الملف الفرنسي 1

ملف الانتخابات الفرنسية

فـــي هـــذا الــمــلــف :

 سباق الرئاسيات الفرنسية يحتدم بين ساركوزي وهولاند

 الهوية في الانتخابات الفرنسية : الامازيغية نموذجا

 وفد مصري رسمي يزور فرنسا للاستفادة من خبرات باريس في العملية الانتخابية

 فرنسا: شبح المقاطعة يهدِّد المرشّحين وانشقاقات كبيرة في معسكر اليمين

 تعثر جديد لحملة ساركوزي الانتخابية بعد تأييد وزراء سابقين لهولاند

 عشية الانتخابات الفرنسية (1)

 فرنسا: الانتخابات الرئاسية تنطلق الأحد المقبل.. وتنافس حاد بين المرشحين

 فرنسا.. ساركوزي يوجه بوصلته الانتخابية إلى الخارج

 تشريعيات 2012 انطلاقة محتشمة للحملة الانتخابية في منطقة شمال فرنسا

 كيف يؤثر سباق الرئاسة في فرنسا على اوضاع المهاجرين العرب؟

سباق الرئاسيات الفرنسية يحتدم بين ساركوزي وهولاند

هس بريس

على بعد أقل من أربعة أيام على موعد الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية تصاعدت وتيرة الحملة الانتخابية بين نيكولا ساركوزي الذي يأمل في الفوز بولاية ثانية على رأس فرنسا وفرنسوا هولاند الذي يطمح في تحقيق حلم الاشتراكيين في العودة إلى قصر الإليزي الذي غادروه منذ زمن طويل.

وترخي الأزمة الاقتصادية التي تعرفها أوروبا بظلالها على الحملة الانتخابية للمرشحين للرئاسة الفرنسية الذين أولوا اهتماما خاصا لقضايا الاقتصاد والمعاهدة المالية الأوروبية والهجرة والشرق الأوسط في برامجهم الانتخابية.

وفي هذا الصدد٬ قال المرشح الاشتراكي لهذه الانتخابات فرانسوا هولاند٬ في تصريح نشرته اليوم الأربعاء صحيفة (هاندلسبلات) الالمانية المهتمة بالشؤون الاقتصادية٬ أنه سيجمد المعاهدة المالية التي تتمسك بها ألمانيا إذا "لم تتضمن اجراءات تحفز النمو".

وأضاف هولاند الذي ترجح استطلاعات الرأي فوزه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي سيجري دورها الأول يوم الأحد المقبل٬ "إذا لم تتضمن المعاهدة إجراءات تحفز النمو٬ فلن أتمكن من دعم المصادقة عليها في الجمعية الوطنية. لقد وعدت الفرنسيين بذلك وسأفي بوعدي".

وأشار إلى أن "عددا من الرؤساء الأوروبيين٬ غير راضين عن الوضع الاقتصادي"٬ واعتبر أن "استراتيجية النمو وحدها كفيلة بإخراج أوروبا من الضائقة الاقتصادية"٬ مؤكدا أن "كل دول الاتحاد الأوروبي٬ بما فيها ألمانيا٬ تعاني من عجز في الدينامية الاقتصادية".

من جهة أخرى٬ وصف هولاند مشروع إدراج "قاعدة ذهبية" في الدستور الفرنسي لتحديد سقف للدين العام٬ وهو المشروع الذي يدافع عنه الرئيس المرشح نيكولا ساركوزي٬ بأنه يندرج ضمن حملة "للعلاقات العامة ليس إلا".

كما أعلن هولاند أنه لا يعتزم بناء سياسته الاقتصادية على "توقعات صندوق النقد الدولي" التي كانت أقل تفاؤلا من توقعاته بخصوص النمو.

ففي الوقت الذي أكد فيه صندوق النقد الدولي في توقعاته الفصلية التي نشرت أمس الثلاثاء٬ أن النمو في فرنسا سيكون في سنة 2013 أضعف مما هو متوقع٬ قال المرشح الاشتراكي في تصريح لإذاعة فرانس انتر "لا اريد تركيز سياستي على سياسة توقعات صندوق النقد الدولي".

من جانبه أنهى الرئيس المرشح حملته بالتركيز على الاقتصاد في محاولة لجذب أصوات ناخبي المرشح الوسطي فرنسوا بايرو الذي ترجح استطلاعات الرأي حصوله على 10 في المائة من الأصوات سيكون ساركوزي في حاجة ماسة لها في الجولة الثانية.

وشدد ساركوزي أمس على ضرورة تخفيض فرنسا عجزها المالي حتى تتمكن من فتح "حوار" مع البنك المركزي الأوروبي بشأن دعمه للنمو وخاصة مسألة أسعار الصرف.

وقال "سنجعل البنك المركزي الأوروبي يتحرك لأنه لا ينبغي أن تكون هناك طابوهات في أوروبا ولأنه يتعين على فرنسا العمل بكل الوسائل على عدم إعطاء الإحساس بأنها طريقة للانسحاب من الجهود التي يجب أن تقوم بها لخفض عجزها وخفض ديونها".

وبعد أن أعلن في لقاء جماهيري عقده يوم الأحد الماضي في ساحة (الكونكورد) في باريس عن رغبته في فتح نقاش بأوروبا حول دور البنك المركزي الأوروبي٬ أكد ساركوزي حرصه على استقلال هذا البنك وهو ما اكدته برلين مجددا بحزم الاثنين.

وفي موضوع الشرق الأوسط٬ أكد ساركوزي في مقابلة مع مجلة "لكسبريس" الفرنسية أنه ينوي اتخاذ "مبادرات بخصوص هذه القضية اعتبارا من الصيف المقبل" إذا أعيد انتخابه٬ وقال في هذا الصدد "في ولاية ثانية أرغب في أن أكرس نفسي لمبادرات دولية مهمة سأتخذها اعتبارا من صيف 2012".

وقال إنه "يتعين على أوروبا وفرنسا أن تساعدا الإسرائيليين والفلسطينيين على إبرام اتفاق سلام"٬ مؤكدا أنه "حان الوقت لمنح الفلسطينيين وضع دولة في الأمم المتحدة شرط أن يؤكدوا مجددا حق اسرائيل في الوجود والأمن وأن يتقدم الطرفان باتجاه تعايش بين دولتين أمتين".

وأضاف الرئيس الفرنسي أن "القضية الأهم ليست مسألة الحدود بل حق العودة. اذا انشأنا دولة فلسطينية فذلك ليتمكن الفلسطينيون من العيش في دولة فلسطين".

وأكد ساركوزي كذلك أنه سيتخذ مبادرة أخرى "من أجل الاتحاد من أجل المتوسط الذي يشله النزاع الاسرائيلي الفلسطيني".

وفي معرض حديثه عن "الربيع العربي"٬ اعتبر أن "زوال أنظمة ديكتاتورية يسمح بإقامة شراكة حقيقية بين الديموقراطيات في الشمال والديموقراطيات الناشئة في الجنوب"٬ موضحا أن ذلك "يغير الكثير من الأمور٬ مثل اتفاقات الهجرة".

وعلى علاقة بهذا السباق الانتخابي٬ تلقى المرشح الاشتراكي لانتخابات الرئاسة الفرنسية أمس الثلاثاء الدعم من رئيس الوزراء البلجيكي اليو دي روبو وكذا تأييد عدة شخصيات فرنسية بارزة.

وسيشارك اليو دي روبو٬ أحد رؤساء الوزراء الاشتراكيين القلة في أوروبا٬ في اللقاء الجماهيري الذي يعقده فرنسوا هولاند مساء اليوم في مدينة ليل (شمال) التي تبعد خمسة كلم عن الحدود الفرنسية البلجيكية .

في المقابل رفضت المستشارة الالمانية مقابلة الزعيم الاشتراكي الذي تعارض بقوة رغبته في إعادة التفاوض على المعاهدة المالية الأوروبية التي وقعت في مطلع مارس الماضي. لكنها لم تشارك كذلك في لقاء جماهيري للرئيس المرشح نيكولا ساركوزي طرحت فيه أيضا هذه المسالة.

وتتوقع استطلاعات الرأي٬ حسب وكالة فرنس برس٬ فوزا كبيرا لفرنسوا هولاند في الجولة الثانية من المواجهة الانتخابية التي تجمعه بنيكولا ساركوزي بنسبة أصوات تبلغ ما بين 53 و56 في المائة بعد جولة أولى يتساوى فيها الرجلان مع توقع حصول كل منهما على حوالي 27 و 28 في المائة من الأصوات.

وبدأ اليوم المرشح الاشتراكي في حصد تأييد عدد من الشخصيات ابرزها الرئيس السابق جاك شيراك٬ الذي اكدت صحيفة لوباريزيان انه سيصوت لهولاند استنادا الى احد المقربين منه.

كما أبدت وزيرة سابقة لشيراك هي كورين ليباج٬ الوسطية المدافعة عن البيئة٬ دعمها لفرنسوا هولاند٬ فضلا عن 42 خبيرا اقتصاديا فرنسيا يرون أن المرشح الاشتراكي يتسم ب"المصداقية والطموح والتماسك".

كما أن رئيسة ارباب العمل لورانس باريزو٬ وبعد ان اشادت بالعمل "المدهش" لنيكولا ساركوزي٬ قالت إنها تشعر بأنها "اكثر قربا" من فرنسوا هولاند في "القضايا الاجتماعية وخاصة دور الكيانات الوسيطة".

الهوية في الانتخابات الفرنسية : الامازيغية نموذجا

ج العلم

استأثر النقاش السياسي حول البرامج الانتخابية للمرشحين للانتخابات الفرنسية باهتمام غالبية الشعب الفرنسي ، الذي ولأول مرة في تاريخه حسب المراقبين المتتبعين للشان السياسي الفرنسي والدولي اهتم بتطورات الحملات الانتخابية للمرشحين بهذا الحماس والجدية وهناك من أعزى ذلك الى التخوف الكبير الذي تعيشه المجتمعات الاوروبية من المستقبل الاقتصادي والاجتماعي لدولها بفعل الازمة الاقتصادية التي باتت تطل على اوروبا من جديد وكذا تنامي الجريمة والعنف والذي ياخد بعض الاحيان طابعا اثنيا او عقائديا ، لذلك لا غرو ان يكون نقاش الهوية الفرنسية ومكوناتها والعلائق بينها في صلب الحملات الانتخابية ، واتجه كل فريق انتخابي الى التعبير عن اعترافه بحقوق الأقليات الفرنسية سواء اللغوية والثقافية والعقائدية، فساركوزي مرشح اليمين الفرنسي قام بزيارة للمركز الامازيغي لفرنسا في زيارة تاريخية لافتة ، والتقى الامازيغ الفرنسيين واعتبر في خطاب ديبلوماسي ان الامازيغ الفرنسيين كانوا دائما نموذج للاندماج والتعايش والاخاء في فرنسا ، لكن تبين من تصريحاته اثناء هذه الزيارة الى المركز جهله بالامازيغية العميقة أي بتواجدها الاقليمي أي انه لا يعرف مثلا ان الشعب الازوادي شعب امازيغي ، كما لايعرف ان في تونس امازيغ ، وهذا الجهل بالقضية الامازيغية ربما ما جعل نيكولا ساركوزي لم يدافع يوما على القضية الامازيغية في أي محفل من المحافل الدولية ولا اثارها ولو مرة في محادثاثه الديبلوماسية السابقة والحالية مع انظمة شمال افريقيا التي ما تزال معظمها على الاقل تمارس سياسة التهميش والاقصاء الممنهجين ضد الامازيغ ، فهل يستطيع ساركوزي ان يراجع دروس التاريخ ويتعرف على الدور الامازيغي المهم في التاريخ المتوسطي والعالمي وبالتالي يعطي للامازيغ بفرنسا باعتبارهم شركائه في الوطن وامازيغ العالم باعتبارهم شركاء في الهوية ما سلب منهم بالقوة والحيلة ويبؤهم المكانة الائقة في فرنسا والعالم عند اعادة انتخابه من جديد ؟أم ان تصريحاته والاخيرة لا تعدو ان تكون مناورات انتخابية الهدف منها كسب اصوات الملايين من الامازيغ الفرنسيين ؟؟

مرشح الحزب الاشتراكي الفرنسي المحامي فرانسوا هولاند بدوره اشاد بامازيغ فرنسا وتضحياتهم من اجل بناء الدولة الفرنسية الحديثة ، وذكر ببعض القيم المشتركة التي تجمع الاشتراكيين الفرنسيين بالامازيغ الفرنسين كقيم العلمانية والتسامح ، لكنه لم يوضح في برنامجه الانتخابي والذي يتكون من ستين التزام 60 engagements كيف سيقوم بتطوير اندماج الامازيغ والامازيغية في الحياة العامة الفرنسية وكيف سيقوم الضغط على الانظمة الشمال الافريقية لجعل الامازيغية تحتل مكانتها اللائقة في الحياة السياسية والثقافية المغاربية على الاقل ، المرشح الاشتراك الفرنسي لم يتحدث عن ضرورة تعويض المناطق الامازيغية في الدول المغاربية عن سنوات الاستعمار الفرنسي واستغلال اليد العاملة المغاربية في بناء فرنسا الحديثة ، فهل جزاء هذه المناطق وهذه الشعوب ان تقوم فرنسا بتنصيب عملاءها في هذه الدول ونهب ثرواتهم من جديد ؟؟

يشارك في هذه الانتخابات الفرنسية 10 مرشحين ولكن تبقى الهوية حاضرة بشكل ايجابي وتقدمي في مرشحي اليسار الراديكالي الفرنسي الذين باختلاف تنوعاتهم الايديولوجية استطاعوا مقاربة موضوع الجاليات واللغات والهويات التي تتعايش بفرنسا بمنظور جد تقدمي بعيدا عن مفاهيم الاندماج والتعايش التقليديين ، فمرشحي اليسار الراديكالي سواء التروتسكوية مرشحة النضال العمالي الاستاذة NATALIE ARTHAUD ومرشح الحزب المعادي للراسمالية PARTI ANTI-CAPITALISTE عامل السيارات السيد POUTOU الذي ينادي بالتصويت ضد ساركوزي و بعدم تصديق هولاند لانه استنساخ لليمين لا اقل ولااكثر كلهم طالبو بنقاش مستفيض للهوية الفرنسية الواحدة وعرجوا على الامازيغية ولكن يبقى المرشح اليساري البارز والذي ربما قد يحمل مفاجأة كبيرة في الدور الاول مرشح الجبهة اليساريةJ. MELENCHONE ، والذي وعد الفرنسيين عموما وابناء الامازيغية بالاعتراف بتاريخهم المديد ودورهم التاريخي في بناء فرنسا ، وقد قدم برنامجه الانتخابي واعدا الفرنسيين باعادة النظر في تحكم الاسواق الاوروبية في ارزاق الفرنسيين وبتخفيض الضرائب والعمل على احداث معاهد خاصة للامازيغية وغيرها من الوعود التي لم يكن في الماضي القريب والبعيد يستطيع أي مرشح فرنسي ان يعطيها للامازغ الفرنسيين .

هناك بطبيعة الحال مرشحين من احزاب الخضر ويمين الوسط والجبهة الوطنية ولكن النقاش الهوياتي بشكل حداثي وديموقراطي لم يتبلور بالشكل الجيد في البرنامج الانتخابي لهذه الاحزاب رغم اشارات جاء بها حزب الخضر وممثلثه EVA JOLY

يبقى من الخصائص الايجابية للانتخابات الفرنسية ليوم 22 ابريل 2012 ان اصبحت الامازيغية تتداول في الحقل السياسي الفرنسي من ابوابه الواسعة وذلك سيؤثر حتما على الجيران الشماليين في اوروبا والجنوبيين في افريقيا لعلهم يوقفوا الحكرة والتهميش التي تطالب المواطنين الامازيغ وغيرهم من ممثلي الهويات الثقافية المتخالفة مع الهوية الاوروبية الاصلية ، فقد حان وقت المجتمع المدني الامازيغي في اوروبا ان يضغط سلميا وحضاريا وسياسيا من اجل ان تصبح الامازيغية رهان انتخابي اوروبي لان من شان ذلك ان يخفف الضغط على الامازيغية في مناطق اخرى في العالم .

وفد مصري رسمي يزور فرنسا للاستفادة من خبرات باريس في العملية الانتخابية

BBC

يصل وفد مصري رسمي من البرلمان، ووزارتي الخارجية والداخلية، والهيئة العامة للاستعلامات، واللجنة العليا للانتخابات ولجنة الانتخابات الرئاسية إلى باريس، الخميس، في زيارة رسمية لفرنسا تستمر حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري للاطلاع على مجريات عملية الانتخابات الرئاسية الفرنسية.

ويقوم أعضاء الوفد المصري بزيارة مراكز الاقتراع أثناء سير عملية التصويت الأحد المقبل، ومراكز فرز الأصوات بالنسبة للجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية، للتعرف على أساليب إدارة العملية الانتخابية في فرنسا.

يذكر أن الجولة الأولى للانتخابات الفرنسية، ستنطلق، الأحد المقبل، ويزور الوفد المصري فرنسا للاستفادة من خبرات باريس في العملية الانتخابية.

فرنسا: شبح المقاطعة يهدِّد المرشّحين وانشقاقات كبيرة في معسكر اليمين

ج الاخبار

كأن النتائج المتوقع أن تكون متقاربة بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية لا تكفي؛ إذ ظهر أن نسبة الامتناع عن التصويت قد تقلب المعطيات، مع وجع رأس إضافي لمعسكر نيكولا ساركوزي الذي ينشق عنه أهل البيت اليميني

باريس &#124 قبل ثلاثة أيام من موعد الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية، يواجه المرشحون منافساً غير متوقع يهدّد بأن يختطف منهم ثلث أصوات الناخبين، ما قد يؤدي إلى خلط موازين القوى على الأقل في الدورة الأولى من الاقتراع. فقد كشفت آخر استطلاعات الرأي أنّ نسبة الممتنعين عن التصويت تتّجه نحو ارتفاع قياسي، لتتجاوز عتبة الـ 30 في المئة، ليكون ذلك، إن حصل، سابقة تاريخية في البلاد.

ورغم أن الامتناع عن التصويت لا يؤثّر مباشرة في نتائج الاقتراع، حيث لا تُحتسب سوى أصوات المشاركين، إلا أن ارتفاع نسب المقاطعة له تأثيرات غير مباشرة من ناحية موازين القوى؛ إذ إن الممتنعين عن التصويت غالباً ما يكونون من المستقلّين وأنصار التيارات المعتدلة، بينما أنصار الأحزاب والتنظيمات المتشددة (سواء اليسارية منها أو اليمينية)، يتّسمون بقدر أكبر من التجنيد والانضباط والالتزام. على سبيل المثال، في انتخابات الرئاسة عام 2007، أسهم ارتفاع نسبة الممتنعين عن التصويت، التي بلغت 28,2 في المئة في حينها، بإقصاء مرشح اليسار ليونيل جوسبان، ومرور اليميني المتطرف جان ماري لوبان إلى الدورة الثانية بـ 16,8 في المئة من الأصوات. أما في انتخابات 2002، التي لم تتجاوز خلالها نسبة الامتناع الـ 16 في المئة، فلم يحقّق لوبان سوى 10,4 في المئة.

ويرجِّح المحلِّلون أن يكون مفعول الامتناع هذه المرة، معاكساً لما حدث في 2002، أي إنه لن يصب في مصلحة مرشح اليمين، بل اليسار الراديكالي. وتأكدت هذ التوقعات، أمس، من خلال استطلاع للرأي كشف أن 58 في المئة من الفرنسيين برّروا قلة اهتمامهم بانتخابات الرئاسة لهذا العام بأن «الحملة مملّة، ولا تتطرق للانشغالات الحقيقية للفرنسيين». أما الذين يعتزمون الامتناع عن التصويت، فقد قال 56 في المئة منهم إنهم سيقاطعون الاقتراع لأن «اللعبة الديموقراطية في فرنسا لم يعد لها تأثير فعلي في القرار السياسي، لأن الأوساط المالية هي المهيمنة». واللافت هو أن الحديث عن «انقطاع رجال السياسة عن الانشغالات الفعلية للناس»، و«التحذير من هيمنة الأوساط المالية على القرار السياسي»، هي من أبرز الشعارات التي يرفعها مرشح «جبهة اليسار»، جان _ لوك ميلانشون، منذ بداية حملته الانتخابية.

وما يزيد من تعقيد المشهد أكثر، تفاقُم ظاهرة «الترحال الانتخابي»، بما أن استطلاعات الرأي الأخيرة كشفت أن 32 في المئة من الناخبين لم يحسموا خياراتهم نهائياً بعد، ولا يستبعدون أن يعدِّلوا «نياتهم الانتخابية» في اللحظات الأخيرة. كلام يعني أنّ أصوات 62 في المئة من المسجَّلين على القوائم الانتخابية، لا يزالون «في عداد المجهول»، بين متردِّد ومُقاطِع.

جميعها معطيات تدفع الخبراء إلى عدم استبعاد حدوث «زلزال» من شأنه أن يقلب الطاولة منذ الدورة الانتخابية الأولى، رغم أنّ أبرز مرشّحَين، أي نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند، يبدوان في الظاهر متقدِّمَين عن الباقين بنحو 10 نقاط. ولا تزال الكفة متعادلة بين ساركوزي وهولاند (نحو 28 في المئة لكل منهما)، فيما حقّق ميلانشون قفزة جديدة ليصل أمس إلى 17 في المئة. بدورها، سجّلت مارين لوبان تقدماً طفيفاً، بعد 3 أسابيع من التراجع، لتقترب مجدداً من عتبة الـ 14 في المئة.

إلى ذلك، برزت أخيراً سلسلة من الانشقاقات التي دفعت بالعديد من الموالين لساركوزي للانتقال إلى معسكر المؤيدين لهولاند. وفي مقدمة هؤلاء، الرئيس السابق جاك شيراك، الذي أكّد أول من أمس رسمياً أنه سيصوِّت للمرشح الاشتراكي. وسبق لشيراك أن تحدث عن ذلك قبل أشهر، لكن زوجته برناديت سارعت إلى نفي الخبر، قائلة إن «زوجي كان يمزح». وشاركت السيدة الأولى السابقة في تجمع «فليبانت»، قبل أسبوعين، حيث أعلنت تأييدها لساركوزي، لأن «هولاند لا يمتلك كاريزما كافية تؤهله لتولي الرئاسة». وفي السياق، أعلنت وزيرة مقاطعات ما وراء البحار في عهد شيراك، النائبة اليمينية بريجيت جيراردان، تأييدها لفرانسوا هولاند أيضاً. وقد عُدَّ ذلك إشارة إلى تحوُّل هام في اتجاهات ناخبي جزر الأنتيل والـ«ريينيون»، الموالين في العادة لتيار اليمين الديغولي. كذلك أعلن وزيرا الانفتاح في الحكومة الأولى لساركوزي، مارتن هيرش وفضيلة عمارة، عودتهما إلى صفوف اليسار، ودعوا أمس إلى التصويت لهولاند.

تعثر جديد لحملة ساركوزي الانتخابية بعد تأييد وزراء سابقين لهولاند

ج ايلاف

واجهت الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والتي تهدف الى اكسابه ولاية ثانية في الاقتراع المقرر جولته الأولى الأحد المقبل، تعثراً كبيراً بعد تخلي شخصيات بارزة عن تحفظها واعلان تأييدها منافسه الأشتراكي فرانسوا هولاند، فيما كشف استطلاع جديد للرأي تراجع نسبة تأييد ساركوزي الى 27 في المئة في الجولة الاولى، في مقابل 29 في المئة لهولاند.

ولم يمنع ذلك المرشح الاشتراكي من تحذير انصاره من الإفراط بالثقة، وشدد على ان «الرئيس المرشح صدم كثيرين وعمل على تفريق الفرنسيين الذين يريدون اليوم التصالح والتوحد والتجمع»، متعهداً العمل لتحقيق ذلك في حال فوزه.

وكان لافتاً اعلان الوزيرة السابقة فضيلة عمارة وزميلها مارتان هيرش اللذين ضمهما ساركوزي الى احدى حكوماته، عزمها التصويت لمصلحة هولاند في الجولة الأولى، ما شكل مبادرة منهما للانفتاح على اليسار. وحذا حذوهما الوزيران السابقان كورين لوباج وعزوز بيغاغ الذي انضم الى فريق عمل رئيس الحكومة السابق دومينيك دوفيلبان قبل تولي ساركوزي الرئاسة.

ويمثل ذلك ظاهرة غير مألوفة في فرنسا، بسبب قاعدة التحفظ المتبعة في هذا المجال والحرص على سرية الاقتراع، ما يعكس درجة المعارضة الداخلية لأسلوب حكم ساركوزي.

وبعدما تردد ان الرئيس السابق جاك شيراك الذي ينتمي الى خط ساركوزي السياسي نفسه، يعتزم ايضاً الاقتراع لمصلحة هولاند، نفى مكتب مكلف النطق باسمه إدلاءه بأي تصريح علني عن الانتخابات، لكن من دون ان ينفي ما نسب اليه.

وفيما يواجه هولاند انتقادات بسبب علاقاته المحدودة في الساحتين الأوروبية والدولية، اعلن رئيس الحكومة البلجيكي اليو دي روبو (اشتراكي) دعمه له خلال مهرجان انتخابي في مدينة ليل (شمال) حضرته الأمينة العامة للحزب الأشتراكي مارتين اوبري التي يحتمل ان ترأس الحكومة في حال فوز حزبها بالرئاسة.

وفي اطار تناوله القضايا الاقتصادية التي ستتصدر اهتمامات الرئيس المقبل في ظل الأزمة الحالية، رفض هولاند اعتماد سياسة اقتصادية تستند الى توقع صندوق النقد الدولي تحقيق فرنسا نسبة نمو ضئيلة جداً. واكد انه سيجمد المعاهدة المالية التي تتمسك بها المانيا «اذا لم تتضمن اجراءات تحفز على النمو».

وكرر المرشح الاشتراكي رفضه اقرار القاعدة الذهبية التي اعتمدتها بعض الدول الأوروبية وضمها الى الدستور الفرنسي لتحديد مستوى الدين العام التي يؤيدها ساركوزي، وتعهد العمل لمراجعة الحد الأدنى للأجور «بشكل يتلاءم مع الأوضاع الأقتصادية للمؤسسات الإنتاجية، مع امكان رفع نسبة الضريبة المضافة على السلع الفاخرة» والذي تعارضه المفوضية الأوروبية.

في المقابل، دعا ساركوزي الى خفض العجز الهائل في الموازنة تمهيداً للتحاور مع المصرف المركزي الأوروبي، من اجل نيل دعمه للنمو.

واكد حرصه على استقلال المصرف المركزي الأوروبي، بعدما كان اغضب السلطات الألمانية باعلانه خلال مهرجان انتخابي الأحد الماضي عزمه اجراء حوار اوروبي حول دور هذا المصرف، ومناقشة سعر صرف اليورو مع رئيس المصرف ماريو دراغي.

عشية الانتخابات الفرنسية (1)

ج ايلاف

بعد أيام ستكون الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، والمرشحون عشرة، ولكن أصحاب الدعم الشعبي[ بدرجات] منهم هم المرشح الاشتراكي هولاند، ومرشح الحزب الديجولي سركوزي، [وهما الأكثر حظا]، ومرشح يسار اليسار الشعبوي ميلانشون، ومرشحة اليمين الشعبوي مارين لوبين، ومرشح ما يدعى بالوسط فرانسوا بايرو. أما المرشحون الآخرون، فلا تدل الاستطلاعات على وجود تأييد يذكر لهم، وبينهم تروتسكيان.

لا يتسع هذا المقال لغير ملاحظات مركزة أو رؤوس نقاط لا يمكنها أن تحيط بالموضوع إلا تقريبيا وبإيجاز.

إن الاستطلاعات المتتالية تشير إلى تقارب الأصوات بين هولاند وسركوزي في الدورة الأولى، وإلى نجاح الأول في الدورة النهائية. وهناك هوامش مجهولة، منها ما يخص نسبة الامتناع، ومواقف المترددين الذين لم يقرروا بعد لمن يصوتون، وقد تأتي ثمة مفاجآت عن مواقفهم. كما أن الدورة الثانية قد تشهد مفاجآت عن مواقف ناخبي المرشحين الذين لم يفوزوا في الدورة الأولى وأين ستصب أصواتهم.

ثمة ملاحظات أولية لابد من ذكرها:

الأولى أنه ببدو أن ثمة انعطافا شعبيا نحو اليسار بمختلف مدارسه وتياراته، والدليل الأبرز صعود نجم مرشح اليسار الشعبوي، ميلانشون، الذي لا يكتم إعجابه بشافيز الفنزويلي، بطل الغوغائية اليساروية ومعاداة الولايات المتحدة. وهو يعد بإعطاء هويات الإقامة الفرنسية لجميع المهاجرين غير الشرعيين وعددهم يقدر بعشرات الآلاف وأكثر. ويدعو لمساواة كليانية، متهما الأغنياء بالغنى على حساب الفقراء. والغني عنده نسبي فمن يبلغ دخله 300 ألف يورو سنويا، وهو يمص دم الفقراء. وهذه شريحة قد يدخل ضمنها، عدا رجال الأعمال، فنانون وفنانات وأطباء جراحون لامعون ومحامون مشهورون ولاعبو كرة وأمثالهم. والملاحظ أن صوره أكثر انتشارا من سواه في أحياء بعينها حيث يكثر المهاجرون غير الشرعييين، من صينيين وأفارقة وآسيويين ورومان، كالحي 13 مثلا، حيث صوره الكبيرة موضوعة على الجدران، وحتى على صناديق القمامة الكبيرة.

إن الحدود بين الحزب الحاكم والاشتراكيين شبه متلاصقة بحيث يمكن تقسيم فرنسا بناء على ذلك إلى نصفين متقاربي الفضاء. ولكن إن أضيفت لهولاند أصوات معظم اليسار الشعبوي والبيئة، وربما قسم من ناخبي بايرو، وحتى من أصوات مارين، فعندئذ يختل هذا التوازن. ولكن لا يمكن التنبؤ الدقيق مسبقا بما سيحصل. وهناك معلقون يرون أن قسما من ناخبي مارين قد يصوتون لهولاند نكاية بسركوزي، الذي تركز مرشحة اليمين الشعبوي حملتها عليه قبل الاشتراكيين، وأكثر بكثير.

إن الأبرز في هموم الفرنسيين هو الوضع الاقتصادي والبطالة وأزمة اليورو والعلاقة بالاتحاد الأوروبي. وهناك أيضا مشاكل الأمن والهجرة والتعليم والمرأة وغيرها. وفي معظم المساجلات الانتخابية لم نر دورا مهما للسياسة الخارجية، باستثناء موضوع العلاقة بمنطقة اليورو والاتحاد الأوروبي.

برنامج الاشتراكيين ذو طموحات كبرى قد تبدو مبالغا فيها إذا أخذنا بالحسبان استمرار أزمة اليورو والأزمة المالية العالمية، وثقل مبلغ العجز والديون الفرنسية. سركوزي جاء للرئاسة عام 2007- أي قبل انفجار الأزمة المالية الأميركية- الدولية بعد عام. ومنذ تلك الأزمة تغيرت معطيات هامة يجب عدم تجاهلها. وكان قد بادر، قبل بقية الدول الأوروبية- لاتخاذ تدابير فعالة للتخفيف من وقع الأزمة على فرنسا، وبفضله لم تقع حتى اليوم في مطبات ساخنة كما وقعت فيها حتى إيطاليا. ولكن الوضع المالي الأوروبي والدولي لا يزال خطيرا.

ويمكن القول أيضا أن سركوزي، وبرغم الملاحظات عنه، يعتبر شخصية دولية، واكتسب في هذا المجال خبرا ومكانة لا يتمتع بهما غيره من المرشحين.

يتجه سركوزي في حملته الانتخابية للمتقاعدين والشباب وفرنسا العميقة " التقليدية"، داعيا للتوفير في نفقات الدولة وتفضيل السلع والصناعة الفرنسية أولا ثم الأوروبية بعدها، ويذكّر باستمرار بالهوية الفرنسية وتاريخ فرنسا، محذرا من عقدة تأثيم الذات. وهو منذ حملته الانتخابية الأولى يدعو لضبط الهجرة الشرعية [ لا لمنعها]، ولمكافحة الهجرة غير الشرعية لحد إعادة المهاجرين السريين لبلدانهم. كما أنه خلال رئاسته كان يركز على الناحية الأمنية ضد العنف ويدعو القضاء إلى الصرامة وعدم التساهل مع من يكررون الجريمة، وخصوصا جريمة كالاغتصاب. وقد أعاد النظر في قانون 35 ساعة عمل أسبوعيا الذي شرعه الحكم الاشتراكي. ونقل سن التقاعد من 60 إلى 62 سنة. ويذكر انه خلال الفترة الأولى من رئاسته كان شديد الاستعجال، وتتالت الإصلاحات واحدا بعد آخر، الكبير منها والثانوي، ودون شرح كاف للمواطنين. ومن وعوده الانتخابية اليوم الخروج من اتفاقية شانغين الأوروبية التي عقدها ميتران وألغت الحدود بين دول الاتحاد مما سمح بغزو المهاجرين من دول كرومانيا وبلغاريا وغيرهما في وقت ارتفاع البطالة فرنسيا، وكذلك ازدياد خطر تسلل الإرهابيين.

أما فرنسوا هولاند، فهو يقترح في مشروعه خلق 60000 وظيفة معلم جديدة، و1000 وظيفة كل سنة في جهازي البوليس والقضاء، و150000 وظيفة في الضواحي والأحياء المعتبرة شعبية. هناك خبراء ينتقدون هذا البرنامج السخي ويتساءلون من أين ستأتي الأموال مع وجود العجز والديون وأزمة اليورو. الاشتراكيون يجيبون بأنهم سيزيدون الضرائب على الأغنياء [ الغني عندهم من يكسب في السنة مليون يورو وأكثر]. وبرنامجه يطالب بتجميد قرار الحكومة الحالية عن مراجعة المصاريف الحكومية باتجاه تخفيضها. كما يريد العودة لسن 60 سنة للتقاعد بدلا من سن 62 مع أن سن التقاعد في ألمانيا المزدهرة ودول غربية أخرى هي أعلى من 62 سنة. والمحصلة عند هؤلاء الخبراء الناقدين هو أن الدولة سوف تواصل الاستدانة لتغطية النفقات فتزداد الديون والعجز وبما يهدد دخول فرنسا في نفق كالنفق اليوناني، وعدم القدرة على دفع مرتبات الموظفين. والضرائب التي يريد فرضها على الأغنياء ستكون بنسبة 75 بالمائة، مما سيرعب أرباب العمل ويشجع على تهريب الأموال وعلى الاستثمار خارجا، بينما فرنسا في حاجة كبرى لخلق الأعمال. كما يطالب هولاند بإعادة النظر في اتفاقية الاتحاد الأوروبي. وفيما يخص جهاز التعليم، فإن النقد الموجه ليس فقط عن قضية عدد المعلمين والمدرسين، بل إهماله للتوقف عند تداعي مستوى التعليم الفرنسي، وزيادة العنف ضد المعلمين والمدرسين، وبين الطلبة أنفسهم، وزيادة التسرب، والتساهل في منح الدرجات باسم المساواة، وهيمنة النقابات التي تهدر العشرات من أيام الدراسة بالإضرابات.

الواضح أن هولاند يتجه أولا لكسب الشباب [ كسركوزي] والمعلمين وموظفي الدولة وسكان الضواحي والنقابيين، وهو مطاطي فيما يخص الهجرة أو صعود الأصولية الإسلامية في فرنسا. ويعد ب"دسترة" قانون العلمانية لعام 1905، أي جعله دستوريا مع أن الدستور الفرنسي يتحدث عن المساواة "بصرف النظر عن الجنس والعنصر والدين"، وكان قد أبدى رأيه في ضرورة إلغاء كلمة [عنصر] من الدستور وكان وجودها يشجع على العنصرية!!

في زمن البطالة، وانخفاض القدرة الشرائية، وأبلسة عالم المال والمصارف، وانتعاش الشعبوية الغوغائية، يسارا ويمينا، وانحياز معظم إعلاميي التلفزيزن الفرنسي يسارا، فإن برنامج الاشتراكيين له لمعان وبريق، وقد يجذب قطاعات واسعة حتى من غير الناخبين التقليديين للاشتراكيين، خصوصا وإن الحملة المركزة ضد سركوزي واتهامه بمحاباة عالم الأغنياء [ سهر مرة على يخت لصديق غني] قد أضرت به كثيرا حتى أن عددا من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الحاكم قد بدلوا مواقفهم في العام الماضي، مما أدى لخسارة حزب سركوزي الأكثرية في مجلس الشيوخ.

المرشح الاشتراكي لا يناقش برنامج سركوزي الانتخابي، وهو متردد في الموافقة على مناظرات تلفزيونية ثنائية، ولكن مركز دعايته الانتخابية متجه للقول بأن سركوزي لم ينفذ عددا من وعوده الانتخابية لعام 2007، مع نسيان لكون الأزمة المالية انفجرت بعد عام وغيرت المعطيات.

أما مارين لوبين، فهي تكثر من الحديث عن القدرة الشرائية والبطالة، وتجرم الاتفاقيات الأوروبية باعتبارها أضرت بسيادة فرنسا وبأوضاع العمال. وهي تنتقد اليسار لإبرامه لاتفاقيات اليورو وشانغن زمن ميتران. وتنتقد موافقة الحزب الديجولي بعدئذ رغم أنه كان مترددا في البداية. وكما نعرف، فهي أيضا تركز على الأمن، وعلى تحديات التطرف الإسلامي، وتدعو إلى تحديد الهجرة الشرعية من 200000 سنويا إلى 10000 فقط، وطرد جميع المهاجرين غير الشرعيين. ونقول إن بعض ما تركز عليه يعبر عما يشعر به فرنسيون كثيرون من "الأكثرية الصامتة". ومن المفارقة أن في بعض برنامجها ما يلتقي مع اليسار الشعبوي، ولذا لا يتردد بعض المعلقين عن توقع انحياز أصوات شريحة من ناخبيها نحو ميلانشون. وإن تلاقي التطرفين في فرنسا والعالم ليس بالظاهرة الغريبة، مثلما تلاقيهما مع التطرف الإسلامي، ومن مواقع واعتبارات مختلفة!.

فرنسا: الانتخابات الرئاسية تنطلق الأحد المقبل.. وتنافس حاد بين المرشحين

ج الريادة

جاء حسب آخر استطلاعات الرأي التي كشف عن نتائجها في اليومين الأخيرين أن التنافس على أشده بين مرشحين اثنين للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة للفوز بالمرتبة الأولى في أعقاب الدورة الأولى التي ستجري يوم الأحد المقبل.

وهذان المرشحان هما الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي مرشح الحزب الحاكم وفرانسوا هولاند مرشح الحزب الاشتراكي المعارض.

وتتوقع غالبية عمليات سبر الآراء أن يفوز كلاهما على نسبة من الأصوات في أعقاب الدورة الأولى تتراوح بين سبعة وعشرين وثمانية وعشرين بالمائة. بل إن أحد الاستطلاعات هذه يذهب إلى تنزيل فرانسوا هولاند المرتبة الأولى. وتتوقع غالبية استطلاعات الرأي حصول مارين لوبين مرشحة اليمين المتطرف على المرتبة الثالثة. ويأتي بعدها تباعا جان لوك ميلانشون مرشح أقصى اليسار ثم فرانسوا بايرو مرشح وسط اليمين.

ويعول كل من ساركوزي وهولاند كثيرا على المرتبة الأولى في أعقاب الدورة الأولى لأنها تشكل حافزا كبيرا من شأنه دفع عدد من الناخبين الذين لايزالون مترددين في اتخاذ موقف من المرشحين إلى اختيار المرشح الذي يفوز بالمرتبة الأولى في أعقاب الدورة الأولى. وصحيح أن هناك اليوم لدى المحللين والمراقبين قناعة بأن فرانسوا هولاند هو الذي سيكسب الانتخابات في أعقاب الدورة الثانية حتى في حصوله على المرتبة الثانية في أعقاب الدورة الأولى. ولكن توقعات عمليات استطلاع الرأي شيء ونتائج صناديق الاقتراع شيء آخر. وهذا ما أثبتته مثلا نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية قبل الأخيرة التي جرت عام ألفين واثنين. فقد كانت أغلب استطلاعات الرأي تتوقع فوز ليونيل جوسبان مرشح الحزب الاشتراكي على جاك شيراك مرشح اليمين التقليدي الحاكم آنذاك فأقصي جوسبان في أعقاب الدورة الأولى وحل محله جان ماري لوبين زعيم اليمين المتطرف في ذلك الوقت.

فرنسا.. ساركوزي يوجه بوصلته الانتخابية إلى الخارج

العرب اونلاين

باريس ـ وعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يطمح لولاية رئاسية جديدة في مقابلة مع مجلة لكسبريس الفرنسية انه ينوي اتخاذ "مبادرات" حيال الشرق الاوسط "اعتبارا من هذا الصيف" اذا اعيد انتخابه.

وقال ساركوزي قبل ايام من الدورة الاولى للاقتراع الرئاسي التي تجرى الاحد "في ولاية ثانية ارغب في ان اكرس نفسي "..." لمبادرات دولية مهمة ساتخذها اعتبارا من صيف 2012".

واضاف ان "اوروبا وفرنسا يجب ان تساعدا الاسرائيليين والفلسطينيين على ابرام اتفاق سلام. حان الوقت لمنح الفلسطينيين وضع دولة مراقبة في الامم المتحدة شرط ان يؤكدوا مجددا حق اسرائيل في الوجود والامن وان يتقدم الطرفان باتجاه تعايش بين دولتين امتين".

وتابع الرئيس الفرنسي المرشح لولاية ثانية ان "القضية الاهم ليست مسألة الحدود بل حق العودة. اذا انشأنا دولة فلسطينية فذلك ليتمكن الفلسطينيون من العيش في دولة فلسطين".

واوضح ساركوزي انه سيتخذ مبادرة اخرى "من اجل الاتحاد من اجل المتوسط الذي يشله النزاع الاسرائيلي الفلسطيني".

وقال ان "الربيع العربي وزوال انظمة ديكتاتورية او انظمة قوية يسمح باقامة شراكة حقيقية بين الديموقراطيات في الشمال والديموقراطيات الناشئة في الجنوب".

ورأى ساركوزي ان "هذا يغير الكثير من الامور، مثل اتفاقات الهجرة. نتفهم بسهولة رغبة النخب الليبية في الهرب من القذافي. ليبيا اليوم بحاجة الى نخبها. سنقوم بتأهيل مزيد من المعلمين ومزيد من الباحثين ومزيد من الاطباء ليتمكنوا من ممارسة اعمالهم في بلدهم".

واضاف "بعد خمسين عاما من ازالة آثار الاستعمار، يجب ان ننجز مع الجزائر بدون تأخير اعادة التفاوض حول الاتفاقات التفضيلية في مجال الهجرة التي تعود الى 1968".

تشريعيات 2012 انطلاقة محتشمة للحملة الانتخابية في منطقة شمال فرنسا

ج النهار اونلاين

تشهد الحملة الانتخابية لتشريعيات 2012 في المنطقة 1 شمال فرنسا انطلاقة محتشمة بحيث لم تنشط الأحزاب السياسية المشاركة في الاقتراع الذي سينطلق ابتداء من 8 ماي في فرنسا و بالخارج أي تجمع شعبي لحد اليوم، و لا تتضمن الأعمدة الاشهارية المنصبة داخل القنصلية العامة للجزائر بباريس منذ يوم السبت الماضي سوى برنامج و صورة متصدري قوائم حزبين من أصل الأحزاب الـ 23 المشاركة في الانتخابات التشريعية لتمثيل الجالية الوطنية بهذه المنطقة، و أوضح القنصل العام رشيد وعلي لوأج أن القنصلية العامة للجزائر وزعت على متصدري القوائم ملفا يضم النصوص التشريعية التي توضح لهم واجباتهم في مجال تنظيم الحملة و تحضيرها، و أعرب أعضاء من الجالية لوأج عن الاهتمام الذي يولونه لهذا الاقتراع لاسيما من أجل التكفل بانشغالاتهم، و قالت رئيسة جمعية تتكفل بالمرضى جاءت لتطلع على البرامج الانتخابية المقترحة من قبل الأحزاب التي كان من المفروض أن تعلق على الأعمدة المنصبة لهذا الغرض إنها ستنتخب لكنها لم تختار بعد أي مترشح مضيفة "سأصوت على برنامج لكني لم أطلع على البرامج بعد، و استطردت أنه ينبغي على المترشحين أن يقوموا بعمل جواري لاطلاع أعضاء الجالية ببرامجهم مشيرة إلى أن الجزائريين في فرنسا في حاجة لأن يمثلوا من قبل نواب ناجعين و ليس من قبل أولئك الذين يختفون بين عهدتين، من جهته أشار رابح و هو رجل في العقد السادس من عمره إلى أن المشاكل التي تواجهها الجالية الوطنية في فرنسا تفاقمت بدون أن يتم التكفل بها، و أضاف أن تطلعات الجزائريين في فرنسا ليست نفسها التي كانت موجودة منذ عشر سنوات أو عشرين سنة بحيث أن جيل اليوم يعرف ما يريد لكن لا أحد يكترث لذلك، و قال كلنا نحب الجزائر و جميع جزائريي فرنسا يريدون التعبئة من أجلها و لذلك نحن في حاجة لأشخاص قادرين على نقل انشغالاتنا لكن الأمر ليس كذلك، و من بين انشغالات الجالية الجزائرية في فرنسا دعا رب عائلة إلى تدريس اللغة العربية لأبناء الجالية، و طلب رئيس جمعية نقابة الدفاع عن الجزائريين في أوروبا موفق بدوي من السلطات الجزائرية إقامة مركز استقبال و متابعة و علاج لفائدة الجزائريين ضحايا التجارب النووية الفرنسية في صحراء الجزائر، و تأسف لغلاء وسائل النقل الجوي بين فرنسا و الجزائر مشيرا إلى أن هذا المشكل يحول دون تنقل العديد من جزائري فرنسا إلى البلد، كما دعا إلى فتح فرع لبنوك جزائرية بغية تسهيل عن بعد استثمارات أعضاء الجالية في الجزائر.

كيف يؤثر سباق الرئاسة في فرنسا على اوضاع المهاجرين العرب؟

موقع الجريدة

تجري الجولة الاولى من انتخابات الرئاسة في فرنسا يوم الاحد 22 ابريل/نيسان، فيما ينتظر ان تجري جولة الاعادة بين المرشحين الاثنين الذين يحصلان على اعلى الاصوات يوم الاحد 6 مايو/آيار.

ويشير استطلاع للرأي اجرته "سي اس أي" الى ان مرشح الحزب الاشتراكي فرنسوا هولاند هو الاقرب للفوز برئاسة فرنسا في جولة الاعادة، وان كان هذا الاستطلاع يشير الى ان الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي، مرشح الحزب الحاكم "الاتحاد من اجل الحركة الشعبية"، سيحقق نتائج افضل نسبيا في الجولة الاولى.

وتبدو قضايا المهاجرين العرب والمسلمين حاضرة بقوة في هذه الانتخابات، خاصة وانها جاءت بعد حادث مدينة تولوز، حيث تتهم السلطات الفرنسية محمد مراح، وهو فرنسي من اصل جزائري، بقتل سبعة افراد في المدينة، وهو الحادث الذي انتهى بمقتل مراح على يد قوات الشرطة الفرنسية.

واثار مقتل مراح، الذي ولد وعاش في فرنسا، الكثير من الجدل حول اوضاع المسلمين في فرنسا، التي تضم اكبر عدد من المسلمين في أي دولة اوروبية، وتشير تقديرات الى ان اعدادهم لا تقل عن خمسة ملايين.

وتصاعد الجدل بعد الحادث حين قامت السلطات الفرنسية بمنع بعض رجال الدين الاسلامي من دخول فرنسا للمشاركة في مؤتمر عن اوضاع المسلمين.

واستخدمت ماريان لوبان، التي تتزعم حزبا يمنيا متشددا، الحادث للترويج لاجندتها المناهضة للمهاجرين، ولما تصفه باسلمة فرنسا. فيما أكد ساركوزي في جولاته الانتخابية ضرورة خفض مستوى الهجرة الحالي الى النصف.

وتقول لوبان ان اعداد المهاجرين تتزايد، فيما يؤكد وزير الداخلية الحالي كلود غيون انها تتراجع.

وعلى الجانب الآخر ينتقد هولاند سياسات ساركوزي تجاه المهاجرين، ويقول ان اعدادا كبيرة منهم يشعرون بالتهميش، ويعيشون في احياء فقيرة نسبيا دون ان تقدم لهم الدولة مساعدة فعالة.

يشار الى ان هذه الانتخابات تأتي في وقت تواجه فيه فرنسا ازمة مالية حادة، مثل اغلب الدول في منطقة اليورو، وبدأت في اجرءات تقشفية واسعة لخفض الانفاق العام.


إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً