ملف خاص

(تصريحات خالد مشعل بحق القرضاوي)

في هذا الملف

مشعل للقرضاوي : اتق الله يا شيخ في فلسطين .. سوريا البلد الوحيد الذي لم يتآمر علينا

حماس تنفي تصريحات نسبت لمشعل بحق العلامة القرضاوي

القرضاوي يفتي بجواز التدخل الاجنبي في سورية

تحليل: الديني والسياسي في فتوى القرضاوي

مقال: يا القرضاوى دعوتك للتدخل فى سوريا تخالف الإسلام

مشعل للقرضاوي : اتق الله يا شيخ في فلسطين .. سوريا البلد الوحيد الذي لم يتآمر علينا

المصدر: الأهرام المصرية

أعرب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل عن استيائه واستغرابه الشديدين لمواقف الشيخ يوسف القرضاوي "رئيس المجلس الإسلامي العالمي"، والتي انتقد فيها القرضاوي بشدةالنظام السوري ودعا فيها السوريين إلى الثورة عليه.

ودعا مشعل الشيخ القرضاوي، كما نقل موقع هيئة الإذاعة والتلفزيون السوري، إلى أن يُحكِّم ضميره، ويتحرر من الضغوط التي تمارس عليه من قبل جهات يعتبرها موثوقة.

وقال مشعل: "إن حكام العالم العربي باعوا قضيتنا وأبرز شيوخهم تخلوا عن أهلنا، ولم تجد حماس سوى الرئيس بشار الأسد ليحميها ويدعمها ويقف إلى جانبها، وحين طردنا الحكام العرب آوتنا سوريا، وحين أقفلت أبواب المدن في وجهنا فتحت لنا سوريا قلبها وحضنت جراحنا".

وأضاف: "أقول للشيخ القرضاوي من منطلق المحب العاتب، اتق الله يا شيخ بفلسطين، فسوريا هي البلد الوحيد الذي لم يتآمر علينا ويدعمنا، وما تقوله عن وحدتها الدينية يصيب قلب كل فلسطيني بالحزن ويخدم إسرائيل ولا أحد غير إسرائيل".

وتابع مشعل: "إن الشيخ القرضاوي يتحدث عن الأحداث في سوريا كما لم يتحدث عن الأحداث التي جرت في مصر، فهناك دعا إلى الوحدة بين الأقباط والمسلمين وبين السلفيين والإخوان، وبين المذكورين وبين العلمانيين، وهنا في سوريا يدعو إلى القتال بين السوريين؟!".

وأشار إلى أن حركة حماس تشهد أنه لا يوجد مسلم قدم لفلسطين ما قدمه لها بشار الأسد، ولا أحد ضحى وخاطر بحكمه وببلده من أجل فلسطين، ورفضا للتضييق على المقاومة الفلسطينية، كما فعل بشار الأسد، وعلى الشيخ القرضاوي إن لم يكن لديه معطيات حقيقية عن سورية أن يستمع إلى الشعب السوري، وإلى علماء الدين من أبنائه، ليعرف أن في هذا البلد يملك أهل السنة من الحرية والكرامة والعزة بالله ما لا يملكه غيرهم في بلاد عربية أخرى، ولكنهم ضعفاء أمام الأمريكى ومتخاذلون عن نصرة فلسطين".

حماس تنفي تصريحات نسبت لمشعل بحق العلامة القرضاوي

المصدر: معا

نفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بشدة تصريحات نسبتها بعض وسائل الإعلام لرئيس مكتبها السياسي خالد مشعل بحق العلامة الشيخ يوسف القرضاوي.

وقالت الحركة في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي اليوم "إن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من تصريحات مزعومة ومنسوبة لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل حول الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، مختلقة تمامًا ولا أساس لها من الصحة".

وكان موقع هيئة الإذاعة والتلفزيون السوري، قد قال ان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل اعرب عن استيائه واستغرابه لمواقف الشيخ يوسف القرضاوي التي يدعو فيها السوريين إلى الثورة.

ودعا مشعل، القرضاوي، كما نقل موقع هيئة الإذاعة والتلفزيون السوري، اليوم الثلاثاء، إلى أن يحكم ضميره ويتحرر من الضغوط التي تمارس عليه من قبل جهات يعتبرها موثوقة.

وقال مشعل 'إن حكام العالم العربي باعوا قضيتنا وأبرز شيوخهم تخلوا عن أهلنا، ولم تجد حماس سوى الرئيس بشار الأسد ليحميها ويدعمها ويقف إلى جانبها، وحين طردنا الحكام العرب آوتنا سوريا، وحين أقفلت أبواب المدن في وجهنا فتحت لنا سوريا قلبها وحضنت جراحنا'.

وأضاف: 'أقول للشيخ القرضاوي من منطلق المحب العاتب، اتق الله يا شيخ بفلسطين، فسوريا هي البلد الوحيد الذي لم يتآمر علينا ويدعمنا، وما تقوله عن وحدتها الدينية يصيب قلب كل فلسطيني بالحزن ويخدم إسرائيل ولا أحد غير إسرائيل'.

وتابع مشعل: 'إن الشيخ القرضاوي يتحدث عن الأحداث في سوريا كما لم يتحدث عن الأحداث التي جرت في مصر، فهناك دعا إلى الوحدة بين الأقباط والمسلمين وبين السلفيين والإخوان، وبين المذكورين وبين العلمانيين وهنا في سوريا يدعو إلى القتال بين السوريين؟!'.

وأشار إلى أن حركة حماس تشهد أنه لا يوجد مسلم قدم لفلسطين ما قدمه لها بشار الأسد، ولا أحد ضحى وخاطر بحكمه وببلده من أجل فلسطين، ورفضا للتضييق على المقاومة الفلسطينية كما فعل بشار الأسد، وعلى الشيخ القرضاوي إن لم يكن لديه معطيات حقيقية عن سورية أن يستمع إلى الشعب السوري، وإلى علماء الدين من أبنائه، ليعرف أن في هذا البلد يملك أهل السنة من الحرية والكرامة والعزة بالله ما لا يملكه غيرهم في بلاد عربية أخرى ولكنهم ضعفاء أمام الأميركي ومتخاذلون عن نصرة فلسطين'.

القرضاوي يفتي بجواز التدخل الاجنبي في سورية

المصدر: ج. الرأي الاردنية بتاريخ: 9-12-2011

افتى الشيخ يوسف القرضاوي، الداعية والفقيه الاسلامي المعروف ان من حق السوريين الطلب من دول اجنبية وبدعم من الامم المتحدة التدخل في بلادهم في حالة فشل الدول العربية وقف حمام الدم.

وقال القرضاوي انه كان ممن دعوا للثورات العربية قبل ان تبدأ وبعدها، وكان موقفه من النظام السوري واحدا من اهم العوامل التي دعت الجامعة العربية لاتخاذ موقف متشدد من النظام السوري.

واضاف القرضاوي في لقاء مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، ان طبيعة الثورات الشعبية في العالم العربي والتي بدت بدون قيادة هي صورة عن تغير من داخل الشعوب التي انتفضت ضد الظلم "واستجاب القدر لها".

وقال ان عودة الاسلاميين ووصولهم للسلطة محتومة لان "كل شيء ممنوع مرغوب فيه ونحن/الاسلاميون كنا ممنوعين" مشيرا الى معاناة الحركات الاسلامية في العربي من بطش الانظمة الديكتاتورية ومنعها من النشاط السياسي، حيث قال ان الحركات الاسلامية والدعوة الاسلامية دائما كانت ممنوعة وبلا حظ وبدون مكان في المجتمع "والان وقد ذهب الطغاة فان احدا لن يمنع الاسلاميين من اخذ موقعهم في المجتمع".

ودعا الشيخ القرضاوي الحركات الاسلامية التي وصلت للحكم ان تتبنى الوسطية والاعتدال وعدم فرض رؤيتها على المجتمع. وسخر الشيخ من دعوات البعض الى فرض القيم والرموز الاسلامية على السياح في بلدان تعتمد على السياحة مثل تركيا حيث قال ان المهم هو ان يحترم الزوار قيم الدول وان لا يبالغوا في تصرفاتهم.

وقال انه دعا حزب النور السلفي الذي حقق مع الاخوان نتائج كبيرة في الانتخابات الاخيرة الى ان يتبنى تفكيرا جديدا" قلت لاخواننا السلفيين، هذه تجربتكم السياسية الاولى ويجب ان تتعاملوا مع الناس باعتدال وآمل ان يستجيبوا".

ودعا الشيخ القرضاوي الغرب الى تبني رؤية جديدة للتعامل مع الاسلام. ويقول ان الدول التي تشهد صحوات اسلامية وصعود الاسلاميين للحكم بانها سيتعاملون مع الغرب واسرائيل لكنهم لن يقبلوا بالاستضعاف، خاصة ان اسرائيل تفرض سياساتها بالقوة، وعبر الشيخ عن اعجابه بالنموذج التركي مع انه قال انه لا يوجد حتى نموذج تام للدولة الاسلامية اليوم.

ويحظى الشيخ القرضاوي بمكانة في العالمين العربي والاسلامي وأيد الكفاح الفلسطيني وهو مؤلف لاكثر من مئة كتاب، ويعيش في قطر التي منحته جنسيتها منذ خمسين عاما، ويشاهد برنامجه "الشريعة والحياة" على قناة الجزيرة الملايين كل اسبوع. وكان ممن دعموا التدخل الاجنبي في ليبيا ودعا في رسالة وجهها عبر قناة الجزيرة الجيش الليبي التحرك وقتل الزعيم السابق معمر القذافي.

واشارت الصحيفة ايضا الى ان هناك من ينتقدونه لانه برر قمع المواطنين في البحرين لتاييده حكومات دول الخليج بأن اعتبرها اضطرابات طائفية، ولم يدعم الانتفاضة الشعبية في المنامة.

والقرضاوي ممنوع من السفر الى امريكا وتعرض لهجوم من الصحافة البريطانية عام 2004 عندما دعاه عمدة لندن في حينه كين ليفنجستون لالقاء محاضرات. وهو من اهم دعاة الوسطية وترشيد الحركة الاسلامية وله فيها سلسلة من المؤلفات.

تحليل: الديني والسياسي في فتوى القرضاوي

المصدر: ج. المدينة السعودية

من يتأمل فتوى الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي التي أجاز من خلالها طلب التدخل الأجنبي لتوفير الحماية للمدنيين السوريين، لن يصعب عليه أن يرى أن للفتوى جانبين أو بعدين متوازيين، الأول ديني والثاني سياسي.

بشكل تجريدي ومن حيث المبدأ العام تبدو الفتوى سليمة، كما أنها تبدو متسقة مع بعض النصوص الشرعية ومع بعض الاجتهادات الفقهية المعاصرة. لكن إذا ما تأملنا توقيت الفتوى وإذا ما توقفنا أمام محاولة توظيف المبدأ العام ( جواز الاستعانة بالأصدقاء غير المسلمين لرفع الظلم الذي يحيق بشعب مسلم ) لشرعنة ما تنادي به بعض الأطراف والدول بخصوص تدخل القوات الأجنبية في سوريا، فإنه لا يمكننا أن ننظر إلى الفتوى المذكورة بمعزل عن بعض الأجندات السياسية المعلنة بخصوص الأزمة السورية.

فتوى القرضاوي من حيث المبدأ لا اعتراض عليها، لكن محاولة تطبيقها على الحالة السورية يستلزم أن نأخذ في الاعتبار كل الظروف والمعطيات سواء الخاصة بسوريا نفسها، أو تلك الخاصة بخريطة التحالفات الإقليمية والدولية. وهذا شأن سياسي محض يستلزم حيازة الأدوات اللازمة لتقييم الوضع من الناحية السياسية قبل الناحية الشرعية.

فتوى الشيخ القرضاوي كانت محاولة لتطبيق المبدأ العام على حالة سياسية شديدة التعقيد والتلبيس. وهو ما يعطينا الحق في أن نتوجه إلى الشيخ بالسؤالين التاليين: إذا ما كان الغرض من فتواك هو حقن دماء المسلمين، فكيف تتجاهل ما يمكن أن يجره التدخل الأجنبي على المدنيين من ويلات..؟! ولماذا تتجاهل الحقيقة القائلة بأن التدخل الأجنبي سيجر تدخلا أجنبيا مضادا، مما سيحول حمام الدم القائم الآن في سوريا، إلى أنهار من الدماء؟!

لا أعتقد أن رجلا كالشيخ القرضاوي لم يسمع بالموقف الروسي والصيني ولم يتابع تطورات الأوضاع على الأرض، حيث يعمل الروس على تسليح النظام السوري بكثافة إلى درجة أنهم قاموا بإرسال بعض من بوارجهم الحربية لميناء اللاذقية. فكيف إذن وعلى أي أساس يرى الشيخ القرضاوي أن التدخل الأجنبي يمكن أن يحمي المدنيين؟ وكيف وعلى أي أساس طبق الشيخ المبدأ الشرعي العام- الاستعانة بالأصدقاء لرفع الظلم - على الحالة السورية، وهو يعرف أن الغرب لم ولن يكون صديقا، وأن ما فعله الأميركيون وحلفاؤهم بالعراق في سنوات قليلة تجاوز بما لا يقل عن مائة ضعف، كل ما فعله نظام البعث منذ عام 68 حتى العام 2003 ... فتوى القرضاوي رؤية سياسية أكثر من كونها اجتهادا فقهيا.

مقال: يا القرضاوى دعوتك للتدخل فى سوريا تخالف الإسلام

المصدر: موقع العالم الاخباري

نقول بعيداً عن كل هذا دعونا نناقش فضيلة الشيخ الدكتور القرضاوى مناقشة فقهية على قدر علمنا المتواضع قياساً بعلمه الغزير ، نناقشه فى أحدث فتاويه، التى أصدرها قبل أيام والتى أفتى فيها بأن (من حق السوريين أن يطالبوا من دول أجنبية التدخل فى بلادهم) ؛ نناقشه بما يقوله الإسلام ؛ قرآناً وسنة نبوية ، ونحن هنا لسنا سوى ناقلين لآراء العلماء الثقاة ، ولسنا بمبتدعين أو حتى مجادلين الشيخ الجليل ، لأن مقامه لدينا كبير ، ونتمنى عليه أن يعود إلى الحق ، فى هذا المجال ، خاصة وهو بتاريخه السابق على علاقاته الجديدة بأمير دولة قطر المحتلة (قاعدة العديد مثالاً) كان صاحب فتاوى مهمة فى دعم الجهاد الفلسطينى ، فكيف بمن دعم وساند المجاهدين ضد العدو الأميركى / الإسرائيلى ، يعود اليوم وفى أجواء الخلط المقصود من (النخبة المتأمركة) بين الثورات الحقيقية (مثل ثورة مصر) وبين ثورات الـ C.I.A وحلف الناتو !! يعود ليفتى بما يخدم هذا العدو الأميركى / الإسرائيلى ؟! .

بداية معلوم أن الواجب على المؤمنين، أن يكون الله تعالى هو وليهم، وأن يكون بعضهم أولياء بعض، يتحابون ويتناصرون،كما قال تعالى: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ (المائدة: 55) . الله هنا هو الولى وليس الأجنبى يا فضيلة الشيخ .

قال ابن جرير: " القول في تأويل قوله تعالى: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (المائدة: 55) يعني تعالى ذكره بقوله: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ ليس لكم أيها المؤمنون ناصر إلا الله ورسوله والمؤمنون الذين صفتهم ما ذكر تعالى ذكره، فأما اليهود والنصارى الذين أمركم الله أن تبرءوا من ولايتهم، ونهاكم أن تتخذوا منهم أولياء، فليسوا لكم أولياء ولا نصراء، بل بعضهم أولياء بعض ولا تتخذوا منهم وليًّا ولا نصيرًا " [جامع البيان في تأويل آي القرآن (6/287)] ، ومعلوم كذلك حرمة موالاة المؤمنين لأعداء الله الكافرين، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (المائدة: 51).

قال القرطبي : " قوله تعالى: وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ أي: يعضدهم على المسلمين فَإِنَّهُ مِنْهُمْ بين تعالى أن حكمه كحكمهم، وهو يمنع إثبات الميراث للمسلم من المرتد، وكان الذي تولاهم ابن أُبي، ثم هذا الحكم باق إلى يوم القيامة في قطع المولاة.

وليتأمل معنا فضيلة الشيخ القرضاوى هذا الحديث النبوى الكريم عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها أنها قالت : " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر ، فلما كان بحرَّة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة ، ففرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه ، فلما أدركه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : جئت لأتبعك وأصيب معك . قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تؤمن بالله ورسوله) ؟ قال : لا ، قال : (فارجع فلن أستعين بمشرك) ، قالت : ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة ، أدركه الرجل فقال له كما قال أول مرة ، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم كما قال أول مرة ، (فارجع فلن أستعين بمشرك) قال : ثم رجع فأدركه بالبيداء ، فقال له كما قال أول مرة : (تؤمن بالله ورسوله) ؟ قال:نعم.فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فانطلق)"[صحيح مسلم،ح1817]. وعشرات الأدلة من القرآن والسنة لا يتسع المقام،وأنت أعلم بها منى يا فضيلة شيخنا القرضاوى .

****

إن الشيخ د. يوسف القرضاوى ، وبدلاً من أن يدعو إلى المصالحة والحوار ودرء الفتن ، إذ به مثل أميره (حمد بن جاسم) ، يستدعى الأجنبى ويفتى له ويبرر جرائمه ضد شعوبنا ، وكله باسم (الثورة) ، والثورة براء مما يدعون . هنا يقول العلماء أن من أهم الأهداف التي يتخذ المنتسبون للإسلام .. الكفار أولياء من دون المؤمنين، ظنهم أنهم ينالون من موالاتهم العزة في الدنيا، كما قال تعالى: الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً (النساء: 139)، وهم لا ينالون في الحقيقة إلا نقيض قصدهم، وهي الذلة، لأنهم طلبوا العزة من غير العزيز الذي لا يملك العزة سواه.

قال القرطبي : "قوله تعالى: الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ الذين نعت للمنافقين، وفي هذا دليل على أن من عمل معصية من الموحدين ليس بمنافق، لأنه لا يتولى الكفار، وتضمنت المنع من موالاة الكافر وأن يتخذوا أعوانًا على الأعمال المتعلقة بالدين، وفي الصحيح عن عائشة ، أن رجلاً من المشركين لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم يقاتل معه، فقال له: «ارجع فإنا لا نستعين بمشرك » [الجامع لأحكام القرآن (5/416)].

وقال ابن كثير: "وقوله تعالى: مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً (فاطر: 10)، أي: من كان يحب أن يكون عزيزًا في الدنيا والآخرة، فليلزم طاعة الله تعالى، فإنه يحصل له مقصوده، لأن الله تعالى مالك الدنيا والآخرة وله العزة جميعًا، كما قال تعالى: الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً (النساء: 139)، وقال عز وجل: وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً (يونس: 65)، وقال جل جلاله: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (المنافقون: 8). [تفسير القرآن العظيم (2/550)].

أما عن تحريم اتخاذ غير المؤمنين بطانة من دونهم : قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ (آل عمران: 118).ومعنى قوله: بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ دخلاء من غيركم، وبطانة الرجل وأخلاؤه أهل سره ممن يسكن إليه ويثق بمودته .. مشتقة من البطن لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً أي: فسادًا يعني لا يقصرون في فساد دينكم، والعرب تقول ما ألوته خيرًا، أي: ما قصرت في فعل ذلك به، وكذلك ما ألوته شرًّا، كل حلف فيه ضرر على المسلمين فهو محرم وهذه الرؤية مفصلة فى [التبيان في غريب القرآن].

إن هذه الآيات المحكمة تؤكد خطأ ما أفتى به فضيلة الشيخ (القرضاوى) ومخالفته لصحيح الإسلام ، وإذا ما أضفنا إليها الأوضاع السياسية الراهنة ، واستغلال أميركا والغرب (للثورات) ولدعوات الإصلاح لخلط الأوراق تمهيداً للاحتلال ، فإن الاستعانة بالأجنبى ، كما أفتى (القرضاوى) تعد مخالفة صريحة ليس لمصلحة الوطن فحسب بل للدين والأمة الإسلامية كلها ؛ لأن مفاسدها أشد من منافعها والشواهد عبر التاريخ القريب ، تؤكد ذلك .

****

إن الاستعانة بالأجنبى – وفقاً لرأى العلماء الثقاة والأزهر الشريف - خيانة سياسية ودينية ولاشك فى ذلك ، واستسهال بعض الفقهاء مثل (القرضاوى) لفكرة الاستعانة بالأجنبى لدعم الثورات العربية (كما فعل وطالب بالنسبة لسوريا) تعد فى نظر الفهم الإسلامى الصحيح ، طعناً للدين ومخالفة صريحة لنصوص القرآن وأحاديث وسيرة النبى صلى الله عليه وسلم ، وهى تستوجب منه الاعتذار ، إن لم يكن (التوبة) ، لأن العدو (الإسرائيلى والأميركى هنا) هو الوحيد المستفيد من مثل هذه الدعوات والفتاوى .

* على أية حال دعونا نسأل فى نهاية دراستنا : ماذا عن رأى الشرع خاصة فى تحالف المسلمين مع أعداء الأمة من أجل مصالح رخيصة كما هو الحال الآن فى بعض ثورات الـ C.I.A فى المنطقة ، يقول العلماء : إن الحلف وفقاً للفهم الإسلامى قسمان:

القسم الأول : حلف لا يخالف شرع الله، بل يحقق مصالح للمسلمين وغيرهم، كحلف الفضول الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم:«لو أدعى به في الإسلام لأجبت» ولكن الشرط الأساسى فيه هو العدل ودفع العدوان وهو أمر غير متوفر فى تاريخ علاقاتنا بالغرب منذ مائتى عام (فلسطين مثالاً) ، وبالتالى لا يجوز هنا القياس عليه أو الاستشهاد به ، أما القسم الثانى فهو الحلف الذي كان معمولاً به في الجاهلية، حيث يختص بتعاقد المتحالفين على التناصر على الحق والباطل، وعلى التوارث بينهم دون الأقارب، وكذلك التوارث بالهجرة، الذي كان معمولاً به في المدينة بين المهاجرين والأنصار، عندما آخى بينهم الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم نسخ الله تعالى ذلك، ورد الإرث على الأقارب، كما فصل ذلك في سورة النساء، وأبقى تعالى بين المهاجرين والأنصار وكافة المؤمنين، التناصح والتناصر والمواساة. والذي نسخ التوارث بين غير الأقرباء، قوله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (الأنفال: 75).

قال أبو بكر الجصاص: "قال الله تعالى: وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ (النساء: 33)، فلم يختلف المفسرون أنهم في أول الإسلام قد كانوا يتوارثون بالحلف دون النسب، وهو معنى قوله: وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إلى أن جعل الله ذوي الأرحام أولى من الحليف بقوله: وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ [الأحزاب: 6]. فقد كان حلف الإسلام على التناصر والتوارث ثابتًا صحيحًا.

ويدخل في هذا القسم- الحلف المخالف لشرع الله- دخولا أوليًّا، تحالف بعض المسلمين مع بعض، على ظلم غيرهم من المسلمين أو غيرهم، وأشد جرمًا من ذلك، تحالف بعض المسلمين مع غير المسلمين، على مسلمين، كما يحصل اليوم من التحالف مع دول الغرب والصهاينة على الشعب الليبى والشعب السورى واللبنانى والعراقى والذى يعود بالخسران على المسلمين قال تعالى هنا – يا فضيلة الشيخ القرضاوى - وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ (المائدة: 2) ، أليس الاستعانة بالأجنبى هنا – كما ظهر جلياً فى العراق وأفغانستان ثم ليبيا – قد أدى إلى الاحتلال والمهانة !! .

****

الخلاصة : إن مقاومة الاستبداد (الجمهورى) و(الملكى) حيث لا فرق يا شيخنا ، بل ربما الأخير – الملكى الذى تعيش فى ظله - أشد قسوة ومهانة وتبعية للمستعمر وفقاً للتقارير الدولية المحايدة ، ويكفيك ما تعلمه أو ينشر عن نظام الكفيل العبودى بها ؛ مقاومة هذا الاستبداد تكون بثورة وطنية داخلية وليس بالاستعانة بالأجنبى لأن المفاسد المترتبة عليه أشد وأخطر (من المنافع) .. نتمنى من العلامة الشيخ يوسف القرضاوى أن يعود إلى الحق ، وهو أهل لهذه العودة بحكم تاريخه السابق المؤيد لفلسطين ، ولا يخدعنك أحد يا شيخنا بأنك بما تصدره من فتاوى متعجلة ؛ تساند ثورات حقيقية ، فهى – باستثناء مصر وتونس – مؤامرات تفكيك للأوطان وتدمير للدين ، إن المؤامرة كبيرة وخطيرة ؛ ونربأ بالشيخ الجليل (القرضاوى) أن تستخدم فتاويه فى تنفيذها .

* ونختم بهذه العبارة لعالم ومجاهد جزائرى كبير ضد الاحتلال الفرنسى يعرفه ولاشك الشيخ القرضاوى ، وهو (عبد الحميد بن باديس) حين قال : [ والله لو طلبت منى فرنسا أن أقول لا إله إلا الله .. لما قلتها ] وأظنك يا شيخنا الجليل تدرك معناها وتفهم مراميها أكثر منا ؛ هدانا الله وإياكم إلى " الحق " قولاً .. وفعلاً !! والبعد عن (بلاط) ملوك الفتنة أمثال " حمد " و"آل سعود" الذين قال فيهم المولى وقوله الحق (إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة ، وكذلك يفعلون) صدق الله العظيم.