مواقع التابعة لدحلان
ان لايت برس17/2/2013
االموضوع
**نوابا اردنيين سيقومون بتقديم استفسارات في البرلمان الى وزير المالية ومحافظ البنك المركزي حول حسابات سرية يتحكم بها محمود عباس باسم السلطة ومنظمة التحرير وفتح
**محمد رشيد يكتب : اعدام عرفات .. بين اعتراف إسرائيل و" تناحة " عباس
اسرائيل تعترف بمقتل ياسر عرفات ، بدأت ذلك على لسان رئيس الدولة ، ثم في ندوة القناة العاشرة الاسرائيلية ، وهناك المزيد على الطريق ، لكن اسرائيل تُقسم نفسها في هذا الجدل المتكرر ، بين إقرار جريمة القتل ، و إنكار التورط فيها ، وقلق دولة اسرائيل من فداحة الجريمة يربك حساباتها ، ويجبرها على المضي في إنكار المسؤولية حينا ، والاقتراب من الاعتراف بها حينا ، او القاء المسؤولية على اكتاف فلسطينية في غالب الاحيان .
على الجانب الرسمي الفلسطيني ، يلُاحظ قدر مقزز من " التناحة " الكاملة في العلن ، مع محاولات مستميتة في الخفاء ، للسيطرة على حالة توتر عالية ، يعاني منها محمود عباس ، كلما ظهر جديد من أسرار الجريمة ، وكلما عانى أبناء " فتح من الظلم و الطغيان والفساد ، الى جانب المهم من إهمال وتهميش كل ما يتعلق بهذا الملف من تطورات .
الدليل الأخطر جنائيا ، هو افعال عباس بعد وقوع الجريمة ، من إعاقة للعدالة ، وتحريم لأي تحقيق ، وتدمير لمسرح الجريمة ، وشراء ذمم الشهود المؤهلين
بعد ثماني سنوات عجاف ، من التضليل و الكذب ، من الاستمتاع سرا بلذة الانتقام ، القت السماء بمفاجأة من العيار الثقيل على راس محمود عباس وشركائه ، بعد ان نام في العسل ، واعتقد ، كما اعتقد شركاؤه ، بانهم دفنوا مع جثمان ياسر عرفات ، سر موته ، و اسرار قتلته ، و ظنوا بان تلك الاسرار قد تحللت و ضاعت بلا رجعة ، تحت تراب " المقاطعة " ، حيث عاش ابو عمار ، الفصل الاخير من حياته ، وحيث قتل والقي به الى مثواه الاخير .
كلما " انفتحت السيرة "، يسهل ضبط محمود عباس قلقا ، وهو يتحسس " البطحة " التي على راسه ، و يهرول مسرعا ، للتسلل الى نعش الزعيم مجددا ، والى شاشات التلفزيون ، لتزوير حقائق ووقائع علاقته العدائية ، مع الراحل العظيم ، الا ان جميع محاولاته تصطدم دوما ، بحقائق جديدة ، و تعاني من الفشل المزمن ، ذلك لان حبل الكذب قصير ، ولان فلسطين مليئة ، بشهود احياء ، ممن يعرفون ما فعله عباس بالزعيم ، على امتداد عقدين من الزمن ، وخاصة في العامين الأخيرين السابقين لاغتياله .
بعد ثماني سنوات عجاف ، من التضليل والكذب ، من الاستمتاع سرا بلذة الانتقام ، القت السماء بمفاجأة من العيار الثقيل ، على راس محمود عباس وشركائه
على الأهمية الفائقة لاعترافات الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس ، وتأكيدات بعض المشاركين ، في برنامج القناة الاسرائيلية العاشرة مؤخراً ، فان الأهم يكمن في ما هو قادم ، في النتائج العلمية المنتظرة ، من المختبرات الدولية الثلاثة ، لان ما يحاول بيرس والقناة العاشرة فعله ، هو استباق الحدث ، وامتصاص الصدمة قبل حدوثها .
سلوك اسرائيل و تكتيكاتها ، في ادارة و احتواء الصدمة القادمة ، مطابق تماماً ، لسلوك الشريك الاخر في الجريمة ، سلوك محمود عباس ، و من يراقب تصريحات و إيحاءات عباس الجديدة و المستجدة ، يلحظ بوضوح تكراره لكلمة " شهيد " ، كما يلحظ سعيه ، الى الربط بين مخاطر مزعومة تهدد حياته ، و بين ما ال اليه الزعيم ابو عمار ، من مصير دموي مفجع ، و سلوك عباس يعكس واقعيا " هلعا " من مترتبات انكشاف الجريمة بكل عناصرها و اركانها .
اعتماد عباس على فرضية غياب بصمات أصابعه عن مسرح الجريمة ، او عدم تواجده في ذلك المسرح لأكثر من عام قبل الواقعة ، و " رنات " المودة و الإخلاص للزعيم ، كلها " مسد كولز " تذهب هباء ، و إفراطا في الغباء ، يقود الى المزيد من " المرمغة " في وحل كبرى الجرائم الخيانية في تاريخ الشعب الفلسطيني .
سلوك عباس يعكس واقعيا " هلعا " من مترتبات انكشاف الجريمة بكل عناصرها و اركانها
الأدلة الجنائية ليست مفصولة عن الادلة السياسية ، و البصمات السياسية لاصحاب المصلحة ، تتقدم على بصمات أصابع الجناة المباشرين ، كما ان التحقيقات ، لا تعتمد على قرب او بعد المشبوهين عن مسرح الجريمة ، ومشبوهون كبار ، بمستوى شارون و بوش و عباس ، لم يكونوا مضطرين للتواجد الجسدي في المقاطعة ، لتنفيذ اعدام الزعيم ، ونزع اهم واخطر صمام أمان للقضية الفلسطينية .
غياب البصمات ، وحقيقة عدم التواجد في مسرح الجريمة عند وقوعها ، تكون في احيان كثيرة ، و من بينها في هذه الجريمة ، بصمة واضحة على التورط فيها ، او التستر عليها ، والادعاء زورا بعلاقات مميزة ، او حتى طبيعية ، مع المجني عليه ، تؤخذ سندا و دليلا ضد اصحابها .
يوما ما ، و حين يتمكن الشعب الفلسطيني ، من الشروع في البحث الموضوعي و الجدي ، عن قاتل زعيمه ، سيكون غياب عباس عن " المقاطعة " لمدة طويلة ، و أكاذيبه المتكررة ، و اجتماعاته المشبوهة و المنتظمة مع اعداء عرفات في الخفاء ، و تحريضه الموثق والمتسلسل ، ادلة سياسية و جنائية حاسمة و خطيرة على مدى تورطه في اعدام ابو عمار .
الدليل الأخطر جنائيا ، هو افعال عباس بعد وقوع الجريمة ، من إعاقة للعدالة ، وتحريم لأي تحقيق ، وتدمير لمسرح الجريمة ، وشراء ذمم الشهود المؤهلين ، وتكريم المشبوهين المحتملين ، وتصميمه لأكثر من ست سنوات ، وخلافا لكل الادلة والقرائن ، ان موت الرئيس ابو عمار كان طبيعيا ، بالاضافة الى ما سبق ذلك من تدمير متعمد لسمعة الزعيم ، واتهامه بالإرهاب و شبهات الفساد ، ألصقها علنا باسم الزعيم ، تلبية لمتطلبات مخطط مشترك ، بينه و بين ديك تشيني وشارون ، للقضاء على اسطورة ياسر عرفات ، ليس جسديا فحسب ، بل بتحطيم صورته الثورية ، وسمعته كرمز ومؤسس وباعث للهوية الوطنية الحديثة .
غداً ، و حين يحرر الشعب الفلسطيني ، مؤسساته الوطنية ، من طغيان وفساد محمود عباس ، ويتخلص من قدرته الفائقة على الكذب والمراوغة ، سيعاد فتح ملف اغتيال ابو عمار على نحو مختلف ، وعند ذاك فقط ، ستنطق الحقيقة ، ويبوح التاريخ باسراره الخفية ، ومن يعتقد بان الموت سينجيه من شرور العقاب ، فانه ينسى بأنانية بغيضة ، عار الأبناء والأحفاد ، ومثل أولئك ، مثل عباس وغيره ، هم أفضل حفاري قبور العار لذريتهم .
يخطئ ان ظن اي من شركاء عباس ، بان موت او سقوط هذا الطاغية سيطوي الملف ، او انه ، ولانه دكتاتور بغيض ، وحاكم " نزهي " ، ولص صغير ، فان كل ذلك سيوفر لهم ذلك عذرا ، في الشرع والقانون والتاريخ ، بل على العكس تماماً لان تهمهم تتخطى القانون والعدالة ، لتطال رجولتهم وأخلاقهم ، ولا يختلف الامر ان كانوا سياسيين او وزراء ، مشرعين او قضاة او قادة ، كما لن ينفعهم أيضاً التحجج بانهم قالوا ، ولم يُسمع لهم ، لان الشعب لم يسمعهم يقولون ، ولم ينظرهم يفعلون !!
دماء الشهداء ارث ، مثل ارث الصحابة ، قد تضيع لبعض الوقت ، او يطويها الطغيان ، لكنها مثل الريح تهب مجددا ، ومثل سنابل القمح تنمو ، تبرق في كل شروق ، و تلمع مع كل مغيب ، ودم ابو عمار ، هو دم كبير شهداء قومه ، فان ضاع دمه ، ضاعت دماؤهم ، وذلك هو المستحيل .
الكوفية برس19/2/2013
الموضوع
مقالة
بعد رحيل ياسر عرفات
فتح اعانك الله
بقلم:عبلة سامي
حركة فتح هي فعلا حركة تستحق الوقوف أمامها و دراسة تجربتها ليس فقط من خلال تجربتها النضالية وحجم التضحيات التي قدمتها هذه الحركة وحجم التراكمات التي خلفتها لشعبنا في إعلاء كلمته و فرض وجوده وكينونته ولكن أيضا من حيث المفسدين والناخرين في جسد هذه الحركة ومع ذلك تمتلك هذه الحركة قدرة فريدة على النهوض والاستمرار وجمع الناس حولها فما هو سرها .
بعد رحيل رجل فتح ورجل فلسطين ياسر عرفات ذلك الرجل الذي امتلك قدرات خاصة على اجتذاب الناس راهن الكثيرين على اضمحلال وأفول نجم حركة فتح ولا شك أن الجماهير الفلسطينية خضعت عاطفيا بعد رحيل الزعيم للدعاية السلبية التي مراسها أعداء الحركة مستغلين سلوك عدد من المفسدين فيها من عوالق الثورة وعاقبت الجماهير الفلسطينية حركة فتح ومعهم عدد كبير من أبنائها في انتخابات الـ2006 وظن الجميع أنها بداية النهاية للحركة العريقة .
قيادة الحركة حاولت استنهاضها من خلال مؤتمرها السادس الذي طال انتظاره من قبل القواعد والكوادر الحركية التي عقدت عليه آمال عريضة لكن إفرازات المؤتمر الذي تكشفت صوره البشعة من خلال عجزها عن تلبية طموح القاعدة وتبين أن الغرض الرئيس منه هو القبض على زمام الحركة وحشد اكبر عدد من "البصمجيه" وكان للبعض الغاية هي حجز مقعده إما في الثوري أو المركزية .
لكن المحزن في الأمر أن قواعد الحركة تركت مهملة دون أي بذل جهد من اجل التواصل مع القوة الحقيقية لفتح والعمل على دمج هذه القوة في توجهات الحركة وسياستها العامة فكانت هناك هوة كبيرة بين القاعدة ورأس الهرم ورغم ما أصاب فتح بعد انتخابات 2006 وما تبعها من أحداث أدت إلى فقد سيطرة فتح على جزء مهم من الوطن ومعه أيضا فقدت جمهور غفير من شعبنا وامتنا العربية والإسلامية الذي استسلم للدعاية المناهضة لفتح في الوقت الذي وقفت فتح معه عاجزة عن مقاومة هذه الدعاية السلبية والتي اعتمدت في الغالب على أخطاء تم النفخ فيها وتعظيمها لتصبح اكبر من حجمها مئات المرات .
كما أن فتح لم تستفيد من أخطاء الماضي ولم يكن لها أي برنامج منظم من اجل استخلاص العبر وكانت خطواتها بعد انفصال غزة مبنية على ردة الفعل مع إهمال غزة بشكل كامل الأمر الذي ولد شعور لدى كثيرين من أبنائها بان قيادتهم تخلت عنهم وحتى أن قيادات فتح في غزة وعدد من كوادرها لم يتعلموا الدرس القاسي الذي زلزل أركانهم واستمرت حالة الفردية والذاتية التي يمارسها عدد من هذا الكادر المؤثر وبدل أن يتم التحول إلى روح العمل التنظيمي الحقيقي القائم على العمل الجمعي استمرت النظرة إلى الأنا العليا متناسين أن الشرذمة التي سبقت السقوط هي الركن الأساسي في حالة الانهيار والأغرب أن هناك من عاد من سباته العميق من اجل تصفية الحسابات القديمة ظنا منه أنها الفرصة التي لم يحصل عليها يوما وقد ساعده الآخر بان عاد إلى مربع الحسابات الضيقة والشللية التي أثبتت فشلها .
والأغرب أن الجماهير التي تركت وحدها تصارع في كل الاتجاهات أثبتت عظمتها وانتمائها الحقيقي للحركة الأم فخرجت ملبية ندائها بعد أول صرخة صريحة تطلقها فكانت وقفة العز في ارض السرايا التي أذهلت الصديق قبل العدو والتي لا يجرؤ طرف نسبها إلى ذاته كما هو معتاد فتسابقت قيادات متهالكة محاولة الركوب على أعناق الجماهير لحصد مكاسب ذاتية وتركت الجماهير صاحبة الفضل دون ملبي لندائها الأصيل وصراخها الطويل .
ومرة أخرى لم تستفد فتح من نجاحها كم لم تستفد من فشلها سابقا ففي الوقت التي سارعت الحركات والحكومات لدراسة الحالة التي أصابت غزة يوم جمعة الانتصار لترتب أوراقها وبرامجها لم تعر فتح أي انتباه لم حدث واكتفت بجني ثمار آنية لا نفع منها ومرة أخرى تراكم شعور بالخذلان لم يترك أثره هذه المرة فقط على كوادر فتح وإنما تخطاه ليصل إلى جماهير فتح وأنصارها ورغم انه لم يفت الأوان على استدراك الأمر والشروع في وضع برامج احتواء واستراتيجيات مستقبلية هل فتح أدركت ذلك أم أن حالة الصراع الداخلية المفروضة على الحركة مازلت تترك ظلالها الثقيلة على القلوب والعقول والضحية فتح .
امد19/2/2013
الموضوع
مقالة
لا للمصالحة .. لا لإنهاء الانقسام .. لا للوحدة الوطنية !!
بقلم: عبد القادر فارس
في البداية أود أن أنوه أنني كتبت جزءا كبيرا من هذه المقالة قبل أكثر من عامين , حين تعثرت المصالحة بعد التوقيع على اتفاق القاهرة بين فتح وحماس, ووجدتها لا زالت صالحة للتعديل والنشر , فقررت إعادة كتابتها , بعد ما جرى من حوارات ولقاءات واجتماعات , بين " خذ وهات " على رأي معلقي كرة القدم , دون الخروج بفائدة أو الوصول للهدف , وعلى رأي الكابتن لطيف " الكورة جوال " , ونحن نقول للمتحاورين واللاعبين في ساحتنا الفلسطينية , المهم أن نصل للهدف.
فقد ذكرني وضعنا الفلسطيني الحالي , بذات يوم عقد فيه الزعماء العرب من أصحاب الجلالة والفخامة والسيادة والسمو , قمتهم العربية في صيف الخرطوم الحار على أرض السودان في شهر آب اللهاب بعد شهرين من نكسة أو"وكسة" حزيران أو هزيمة يونيو 1967 , التي حلت بأمتنا العربية على يد الدولة العبرية , بما أطلق عليه حرب الأيام الستة , أو حرب الساعات الست , ليخرج علينا قادتنا العظام بعد ثلاثة أيام , بلاءاتهم الثلاث الشهيرة , لا صلح .. لا تفاوض .. لا اعتراف بإسرائيل , والدعوة للقتال والنضال حتى التحرير ودحر الاحتلال . ولكن ذهبت هذه الشعارات وتلك اللاءات أدراج الرياح رغم بقاء الاحتلال , وتفاوضنا وتصالحنا واعترفنا بإسرائيل , وبدلا من اللاءات , أصبح بيننا وبين اسرائيل مكاتب تمثيل وسفراء وسفارات .
وفي هذه الأيام زارني صديق قديم كان يوما ماركسيا يساريا , ثم أصبح " قومجيا " عروبيا , كان يحب شعارات الخمسينات والستينات , وحضور الندوات والتجمعات والسير في التظاهرات والصراخ بالهتافات , ودافع عن القومية العربية عقودا طويلة , وكان يؤمن بالوحدة العربية , من الخليج " الثائر" إلى المحيط " الهادر" , أو من الخليج "الفارسي" – أخشى أن تزعل مني إيران نجاد - إلى المحيط الأطلسي , وكان يسبح بحمد جمال عبد الناصر رائد القومية العربية , إلى ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث العربي الاشتراكي صاحب شعار " أمة عربية واحدة .. ذات رسالة خالدة ", جاءني غاضبا كافرا بكل ما آمن به في ذلك الزمان , وسب وشتم الشيوعية والاشتراكية , ولعن بحرقة وألم القومية ودعاتها من القومجية , وشن حربا بلا هوادة على كل من يتاجر هذه الأيام بالإسلام " والاسلاموية " وبالقضية الفلسطينية , ويقضي بأفكاره المستوردة من كابول أفغانستان ولاهور باكستان وبلاد فارس إيران , على حلمنا الفلسطيني ومشروعنا الوطني في إقامة دولتنا الفلسطينية وصرخ بأعلى صوته قررت منذ اليوم أن أكون وطنيا فلسطينيا وكفى . وقد حاولت التخفيف عنه , وامتصاص غضبه الجارف, وقلت له : يا أخي كنا نحلم بدولة فلسطينية واحدة , وها نحن اليوم بدولتين , فبعد أن حررنا دولة غزة بعد انسحاب شارون عام 2005 , وأقمنا دولتنا الأولى على أرضها بعد أن تم فك الحصار , وفتحت المعابر على مصراعيها من رفح إلى بيت حانون , وعبرت السفن أعالي البحر إلى ميناء غزة , وقررنا أخيرا إعادة بناء مطار عرفات الدولي , بينما دولتنا الثانية في الضفة الغربية قائمة وغير قائمة , بعد أن حصلنا على دولة مراقب " غير عضو " في الأمم المتحدة , ولو كانت تحت الاحتلال .
عاتبني صديقي بشدة , وقال لي هل تسخر مني , أم من الحال الذي وصلنا إليه , وهل حقا وصل بنا الحال إلى هذا المآل , ولكل دولة هنا وهناك أزلام ورجال , ولم نعد نحتمل بعضنا , وتركنا عدونا يلهو بنا , وصار بيننا الحوار من المحال , وأصبحت المصالحة في خبر كان , وباتت المصارحة بيننا مصارعة ومطارحة , وأصبحنا بحاجة إلى وسيط , في هذا الزمن العبيط , لنجلس إلى طاولة المفاوضات , لنطرح الملاحظات والمستدركات والمحددات , لكل نقطة أو كلمة أو حرف , وتصحيح الإعراب والصرف , لكل فاعل ومفعول وظرف , للمكان أو الزمان .. إذن فلنرفع الشعار منذ الآن" لا للمصالحة .. لا لإنهاء الانقسام .. لا للوحدة الوطنية " , فلم يعد بيننا أواصر أخوة , ولا حرمة عرض أو دم , وباتت المصلحة الشخصية والحزبية هي الأهم وسط قدح وذم .
ومع كثرة الاجتماعات , وتدحرج المبادرات من مكة مرورا بالقاهرة وصولا إلى الدوحة , ووسط هذه الدوخة , دعاني صديقي لاجتراح مبادرة , لعلها تزيل النكد والهم , وتعيد وحدة القضية والدم , ولنطرح لاءات ثلاث جديدة , لعلها تكون الناجحة والأكيدة , والخروج من هذه المكيدة , ونقول " لا لفتح .. ولا لحماس .. ولا لكل الفصائل والتنظيمات" , التي باتت هذه الأيام بلا إحساس , ونعم لرأي الأغلبية الصامتة من الناس , الذين يبيتون ليلهم بدون غطاء , ولا سروال أو" لباس".
فقلت له يا صديقي , والله مبادرتك عظيمة , وستقضي على الأفكار المتعفنة واللئيمة , وستكون عند حسن ظن 99% من الناس , ولكن إذا ما طرحناها هذه الأيام , فمن يضمن لي ولك ألا تقطع سلطة فتح راتبنا , وكيف نعتاش في زمن الجوال الرعاش , ومن يضمن لنا ألا تصدر علينا حماس حكم الرجم أو الإعدام بتهمة معاداة الإسلام , ومن يضمن لنا ألا تشهر بنا الفصائل والتنظيمات , بعشرات البيانات والمنشورات , في المواقع الالكترونية وعلى صفحات الجرائد والمجلات .
أكملنا سهرتنا رغم انقطاع الكهرباء , وأشعلنا شمعة تضئ ظلامنا في جو بارد وحالك , عملا بالقول المأثور " أن تضئ شمعة لمرة , خير من أن تلعن الظلام ألف مرة " , على الرغم ما يجره إشعال شمعة هذه الأيام , من حرائق تأتي على الأطفال والنساء والناس نيام .
دردشنا بعد ذلك في كل المواضيع, ما عدا السياسة , من مباريات " البارشا والريال , إلى عودة الدوري المصري دون جمهور, إلى كسر الحصار وتصدير الفراولة والزهور , وفضلنا السكوت والكياسة , على ردة الفعل السابقة و" التياسة ", وقررنا عدم طرح المبادرة , وأيدنا الشعار المطروح هذه الأيام في كل الندوات والاجتماعات , أن ما يجري بين فتح وحماس هو " حوار الطرشان " , وأنه لا مصالحة ولا وحدة وطنية في المدى المنظور للعيان , وكفى الله المفكرين شر السجون والزنازين والمعتقلات .


رد مع اقتباس