل تشكيل حكومة انتقالية وطنية بموالفة المعارضة والموالاة معا. طبعا هذا الكلام يعتبر الآن طوباويا وأقرب إلى السفسطة بعد أن سبق السيف العزل وسالت الدماء السورية على أيدي عناصر أمن النظام و(شبّيحته) أيضا.

7- تتحدث من جديد عن نظرية المؤامرة، وتضيف عليها الآن نظرية "المناعة الداخلية"، فلو افترضنا جدلا أن هناك "مؤامرة" يحيكها العالم لأنه يكره "استقلالية" سوريا على حد قولك، فما هو سر تلك المناعة الداخلية السورية؟ وهل سيكتسبها السوريون بفضل القنابل الغازية التي جربتها قوات الأمن في رئات الأحرار العزل في الشارع، أم عن طريق الهراوات الكهربائية وهي من آخر ما تم ابتكاره من أدوات للقمع والقتل أيضا، أم بالطلقات النارية التي اخترقت صدور ورؤوس شباب البلد الذين هم وحدهم مستقبلها الموعود وأسباب مناعتها الوطنية الحقيقية.

8- "المواطن بحاجة إلى خدمات، إلى أمن، وإلى كرامة" بغض النظر عن الخدمات المتدنية جدا في سوريا بسبب الاحتكار المقيت للمقدرات الاقتصادية بيد أقربائك وأنسابك وأصدقائك، فالأمن الذي تتحدث عنه يجب أن نحدد معا هويته، هل هو أمن المواطن أم أمن النظام؟ فأدوات وأجهزة تطبيق هذين النوعين المتناقضين من الأمن تختلف باختلاف المهمة، والرجل الذي عينته وزيرا للداخلية له تاريخ مشهود في تأمين النظام على نفقة أمن المواطن السوري وحريته. أما عن الكرامة، فحدّث ولا حرج! فقد رأى العالم كيف تصان الكرامات بالدوس على أجساد الشباب وبسحل الجثث والتمثيل بها، فما نجا من جزمات أمنك العسكرية الأحياء ولا نجا الأموات أيها السيد الرئيس.

9- اعترفتَ متأخرا، إثر إلحاح منا، أن من قتلوا في الأحداث الأخيرة هم "شهداء". حسناً، نسجل لك هذه النقطة، ولكن لم تقل لنا كيف استشهد ما يقارب 200 شاب في الأسبوعين الأخيرين، وبرصاص من، وما هو المطلب الذين كانوا ينادون به ؟ أليست هي الكرامة التي اعتبرتها في خطابك حقاً مصاناً!

10- كفى استهتاراً بإخواننا الأكراد وحقوقهم الأصيلة، والمحاولة الفاشلة للتغرير بهم عبر وعود التجنيس. قالوها مرارا على لسان قياداتهم بأن الحرية والديمقراطية هي مطلبهم الأساسي وليس الجنسية. فحصولهم على الهوية السورية في هذه الظروف هو إعلان رسمي منهم بانضمامهم ـ طوعاـ إلى 20 مليون معتقل سوري في السجن الأمني الكبير الذي تتربع على كرسي هيئته التنفيذية.

11- تدرسون "رفع حالة الطوارئ" واستبدال قوانينها بقانون مكافحة الإرهاب. وأنا أرى هذا التوجه، وبكل بساطة، ترفيعا لكل معارض أو منتقض لحكمكم التليد من درجة متآمر ومندسّ إلى درجة إرهابي لا تنبذه سوريا وحسب، بل دول العالم أجمع، حتى تتأكدوا أن لا مكان له على المعمورة يلجأ إليه.

12- ترون في قانون الأحزاب الذي تدرسونه أيضا أن بإمكانه "أن يفكك المجتمع"! حسنا، لقد شهدنا ما أحدثه الحزب الواحد الأوحد في سوريا من شرخ في جسم الوحدة الوطنية، وسمعنا أبواقكم البعثية مؤخرا على شاشات الفضائيات، وعلى رأسهم المستشارة الإعلامية للقصر الرئاسي المنيع بثينة شعبان، وهي تروّج لمصطلحات الفتنة الطائفية التي أحبطها الشباب السوري الحر بوعيه وحسّه الوطني العالي.

13- أما بالنسبة لقانون الإعلام، فما هو عاجل ومطلوب الآن هو السماح للإعلام العربي والدولي بممارسة عمله في سوريا فورا، ودونما تأجيل أو إعاقة، وفسح الطريق له لتغطية أحداث الثورة التي تشهدها كل المدن السورية، وذلك في انتظار أن يرى النور قانون الإعلام السوري الجديد المتعثر الولادة منذ عقود.

14- أما عن "هدر المال العام ومكافحة الفساد"، فأنا أتساءل في هذا المقام أنْ هل سيتضمّن هذا الإجراء مكافحة "المفسدون" أيضا وهم من أفراد عائلتك ومن المقربين والحاشية المتنفّذة حصرا؟!

السيد الرئيس.. متى تستقيل؟

ساحة الفداء و معرض الهامش

سالم الفائدة

وأنت تتجول في حي درب السلطان بالبيضاء،وتحديدا بشارع الفداء ،تتدحرج قدماك بقصد أو غير قصد إلى ساحة السراغنة ،التي انتصبت فيها خيام بيضاء تشير برؤوسها إلى السماء ،معلنة عن رغبتها القوية في التحليق خارج الأسوار المرسومة بإتقان،يتساءل الرائي من بعيد لمن تعود هذه الخيام ، هل الأمر يرتبط بمعرض للأواني المنزلية ؟أم .. .

وبينما تقترب قدماك من أقرب خيمة منتصبة،تتبدد كل الأسئلة تباعا وتطير في الهواء،تاركة عيناك تبحث في هذه الخيمة أو تلك ،عن حرف تائه ،أو عنوان مفقود .هكذا ستصدق بعد جولة قصيرة أنك في المعرض الوطني للكتاب المستعمل ،فمرحبا بك يا صديقي في معرض الهامش والمهمشين ،حيث لا رقابة على عينيك في مسح العناوين أو المشي على الكلمات،لأنه لا مقص ولا بروتوكولات رسمية هنا ،في هذا المعرض الذي يفتح ذراعيه للجميع شيوخا وكهولا وشبابا وصبيانا،ستترك رغما عنك كل أصباغ الرطانة ،وتقاليد المعارض الفخمة التي توزع فيها الابتسامات الصفراء جنوبا وشمالا ،لأنك ستعانق وجوها كانت تسمع عن الثقافة من بعيد ، وجوه جاءت من كل فجاج البيضاء تقلب أوجاع المثقفين لتنفض عنها غبار الزمن والتهميش والنسيان . ترتفع الخيام ومعها ترتفع أصوات المثقفين داعية إلى تجاوز الوضع المزري للحياة الثقافية، أصوات ما كانت لتصل لولا أنشطة المعرض المتنوعة ، التي فتحت نافدة للضوء فوق الجدار السميك الذي بنته الأجيال المتعاقبة للمؤسسات الرسمية .

إن جولة بسيطة بين خيام المعرض ،حيث الثقافة حق للجميع ، المارة والبسطاء والذين أكلت أمخاخهم أوراق الحظ، ،والتائهون ،والأشقياء،والجوعى ،والمشردين والأطفال الباحثون عن متعة الاكتشاف ،تجعلك تدرك حجم حاجة وعطش،المجتمع للمعرفة والثقافة ،ولعل هذا ما يستشف من تعبير أحد زوار المعرض الذي قال بعفوية كاملة "متى تتجول الثقافة برجليها بيننا"،كلام عفوي لكنه يفصح عن كل المضمرات ،التي تملأ قلوب وعقول المغاربة عبر ربوع الوطن المستباح ،في ثقافته ورزقه ،وأحلامه .

أعرف أن هذا الكلام قد يثير حفيظة بعض الحرس القديم الذين ألفوا إعداد صحونهم ،لتلقي الفتات المتبقي من الوليمة الدسمة ،غير أنني أضم صوتي جهرا إلى كل شرفاء الوطن وأدعو هؤلاء "الكفرة" بالحقيقة،إلى التوبة من ذنوبهم الكبيرة ،في حقنا وحق ثقافتنا المحاصرة .

هل يشكل المعرض إضافة نوعية للمشهد الثقافي المغربي؟ وهل يشك إلا أحمق في ذالك ،إن المتتبع ليوميات المعرض سيكتشف لا محالة أسماء لمبدعين ،لم يسبق أن عرفهم ، وسيسمع عن عناوين ،قصصية وروائية وشعرية ،لم تفتح أمامها الأبواب الموصدة للمؤسسات الرسمية.

بعد جولتنا يا صديقي أقول لك مجددا مرحبا ووداعا ودام للبيضاء معرضها ،ودامت رؤوس الخيام البيضاء،سامية مرفوعة كل عام ،حيث الثقافة تعانقنا ونعانقها بعنف ولذة ، حيث الهامش والمنسي ،يبحث لنفسه عن أمل عن طريق ،عن شعاع نور يتسرب متسللا ،ولا تنسى أن تشعل شمعة بدل أن تلعن الظلام.

أسرانــا البواسـل ... نحـن صغـار أمـام تضحياتكـم

بقلم رمزي صادق شاهين

العبرة ليست في تاريخ 17 أبريل ، فكل يوم هو يومكم ، أسرانا البواسل ، أيها الصامدين خلف قضبان السجان يا من صنعتم التاريخ بتضحياتكم وصبركم ، فمهما كتب التاريخ من صفحات ، فلن يذكر إلا تضحيات الشهداء الأبطال ، وصمود الأسرى العظماء ، الذين أضاءوا لنا طريق الحرية نحو القدس .

لقد كتب مُعظم الكُتاب والصحفيين الفلسطينيين عن الأسرى ، وسطر الشعراء الأبيات التي تُعبر عن مأساة هؤلاء الأبطال ، الذين يعانون مرارة الغربة في الوطن ، فالغربة والبعد عن الأهل والأسرة والأبناء ، فمهما كتب الصحفيين وقال الشعراء فإنهم لن يُعبروا بشكل حقيقي عن ليلة واحدة من ليالي السجن المُظلمة ، فكيف إن كانت هذه السجون لدى احتلال لا يعرف قانون ولا شرعية دولية .

إننا أمام ظاهرة فريدة من نوعها ، أسرانا البواسل ، الذين رسموا إلى جانب الشهداء خارطة النضال الفلسطيني ، وكانوا البوصلة الموجهة لنضالات شعبنا من خلف القضبان ، وكم منهم دفع سنوات من عمره لأجل هذا النضال ، وكم منهم سقط شهيداً في زنازين المُحتل من أجل المشروع الوطني ، وكم منهم الآن يقضي زهرة شبابه من أجل أن يستمر مشروع التحرر وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .

مهما وصل الإنسان من منصب أو موقع قيادي ، وزيراً أو نائباً أو حتى جندياً ، فيبقى ونبقى جميعاً صغر جداً أمام تضحياتكم ، فأنتم الذين ضحيتم ولازلتم من أجل أن نحيا بكرامة وعزة ، من أجل وطن الشهداء الذي حلمتم أن يكون وطناً حراً نزيهاً ونظيفاً ، أنتم الكبار ، أنتم الذين سيذكركم التاريخ دوماً بدون تواريخ وأيام محددة ، فكل يوم هو السابع عشر من أبريل ، وسيبقى شعبنا وفياً للعهد الذي قطعه بأن لا سلام ولا استقرار بدون الإفراج عن كافة الأسرى من السجون الإسرائيلية .

حماس الوفية ( تتظاهر ) ضد سوريا المما نعة !!!

أحمد دغلس

سجدنا لوجهة الله جل جلاله لأن يحمي المحروسة مصر وكان لنا منه جل جلاله خيرا ... نقيم الصلوات بان يحمي الله شعبنا في ليبيا من التدخل ألأجنبي وصيانة ثروته ووحدة اهله وترابه وحريته وقرار شعبه .... نبتهل الى الله عز وجل ان يحمي كل الوطن العربي وأن يحقق لشعبنا العربي الوحدة والحرية والديمقراطية والمواكبة العلمية والتطور التكنولوجي الحديث لرفاهية وإزدهار الإنسان بكل اطيافه وملله في وطننا الكبير .

نحن الفلسطينيين مع تطلعات الحرية لجميع الشعب العربي في كل مكان ونحن جزء لايتجزا من الأهل العربي ونمتثل لتطلعات وقرارات الأغلبية ونحترم ألأقليات وتطلعاتها وناخذها على محمل الجد والمصداقية ... نتأثر وندفع الفاتورة ، إن حدث شرا بإخوتنا من شرقها الى غربها ، نتأمل أن نَحصل على الكرامة إن كانت وافرة بأهلنا دون تمييز ... نحن مع ألأهل العربي ونبضه الوطني ونحن من ينتظر ويتتوق الى الحرية والتحرر دون ان نُمَس ، لأن قوامنا الحق والديمقراطية مطلبنا العادل الغير قابل للتصرف .

إن ما يجري في الساحة العربية وفي ميادين المدن وشوارع العواصم العربية يتطلب منا وقفة جدية ونظرة ثاقبة لكي لا نكتوي ثانية بمكوى الكويت الذي حَرق مئات الآلآف منا في حربي الخليج المشئومتين لكون وضعنا استثنائي وحساس وسهل التقمص ، نأمل ان لا يلاحقنا الكوي الكويتي والعراقي جراء مهرجانات حماس بغزةوخارجها الجاهلة قصيرة النظر .

ما يحدث الان في ليبيا لهو غير مطمئن !! لكون الغرب والناتو تدخل لحماية مصالحه وليس لحماية الإنسان الليبي ...وكيف ؟؟ إن كل الأموال المنهوبة في بنوكه الناتويةى؟؟ وكل العقارات المملوكة على اراضيه وجميع الإستثمارات الضخمة تَعِج بأسواقه .. فكيف ؟؟ سباته !! أهل فاق ألآن من غفلته ؟؟ مهرولا !! وبضرباته العسكرية بمساعدة ( الجامعة العربية ) الغير محقة بهدر الدم الليبي بجانب الطرفين ، لكون نظام المعارضة العراقية وقرار الجامعة العربية بالنسبة للعراق ( ماثل ) ومخزي وظالم لا حاجة للتفسير ولا للتأويل ...ملايين القتلى والثكلى والنهب العشوائي والإنقسام الطولي والعرضي الطائفي حاضر وشاهد بالساعة والدقيقة في العراق .

الملك ( عقيم ) ... والسياسة أعقم ، لكن الوفاء به بعض الخجل لمن به خجل الذي لا اجده بحماس وقيادتها ، إذ ان سوريا المتبجلة بالممانعة زورا والحامية لحماس الساكنة في كنفها ... تجتاحها إنتفاضة إن لم تكن ثورة على الأوضاع التي باتت تشكل عبئا على المواطن وعلى جسر الإنتظار المُطل على الجولان رغم التنازل الرسمي عن الإسكندرون وكثير من مياه ألأنهار.... مشعل وأمراء حماس لا زالوا بظلال غوطة دمشق متظللين بأوراقها... يتناوبون الهم لما بعد دمشق !! وإن كانت طهران ببالهم ، لكنهاستضيق بهم ..... لأنهم ليسوا باوفياء !! فكيف ؟؟ يكونوا اوفياء للغير وهم لوطنهم ليسوا بالأوفياء !! قسموه مزقوه وفتتوا ركب مناضليه ورموه من عَلِي ليموت رطما .

في الشارع الأوروبي تتناثر صور المتظاهرين ضد سوريا .... لكن عجبا !! بهم الكم الكبير من الملتحين إنهم ( هم ) هم جماعة الإخوان المسلمين الذين بالمحنة مبتهجون ... الإخوان جلهم مصريون ولوكانوا بقيادة سوريون يتظاهرون في النمسا وسط العاصمة وأمام سفارة سوريا في فيينا ... حقا لهم وبهم لربما ظاهرة حميدة قد تشكل قلقا للأنظمة المستبدة وللأنظمة التي بهم إستقوت وتستقوي على شعوبها كالعراق والسودان والبعض ألآخر اقل شوطا كالأردن والجزائر وقطر ...الخ .

الجماعة في سوريا تعرضوا الى مذبحة في حماه !! الموقف به وجهة نظر ، الزمن دوار ولا شيء دائم ... لكن ما يحيرني حركة المقاومة (!!!! ) ألإسلامية الفلسطينية حماس ، الخارجة عن الوفاء اولا عن وفاء ألإنتخابات والديمقراطية الفلسطينية جراء الإنقسام وتمزيق التضامن والوحدة الوطنية الفلسطينية وثانيا الآن الموقف من الحليف الإستراتيجي ( سوريا ) الذين تغنوا بممانعته مطولا ( عندما ) تشارك رموزها وقائد بارز حمساوي من تنظيمها في النمسا / اوروبا في مظاهرات النمسا ضد النظام السوري رغم ان مشعل ومرزوق والمرشوق لا زالوا تحت إبط النظام في دمشق لم يرحلوا وإن رحلوا الى اين ؟؟ موقف ينسف كل ما سبق وما سياتي (من ) وفي ادبيات حماس فيما يخص المقاومة وسوريا الممانعة والمواقف التي تتغنى به قادة حماس من دمشق ومن زار دمشق من غزة فيما يخص

مواقفها السياسية والمقاومة والإتهامات الباطلة ومصداقيتها وبنفس الوقت ... تثبت بالدليل القاطع صحة مواقف الغيرمن النظام السوري الذين ذاقوا العذاب والتشرد وشموا رائحة اللحم الفلسطيني المحروق في مخيم تل الزعتر وجبل لبنان في لبنان وما عانته وتعانيه القضية الفلسطينية حاضرا من موقف النظام السوري .

أهل رحلت حماس مسبقا من دمشق بمؤازرتها للمظاهرات ضد بشار الأسد في اوروبا ؟؟ الذي يناشده وتناشده الإتحادات السورية والرابطات المطلة على النظام والمغايرة بالإصلاحات ؟؟ المظاهرات التي تركب حصانها جماعة الإخوان المسلمين العالمية !! أفهمونا إننا مرة اخرى في ورطة حماقة حماس الموثقة أمام عدسات المصورين ، وليس كما كان بمزاج بثينة شعبان الظني الذي لربما به سوء ومصيبة على اهلنا الفلسطينيين في سوريا لأن مكوى الكويت لا زال ماثلا ساخنا متوهجا ... جرحه عميق ( أفيقوا ) يا اغبياء القوم فلا دمشق ولا طهران وإنما القدس هي الحاضنة إتقوا الله .

حسن نصر الله ومواقفه من ثورتي البحرين وسورية

محمد ديناوي

صرح حسن نصرالله في احتفال معلقا على أحداث البحرين دعمه لمطالب الشيعة في البحرين وانتقد قوات درع الجزيرة واصفا إياها بقوات عربية لحماية نظام مملكة البحرين ، ودعا إلى تأييد الثورات المطالبة بالإصلاحات بعيدا عن أي خلفية أو بعد طائفي أو إقليمي .

وأما إيران ومحطاتها الفضائية تصدح صباح مساء بما يحدث في البحرين بتأجيج طائفي مقيت وتهديد مبطن تارة ومعلن تارة أخرى لدولة البحرين والسعودية ودول مجلس التعاون إذا لم تستجب لمطالب الشيعة .

ومن عادة نصر الله أن يطل بمناسبة وبغير مناسبة ليدس أنفه ويدلي بدلوه هنا وهناك ، ولست معنيا بالرد عليه والدفاع عن البحرين ونظامه فأهلها أدرى بها وأولى بالرد ، ولكني أريد أن أقوم بمقارنة بسيطة بين ما يحدث في البحرين وما يحدث في سورية .

قامت الاحتجاجات في البحرين مبكرة من قبل الشيعة وهم يشكلون نصف المجتمع البحريني بعيدا عن الخلاف بين السنة والشيعة إذ يدعي كل منهم أنه الغالبية وأنه أكثر من النصف بقليل ، مطالبة نظام الحكم في البحرين بالإصلاح ، وهذا أمر مشروع ما دام الأمر سلميا وبطريقة حضارية ، علما بأن البحرين دولة خليجية مواطنها مرتاح بشكل كبير بالمقارنة مع الدول الأخرى التي انتفضت ضد حكامها في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا وغيرها ، كما أن هامش الحرية وتطبيق الديموقراطية يعتبر جيدا بشكل نسبي مقارنة مع دول المنطقة ، والتمثيل الطائفي في مجلس النواب والحكومة ومؤسسات الدولة وإدارة المرافق والخدمات يعتبر ممتازا وعادلا إلى حد كبير بالمقارنة مع دول الجوار والعالم العربي .

ومع ذلك تجاوب النظام في البحرين مع بعض المطالب مباشرة وأفرج عن مثيري الشغب والفتنة القديمة وأصدر عفوا عنهم وعاد أساطينهم الذين كانوا هاربين خارج الباد ، ودعا النظام إلى الحوار لدراسة بقية المطالب .

إلا أن رفع سقف المطالب والتأجيج الطائفي والتحريك الإيراني للعمائم السوداء ، التي قامت بتكقير الملك البحريني صراحة من فوق المنابر، وكفرت معه كل السنة في البحرين لأنهم لم يشاركوا الشيعة احتجاجاتهم في دوار اللؤلؤة ، واعتبرت ما يحدث موقعة كربلائية وهجمة أموية ، ودعت الشيعة أن يكونوا كربلائيين حسينيين ضد هذه الهجمة الأموية .

ثم قاموا بأعمال بلطجة ضد بعض المقيمين من العرب والمسلمين – غير الشيعة – وبعض المواطنين وخاصة بعض السوريين الذين حصلوا على الجنسية في السنوات الأخيرة والذين يسميهم شيعة البحرين ( المجنسين ) ، ناسين أن الغالبية الساحقة من الشيعة هم مجنسين أصلا بحسب هذا التعبير، فلقد أتى غالبيتهم من إيران وجنوب العراق ، كما قاموا بأعمال بلطجة وانتقام ضد رجال الأمن البحريني كما أظهرت وسائل الإعلام من دهس متعمد بطريقة وحشية ومرور السيارة عل رجال الأمن عدة مرات ، ودهس مواطنين في الشارع بسيارات أشبه بسيارات الشبيحة ( عصابات رامي مخلوف وماهر الأسد في سورية ) أو موقعة الحمل في مصر، كما قاموا بتعطيل المدارس وتهديد المدرسات والطالبات اللاتي لم يستجبن لضغوطهن ، واستمرين في أداء رسالتهن ، كما حاصروا المجمع الطبي ومنعوا المواطنين من التوجه نحوه للعلاج ، إضافة إلى توجههم نحو الحصار على الميناء المالي للمنامة ( للبنوك والشركات القابضة وغيرها ) ، مع إغلاق المحلات التجارية في جميع القطاعات التي يسيطرون عليها ، بهدف شل جمبع مؤسسات المملكة كاملا ، ورفضوا الحوار مع الحكومة ظانين أنها سقطت أو كادت ، ولم يتبقى سوى الضربة القاضية من المرجع والأب الروحي في إيران ليعلنوها محافظة إيرانية ، عندها وجدت الحكومة في مملكة البحرين

نفسها في موقف صعب لا ينفع معه إلا الحزم ، فتدخلت قوات الجيش ومنعت الإعتصام بالقوة واستعانت بدول مجلس التعاون الخليجي بحسب اتفاقية التعاون العسكري والاستراتيجي فيما بينهم .

وأما في سورية فقد بدأت الثورة في طلاب المدارس من أبناء مدينة درعا ، والذين تتراوح أعمارهم ما بين (12 و15 ) عاما بعد أن كتبوا على الجدران تلك العبارة التي سمعوها ملايين المرات يهتف بها المحتجون في مصر وتونس واليمن وليبيا على المحطات الفضائية : ( الشعب يريد اسقاط النظام ) فاعتقلوا مع بعض أقاربهم وعذبوا بشكل وحشي حتى شوّهت أجسادهم ونزعت أظافرهم .

خرج أهاليهم في مظاهرات للمطالبة بالإفراج عنهم ، فاستقبلتهم قوات الأمن وفرقة ماهر الأسد بالرصاص ، فلجأوا إلى المسجد العمري واعتصموا به مع الفريق الطبي الذي يعالج الجرحى ، فاقتحمته قوات الأمن ودنست حرمته ومزقت المصاحف وقتلت من بداخله حتى الأطباء والمسعفين ، فسقط منهم في يوم واحد أكثر مما سقط في البحرين خلال مظاهراتها واحتجاجاتها من بدايتها جتى يومنا هذا ، وأعطى الرئيس بشار الأسد تعليماته بعدم إطلاق النار على المتظاهرين ، لكن الذي ي حصل في اليوم التالي كان إطلاق الرصاص بشكل أعنف على المشيعين للشهداء في درعا والصنمين والقرى الأخرى ، فهبت بعض المدن والقرى السورية في دوما وحمص واللاذقية وبانياس وغيرها ، للمطالبة بالحرية والإصلاحات واحتجاجا على ما يتعرض له إخوانهم في درعا فتصدت لهم قوات الأمن بالرصاص والقناصين من فوق أسطح المباني الحكومية والأمنية ، وانطلق ( الشبيحة ) في مدن الساحل السوري من القتل والإرهاب والترويع ضد المواطنين العزل .

لم يسمع الإعلام كلمة واحدة من نصر الله يدين فيها ماحصل من قتل وقمع وعنف ضد أبناء الشعب السوري الأبي ، الذي خرج بمظاهرات سلمبة يطالب فيها بالحرية والإصلاحات ولو عشر ما قاله بخصوص البحرين ، خاصة وأنه يدعي أن تصريحاته ضد البحرين لا تستند لأي خلفية إقليمية أو طائفية ! .

علما بأن العنف الذي حصل في سورية أضعاف مضاعفة لماحصل في البحرين ، وبالمقارنة مع الفارق الكبير بين البلدين من ناحية الظلم والاستبداد والقمع وتسلط الأجهزة الأمنية والقبضة البوليسية ، والفساد والبطالة ومستوى الحالة الاقتصادية بين البلدين .

لقد كان سكوت حسن نصرالله عن هذا الظلم وعدم تأييده لمطالب هذه الشعوب المسحوقة في الحرية والعدالة والمساواة بمثابة نفاق وخيانة بالمفهوم الإجتماعي ، وبمثابة – شيطان أخرس – على المستوى الشرعي .

كل هذا يمكن أن يسكت عنه الناس ويتغاضى عنه البعض ويجد له آخرين بعض المسوغات ، بسبب الأعداد الغفيرة من جيوش الشيطان الأخرس في حياتنا ، والتي تبيع سكوتها نفاقا للسلطان بثمن بخس للتقرب منه لأجل لعاعة تافهة ، أو خوفا من بطشه وظلمه .

ولكن أن تخرج على الإعلام قناة حسن نصر الله ( المنار ) فتردد أكاذيب النظام الفاسد بكل وقاحة وصفاقة بأن ما يحدث في سورية مؤامرة والمستهدف المقاومة لأن سورية تحتضنها ، وهو يعرف أي مقاومة فارغة يعني ممن يحمي حدود اسرائيل ، ويستخدم المقاومة الفلسطينية ورقة للمساومة مع إسرائيل في الوقت المناسب .

إن المقاومة الحقبقبة هي في أبناء هذا الشعب الأبي أبطال هذه الثورة المباركة ، لأنها ستحطم امبراطورية الفساد الأسدية التي تحمي حدود إسرائيل من أربعين سنة تقريبا ، وتدعم إخوانهم من الفلسطينيين الذين قتل منهم حافظ أسد أكثر مما قتلت منهم إسرائيل ، وسترد الصاع صاعين لضربات اسرائيل اللئيمة ، في حين لم يحرك هذا النظام المتآمر طلقة واحدة ضد اسرائيل حتى دفاعا عن النفس ، سوى نكاته السخيفة (احتفاظه بحق الرد ) .

وسيسحق أبناء هذه الثورة المباركة في طريقهم كل من يقف في وجهها ، ويسحق كل من يحرس حدود اسرائيل الشمالية – في الجولان أو جنوب لبنان - أكثر مما تحرسها البلدان الموقعه على اتفاقيات سلام مع اسرائيل .

لو كان نصرالله صادقا مع نفسه يسعى لإرضاء ربه ، لوقف مع هذه الشعوب البائسة التي انتفضت ضد الظلم والفساد والاستبداد وهي تتوق إلى الحرية والعدالة ... والمقاومة الحقيقية .

ولكنه حسم أمره ليقف مع الظلم والإستبداد ، والقمع والفساد ، ومع البعث العلماني ... نصير .... ولاية الفقيه .

لقد أصرّ حسن نصر الله أن يرقص مع طغاة البعث السوري وشبيحته ، فوق دماء الشهداء الأطهار، وجراح الأباة من ثوار الحرية ، وأنات المعتقلين في سجون الطغاة الجهنمية ، وآهات الثكالى من مخلفات الجرائم الأسدية .

ماذا ستقول لربك يوم القيامة ، يوم لا ينفع مال ولا بنون ، ويوم يكون فيه الطغاة أحقر من الذر يطأهم الناس بأقدامهم ؟ هل سيكون جوابك أنك ذبحت المظلوم بمدية الظالم انتصارا لمظلومية آل البيت الأطهار ؟ ! .

لقد سقطت ورقة التوت الأخيرة عن العورة المغلظة ، لتفضح العهر السياسي بكل تفاصيله المشينة لآيات الباطنية والنفاق ، ليفهم كل ذي لب وعقل وبصيرة ، من هؤلاء وماذا يريدون ، بعيدا عن أي خلفية طائفية أو إقليمية .

إن هناك مائة سبب وسبب يدعو حسن نصر الله ليطل بطلعته البهية ويعلن تأييده للإصلاحات والثورة في سوريا ويقف مع الثوار الأحرار، ويؤيد مطالبهم المحقة في الحرية والكرامة والعدالة والمساواة ، وينتقد نظام الاستبداد والفساد في سوريا (الأسد ) التي حولها إلى مزرعة له ولبطانته الفاسدة على حسب هذا الشعب البائس الذي يعاني الأمرين من القمع والبطش والاستبداد على يد هذا النظام ( البعثي ) الطائفي ، ويعلم أن كل ما يتبجح به نظام القمع في سورية عن المقاومة بأنه أكذوبة كبرى ، فوالده ( حافظ ) باع الجولان لإسرائيل ، وأفرج عن جواسيس إسرائيل من السجون السورية في الوقت الذي يصدر مراسيم جمهورية تقضي بحكم الإعدام على أبناء شعبه لكل من يعتقد فكرا مخالفا ، ومازال الابن على خطا الأب وسياسته في حراسة حدود إسرائل بأمانة من عام 1974 وحتى تاريخه .

وليس لدى حسن نصر الله سوى سبب واحد ليقف مع النظام القمعي في سورية ، وهو السبب الطائفي الذي يدعى بتصريحاته أن مواقفه بعيدة عن أي بعد طائفي أو إقليمي ، بل حقيقة إنها من أسوأ أنواع الطائفية المقيتة ، مع خيانة المبدأ والمعتقد ، إذ أن تأييده لنظام القمع والاستبداد في سورية ليس لأن العائلة الأسدية تحكم البلد باسم الطائفة النصيرية ، لأن مذهب نصر الله وإمامه الحادي عشر ( الحسن العسكري ) يكفر النصيرية صراحة بما لا يدع مجالا للشك ، ولكن السبب الوحيد يبقى أن النصيرية بعائلتها الأسدية تحكم سورية ذات الأغلبية الساحقة السنية ، وموالاته لنظام بشار القمعي لا يفسر إلا من خلال حقده الأعمى على السنة وكل ما هو سني حتى يحدو به الأمر أن يتحالف مع الشيطان ، ومن يعتقدهم كفارا في عقيدته ( النصيرية ) ما دام الأمر ضد السنة .

آخذبن بعين الاعتبار أن الرجل ليس الا صورة كرتونية ، يصرح بحسب التعليمات الفارسية الصادرة من ولاية الفقيه في طهران ، وما هو إلا صدى وترجمان لما يقال في طهران ، ليكون صورة منعكسة عن خامنئي ولكن بطبعة عربية .