الملف الافغاني
في هـــذا الملف:
أفغانستان.. مرشحا الرئاسة يوافقان على التدقيق في بطاقات الاقتراع
كيري: مستقبل أفغانستان على المحك
كرزاي يرحب بالاعلان عن اعادة فرز نتائج الانتخابات الافغانية
هيج يرحب باتفاق إعادة فرز الأصوات فى الانتخابات الرئاسية الأفغانية
مصرع 8 مدنيين في انفجار بجنوب أفغانستان
متمردون قادمون من أفغانستان يقتلون ثلاثة جنود باكستانيين
تقرير - هل تتجه أفغانستان نحو إعلان حالة الطوارئ؟
أفغانستان.. مرشحا الرئاسة يوافقان على التدقيق في بطاقات الاقتراع
المصدر: الحــرة
أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن مرشحي الرئاسة في أفغانستان عبدالله عبد الله وأشرف غني وافقا على التدقيق في كل بطاقات اقتراع الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية بعد اتهامات بالتزوير.
وأوضح كيري في مؤتمر صحافي في كابل أن كلا المرشحين أعربا عن استعداداهما للتعاون لحل أزمة نتائج الانتخابات المتنازع عليها، داعيا كل الأطراف إلى تحمل المسؤولية لمنع انزلاق البلاد نحو الفوضى.
وأضاف قائلا "هذه هي الإشارة الممكنة الأكثر قوة من قبل المرشحين الاثنين لإظهار الرغبة في استرجاع الشرعية للمسار وللديمقراطية الأفغانية ".
في غضون ذلك، طلب رئيس بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان يان كوبيس من المنظمات الدولية أن تسارع إلى إرسال مراقبين يتولون التدقيق في كل بطاقات التصويت في الانتخابات الرئاسية، استنادا على ما أعلنه كيري.
كيري يلتقي مرشحي الانتخابات الرئاسية الأفغانية مجددا( آخر تحديث 13:40 ت غ)
يواصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري السبت في كابل بذل جهود دبلوماسية مكثفة في محاولة لوضع حد للأزمة السياسية الناشئة من تنازع المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية في أفغانستان والتي تهدد بإغراق البلد في الفوضى.
وبدأ كيري السبت يوما ثانيا من المحادثات مع الخصمين في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 14 حزيران/يونيو عبد الله عبد الله وأشرف غني، اللذين يتبادلان الاتهام بالاستفادة من عمليات حشو صناديق الاقتراع ببطاقات تصويت كثيفة مزورة.
وعلى هامش هذه اللقاءات، كانت السفارة الأميركية في كابل السبت مسرحا لمفاوضات مكثفة بين المرشحين وفريقيهما.
والخلاف بين المرشحين اتخذ منحى مثيرا للقلق الاثنين عندما أعلن غني فائزا مع الإعلان عن النتائج الأولية بـ4,56 بالمئة من الأصوات متقدما بفارق كبير على عبد الله (5,43 بالمئة).
وحل هذا الأخير في الطليعة أثناء الدورة الأولى في الخامس من نيسان/أبريل مع 45 بالمئة من الأصوات بفارق كبير قبل غني، الذي حصد 6,31 بالمئة من الأصوات، ويعتبر أنه سلب منه الفوز بسبب التزوير.
وكان المرشح الذي لم يحالفه الحظ على وشك تفجير الوضع، عندما أعلن نفسه فائزا اعتبارا من اليوم التالي لإعلان نتائج الدورة الثانية. إلا أنه تجنب إعلان "حكومة موازية" كما يطالبه بعض مؤيديه.
وكيري الذي وصل ليل الخميس الجمعة آتيا من بكين، حاول تهدئة النفوس الجمعة مع الاحتفاظ بالحزم في الوقت نفسه. وقال "لا يتعين على أحد أن يعلن نفسه فائزا في الوقت الراهن".
وأضاف "نريد افغانستان موحدة ومستقرة وديموقراطية" وعملية انتخابية "مشروعة".
وبعد يوم طويل من المشاورات الجمعة مع المرشحين ومسؤولين آخرين بينهم الرئيس حميد كرزاي ورئيس بعثة الأمم المتحدة يان كوبيس، لم تتوصل المحادثات إلى أي نتيجة.
وتهدف محادثات كابل إلى التوصل إلى اتفاق حول عدد بطاقات التصويت التي يحتمل أن تكون مزورة وينبغي التدقيق بها.
وقدمت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان حجر الزاوية لاتفاق عندما عرضت التدقيق ببطاقات التصويت في 8050 مكتب اقتراع ما يعني مراجعة 5,3 ملايين صوت.
ووافق فريق غني على خطة الأمم المتحدة، لكن معسكر عبد الله اعتبرها "منقوصة".
كيري: مستقبل أفغانستان على المحك
المصدر: الحــرة
حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مستهل مهمة شاقة للتوسط في الأزمة السياسية في أفغانستان بأن الخلاف حول نتائج الانتخابات الرئاسية يهدد مستقبل البلاد.
وقال كيري، لدى لقائه رئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان يان كوبيس في السفارة الأميركية بكابل صباح الجمعة، "من الواضح أننا في لحظة حرجة للغاية بالنسبة لأفغانستان".
وقال للصحافيين بعدما وصل إلى العاصمة الأفغانية لإجراء المحادثات مع المسؤولين الأفغان سعيا للدفع نحو تسوية للأزمة إن "شرعية الانتخابات في الميزان، إمكانات مستقبل العملية الانتقالية في الميزان، وبالتالي لدينا الكثير من العمل ينبغي إنجازه".
وعقد كيري ظهر الجمعة اجتماعا مع مرشح انتخابات الرئاسة الأفغانية عبد الله عبد الله وبحث معه نتائج جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي.
ومن المقرر أن يلتقي في وقت لاحق المرشح الرئاسي المنافس أشرف غني.
وكان كل من عبد الله وغني قد أعلن فوزه في الدورة الثانية من الانتخابات لاختيار خلف للرئيس حميد كرزاي.
وقال المرشح الرئاسي غني، إنه يؤيد إجراء تحقيق واسع حول المزاعم بوجود تزوير في الانتخابات التي أظهرت النتائج الأولية فوزه.
ثقة أميركية بقدرات القوات الأفغانية
من جانب آخر، أبدى مسؤول عسكري أميركي ثقته بقدرة القوات الأفغانية على تجاوز مرحلة التوتر الحالية التي تشهدها الساحة السياسية في أفغانستان.
وقال نائب رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال جون كامبل، إن أداء القوات الأفغانية خلال الانتخابات الرئاسية هذا العام، أكد حصول تقدم في بناء هذه القوات طوال العام الماضي، وذلك مع اقتراب موعد الانسحاب الأميركي من هذا البلد.
وكامبل هو مرشح الرئيس أوباما لقيادة قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان.
وقال الجنرال الأميركي، خلال جلسة استماع عقدتها لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الخميس، "كل ما أراه لحد الساعة يمثل أخبار سارة بالنسبة إلي. نحن على مسار جيد وعلينا تجاوز هذه المرحلة وإنهاء فصل الانتخابات".
وأضاف كامبل أن هناك بعد الثغرات بشأن درجة استعداد القوات الأفغانية سيتم العمل عليها قبل انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بشكل كامل في عام 2017.
كرزاي يرحب بالاعلان عن اعادة فرز نتائج الانتخابات الافغانية
المصدر: رويترز
رحب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي باعلان المرشحين المتنافسين في انتخابات الرئاسة الأفغانية الالتزام بنتائج اعادة فرز الاصوات تحت إشراف الأمم المتحدة لتسوية خلافاتهما حول النتيجة.
وقال كرزاي في مؤتمر صحفي بعد محادثات مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "أرحب بالاعلان وآمل أن يتم إعادة فرز الأصوات بشكل كامل والبدء فيه بأسرع ما يمكن."
وقال كيري إن كرزاي "مستعد لمواصلة العمل " إلى ان يتم تنصيب خليفته.
ويتنازع المرشحان الرئيسيان عبد الله عبد الله وأشرف عبد الغني على نتائج جولة الاعادة التي اجريت في 14 يونيو حزيران.
هيج يرحب باتفاق إعادة فرز الأصوات فى الانتخابات الرئاسية الأفغانية
المصدر: اليوم السابع
رحب وزير الخارجية البريطانى وليام هيج بالاتفاق الذى توصل له المرشحين الرئاسيين فى الانتخابات الرئاسية الأفغانية بإعادة فرز الأصوات.
وقال وليام هيج فى بيان له "أهنئ المرشحين فى الانتخابات الرئاسة الأفغانية على وصولهما إلى اتفاق ، وتفضيلهما لمصالح الشعب الأفغاني".
وأضاف " نأمل فى أن إعادة فرز الأصوات سيمكن الأفغان من وضع ثقتهم فى العملية الانتخابية ونتائجها ، وأن المملكة المتحدة ستدعم الجهود الرامية إلى ضمان عملية إعادة فرز سليمة وتفى بالمعايير الدولية" ، وأضاف " كما أرحب بالتزام الفائز فى نهاية المطاف بتشكيل حكومة وحدة وطنية."
ووجه الوزير البريطانى التهنئة لنظيره الأمريكى جون كيرى على الدور الذى لعبه فى التوصل إلى هذا الاتفاق الحيوى ، وقال " نتطلع إلى الترحيب بالحكومة الأفغانية والمجتمع الدولى فى قمة حلف شمال الأطلسى فى ويلز ومؤتمر لندن حول أفغانستان فى وقت لاحق هذا العام " .
مصرع 8 مدنيين في انفجار بجنوب أفغانستان
المصدر: ايلاف
قال مسئولون أفغان أمس السبت إن 8 مدنيين بينهم 5 نساء قتلوا في انفجار عبوة ناسفة بسيارتهم جنوب أفغانستان.
ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن متحدث باسم حاكم إقليم قندهار داوا خان مينابال قوله "كانوا يتنقلون من منطقة باجواي إلى مدينة قندهار لزيارة طبيب والتسوق، لكن عبوة ناسفة زرعتها حركة طالبان مؤخرا استهدفت سيارتهم ووقعت هذه المأساة" .. مضيفا "ما زالت جثثهم في المنطقة ونقلت الشرطة بالفعل طفلين مصابين في الحادث إلى مستشفى إقليمي".
ووقع الانفجار بعد أيام من إصدار طالبان أوامر لرجالها بتجنب استهداف المدنيين .. وجاء في بيان صدر عن الحركة : "علينا أن نكون حريصين للغاية عند زرع العبوات الناسفة لاستهداف العدو ويجب أن نفكر في حياة الناس العاديين."
وفي هجوم مشابه بمدينة جلال آباد في شرق أفغانستان قتل شخصان في انفجار قنبلة تم التحكم فيها عن بعد .. وقال متحدث باسم الحاكم الإقليمي إن الانفجار استهدف سيارة تابعة للجيش لكن لم تلحق بها أضرار.
وكانت الأمم المتحدة قالت الأسبوع الماضي إن الصراع في أفغانستان يتسبب في سقوط عدد متزايد من الضحايا المدنيين حيث ارتفع عدد الضحايا بمعدل الربع تقريبا في النصف الأول من العام الحالي.
متمردون قادمون من أفغانستان يقتلون ثلاثة جنود باكستانيين
المصدر: البوابة نيوز
أعلنت السلطات الباكستانية أن متمردين قدموا من أفغانستان قتلوا ثلاثة جنود على الأقل في هجوم فجر أمس السبت في منطقة قبلية شمال غرب باكستان .
وقالت السلطات الباكستانية ان نحو عشرين متمرداً مزودين بأسلحة متطورة عبروا الحدود لشن هجوم على مركز حدودي في منطقة باجور المحاذية لولاية كونار الأفغانية .
وقال أحد رجال الأمن في باجور ان "اثنين من رجال الأمن وجندياً قتلوا في هذا الهجوم"، كما جرح جندي ومدني . وصرح مسؤول حكومي أن المتمردين فروا بعد تدخل القوات الباكستانية .
ولم تتبن أي جهة الهجوم لكن السلطات الباكستانية نسبته إلى حركة طالبان باكستان التي تنشط منذ سبع سنوات ضد إسلام آباد .
إصابة ثلاثة من قوات الناتو في تفجير انتحاري شرق أفغانستان
المصدر: الدستور المصرية
أعلنت السلطات في أفغانستان إصابة ثلاثة من قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في تفجير انتحاري استهدف قافلتهم في شرق البلاد.
ونقلت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية اليوم الأحد عن أحمد ضياء عبد الضيا المتحدث باسم حاكم إقليم "نانجرهار" قوله إن الهجوم وقع الليلة الماضية في منطقة "بهسود".
من جانبها ، قالت قوات الناتو إن الجنود التابعين لها قتلوا منفذ الهجوم، ولم تقع أي إصابات أخرى.
وأعلنت حركة "طالبان" مسئوليتها عن هذا الهجوم.
تقرير - هل تتجه أفغانستان نحو إعلان حالة الطوارئ؟
المصدر: الجزيرة نت
بعد الانتهاء من الجولة الثانية للرئاسيات الأفغانية، احتد النزاع بين المرشحين المتنافسين على منصب الرئاسة، وسط دعوات للتصعيد واتهامات من حملة المرشح عبد الله عبد الله لحملة أشرف غني أحمد زاي بتزوير أكثر من مليون صوت، وللأمين العام للمفوضية المستقلة بالتزوير لصالح الأخير.
ونتيجة لتلك التطورات وما صاحبها من تصعيد في المواقف بشكل بات مقلقا للشعب الأفغاني، يتساءل الجميع عن النتائج المحتملة لهذا الصراع، وعن سيناريوهاته المستقبلية.
حقائق في جولة الإعادة
وقبل التوقف عند السيناريوهات المحتملة، أود الإشارة إلى بعض الحقائق في الجولة الثانية لهذه الانتخابات:
أ- مما لا شك فيه أن حملتي المرشحين مارستا التزوير على أوسع نطاق في الجولة الثانية، وقد تكون إحداهما فاقت الأخرى في ذلك، أو مارست التزوير بشيء من الذكاء، وعن طريق شراء الذمم بالمال، لكن الأخرى أيضا لم تقصّر. والسبب في ذلك أن الظروف لم تكن تحت سيطرة جهة واحدة، بل كانت الولايات الأفغانية المختلفة موزعة بين نفوذ الطرفين، كما أن القوات الأمنية كانت مقسمة بينهما كذلك، ومن هنا لا يصح أن يتهم أحدهما الآخر بالتزوير ويبرئ نفسه منه.
ب- خاض الطرفان الجولة الثانية على أساس العصبية العرقية، وكان من مساوئ ذلك أنها ساهمت في تقسيم المجتمع على أساس عرقي. وكان من الواضح أن أحد الطرفين يمثل العرقية البشتونية بالإضافة إلى العرق الأوزبكي، مع استقطاب بعض الشخصيات من الطاجيك ومن عرقيات أخرى. وكان الطرف الآخر يمثل العرقية الطاجيكية بالإضافة إلى عرقية الهزارة -الشيعة في الغالب- مع استمالة بعض البشتون إلى صفه، وخاصة على مستوى الشخصيات دون عامة الناس. وهذا الاستقطاب العرقي في المجتمع هو أسوأ ما في هذه الجولة.
ج- لم تحاول حركة طالبان عرقلة عملية التصويت، ومن أهم ما تميزت به الانتخابات في هذه الجولة التعامل السلمي للحركة في كثير من المناطق وخاصة تلك التي يقطنها البشتون، فلم تحاول منع الناس من الإدلاء بأصواتهم، بل شجعت السكان على المشاركة في الانتخابات في بعض المناطق وفق بعض التقارير الصحفية.
ومن الواضح أن أغلب أصوات سكان هذه المناطق كانت لصالح أشرف غني أحمد زاي، وهذا يدل على أن حركة طالبان تتوقع أنها تستطيع أن تتعامل معه في حال وصوله إلى السلطة، وأنها لن تجد عائقا في التحاور معه، ولا تحتفظ له بمواقف سلبية سابقة ضد الحركة، مثل تلك التي تحتفظ بها للجهة التي يمثلها منافسه عبد الله عبد الله منذ العام 2001 وما بعده.
د- التدخل الأجنبي في الانتخابات: يقول المطلعون على خفايا الشأن الأفغاني إن الانتخابات الحالية -مثل سائر الشؤون الأفغانية- كانت مرتعا للجهات الأجنبية، وإن أحد الطرفين كان محل تأييد وثقة من دول إيران والهند وباكستان في الجولة الأولى، وكان الطرف الآخر تؤيده أميركا والمملكة العربية السعودية، وقد لعبت الأخيرة دورا أساسيا في تمويل حملة أشرف غني أحمد زاي في هذه الجولة.
ويرى مطلعون أن لمواقف الطرفين السعودي والأميركي من الربيع العربي وما يحدث في مصر وسوريا وموقفهما من تنظيم "الدولة الإسلامية"، دخل كبير في التوافق على مرشح معين. ولم تكن باكستان تخفي سعادتها بتقدم عبد الله عبد الله في الجولة الأولى، لكن التدخل السعودي في الموضوع غيّر الوضع في الجولة الثانية للعلاقات الوطيدة بين حكومتي البلدين. وكان لبعض هذه الأمور دور كبير في تأزيم الوضع في أفغانستان بعد الانتخابات.
السيناريوهات المحتملة
يتوقع الخبراء في الشأن الأفغاني أن يؤول أمر نتائج الانتخابات الرئاسية الأفغانية في الجولة الثانية إلى أحد السيناريوهات التالية:
1- إعلان حالة الطوارئ
يرى بعض المحللين أن الأوضاع السياسية تتقدم نحو تهيئة الظروف لإعلان حالة الطوارئ من قبل الرئيس الحالي حامد كرزاي، لأنه -في نظرهم- غير متحمس لترك منصبه، فسمح بتزوير الانتخابات لتهيئة الظروف للفوضى والاضطرابات، ويتمكن بناء على ذلك من إلغاء نتيجة الانتخابات وإعلان حالة الطوارئ، وتشكيل حكومة يرأسها هو أو أحد مقربيه ويجمع فيها فئات مختلفة من الشعب بنسب معينة.
لكن المحللين يستبعدون هذا السيناريو لأن الحكومة الأفغانية تعتمد في كل شيء -حتى في رواتب موظفيها- على المساعدات الأجنبية وخاصة الأميركية، ولا يمكن للنظام أن يحافظ على وجوده إذا توقفت تلك المساعدات، وأميركا غير مستعدة لقبول كرزاي في السلطة أكثر من ذلك، ولهذا فلن يقدم هو على هذه الخطوة رغم رغبته الشديدة في البقاء.
2- العودة إلى الفوضى والحروب الداخلية
يرى بعض المحللين أن الأوضاع ستتجه نحو الحروب الداخلية والفوضى في أفغانستان على غرار ما حدث في العراق، وذلك بسبب أزمة الثقة التي ظهرت للعلن بين المرشحين الرئاسيين، فكلاهما يتهم الآخر بالتزوير، كما أن أحدهما لا يقبل بقرارات الجهات الرسمية المخولة الإشراف على العملية الانتخابية مثل المفوضية المستقلة للانتخابات والمفوضية المستقلة للشكاوى والطعون الانتخابية.
ومن الممكن أن يذكي ذلك صراعات القوى الإقليمية والدولية التي تدور على أرض أفغانستان، والتي تنوب فيها جهات أفغانية عنها، علما بأن بعض الدول المجاورة مستعدة لتقديم كل أنواع الدعم التسليحي والتمويني لعرقلة النفوذ الأميركي والسعودي في أفغانستان.
لكن المطلعين على خبايا الأمور يرون أن الأمور لن تتطور إلى هذا الحد، لأن القيادات الحالية للجهة التي تقف وراء عبد الله عبد الله ليس لديها استعداد لحمل السلاح، خاصة بعد ما فقدت قبيل الانتخابات السند العسكري الأقوى داخل النظام بوفاة المشير محمد قسيم فهيم القيادي العسكري الأبرز بعد رحيل المهندس أحمد شاه مسعود، كما أن الشعب الأفغاني ليس مستعدا لرفع السلاح ضد بعضه في قضايا بسيطة يمكن حلها عبر المحادثات.
وقد حاولت بعض القيادات من كلا الطرفين أن تهيئ الظروف للاقتتال الداخلي بإثارة الصراعات العرقية، لكن الأمر بقي في دائرة المثقفين وفي وسائل الإعلام فقط ولم يتجاوب الشعب معه كثيرا، ومن هنا يستبعد هذا السيناريو كذلك مع رغبة شديدة لدى بعض الجهات الأجنبية لتطبيقه، لكن تلك الجهات لن تستطيع بطبيعة الحال تنفيذ خططها إذا عجزت عن إيجاد من يقاتل نيابة عنها.
3- الوصول إلى حل وسط
يرى البعض أن السيناريو الأقرب إلى الواقع يتمثل في اتفاق بين الطرفين يتولى بموجبه أشرف غني أحمد زاي منصب الرئاسة، على أن يقبل عبد الله عبد الله بما هو دون ذلك.
وقد قوي هذا الاحتمال بعد البيانات التي أصدرها البيت الأبيض ومجلس الأمن الدولي حول الانتخابات الأفغانية وأكدا فيها على ضرورة التوافق حول القضايا الخلافية عبر الحوار وعدم السماح للأمور بالخروج عن السيطرة. ويتأكد هذا الاحتمال في ظل ضعف استجابة الشعب للمظاهرات والاحتجاجات، خاصة بعد حلول شهر رمضان. ويبدو أن هذا هو السيناريو المحتمل تحققه.
لكن المشكلة في نوع التوافق بين الطرفين، فإذا اتفقا على توزيع الوزارات والمناصب العليا في الحكومة سيؤدي ذلك إلى إدارة البلد على غرار إدارة شركة مساهمات، كما كان الحال طوال فترة كرزاي، وبناء على ذلك لن تتم محاسبة الحكام الفاسدين، ولن يتم الخروج من حالة الشلل التي تعيشها الحكومة الأفغانية منذ تولي كرزاي إدارتها، فبسبب ذلك الشلل لم تستطع أن تحقق للشعب الأفغاني ما كان يحلم به من إدارة نزيهة، ومحاربة للفساد، وتقدم في الاقتصاد، وإعادة الاستقرار والصلح إلى أفغانستان.
لكن أيا كانت الظروف فإن الشعب الأفغاني يتوقع أن لا تؤدي الأوضاع الحالية إلى مزيد من الانقسام والاستقطاب داخل المجتمع الأفغاني، ويأمل من الدول المجاورة والقوى الإقليمية والدولية أن لا تغرقه في بحار من الدماء مرة أخرى لأجل مصالحها الهامشية، كما يأمل أيضا أن يتجه الجميع -بعد الخروج من هذه الأزمة- نحو مصالحة وطنية تعيد الاستقرار والأمن إلى ربوع أفغانستان.


رد مع اقتباس