ترجمات

(201)

ترجمة مركز الإعلام

الشأن الفلسطيني

 تحدثت صحيفة يدعوت أحرنوت عن المفاوضات في مقال نشرته اليون بعنوان "لا يوجد حل منطقي"، بقلم يوناتان سيلفرمان. يقول الكاتب إن السلطة الفلسطينية أغلقت الأبواب أمام المفاوضات الثنائية في عام 2009. وبدلا من التفاوض لجأت إلى محاولة الحصول على اعتراف الأمم المتحدة بقيام دولة فلسطينية في خطوة أحادية الجانب. وقد فشلت هذه الجهود فشلا ذريعا لكنها لم تدفع الفلسطينيين إلى العودة إلى المفاوضات الثنائية. وبالإضافة إلى ذلك، وضع الفلسطينيون شرطين لاستئناف المفاوضات الثنائية- وهما انسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967 كحدود دائمة ووقف تام لبناء المستوطنات اليهودية، وهذين الشرطين غير مقبولين بالنسبة لإسرائيل. ولسوء الحظ، فإن الجانب الفلسطيني لا يحكمه الفكر السياسي المنطقي. إنهم لا يفعلون ما يتعين عليهم فعله من أجل الحفاظ على الذات. إنهم لا يفعلون ما يتعين عليهم فعله لتحقيق علاقات مثمرة سليمة مع الجار الأقرب لهم، إسرائيل، ولا يوجد أي دليل على أن افتقارهم للمنطق سوف يتغير في المستقبل المنظور- مما يؤدي إلى الاستنتاج المؤسف بأنه لا يوجد فعلا حلا منطقيا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيظهر في الأفق. أنه في الأساس جمود سياسي مغلق بإحكام ضد التأثيرات الإيجابية من الخارج والتي يمكن أن تؤدي إلى تحطيم الجمود.

 نشرت مجلة (موندويس) مقالا بعنوان "في الوقت الذي لا يجد فيه الفلسطينيون مياه للشرب، يستمتع اليهود في معالي أدوميم بالمسابح الأولمبية" للكاتب سكوت روث. ويقول إن التفاوت في استهلاك المياه بين الفلسطينيين والإسرائيليين كبير جدا وواضح، حيث أن معدل استهلاك الفرد للمياه في الضفة الغربية هو حوالي 73 لترا، وهذا الرقم أقل بكثير من مناطق مثل محافظة طوباس التي وصل فيها معدل استهلاك الفرد اليومي للمياه إلى 30 لترا فقط. ولكن هناك مستوطنات على حدود طوباس يستهلك فيها الفرد أكثر من 401 لتر يوميا، وقد حددت منظمة الصحة العالمية 100 لتر حدا أدنى للفرد يوميا. وكذلك هنالك تفاوت في الاستهلاك الزراعي للمياه بين الفلسطينيين والإسرائيليين حيث استهلكت إسرائيل أكثر من 400 مليون متر مكعب من المياه لري الأراضي الزراعية في المستوطنات عام 2006، بينما لم تصل الكمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 2006 إلى أكثر من 170 مليون متر مكعب. وفي السنوات الأخيرة خسر الفلسطينيون كثيرا من الينابيع التي وضع المستوطنون أيديهم عليها ومنعوا الفلسطينيين من استغلالها. المستوطنات الإسرائيلية من أكبر مصادر تلوث المياه في الضفة الغربية بسبب مياه الصرف الصحي، وفي نفس الوقت تواصل إسرائيل تدمير البنية التحتية الفلسطينية بشتى الطرق والوسائل.

 نشرت صحيفة يدعوت أحرنوت مقالا بعنوان "الطريق العثماني إلى السلام" بقلم رافائيل كاسترو. يقول الكاتب بأن أي اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين سيدوم فقط إذا كان الجانب الفلسطيني يستوعب المطالب التاريخية المشروعة. أي أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق لإنشاء دولة فلسطينية إلى جانب دولة يهودية فإنه يجب أن يكون متبوعا بترتيبات يكون الفلسطينيون، في إسرائيل وفي فلسطين، قادرين على التصويت في انتخابات البرلمان الفلسطيني. وبعد ذلك يسمح للفلسطينيين واليهود بأن يعيشوا وفقا لقوانين الأنظمة السياسية الخاصة بهم. هذا يعني، أن الفلسطينيين في إسرائيل لديهم الحق في العيش في ظل القوانين الفلسطينية وأن يحاكموا أمام المحاكم الفلسطينية. والإسرائيليون في (يهودا والسامرة) لديهم الحق في أن يخضعوا للقوانين الإسرائيلية. سيتم تطبيق هذه القوانين من قبل الشرطة الإسرائيلية في إسرائيل والشرطة الفلسطينية في فلسطين. في الدعاوى القضائية المختلطة يمكن أن تعقد المحاكمات في كل من فلسطين وإسرائيل من قبل ثنائية القومية المحاكم وفقا لقوانين المدعي. وكنتيجة طبيعية، يجب أن تسمح إسرائيل للفلسطينيين في الضفة الغربية بالعيش في أي مكان في إسرائيل في حين أن الفلسطينيين يجب أن يسمحوا لإسرائيل بالعيش في أي مكان في فلسطين. سيتم تطبيق هذه القوانين من قبل الشرطة الإسرائيلية في إسرائيل والشرطة الفلسطينية في فلسطين. يقول الكاتب بأن هذا المقترح يستحق النظر فيه لأنه يحل القضايا الأكثر تعقيدا في الصراع، بما في ذلك اللاجئون والمستوطنات اليهودية في يهودا والسامرة وحقوق تقرير المصير. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يجعل من الحدود بين إسرائيل وفلسطين مسألة ثانوية، لأن من شأنه أن يحدد حدود مجرد اختصاص قوات الأمن في كل بلد بدلا من تحديد المكان الذي يسمح لليهود والفلسطينيين في الإقامة فيه. هذه النهج للنزاع العربي الإسرائيلي في نزع فتيل المظالم والكراهية العربية للصهيونية، في حين تحقيق الهدف الصهيوني اليهودي في تقرير المصير في أرض إسرائيل. على الرغم من أن هذا الاقتراح قد يكون من اليسير رفضه على أساس كونه غير تقليدي، فقد حان الوقت لندرك أن النهج التقليدي للصراع هي عيوب قاتلة: إن إقامة دولة فلسطينية تغلي بالثورات سيؤدي الى صراع لا نهاية له - كما يظهر في غزة؛ فإن دولة ثنائية القومية ستنهار مثل العراق أو لبنان، في حين لا بد للوضع الراهن أن يتحول إلى نظام فصل عنصري مفتوح. أيا من هذه السيناريوهات ليس مقبولا لليهود أو للفلسطينيين.

 نشر موقع الجزيرة الناطق بالإنجليزية مقالا بعنوان "الإكراه من أجل التقسيم" بقلم جوزيف مسعد، يُشير المقال إلى أن السلطة الفلسطينية تسعى إلى إعلان الدولة الفلسطينية في المحافل الدولية وبالتالي تكريس تقسيم فلسطين التاريخية. الخطة الرسمية لمحمود عباس وبدعم من جامعة الدول العربية في الشهر المقبل هو تقديم طلب رسمي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لقبول دولة فلسطين في صفوفها هي بمثابة محاولة جنونية وعقيمة وتاريخيا لم يؤد إلى تحرير فلسطين من الاستعمار الصهيوني وإنما إلى المزيد من السلب. في عام 1988، أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية تأسيس واستقلال الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية وقطاع غزة، ثم تبين أن القرار أعاق من الحركة الوطنية الفلسطينية وتعزيز القوات الدولية من خلال صيغة استعمارية. أول تقسيم لفلسطين كان في عام 1937 ثم انطلقت ثورة من أضخم الثورات في تاريخ فلسطين التي واجهت الإمبراطورية البريطانية في القرن العشرين (1936 -1939) ورفض الفلسطينيون ذلك من الناحية الإستراتيجية. إعلان عام 1988 كان يمثل أملا للفلسطينيين بأن يكون فاتحة لهم في لعبة السياسة البراغماتية التي تُعتبر وسيلة لإنهاء الاستعمار ولو جزئيا، وعندما قاموا بتنفيذ ما طُلب منهم من قبل الغرب والولايات المتحدة صدموا بعد ذلك بالرفض الغربي المستمر واستمرار الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية. ثم ظهر بعد ذلك شعار "حل الدولتين" وهو مشروع من الولايات المتحدة لإعادة تقسيم فلسطين التاريخية.

الشأن الإسرائيلي

 نشرت مجلة (تايمز أوف إسرائيل) تقريرا تحدثت فيه عن الهجرة من إسرائيل إلى الخارج، وقالت إن "الهجرة تبلغ أدنى مستوياتها منذ أربعين عاما". يقول الكاتب بأنه ووفقا للأرقام الصادرة عن المكتب المركزي للإحصاء يوم الاثنين، فإن الهجرة من إسرائيل في أدنى مستوياتها منذ 40 عاما. خلال عام 2010 غادر ما مجموعه 15600 من الإسرائيليين للعيش إلى الخارج، منهم 94 في المائة كانوا من اليهود وستة بالمائة من العرب. يقارن هذا الرقم بـ 15900 غادروا في عام 2009. معدل هجرة الآن يبلغ 0.7 من بين كل 1000 مواطن، وهذا أدنى مستوى له منذ عام 1973. خبراء سي بي اس يركزون على نظرية تتلخص في أن الأزمة الاقتصادية العالمية هي المسئولة عن هذا التباطؤ الشامل في أرقام الهجرة. ووفقا لأرقام شبكة سي بي اس، فإن 684000 من الإسرائيليين هاجروا منذ تأسيس الدولة في عام 1948، وهناك 570.000 يعيشون في الخارج اليوم. لا تشمل هذه الأرقام الأطفال من الأزواج الإسرائيليين أو أطفال الأشخاص الذين تزوجوا من جنسيات أخرى، مما يجعل هذا الرقم أكثر من 800.000.

 نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) مقالا بعنوان "أول إعلان لرومني بشأن السياسة الخارجية – إسرائيل" بقلم ريتشارد باهير. واجه رومني على بداية سيئة في جولته الخارجية في الوقت الذي كان يتم فيه التحضير للأولمبياد. 86% من القصص التي تغطي رحلات رومني الخارجية على الشبكات الرئيسية مثل CBS و ABC و NBC كانت سلبية. الزلة المزعومة هي ما قاله رومني بأن نجاح القدس يُنسب إلى نجاح إسرائيل، وقد قال صائب عريقات رومني بأنه يتسم "بالعنصرية". كتب تشالز كراوتهامر "رحلة رومني ممتازة" والقصة الحقيقية هي أن كل من إسرائيل وبولندا محطات ناجحة لرومني، والذهاب إلى وارسو كان انتصارا بالإضافة إلى إعلانه بصراحة أن القدس عاصمة إسرائيل. أما موقف أوباما فكان أن عاصمة إسرائيل ستُحدد في المفاوضات مع الفلسطينيين. أكد رومني أن لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها. لاقت تصريحات رومني ردود محرجة من قبل المسئولين في إدارة أوباما. يوم الأحد أصدرت حملة رومني إعلانات حول العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وأن إسرائيل وسيلة هامة لتعزيز الدعم لحملته الانتخابية. تم اتهام رومني بحملة أوباما بأنه مجرم ويستعين بمصادر خارجية، والصحافة تعكر وصول رومني.

 نشرت صحيفة جيروزليم بوست مقالا بعنوان "مواجهة السلام: الفصل العنصري" للكاتب جيرشون باسكن، حول عن قضية الاتهامات الموجهة لإسرائيل باعتبارها دولة تمييز عنصري. ويقول الكاتب إنه خلال حياته في إسرائيل لم ير أي شكل من أشكال الفصل العنصري تقوم به إسرائيل ضد العرب داخل الخط الأخضر، حيث أن جميعهم متساوين في الحقوق والمواطنة. ومسألة المساواة بين المواطنين الذين يعيشون في إسرائيل هي بحد ذاتها تحد كبير لإسرائيل حيث أنه يتوجب عليها أن تبذل كافة جهودها من أجل المحافظة على هذه المساواة التي تتطلب تحقيقها تحديات وتنازلات كبيرة تقوم بها إسرائيل. وخلال سؤالي عن الضفة الغربية "هل يوجد فيها تمييز عنصري أم لا؟ "أجبت: " إنه من الصعب أن أقول لا، حيث أنا هناك نوعان من الحياة يعيشها السكان حياة مطابقة للحياة في إسرائيل وحياة متخلفة للوراء، مجموعة تعيش في القانون المدني وأخرى في العسكري، مجموعة لها حرية الحركة والتنقل ومجموعة لا تمتلك الحق في ذلك". وعند سؤالي عن تبني حل (جنوب إفريقيا) بمنح الجميع حق المواطنة والتصويت، أجبت: "إن الفلسطينيين والإسرائيليين يريد كل منهم دولة خاصة به ولا يريدون أن يعيشوا في دولة واحدة". وفي نهاية المقال يشير إلى أن التحديات والمشاكل التي يمكن أن يسببها الوضع الراهن أكثر ضررا على هوية اليهود ودولتهم.

الشأن العربي

 في ظل التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة السورية وانشقاق رئيس الوزراء السوري، تناولت صحيفة جوردان تايمز الموضوع من خلال أحد مقالاتها بعنوان "نقطة تحول"، وتقول الصحيفة إن النظام السوري ينهار بسرعة، حيث أن انشقاق رئيس الوزراء السوري يشكل ضربة قاسمة للنظام السوري، إضافة إلى الانشقاقات الأخرى والانتصارات التي يحققها الجيش الحر على الأرض، وقد تراكمت هذه الانتصارات منذ هجوم 18 يوليو الذي أودى بحياة أكبر قادة النظام، وشكلت تلك الهجمات نقطت تحول في ميزان القوة. ويشكل انشقاق حجاب ضربة قوية لنظام كان يتحدى العالم بتماسكه وقوته، وقد اتضح أن الخوف هو ما يمنع الكثيرين من العسكريين من الانشقاق وليس الولاء لبشار الأسد. في الدولة الديمقراطية يمكن للمسئولين إعلان معارضتهم والاستقالة من مناصبهم أما في سوريا فالأمر مختلف جدا، حيث هناك خيارين لا ثالث لهما إما خدمة النظام أو معاداته. يجب على المجتمع الدولي توفير ملاذ آمن للمهددين من قبل النظام الذي كما وصفه حجاب يقوم بعمليات تطهير عرقي. لقد أظهرت أعمال العنف في سوريا حقيقة نظام الأسد ومن يحيطون به من القادة.

 نشرت صحيفة لوموند الفرنسية مقالا بعنوان "العنف في سوريا: لا ينبغي أن يتم تجاوزه من قبل العدالة الدولية" للكاتب كلايف بالدوين (مستشار الشؤون القانونية في الاتحاد الأوروبي)، وتحدث في بداية المقال عن الجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي في سبيل تحقيق العدالة الدولية في كثير من الانتهاكات ضد الإنسانية في جميع أنحاء العالم، ويقول إن ما يجري في سوريا هي جرائم ضد البشرية في كل المواصفات والأعراف الدولية. ولكن في ظل ما يجري من أحداث بسبب الأزمة وتطورات الأحداث، نجد أن الاتحاد الأوروبي بات أقل اهتماما بتحقيق العدالة الدولية لما يجري من أعمال عنف ضد المدنيين في سوريا. وبرأي الكاتب فإن دولا في الاتحاد لم تعد كما كانت من قبل في سبيل ودعم العدالة الدولية. وتحدث عن دور مجلس الأمن في التوصل إلى حكم في المحكمة الجنائية الدولية حول الوضع في سوريا من قبل الدول الأعضاء، وتحدث أيضا عن السبل المتاحة من أجل التوصل إلى محاكمة ومقاضاة للأسد ومن معه من رجتا في النظام لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية، حيث قال إن الإرادة الدولية والعمل الجماعي من قبل دول العالم هو من سيحاكم من تلطخت أيديهم بالدماء. وأشار إلى الخلاف الدولي حول الأزمة السورية بين روسيا والصين ودول الغرب والدور الذي تلعبه كلا البلدين في عرقلة كثير من القرارات الدولية، ويحذر الكاتب من المرحلة الانتقالية التي تمر بها سوريا بهذه الطريق الدامية فهي من أكثر المراحل دموية في مراحل الانتقال من الدكتاتورية نحو تحقيق الحرية والديمقراطية.

 نشرت صحيفة (تركيا) مقالا بعنوان "ثلاثة سيناريوهات كارثية تنتظر سوريا" للكاتب تشاري إرهان، يقول الكاتب في مقاله إن الأحداث في سوريا في تزايد سريع. وتعتبر الأزمة السورية من أهم المواضيع الأمنية لدى تركيا، لأنه من الواضح أن هنالك جماعات إرهابية تتربى على الحدود التركية-السورية. تقوم الحكومة التركية في هذه الأوقات بزيادة نسبة العلاقات مع حكومة إقليم كردستان العراق، ولكن هذه العلاقات كان لها ردود فعل من جانب الحكومة العراقية في بغداد. كلما قامت تركيا بتقوية العلاقات مع حكومة الكردية في شمال العراق؛ تقوم حكومة بغداد بزيادة دعمها للأسد. تزداد السيناريوهات في المنطقة مع التطورات الواقعة، ومن أهم السيناريوهات التي تريد الحكومة التركية فعلها هي إنهاء الأزمة السورية في أسرع وقت ووقف أعمال العنف فيها وتشكيل حكومة سورية جديدة. يمكن حصر السيناريوهات المرتقبة في ما يلي وعلى شكل تساؤلات: الأول، إذا لم تتم الإطاحة بالأسد فسوف تزداد أعمال العنف في البلاد وستزداد معها أعداد القتلى، والثانية، إذا تمت الإطاحة بالنظام فكيف ستتولى المعارضة زمام الأمور في سوريا من أمن واستقرار في ظل تراجع كبير في ذلك، والثالثة، احتمالية تقسيم سوريا إلى ثلاثة أقسام، والتي تعتبر من أخطر السيناريوهات التي تنتظر سوريا.

 نشرت صحيفة )نيزافيسيمايا جازيتا( الروسية تقريرا بعنوان "مصر تدخل جيشاً إلى شبه جزيرة سيناء" للكاتب يوري بانايف، يقول فيه الكاتب إن الرئيس المصري سيتخذ تدابير للأزمة، من أجل استعادة الأمن في شبه جزيرة سيناء خاصة بعد أن تعرضت نقطة تفتيش على الحدود مع إسرائيل إلى هجمات من قبل المجاهدين، حيث تعهد بالرد على ذلك. إن وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكرت أن جهاز الأمن "الشاباك" حذر من هجوم إرهابي متوقع. دعا مقر مكافحة الإرهاب المصري إلى مغادرة شبه جزيرة سيناء بأسرع وقت ممكن. ضحايا الهجمات 8 أشخاصاً- ثلاثة على الأراضي الإسرائيلية و اثنين على الأراضي المصرية والآخرين تم إخفائهم في مصر، ولا توجد إصابات في أوساط الجيش الإسرائيلي. وزير الدفاع الإسرائيلي دعا السلطات المصرية إلى اتخاذ تدابير حاسمة من أجل وقف نشاطات الإرهاب في شبه جزيرة سيناء. يشير الكاتب إلى أنه لم يعلن أحداً مسؤوليته عن هذه الهجمات، لكن الوكالة المصرية" وكالة أنباء الشرق الأوسط" ذكرت بأن الإسلاميين المتطرفين يقفون وراء هذه الهجمات، وأنهم قاموا بالتسلسل من قطاع غزة عبر نفق. وذكرت وكالات الأنباء الدولية أن الهجمات شنت من قبل المتطرفين من سيناء ونشطاء فلسطينيون من قطاع غزة. إسماعيل هنية سارع في الإعلان أن سكان قطاع غزة غير متورطين في الهجمات وأدان قتل المصريين. وينهي الكاتب التقرير قائلاً إن استفزازا دمويا في شهر رمضان المبارك يشكل تهديداً للسلام في الشرق الأوسط.

 نشرت صحيفة لوموند الفرنسية مقالا بعنوان "المختطفين الإيرانيين في سوريا: حجاج أم حرس ثوري؟" دانيل بايوه، تحدث الكاتب في بداية المقال عن المختطفين الإيرانيين في سوريا، حيث قال إن ما يجري في سوريا يجعل من كل سكان المنطقة في حالة من العنف والمواجهات الدامية، وقال إن التحالف بين البلدين جعل من التواصل والسفر بينها سهل وغير معقد، ولكن في ظل ما يجري هل من الممكن القول أن المختطفين في سوريا هم حجاج مدنيين؟ برأي الكاتب إن وجودهم في سوريا ليس بهدف ديني وإنما عمل عسكري في ظل ما تمر به دمشق من أوضاع عسكرية صعبة. هل من المعقول أن يكون حرس ثوري إيراني يعمل في سوريا؟ وهل سوريا تسمح بتعرضهم لعملية اختطاف من قبل الجيش الحر؟ في نهاية المقال يقول الكاتب إن ما يجري في سوريا له أبعاد في المنطقة والعالم على الصعيدين السياسي والعسكري، وأن دولا كثيرة لها ضلوع بما يجري في البلاد على حد وصفه.

 نشرت صحيفة سفابودا رو الروسية تحليلاً سياسياً لدنيال جوري أحد الموظفين البارزين السابقين في البنتاجون، تحدث خلاله عن التطور الممكن للوضع في سوريا، يقول فيه إن الوضع في سوريا يمكن أن يذهب إلى سيناريو أسوأ، وإذا استمر النظام الكفاح من أجل البقاء، فأعتقد بأن مجلس الأمن الدولي سيعتمد فورا قرارا يتضمن استخدام تدابير حقيقية للضغط على نظام بشار الأسد، قرار تدعمه الولايات المتحدة وحلفائها، والذي ترفضه روسيا والصين. يجب على الأسد أن يرى بأنه لم يبق له مؤيدين، وإذا كان التحذير لا يفيد، فيجب علينا أن نبدأ بتدريبات واسعة النطاق وإعداد قوات المعارضة وتوريد الأسلحة التي يحتاجونها لمقاومة القوات الحكومية.

الشأن الدولي

 نشرت صحيفة يدعوت أحرنوت مقالا بعنوان "إيران النووية لها محاسنها" بقلم أوري وييس. يقول الكاتب بأن وجود عالم خال من الأسلحة النووية هو مكان أفضل، ولكن وجود إيران النووية سيكون لها بعض المزايا التي يجب أن نعرفها. ففي قياس كفاءة تكاليف الحرب ضد إيران، يجب على المرء أن يأخذ في الاعتبار أن الأسلحة النووية في أيدي إيران ستؤدي الى توازن الرعب في منطقة الشرق الأوسط، والتي قد تعود بالنفع على المنطقة بطريقة أو بأخرى. يخلق توازن الرعب هذا تأثيرا يقلل من احتمال حدوث حرب. بينما يتوقع تزايد الأضرار التي ستلحق بالبلدان المشاركة في أي حرب، فإن الجانبين يصبحان أكثر حذرا. علاوة على ذلك، فإن تواجد الأسلحة النووية في أيدي بلدان متعددة يحفز بقية دول العالم إلى بذل كل ما في وسعها لمنع أي نزاع مسلح. إنهم يدركون أن مثل هذه الحرب قد تنتهي إلى كارثة نووية. بالإضافة إلى ذلك، قد يساعد وجود إيران النووية في نزع فتيل التوترات المحيطة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. على سبيل المثال، فإنه قد يشجع المجتمع الإسرائيلي على التخلي عن رموز مثل جبل الهيكل وأرض إسرائيل الكبرى، وربما يقود إسرائيل إلى إنهاء الاحتلال أو الموافقة على نزع السلاح في المنطقة.

 نشرت صحيفة (يني تشا) التركية مقالا بعنوان "لماذا قام أوباما بإظهار عصاه؟" للكاتب أرسلان بولوت، يقول الكاتب في مقاله إن هنالك أبعاد دولية لهذه المسألة الأمريكية - التركية، فعلى ما يبدو أن كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل لا يريدون دعم أردوغان كرئيس للجمهورية في الفترة القادمة، بل يرجحون عبد الله غول رئيسا للجمهورية، لأن أردوغان لا يقف في بعض الأحيان إلى جانبهم، بالإضافة إلى زيادة التقرب إلى روسيا بعد الزيارة التي قام بها إليها. ويشير الكاتب في مقاله إلى أنه إذا حصلت تركيا على عضوية الاتحاد الأوروبي فسوف يؤثر هذا سلبيا على مشروع الشرق الأوسط الكبير التي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيقه. وفي نهاية المقال يقول الكاتب: إن العلاقات بين أوباما وأردوغان ليست على ما يرام؛ ومن الممكن أن تتقطع مع الفترات اللاحقة.

 نشرت صحيفة تكفيم التركية مقالا بعنوان "إذا ذهب الأسد صعبت مهمة حزب العمال الكردستاني" للكاتب مهميت تشيتينغوليتش، يشير الكاتب في مقاله إلى أنه ما بين 1984- 1998 كان حزب العمال الكردستاني يتلقى دعم كبيرا من سوريا، أنشأ المخيمات؛ عمل على إيواء أوجيلان، وفي هذه الفترة تلقت تركيا عدة هجمات أوقعت 4050 قتيلا في صفوف الجيش والشرطة التركية. وبعد وفاة الأب حافظ الأسد قام بشار الأسد بتحسين العلاقات المشتركة بين الدولتين، ولكن نرى وأن الأسد يقوم بدعم عناصر حزب العمال المتواجدين على الحدود، بهدف الضغط على الحكومة التركية للتراجع عن قراراتها حيال سوريا. ويشير الكاتب في نهاية المقال أنه في حال تم الإطاحة بالنظام السوري فسوف يؤدي إلى ضعف الدعم للحزب؛ الأمر الذي سوف يؤدي إلى صعوبة مهمته، لأن الأسد يعتبر الداعم الأكبر لهذا الحزب.

 نشرت صحيفة نيزافيسيمايا جازيتا الروسية مقالاً بعنوان "ثعالب البحر في مضيق هرمز" للكاتب يفغيني غريغوريف، يقول فيه الكاتب إن البنتاجون سيشتري فوراً "طائرات بدون طيار تحت الماء" من أجل مكافحة الألغام الإيرانية المحتملة في مضيق هرمز. رئيس هيئة الأركان المشتركة للولايات المتحدة الجنرال مارتن ديمبسي اشتكى من أن طهران قادرة على فعل ذلك، وفي هذا الصدد تضاعف إلى ما يصل ثمانية وحدات من كاسحات الألغام للأسطول الأمريكي الخامس ومقرها في البحرين. لذا يجب على الطائرات بدون طيار تعزيز قدراتها القتالية، حيث يسمى النموذج الألماني"طائرات بدون طيار تحت الماء" باسم "ثعلب البحر". تقول صحيفة لوس أنجلس تايمز إن أول شحنة قام فيها البنتاجون لشراء هذا النوع من الطائرات كان في فبراير/شباط، والجنرال جيمس مارتيس رئيس القيادة المركزية للقوات العسكرية الأمريكية هو من طلب هذه الشحنة، حيث يكلف كل جهاز 100 ألف دولار.

أكراد سوريا يتّحدون ضد الأسد، ولكن ليس مع المعارضة

واشنطن انستيتوت الأمريكي - ديفيد بولوك

إذا حصل تحول سياسي مفاجئ لدى الثلاثة ملايين كردي في سوريا، الذين يسيطرون الآن على الكثير من حدود بلادهم مع تركيا، فسوف يوفر ذلك فرصة للولايات المتحدة لتنسيق سياستها بصورة أفضل مع الحلفاء في المنطقة، وتشجيع المعارضة السورية على احترام حقوق الأقليات. في الوقت الذي يركز العالم انتباهه على التفجيرات والصدامات في دمشق وحلب، كان أكراد سوريا يدفنون خلافاتهم الداخلية في منتصف تموز/يوليو - بمساعدة الأكراد العراقيين ومباركة تركيا - ثم بدأوا على أثرها بطرد قوات النظام السوري من أراضيهم. ويُعد ذلك ضربة قاصمة للنظام قد تؤدي على الأرجح إلى إخلاء الممرات الشمالية، المؤدية إلى حلب، أمام قوات المعارضة. غير أن العلاقات الكردية مع بقية فصائل المعارضة السورية ما تزال سبباً لخلاف عميق.

الحركات الكردية المتنافسة في سوريا: انقسم أكراد سوريا مؤخراً بحدة بين حركتين رئيسيتين هما: "حزب الاتحاد الديمقراطي" الذي تأسس عام 2003 ويتعاون مع كل من نظام بشار الأسد و "حزب العمال الكردستاني" المعادي لتركيا الذي يتبع العنف، و"المجلس الوطني الكردي" في سوريا وهو مزيج تشكل في تشرين الأول/أكتوبر 2011 من خمسة عشر حزباً محلياً معارضاً لكل من الأسد و"حزب العمال الكردستاني". وحيث اشتد وطيس الثورة السورية خلال العام الماضي بدأت هاتان الحركتان معركة فعلية بينهما في المناطق الكردية في سوريا. لكن المحاولات السابقة للإصلاح بينهما وخاصة تلك التي بُذلت في كانون الثاني/يناير وثانية في أيار/مايو 2012 لم تؤت ثمارها حيث كانت خلافاتهما ببساطة عميقة جداً كما أن الداعمين للحركتين متساوون في القوة بما يجعل من الصعب الوصول إلى اتفاق دائم. وعلى ضوء هذه الخلفية المشؤومة دعا رئيس "حكومة إقليم كردستان" المجاورة في العراق مسعود بارزاني في أوائل تموز/يوليو الزعماء الأكراد السوريين من كلا الفصيلين المتنافسين الرئيسيين إلى مقر قيادته في صلاح الدين في العراق خارج أربيل في محاولة أخرى لصياغة اتفاق. وقد نجحت المحاولة هذه المرة رغم ما تردد عن وجود معارضة من قبل الداعمين المتعصبين لـ "حزب العمال الكردستاني" داخل "حزب الاتحاد الديمقراطي" وفي صفوف مقاتلي "حزب العمال الكردستاني" من الأكراد السوريين في جبال قنديل بالقرب من الحدود بين العراق وتركيا وسوريا. والأمر الذي عزز هذا النجاح المفاجئ هو التصور المنتشر على نحو متزايد - حتى بين حلفاء بشار الأسد السابقين - بأن الرئيس السوري قد بدأ يفقد السيطرة على السلطة.

على أن الاتفاق الذي تم توقيعه بين "حزب الاتحاد الديمقراطي" و"المجلس الوطني الكردي" في 11 تموز/يوليو لم يتم نشره رسمياً، إلا أن نقاطه الرئيسية تم قراءتها أمام كاتب هذه السطور في اسطنبول من قبل أحد كبار المشاركين في المفاوضات بعد مرور يومين من التوقيع. أولاً: سيتوقف "حزب الاتحاد الديمقراطي" و"المجلس الوطني الكردي" عن مقاتلة بعضهما البعض ويتحدان معاً في "مجلس كردي أعلى" جديد [يكون مسؤولاً] عن منطقتهم في سوريا. ثانياً: سوف يركز "حزب الاتحاد الديمقراطي" من الآن فصاعداً وبشكل حصري على القضية الكردية داخل سوريا وليس عبر الحدود في تركيا، بما يحمل دلالة واضحة على أن الحزب يَعِدُ الآن بوقف أي دعم عملي لـ "حزب العمال الكردستاني". ثالثاً: سيطرد الأكراد السوريون المتوحدون مؤخراً مسؤولي الحكومة السورية وقوات الأمن من منطقتهم - التي كانت تعمل فيها، قبل أسبوعين فقط، العديد من مؤسسات النظام بشكل طبيعي تقريباً - رغم الاضطرابات القائمة في أماكن أخرى من البلاد. وحتى الآن وعلى ضوء جميع التوقعات السابقة يستمر الوفاق الكردي الداخلي بشكل كبير، حيث أوقف الأكراد السوريون مقاتلة بعضهم البعض. صحيح أن انفصال "حزب الاتحاد الديمقراطي" عن "حزب العمال الكردستاني" ليس قاطعاً إلا أن الأحداث والمراقبين المهتمين بالموضوع يعملون بقوة في اتجاه هذا المسار. فخلال الأسبوعين الماضيين انسحبت قوات النظام أو تم طردها من المدن الكردية الواحدة تلو الأخرى رغم أن هناك أنباء مفادها بأنه ما زالت هناك بعض المناوشات التي تقع في القامشلي ومناطق حدودية شرقية أخرى. كما أن بعض الأكراد المحليين يساعدون حلب على مقاومة حصار النظام السوري على الرغم أنه من [ناحية الأوضاع] برمتها يركز أكراد سوريا الآن على تأمين مناطقهم.

المعارضة السورية تتجاهل المطالب الكردية: ورغم ذلك ما تزال المعارضة السورية والأحزاب الكردية مختلفين بشدة حول مطالب الأكراد بالاعتراف بهم كشعب مميز داخل سوريا له حقوقه الثقافية واللغوية تحت نوع من "اللامركزية السياسية". ووفقاً لبعض الشخصيات الكبيرة في المعارضة السورية وشيوخ القبائل وقادة "الجيش السوري الحر" في أنطاكيا واسطنبول فإنه لو حصل الأكراد على الاستقلال، فعندئذ السؤال هو ما حال الحشد الآخر من الأقليات السورية؟ وعلاوة على ذلك، تقول هذه الشخصيات إن تركيا سوف تجاهد لعرقلة أي اتفاق عربي - كردي في سوريا. وحتى الآن فإن "المجلس الوطني السوري" الذي ما يزال يشكل المجموعة الرئيسية المنظمة في المعارضة لم يُظهر أية علامة على التزحزح عن هذا الموقف. ففي 22 تموز/يوليو التقى رئيسه عبد الباسط سيدا - هو نفسه من أصل كردي - بوزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، وأطلق بعد ذلك تصريحاً احتقارياً ومضللاً قال فيه "لقد سلم النظام السوري المنطقة إلى «حزب العمال الكردستاني» أو «حزب الاتحاد الديمقراطي». والمناطق التي رفع عليها هذان الفصيلان الكرديان أعلامهما هي تلك التي منحها لهما بشار الأسد. إن الشعب الكردي ليس من صف هذين الفصيلين ولكنه في صف الثورة. غير أن لبعض الأطراف أجندتها الخاصة التي لا تخدم القضية الوطنية السورية." ووفقاً لروايات خاصة عن المداولات التي دارت بين [فصائل] المعارضة السورية، يعكس هذا الموقف إلى حد ما إذعاناً للأماني التركية المتصورة. لكن هذا تحديداً هو السبب في أن ثمة أملاً الآن لقيام المزيد من المرونة في صفوف "المجلس الوطني السوري" حول هذا الموضوع. فالسياسة التركية تجاه المسألة الكردية السورية تتغير بهدوء بعيداً عن الربط التلقائي بين النشاط السياسي الكردي في تلك البلاد والتهديد الإرهابي لـ "حزب العمال الكردستاني" ضد تركيا.

سياسة أنقرة الجديدة "لننتظر ونرى" تجاه الأكراد السوريين: إن أية مسألة كردية هي موضوع حساس جداً في تركيا، كما أن التطورات الجديدة التي تحدث عبر الحدود السورية لا تشكل استثناء. فالإعلام التركي كعادته منقسم بشدة حول هذه المسألة. كما أن الصحفيين وكتاب العواميد الذين يدعمون "حزب العدالة والتنمية" الحاكم يؤكدون المنافع المرتقبة لتركيا من إعادة التقارب مع أكراد سوريا فيما ترفع صحافة المعارضة شبح عدو آخر وهو الجبهة الموالية لـ "حزب العمال الكردستاني". وتَعِدُ التصريحات التركية الرسمية بالرد بحزم ضد أية استفزازات من داخل سوريا يقوم بها "حزب العمال الكردستاني". وقد أفادت الصحافة المحلية بوجود تحركات عسكرية إضافية إلى الجنوب من سانليورفا باتجاه المناطق الكردية عبر الحدود السورية. إلا أن التصريحات الرسمية التركية تشير أيضاً بدهاء إلى أن أنقرة سوف تتسامح مع أي تقدم تقوم به جماعات كردية سورية لو أنها رأت علامات واضحة على كون "حزب الاتحاد الديمقراطي" قد هجر "حزب العمال الكردستاني". وفي 22 تموز/يوليو تردد عن مصدر بالحكومة التركية قوله "إننا سوف نراقب بدقة ما إذا كان «حزب الاتحاد الديمقراطي» يعمل مع أية جماعات كردية أخرى أم لا." وبالمثل، ففي 25 تموز/يوليو على سبيل المثال صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان "إننا لن نسمح لتنظيم إرهابي بتهديد تركيا من داخل سوريا. ومن المستحيل بالنسبة لنا أن نتسامح مع تعاون «حزب العمال الكردستاني» مع «حزب الاتحاد الديمقراطي»." ويمكن عزو هذا الرد الحذر والمميز نسبياً إلى علاقة العمل الممتازة جزئياً القائمة بين تركيا ومسعود بارزاني الذي توسط في آخر اتفاق سوري كردي ويستمر في لعب دور محوري في تنفيذ هذا الاتفاق. ووفقاً لذلك، من المقرر أن يلتقي داوود أوغلو هذا الأسبوع مع بارزاني في أربيل لمناقشة تنسيق الخطوات القادمة في هذا التعديل الدقيق جداً في السياسة.

دلالات للسياسة الأمريكية: إنها لأخبار سارة أن يعمل أكراد سوريا نحو التصالح مع بعضهم البعض ومع جارين صديقين للولايات المتحدة - أي "حكومة إقليم كردستان" وتركيا - في الوقت الذي يقفون ضد نظام الأسد. ورغم ذلك فمن المفارقات أن هذا التحول الإيجابي المهم إنما يزيد أيضاً من التوترات مع الجماعات العربية التي تمثل أغلبية داخل المعارضة السورية، وكذلك بين "حكومة إقليم كردستان" والحكومة المركزية التي يهيمن عليها العرب في بغداد والتي أرسلت قوات إلى المنطقة الحدودية للتصدي لوحدات محلية من "حكومة إقليم كردستان". ولذا، ينبغي على السياسة الأمريكية ألا تكتفي بمجرد حث العرب والأكراد على تسوية خلافاتهم في كل بلد. فالأوْلى بها أن تنصح واشنطن رموز المعارضة السورية، وذلك بأنه نظراً لحاجتهم إلى اجتذاب الأقليات في البلاد فإن أفضل مسار لهم هو الانخراط بشكل أكثر إبداعاً مع تلك الجماعات، ولكن ليس بمحاولتهم فرض "رؤية" معينة لمستقبل سوريا بغض النظر عن مدى "تعدديتها." وعلى العكس من ذلك، ينبغي على الولايات المتحدة أن تشجع الأكراد السوريين والعراقيين على دعم المعارضة السورية بكل طريقة ممكنة. والثمن الذي يستحق الدفع هو أن تغير واشنطن سياستها عن طريق دفع المعارضة السورية نحو اعتراف أكبر بالحقوق الكردية وعرض دعم أمريكي أكبر للمعارضة السورية كحافز حاسم.

وفي الرؤية مستقبلاً ينبغي أن يركز العون الأمريكي - حول التخطيط نحو الانتقال لفترة ما بعد الأسد - على تفادي الصراعات بين المطالب والتطلعات السياسية الكردية والعربية داخل سوريا. ويُعتبر هذا الموضوع خطراً ومهماً بنفس قدر خطورة وأهمية مسألة الأقلية العلوية التي تتمتع بالفعل باعتراف أكبر بكثير، لا سيما وأن الأكراد يمثلون نفس النسبة المئوية تقريباً بين سكان سوريا بالإضافة إلى أن هناك عدة ملايين من الأكراد في العراق وتركيا مما يجعل انخراط جيران سوريا أمراً محتملاً جداً. وعلى الأقل فمن خلال العمل مع تركيا و"حكومة إقليم كردستان" وغيرهما ينبغي أن تجاهد الولايات المتحدة من أجل تفادي وقوع صراع تركي كردي أو عربي كردي في سوريا أو على حدودها. وفي الوقت ذاته، ورغم نفوذها الأكثر محدودية ينبغي على الولايات المتحدة أن تحث بغداد على التصدي بقوة أكبر لإيران والتصالح مع "حكومة إقليم كردستان" والتخلي عن دعم نظام الأسد.


إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً